حواس القطط

عودة للموسوعة
تساعد العينان الكبيرتان والأذنان الكبيرتان القطط على الافتراس في الضوء الخافت

تعتبر حواس القطط تكيّفات تتيح للقطط حتى تكون حيوانات مفترسة ذوكفاءة بالغة. تعتبر القطط ماهرة في رصد الحركة في الإضاءة الخافتة، ولديها حساسية حادّة للأصوات والروائح وتعزّزها الشوارب الطويلة، التي تبرز من رؤوسها وأجسادها. تطوّرت هذه الحواس لتساعد القطط على الصيد بفعالية في الليل.

حاسة البصر

القطط لها بساط شفاف (بالإنجليزية: tapetum lucidum)، وهي طبقة عاكسة خلف الشبكية تُرسل الضوء الذي يمرّ عبر شبكية العين مرة أخرى إلى العين. في حين حتى هذا يحسّن القدرة على الرؤية في الظلام ويمكّن القطط من الرؤية بالاستعانة بما يقرب من سدس كمية الضوء التي يحتاجها الناس، غير أنه يقلّل من حدة البصر الصافي، وبالتالي تقل حدّة البصر عندماقد يكون الضوء وفيرًا. تتراوح حدّة البصر لدى القط في أي مكان من 20/100 إلى 20/200، ما يعني حتى القط يجب حتىقد يكون على بعد 20 مترًا لفهم ما يمكن للإنسان العادي رؤيته على بعد 100 أو200 متر. يظهر حتى القطط قصيرة البصر، ويعني أنها لا تستطيع رؤية الأجسام البعيدة أيضًا. تكون القدرة على رؤية الأجسام القريبة مناسبة تمامًا للصيد والإمساك بالفرائس. في الضوء بالغ السطوع، تنحصر الحدقة الشبيهة بالشق انحصارًا شديدًا على العين، ما يقلّل من كمية الضوء الواصل إلى شبكية العين الحساسة، ويحسّن عمق المجال. القطط الكبيرة تتمتّع بحدقات عيون تتقلّص إلى نقطة مستديرة. يمنح البساط الشفاف والآليات الأخرى للقطط حدًا أدنى للكشف عن الضوء يصل إلى سبع مرات أقل من ذلك الذي لدى البشر. يرجع التباين في لون عيون القطط في صور الفلاش، إلى حد كبير، إلى انعكاس الفلاش على البساط الشفاف.

يبلغ مجال الرؤية البصرية عند القطط 200 درجة، مقارنة مع 180 درجة عند البشر، ولكن الرؤية الثنائية (تتداخل في الصور من جميع عين) تكون أضيق من تلك التي لدى البشر. كما هوالحال عند معظم الحيوانات المفترسة، عيونها موجّهة إلى الأمام، ما يوفّر إدراك العمق على حساب مجال الرؤية. يعتمد مجال الرؤية إلى حد كبير على موضع العينين، ولكنه قد يرتبط أيضًا ببناء العين. بدلاً من النقرة المركزية، التي تعطي البشر رؤية مركزية حادة، القطط لديها شريط مركزي يعهد باسم الشريط البصري. يمكن للقطط حتى ترى بعض الألوان ويمكن حتى تحدد الفرق بين الأضواء الحمراء والزرقاء والصفراء، وكذلك بين الأضواء الحمراء والخضراء. القطط قادرة على التمييز بين الأزرق والبنفسجي أفضل من بين الألوان القريبة من نهاية الأحمر للطيف. لكن القطط لا تستطيع حتى ترى نفس ثراء تدرّج الألوان وتشبّع الألوان التي يمكن للبشر رؤيتها. كشفت دراسة أجريت عام 2014 حتى عدسات القطط والكثير من الثدييات الأخرى تنقل كميات كبيرة من ضوء الأشعة فوق البنفسجية (UVA 315–400 نانومتر)، ما يشير إلى أنها تمتلك حساسية لهذا الجزء من الطيف.

صورة قريبة لعين قط

القطط لها جفن ثالث، هوالغشاء الرافّ، وهوغطاء رفيع يغلق من الجانب ويظهر عندما يفتح القط جفنه. يُغلق هذا الغشاء جزئيًا إذا كانت القطة مريضة، على الرغم من حتى هذا الغشاء في حالة النعاسقد يكون غالبًا مرئيًا.

غالبًا ما تنام القطط خلال النهار حتى تتمكن من الصيد ليلًا. خلافًا للبشر، لا بحاجة القطط إلى حتى تطرف أعينها على نحومنتظم للحفاظ عليها رطبة (بالدموع). قد تكون الأعين التي لا تطرف ميزة إضافية عند الصيد. ومع ذلك، فإن القطط عادةً ما «تنظر بعينين نصف مغمضتين» كشكل من أشكال التواصل للتعبير عن المودّة والارتياح عند تواجد قط أوإنسان في الجوار.

حاسّة السمع

لدى البشر والقطط مدى سمعي متقارب في الطرف الأدنى من المقياس، لكن يمكن للقطط حتى تسمع أصواتًا ذوحدة أعلى، تصل إلى 64 كيلوهرتز، أي 1.6 أوكتاف أعلى من مدى سمع الإنسان، وحتى 1 أوكتاف أعلى من مدى سمع كلب. عند الاستماع لصوت ما، سيدير القط أذنيه نحواتجاه مصدر الصوت؛ يمكن حتى تشير أذن القط (الصيوان) إشارة مستقلة إلى الخلف وكذلك إلى الأمام وللجانب لتحديد مصدر الصوت. يمكن للقطط حتى تحدّد في غضون ثلاث بوصات (8 سم) على مسقط الصوت الذي يصدر على بعد ياردة واحدة (1 م) - وهذا يمكن حتىقد يكون مفيدًا لتحديد مسقط فريستها.

على الرغم من الاعتقاد السائد منذ وقت طويل حتى القطط لا تستجيب للموسيقى، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أنها في الواقع تستجيب للموسيقى التي أنشئت بترددات خاصة بالأنواع. تشير النتائج إلى حتى القطط تستفيد من العلاج بالموسيقى عند تأليف أصوات لاستهداف حاستها السمعية. وتتضمّن النتائج الأخرى الحساسية المرتبطة بالعمر (كانت القطط الأكبر سنًا والأصغر سنا أكثر استجابة من القطط في منتصف العمر).

من أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة هوالظن بأن جميع القطط البيضاء ذات العيون الزرقاء صماء. هذا ليس سليمًا، إذ ثمّة الكثير من القطط ذات العيون الزرقاء التي تتمتع بحاسة سمع مثالية. ومع ذلك، فإن القطط البيضاء ذات العيون الزرقاء لديها معدلات إصابة مرتفعة بالصمم الوراثي أكثر بكثير من القطط البيضاء التي تتميّز عيناها بألوان أخرى. يسمّى القط الأبيض الذي يتميّز بعين زرقاء وأخرى ملوّنة «القط مختلف العين» وقد يحدث أصمًّا على نفس جانب العين الزرقاء. هذا هونتيجة ازدياد تصبّغ القزحية الصفراء إلى سطح عين واحدة فقط، لأن العيون الزرقاء طبيعية عند الولادة قبل حتى تتاح الفرصة للتصبغ عند البالغين للتعبير عن نفسها في العين (العينين).

حاسة اللمس

للقط نحوأربع وعشرين من الشعيرات المتحركة (الشوارب)، في أربع مجموعات من جميع شفة العليا على جانبي أنفه (قد يحدث لدى بعض القطط أكثر من أربع). هناك أيضًا عدد قليل على جميع خد، وخصلات فوق العينين، وشعيرات على الذقن، وعلى المعصمين الداخليين للقط، وفي الجزء الخلفي من الساقين. قد يحدث القط الفرعوني (سلالة صلعاء تقريبًا) شعيرات كاملة الطول أوقصيرة، أوقد لاقد يكون لديه شعيرات على الإطلاق.

تشبه بنية منطقة الدماغ (القشرة البرميلية) التي تتلقى المعلومات من الشعيرات، تلك الموجودة في القشرة البصرية التي تسمح للقط بإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لمحيطه. هذا لا يعني حتى الاستشعار بالشعيرات هونوع من الرؤية. فهوما يزال يُعد إحساسًا باللمس، والمعلومات البيئية تُجمع تدريجيًا (في خطوات صغيرة).

تساعد الشعيرات على الإحساس والملاحة. يمكن تحريك الصفين العلويين من الشعيرات حركة مستقلة عن الصفين السفليين لمزيد من الدقة أثناء القياس. إذا شعيرات القط أكثر سماكة من شعر القط العادي بأكثر من الضعف، وجذورها أعمق بثلاث مرات في نسيج القطط مقارنة بالشعر. لدى الشعيرات الكثير من النهايات العصبية في قاعدتها، والتي تعطي القطط معلومات مفصّلة على نحواستثنائي حول حركات الهواء القريبة والأجسام التي تتصل جسديًا بالهواء. إنها تمكّن القطط من فهم حقيقة أنها قريبة من الحواجز دون الحاجة لرؤيتها.

تساعد الشعيرات في الصيد. يكشف التصوير عالي السرعة أنه عندما يتعذر على القط رؤية فرائسه لأنهم قريبون جدًا من فمه، فإن شعيراتها تتحرك لتشكّل شكل سلّة حول خطمها من أجل تحديد مسقط الفريسة بدقة. قد تعضّ القطط التي تضرّرت شعيراتها على الجزء الخطأ من فرائسها، ما يشير إلى أنها توفّر للقطط معلومات مفصّلة عن شكل ونشاط فريستها.

