مسبار غاليليو

عودة للموسوعة

كان مسبار غاليليو مسبارًا مُصممًا للدخول في الغلاف الجوي للمشتري حُمل على متن مركبة غاليليوالفضائية الرئيسية، إذ ولج مباشرةً في بقعةٍ ساخنة وأوفد خلال رحلته بياناتٍ من الكوكب. بُني المسبار الذي بلغت كتلته 339 كيلوجرامًا (747 باوندًا) من قِبل شركة طائرات هيوز في مصنعها في إل سغوندو، كاليفورنيا، وبلغ عرضه 1.3 متر (4.3 قدم) تقريبًا. كانت الأدوات الفهمية محمية من الحرارة والضغط الشديدين داخل الدرع الحراري الخاص بالمسبار أثناء رحلته عالية السرعة داخل الغلاف الجوي للمشتري، إذ ولج بسرعة 47.8 كيلومتر (29.7 ميل) في الثانية فيسبعة ديسمبر 1995، في الساعة 22:04 بالتوقيت العالمي المُنسق وتوقف عن العمل في الساعة  23:01 بنفس التوقيت، أي بعد دخوله بـ 57 دقيقة و36 ثانية.

وصف المهمة

انفصل المسبار عن المركبة الفضائية الرئيسية في يوليو1995، قبل خمسة أشهر من وصوله إلى المشتري، ودخل في الغلاف الجوي للكوكب دون كبحٍ مُسبق. تقلصت سرعة دخول المسبار البالغة 47 كيلومترًا في الثانية إلى سرعة دون صوتية في أقل من دقيقتين. أدّت الرحلة السريعة عبر الغلاف الجوي إلى تسخين الدرع الحراري إلى حوالي 15500 درجة مئوية (28000 درجة فهرنهايت).

في ذلك الوقت، كانت هذه أصعب محاولة دخولٍ في غلافٍ جوي على الإطلاق؛ ولج المسبار بخمسين ضعف سرعة الصوت (50 ماخ) وصمد أمام تباطؤٍ بلغت ذروته 228 ضعف تسارع الجاذبية الأرضية. فقد الدرع الحراري البالغة كتلته 152 كيلوجرامًا، والذي شكّل نصف كتلة المسبار الكلية تقريبًا، 80 كيلوجرامًا خلال عملية الدخول. قامت ناسا ببناء مختبرٍ خاص، ألا وهومرفق الكواكب العملاق، لمحاكاة التسخين الذي تعرض له المسبار، الذي كان مُشابهًا للحمل الحراري الذي يتعرض له الرأس الحربي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات (آي سي بي إم) أثناء دخوله الغلاف الجوي مُضافًا إليه التسخين الإشعاعي للكرة النارية في انفجارات القنابل النووية الحرارية. نشر المسبار بعد ذلك مظلته البالغ قُطرها 2.5 متر (8.2 قدم)، وفصل درعه الحراري الذي سقط في داخل كوكب المشتري.

أثناء نزول المسبار إلى عمق 156 كيلومترًا (97 ميلًا) داخل الطبقات العليا للغلاف الجوي للمشتري، قام بجمع بيانات على مدار 58 دقيقة حول الطقس المحلي للمشتري. توقف الإرسال عندما تجاوز الضغط المحيط بالمسبار 23 ضعف الضغط الجوي الأرضي ووصلت درجة الحرارة إلى 153 درجة مئوية (307 درجة فهرنهايت). أُرسِلت البيانات أولًا إلى المركبة المدارية العائمة فوق المشتري، لترسلها بعد ذلك إلى الأرض. قام جهازا الإرسال بنطاق – إل بنقل البيانات بمعدل 128 بايت في الثانية وأوفدا تدفقات متطابقة تقريبًا من البيانات الفهمية إلى المركبة المدارية. زُودت جميع إلكترونيات المسبار بالطاقة بواسطة بطاريات ثاني أكسيد كبريت الليثيوم (LiSO2) التي وفرت قُدرةً كهربائيةً رمزية بلغت حوالي 580 واطًا مع سِعةٍ تقديرية بلغت 21 أمبير-ساعة عند وصولها إلى المشتري.

الأدوات الفهمية

احتوى المسبار على سبع أدوات فهمية لجمع البيانات أثناء هبوطه داخل المشتري، وهي:

  • أداة لدراسة بُنية الغلاف الجوي تقيس درجة الحرارة والضغط ومُعدل التباطؤ.
  • مطياف كُتلي مُتعادل.
  • جهاز للكشف عن الهيليوم، مقياس تداخل يدعم دراسات هجريب الغلاف الجوي.
  • مقياس كدر لتحديد مسقط السُحب ورصد الجسيمات السحابية.
  • مقياس إشعاع صافي التدفق لقياس الفرق بين التدفق الإشعاعي العلوي والسفلي عند جميع ارتفاع.
  • كاشف برق والانبعاثات الراديوي لقياس الضوء والانبعاثات الراديوية المرتبطة بالبرق.
  • كاشف للجسيمات عالية الطاقة في أحزمة الإشعاع الخاصة بالمشتري.

بالإضافة إلى ذلك، احتوى الدرع الحراري الخاص بالمسبار على أدواتٍ لقياس الاستئصال (الاجتثاث) أثناء النزول. وصل إجمالي البيانات التي أوفدها المسبار إلى 3.5 ميغابت تقريبًا (460000 بايت). توقف المسبار عن إرسال البيانات قبل انقطاع خط نظره مع المركبة المدارية. كان ازدياد درجة الحرارة هوالسبب المُرجّح للفشل النهائي للمسبار، وهوما أشارت إليه أجهزة الاستشعار قبل فُقدان الإشارة.

استمر المسبار بإرسال البيانات حتى وصل الضغط إلى 21 بار. (يُعادل الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر على الأض حوالي 1 بار)

نتائج المهمة ونهايتها

دخل المسبار في الغلاف الجوي للمشتري في الساعة 22:04 بالتوقيت العالمي المُنسق. قبل الدخول، اكتشف المسبار حزامًا إشعاعيًا جديدًا على ازدياد 31000 ميل (50000 كيلومتر) فوق سُحب المشتري العُلوية. تبين أنّ الغلاف الجوي الذي هبط المسبار خلاله كان أكثر كثافة وسخونة مما كان متسقطًا. تبين أيضاً أنّ المشتري يحتوي فقط على نصف كمية الهيليوم المتسقطة ولم تدعم البيانات نظرية بنية السُحب ثلاثية الطبقات. قام المسبار بقياس طبقة مهمة واحدة فقط، ولكن مع وجود مؤشرات كثيرة على مناطق أصغر ذات كثافةٍ جسيمية مُتزايدة على طول المسار بأكمله. اكتشف المسبار كمية أقل من البرق والماء، لكنه اكتشف رياحًا أكثر مما كان مُتسقطًا. كان الغلاف الجوي أكثر اضطرابًا وكانت الرياح أسرع بكثير من الحد الأقصى المتسقط البالغ 350 كيلومترًا في الساعة (220 ميلًا في الساعة). تطلب الأمر تحليلًا شاقًا لبيانات الرياح الأولية من قِبل المسبار لتحديد السرعات العملية للرياح المُقاسة. أظهرت النتائج في نهاية المطاف أنّ سرعات الرياح في الطبقات الخارجية كانت تتراوح بين 290 و360 كيلومترًا في الساعة (80 - 100 متر في الثانية)، أي أنها تتفق مع القياسات البعيدة السابقة، لكن زادت سرعة الرياح بشكلٍ كبير عند مستويات ضغطٍ تراوحت بين 1-4 بار، ثم حافظت على ارتفاعها بثبات على سرعة 610 كيلومترًا في الساعة (170 مترًا في الثانية). لم يُكشف عن أيّ سطحٍ صلب خلال رحلة النزول لعمق 156 كيلومترًا (97 ميلًا). حدد تحليل لاحقٌ أنّ مسبار غاليليوقد ولج في إحدى البقع الساخنة في الغلاف الجوي للمشتري.

توقف الاتصال اللاسلكي (بسبب ازدياد درجة الحرارة) بعد 78 دقيقة من دخول الغلاف الجوي للمشتري على عمق 160 كيلومترًا. عند تلك النقطة، وصل الضغط ودرجة الحرارة إلى 22 بار و152 درجة مئوية على التوالي وفقًا لبيانات المسبار. يشير التحليل النظري إلى أنّ المظلة قد انصهرت أولًا، بعد حوالي 105 دقيقة من الدخول، ثم تبعتها المكونات المصنوعة من الألمنيوم بعد 40 دقيقة أخرى من السقوط الحر خلال بحر الهيدروجين فوق الحرج. يُتسقط أنّ هيكل التيتانيوم قد صمد لحوالي 6.5 ساعات أخرى قبل تفككه. نتيجة الضغط العالي، تبخرت قطرات المسبار المعدنية أخيرًا بمجرد وصولها لدرجة الحرارة الحرجة، لتمتزج مع الهيدروجين السائل داخل المشتري. من المتسقط أنّ المسبار قد تبخر تمامًا بعدعشرة ساعات من دخوله الغلاف الجوي.

بمرور الوقت، أصبح من الممكن تفحص البيانات لتفهم المزيد عن الغلاف الجوي للمشتري، وكانت إحدى طرق القيام بذلك هي دراسة حركة المسبار أثناء نزوله لأسفل. أظهرت البيانات أنّ حركة الرياح على كوكب المشتري هي تقدمية عند 700 ميللي بار من الضغط وترتفع سرعتها إلى 170 مترًا في الثانية عند 4000 ميللي بار من الضغط.

معرض صور

المراجع

  1. ^ Douglas Isbell and David Morse (22 January 1996). "Galileo Probe Science Results". JPL. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو2019. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2016. صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون (link)
  2. ^ "Hughes Science/Scope Press Release and Advertisement, retrieved from Flight Global Archives May 23, 2010". flightglobal.com. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 مايو2011.
  3. ^ (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2018. اطلع عليه بتاريخ 20 يناير 2020. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  4. ^ Heppenheimer, Thomas A. (2009). . مخط النشر لحكومة الولايات المتحدة. ISBN . مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2020. CS1 maint: ref=harv (link)
  5. Chu-Thielbar (2007-07-19). "Probing Planets: Can You Get There From Here?". مؤرشف من الأصل في 26 يوليو2009. اطلع عليه بتاريخ 27 يوليو2007.
  6. ^ Julio Magalhães (1996-12-06). Probe Spacecraft". NASA Ames Research Center. مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2007. اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2006.
  7. ^ Laub, B.; Venkatapathy, E. (6–9 October 2003). "Thermal Protection System Technology and Facility Needs for Demanding Future Planetary Missions" (PDF). International Workshop on Planetary Probe Atmospheric Entry and Descent Trajectory Analysis and Science. Lisbon, Portugal. مؤرشف من الأصل (PDF) في 08 يناير 2007. اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2006.
  8. ^ Bernard Laub (2004-10-19). "Development of New Ablative Thermal Protection Systems (TPS)". NASA Ames Research Center. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2006.
  9. ^ Mission to Jupiter, NASA". .jpl.nasa.gov. مؤرشف من الأصل في 23 يونيو2010. اطلع عليه بتاريخ 15 مايو2011.
  10. ^ Galileo Probe NASA Space Science Data Coordinated Archive نسخة محفوظة 2 يوليو2016 على مسقط واي باك مشين.
  11. ^ Milos, Frank S. (1997). "Galileo Probe Heat Shield Ablation Experiment". Journal of Spacecraft and Rockets. 34 (6): 705–713. Bibcode:1997JSpRo..34..705M. doi:10.2514/2.3293. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2020.
  12. ^ Atkinson, David H.; Pollack, James B.; Seiff, Alvin (1998-09-01). "The Galileo Probe Doppler Wind Experiment: Measurement of the deep zonal winds on Jupiter". Journal of Geophysical Research: Planets (باللغة الإنجليزية). 103 (E10): 22911–22928. Bibcode:1998JGR...10322911A. doi:10.1029/98je00060. ISSN 0148-0227.
  13. ^ Probe Entry Timeline NASA نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ Ragent, B; Colburn, DS; Avrin, P; Rages, KA (1996). "Results of the Galileo probe nephelometer experiment". Science. 272 (5263): 854–6. Bibcode:1996Sci...272..854R. doi:10.1126/science.272.5263.854. PMID 8629019.
  15. ^ Atkinson, David H.; Ingersoll, Andrew P.; Seiff, Alvin (1997). "Deep winds on Jupiter as measured by the Galileo probe". Nature. 388 (6643): 649–650. Bibcode:1997Natur.388..649A. doi:10.1038/41718.
  16. ^ نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  17. ^ Ritter, H.; Mazoue, F.; Santovincenzo, A.; Atzei, A. (2006). "Jupiter Entry Probe Feasibility Study from the ESTEC CDF Team: Heat Flux Evaluation & TPS Definition". Thermal Protection Systems and Hot Structures. 631: 6. Bibcode:2006ESASP.631E...6R.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:53:36
التصنيفات: دخول الغلاف الجوي خارج الأرض, غاليليو (مسبار فضاء), صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون, أخطاء CS1: script parameters, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), CS1 maint: ref=harv, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة علم الفلك/مقالات متعلقة, بوابة رحلات فضائية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الأمن يصوت لوقف اطلاق النار في غزة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:21:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

مشروع اكتشاف الابطال يستهل فعالياته بتعليم قنا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:21:22
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

مصر ترحب باعتماد مجلس الأمن لقرار يُطالب بوقف إطلاق النار فى غزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:21:59
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 49%

تعرف على موعد السحور وأذان الفجر فى اليوم الـ16 لشهر رمضان المبارك 2024

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:21:51
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 37%

أبو الغيط يرحب بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى غزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:22:05
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 40%

أغرب عرض أزياء في إفطار المطرية السنوي بعزبة حمادة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:22:09
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 43%

دعاء الإفطار .. "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" قلها مع أذان المغرب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:22:03
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 42%

قرآن المغرب .. تلاوة عطرة من القارئ الشيخ عبد المطلب البود

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-25 18:22:01
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 35%

تحميل تطبيق المنصة العربية