ماردي (كتاب)

ماردي، ورحلة إلى هناك، هوالكتاب الثالث للمحرر الأمريكي هرمان ملفيل، الذي نُشر لأول مرة في لندن في عام 1849. ابتداءً بسيرة رحلة في سياق جهود المؤلف في العملين السابقين، تفسح سيرة المغامرة الطريق إلى سيرة رومانسية، والتي بدورها تفسح المجال أمام السعي الفلسفي.

نظرة عامة

ماردي هوأول عمل خيالي صرف لملفيل (بينما يتضمن رواة خياليين؛ كان نوع رواياته السابقة سيرة ذاتية مكثفة). يفصل فيها (بما يشبه تايبي وأومو) رحلة بحار أمريكي يتخلى عن سفينته لصيد الحيتان بغية استكشاف جنوب المحيط الهادئ. على عكس العملين السابقين، ماردي فلسفي للغاية وقيل إنه أول عمل أظهر إمكانات ملفيل الحقيقية. تبدأ الحكاية كسيرة بسيطة، لكنها سرعان ما هجرز على الحوار بين الشخصيات الرئيسية وتفاعلاتها مع البلدان الرمزية المتنوعة التي تصادفها. في حين أنها ليست مترابطة أوطويلة مثل رواية موبي- ديك، إلا أنهما تشهجران في نفس أسلوب الكتابة وكذلك الكثير من ذات الموضوعات.

خط ملفيل مقدمة لـماردي بنوع من السخرية حتى أول كتابين له كانا غير خياليين لكنهما غير قابلين للتصديق؛ ويأمل حتى يُقبل كتاب الخيال هذا كحقيقة على نفس النمط.

النمط

تأثير سويفت ورابليه

تكرر الرحلة من جزيرة إلى جزيرة تحاكي رواية رابليه غارغانتوا وبانتاغرويل، وخاصة الكتابين الأخيرين. وفقًا للباحث نيوتن أرفين:

«إن تمجيد الأكل والشرب نابع من رابليه في توجهاته، وكذلك الأمر بالنسبة لكل ذلك الهاتى للتزمت والدوغماتية، والتحذلق. يتجول تاجي وأصدقاؤه حول جزيرة مارما، التي ترمز إلى الاستبداد الكنسي والدوغماتية، ما يذكرنا ببانتاغرويل وأصحابه وهم يتجولون بين السكان الخرافيين في بابيميني؛ ومن المؤكد حتى الفلسفة الزائفة المتحذلقة لشخصية دوكسودوكس التي خلقها ملفيل هي، بالنسبة لقارئ رابليه، محاكاة لأسلوب ماستر يانوتوس دي براغماردوبالتمسك بالطرح متعدد الأشكال لغارغانتوا في الكتاب الأول». يميز أرفين أيضًا آثر رحلات جوليفر للمحرر جوناثان سويفت «هناك تأثر شديد بسويفت في هولومولوميلفن، جزيرة كريبلزوجميع سكانها مختلين ومشوهين وملكهم العديم الشكل الذي يرتعب من الشخصيات القوية المستقيمة من زائريه عبر البحار».