المراجع

  1. ^ Braekevelt CR (1990). "Fine structure of the feline tapetum lucidum". Anat Histol Embryol. 19 (2): 97–105. doi:10.1111/j.1439-0264.1990.tb00892.x. PMID 2240589.
  2. "How Cats See The World Compared To Humans [PICTURES]". Business Insider. مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2018.
  3. ^ Guenther, Elke; Zrenner, Eberhart (April 1993). "The Spectral Sensitivity of Dark- and Light-adapted Cat Retinal Ganglion Cells". Journal of Neuroscience. 13 (4): 1543–1550. doi:10.1523/JNEUROSCI.13-04-01543.1993. PMID 8463834.
  4. ^ Hughes A (1975). "A quantitative analysis of the cat retinal ganglion cell topography". J. Comp. Neurol. 163 (1): 107–28. doi:10.1002/cne.901630107. PMID 1159109.
  5. ^ R. H. Douglas; G. Jeffery (19 February 2014). "The spectral transmission of ocular media suggests ultraviolet sensitivity is widespread among mammals". Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences. Royal Society Publishing: Proceedings B. 281 (1780): 20132995. doi:10.1098/rspb.2013.2995. PMC 4027392. PMID 24552839.
  6. ^ Lewis, Tanya (18 February 2014). "Cats and Dogs May See in Ultraviolet". LiveScience.com. مؤرشف من الأصل في 30 أغسطس 2019.
  7. ^ "What Your Cat's Body Language Is Saying". WebMD. مؤرشف من الأصل فيتسعة أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2013.
  8. ^ "Frequency Hearing Ranges in Dogs and Other Species". مؤرشف من الأصل في 15 يونيو2019.
  9. ^ "Cat Ears & Hearing". Animal Planet (باللغة الإنجليزية). 2012-05-15. مؤرشف من الأصل في ثلاثة أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 يونيو2018.
  10. ^ Snowdon, Charles T.; Teie, David; Savage, Megan (2015-05-01). "Cats prefer species-appropriate music". Applied Animal Behaviour Science (باللغة الإنجليزية). 166: 106–111. doi:10.1016/j.applanim.2015.02.012. ISSN 0168-1591.
  11. ^ Muriel Beadle (29 October 1979). . Simon and Schuster. صفحة 164. ISBN . مؤرشف من الأصل فيسبعة أبريل 2020.
  12. ^ "Cat's Whiskers". مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2019.
  13. ^ Dykes RW, Dudar JD, Tanji DG, Publicover NG (September 1977). "Somatotopic projections of mystacial vibrissae on cerebral cortex of cats". J. Neurophysiol. 40 (5): 997–1014. doi:10.1152/jn.1977.40.5.997. PMID 903802.
  14. ^ Gottschaldt KM, Young DW (October 1977). "Properties of different functional types of neurones in the cat's rostral trigeminal nuclei responding to sinus hair stimulation". J. Physiol. 272 (1): 57–84. doi:10.1113/jphysiol.1977.sp012034. PMC 1353593. PMID 592153. مؤرشف من الأصل فيثمانية مايو2020.
  15. ^ Nomura S, Itoh K, Sugimoto T, Yasui Y, Kamiya H, Mizuno N (November 1986). "Mystacial vibrissae representation within the trigeminal sensory nuclei of the cat". J. Comp. Neurol. 253 (1): 121–33. doi:10.1002/cne.902530110. PMID 2432098.
  16. ^ Haight JR (September 1972). "The general organization of somatotopic projections to SII cerebral neocortex in the cat". Brain Res. 44 (2): 483–502. doi:10.1016/0006-8993(72)90315-0. PMID 5075705.
  17. ^ Cat Traits نسخة محفوظة 27 September 2007 على مسقط واي باك مشين. Floridaconservation.org
  18. ^ Mel Sunquist; Sunquist, Fiona; Sunquist, Melvin E. (2002). . Chicago: University of Chicago Press. ISBN . مؤرشف من الأصل فيسبعة أبريل 2020.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:55:41
التصنيفات: حواس حسب الأصنوفة, علم دراسة القطط, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة سنوريات/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حصيلة ثقيلة لم تشهدها حروب العصر الحديث

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:45
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

الكازوال والبنزين: ارتفاع المبيعات بحوالي 3,75 في المئة خلال سنة 2023

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:25:35
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

إياب ربع نهائي كأس الكاف: المطلوب فوز وتأهل

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

البُرج: تثبيت مواقـف لفائـدة تلاميذ قرى سيدي مبــارك

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:42
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

وكيل أعماله للنصر: فارسي تلقى اتصالا من الفاف ومتشوّق لارتداء زي الخضر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

اختتام الطبعة 13 لمسابقة "تاج القرآن" بتتويج 6 فائزين

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:31
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

تكفّل تام وتسخير مدرب لمرافقتهم

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:25:02
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

رئاسة الأغلبية تواصل مأسسة النقاش السياسي والتواصل مع المعارضة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:25:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

الرابطة المحترفة: اتساع دائرة المهدّدين بالسقوط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:55
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

بايرن ميونيخ وبورسيا دورتموند يتابعان شايبي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-07 03:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية