استباحة بلجيكا

عودة للموسوعة

يُقصد باستباحة بلجيكا أواغتصاب بلجيكا إساءة المعاملة الألمانية للمدنيين أثناء غزوواحتلال بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى. كانت معاهدة لندن (1839) التي سقطتها بروسيا؛ قد ضمنت حياد بلجيكا. غير حتى خطة شلفين الألمانية اقتضت مرور القوات المسلحة الألمانية عبر بلجيكا (منتهكة بذلك حياد بلجيكا)، وذلك من أجل تطويق الجيش الفرنسي المتمركز في شرق فرنسا. رفض المستشار الألماني تيوبالت فون بتمان هولفيغ المعاهدة باعتبارها «قصاصة ورق». ارتكب الجيش الألماني، خلال بدايات الحرب، الكثير من الاعتداءات الوحشية ضد السكان المدنيين في بلجيكا، وقد تضمن ذلك تدمير الممتلكات المدنية؛ ومقتل نحو6000 بلجيكي، ووفاة نحو17,700 إنسان جراء الطرد والترحيل والسجن، أوالإعدامات التي قامت بها المحاكم. لقي نحو3000 مدني بلجيكي حتفهم نتيجة للسياجات الكهربائية التي وضعها الجيش الألماني بغرض منع المدنيين من الفرار من البلاد، وصار نحو120,000 من البلجيكيين عمالًا بالسخرة، ورُحِّل نصفهم إلى ألمانيا. وفي عام 1914 فقط، دُمر نحو25,000 منزل ومبنى في 837 بلدة، وفرّ نحو1.5 مليون بلجيكي (20% من مجموع السكان) هاربين من الجيش الألماني الغازي.

جرائم الحرب

هناك أدلة في بعض الأماكن، خاصة في مدينة لياج، وأندن، ولوفان، وعلى الأخص في مدينة دينانت، على حتى العنف ضد المدنيين كان مقصودًا ومدبرًا. بيد أنه في مدينة دينانت، افترض الجيش الألماني حتى سكان المدينة خطرون مثلهم مثل الجنود الفرنسيين.

الضحايا من المدنيين

قامت القوات الألمانية، خوفًا من مقاتلي حرب العصابات البلجيكيين، فرانكس تايررس (وتعني حرفيًا: «المسلحين الأحرار»)، بإحراق المنازل وإعدام المدنيين في جميع أنحاء شرق ووسط بلجيكا، وقد تضمن ذلك مقتل نحو(156 قتيلًا) في مدينة أرشوت، و(211 قتيلًا) في أندن، و(383 قتيلًا) في تامينس، و(674 قتيلًا) في دينانت. كان من بين الضحايا رجال ونساء وأطفال. وفي مقاطعة برابانت، أُمرت الراهبات بخلع ملابسهن بذريعة أنهن جواسيس أورجال متنكرين. ومع ذلك، لا يوجد مرشد على حتى الراهبات قد تعرضن للاغتصاب. في مدينة أرشوت وما حولها، بين التاسع عشر من أغسطس واستعادة المدينة من حديث بحلول التاسع من سبتمبر، تعرضت النساء للإيذاء على نحومتكرر. كان الاغتصاب، مثله مثل القتل والحرق العمد والنهب، في جميع مكان تقريبًا، وإن لم يكن ظاهرًا بنفس القدر.

نهب لوفان

في 25 أغسطس 1914، نهب الجيش الألماني مدينة لوفان، وقام عن عمد، بإحراق مخطة الجامعة التي تضم نحو300,000 كتاب ومخطوطة من القرون الوسطى، وقتل نحو248 من السكان، وطرد نحو10,000 شخص. أضرم الجيش الألماني النيران في منازل المدنيين، وفي كثير من الأحيان، أطلقوا النار على المواطنين حيثما كانوا. دُمر أكثر من 2000 مبنى، ونُهبت كميات كبيرة من المواد الاستراتيجية والمواد الغذائية والمعدات الصناعية الحديثة؛ ومن ثم نُقلت إلى ألمانيا خلال عام 1914. أدت هذه الأعمال إلى صدور إدانات من جميع أنحاء العالم. (سقطت أيضًا، في أثناء الفوضى، عدة حوادث إطلاق نيران صديقة بين مجموعات الجنود الألمان)

الخسائر في الأرواح

كان الألمان مسؤولين عن مقتل نحو23,700 من المدنيين البلجيكيين (6000 قُتلوا، و17,700 تُوفوا أثناء عمليات الطرد والترحيل والسجن أوالحكم بالإعدام من قبل المحاكم)، وقد تسببوا في المزيد من الخسائر التي ضمت نحو10,400 حالة إصابة بعجز دائم ونحو22,700 حالة إصابة بعجز مؤقت، وتحويل نحو18,296 طفلًا إلى يتامى حرب. فيما يخص الخسائر العسكرية، قُتل نحو26,338، أوتُوفوا متأثرين بإصابات أوحوادث، وتُوفي نحو14,029 متأثرين بالسقم أومضىوا في عداد المفقودين.

تفكيك القطاعات الصناعية

قامت الكثير من الشركات بتسريح العمال؛ نظرًا لنضوب المواد الخام التي تُستورد عادة من الخارج. أصبحت البطالة معضلة رئيسية، وتزايد الاعتماد على الأعمال الخيرية التي توزعها المؤسسات والمنظمات المدنية. بلغ عدد العاطلين عن العمل، بين عامي 1915 و1918، نحو650,000 عاطل.

استغلت السلطات الألمانية أزمة البطالة لنهب الآلات الصناعية من المصانع البلجيكية، ونقلها إلى ألمانيا على صورتها أوبعد صهرها. أدت السياسات الألمانية التي سنتها الحكومة العامة الإمبراطورية الألمانية في بلجيكا؛ إلى مشاكل كبرى في وقت لاحق أمام الانتعاش الاقتصادي البلجيكي بعد نهاية الحرب، فقد دمر الألمان الاقتصاد البلجيكي تدميرًا كاملًا، وذلك عبر تفكيك القطاعات الصناعية ونقل المعدات والآلات إلى ألمانيا إلى الحد الذي جعل بلجيكا غيرة قادرة على استعادة مستوياتها الصناعية قبل الحرب.

التداعيات

تحليل لاحق

في عشرينيات القرن العشرين، كانت جرائم الحرب التي ارتُكبت في أغسطس 1914 كثيرًا ما تُرفَض باعتبارها أكاذيب بريطانية. في السنوات الأخيرة، تفهم الكثير من الفهماء الوثائق الأصلية وخلصوا إلى حتى فظائع واسعة النطاق قد ارتُكبت بالعمل، مع الاعتراف بوجود روايات أخرى ملفَّقة. يُوجد جدال بين أولئك الذين يعتقدون بأن الجيش الألماني كان يتصرف، على نحورئيسي، بدافع من جنون الارتياب؛ انتقامًا من حوادث حقيقية أومفترضة تنطوي على أعمال مقاومة من جانب المدنيين البلجيكيين، وأولئك (ومنهم ليبكس) الذين يؤكدون على وجود مسببات إضافية، تشير إلى وجود ارتباط بالتصرفات والأفعال الألمانية في الحقبة النازية.

وفقًا لاري زوكرمان، فإن الاحتلال الألماني قد تجاوز -على نحوكبير- القيود التي يفرضها القانون الدولي على سلطة الاحتلال. فقد سعت الإدارة العسكرية الألمانية الجائرة إلى تنظيم جميع تفاصيل الحياة اليومية، سواء على المستوى الشخصي؛ بإجراء العقاب الجماعي وفرض القيود على السفر، أوعلى المستوى الاقتصادي عبر تسخير الصناعة البلجيكية لصالح ألمانيا وبفرض تعويضات ضخمة متكررة على المقاطعات البلجيكية. قبل الحرب، كانت بلجيكا تساهم بنحو4.4% في التجارة العالمية، ولكن الألمان دمروا الاقتصاد البلجيكي تدميرًا كاملًا، عبر تفكيك القطاعات الصناعية ونقل المعدات والآلات إلى ألمانيا، إلى الحد الذي جعل بلجيكا غيرة قادرة على استعادة مستوياتها الصناعية قبل الحرب. رُحِّل أكثر من 100,000 عامل بلجيكي قسرًا إلى ألمانيا للعمل في اقتصاد الحرب، وإلى شمال فرنسا لإنشاء الطرق وغيرها من أعمال البنية التحتية العسكرية للجيش الألماني.

الإرث

في مراسم حفل أُقيم يومستة مايو2001 في مدينة دينانت البلجيكية، حضره وزير الدفاع البلجيكي أندري فلاهاوت، وقدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، وسفراء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، اعتذر رسميًا وزير الدولة لوزارة الدفاع الألمانية، والتر كولبو، عن المذبحة التي راح ضحيتها 674 مدنيًا، والتي سقطت في 23 أغسطس 1914 في أعقاب معركة دينانت: «علينا حتى نعترف بالمظالم التي ارتُكبت، وأن نلتمس المغفرة والصفح. هذا ما أعمله اليوم بإيمان عميق. أعتذر لكم جميعًا عن الظلم الذي ارتكبه الألمان في هذه البلدة».

وضع السيد كولبوإكليلًا من الزهر، وانحنى أمام نصب تذكاري للضحايا، يحمل نقشًا: شهداء دينانت الـ674، ضحايا أبرياء للبربرية الألمانية.

المراجع

  1. ^ Memoirs of برنارت فون بولوف: The World War and Germany's Collapse 1909–1919, translated by Geoffrey Dunlop and F. A. Voight, Little, Brown and Company, Boston, 1932:

    There is no doubt that our invasion of Belgium, with violation it entailed of that country's sovereign neutrality, and of treaties we ourselves had signed, and the world had respected for a century, was an act of the gravest political significance. Bad was made worse when than ever by Bethmans Hollweg's speech in the Reichstag (August 4, 1914). Never perhaps, has any other statesman at the head of a great and civilized people (...) pronounced (...) a more terrible speech. Before the whole world—before his country, this spokesman of the German Government—not of the Belgian!—not of the French!—declared that, in invading Belgium we did wrong, but that necessity knows no law (...) I was aware, with this one categorical statement, we had forfeited, at a blow, the imponderabilia; that this unbelievably stupid oration would set the whole world against Germany. And on the very evening after he made it this Chancellor of the German Empire, in a talk with Sir Edward Goschen, the British Ambassador, referred to the international obligations on which Belgium relied for her neutrality as "un chiffon de papier", "a scrap of paper"...

  2. ^ Annuaire statistique de la Belgique et du Congo Belge 1915–1919. Bruxelles. 1922 p.100 نسخة محفوظة 25 أغسطس 2018 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ Milne, Nick. "The 'Rape of Belgium' Revisited." Oxford University. World War I Centenary. Accessed October 9, 2018. http://ww1centenary.oucs.ox.ac.uk/memoryofwar/the-rape-of-belgium-revisited/.
  4. ^ Lipkes J. (2007) Rehearsals: The German Army in Belgium, August 1914, Leuven University Press
  5. ^ Horne & Kramer, German atrocities, Chapter I, Third Army and Dinant
  6. ^ Beckett, I.F.W. (ed., 1988) The Roots of Counter-Insurgency, Blandford Press, London. (ردمك 0-7137-1922-2)
  7. ^ John N. Horne & Alan Kramer (2001) German Atrocities, 1914: A History of Denial, Yale University Press, New Haven, Appendix I, German Atrocities in 1914 (from Augustخمسة to October 21 and from Berneau ([[لياج (مقاطعة)|]]) to Esen (فلاندرز الغربية)), (ردمك 978-0-300-08975-2)
  8. ^ Alan Kramer (2007) Dynamic of Destruction: Culture and Mass Killing in the First World War Oxford University Press, pp. 1–24. (ردمك 978-0-19-280342-9)
  9. ^ Spencer Tucker, P. M. R. (2005) World War I: Encyclopedia, Volume 1, ABC-CLIO/Greenwood, p.714
  10. ^ B.Tuchman, The Guns of August, pp. 340–356
  11. ^ Commission d'Enquete (1922) Rapports et Documents d'Enquête, vol. 1, book 1. pp. 679–704, vol. 1, book 2, pp. 605–615.
  12. ^ Kossmann 1978، صفحة 529.
  13. ^ Kossmann 1978، صفحة 528.
  14. ^ Dumoulin 2010، صفحة 131.
  15. ^ Kossmann 1978، صفحات 533–4.
  16. ^ Cynthia Wachtell (2007). "Representations of German Soldiers in American World War I Literature". In Thomas F. Schneider (المحرر). "Huns" vs. "Corned Beef": Representations of the Other in American and German Literature and Film on World War I. V&R unipress GmbH. صفحة 65. ISBN .
  17. ^ Clive Emsley, War, Culture and Memory, The Open University, Milton Keynes, 2003, p. 28. (ردمك 0-7492-9611-9)
  18. ^ Osborn, Andrew (May 11, 2001). "Belgians want money after German war apology". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2019.
تاريخ النشر: 2020-06-01 19:06:57
التصنيفات: 1914 في بلجيكا, الاحتلال الألماني لبلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى, العلاقات الألمانية البلجيكية, جرائم حرب في بلجيكا, دعاية خلال الحرب العالمية الأولى, قتل جماعي في 1914, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة الحرب العالمية الأولى/مقالات متعلقة, بوابة بلجيكا/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تشافي: "نمر بفترة سيئة وعلينا أن نتحسن للفوز بالألقاب"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-14 18:07:36
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية