انحياز معرفي في الحيوانات
عودة للموسوعةالانحياز المعهدي عند الحيوانات هونمطٌ من الانحراف في التقدير، حيث قد تتأثر الاستنتاجات المتعلّقة بالحيوانات الأخرى وبالمواقف بمعلوماتٍ غير ذات أهمّيّة أوبحالات عاطفية. ينطق أحيانًا أنّ الحيوانات تخلق "واقعًا اجتماعيًا شخصيّاً" من تصوّراتها للمدخلات. عملى سبيل المثال قد يؤثّر التحيّز المتفائل أوالمتشائم عند البشر في إجابة الفرد على سؤال "هل نصف كوب فارغ أم نصف ممتلئ؟".
لدراسة التحيّز المعهديّ، نقوم بتدريب حيوان ما على توقّع حدوث حدثٍ إيجابيّ بعد تحفيزه من خلال إشارة ما، وتوقّع حدثٍ سلبيّ بعد تحفيزه بإشارةٍ أخرى. على سبيل المثال، وكما في الكثير من التجارب، إذا ضغط الحيوان على ذراع A بعد سماعه لنغمة بتردّد 20 هرتز، فإنّه يحصل على طعامٍ محبّذ للغاية، لكن وباللقاء فإنّه سيحصل على طعام بلا أيّ نكهة عند الضغط على ذراع B بعد سماع نغمة لها تردّدعشرة هرتز. بعد ذلك يتمّ تقديم كلا الذراعين للحيوان واستخدام نغمة لها تردّد متوسّط كمُحفّز، 15 هرتز على سبيل المثال. تقول الفرضيّة أنّ "الحالة المزاجية" للحيوان يفترض أن تحيّز اختيار الأذرع بعد اختبار التنبيه؛ إذا كانت حالته المزاجيّة إيجابيّة، فإنه يميل إلى اختيار الذراع A، أمّ إذا كانت سلبيّة فإنّه يميل إلى اختيار الذراع B.
يتمّ اختبار الفرضيّة السابقة من خلال التلاعب بالعوامل التي قد تؤثر على الحالة المزاجيّة -على سبيل المثال، نوع المسكن الذي يعيش الحيوان. تمّ إظهار التحيزات المعهدية في مجموعة واسعة من الأجناس بما في ذلك الفئران والكلاب وقرود المكاك والأغنام والصيصان والزرزور ونحل العسل.
في الجرذان
أجريت على الجرذان أوّل دراسة للتحيّز المعهديّ عند الحيوانات في ما تم وصفه بأنّه "دراسة تاريخية"، وقد أظهرت هذه الدراسة أنّ الجرذان المخبريّة الموجودة في بيئات غير متوقّعة كان لها موقف أكثر تشاؤماً من الفئران التي تسكن في بيئات يمكن التنبّؤ بها.
بحثت إحدى الدراسات التي أجريت على الجرذان فيما إذا كانت التغييرات في شدة الضوء (تلاعب قصير الأمد بالحالة العاطفيّة) لها تأثير على الانحياز المعهدي. تمّ اختيار شدّة الضوء كعلاج لأنه يتعلّق بتحريض القلق على وجه الخصوص. تمّ تدريب الجرذان على التمييز بين مسقطين مختلفين، بمستويي إضاءة إمّا عالية ('H') أومنخفضة .('L') تمّ وضع الطعام السائغ في أحد المسقطين، ووضع الطعام غير المستساغ في المسقط الآخر. وبالنتيجة، ركضت الفئران التي انتقلت من مستويات الإضاءة العالية إلى المنخفضة (من المفترض أنّ التلاعب العاطفي السلبي فيها أقلّ) إلى جميع المواقع الثلاثة الغامضة بشكل أسرع من الفئران التي انتقلت من مستويات الإضاءة المنخفضة إلى العالية (المفترض أنّ التلاعب العاطفي السلبيّ فيها أكبر).
حقّقت دراسة أخرى فيما إذا كان الإحباط الاجتماعيّ المزمن يجعل الجرذان أكثر تشاؤماً. تعرّضت الفئران في هذه الدراسة إلى إحباط اجتماعي يومي في نموذج للمقيم والمتطفّل لمدة ثلاثة أسابيع وذلك بهدف الحثّ على الضغوط النفسية والاجتماعية المزمنة. يجعل هذا الإجهاد النفسي والاجتماعي المزمن الفئران أكثر تشاؤماً. وُجد باستخدام نهج الانحياز المعهدي، أنّ الفئران التي تعرّضت إما للتجارب أوللعب عن طريق تحفيز يدوي (الدغدغة) يقوم به القائم على التجربة قد أظهرت استجابات مختلفة للتحفيز المتوسّط الشدّة: فكانت الفئران التي تعرّضت للدّغدغة أكثر تفاؤلاً. ذكر المؤلّفون أنّهم أثبتوا "...لأوّل مرّة وجود صلة بين الحالة العاطفية الإيجابية المقاسة بشكل مباشر واتّخاذ القرارات في ظلّ عدم اليقين في النموذج الحيواني".
في الكلاب الاليفة
يوجد في المملكة المتحدة ما يقارب خمسة ملايين كلب أليف، أي ما يعادل 50% من السكّان تقريباً، قد تتصرّف هذه الكلاب بسلوكيّات غير مرغوب بها متعلّقة بالعزلة عند مغادرتها للمنزل بمفردها. تمّ تدريب الكلاب على الانتنطق من نقطة البداية إلى وعاء الطعام. عندما يتمّ وضع الوعاء في أحد جوانب الغرفة (في مسقط إيجابي رمزه P)قد يكون يحوي على كمّيّة صغيرة من الطعام، أمّا عند وضعه في الجانب اللقاء من الغرفة (مسقط سلبي رمزه N) فيكون عندها فارغاً. في تجارب الاختبار، تم وضع الوعاء (الفارغ) في واحد من ثلاثة مواقع غامضة بين المسقطين P وN، الأوّل هوالأقرب للمسقط الإيجابي وتمّ ترميزه بـ(NP) والأوسط (M)والأقرب إلى المسقط السلبيّ(NN) ، وتمّ إجراء ثلاث تجارب اختبار في كلّ مسقط من المواقع السابقة، وقام الباحثون بقياس مدى سرعة انتنطق الكلاب إلى الأماكن الغامضة، فالانتنطق بسرعة يشير إلى توقّع الطعام (حكم "متفائل") والانتنطق الأبطأ يعني توقّع الوعاء الفارغ (حكم "متشائم"). توضّح اختبارات التحيّز المعهدي هذه أنّ الكلاب التي تظهر مستويات عالية من السلوك المرتبط بالانعزال في اختبار الفصل تملك مزاجاً أكثر سلبية.
المراجع
- ^ Haselton, M. G.; Nettle, D. & Andrews, P. W. (2005). "The evolution of cognitive bias". In D. M. Buss (المحرر). The Handbook of Evolutionary Psychology. Hoboken, NJ, US: John Wiley & Sons Inc. صفحات 724–746.
- ^ Bless, H.; Fiedler, K. & Strack, F. (2004). Social cognition: How individuals construct social reality. Hove and New York: Psychology Press. صفحة 2.
- ↑ Harding, EJ; Paul, ES; Mendl, M (2004). "Animal behaviour: cognitive bias and affective state". Nature. 427 (6972): 312. doi:10.1038/427312a. PMID 14737158.
- ↑ Rygula, R; Pluta, H; P, Popik (2012). "Laughing rats are optimistic". PLoS ONE. 7 (12): e51959. doi:10.1371/journal.pone.0051959. PMC 3530570. PMID 23300582.
- ^ Mendl, M.; Burman, O.H.P.; Parker, R.M.A. & Paul, E.S. (2009). "Cognitive bias as an indicator of animal emotion and welfare: emerging evidence and underlying mechanisms". Applied Animal Behaviour Science. 118 (3–4): 161–181. doi:10.1016/j.applanim.2009.02.023.
- ^ Enkel, T.; Gholizadeh, D.; von Bohlen und Halbach, O.; Sanchis-Segura, C.; Hurlemann, R.; Spanage, R.; Gass P. & Vollmayr, B. (2010). "Ambiguous-cue interpretation is biased under stress- and depression-like states in rats". Neuropsychopharmacology. 35 (4): 1008–1015. doi:10.1038/npp.2009.204. PMC 3055368. PMID 20043002.
- ^ Burman, O.H.P.; Parker, R.M.A.; Paul, E.S. & Mendl, M.T. (2009). "Anxiety-induced cognitive bias in non-human animals". Physiology and Behavior. 98 (3): 345–350. doi:10.1016/j.physbeh.2009.06.012. PMID 19560479.
- ^ Papciaka, J.; Popika, P.; Fuchsc, E.; Rygula, R. (2013). "Chronic psychosocial stress makes rats more 'pessimistic' in the ambiguous-cue interpretation paradigm". Behavioural Brain Research. 256: 305–310. doi:10.1016/j.bbr.2013.08.036. PMID 23993861.
- ^ Mendl, M.; Brooks, J.; Basse, C.; Burman, O.; Paul, E.; Blackwell, E. & Casey, R. (2010). "Dogs showing separation-related behaviour exhibit a 'pessimistic' cognitive bias". Current Biology. 20 (19): R839–R840. doi:10.1016/j.cub.2010.08.030. PMID 20937467.
التصنيفات: استعراف حيواني, انحيازات معرفية, رعاية الحيوان, شعور, علم الحيوان, علم السلوك الحيواني, علوم سلوكية, بوابة علم الحيوان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات
