الضرر في الفص الجبهي

عودة للموسوعة

الفص الجبهي للدماغ البشري كبير نسبيا في الكتلة وأقل تقييدًا في الحركة من الجزء الخلفي من الدماغ. إنه أحد مكونات النظام المخي، الذي يدعم السلوك الموجه. غالبًا ما يُعتبر هذا الفص الجزء الدماغي المسؤول عن القدرة على الاختيار بين الخيارات الجيدة والسيئة، وكذلك التعهد على عواقب الإجراءات المتنوعة. بسبب مسقطه في الجزء الأمامي من الرأس، يمكن القول إذا الفص الجبهي أكثر عرضة للإصابات. بعد إصابة الفص الجبهي، غالباً ما تكون قدرات الفرد على اتخاذ خيارات جيدة والتعهد على العواقب ضعيفة. ضعف الذاكرة هوتأثير رائج آخر مرتبط بإصابات الفص الجبهي، ولكن هذا التأثير أقل توثيقًا وقد يحدث أولاقد يكون نتيجة لنتائج فحصٍ مُعاب. يمكن حتى يُسبب الضرر في الفص الجبهي زيادةً في التهيج، والذي قد يضم تغييرًا في المزاج وعدم القدرة على تنظيم السلوك. على وجه الخصوص، يمكن حتى تؤدي إصابة الفص الجبهي إلى عجز في الوظيفة التطبيقية، مثل الترقب واختيار الأهداف والتخطيط والبدء والتسلسل والمراقبة (اكتشاف الأخطاء) والتسليم الذاتي (بدء استجابات جديدة). كانت حالة فينيس غيج، التي أبلغ عنها على نطاق واسع، عن إصابة في الفص الجبهي، وهوأحد عمال السكك الحديدية، تضرر فصه الجبهي الأيسر بواسطة قضيب حديدي كبير في عام 1848 (على الرغم من حتى التغيرات اللاحقة في شخصية غيج غالبًا ماقد يكون مبالغًا فيها دائمًا).

الآثار النفسية العصبية

الذاكرة والانتباه

السقمى الذين يعانون من ضرر في الفص الجبهي غالبا ما يشكون من فقدان الذاكرة إلى الحد الأدنى. ولهذا السبب، ارتبطت إصابات الفص الجبهي منذ فترة طويلة بمشاكل في الذاكرة، على الرغم من قلة الأدلة التي تبين حتى هذه العلاقة حقيقية. في الواقع، عندما يُختبر السقمى الذين يعانون من مثل هذه الإصابات باستخدام اختبارات الذاكرة القياسية، فإنهم غالباً ما يسجلون نتائج طبيعية. ومع ذلك، قد يصف أقارب هؤلاء السقمى معاناتهم من مشكلات كبيرة في الذاكرة. يحدث هذا التباين لأنه لا يتأثر نظام الذاكرة نفسه، ولكن وظائف الفص الجبهي هي التي تسهل الذاكرة العاملة. تشارك الذاكرة العاملة بشكل وثيق مع القدرة على جذب الانتباه. الذاكرة العاملة ليست مجرد مقدار المعلومات التي تقدر الاحتفاظ بها في فترة زمنية قصيرة؛ هذا يصف الذاكرة الأساسية، وجزء صغير من الذاكرة العاملة يتعلق بها. الجزء المهم من الذاكرة العاملة هوالذاكرة الثانوية، حيث يسترد الفرد المعلومات. أولئك الذين لديهم ذاكرة عمل عالية قادرون على إجراء هذا الاسترداد حتى عندما يلتهي بمهمة أخرى. يُظهر السقمى الذين يعانون من ضرر في الفص الجبهي ذاكرة عمل منخفضة، وبالتالي قدرة أقل على استرداد المعلومات من ذاكرتهم الثانوية.

المخاطرة

غالبًا ما يظهر زيادة في الاندفاع أوالمخاطرة أوكلاهما في الأفراد بعد الضرر في الفص الجبهي. يختلف المصطلحان المتعلقان، في حتى الاندفاعية تمثل إزالة التثبيط في الاستجابة، في حين حتى المخاطرة ترتبط بالجوانب القائمة على المكافأة في خلق القرار. وبعبارة أكثر بساطة، فإن الشخص المتهور يفترض أن يتخذ قرارًا سريعًا، دون النظر إلى العواقب، ما يؤدي في النهاية إلى عدم ضبط النفس. على النقيض من ذلك، سينظر المخاطرون إلى العواقب ولكن لن يتدبروها؛ يفترض أن ينتهزون فرصة الحصول على مكافأة حتى لوكان احتمال تلقي هذه المكافأة ضئيلاً. يمكن ملاحظة زيادة المخاطرة بين سقمى الفص الجبهي التالف مباشرة أثناء المقامرة، وتم تطوير مهام مقامرة لقياس مثل هذا السلوك.

التشخيص

أنواع الاختبارات

قبل ظهور تكنولوجيا أكثر تطوراً، اختبر الفهماء السلوك الفردي باستخدام وسائل ذات تقنية منخفضة. كما تقدمت التكنولوجيا، تقدمت الاختبارات التي يديرها الفهماء لتقييم الوظيفة المعهدية للشخص.

في اختبار الآثار السلوكية لإصابة الفص الجبهي، فإن الكثير من الاختبارات لا تزال بسيطة للغاية ولا تنطوي على تقنية متقدمة للغاية.

مهمة القمار

هذا الاختبار له علاقة عكسية بين احتمال الحصول على مكافأة وقيمة المكافأة نفسها؛ وهذا يعني، احتمالها ضعيف لكن مردودها عال، أوالعكس. وبالتالي، لا تُختبر مهارات المقامرة العملية، ولكن ببساطة تُفضل المكافأة العالية على الرغم من المخاطر.

إحدى الطرق لتطبيق ذلك، تُقدم مجموعة من البطاقات وجهاً لوجه إلى الشخص الذي يجري اختباره؛ ستكون إحدى البطاقات هي البطاقة الفائزة، وباقي البطاقات خاسرة. سيتم بعد ذلك إزالة البطاقات من الكومة وإضافتها مرة أخرى بشكل عشوائي، وخلال هذه الفترة يمكن حتى تكون البطاقة الفائزة في أي مكان. يتم إخبار الأشخاص الذين يجري اختبارهم حتى بإمكانهم إيقاف العملية في أي وقت وقلب البطاقات؛ إذا كانت البطاقة الفائزة موجودة داخل الكومة فإنها تفوز بالنقاط. ومع ذلك، فإن الهدف هومنح المزيد من النقاط عند وجود عدد أقل من البطاقات في الكومة المختارة. ولكن عندماقد يكون عدد البطاقات أقل،قد يكون احتمال حتى تكون البطاقة الفائزة ضمن الكومة أقل. المخاطرون هم أولئك الذين يختارون الحصول على المكافأة الأعلى (المزيد من النقاط)، على الرغم من أنهم أقل عرضة لتلقي هذه المكافأة بالعمل. اختاروا جائزة أعلى وأقل احتمالا، على مكافأة أقل وأكثر احتمالا. أظهر السقمى الذين عانوا من إصابة الفص الجبهي مثل هذا السلوك فقط عند اختبارهم.

اختبار فرز بطاقة ويسكونسن (WCST)

يمكن استعمال اختبار فرز البطاقات من ويسكونسن (WCST) جنبًا إلى جنب مع اختبارات أخرى للتكهن بحدوث اختلال وظيفي محتمل في قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة الأولى في الفص الجبهي، والتي تلعب دورًا مهمًا في الأداء التطبيقي. ومع ذلك، منذ عصر الطب الحديث وتصوير الدماغ، ثبت حتى ويسكونسن WCST غير دقيقة وغير حاسمة في تشخيص تلف الفص الجبهي.

من المفترض حتى يقيس اختبار ويسكونسن WCST على وجه التحديد كفاءة الفرد في التفكير المجرد، والقدرة على تغيير استراتيجيات حل المشكلات عند الحاجة.

الحركة الرمشية للعين

الحركة الرمشية هي حركة سريعة للعينين في اتجاه معين. في أبسط أشكاله، هناك نوعان من اختبارات (الرمش) التي تُجرى والتيقد يكون فيها الشرط الوحيد هوحركة العين: الحركة الرمشية باتجاه الحافز والحركة الرمشية بعكس اتجاه الحافز. في الحركة الرمشية باتجاه الحافز، يتعين على المشاركين حتى ينظروا بسرعة نحونقطة استجابة لبعض الإشارات الجذابة، مثل الضوء الوامض. نظرًا لوجود قوى تطورية قوية جدًا تعمل على هجريز الانتباه تلقائيًا على محفز (القوة الأعظم)، فإن هذا النوع من الاختبار لا يستدعي وجود سيطرة تطبيقية على الفرد؛ لذلك، فإن الحركة الرمشية باتجاه الحافز هواختبار غير مناسب عند اختبار آثار الضرر في الفص الجبهي على التحكم المعهدي التطبيقي والذاكرة العاملة. على العكس من ذلك، لا يحتاج اختبار الحركة الرمشية بعكس اتجاه الحافز تجاهل الإشارات الوامضة فقط، بل حتى النظر في الاتجاه المعاكس. تستدعي هذه المهمة تثبيط الاستجابة المسبقة وكذلك تخطيط وتطبيق حركة العين التي تتناقض مع الغريزة. في اختبار الحركة الرمشية بعكس اتجاه الحافز، يتعين على الفرد تحديد هدف تجاهل هذه الغرائز ومواصلة "الحفاظ" على هذا الهدف. أولئك الذين يعانون من إصابات الفص الجبهي يُظهرون ذاكرة عمل أقل، وبالتالي لا يُظهرون نتائج جيدة في اختبار الحركة الرمشية بعكس اتجاه الحافز.

العيوب في الاختبار

في حين حتى كلًا من السلوك المندفع والمجازفة يتم ملاحظتهما بشكل رائج بعد إصابة الفص الجبهي، يصعب تقييم هذه الصفات وتحديدها دون قدر من الذاتية. تعاريف هذه الصفات هي نفسها ليست واضحة تمامًا، ولا يُتفق عليها دائمًا. نتيجة لذلك، غالبًا ما تختلف طرق قياس مثل هذه السلوكيات، ويجب أخذ ذلك في الاعتبار عند مقارنة البيانات / النتائج من مصادر مختلفة. لهذا السبب، يجب توخي الحذر في كيفية تفسير النتائج المتنوعة.

المراجع

  1. ^ Lux WE (2007). "A neuropsychiatric perspective on traumatic brain injury" (PDF). Journal of Rehabilitation Research & Development. 44 (7): 951–962. doi:10.1682/jrrd.2007.01.0009. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 يونيو2018.
  2. ^ Badre D, D'Esposito M (2009). "Is the rostro-caudal axis of the frontal lobe hierarchical?" (PDF). Nature Reviews Neuroscience. 10: 659–669. doi:10.1038/nrn2667. PMC 3258028. PMID 19672274. مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 يناير 2012.
  3. ^ Kim J.S.; Kim O.L.; Seo W.S.; Koo B.H.; Joo Y.; Bai D.S. (2009). "Memory Dysfunctions after Mild and Moderate Traumatic Brain Injury : Comparison between Patients with and without Frontal Lobe Injury". Journal of Korean Neurosurgical Society. 46 (5): 459–467. doi:10.3340/jkns.2009.46.5.459. PMC 2796352. PMID 20041056.
  4. ^ Lezak M.D. (1989). Assessment of psychosocial dysfunction resulting from head trauma. In: Lezak MD, editor. Assessment of the behavioral consequences of head trauma. New York (NY): A. R. Liss; 113–43.
  5. ^ Broadway, J.M., Redick, T.S., & Engle, R.W. (2010). "Working memory capacity: Self-control is (in) the goal." In R. Hassin, K. N. Ochsner, & Y. Trope (Eds.), Oxford University Press: New York, NY. Self-control in society, mind, and brain; 163-173. Retrieved from http://psychology.gatech.edu/renglelab/Publications/2010/Broadway%20Redick%20Engle%202010.pdf نسخة محفوظة 2012-04-25 على مسقط واي باك مشين.
  6. ^ Kane, M.J. & Engle, R.W. (2002). "The role of prefrontal cortex in working memory capacity, executive attention, and general fluid intelligence: An individual-differences perspective." Psychonomic Bulletin & Review 9(4), 637-671. Retrieved from "Archived copy" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 ديسمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 31 ديسمبر 2011. صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  7. ^ Floden, D., Alexander, M.P., Kubu, C.S., Katz, D., & Stuss, D.T. (2008). "Impulsivity and risk-taking behavior in focal frontal lobe lesions." Neuropsychologia 46, 213-223. Retrieved from http://www.psych.yorku.ca/joelab/jc/journalclub/gambling/2008Floden%20et%20al_RaymondMar_GamblingTask%202008.pdf
  8. ^ Purves, D. (2008). ‘’Neuroscience’’ (4th ed.). Sunderland, MA: Sinauer Associates, Inc.
  9. ^ Biederam J, Faraone S, Monutaeux M, et al. (2000). "Neuropsychological functioning in nonreferred siblings of children with attention deficit/hyperactivity disorder". Journal of Abnormal Psychology. 109 (2): 252–65. doi:10.1037/0021-843X.109.2.252.
  10. ^ Unsworth, N., Engle, R.W., & Schrock, J.C. (2004). "Working Memory Capacity and the Antisaccade Task: Individual Differences in Voluntary Saccade Control." Journal of Experimental Psychology 30(6), 1302-1321. Retrieved from http://www.interactivemetronome.com/impublic/Research/Temporal%20Processing/MemoryWorkingMemory/Research_Working%20Memory_Unsworth2004.pdf نسخة محفوظة 2010-12-05 على مسقط واي باك مشين.
تاريخ النشر: 2020-06-01 19:04:27
التصنيفات: رضح عصبي, فص جبهي, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صيانة CS1: الأرشيف كعنوان, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة طب/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تأهل لاعب الشراع إلى أوليمبياد باريس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:21:25
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

أحمد مدياني: عزيز يُجند "زريقة" لحصد كل غنائم "البومبا"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:12:07
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

ختام الحملة القومية التوعوية بــ 6 محطات سكك حديدية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:21:29
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

بنموسى في الإمارات لنقل خبرات المنظومة التعليمية المغربية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:10:50
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 73%

تطورات مهمة في ملف التنقيب عن الغاز بالمغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:11:01
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 80%

محكمة الاستئناف تصدر قرارها بخصوص ملف “السمسرة القضائية”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:10:40
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 79%

الأهلي يرتدي الزي التقليدي أمام شباب بلوزداد

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:09:59
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 49%

المحكمة الدستورية تجرد برلمانيا مثيرا للجدل من مقعده بمجلس النواب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:10:46
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 72%

سامح شكرى: نتواصل وننسق مع الشركاء لوقف العدوان على غزة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-08 00:21:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية