إحداثيات:


تامسنا منطقة تاريخية امتدت بين وادي أبي رقراق ووادي أم الربيع. أي منطقة الشاوية حاليا، وتبعا للظروف السياسية كانت تتمتد إلى منطقتي أسفي وأغمات.

اتخذها بورغواطة أرضا لإمارتهم ودينهم. سكان تامسنا اليوم ينتمون لقبليتي زناتة وهوارة ، فبعد حتى قضى المرابطون على سكان تامسنا الأصليين البوغرواطيين، أوطن الموحدون الإقليم محلهم قبائل عربية من بني هلال. لكن تلك القبائل تم طردها من الإقليم من قبل بنومرين، وأوطن بنومرين محلهم قبائل زناتة وهوارة. [محل شك] أما تامسنا اليوم فهي مدينة جديدة قيد التشييد، توجد بين تمارة وعين عودة وتبعد عن الرباط العاصمة بـ 15 كيلومتر.

التأثيل

حدثة تامسنا أمازيغية الاصل تعني بلهجة زناتة «البسيط الخالي» وهوما يشير على سهول المنطقة الخصبة والصالحة للزراعة. هناك من يقول حتى الحدثة مشتقة من «تيمزين» التي تعني الشعير، وقد تدل على آلة الطحن، الرحى.

تاريخ تامسنا

خريطة مملكة فاس القديمة، اللون البرتنطقي يبين اقليم تامسنا القديم. الخريطة ماخوذة من كتاب وصف أفريقيا للمؤرخ الحسن الوزان

تامسنا اسم أمازيغي بلهجة زناتة وتعني البسيط الخالي. في أوائل القرن الثاني الهجري حيث ظهرت نحلة صالح بن طريف البرغواطي. وقد كان يدر بن يعلى اليفرني (383هـ/ 993 م) أميرا على تامسنا بعد حتى هزهمهم، لكن لم يقض على جميع شوكتهم. فظل البرغواطيون قابضين على زمام الإقليم بكامله. بعد هزيمة البرغواطيين أمام المرابطين القادمين من الصحراء، والذين خسروا في تامسنا زعيمهم عبد الله بن ياسين، غيروا نحلتهم (الديانة البرغواطية) وأصبحوا سنيين مالكيين. كما عهدت المنطقة حضور بعض البطون الصنهاجية. وبعد افول نجم المرابطين وصعود الموحدين كقوة سياسية ضاربة قاوم البرغواطيون ببسالة الجيوش الموحدية وهزموهم غير ما مرة. إلى حتى استسلموا في النهاية. ولاهداف سياسية وبغية خلق توازن قبلي في المغرب الأقصى تم جلب قبائل عربية هلالية من أفريقية واوطنوهم بسائط تامسنا والهبط وآزغار. فكان لبنوجابر سهل تادلا يشاركهم فيها الخلط وبعض البطون. وكان للاثبج ولرياح بلاد الهبط وآزغار منطقة الغرب حاليا. ولسفيان سهل تامسنا واقطاعات مما يلي آسفي وأزمور. بعد استيلاء المرينيين على فاس وقبيل فتح مراكش وفد على السلطان المريني أبويوسف يعقوب بن عبد الحق الأمير الزيان الذي ثار ضد بنوعمومته. قدم مع جنود زناتية وأخرى عربية هلالية (عرب سويد إحدى بطون بنومالك بن زغبة). فانزله السلطان المريني مكانة عليا وابتره جزءا من تامسنا. فسميت بعد ذلك بالشاوية، وسمي اهلها بالشاوية. كان ابن بطوطة قاضيا عليها في العهد المريني.

فثار ابن هود الماسي على عبد المومن بن علي الموحدي فسيطر على تامسنا ولم يبق تحت حكم الموحدين سوى مراكش وفاس، فقتله عبد المومن بوادي ماسة وبسط نفوذه على جزء من الإقليم لأن نفوذ البرغواطيين ظل قويا

إلى حتى حاول يعقوب المنصور تقليصه بنقل فريق من بني هلال إلى تامسنا وأشهرهم جثم وبنوجابر وسفيان والخلط وقد حلت سفيان في العهد المريني بأطراف تامسنا مما يلي آسفي ينتجعون أرض السوس وحاحا إلى عام 776 هـ حيث قضى عليهم السلطان عبد الرحمن بن أبي يلفوس.

وصف ليون الإفريقي

يقول المؤرخ الحسن الوزان في كتابه وصف أفريقيا :

«تامسنا إقليم تابع لمملكة فاس، يبتدئ غربا عند أم الربيع وينتهي إلى أبي رقراق

شرقا، والأطلس جنوبا، وشواطئ البحر المحيط شمالا. طول هذا الإقليم من الغرب إلى الشرق ثمانون ميلا، ومن الأطلس إلى المحيط نحوستين ميلا. وهوفي الحقيقة زهرة هذه الناحية كلها، كان فيه نحوأربعين مدينة وثلثمائة قصر يسكنها عدد من قبائل البربر. وثار هذا الإقليم عام 323 للهجرة بتحريض داعية مبتدع يدعى حاميم بن من الله، أقنع الشعب بألا يؤدي إلى ملوك فاس خرجا ولا طاعة لجورهم، ولكونه أيضا نبيا، بحيث لم يمض وقت قصير حتى أصبحت في يده السلطتان الروحية والزمنية في هذا الإقليم، فقام بحرب ضد هؤلاء الملوك الذين كانوا انذاك منهمكين في حرب زناتة، واضطروا إلى التفاوض معه على ان يهجروا له التصرف في تامسنا ويحتفظوا هم بملك فاس. وتعهد كل فريق بألا يزعج الاخر. فحكم حاميم خمساوثلاثين سنة واحتفظ خلافاؤه بأمر الإقليم زهاء مئة سنة. لكن بعدان أسس الملك يوسف بن تاشفين مع قبيلة لمتونة مدينة مراكش، عمل فورا على ان يستولي على بلاد تامسنا، فبعث إليها عدد من الفهماء السنيين يعظون اهلها ويحاولون انقاذهم مما هم فيه من زندقة وارجاعهم اليه دون حرب، فتجمعوا في مدينة أنفا مع اميرهم حفيد الداعية(البرغواطي) المذكور سابقا، وقرروا اغتال الفهماء الوافدين عليهم ونفذوا قرارهم.وبعد ذلك جندوجيشا من خمسين الف مقاتل عازمين على طرد قبيلة لمتونة من مراكش وناحيتها. ولما فهم بذلك يوسف بن تاشفين غضب غضبا لم يغضب مثله قط، وجمع جيشا عظيما دون حتى ينتظر مجئ العدوإلى مراكش، ولم تمض ثلاثة أيام حتى بتر نهر أم الربيع ووصل إلى تامسنا.ولما رأى البرغواطيون هذا الجيش زاحفا اليهم بذلك القدم من الحماسة ،أخذهم الفزع وعدلوا عن القتال، وعبروا نهر أبي رقراق في اتجاه مدينة فاس تاركين إقليمهم، أباح الملك يوسف حينئذ هذا الإقليم وسكانه وجيشه، فأصبح طعمة للنار والدم والنهب وتقتيل للكبار والصغار حتى الأطفال الرضع، وقد خرب هذه البلاد طوال الشهور الثمانية التي قضاها فيها، حتى لم يبق ظاهرا من المدن التي كانت قائمة غير بعض الأطلال.....إلى غير ذلك أخذ عدد سكان تامسنا يتناقص إلى حتى قضى عليهم نهائيا في ظرف عشرة أشهر. ويقدر عدد الهالكين بمليون نسمة رجالا ونساءً وأطفالاً. ورجع الملك يوسف بن تاشفين اللمتوني إلى مراكش ليصلح من امر جيشه ويهيئه لمهاجمة ملك فاس، بعد حتى هجر تامسنا مأوى للأسد والذئاب والبوم. ظلت تامسنا مهجورة مائة وثمانين سنة إلى الوقت الذي عاد فيه المنصور من مملكة تونس وصحب معه بعض الفرق من قبائل الأعراب مع رؤسائهم وأسكنهم تامسنا. فمكثوا فيه خمسين عاما إلى حتى مضى الملكُ عن آل المنصور (المصامدة الموحّدين). وكان سقوط هذه الأسرة كارثة عظمى على الأعراب الذين سقطوا في فقر مدقعٍ، وطردهُم ملوك بني مرين من هذا الإقليم، وأعطوه لقبائل زناتَة وهوّارة جزاء لما لقوه منهم من مناصرة، لأنهم كانوا جميعا يؤازرونهم ضد ملوك مراكش الموحدين. إلى غير ذلك أصبح الزّناتيّون والهوّاريّون يتصرّفون في هذا الإقليم، وتكاثروا فيه حتّى إنّهم اليوم، وربما كان ذلك منذ مائة سنة، يخيفون ملوك فاس ويرعدون فرائصهم،

إذ يقدّر حتى عددهم يصلُ إلى ستّين ألف فارس ومائتي ألف راجل.»

مراجع

  1. ^ الحلل الموشية ص 121
  2. ^ تاريخ ابن خلدون جستة ص 22
  3. ^ صفحة 194 من كتاب وصف أفريقيا للمؤرخ الحسن الوزان الشهير ليون الإفريقي:


تاريخ النشر: 2020-06-01 19:05:00
التصنيفات: الوطن العربي, تاريخ الأمازيغ, جغرافيا المغرب, جغرافيا شمال أفريقيا, عرب في شمال أفريقيا, قبائل مغربية, مناطق طبيعية, الإحداثيات ليست على ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P18, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, مقالات ذات عبارات محل شك, بوابة الأمازيغ/مقالات متعلقة, بوابة تجمعات سكانية/مقالات متعلقة, بوابة المغرب/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

خطة واشنطن لمنع مساعدة شركات صينية لروسيا بالحرب

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:18:03
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

قاضي فيدرالي يحظر على ترامب نشر الوثائق الخاصة بمحاكمته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:47
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

السعودية تؤكد موقفها الثابت والداعم للسودان وشعبه

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:43
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 90%

الأردن يقلب الطاولة على جامايكا بثنائية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:17:03
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

الرئيس الجزائري يستقبل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (صور + فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:56
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 90%

الجيش السوداني: لا علاقة لنا بالهجوم على قافلة الصليب الأحمر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:17:23
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 91%

مؤتمر مانحي السودان في جنيف يجمع 1.5 مليار دولار

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:58
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

الأمم المتحدة ترحب بالمبادرة الإفريقية للسلام في أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:50
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 88%

مصر تعلن عن تعاون كبير مع الجزائر (صور)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:54
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 85%

مفاجأة.. نيوزيلندا ترفض استكمال مواجهة قطر لسبب "غريب"!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:17:01
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 93%

صحيفة بيلد الألمانية تعتزم إلغاء وظائف ووقف إصدارات إقليمية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:39
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 95%

باريس.. ولي العهد السعودي يزور مقر حفل ترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030  

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:17:22
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 97%

هنغاريا: أوروبا "دخلت في دوامة خطيرة" بسبب الأزمة في أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:53
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

سر وصف بوتين أكبر مشروعات روسيا في مصر بـ"الواعد"!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:16:57
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 96%

تحميل تطبيق المنصة العربية