الفرزدق

الفرزدق (38 هـ / 641م - 114 هـ / 732م) شاعر عربي من شعراء العصر الأموي من أهل البصرة، ومسماه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي. وكنيته أبوفراس وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف، اشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهاتى.

النشأة

ولد الفرزدق عام 38 للهجرة وقد سمي بالفرزدق لضخامة وتجهم وجهه. ومعنى الفرزدق، هوالرغيف وواحدته فَرَزْدَقَة، والفرزدق يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين والفرزدق في الإسلاميين، وهووأبوه قثراء ومن نبلاء قومه وسادتهم بنوتميم ومن أكثر الشعراء، ينطق أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، والموؤودات وهن البنات التي كانت تدفن قبل الإسلام في الجاهلية وأدرك الإسلام وكان كريماً جواداً. كان الفرزدق كثير الهاتى، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر حيث تبادل الهاتى هووجرير طيلة نصف قرن حتى توفي ورثاه جرير. تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحه.

الفرزدق وجرير

نظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهاتى ثم المديح، مدح الخلفاء الأمويين بالشام، ولكنه لم يدم عندهم لمناصرته لآل البيت. كان معاصراً للأخطل ولجرير الشاعر أيضاً، وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا حتى النقائض بينهما أوهمت البعض حتى بينهم تحاسداً وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، لجرير في الفرزدق رثاء جميل.

الفرزدق وآل البيت

كانت للفرزدق مواقف فيما يخص آل البيت. وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعداً. اتى في كتاب الموجز في الشعر العربي للشاعر العراقي فالح الحجية الكيلاني أنه لقب بالفرزدق لجهامة ووجوم في وجهه يكاد لا يفارقه مدح قومه وفخر بهم ومدح العلويين ومدح الأمويين كذلك، ويتميز شعره بقوة الأسلوب والجودة الشعرية وقد أدخل في الشعر العربي الكثير من الألفاظ الغريبة وبرع في:(المدح والفخر والهاتى والوصف) يقول أهل اللغة:

لولا شعر الفرزدق لمضى ثلث العربية

كان مقدماً في الشعراء، وصريحاً جريئاً، يتجلى ذلك عندما يعود له الفضل في أحياء الكثير من الحدثات العربية التي اندثرت. من قوله:-

إذا مت فابكيني بما أنا أهله		فكل جميل قلته فيّ يصدق
وكم قائل توفي الفرزدق والندى		وقائلة توفي الندى والفرزدق

قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته وقد كان معهم الشاعر العربي الفرزدق وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنة ولم يُفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب انشقت له صفوف الناس حتى استوعب الحجر الأسود، فثارت حفيظة هشام وأغاظه ما عملته الحجيج لعلي بن الحسين فسئل هشام بن عبد الملك من هَذا؟

فأجابه الشاعر العربي الفرزدق هذه القصيدة وهي من أروع ما نطقه ومطلعها:-

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ

وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

الفخر

كان الفرذق معروفاً بفخره وتأتي الحدثات أكثر سلاسة في شعره عندما يفتخر بنسبه، ويفاخر بنسبه معاصريه من الشعراء، ومن أشهر قصائده في هذا السياق عندما يخاطبُ الشاعرَ جرير:

يا ابن المَراغةِ أين خالُكَ ،يا ترى؟ إنّني		خالي حُبَيشٌ ذوالفِعالِ الأفضَلُ
خالي الذي غَصَبَ المُلوك نُفوسَهُم		وإليه كان حِباءُ جَفنة يُنقَلُ

وفاته

توفي سنة 114 هـ ، وكانت وفاته في منطقة البصرة بالعراق.

المصادر

^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb13562407p — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
^ "al-Farazdaq | Islamic poet". Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2017.
^ "بوابة الشعراء - الفرزدق". مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2017.
^ "الفرزدق | الموسوعة العربية". www.arab-ency.com. مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2017.
^ "The Great Revolutionary Shi'ite Poets || Imam Reza (A.S.) Network". www.imamreza.net. مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2017.