الصوم في الإسلام

عودة للموسوعة


هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

الصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص ومـ)، ينطق: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أوالكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية». ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يضم جميع أنواع الصوم، وهوإما فرض عين وهوصوم شهر رمضان من جميع عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أوالنذر أوالكفارة. وإما تطوع ويضم: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع هجره وهوالصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو: عبادة يتفق المسلمون على تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهوبمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما حتى صوم شهر رمضان من جميع عام: فرض بإجماع المسلمين، وهوأحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهوعند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾، وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، نطق: هل علي غيره،يا ترى؟ أي: صوم رمضان، نطق في الحديث: «لا، إلا حتى تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من جميع عام: فرض على جميع مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب السقم أوالسفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلوالمرأة من الحيض والنفاس. وللصوم أحكام مفصلة في فهم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

تعريف الصوم

في اللغة

الصَّوْمُ في اللغة مصدر بمعنى: الإمساك مطلقا، سواء كان إمساكا عن المشي أوعن العمل والحركة أوإمساكا عن الكلام أوعن الأكل والشرب أوغير ذلك، نطق أبوعبيدة: جميع ممسك عن طعام أوكلام أوسير فهوصائم. ومادته: (ص ومـ)، والعمل صام مثل نطق، والصوم أوالصيام بمعنى واحد، نطق في القاموس المحيط: صام صوما وصياما واصطام: أمسك عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير، نطق ابن فارس: (صوم) الصاد والواووالميم أصل يشير على إمساك وركود في مكان، من ذلك صوم الصائم هوإمساكه عن مطعمه ومشربه وسائر ما منعه، ويكون الإمساك عن الكلام صوما. ومنه قول الله تعالى: ﴿فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا. (26)﴾ نطق ابن عباس: صمتا، أي: إمساكا عن الكلام، ويقويه قوله تعالى: ﴿فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾ والامتناع عن الكلام بهذه الصفة المذكورة في سيرة مريم إنما هوإخبار عن حكم في شرع سابق، أما في شريعة الإسلام؛ فالامتناع عن الكلام مع الناس لا يعد عبادة، بل هومن التنطع المنهي عنه، فيأخذ الحكم في الشرع الإسلامي منحى وسطا بين الإفراط والتفريط، ويدل على هذا حديث: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أوليصمت»، وحديث: «لا يحل لمسلم حتى يهجر أخاه فوق ثلاث».

نطق ابن منظور: «الصوم: هجر الطعام والشراب والنكاح والكلام، صام يصوم صوما وصياما واصطام، ورجل صائم وصوم من قوم صوام وصيام وصوم بالتشديد». فالصَّوْمُ: إمساك عن أيَّ عملٍ أوقَوْل كان. فالسكوت عن الكلام يسمى في اللغة صوما. نطق الخليل: الصوم قيام بلا عمل، والصوم أيضا الإمساك عن الطعم وقد صام الرجل من باب نطق، وصياما أيضا، وصام الفرس قام على غير اعتلاف، وصام النهار قام قائم الظهيرة واعتدل، والصوم أيضا ركود الرياح، ونطق ابن فارس: والصوم: استواء الشمس انتصاف النهار، كأنها ركدت عند تدويمها، وكذا ينطق: صام النهار، نطق امرؤ القيس: إذا صام النهار وهجرا، ومصام الفرس: موقفه، وكذلك مصامته، نطق الشماخ: إذا ما استاف منها مصامة. وفي القاموس المحيط: وصام منيته: ذاقها، والنعام: رمى بذرقه وهوصومه، والرجل: تظلل بالصوم لشجرة كريهة المنظر، والنهار: قام قائم الظهيرة، والصوم: الصمت وركود الريح ورمضان والبيعة، والصائم: للواحد والجميع، وأرض صوام كسحاب: يابسة لا ماء بها، ومصام الفرس ومصامته: موقفه. وينطق: صام الفرس صوما أي: قام على غير اعتلاف، ونطق في المحكم: وصام الفرس على آريه صوما وصياما إذا لم يعتلف، وقيل: الصائم من الخيل القائم الساكن الذي لا يطعم شيئا؛ نطق النابغة الذبياني:

خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

نطق أبومنصور الأزهري في ترجمة صون: الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحفاء، وأما الصائم، فهوالقائم على قوائمه الأربع من غير حفاء. وفي التهذيب: الصوم في اللغة الإمساك عن الشيء والهجر له، وقيل للصائم صائم؛ لإمساكه عن المطعم والمشرب والمنكح، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام، وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العلف مع قيامه. نطق سفيان بن عيينة: «الصوم هوالصبر، يصبر الإنسان على الطعام والشراب والنكاح، ثم قرأ: ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾».

نطق ابن منظور: «وفي الحديث: «نطق النبي : نطق الله تعالى: جميع عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي». نطق أبوعبيد: إنما خص الله تبارك وتعالى الصوم بأنه له وهويجزي به، وإن كانت أعمال البر كلها له وهويجزي بها؛ لأن الصوم ليس يظهر من ابن آدم بلسان، ولا عمل فتخطه الحفظة، إنما هونية في القلب وإمساك عن حركة المطعم والمشرب يقول الله تعالى: فأنا أتولى جزاءه على ما أحب من التضعيف وليس على كتاب خط له؛ ولهذا «نطق النبي : ليس في الصوم رياء»». والصوم: هجر الأكل. نطق الخليل: والصوم قيام بلا عمل. نطق أبوعبيدة: جميع ممسك عن طعام أوكلام أوسير، فهوصائم. والصوم: البيعة. وصامت الريح: ركدت. والصوم: ركود الريح. وصام النهار صوما إذا اعتدل وقام قائم الظهيرة؛ نطق امرؤ القيس:

فدعها وسل الهم عنك بجسرة ذمول إذا صام النهار وهجرا

وصامت الشمس: استوت. التهذيب: وصامت الشمس عند انتصاف النهار إذا قامت ولم تبرح مكانها. وصام النعام إذا رمى بذرقه، وهوصومه. نطق في المحكم: صام النعام صوما ألقى ما في بطنه. والصوم: عرة النعام، وهوما يرمي به من دبره. وصام الرجل إذا تظلل بالصوم، وهوشجر كما نقل عن ابن الأعرابي. نطق أبوزيد: أقمت بالبصرة صومين أي رمضانين. ونطق الجوهري: رجل صومان أي صائم. ونطق الجوهري: الصوم شجر في لغة هذيل. نطق ابن بري: وصوام جبل؛ نطق الشاعر:

بمستهطع رسل كأن جديله بقيدوم رعن من صوام ممنع.

بالمعنى الشرعي

الصَّوْمُ في شريعة الإسلام عبادة مخصوصة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات، على وجه مخصوص بنية»، والصوم والصيام كلاهما بمعنى واحد في اللغة والشرع، نطق ابن جرير: والصيام مصدر، من قول القائل: "صُمت عن كذا وكذا" يعني: كففت عنه، أصوم عَنه صوْما ًوصياماً، ومعنى الصيام: الكف عما أمر الله بالكف عنه، ومن ذلك قيل: "صَامت الخيل"، إذا كفت عن السير، ومنه قول نابغة بني ذبيان:

خَـيْلٌ صِيَـامٌ وخَـيْلٌ غَـيْرُ صَائِمَةٍ تَحْـتَ العَجَـاجِ وأُخْـرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا.

ومنه قول الله تعالى ذكره: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ..الآية﴾، يعني: صمتًا عن الكلام. والصَّوْم بالمعنى الشرعي هو: «الإمساك عن المفطرات، على وجه مخصوص، في زمن مخصوص بنية»، أو: «الإمساكٌ عن المُفْطِرَاتِ من طلوع الفَجْرِ إلى غروب الشمس مع النِّيَّة». والنية في الصوم لا زمة عند جمهور الفقهاء، بصرف النظر عن كونها ركنا من أركان الصوم أوشرطا من شروطه. نطق ابن حجر في فتح الباري: «والصوم والصيام في اللغة: الإمساك، وفي الشرع: إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة». ونطق صاحب المحكم: «الصوم هجر الطعام والشراب والنكاح والكلام»، نطق الراغب: الصوم في الأصل الإمساك عن العمل، ولذلك قيل: للفرس الممسك عن السير صائم، وفي الشرع: «إمساك المكلف بالنية عن تناول المطعم والمشرب والاستمناء والاستقاء من الفجر إلى المغرب». ونطق السرخسي في المبسوط: «وفي الشريعة: تعبير عن إمساك مخصوص، وهوالكف عن قضاء الشهوتين شهوة البطن وشهوة الفرج، من إنسان مخصوص، وهوحتىقد يكون مسلما طاهرا من الحيض والنفاس وفي وقت مخصوص، وهوما بعد طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس بصفة مخصوصة، وهوحتىقد يكون على قصد التقرب، فالاسم شرعي فيه معنى اللغة». نطق ابن قدامة: «والصوم في الشرع: تعبير عن الإمساك عن أشياء مخصوصة، في وقت مخصوص». ونطق في الذخيرة الصوم في الشرع: «الإمساك عن شهوتي الفم والفرج وما يقوم مقامهما مخالفة للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار وبنية قبل الفجر أومعه إذا أمكن فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام الأعياد». ونطق ابن عهدة: «الصوم رسمه عبادة عدمية وقت طلوع الفجر حتى الغروب»، ونطق ابن رشد: «إمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية». أوهو: إمساك مخصوص عن المفطرات يوما كاملاً، من إنسان مخصوص بنية، وفق شروط مخصوصة عند الفقهاء؛ لأن الصوم عمل، والنية لازمة شرعاً لصحة الأعمال، ونية الصوم لازمة باتفاق أئمة المذاهب الفقهية فلا يصح الصوم إلا بالنية، وهذا لا خلاف عليه؛ لقول النبي : «لا صيام لمن لم بيت النية ليلا». وهومحمول على صوم الفرض عند الجمهور، ووقت النية من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر، أما في صوم النفل؛ فتمتد النية إلى ما قبل الزول بشرط عدم تعاطي أي مفطر بعد الفجر.

مشروعية الصوم في الإسلام

فرض الصوم

الصوم من العبادات المشروعة في الإسلام، وفرض في السنة الثانية للهجرة، ونزلت فيه آيات من القرآن الكريم، دلت على فرضيته على المسلمين، وأنه كان مفروضا على من كان قبلهم في الشرائع السابقة، وشرعت أحكامه ومواقيته، في آيات الصيام، وبينت تفاصيل أحكامه ومواقيتة، بالأحاديث النبوية؛ لأن الحديث النبوي مفسر للقرآن، وشارح له، نطق الله تعالى: ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس﴾، ونطق تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾، وفي الحديث: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه». والأصل في مشروعية الصيام قبل الإجماع: أدلة من الكتاب والسنة، فمن القرآن قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. وهومرشد فرض الصيام على المسلمين، وكان هذا في بداية فرضه، ثم هبط بعد ذلك من القرآن الكريم تحديد مقدار الصوم المفروض وبيان زمنه ومواقيته المتعلقة به في قول الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.. الآية﴾، إلى قوله تعالى: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. وفي هذه الآية الأمر الصريح بوجوب صوم شهر رمضان على المسلمين المكلفين. ومعنى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا﴾: يا أيها الذين ءامنوا بالله ورسوله وصدقوا بهما وأقرُّوا، ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ أي: فُرض عليكم الصيام، ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾، أي: كما فُرض على الذين من قبلكم، من الأمم السابقة، فهومن الشرائع القديمة، وكان فرضه على الأنبياء وأممهم، نطق أبوجعفر الطبري في تفسير الآية: فرض عليكم مثل الذي فرض على الذين منْ قبلكم، وذكر أقوالا في الذين فرض عليهم الصوم من قبل فرضه على المسلمين، وفي المعنى الذي سقط فيه التشبيه بين فرض صومنا وصوم الذين من قبلنا، الأول: حتى صوم شهر رمضان فرض على النصارى، وتشبيه صيامهم بصيام المسلمين هواتفاقهما في الوقت والمقدار، الذي هولازم للمسلمين اليوم فرضُه، عن الشعبي أنه نطق: «لوصُمت السنة كلها لأفطرت اليوم الذي يشك فيه فينطق: من شعبان، وينطق: من رمضان، وذلك حتى النصارى فُرض عليهم شهر رَمضان كما فرض علينا فحوَّلوه إلى الفصل، وذلك أنهم كانوا من الممكن صاموه في القيظ يعدون ثلاثين يوماً، ثم اتى بعدهم قرن فأخذوا بالثقة من أنفسهم، فصاموا قبل الثلاثين يوما وبعدها يوما، ثم لم يزل الآخر يُستن سنّة القرن الذي قبله حتى صارت إلى خمسين، فذلك قوله: ﴿خطَ عليكم الصيام كما خطَ عَلى الذين من قَبلكم﴾». وقيل بل التشبيه إنما هومن أجل حتى صومهم كان من العشاء الآخرة إلى العشاء الآخرة، وهوالذي فرض على المسلمين في بداية فرضه؛ روى ابن جرير الطبري عن أسباط، عن السدي: أما الذين من قبلنا: فالنصارى، خط عليهم رمضان وخط عليهم حتى لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا ينكحوا النساءَ شهر رمضان، فاشتد على النصارى صيامُ رمَضان، وجعل يُقَلَّبُ عليهم في الشتاء والصيف، فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف، ونطقوا: نزيد عشرين يوما نكفّر بها ما صنعنا، فجعلوا صيامهم خمسين. وفي رواية: خط عليهم الصوم من العتمة إلى العتمة، وعن قتادة: رمضانُ، خطه الله على من كان قَبلهم، وعن مجاهد: ﴿كما خط على الذين من قبلكم﴾ أي: أهل الكتاب، وفي قول: أنه كان مفروضا على الناس كلهم، نطق أبوجعفر: «وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من نطق: معنى الآية: يا أيها الذين ءامنوا فُرض عليكم الصيام كما فرض على الذين من قبلكم من أهل الكتاب، ﴿أَيَّاما مَّعْدُودَاتٍ﴾، وهي شهر رمضان كله؛ لأن مَن بعدَ إبراهيم كان مأمورا باتباع إبراهيم، وذلك حتى الله جل ثناؤه كان جعله للناس إماما، وقد أبلغنا الله عز وجل حتى دينه كان الحنيفيةَ المسلمةَ، فأمر نبينا بمثل الذي أمر به مَنْ قبله من الأنبياء، وأما التشبيه، فإنما سقط على الوقت، وذلك حتى مَنْ كان قبلنا إنما كان فرِض عليهم شهر رمضان، مثل الذي فُرض علينا سواء».

في الأمم السابقة

تدل النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على حتى الصيام الذي فرضه الله على المسلمين كان مفروضا على الأمم السابقة، حيث حتى الله هوالذي شرع الأحكام لعباده، وأن العبادة لله وحده لا شريك له، وتؤكد شريعة الإسلام حتى الدين كله لله، وهوالذي أوفد الرسل ليبلغوا الناس، ودين الأنبياء واحد، وما أمروا إلا ليعبدوا إله واحدا. وقد ذكر المفسرون: حتى الصيام كان مفروضا على الأمم السابقة، وأنه كان مفروضا على أهل الكتاب، فأما اليهود فقد فرض الله عليهم الصيام ولكنهم حولوه فصاموا يوما من السنة، وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني «عن دغفل بن حنظلة عن النبي نطق: كان على النصارى صوم شهر رمضان، فسقم ملكهم فنطقوا: لئن شفاه الله لنزيدن عشرا، ثم كان آخر فأكل لحما فأوجع فوه، نطق: لئن شفاه الله ليزيدن سبعة، ثم كان عليهم ملك آخر فنطق: ما ندع من هذه الثلاثة الأيام شيئا حتى نتمها ونجعل صومنا في الربيع، فعمل فصارت خمسين يوما».

وفي نص الآية الدالة على فرض الصيام جملة من الدلالات ومن أهمها: فرض الصيام على الناس، وأن الإيمان بالله والإسلام له وحده شرط في صحة العبادة، والخطاب في هذه الآية موجه لمن آمن بالله وبجميع رسله، ويؤكد نص الآية على حتى الخلق كلهم عباد لله، وأن الخالق المعبود بحق هوالله وحده لا شريك له، وهوالذي أوفد جميع الرسل وله الدين الخالص، وفي النص القرآني من هذه الآية دلالة واضحة على حتى الله هوالذي شرع الأحكام لعباده، فكما أنه فرض الصيام على الأمة المحمدية فكذلك فرض هذه العبادة على الأمم السابقة حيث يقول الله تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ (183)، وقد ذكر الفخر الرازي في تفسير الآية: «في هذا التشبيه قولان: أحدهما: أنه عائد إلى أصل إيجاب الصوم، يعني هذه العبادة كانت مكتوبة واجبة على الأنبياء والأمم من لدن آدم إلى عهدكم، ما أخلى الله أمة من إيجابها عليهم لا يفرضها عليكم وحدكم، وفائدة هذا الكلام حتى الصوم عبادة شاقة، والشيء الشاق إذا عم سهل تحمله». ثم ذكر القول الثاني بقوله: «والقول الثاني: حتى التشبيه يعود إلى وقت الصوم وإلى قدره، وهذا ضعيف؛ لأن تشبيه الشيء بالشيء يقتضي استواءهما في أمر من الأمور، فأما حتى ينطق: إنه يقتضي الاستواء في جميع الأمور فلا».

فالذي فرضه الله على الأنبياء وأممهم هوأصل إيجاب الصوم، وأما حمل التشبيه على أنه من حيث الوقت والقدر؛ فقد ذكر القائلون بهذا القول وجوها منها: حتى الله تعالى فرض صيام رمضان على أهل الكتاب: (اليهود والنصارى)، نطق الرازي: «أما اليهود فإنها هجرت هذا الشهر وصامت يوما من السنة، زعموا أنه يوم غرق فيه فرعون، وكذبوا في ذلك أيضا؛ لأن ذلك اليوم يوم عاشوراء على لسان رسول الله ، أما النصارى فإنهم صاموا رمضان فصادفوا فيه الحر الشديد فحولوه إلى وقت لا يتغير، ثم نطقوا عند التحويل: نزيد فيه فزادوا عشرا، ثم بعد زمان اشتكى ملكهم فنذر سبعا فزادوه، ثم اتى بعد ذلك ملك آخر فنطق: ما بال هذه الثلاثة فأتمه خمسين يوما، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا..﴾ سورة التوبة آية: 31 وهذا مروي عن الحسن». الوجه الثاني: مروي عن الشعبي وهو: أنهم أخذوا بالوثيقة زمانا فصاموا قبل الثلاثين يوما وبعدها يوما، ثم لم يزل الأخير يستسن بسنة القرن الذي قبله حتى صاروا إلى خمسين يوما؛ ولهذا كره صوم يوم الشك. والوجه الثالث: حتى وجه التشبيه أنه يحرم الطعام والشراب والجماع بعد النوم كما كان ذلك حراما على سائر الأمم، واحتج القائلون بهذا القول بأن الأمة مجمعة على حتى قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ.. الآية (187)﴾ يفيد نسخ هذا الحكم، فهذا الحكم لا بد فيه من مرشد يشير عليه، ولا مرشد عليه إلا هذا التشبيه وهوقوله: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ فوجب حتىقد يكون هذا التشبيه دليلا على ثبوت هذا المعنى، نطق أصحاب القول الأول: قد بينا حتى تشبيه شيء بشيء لا يشير على مشابهتهما من جميع الوجوه فلم يلزم من تشبيه صومنا بصومهم حتىقد يكون صومهم مختصا برمضان، وأنقد يكون صومهم مقدرا بثلاثين يوما.

الأصل في مشروعية الصوم

ذكرت آيات أحكام الصيام ضمن سورة البقرة في قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (183)

﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَ ٰتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (184)

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (185)

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ (186)

﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالۡـَٰٔنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (187)
—سورة البقرة، آية: (183 و184 و185 و186 و187)

ثبتت مشروعية الصوم في الإسلام بأدلة من الكتاب والسنة، فمن الكتاب آيات أحكام الصيام وهي: آيات من القرآن الكريم، في سورة البقرة تضمن الأحكام الشرعية، المتعلقة بالصوم، وأهم ما اشتملت عليه: فرض الصيام على المسلمين، وبيان مقدار مواقيت الصوم، والرخصة للمريض والمسافر، والفدية وإطاقة الصوم، ثم اختصاص شهر رمضان بالفرضية، وتعيين صيامه، ونزلت آيات تحديد وقت الصيام من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وأحكام الاعتكاف، وأدلة فرض الصيام من القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (183) ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَ ٰتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (184) ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (185).

وأما أدلة مشروعية الصوم من السنة النبوية؛ فهي إيضاح لنصوص القرآن وبيان ما فيه من أحكام ذكرت فيه إجمالا، وتفصيلها، وبيان الأحكام الشرعية التي لم تذكر في القرآن، بل بنص السنة إذ حتى القرآن منقول بطريق السنة، والوحي إما نص من القرآن أومن الحديث النبوي، مثل بيان المواقيت التي دل الحديث النبوي على بيانها، فالسنة هي بيان لمراد الله، فعدد الصلوات مثلا: لم يفهم بيانه إلا بطريق السنة، وقد اتى في الحديث: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه». ومعنى «أوتيت الكتاب»: أي القرآن «ومثله معه»: أي الوحي الباطن غير المتلوأوتأويل الوحي الظاهر وبيانه بتعميم وتخصيص وزيادة ونقص، أوأحكاما ومواعظ وأمثالا تماثل القرآن في وجوب العمل أوفي المقدار. نطق البيهقي: هذا الحديث يحتمل وجهين أحدهما: أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلومثل ما أوتي من الظاهر المتلو، والثاني حتى معناه أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى، وأوتي مثله من البيان أي: أذن له حتى يبين ما في الكتاب فيعم ويخص وأن يزيد عليه فيشرع ما ليس في الكتاب له ذكر فيكون ذلك في وجوب الحكم ولزوم العمل به كالظاهر المتلومن القرآن. قراه». وفي الحديث مرشد على وجوب اتباع السنة والأخذ بها، كما دلت عليه نصوص القرآن.

مراحل تشريع الصوم

للصوم في الإسلام مراحل تشريعية من قبل حتى يفرض على المسلمين صوم شهر رمضان إلى حتى استقرت الأحكام واكتمل الدين، فمن خصائص التشريع الإسلامي للأحكام حتى الله هوالذي شرع الأحكام، فكان بيانها على لسان رسوله خلال فترة نزول الوحي، فلم تشرع الأحكام كلها جملة واحدة، بل كان بطريق التدرج في تشريعها، بطريق التعليم الرباني الذي يقصد به: تعليم الأحكام شيئا فشيئا، وهجرزت مراحل التشريع الإسلامي في بدايتها على الإيمان بالله والبرهنة على وجود الله وأنه خالق جميع شيء، والمستحق وحده للعبادة، ومن ثم فإن الكثير من الأحكام لم تشرع إلا بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، بما فيها الصوم الذي هوفي نفس الوقت لم يشرع جملة واحدة، بل شرع في مراحل، وكان المسلمون قبل حتى يفرض عليهم صوم رمضان يصومون يوم عاشوراء، وثلاثة أيام من جميع شهر، وكان الناس في الجاهلية يصومون يوم عاشوراء، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة وجدوا اليهود يصومونه، فسئلوا عنه فنطقوا: ذلك يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فنحن نصومه شكرا لله، وفي الحديث: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء ونطقوا: إذا موسى صامه، وإنه اليوم الذي نجوا فيه من فرعون وغرق فرعون فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه ونطق: نحن أحق بموسى منهم». و«عن عائشة رضي الله عنها نطقت كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان نطق: من شاء صامه ومن شاء هجره». نطق النووي: اتفق الفهماء على حتى صوم يوم عاشوراء سنة ليس بواجب، واختلفوا في حكمه في أول الإسلام حين شرع صومه قبل صوم رمضان، فنطق أبوحنيفة: كان واجبا، واختلف أصحاب الشافعي فيه على وجهين مشهورين: أشهرهما عندهم: أنه لم يزل سنة من حين شرع، ولم يكن واجبا قط في هذه الأمة، ولكنه كان متأكد الاستحباب، فلما هبط صوم رمضان صار مستحبا دون ذلك الاستحباب، والثاني: كان واجبا، كقول أبي حنيفة، واستدل القائلون بالوجوب بقوله: «وأمر بصيامه»، ودليل القائلين بعدم وجوبه حديث: «لم يخط الله عليكم صيامه»، وحديث: «من شاء صامه ومن شاء هجره»، وهذا الخلاف إنما هوفيما كان في صدر الإسلام، أما بعد تعيين صوم رمضان؛ فهوسنة مستحبة بالإجماع.

كان فرض الصوم في أول فرضه على المسلمين في أيام معدودات، وأنه ليس في جميع يوم؛ لئلا يشق على النفوس، فتضعف عن حمله وأدائه، بل جعل فرضه في أيام معدودات، أي: قلائل، كما يشير على هذا نص الآية: ﴿أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ ۚ﴾ أي: حتى تصوموا أياما معدودات هي أيام شهر رمضان، نطق الطبري: وأما المعدودات: فهي التي تعد مبالغها وساعات أوقاتها، وعنى بقوله: ﴿معدودات﴾: محصيات.

وكان الصوم على التخيير، في بداية فرضه؛ لقوله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾، فعن معاذ بن جبل نطق: كان في ابتداء الأمر: من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن جميع يوم مسكينا، ثم نسخ حكم التخيير بآية فرض صوم رمضان، إلى غير ذلك روى البخاري عن سلمة بن الأكوع أنه نطق: لما نزلت: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ﴾: كان من أراد حتى يفطر يفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها، وعن نافع عن ابن عمر، نطق: «هي منسوخة». ومضى أكثر الفهماء إلى حتى الآية منسوخة وهوقول ابن عمر وسلمة بن الأكوع وغيرهما، وذلك أنهم كانوا في ابتداء الإسلام مخيرين بين حتى يصوموا وبين حتى يفطروا ويفدوا، خيرهم الله تعالى لئلا يشق عليهم لأنهم كانوا لم يتعودوا الصوم ثم نسخ التخيير ونزلت العزيمة بقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ﴾ (185)، ونطق قتادة: هي خاصة في حق الشيخ الكبير الذي يطيق الصوم ولكن يشق عليه رخص له في حتى يفطر ويفدي ثم نسخ ونطق الحسن: هذا في المريض الذي به ما يقع عليه اسم السقم وهومستطيع للصوم خير بين حتى يصوم وبين حتى يفطر ويفدي، ثم نسخ بقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ﴾، وثبتت الرخصة للذين لا يطيقون، ومضى جماعة إلى حتى الآية محكمة غير منسوخة، ومعناه وعلى الذين كانوا يطيقونه طالما الشباب فعجزوا عنه بعد الكبر عمليهم الفدية بدل الصوم وقرأ ابن عباس: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ﴾ بضم الياء وفتح الطاء وتخفيفها وفتح الواووتشديدها، بلفظ: ﴿يُطَوَّقُونَهُ﴾ بفتح الطاء مخففة وتشديد الواوبمعنى: يكلفونه. أي: يكلفون الصوم، وتأويله على الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصوم والمريض الذي لا يرجى زوال سقمه فهم يكلفون الصوم ولا يطيقونه فلهم حتى يفطروا ويطعموا مكان جميع يوم مسكينا وهوقول سعيد بن جبير وجعل الآية محكمة.

ونطق السدي عن مرة عن عبد الله نطق: لما نزلت هذه الآية: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ﴾ نطق: يقول: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ أي: يتجشمونه، نطق عبد الله: فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا، ﴿فمن تطوع خيرا﴾ أي: أطعم مسكينا آخر؛ ﴿فهوخير له﴾ ﴿وأن تصوموا خير لكم﴾: فكانوا كذلك حتى نسختها: ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾.

روى البخاري بسنده عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ: ﴿وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين﴾، نطق ابن عباس: ليست منسوخة، هوللشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان حتى يصوما، فيطعمان مكان جميع يوم مسكينا. إلى غير ذلك روى غير واحد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه. وعن ابن عباس نطق: نزلت هذه الآية: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ﴾ 184، في الشيخ الكبير الذي يطيق الصوم ثم ضعف، فرخص له حتى يطعم مكان جميع يوم مسكينا. عن ابن أبي ليلى نطق: دخلت على عطاء في رمضان، وهويأكل، فنطق: نطق ابن عباس: نزلت هذه الآية: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ﴾ 184، فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا، ثم نزلت هذه الآية فنسخت الأولى، إلا الكبير الفاني إذا شاء أطعم عن جميع يوم مسكينا وأفطر، فحاصل الأمر حتى النسخ ثابت في حق السليم المقيم بإيجاب الصيام عليه، بقوله: ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾. وخلاصة هذا: حتى التخيير كان في بداية الأمر بالصوم في صدر الإسلام، ثم نسخ حكم التخيير بتعيين صوم رمضان، وقوله تعالى: ﴿فليصمه﴾ دل على الفرض نصا من غير تخيير، كما حتى الفدية باقية في حق من لا يطيق الصوم، وبهذا ثبت وجوب صوم رمضان، على المكلفين، وأجمع المسلمون على هذا، وقد كان وقت الصوم، يبدء من الليل، فمن نام أوصلى العشاء؛ صار بذلك صائما، وحرم عليه الأكل والشرب، وسائر المفطرات، فشق ذلك على المسلمين، فخفف الله عليهم، وجعل وقت الصوم من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس.

رخصة السقم والسفر

الرخصة بالمعنى الشرعي عند فهماء أصول الفقه: لقاء العزيمة. ففرض الصوم عزيمة، وحمل الحرج عن المكلف بالصوم، بالتخفيف حال السقم أوالسفر: رخصة من الله؛ لقوله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾، والمعنى: حتى من كان منكم مكلفا بالصوم، وأفطر بسبب السقم، أوبسبب السفر، فلا حرج عليه، حيث رخص الله للمريض بالإفطار حال السقم الذي يباح معه الفطر، وللمسافر حال السفر الذي يباح معه الفطر، وعلى من أفطر مترخصا بذلك؛ عمليه قضاء عدد الأيام التي أفطرها، في سقمه، أوفي سفره، في أيام أخرى، أي: في وقت لاحق، وفي هذا التخفيف في الصيام، بالرخصة للمريض الذي يشق عليه السقم، والمسافر بعد حدوث السفر المبيح للفطر، فالمريض والمسافر لا يلزمهما الصوم طالما السقم وفي حال السفر؛ لما في ذلك من المشقة عليهما، بل رخص الشارع لهما بالفطر في نهار رمضان، وعليهما بعد ذلك قضاء الصوم في أيام أخر.

التخفيف في وقت الصوم

وكان فرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية الهجرية، وكانوا في أول ما فرض عليهم الصوم: يصومون من بعد صلاة العشاء، أوالنوم قبلها، أي: حتى وقت الإمساك كان من بعد العشاء، أوبعد النوم على من نام قبل العشاء، ثم يستمر إمساك الصائم إلى غروب الشمس، في موعد الإفطار في الليلة التالية، فكان الوقت الذي يباح فيه الأكل والشرب في ليلة الصيام: من أول وقت صلاة المغرب إلى العشاء، بشرط عدم النوم فمن نام قبل العشاء؛ وجب عليه الإمساك في ليلته، إلى الليلة القابلة، وقد كان بيان هذا بالسنة النبوية، ثم خفف الله تعالى ذلك على المسلمين، فجعل وقت إباحة الأكل والشرب إلى بداية طلوع الفجر الثاني، حيث نزلت الآية الدالة على ذلك، وكان نزولها بعد فرض الصيام، وتضمنت نسخ الحكم السابق بحكم أخف، وهونسخ للسنة بالكتاب، في قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ 187، أي: أباح الله لكم في ليلة الصيام: «الرفث» وهوكناية عن الجماع. نطق ابن عباس: إذا الله تعالى حيي كريم يكني، جميع ما ذكر في القرآن من المباشرة والملامسة والإفضاء، والدخول والرفث فإنما عنى به الجماع. ونطق الزجاج: الرفث حدثة جامعة لكل ما يريده الرجال من النساء.

نطق البغوي: «نطق أهل التفسير: كان في ابتداء الأمر إذا أفطر الرجل حل له الطعام والشراب والجماع إلى حتى يصلي العشاء الآخرة أويرقد قبلها فإذا صلى العشاء أورقد قبلها حرم عليه الطعام والنساء إلى الليلة القابلة ثم إذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقع أهله بعدما صلى العشاء فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه فأتى النبي فنطق: يا رسول الله إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي هذه الخاطئة إني رجعت إلى أهلي بعدما صليت العشاء فوجدت رائحة طيبة فسولت لي نفسي فجامعت أهلي فهل تجد لي من رخصة فنطق النبي : «ما كنت جديرا بذلك يا عمر»، فقام رجال واعترفوا بمثله فنزل في عمر وأصحابه».

أدلة فرض الصوم

شهر رمضان
صلاة العيد في مسجد بادشاه (باكستان)

الأصل في مشروعية الصيام قبل الإجماع: أدلة من الكتاب والسنة، فمن القرآن قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، 183 وقول الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.. الآية﴾، إلى قوله تعالى: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. وأدلة فرض الصوم من السنة ما ثبت في السليمين: «عن ابن عمر رضي الله عنهما حتى رسول الله نطق: «بني الإسلام على خمس: شهادة حتى لا إله إلا الله وأن محمدا رَسُول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»، متفق عليه». وللبخاري بلفظ: «بني الإسلام على خمس شهادة حتى لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان». ولمسلم بلفظ: «بني الإسلام على خمسة على حتى يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج، فنطق رجل الحج وصيام رمضان نطق لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله ». وفي رواية لمسلم بلفظ: «بني الإسلام على خمس على حتى يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان». ولمسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة حتى لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان». ولمسلم بلفظ: "إني سمعت رسول الله يقول: «إن الإسلام بني على خمس شهادة حتى لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت»"

وفي هذا الحديث مرشد صريح على فرض صوم شهر رمضان بلفظ: «وصوم رمضان»، الذي هوأبرز أنواع الصيام في الإسلام، وهوأحد أركان الإسلام الخمسة، ويدل أيضا على هذا حديث: "عن طلحة بن عبيد الله حتى أعرابيا اتى إلى رسول الله -ثائر الرأس- فنطق يا رسول الله أبلغني ماذا فرض الله علي من الصلاة،يا ترى؟ فنطق: «الصلوات الخمس إلا حتى تطوع شيئا»، فنطق: أبلغني ما فرض الله علي من الصيام،يا ترى؟ فنطق: «شهر رمضان إلا حتى تطوع شيئا»، فنطق: أبلغني بما فرض الله علي من الزكاة،يا ترى؟ فنطق: فأبلغه رسول الله شرائع الإسلام، نطق: "والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا" فنطق رسول الله : «أفلح إذا صدق» أو: «دخل الجنة إذا صدق»". وهذا الحديث يشير بوضوح على قاعدة مهمة من قواعد الإسلام وهي تحديد الفرائض التي فرضها الله، وأن الصيام المفروض على المسلمين هو: صوم شهر رمضان، وما عداه من أنواع الصيام المشروع هوصوم تطوع دلت السنة النبوية على بيان أحكامه ومقاديره ومواقيته، ليكون صوم النفل تكميلا للفرض وجبرا لما قد يعرض له من خلل أونقص في الأجر.

صوم شهر رمضان

رمضان في القدس
تلاوة القرآن في رمضان
هلال

صوم شهر رمضان من جميع عام هوالصوم المفروض على المسلمين، بالإجماع، وهوأحد أركان الإسلام الخمسة، وأفضل أنواع الصيام؛ للحديث القدسي بلفظ: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما فرضت عليه»، حيث حتى أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله. وفرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية، نطق البهوتي: «فرض في السنة الثانية من الهجرة، إجماعا، فصام النبي : تسع رمضانات إجماعا». والأصل في وجوب صومه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ..﴾ الآية ثم تعين صوم شهر رمضان بقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ وحديث: «بني الإسلام على خمس» وذكر منها: «صوم رمضان». ويجب صوم شهر رمضان إما برؤية الهلال، أوباستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند تعذر رؤية هلال رمضان. ويجب على جميع مسلم، مكلف بالغ عاقل، مطيق للصوم، سليم، مقيم، غير معذور. ولا يصح إلا من مسلم، كما يشترط لصحته شروط منها: نقاء المرأة من الحيض والنفاس. ويختص صوم رمضان بخصوصية فضيلة الوقت من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس. وصوم رمضان يكفر الذنوب لمن صامه إيمانا واحتسابا.

وكان فرض الصيام أول ما فرض على المسلمين، بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ وكان في ابتداء فرضه: مقدرا في أيام معدودات، هي: «شهر رمضان»، ثم بين الله ذلك بقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾. وقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ دل على الفرصية، بلفظ: ﴿كُتِبَ﴾ بمعنى: فرض الله عليكم الصيام، وخطاب التكليف للمكلفين الذين ءآمنوا أي: صدقوا بالله ورسوله وأقروا. وقول الله تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ بمعنى: الإخبار حتى الصوم كان مفروضا في الشرائع السابقة، وقد كان المسلمون قبل فرض صوم رمضان: يصومون يوم عاشوراء، وفي الحديث: «عن عائشة رضي الله عنها نطقت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان نطق: "من شاء صامه ومن شاء هجره"».

مواقيت الصوم

رؤية الهلال
رؤية غروب الشمس

مواقيت الصوم هي ظروف معلومة، محددة بوضع الشرع لها، متعلقة بعبادة الصوم، وتضم: وقت دخول الشهر وخروجه، ووقت دخول يوم الصوم وخروجه، ووقت التسحر، ووقت الإمساك، ووقت الإفطار، وبداية شهر رمضان، وآخره، وأوقات الأداء والقضاء للصوم واجبا كان أونفلا، والأوقات المنهي عن الصوم فيها، واليوم هوالوقت الشرعي لعمل الصوم فيه، وأوله طلوع الفجر الثاني، وآخره غروب الشمس. ويتعلق صوم شهر رمضان بدخول الشهر القمري، وهوالشهر الشرعي، ودخول أي شهر من أشهر السنة القمرية: يستلزم انقضاء الشهر الذي قبله، ويمكن فهم دخول الشهر برؤية الهلال في أول منزلة من منازل القمر، كما حتى هناك فهم الفلك، وحساب المواقيت الفلكية، لكن دخول الشهر وخروجه في الشرع الإسلامي لا يعتمد على فهم الحساب الفلكي، حيث لم يطلب في نصوص الشرع الرجوع لذلك، بل باتباع ضوابط الشرع، إما برؤية الهلال، أوبإكمال عدة الشهر ثلاثين يوماً عند عدم رؤية هلال الشهر؛ لأن الحسابات الفلكية، لا يعهدها إلا الخواص، ويدل على هذا حديث: «عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حتى رسول الله ذكر رمضان فنطق: "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له"». وقوله: «لا تصوموا حتى تروا الهلال» يفيد النهي عن ابتداء صوم رمضان قبل رؤية الهلال، واتى حديث ابن عمر من وجهين، أحدهما بلفظ: «فإن غم عليكم فاقدروا له»، والآخر بلفظ: «فأكملوا العدة ثلاثين»، وقصد بذلك بيان المراد من قوله: «فاقدروا له»، وفي سليم مسلم: «عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رمضان فنطق لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له». وفي رواية: «فاقدروا له ثلاثين»، وفي رواية: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له»، وفي رواية «فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما»، وفي رواية: «فإن غمي عليكم فأكملوا العدد»، وفي رواية: «فإن عمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين»، وفي رواية: «فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين». هذه الروايات كلها في سليم مسلم، على هذا الترتيب، وفي رواية للبخاري: «فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين». والمعنى: حتى وقت صوم رمضان: محدد برؤية هلال الشهر، عند غروب شمس ليلة الثلاثين من شهر شعبان، فإذا حصلت رؤية الهلال حينها؛ ولج شهر رمضان، وتلك الليلة هي بداية زمن شهر رمضان، فيلزم صيام نهار هذه الليلة، وإذا لم يشاهد الهلال حينها؛ لزم إتمام شهر شعبان ثلاثين يوماً، ويكون الشهر عندئذ تاماً، فالشهر الهلالي إما حتى يتم عدده ثلاثون يوماً، أوينقص يوما، فيكون عدده تسعة وعشرون يوماً، وفي الحديث: «عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه نطق: «إنا أمة أمية لا نخط ولا نحسب الشهر هكذا إلى غير ذلك» يعني: مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين».

ليلة الصيام

صلاة التراويح في الجامع الكبير في القيروان. رمضان 2012
القمر في 20رمضان 2012 بمدينة البيضاء

ليلة الصيام هي: الفترة الزمنية المحدودة التي يباح فيها الطعام للصائم والشراب وسائر المفطرات من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني، وهي في لقاء النهار الذي هووقت الصوم، كما حتى الليل ليس محلا للصوم فيه، وقد فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، وكانوا يصومون من بعد العشاء، أوالنوم قبلها، فخفف الله تعالى عليهم فأباح لهم المفطرات في جميع ليلة الصيام إلى الفجر الثاني، ونزل قول الله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ...الآية﴾ إلى قوله تعالى: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾. ويدخل وقت ليلة الصيام بغروب الشمس، وحينها يدخل أول وقت صلاة المغرب، ووقت إفطار الصائم، ويستحب فيها التسحر قريب الفجر الثاني، ويكون فيها تبيييت النية، وصلاة التراويح في شهر رمضان. فالليل والنهار فترتان متعاقبتان من الزمن، يدخل أول وقت أحدهما بانتهاء الآخر، وقدرهما: أربعة وعشرون ساعة فلكية موزعة عليهما بنظام دقيق على مدار السنة القمرية، ويمتاز النهار بالضياء، والليل بالإظلام، وقد بين الشرع الإسلامي أحكام ليلة الصيام، وحدد فترتها الزمنية، وما يتعلق بها من أحكام الإفطار والسحور والإمساك، والتوقيت المخصوص بذلك.

وينتهي وقت ليلة الصيام بانتهاء الليل وذهاب ظلامه، عند بداية ظهور أول بياض النهار من الفجر الصادق، وقد ذكر الله تعالى هذا بقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ..﴾، والمعنى: أبيح لكم الأكل والشرب في جميع ليلة الصيام، إلى حتى يظهر لكم بياض النهار وعبر عنه بـ«الخيط الأبيض»، وينشق هذا البياض وينفلق من سواد الليل، المعبر عنه بـ«الخيط الأسود»، والمقصود: بداية طلوع الفجر الصادق، عن سهل بن سعد نطق: «نزلت هذه الآية: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ فلم ينزل ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ نطق: فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له، فأنزل الله بعد ذلك: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ عملموا إنما يعني بذلك الليل والنهار». ويدل على هذا حديث: "عن عدي بن حاتم رضي الله عنه نطق: لما نزلت: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد﴾ عمدت إلى عنطق أسود وإلى عنطق أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله فذكرت له ذلك فنطق: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار»". وفي هذا الحديث بيان المقصود، في رواية: نطق له: «ألم أقل لك: ﴿من الفجر﴾»، فالخيطان كناية عن سواد الليل وبياض النهار، فالبياض اليسير ينفلق من سواد الليل، نطق تعالى: ﴿فالق الإصباح﴾ أي شاق نوره من ظلمة الليل، ونطق تعالى: ﴿يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل﴾ يدخل هذا في هذا ويخرج هذا من هذا، فالعرب يكنون بالخيط عما دق من الأمور، نطق الطبري: وهوالمعروف في كلام العرب، نطق أبودواد الإيادي:

فلما أضاءت لنا سدفة ولاح من الصبح خيط أنارا

فعدي لا ينسب إليه التقصير؛ لأنه أخذ بحقيقة اللفظ والحقيقة أصل في الدلالة، كما حتى المعنى المجازي للخيط قد لاقد يكون معروفا عند بعض العرب.

والمقصود: حتى وقت الإمساك هو: طلوع الفجر الثاني، وهونفس وقت صلاة الفجر، والأذان إنما هوإعلام بالوقت، ويستحب تأخير السحور إلى قريب انفجار الفجر الثاني، والأفضل حتى يفصل بين آخر وقت السحور وبين أول وقت صلاة الفجر بقدر خمسين آية متوسطة ويدل عليه ما رواه البخاري: «عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه نطق تسحرنا مع النبي ، ثم قام إلى الصلاة قلت: كم كان بين الأذان والسحور،يا ترى؟ نطق: قدر خمسين آية». ويستمر وقت السحور إلى ما قبل طلوع الفجر الثاني، وينتهي وقته بطلوع الفجر الذي هووقت الإمساك وأول وقت صلاة الصبح، وفي الحديث «عن عائشة رضي الله عنها حتى بلالا كان يؤذن بليل فنطق رسول الله : «كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر»، نطق القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلا حتى يرقى ذا وينزل ذا». "عن سمرة بن جندب نطق: نطق رسول الله : «لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق»"، وفي رواية: «لا يغرنكم نداء بلال ولا هذا البياض حتى يظهر الفجر وينفجر». وعن بلال نطق: «أتيت النبي أوذنه بالصلاة وهويريد الصوم، فنادى بإناء فشرب، ثم ناولني فشربت، ثم خرج إلى الصلاة».

فضائل الصوم

فضل الصوم

للصوم في الإسلام فضائل كثيرة وفوائد متعددة دلت عليها نصوص الشرع الإسلامي من القرآن والسنة، وهي جملة من الخصائص التي تضمنت الدلالة على مكانته وأهميته، وهي إما عامة لجميع أنواع الصوم، أوخاصة في بعض أنواعه، فالتفضيل بالخصوصية هومزيد من الخصائص لبعض أنواع الصوم ومنها: صوم شهر رمضان، فيختص بكونه فرضا بمعنى: حتى العبادة المفروضة أفضل من النفل، والتقرب إلى الله بما فرض أفضل رتبة من التقرب بالنوافل، كما يختص شهر رمضان بفضيلة نزول القرآن فيه، وبقيام لياله وغير ذلك، وهناك فضائل خاصة لبعض أنواع الصوم مثل: فضل صوم يوم عاشوراء والمحرم وغير ذلك. أخرج البخاري: "عن أبي هريرة رضي الله عنه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: «الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أوشاتمه فليقل: إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يهجر طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها»". وفي الموطأ: «والحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فهولي وأنا أجزي به». نطق ابن حجر العسقلاني: والجنة بضم الجيم الوقاية والستر، فهووقاية من عذاب النار كما أخرج النسائي بلفظ: «الصيام جنة من النار»، وفي رواية له بلفظ: «الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال»، ولأحمد من طريق أبي يونس عن أبي هريرة: «جنة وحصن حصين من النار»، وله من حديث أبي عبيدة بن الجراح: «الصيام جنة ما لم يخرقها»، زاد الدارمي: «ما لم يخرقها بالغيبة». ونطق صاحب النهاية معنى كونه جنة أي: يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات، ونطق القرطبي: جنة أي: سترة يعني: بحسب مشروعيته، فينبغي للصائم حتى يصونه مما يفسده وينقص ثوابه، ويصح حتى يراد أنه سترة بحسب فائدته وهوإضعاف شهوات النفس؛ لأن الصائم يدع شهوته، ويصح حتى يراد أنه سترة بحسب ما يحصل من الثواب وتضعيف الحسنات، ونطق عياض في الإكمال: معناه سترة من الآثام أومن النار أومن جميع ذلك، وبالأخير جزم النووي، ونطق ابن العربي: إنما كان الصوم جنة من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات. فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة. انتهى كلام ابن حجر باختصار.

ومن فضائل الصوم أنه من مسببات تكفير الذنوب، كما في سليم مسلم: "عن أبي هريرة رضي الله عنه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: «الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر»". وفي رواية لمسلم: "عن أبي هريرة حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر»".

وقد اتى في أكثر الأصول بلفظ: «إذا اجتنب الكبائر» آخره باء موحدة ولفظ: الكبائر منصوب على المفعولية، أي: إذا اجتنب فاعلها الكبائر، واتى في بعض الأصول بلفظ: اجتنبت بزيادة تاء مثناة في آخره على ما لم يسم فاعله وحمل الكبائر، كذا ضبطه النووي ونطق: وكلاهما سليم ظاهر. وفي سليم مسلم: «صيام يوم عهدة أحتسب على الله حتى يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله حتى يكفر السنة التي قبله». وفي رواية لمسلم: «نطق وسئل عن صوم يوم عهدة فنطق يكفر السنة الماضية والباقية نطق وسئل عن صوم يوم عاشوراء فنطق يكفر السنة الماضية». و«عن حذيفة نطق: نطق عمر رضى الله تعالى عنه من يحفظ حديثا عن النبي في الفتنة،يا ترى؟ نطق حذيفة: أنا سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة نطق ليس أسأل عن هذه إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر نطق وإن دون ذلك بابا مغلقا نطق: فيفتح أويكسر نطق يكسر نطق ذاك أجدر حتى لا يغلق إلى يوم القيامة فقلنا لمسروق سله أكان عمر يفهم من الباب فسأله فنطق: نعم كما يفهم حتى دون غد الليلة».

ومن فضائل الصوم أنه سبب لاستجابة النادىء وفي الحديث: «وعن أبي هريرة عن النبي نطق: «ثلاث حق على الله حتى لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع». رواه الترمذي باختصار المسافر وبغير هذا السياق رواه البزار».

ومن فضائل الصوم أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، لما روى الإمام أحمد وغيره: "عن عبد الله بن عمروحتى رسول الله نطق: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان»".

ثواب الصوم

الصوم عبادة يثاب الصائم عليها ويخط الله له بها الجزاء الوفير يوم القيامة، وقد خط الله الحسنات والسيئات وبينها، وضاعف الحسنات وجعل السيئة بمثلها، وفي الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، نطق الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي». فالصلاة مثلا: أقوال وأفعال، وإيتاء الزكاة: عمل، أما الصوم؛ فإنه عمل لكنه ليس بقول ولا عمل، بل هوبمعنى هجر المفطرات، والهجر لا يعد قولا ولا عملا، أي: حتى الصوم عمل غير ظاهر، فلا يطلع على حقيقته إلا الله، ومن ثم فقد استثنى الله الصوم بقوله في الحديث القدسي: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» أي: حتى الصوم يختلف عن جميع الأعمال التي تحصيها الملائكة على الإنسان، حيث اختصه الله بالإثابة علية؛ لأن الصوم عبادة لا تظهر، فيجازي عليها لفهمه بمن أخلص له فيها. وقد اتى في الحديث: «عن أبي هريرة نطق نطق رسول الله : جميع عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ما شاء الله يقول الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك». وفي سنن الترمذي: «عن أبي هريرة نطق نطق رسول الله : إذا ربكم يقول: جميع حسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به الصوم جنة من النار ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهوصائم فليقل إني صائم». وفي رواية للبخاري بلفظ: «والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يهجر طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها».

وحيث اختص الله الصوم بأنه هوالذي يجزي به فجزاء الله عظيم، وقد جعل الله الجنة جزاء للصائمين، وفي الحديث: «عن سهل رضى الله تعالى عنه عن النبي نطق: إذا في الجنة بابا ينطق له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ينطق أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد».

«عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه حتى رسول الله نطق: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة؛ دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد؛ دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام؛ دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، فنطق أبوبكر رضى الله تعالى عنه: بأبي وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب، من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها،يا ترى؟ نطق: نعم، وأرجوحتى تكون منهم».

روى البخاري بسنده: «عن أبي صالح الزَّيَّات أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: نطق رسول الله : نطق الله: جميع عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يَصْخَبْ فإن سَابَّهُ أحد أوقاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه». وفي الحديث: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه» أي: يفرح في الدنيا وقت الإفطار، ويوم الجزاء في الآخرة حين يلقى ثواب الصوم إذا أخلصه لله. «ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»، والخلوف: رائحة تغير الفم، «والصيام جنة» أي: وقاية من عذاب النار، «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أوقاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».

فضل صوم رمضان

يختص شهر رمضان بكونه شهر الصوم عند المسلمين، ويختص بكونه أفضل أنواع الصوم، فيختص بكونه فرضا بمعنى: حتى العبادة المفروضة أفضل من النفل، والتقرب إلى الله بما فرض أفضل رتبة من التقرب بالنوافل، كما يختص شهر رمضان بفضيلة نزول القرآن فيه، وبقيام لياله وغير ذلك، وشهر رمضان ينطق له شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وصوم رمضان كفارة للذنوب وفي الحديث: "عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي نطق: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»".

ويكون صوم شهر رمضان كفارة للذنوب لمن صامه إيمانا بالله وتصديقا بثوابه وإخلاصا له فيه، قد روى البخاري: "عن أبي هريرة رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»". ومعناه: من صام رمضان إيماناً: تصديقا بالله وبثوابه، واحتساباً: بنية التقرب إلى الله، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه؛ لأن الصوم إنماقد يكون بنية التقرب إلى الله، والنية شرط في وقوعه. "عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه حتى رسول الله نطق: «إذا اتى رمضان فتحت أبواب الجنة»".

"عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: نطق رسول الله : «إذا ولج شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين»".

"عن أبي هريرة نطق: نطق رسول الله : «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم»".

مما ورد في فضل الصوم

وفي المصنف روى ابن أبي شيبة: عن مطرف بن عبد الله بن الشخير نطق: "أتيت عثمان بن أبي العاص فنادى لي بلبن لقحة فقلت: إني صائم فنطق: أما إني سمعت رسول الله يقول : «الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وصيام حسن صيام ثلاثة أيام من جميع شهر»". وعن هبيرة نطق: نطق عبد الله: «الصوم جنة من النار كجنة الرجل إذا حمل من السلاح ما أطاق».

عن أبي هريرة وأبي سعيد نطقا: "نطق رسول الله : «إن الله يقول: إذا الصوم لي وأنا أجزي به، وإن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله فرح، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»". وعن أبي هريرة نطق: "نطق رسول الله : «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف نطق الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، الصوم جنة الصوم جنة»".

عن عياض بن غطيف نطق دخلنا على أبي عبيدة فنطق: «الصوم جنة ما لم يخرقها». وعن عياض بن غطيف نطق دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح في سقمه فنطق: "سمعت رسول الله يقول: «الصوم جنة ما لم يخرقها»".

عن أبي بردة عن أبي موسى نطق كنا في البحر فبينا نحن نسير وقد حملنا الشراع ولا نرى جزيرة ولا شيئا إذ سمعنا مناديا ينادي يا أهل السفينة قفوا أقول لكم فقمنا ننظر فلم نر شيئا فنادى سبعا فلما كانت السابعة قمت فقلت يا هذا أبلغنا ما ترغب حتى تخبرنا به فإنك ترى حالنا ولا نستطيع حتى نقف عليها نطق ألا أقول لكم بقضاء قضاه الله على نفسه أيما عبد أظمأ نفسه في الله في يوم حار أرواه الله يوم القيامة زاد أبوأسامة فكنت لا تشاء حتى ترى أبا موسى صائما في يوم بعيد ما بين الطرفين إلا رأيته.

"عن أبي هريرة عن النبي نطق: «الصائم لا ترد دعوته»".

"عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل ولأهل الصيام باب ينطق له الريان»".

أدب الصيام وسلوك الصائم

للصوم آداب منها: حفظ اللسان وإطعام الطعام والجود بالخير وفي الحديث: «أن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما نطق: كان النبي أجود الناس بالخير وكان أجود ماقد يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه جميع ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة».

ومن الآداب التي للصائم مراعاتها: صون الجوارح والابتعاد عن اللغووالرفث والمجادلة والمخاصمة، والتحلي بالسكينة والوقار؛ لأنه متلبس بعبادة، وفي الحديث: "عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه حتى رسول الله نطق: «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أوشاتمه فليقل إني صائم (مرتين)، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يهجر طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها»".

ولما كان الثواب على الصوم عند الله بمكان؛ كان حريا بالصائم حتى يحافظ على هذه الفضيلة، وأن يجانب جميع ما يفوتها، فاللغووالرفث حال الصوم لا يعني بطلان الصوم، وإنما يفوت بسببه فضل الصوم وينقص به الثواب، فهوكمثل من يتحدث أثناء خطبة الجمعة أويحدث الضجيج أوالأذى في المسجد، وفي الحديث: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أوقاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».

فوائد الصوم

للصوم فوائد حسية ومعنوية إذ حتى فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما حتى من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة نطق بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فنطق: كنا مع النبي فنطق: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع عمليه بالصوم فإنه له واتى»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه عمليه بالصوم فإنهقد يكون له كالواتى في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

نطق أبوجعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿من الممكن أنكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بهجر الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك نطق جماعة من أهل التأويل.

نطق فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿من الممكن أنكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام حتى الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رانادى له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأفهمت حتى هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى حتى يقول عند إيجابها: ﴿من الممكن أنكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأنقد يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم حتى يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿من الممكن أنكم تتقون﴾ الله بصومكم وهجركم للشهوات، فإن الشيء حدثا كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأمور، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بهجر المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بهجر سائر الأمور أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون﴾ إهمالها وهجر المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: من الممكن أنكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

نطق ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في السليمين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع عمليه بالصوم فإنه له واتى»».

الأحكام الفقهية للصوم

أحكام الصوم في فهم فروع الفقه الإسلامي هي دراسة شرعية لأحكام الصوم مستفادة من أدلة الشرع الإسلامي، وقد اهتم فهماء الفقه بموضوع الصيام، وجعلوه قسما من أقسام فقه العبادات يعهد بـ«كتاب الصوم»، ويضم أبوابا وفصولا ومسائل وغيرها من التفريعات، ويتضمن: تعريف الصوم، وحكمه، والأصل في مشروعيته، وأركان الصوم وشروطه ومبطلاته ومستحبات الصوم ومكروهاته، وصوم شهر رمضان وأنواع الصوم وأقسامه والصوم المنهي عنه وأحكام نية الصوم وتبييت النية، وأحكام الإفطار في رمضان والقضاء والفدية والصوم في السفر وصوم المريض وصوم الحائض وما يذكر ضمن ذلك من آيات أحكام الصيام، وأحكام مواقيت الصوم وأحكام ليلة الصيام ورؤية هلال رمضان ويوم الشك ويوم الغيم ومطلع الفجر وليلة القدر في ليالي شهر رمضان وقيام ليالي رمضان بالعمل الصالح فيها، وصلاة قيام رمضان، واستكمال عدة شهر رمضان ثلاثين يوما عند عدم رؤية هلال شوال، واستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند عدم رؤية هلال رمضان، وصوم التطوع مثل: صوم عاشوراء، وصوم المحرم. ومن الأبواب الملحقة بالصيام: الاعتكاف والأحكام المتعلقة به.

أنواع الصوم

أنواع الصوم من حيث الحكم الشرعي المتعلق به يضم أنواعا متعددة، وقد ذكر الفقهاء تقسيمات متعددة، ومهما اختلفت هذه النقسيمات فهي لا تخرج عن قسمين بحسب تقسيم الحكم الشرعي أي: باعتبار حتى الصيام من حيث هوعبادة مشروعة يطلب في الشرع عملها على وجه الإلزام أوبغير إلزام، وقد يقتضي الشرع هجرها على وجه الإلزام أوبغير إلزام، فالصوم إما حتىقد يكون مما يطلب عمله أوهجره، فهذان قسمان وكل منهما إما على جهة الإلزام أوبغير إلزام، فهذه أربعة أقسام بحسب الحكم الشرعي، أما القسم الخامس وهوالمباح فلا يدخل في الصوم؛ لأنه عبادة والعبادة لا توصف بالإباحة. وعلى هذا التقسيم فالصوم إما حتىقد يكون مما يطلب في الشرع عمله على وجه الإلزام وهوأنواع أولها: الصيام المفروض وهوصوم شهر رمضان أداءً وقضاءً، وصيام الكفارات، والصيام المنذور. ولا فرق بين الفرض والواجب واللازم والحتمي عند جمهور الفقهاء، فهي كلها ألفاظ مترادفة بمعنى واحد، خلافا للحنفية حيث أنهم فرقوا بين الفرض والواجب، وعلى جميع الأحوال فهذه الأنواع من الصيام الذي يطلب عمله على وجه الإلزام. وإن كان الصيام مما يطلب في الشرع عمله لا على وجه الإلزام؛ فهذا قسم ثان من أقسام الصيام، وهوالصيام المسنون ويضم جميع أنواع صوم التطوع وأنواعه كثيرة، مثل: صوم يوم عاشوراء وهوالعاشر من شهر المحرم، ويتأكد معه صيام يوم قبله أوبعده، وصيام المحرم وصوم ست من شوال، وثلاثة أيام من جميع شهر وغير ذلك من أنواع صوم التطوع، ويتضمن أيضا صيام النفل المطلق. والقسم الثاني من أقسام الصيام هو: ما اقتضى الشرع هجره وهوالصوم المنهي عنه إما على وجه الإلزام وهو: الصوم المحرم بمعنى: المنهي عنه في الشرع لذاته، نهيا يقتضي إثم فاعله. وهوصيوم يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة. ويدخل في هذا القسم جميع ما يترتب عليه إثم فاعله مثل صوم الحائض عمدا بقصد الصوم، ويضم أيضا الصوم المكروه كراهة تحريم مثل صوم يوم الشك. وإما حتىقد يكون مما اقتضى الشرع هجره لا على جهة الإلزام مثل: صوم يوم عهدة للحاج، وإفراد يوم الجمعة.

أركان الصوم

أركان الصوم أي: أجزاء ماهية الصوم التي لا يصح إلا بها». هي: الإمساك فالصوم في حقيقته هو: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس» ونية الصوم ركن من أركان الصيام عند المالكية والشافعية ورجح بعض الفقهاء حتى النية شرط شرط من شروط الصوم وفي الحالين: فإن نية الصوم لازمة شرعاً باتفاق جمهور الفقهاء، سواء على القول بأنها ركن أوشرط، والمعنى: حتى الصوم لا يصح إلا بالنية. وأضاف بعض الفقهاء ركنا ثالثا من أركان الصوم وهو: الصائم أي: الشخص باعتبار أنه لا يعقل الصوم الشرعي إلا بفاعل وهوالصائم.

شروط الصوم

شروط الصوم هي: شروط وجوب الصوم، وشروط صحته، ومنها: شروط للوجوب والصحة معا، وشروط صحة الأداء. وشروط الصيام عموما هي: البلوغ، والعقل، والإسلام، والقدرة أي: (إطاقة الصوم)، والصحة، والإقامة. فلا يجب صوم المريض ولا الصوم في السفر، بل يجوز للمسافر الإفطار في رمضان، ولا يجب الصوم على من لا يقدر عليه. ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مميز، ويشترط النقاء من الحيض والنفاس، والفهم بالوقت القابل للصوم فيه، كما حتى النية لازمة للصوم فلا يصح إلا بها. وهناك تفاصيل أوفى في خط فهم فروع الفقه.

مبطلات الصوم

مبطلات الصوم أو: مفسدات الصوم، والفاسد والباطل في العبادات بمعنى واحد، ضد السليم. والذي يبطل به الصوم بمعنى: ماقد يكون به الصوم غير سليم، وإذا بطل الصوم في يوم من صوم شهر رمضان خاصة لمن لا رخصة في الإفطار؛ لزمه بعد بطلان صومه؛ الإمساك بقية اليوم لحرمة الوقت، والقضاء بعد ذلك. وأما المعذور الذي يباح له الفطر كالمريض؛ فلا يلزمه الإمساك. ويحرم تعمد الاستمرار في الإمساك بنية الصيام على من يحرم عليه الصيام كما في صوم الحائض. ومبطلات الصوم أي: المفطرات هي:

  • ما وصل عمدا إلى الجوف مثل: الأكل والشرب، وما هوبمعنى الأكل والشرب، حال العمد والفهم والاختيار، فيبطل الصوم بما وصل عمدا إلى مسمى جوف، كالحلق والبطن والدماغ، فيفطر بكل ما أدخله الصائم باختياره عمدا إلى جوفه، أومجوف في جسده كدماغه وحلقه، ونحوذلك مما ينفذ إلى معدته، إذا وصل باختياره، وكان مما يمكن التحرز منه، سواء وصل من الفم على العادة، أوغير العادة كالوجور واللدود، أومن الأنف كالسعوط وهوإدخال الدواء عن طريق الأنف، أوما يدخل من الأذن إلى الدماغ، أوما يدخل إلى الجوف من طريق القبل أوالدبر كالحقنة، أوما يصل من مداواة الجائفة إلى جوفه، أومن دواء المأمومة إلى دماغه، فهذا كله يفطره؛ لأنه واصل إلى جوفه باختياره، فأشبه الأكل، وكذلك لوجرح نفسه، أوجرحه غيره باختياره فوصل إلى جوفه، سواء استقر في جوفه، أوعاد فخرج منه، وبهذا كله نطق الشافعي. ونطق مالك: لا يفطر بالسعوط، إلا حتى ينزل إلى حلقه، ولا يفطر إذا داوى المأمومة والجائفة. واختلف عنه في الحقنة، واحتج له بأنه لم يصل إلى الحلق منه شيء، أشبه ما لم يصل إلى الدماغ ولا الجوف. وذكر ابن قدامة أنه واصل إلى جوف الصائم باختياره، فيفطره كالواصل إلى الحلق، والدماغ جوف، والواصل إليه يغذيه، فيفطره كجوف البدن. ويشترط فيما يصل إلى الجوف حتىقد يكون عمدا، أما لوأدخله ناسيا فلا يبطل صومه؛ لحديث: من أكل أواستهلك ناسيا فليتم صومه..

وبلع الريق غير مبطل للصوم وإن تجمع في الفم، ولا يلزم لأجل الصوم إخراج الريق كما قد يتوهم البعض، وأما بلع النخامة عمدا مبطل للصوم، وهي تختلف عن الريق، ويجب على الصائم بترها ومجها، فهي مستقذر ويبطل الصوم ببلعها عمدا، أما وصلت بغير تعمد ولا تقصير فلا يبطل بها الصوم.

  • الاستقاءة فيبطل الصوم بالاستقاءة بمعنى: حتى يتعمد الصائم إخراج القيئ من جوفه، فلوتعمد إخراج القيئ؛ بطل صومه، ومثل ذلك فيما إذا غلبه القيئ وخرج كرها وأعاده عمدا إلى جوفه بطل صومه؛ لأنه طالما إعادته يعد إيصال عين إلى الجوف وهومبطل للصوم. فإن ذرعه القيئ أي: غلبه وخرج بغير تعمد إخراجه؛ فلا يبطل صومه وهوحينئذ غير مكلف بما هوخارج عن إرادته، إلا إذا أعاده إلى جوفه عمدا. ولواستقاء ناسيا للصوم فلا يبطل صومه، وأما استخراج النخامة من الجوف عمدا؛ فلا يبطل بها صومه. ويدل على هذا حديث: «من ذرعه القيئ، فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض».
  • الجماع بالتقاء الختانين وتغيب الحشفة في أحد السبيلين، سواء أنزل أم لم ينزل، حال الفهم والعمد والاختيار، فإذا جامع الصائم في نهار رمضان عامدا مختارا؛ بطل صومه مع الإثم لأجل الصوم، ووجب عليه قضاء صوم ذلك اليوم الذي أفسده، ويجب عليه مع القضاء للصوم الكفارة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع صيام شهرين متتاليين؛ أطعم ستين مسكينا. هذا إذا أفسد صومه في نهار رمضان، فيجب عليه مع القضاء الكفارة والإمساك بقية اليوم مراعاة لحرمة الوقت في نهار رمضان.
  • إنزال المني عمدا بمباشرة، بمعنى: خروج المني بطريق المباشرة بشهوة، وذلك حتى الصوم من حيث هجر المفطرات التي تتضمن معنى الإمساك عن شهوتي البطن والفرج. أما خروج المني بطريق الاحتلام أي: حال النوم؛ فلا يبطل به الصوم.
  • خروج دم الحيض والنفاس، فيبطل صوم المرأة بخروج دم الحيض أوالنفاس في نهار الصوم ولوبلحظة قبل غروب الشمس وهذا بإجماع أهل الفهم. يشير على هذا حديث أبي سعيد الخدري حتى النبي نطق: أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم،يا ترى؟ أخرجه البخاري ومسلم، وحديث معاذة لما سألت عائشة عن قضاء الحائض الصوم دون الصلاة فنطقت: «كان يصيبنا على عهد رسول الله فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة».

وقد ذكر النووي في صوم الحائض أنه: أجمع أهل الفهم على حتى الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء.

  • الولادة وهوخروج الولد ولوجافا؛ لأنه منعقد مما يوجب الغسل، وخروج الولد غالبا يعقبه خروج دم النفاس، لكن لوخرج الولد جافا ولم يخرج بعده دم النفاس؛ فيبطل صوم المرأة بسبب الولادة.
  • الجنون إذا طرأ على الصائم ولولحظة.
  • الإغماء إذا عم جميع النهار، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويلزم قضاء الصوم. وإذا أفاق في أي جزء من النهار صح صومه.
  • السكر عمدا إذا عم جميع النهار، أما النوم فلا يبطل به الصوم.
  • الردة وهي الرجوع عن الإسلام إلى الكفر باختيار بكفر صريح. وهناك تفاصيل أوفى، في خط: فروع الفقه.

سنن الصوم

صلاة التراويح في الجامع الكبير في القيروان. رمضان 2012
إفطار رمضان في الجزائر
إفطار رمضان في اسطنبول هجريا

مستحبات الصوم أو: مسنونات الصوم هي المندوبات التي يستحب للصائم حتى يأتي بها، ومشروعيتها إما؛ بنص يشير على استحبابها، أو: من مفهوم النص ومقتضاه، وتضم: المستحبات المتعلقة بـصوم شهر رمضان، وغيره من أنواع الصوم، ومنها: تعجيل الإفطار أول الوقت، وأن يفطر على رطب وإن لم يجد أفطر على تمر وإلا فبشربة ماء، وتأخير السحور إلى قريب مطلع الفجر الثاني، وحفظ اللسان من اللغووالرفث، والنادىء عند الإفطار، وغير ذلك. ومن مستحبات الصوم التسحر وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على استحبابه والترغيب فيه، وأن يتسحر مريد الصوم حتى ولوبجرعة من ماء، تشبها بالآكلين، وفي السليمين: «عن أنس نطق: نطق رسول الله : "تسحروا فإن في السحور بركة"». والسحور -بفتح السين- بمعنى: المأكول كالخبز وغيره، أوبمعنى: الوجبة التي يتناولها الصائم فيما قبل طلوع الفجر الثاني، أو-بضم السين- هوالعمل والمصدر، وهومن مستحبات الصوم، وسبب البركة فيه تقويته الصائم على الصوم وتنشيطه له وفرحه به وتهوينه عليه، وذلك سبب لكثرة الصوم. وفي سليم مسلم: «عن عمروبن العاص رضي الله عنه، نطق: نطق رسول الله :"إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"». و«عن أبي سعيد نطق: نطق رسول الله : "السحور أكله بركة، فلا تدعوه، ولوحتى أحدكم يجرع جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"».

نطق النووي: فاتفق أصحابنا وغيرهم من الفهماء على حتى السحور سنة، وأن تأخيره أفضل، وعلى حتى تعجيل الفطر سنة بعد تحقق غروب الشمس، ودليل ذلك كله الأحاديث السليمة؛ ولأن فيهما إعانة على الصوم، ولأن فيهما مخالفة للكفار، ففي سليم مسلم: عن عمروبن العاص: حتى رسول الله نطق: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر» رواه مسلم. أكلة السحر بفتح الهمزة هي السحور؛ ولأن محل الصوم هوالنهار فلا معنى لتأخير الفطر والامتناع من السحور في آخر الليل؛ ولأن بغروب الشمس صار مفطرا فلا فائدة في تأخير الفطر. ووقت السحور بين نصف الليل وطلوع الفجر، ويحصل السحور بكثير المأكول وقليله، ويحصل بالماء أيضا، ففي مسند أحمد: «عن أبي سعيد نطق: نطق رسول الله : "السحور أكله بركة، فلا تدعوه، ولوحتى أحدكم يجرع جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"». ويستحب تأخير السحور إلى قريب طلوع الفجر الثاني، ويستحب للصائم حتى يفطر على تمر، والأفضل منه الرطب، فإن لم يجد عملى الماء، وذلك لما روى سلمان بن عامر نطق: «نطق رسول الله : «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور»». «عن أنس نطق: «كان رسول الله يفطر قبل حتى يصلي على رطبات فإن لم يكن رطبات فتميرات، فإن لم يكن تميرات حسا حسوات من ماء». ويستحب للصائم النادىء عند الإفطار، ويقول عند إفطاره: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت»؛ لما روى أبوهريرة نطق: «كان رسول الله إذا صام ثم أفطر نطق: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت"». و«عن ابن عمر: كان النبي إذا أفطر نطق: مضى الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إذا شاء الله تعالى.» وعن مروان يعني ابن سالم المقفع نطق: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيبتر ما زاد على الكف ونطق: «كان رسول الله إذا أفطر نطق: "مضى الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إذا شاء الله"». ويستحب حتى يدعوالصائم عند فطره، نطق النووي: وهذا لا خلاف في استحبابه للحديث، وفي كتاب ابن ماجه: «عن ابن عمروبن العاص حتى النبي نطق: «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد»، وكان ابن عمروإذا أفطر يقول: "اللهم برحمتك التي وسعت جميع شيء اغفر لي"». ويستحب حتى يفطر الصائم في وقت الإفطار؛ لما روى زيد بن خالد الجهني: «أن النبي نطق: "من فطر صائما فله مثل أجره، ولا ينقص من أجر الصائم شيء"». ويحصل بما يفطر به الصائم ولوعلى تمرة أوشربة ماء أولبن إذا لم يقدر على عشائه. نطق الماوردي: "إن بعض الصحابة نطق: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله تعالى هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أوشربة ماء أومذقة لبن.

تأخير السحور

مثال لسحور أردني.

يستحب تأخير السحور إلى قريب انفجار الفجر الثاني، وذلك هوالأفضل، وفي الحديث: «عن أبي ذر نطق: نطق رسول الله : "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور"». يشير الحديث على أنه يستحب للصائم التسحر، أي: حتى يتناول أكلة السحر، وتسمى: الغداء المبارك، وينتهي وقته بدخول وقت صلاة الفجر، ويستحب تأخير السحور إلى ما قبل وقت صلاة الفجر؛ لأن ذلك هوالأبلغ في حصول المقصود منه، وفي السليمين: «عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه نطق: تسحرنا مع النبي ثم قام إلى الصلاة». كما حتى وقت السحور يمتد إلى ما قبل بداية وقت الإمساك، بدخول وقت صلاة الفجر، لكن الفصل بين التسحر وبين الصلاة بفاصل يسير، هوالأفضل ليتسنى للصائم الاستعداد للصلاة، وليكون له من ذلك الوقت تناول الشراب، والذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وقد سئل أنس: زيد ابن ثابت عن مقدار الوقت الذي كان ما بين انتهاء أكل السحور، وبين ابتداء أول وقت الشروع في الصلاة، فنطق له زيد بن ثابت: «قدر خمسين آية» كما اتى ذلك في الحديث: «عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه نطق: تسحرنا مع النبي ثم قام إلى الصلاة قلت: كم كان بين الأذان والسحور،يا ترى؟ نطق: قدر خمسين آية». فقول زيد ابن ثابت: «قدر خمسين آية» أي: متوسطة لا طويلة ولا قصيرة لا سريعة ولا بطيئة، وهوتقدير الوقت في تلك الحال، وذلك لتقريب مقدار الوقت، نطق المهلب وغيره: فيه تقدير الأوقات بأعمال البدن، وكانت العرب تقدر الأوقات بالأعمال كقوله: قدر حلب شاة، وقدر نحر جزور، فعدل زيد بن ثابت عن ذلك إلى التقدير بالقراءة؛ إشارة إلى حتى ذلك الوقت كان وقت العبادة بالتلاوة. ونطق ابن أبي جمرة: فيه إشارة إلى حتى أوقاتهم كانت مستغرقة بالعبادة. نطق ابن حجر: «نطق ابن أبي جمرة: كان ينظر ما الأرفق بأمته فيعمله؛ لأنه لولم يتسحر لاتبعوه فيشق على بعضهم، ولوتسحر في جوف الليل لشق أيضا على بعضهم ممن يغلب عليه النوم فقد يفضي إلى هجر الصبح أويحتاج إلى المجاهدة بالسهر. ونطق فيه أيضا تقوية على الصيام لعموم الاحتياج إلى الطعام ولوهجر لشق على بعضهم ولا سيما من كان صفراويا فقد يغشى عليه فيفضي إلى الإفطار في رمضان. نطق: وفي الحديث تأنيس الفاضل أصحابه بالمؤاكلة، وجواز المشي بالليل للحاجة؛ لأن زيد بن ثابت ما كان يبيت مع النبي . وفيه الاجتماع على السحور، وفيه حسن الأدب في العبارة لقوله: «تسحرنا مع رسول الله »، ولم يقل نحن ورسول الله لما يشعر لفظ المعية بالتبعية».

والفصل بين آخر وقت التسحر وبين وقت صلاة الفجر بقدر خمسين آية هوالأفضل؛ لخبر السليمن، أما آخر وقت السحور فيمتد إلى طلوع الفجر الثاني؛ كما يشير على ذلك حديث: «إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم». وحديث: «لا يمنعكم سحوركم أذان بلال». وقد ورد في السليمين من حديث القاسم: «عن عائشة: حتى رسول الله نطق: "لا يمنعكم أذان بلال عن سحوركم، فإنه ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"». لفظ البخاري وعن حماد، عن إبراهيم، نطق: «السحور بليل، والوتر بليل». و«عن سهل بن سعد رضي الله عنه نطق: كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي حتى استوعب السجود مع رسول الله ». وعن بلال نطق: «أتيت النبي أؤذنه بالصلاة وهويريد الصوم، فنادى بإناء فشرب، ثم ناولني فشربت، ثم خرج إلى الصلاة». وعن عامر بن مطر، نطق: «أتيت عبد الله بن مسعود في داره، فأخرج فضلا من سحوره، فأكلنا معه، ثم أقيمت الصلاة فخرجنا فصلينا». وعن سالم مولى أبي حذيفة نطق: «كنت أنا وأبوبكر الصديق فوق سطح واحد في رمضان، فأتيت ذات ليلة فقلت: ألا تأكل يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،يا ترى؟ فأومأ بيده حتى كف، ثم أتيته مرة أخرى، فقلت له: ألا تأكل يا خليفة رسول الله،يا ترى؟ فأومأ بيده حتى كف. ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: ألا تأكل يا خليفة رسول الله،يا ترى؟ فنظر إلى الفجر ثم أومأ بيده حتى كف. ثم أتيته فقلت: ألا تأكل يا خليفة رسول الله،يا ترى؟ نطق: هات غداءك، نطق: فأتيته به فأكل ثم صلى ركعتين، ثم قام إلى الصلاة».

الفصل بين السحور وبين صلاة الفجر هوالأفضل. ويدل على ذلك ما رواه أنس عن معاذ ابن جبل في السليمين أنه: «قدر خمسين آية»، لكن وردت روايات أخرى تدل على جواز تمديد وقت السحور إلى آخر وقته، نطق ابن حجر في رواية أنس عن معاذ: «ونطق الطبري: فيه دلالة على حتى الفراغ من السحور كان قبل طلوع الفجر، فهومعارض لقول حذيفة "هوالنهار إلا حتى الشمس لم تطلع". انتهى. والجواب: حتى لا معارضة بل تحمل على اختلاف الحال، فليس في رواية واحد منهما ما يشعر بالمواظبة، فتكون سيرة حذيفة سابقة، وكونه من مسند زيد بن ثابت أومن مسند أنس».«عن عاصم عن زر عن حذيفة نطق: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسحر وما أرى مواقع النبل. نطق: قلت: أبعد الصبح،يا ترى؟ نطق: هوالصبح إلا أنه لم تطلع الشمس». نطق ابن كثير: {{اقتباس مضمن|وهوحديث تفرد به عاصم بن أبي النجود، نطقه النسائي، وحمله على حتى المراد قرب النهار، كما نطق تعالى: ﴿فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أوفارقوهن بمعروف﴾. أي: قاربن انقضاء العدة، فإما إمساك أوهجر للفراق، وهذا الذي نطقه هوالمتعين حمل الحديث عليه: أنهم تسحروا ولم يتيقنوا طلوع الفجر، حتى حتى بعضهم افترض طلوعه وبعضهم لم يتحقق ذلك. وحكى أبوجعفر ابن جرير في تفسيره، عن بعضهم: أنه إنما يجب الإمساك من طلوع الشمس كما يجوز الإفطار بغروبها. قلت: وهذا القول ما أظن أحدا من أهل الفهم يستقر له قدم عليه، لمخالفته نص القرآن في قوله: ﴿وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾

تعجيل الإفطار

رطب متوسط النضج
رطب تام النضج
تمر

من مستحبات الصوم تعجيل الفطر عند بداية دخول وقت صلاة المغرب، أي: أنه يستحب للصائم المبادرة بالإفطار في أول الوقت ولا يؤخره، ويدل عليه من السنة حديث: "عن سهل بن سعد حتى رسول الله نطق: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»". نطق ابن حجر: نطق ابن عبد البر: أحاديث تعجيل الإفطار وتأخير السحور صحاح متواترة. وعند عبد الرزاق وغيره بإسناد سليم عن عمروبن ميمون الأودي نطق: «كان أصحاب محمد أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحورا». ويكون ذلك بغروب الشمس، ومن كان وراء أبنية الجبال ولم يشاهد الغروب؛ فيدخل الوقت بغروب شمس أقرب الأمكنة إليه ويكون بإقبال ظلمة الليل وذهاب ضوء النهار، ويدل عليه حديث: "عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه رضي الله عنه نطق نطق رسول الله : «إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»". أي: ولج وقت الفطر.

«عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه نطق سرنا مع رسول الله وهوصائم فلما غربت الشمس نطق: انزل فاجدح لنا، نطق: يا رسول الله لوأمسيت، نطق: انزل فاجدح لنا، نطق يا رسول الله إذا عليك نهارا، نطق: انزل فاجدح لنا، فنزل فجدح ثم نطق: «إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم» وأشار بإصبعه قبل المشرق».

يدخل وقت صلاة المغرب بغروب الشمس؛ لحديث: «عن سلمة بن الأكوع، حتى رسول الله كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب». وقد اتفق الفهماء على حتى أول وقت صلاة المغرب: غروب الشمس، وسقط الخلاف في العلامة التي يعهد بها الغروب.

ويستحب تعجيل صلاة المغرب لأول وقتها؛ لحديث: "وعن عقبة بن عامر حتى النبي نطق: «لا تزال أمتي بخير، أو: على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم»". وعند ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة في سليمه بلفظ: «لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم». نطق الشوكاني: «والحديث يشير على استحباب المبادرة بصلاة المغرب وكراهة تأخيرها إلى اشتباك النجوم. وقد عكست الروافض القضية فجعلت تأخير صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم، مستحبا والحديث يرده». ونطق أيضا: «نطق النووي في شرح مسلم: إذا تعجيل المغرب عقيب غروب الشمس مجمع عليه، نطق: وقد حكي عن الشيعة فيه شيء لا التفات إليه ولا أصل له، وأما الأحاديث الواردة في تأخير المغرب إلى قرب سقوط الشفق فكانت لبيان جواز التأخير، وقد تجاوز إيضاح ذلك؛ لأنها كانت جوابا للسائل عن الوقت، وأحاديث التعجيل المذكورة في هذا الباب وغيره إخبار عن عادة رسول الله المتكررة التي واظب عليها إلا لعذر فالاعتماد عليها».

صوم النفل

صوم النفل أوصوم التطوع، والنفل بمعنى: الزيادة المشروعة على الفرض على وجه مخصوص، والتطوع بمعنى: ما يشرع عمله من غير إلزام، ويسمى أيضا: الصوم المندوب، أوالمستحب، وهو: ما اقتضى الشرع عمله من غير إلزام. والصوم الذي اقتضى الشرع عمله إما على وجه الإلزام، وهو: صوم شهر رمضان، وكل صوم واجب بنذر أوقضاء وغيره، وإما على غير وجه إلزام وهو: صوم التطوع، وهوالنوع الثاني من أنواع الصيام، وهو: ما ليس بواجب، فهوبمعنى المستحب، سواء كان مقيدا أومطلقا، ويضم أنواعاً متعددة، وقد شرع صوم التطوع من أجل جبر الخلل الذي يحصل في الفريضة، ومن أجل زيادة الأجر والثواب. «عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه نطق: "نطق رسول الله : «من صام يوما في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفا»". و"عن عبد الله بن عمروبن العاص نطق: نطق رسول الله : «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما»". و«عن عامر بن مسعود عن النبي نطق: الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء».

صوم النفل أنواع، فهوإما؛ نفل مطلق، أومقيد، فالمطلق هوالمندوب عمله في الشرع من غير تقييد له بخصوصه، كمن أراد حتى يصوم يوما، فله حتى يصوم في غير الأقات المنهي عن صيامها. والنفل المقيد هوالذي ورد في الشرع استحبابه بخصوصه، وهوأنواع منها: صوم يوم عاشوراء، وصوم الإثنين والخميس.. والصوم من حيث هوقربة يتقرب بها العبد إلى الله، وهوإما فرض أوتطوع، فالفرض أفضل ما تقرب به العبد وفي الحديث القدسي: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه»، وأما التطوع فهوزيادة في التقرب إلى الله، وفي الحديث القدسي: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه..».

من المنهي عنه في الشرع الإسلامي التعمق في العبادة، أي: المبالغة فيها بما يعد من قبيل التنطع. والمشروع في الإسلام هوالتوسط في العبادة بمعنى الأخذ بأوسط الأمور وأعدلها وأحبها إلى الله، ومما يشير على النهي عن المبالغة في العبادة ما أخرجه البخاري في سليمه نطق: «حدثنا سعيد بن أبي مريم أبلغنا محمد بن جعفر أبلغنا حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: «اتى ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي فلما أبلغوا كأنهم تَقَالُّوهَا فنطقوا: وأين نحن من النبي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، نطق أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، ونطق آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، ونطق آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فاتى رسول الله إليهم فنطق: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني». في هذا الحديث مرشد النهي عن التعمق في العبادة، حيث أنه يطلب الفرض وما يشرع معه من النوافل، والتعمق بمعنى التنطع أوالتشدد الذي يخالف الشرع، وتظهر صورته في وصل الصيام وصوم الدهر. وسبب النهي عن المبالغة في العبادة أنه مما يؤدي إلى هجر الواجبات، كما حتى ملازمة الاقتصار على الفرائض وهجر التنفل يفضي إلى إيثار البطالة وعدم النشاط إلى العبادة وخير الأمور الوسط. كما حتى الأخذ بالتشديد في العبادة يفضي إلى الملل القاطع لأصلها. ومعنى: «كأنهم تنطقوها»: بتشديد اللام المضمومة أي: رأى جميع منهم أنها قليلة، وتأولوا ذلك بأن من فهم حتى الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لا يحتاج إلى مزيد من العمل، وأن من لم يفهم بحصول ذلك له يحتاج إلى المبالغة في العبادة عسى حتى يحصل له ذلك. وقد بين في الحديث أنه لا يلزم منه حصوله، وأشار إلى هذا بأنه أشدهم خشية وذلك بالنسبة لمقام العبودية في جانب الربوبية، وأشار في حديث عائشة والمغيرة في صلاة الليل إلى معنى آخر بقوله: «أفلا أكون عبدا شكورا». وأن الفهم بالله وفهم ما يجب من حقه أعظم قدرا من مجرد العبادة البدنية. وقوله: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له»، نطق ابن حجر: فيه إشارة إلى رد ما بنوا عليه أمرهم من حتى المغفور له لا يحتاج إلى مزيد في العبادة بخلاف غيره، فأفهمهم أنه مع كونه يبالغ في التشديد في العبادة أخشى لله وأتقى من الذين يشددون، وإنما كان كذلك لأن المشدد لا يأمن من الملل بخلاف المقتصد فإنه أمكن لاستمراره وخير العمل ما داوم عليه صاحبه، وقد أرشد إلى ذلك في قوله في الحديث الآخر: «المنبت لا أرضا بتر ولا ظهرا أبقى».

قوله: «فمن رغب عن سنتي فليس مني»: لا يستلزم الخروج عن الملة لمجرد المبالغة في العبادة، والسنة هنا بمعنى: الطريقة لا التي تقابل الفرض، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره، نطق ابن حجر: «والمراد من هجر طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني، ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى وقد عابهم بأنهم ما وفوه بما التزموه، وطريقة النبي الحنيفية السمحة فيفطر ليتقوى على الصوم وينام ليتقوى على القيام ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير النسل». وفي كلامه: حتى في هذا الحديث دلالة على تقديم الحمد والثناء على الله عند إلقاء مسائل الفهم وبيان الأحكام للمكلفين وإزالة الشبهة عن المجتهدين وأن المباحات قد تنقلب بالقصد إلى الكراهة والاستحباب.

الفطر في صوم النفل

صوم النفل هوالزائد عن الفرض بمعنى حتى الصائم المتطوع متلبس بعبادة غير واجبة عليه، والصوم من حيث هوعبادة اقتضى الشرع عملها إما على جهة الإلزام وهوالصوم المفروض وهوصوم شهر رمضان، وما وجب مثل صوم النذر والقضاء، فالصوم المفروض لا يجوز بتره إلا لعذر شرعي، وأما صوم النفل فهناك اعتبارات متعلقة به، فمن حيث هوعبادة متطوع بها، والعبادة المتطوع بها غير لازمة في ابتداء الشروع فيها، أما إذا شرع فيها ثم أراد بترها؛ فإما حتىقد يكون بعذر أوبغير عذر، فإن كان بعذر؛ فبترها جائز بسبب العذر، وهذا بخلاف الحج فإنه وإن كان نفلا فلا يبتره إلا إذا كان لعذر فيتحلل بعمل عمرة فيستثنى من ذلك، وإن كان بتر النافلة بعد الشروع فيها لغير عذر؛ فهناك اعتباران أحدهما: حتى بتر للعبادة إبطال للعمل، وقد نطق الله تعالى: ﴿ولا تبطلوا أعمالكم﴾، والمتطوع قد ألزم نفسه فلا يبطل عمله بعد الشروع فيه، وثانيهما: حتى المتطوع بالنافلة غير ملزم بها أصلا فلوبترها فذلك جائز، ومما يشير عليه حديث: «الصائم المتطوع أمير نفسه إذا شاء صام وإن شاء أفطر». وعن جعدة عن جدته أم هانئ: «أن رسول الله ولج عليها فدعى بشراب فشرب ثم ناولها فشربت فنطقت: يا رسول الله أما إني كنت صائمة فنطق رسول الله : الصائم المتطوع أمين نفسه إذا شاء صام وإن شاء أفطر». نطق: «والعمل عليه عند بعض أهل الفهم من أصحاب النبي وغيرهم حتى الصائم المتطوع إذا أفطر فلا قضاء عليه إلا حتى يحب حتى يقضيه وهوقول سفيان الثوري وأحمد وإسحق والشافعي». نطق في شرح سنن الترمذي: قوله: «أمين نفسه» بالنون نطق في المجمع معناه: أنه إذا كان أمين نفسه فله حتى يتصرف في أمانة نفسه على ما يشاء. ومعنى أمير نفسه أنه أمير لنفسه بعد دخوله في الصوم إذا شاء صام أي أتم صومه، وإن شاء أفطر،يا ترى؟ إما بعذر أوبغيره.

«عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه نطق: «آخى النبي بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة فنطق لها: ما شأنك نطقت: أخوك أبوالدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فاتى أبوالدرداء فصنع له طعاما فنطق: جميع فإني صائم، نطق: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل مضى أبوالدرداء يقوم فنطق: نم فنام ثم مضى يقوم فنطق: نم فلما كان آخر الليل نطق سلمان: قم الآن نطق: فصليا فنطق له سلمان: "إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط جميع ذي حق حقه" فأتى النبي فذكر ذلك له فنطق النبي : «صدق سلمان». (أبوجحيفة وهب السوائي ينطق وهب الخير)». نطق ابن حجر: وسقط في التكلف للضيف حديث سلمان «نهانا رسول الله حتى نتكلف للضيف»، أخرجه أحمد والحاكم، وفيه سيرة سلمان مع ضيفه حيث طلب منه زيادة على ما قدم له فرهن مطهرته بسبب ذلك، ثم نطق الرجل لما فرغ: "الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا". فنطق له سلمان: "لوقنعت ما كانت مطهرتي مرهونة".

ومن ولج في صوم تصوع أوصلاة تطوع استحب له إتمامهما، وهوقول الشافعي، وأيضا هوقول الشافعية، كما حكاه النووي في المجموع وأضاف أنه لوأبطلهما بعذر أوبغير عذر جاز له ذلك، لكن يكره إبطالهما بغير عذر، لقوله تعالى: ﴿ولا تبطلوا أعمالكم﴾، أما الخروج منه بعذر فلا يكره، ولا قضاء عليه، ويستحب له قضاءه سواء كان بعذر أوبغير عذر. وعند الحنفية: وجوب الصوم بالشروع ووجوب القضاء بالإفساد، بمعنى حتى صوم النفل بعد الشروع فيه يصير واجبا، وإفساده يوجب القضاء.

وذكر ابن قدامة في المغني في كلامه على المتن في قوله: «ومن ولج في صيام تطوع فخرج منه فلا قضاء عليه، وإن قضاه فحسن» أنه يستحب إتمام صوم النفل بعد الشروع فيه، وأن من ولج في صيام تطوع استحب له إتمامه ولم يجب، فإن خرج منه فلا قضاء عليه. ونقل عن ابن عمر وابن عباس أنهما أصبحا صائمين ثم أفطرا ونطق ابن عمر: لا بأس به، ما لم يكن نذرا أوقضاء رمضان، ونطق ابن عباس: إذا صام الرجل تطوعا ثم شاء حتى يبتره بتره وإذا ولج في صلاة تطوعا ثم شاء حتى يبترها بترها ونطق ابن مسعود: متى أصبحت ترغب الصوم فأنت على آخر النظرين إذا شئت صمت وإن شئت أفطرت هذا ممضى أحمد والثوري والشافعي وإسحاق. ونطق النخعي وأبوحنيفة ومالك: يلزم بالشروع فيه ولا يخرج منه إلا بعذر، فإن خرج قضى. وعن مالك: لا قضاء عليه.

واستدل القائلون بوجوب القضاء بما ورد عن عائشة أنها نطقت: «أصبحت أنا وحفصة صائمتين متطوعتين، فأهدي لنا حيس فأفطرنا، ثم سألنا رسول الله فنطق: "اقضيا يوما مكانه"»، ولأنها عبادة تلزم بالنذر فلزمت بالشروع فيها كالحج والعمرة. واستدل القائلون بعدم وجوب القضاء بما روى مسلم وأبوداود والنسائي عن عائشة نطقت: «دخل علي رسول الله يوما فنطق: هل عندكم شيء،يا ترى؟ فقلت: لا. نطق: فإني صائم. ثم مر بعد ذلك اليوم وقد أهدي إلي حيس فخبأت له منه، وكان يحب الحيس قلت: يا رسول الله إنه أهدي لنا حيس، فخبأت لك منه نطق: أدنيه، أما إني قد أصبحت وأنا صائم، فأكل منه ثم نطق لنا: إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها» هذا لفظ رواية النسائي وهوأتم من غيره

وروت أم هانئ نطقت: «دخلت على رسول الله فأتي بشراب، فناولنيه فشربت منه، ثم قلت: يا رسول الله، لقد أفطرت وكنت صائمة، فنطق لها: أكنت تقضين شيئا،يا ترى؟ نطقت: لا، نطق: فلا يضرك إذا كان تطوعاً». وفي لفظ نطقت: «قلت: إني صائمة فنطق رسول الله : إذا المتطوع أمير نفسه، فإن شئت فصومي، وإن شئت فأفطري». ولأن جميع صوم لوأتمه كان تطوعا إذا خرج منه لم يجب قضاؤه، كما لوافترض أنه من رمضان فبان من شعبان أومن شوال.

أنواع صوم التطوع

صوم شهر المحرم

شهر المحرم الحرام مستحب، وهومن أنواع صوم النفل، الذي ثبث في الحديث استحباب صيامه وبيان فضله، فعن أبي هريرة نطق: "سئل رسول الله ، أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة،يا ترى؟ نطق: «الصلاة في جوف الليل» قيل: ثم أي الصيام أفضل بعد رمضان،يا ترى؟ نطق: «شهر الله الذي تدعونه المحرم»". رواه أحمد، ومسلم، وأبوداود. وفي رواية: «عن أبي هريرة نطق: "سئل رسول الله : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة،يا ترى؟ نطق: «الصلاة في جوف الليل»، نطق: فأي الصيام أفضل بعد رمضان،يا ترى؟ نطق: «شهر الله المحرم»". رواه الجماعة إلا البخاري ولابن ماجه منه فضل الصوم فقط».

صوم عاشوراء

صوم يوم عاشوراء هويوم العاشر من المحرم، وهومن الصوم المشروع في الإسلام في مراحل التشريع، فقد كان الناس في الجاهلية يصومونه، ولما هاجر المسلمون إلى المدينة وجدوا اليهود أيضا يصومونه، وقد أمر المسلمون بصيامه، قبل حتى يفرض عليهم صوم شهر رمضان، فلما فرض عليهم صوم شهر رمضان، لم يبق طلب الإتيان به شرعا كما كان في السابق، وهوبعد فرض صوم رمضان مستحب بإجماع أهل الفهم. وفي الحديث: «عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما نطق صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان هجر وكان عبد الله لا يصومه إلا حتى يوافق صومه». و«عن عائشة رضى الله تعالى عنها حتى قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله بصيامه حتى فرض رمضان، ونطق رسول الله : من شاء فليصمه ومن شاء أفطر».

عن معاوية نطق: «سمعت رسول الله يقول لهذا اليوم: هذا يوم عاشوراء ولم يخط الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب منكم حتى يصوم فليصم ومن أحب منكم حتى يفطر فليفطر». نطق النووي: «هذا كله من كلام النبي هكذا اتى مبينا في رواية النسائي». وعن معاوية بن أبي سفيان نطق: "سمعت رسول الله يقول: «إن هذا يوم عاشوراء، ولم يخط عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر»"، متفق عليه. و"عن ابن عباس رضي الله عنهما نطق: قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فنطق: «ما هذا؟» نطقوا: يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فنطق : «أنا أحق بموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه". متفق عليه. و"عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه نطق: كان يوم عاشوراء، تعظمه اليهود، وتتخذه عيدا، فنطق رسول الله : «صوموه أنتم»". متفق عليه. و"عن ابن عباس رضي الله عنهما نطق: لما صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، نطقوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى..فنطق: «إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع»، نطق: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله ". رواه مسلم، وأبوداود. وفي لفظ: "نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، يعني مع يوم عاشوراء". رواه أحمد ومسلم. وقد ذكر الفهماء في صيامه ثلاث كيفيات أحدها: صوم يوم العاشر من المحرم فقط، وثانيها: صوم يوم التاسع والعاشر، وثالثها: صوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر.

صوم ست من شوال

من أنواع صوم النفل صيام ستة أيام من شهر شوال، وشهر شوال هوالشهر العاشر في ترتيب شهور السنة الهلالية، ويقع بعد شهر رمضان، ويستحب صيام ستة أيام منه سواء كانت متوالية أومتفرقة، باستثناء أول يوم من شوال الذي هويوم عيد الفطر، فلا يجوز الصيام فيه حيث أنه يحرم صيام يومي العيد الفطر والأضحى. ويدل على استحباب صيام الست من شوال: ما أخرجه مسلم في سليمه: "عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه حتى رسول الله نطق: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»". وفي رواية: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر».

صوم يوم عهدة لغير الحاج

وقوف الحجاج على جبل عهدة يوم التاسع من ذي الحجة

يوم عهدة وهوأحد أيام العشر من ذي الحجة، وهويوم التاسع من ذي الحجة، ويستحب صيامه لما ورد في الحديث: «صيام يوم عهدة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها»، ولكن هذا الاستحباب لغير من كان حاجا، فلا يستحب له صيامه؛ لأنهقد يكون طالما اشتغاله بالوقوف بعهدة، حيث حتى الصيام حينذ يضعفه عن الذكر والعبادة في ذلك اليوم، وقد ورد النهي عن صيامه بحديث: عن أبي هريرة نطق: «نهى رسول الله عن صوم يوم عهدة بعهدات». رواه أحمد وأبوداود والنسائي، وابن ماجه. نطق الترمذي، قد استحب أهل الفهم، صيام يوم عهدة إلا بعهدة. وعن أم الفضل: «أنهم شكوا في صوم رسول الله يوم عهدة، فأوفدت إليه بلبن، فشرب، وهويخطب الناس بعهدة». متفق عليه. وفي سنن أبي داود عن عكرمة نطق: «كنا عند أبي هريرة في بيته فحدثنا حتى رسول الله نهى عن صوم يوم عهدة بعهدة». وظاهر حديث أبي هريرة هذا: أنه لا يجوز صومه بعهدات، والأصل في النهي أنه للتحريم، لكن حمله الفهماء على الكراهه من غير تحريم، والأصل في صوم يوم عهدة أنه مستحب إلا للحاج حيث حتى الصيام يضعفه عن اغتنام وقت الوقوف بعهدة، ويجمع بين الأحاديث بأن صوم هذا اليوم مستحب لكل أحد مكروه لمن كان بعهدات حاجا. نطق الخطابي: هذا نهي استحباب لا نهي إيجاب، فإنما نهى المحرم عن ذلك خوفا عليه حتى يضعف عن النادىء والابتهال في ذلك المقام، فأما من عثر قوة لا يخاف معها ضعفا فصوم ذلك اليوم أفضل له إذا شاء الله وقد نطق : «صيام يوم عهدة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها» ذكره في عون المعبود. وفي هذا دلالة على استحباب صوم يوم عهدة لغير الحاج، وأما صيام الحاج يوم عهدة ففيه خلاف، فقد روي عن عثمان بن أبي العاص وابن الزبير أنهما كانا يصومانه، ونطق أحمد بن حنبل: إذا قدر على حتى يصوم صام، وإن أفطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى قوة، وكان إسحاق يستحب صومه للحاج، وكان عطاء يقول: أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف، وكان مالك وسفيان الثوري يختاران الإفطار للحاج وكذلك الشافعي. وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه نطق: «لم يصمه النبي ولا أبوبكر ولا عمر ولا عثمان ولا أصومه أنا». انتهى كلامه. وفي سليم البخاري: «عن أم الفضل بنت الحارث حتى ناسا تماروا عندها يوم عهدة في صوم النبي فنطق بعضهم هوصائم ونطق بعضهم ليس بصائم فأوفدت إليه بقدح لبن وهوواقف على بعيره فشربه». وفي رواية للبخاري أيضا: «عن ميمونة رضي الله عنها حتى الناس شَكُّوا في صيام النبي يوم عهدة فأوفدت إليه بِحِلَابٍ وهوواقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون». نطق الشوكاني: وافهم حتى ظاهر حديث أبي قتادة عند مسلم وأصحاب السنن مرفوعا صوم يوم عهدة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة الحديث أنه يستحب صوم يوم عهدة مطلقا، وظاهر حديث عقبة بن عامر عند أهل السنن غير ابن ماجه يوم عهدة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام الحديث أنه يكره صومه مطلقا لجعله قريبا في الذكر ليوم النحر وأيام التشريق، وتعليل ذلك أنها عيد وأنها أيام أكل وشرب. وسبب كراهية صيام يوم عهدة للحاج أنه من الممكن كان مؤديا إلى الضعف عن النادىء والذكر يوم عهدة هنالك وعن القيام بأعمال الحج. وقيل: بل لأنه يوم عيد لأهل الموقف لاجتماعهم فيه، ويؤيده حديث أبي قتادة. وفي حديث أبي هريرة هذا التصرح بالنهي عن صومه مطلقا. ومما يشير على عدم استحباب صومه للحاج: ما أخرجه أبوداود في سننه «عن أم الفضل بنت الحارث حتى ناسا تماروا عندها يوم عهدة في صوم رسول الله فنطق بعضهم هوصائم ونطق بعضهم ليس بصائم فأوفدت إليه بقدح لبن وهوواقف على بعيره بعهدة فشرب». نطق المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم.

صوم الإثنين والخميس

من أنواع صوم النفل صوم يومي الإثنين والخميس، وهوالصوم المستحب في الأسبوع، وهوحتى يتحرى مريد التطوع بالصوم الصيام في جميع إثنين وخميس من الأسبوع، وفي الحديث: عن عائشة نطقت: «إن النبي كان يتحرى صيام الإثنين والخميس». وثبت في مشروعية استحباب صيامهما مرشد الترغيب وهوحتى يومي الإثنين والخميس تعرض فيهما الأعمال، ووجه ذلك: حتى الصوم عمل فيستحب للمسلم الصوم فيهما ليعرض عمله وهوصائم، ويدل على هذا حديث: عن أبي هريرة: "أن النبي نطق: «تعرض الأعمال جميع إثنين وخميس فأحب حتى يعرض عملي وأنا صائم»". كما ورد أيضا في صوم يوم الإثنين حديث: عن أبي قتادة: "أن النبي سئل عن صوم يوم الإثنين فنطق: «ذلك يوم ولدت فيه، وأنزل علي فيه»". ولمسلم بلفظ: "عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الإثنين فنطق: «فيه ولدت وفيه أنزل علي»". وفي هذا مرشد استحباب صوم يومي الإثنين والخميس؛ لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال، وقوله في الحديث: نطق: «ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه»، ويوم الإثنين هواليوم الذي كانت ولادته فيه، وهوأيضا اليوم الذي أنزل الله فيه عليه الوحي.

صوم ثلاثة أيام من جميع شهر

من الصوم المستحب صوم ثلاثة أيام من جميع شهر، ويدل عليه حديث: «عن أبي هريرة رضي الله عنه نطق: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من جميع شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل حتى أنام». نطق ابن دقيق العيد: فيه مرشد على تأكيد هذه الأمور بالقصد إلى الوصية بها، وصيام ثلاثة أيام قد وردت علته في الحديث، وهوتحصيل أجر الشهر، باعتبار حتى الحسنة بعشر أمثالها، وقد ذكرنا ما فيه، ورأى من يرى حتى ذلك أجر بلا تضعيف، ليحصل الفرق بين صوم الشهر تقديرا، وبين صومه تحقيقا. وفي الحديث مرشد على استحباب صيام ثلاثة أيام من جميع شهر، واستحباب صلاة الضحى. وعن أبي ذر نطق: «أمرنا رسول الله حتى نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة».

صوم يوم وفطر يوم

من أنواع صوم النفل صوم يوم وإفطار يوم، هوصوم نبي الله داود عليه السلام، وهومستحب لمن يريد التطوع بالصوم في جميع أيام العام، باستثناء صوم شهر رمضان، والأيام المنهي عن صومها، وهذا النوع من الصوم لمن رغب في المزيد من التنفل بالصوم ووجد في نفسه قدرة عليه من غير تضييع الحقوق والواجبات، وأما الزيادة على هذا فهومنهي عنه. ويدل على هذا حديث: «عن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما عن النبي نطق: صم من الشهر ثلاثة أيام نطق: أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى نطق: صم يوما وأفطر يوما، فنطق: اقرء القرآن في جميع شهر، نطق إني أطيق أكثر فما زال حتى نطق في ثلاث». وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرونطق، "نطق لي رسول الله : «لقد أبلغت أنك تقوم الليل وتصوم النهار»، نطق: قلت: يا رسول الله نعم، نطق: «فصم، وافطر وصل ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك حتى تصوم من جميع شهر ثلاثة أيام» نطق: فشددت فشدد علي نطق: فقلت، يا رسول الله إني أجده قوة نطق: «فصم من جميع جمعة ثلاثة أيام» نطق: فشددت فشدد علي نطق فقلت: يا رسول الله إني أجد قوة نطق: «صم صوم نبي الله داود، ولا تزد عليه»، قلت: يا رسول الله وما كان صيام داود عليه الصلاة والسلام،يا ترى؟ نطق: «كان يصوم يوما، ويفطر يوما»". و«عن عبد الله بن عمروبن العاص نطق: نطق رسول الله : إذا أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما».

معرض الصور

انظر أيضًا

  • أركان الإسلام
  • الحج في الإسلام
  • صلاة الجماعة
  • فوائد الصلاة

  • الحج
  • الطهارة في الإسلام
  • الزكاة
  • الوضوء

الملاحظات

  1. ^ من الأدلة على وجوب اتباع السنة والأخذ بها قول الله تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله ..الآية﴾ ونطق الله تعالى: ﴿وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ ونطق تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره حتى تصيبهم فتنة أويصيبهم عذاب أليم﴾ ونطق تعالى: ﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول﴾ ونطق تعالى: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ ونطق تعالى: ﴿يا أيها الذين ءآمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ..الآية﴾، ونطق تعالى: ﴿ولوردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لفهمه الذين يستنبطونه منهم ..الآية﴾، ونطق تعالى: ﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم حتى يقولوا سمعنا وأطعنا﴾، ونطق الله تعالى: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا حتىقد يكون لهم الخيرة من أمرهم ..الآية﴾، والآيات في هذا كثيرة. وفي الحديث: «لا يؤمن أحدكم حتىقد يكون هواه تبعا لما جئت به».
  2. ^ 5
  3. ^ رواه الجماعة إلا النسائي. نطق الشوكاني: «والحديث يشير على حتى وقت المغرب يدخل عند غروب الشمس، وهومجمع عليه، وأن المسارعة بالصلاة في أول وقتها مشروعة».
  4. ^ ذكر الشوكاني حتى وقت صلاة المغرب يدخل بغروب الشمس بالإجماع، وإنما سقط الخلاف في العلامة الدالة على ذلك على ثلاثة أقول فقيل: بسقوط قرص الشمس بكماله، وهذا إنما يتم في الصحراء، وأما في العمران فلا. وقيل: برؤية الكوكب الليلي، وبه نطقت القاسمية، واحتجوا بقوله: «حتى يطلع الشاهد» النجم. أخرجه مسلم والنسائي من حديث أبي بصرة. وقيل: بل بالإظلام، وإليه مضى زيد بن علي وأبوحنيفة والشافعي وأحمد بن عيسى وعبد الله بن موسى والإمام يحيى. واستدلوا بحديث: «إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم». متفق عليه من حديث ابن عمر وعبد الله بن أبي أوفى. ولما في حديث جبريل من رواية ابن عباس بلفظ: «فصلى بي حين وجبت الشمس وأفطر الصائم». ولحديث الباب وغير ذلك. وأجاب صاحب البحر عن هذه الأدلة بأنها مطلقة، وحديث "حتى يطلع الشاهد" مقيد، ورد بأنه ليس من المطلق والمقيد حتىقد يكون طلوع الشاهد أحد أمارات غروب الشمس، على أنه قد قيل: إذا قوله والشاهد النجم مدرج فإن صح ذلك لم يبعد حتىقد يكون المراد بالشاهد ظلمة الليل ويؤيد ذلك حديث السائب بن يزيد عند أحمد والطبراني مرفوعا بلفظ: «لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجم». وحديث أبي أيوب مرفوعا: «بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم». وحديث أنس ورافع بن خديج نطق: «كنا نصلي مع النبي ثم نرمي فيرى أحدنا مسقط نبله».انتهى ملخصا من نيل الأوطار للشوكاني، الجزء الثاني، كتاب الصلاة: أبواب المواقيت: باب وقت صلاة المغرب، صفحة رقم: (6).

المراجع

  1. ^ قاموس معجم المعاني - معنى حدثة صوم نسخة محفوظة 17 يناير 2015 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ سورة مريم الآية: (26)
  3. ^ سورة البقرة الآية: (183)
  4. ^ سورة البقرة، الآية: (185)
  5. مختار الصحاح للرازي، حرف الصاد (ص وم)، ج1 ص180 و181.
  6. القاموس المحيط مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، باب الميم فصل الصاد، ج1 ص 1042
  7. معجم مقاييس اللغة كتاب الصاد، باب الصاد والواووما يثلثهما، ج3 ص324.
  8. ^ تفسير الطبري، سورة مريم آية: (26) ج18 ص182 و183
  9. لسان العرب لابن منظور، الجزء الثامن، حرف الصاد مادة (صوم) ص: (309)، دار صادر 2003م.
  10. ^ المعجم الوسيط نسخة محفوظة 17 يناير 2015 على مسقط واي باك مشين.
  11. ^ سورة مريم آية: (26)
  12. ^ تفسير الطبري، سورة البقرة، آية: (183)، القول في تأويل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، ج3 ص409 وما بعدها
  13. ^ انظر: تفسير الطبري، سورة مريم، آية: (26) ج18، ص182 و183.
  14. ^ ،فتح الباري شرح سليم البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، كتاب الصوم، باب وجوب صوم رمضان، ص: (123)، (124)
  15. ^ المبسوط، لمحمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي، (كتاب الصوم)، الجزء الثالث، ص: (55)
  16. ^ المغني لابن قدامة كتاب الصيام ص: (3)و(4)
  17. مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل، محمد بن محمد الحطاب، كتاب الصيام، باب ما يثبت به رمضان، ج2 ص: (377) وما بعدها، دار الفكر ط3
  18. ^ المبدع شرح المقنع، لأبي إسحاق برهان الدين محمد بن عبد الله الحنبلي، كتاب الصيام، وجوب تبييت نية الصوم الواجب من الليل، ص18.
  19. ^ سورة النساء آية: 65
  20. محمد شمس الحق العظيم آبادي (1415 هـ/ 1995م). عون المعبود، كتاب السنة، باب لزوم السنة حديث رقم: (4604). دار الفكر. صفحات 277 وما بعدها.
  21. ^ سورة البقرة آية: 183
  22. ^ سورة البقرة آية: (185)
  23. ^ تفسير الجلالين، جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير سورة البقرة آية: (183)
  24. ^ محمد بن جرير الطبري. تفسير الطبري، تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون». دار المعارف. صفحة 409 وما بعدها.
  25. ^ تفسير ابن جرير محمد بن جرير الطبري رقم الحديث:2721
  26. ^ محمد بن جرير الطبري. . دار المعارف. صفحة 413 وما بعدها. مؤرشف من الأصل فيثمانية أغسطس 2018.
  27. ^ فتح القدير للشوكاني ج1 ص116 وما بعدها دار الفهم نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  28. الإمام فخر الدين الرازي أبوعبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل (1425 هـ/ 2004م). تفسير الرازي، تفسير سورة البقرة، قوله تعالى: «يا أيها الذين ءآمنوا خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون». بيروت- لبنان: دار الخط الفهمية. صفحة 59 وما بعدها.
  29. ^ سنن أبي داود، كتاب السنة، باب لزوم السنة حديث رقم: (4604)
  30. ^ سليم مسلم كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء حديث رقم: (1125)
  31. ^ النووي (1416هـ / 1996م). شرح النووي على مسلم كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء حديث رقم: (1125). دار الخير. صفحة 198 وما بعدها.
  32. ^ تفسير ابن جرير الطبري، محمد بن جرير الطبري، تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى: «أياما معدودات»، ص413
  33. ^ تفسير القرطبي ج1، ص267
  34. ^ الحسين بن مسعود البغوي. تفسير البغوي، سورة البقرة، تفسير قوله تعالى: ﴿أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أوعلى سفر فعدة من أيام أخر﴾ آية: 184، ج1. دار طيبة. صفحات 196 وما بعدها.
  35. ^ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، تفسير سورة البقرة تفسير قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا خط عليكم الصيام﴾، ج1 ص: (500).
  36. ^ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، تفسير سورة البقرة تفسير قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين ءآمنوا خط عليكم الصيام﴾، ج1 ص: (399).
  37. ^ الحسين بن مسعود البغوي. . دار طيبة. صفحة 206 وما بعدها. مؤرشف من الأصل فيثمانية أغسطس 2018.
  38. ^ سورة البقرة آية: (185)
  39. ^ متفق عليه، رياض الصالحين للنووي، باب وجوب الحج وفضله، حديث رقم: (1271)
  40. ^ سليم البخاري، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس، حديث رقم: (8) انظر الفتح ص60
  41. ^ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (1407 هـ/ 1986م). شرح سليم البخاري كتاب الإيمان باب قول النبي : بني الإسلام على خمس، حديث رقم:ثمانية ج1. دار الريان للتراث. صفحة 60 وما بعدها.
  42. ^ سليم مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإسلام ونادىئمه العظام حديث رقم: (16) ح1
  43. ^ سليم مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإسلام ونادىئمه العظام حديث رقم: (16) ح2
  44. ^ سليم مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإسلام ونادىئمه العظام حديث رقم: (16) ح3
  45. ^ سليم مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإسلام ونادىئمه العظام حديث رقم: (16) ح4
  46. ^ سليم البخاري، حديث رقم: (1792)
  47. ^ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (1407 هـ/ 1986م). فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان، حديث رقم: (1792). دار الريان للتراث. صفحة 123 و124.
  48. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب الرقائق، باب التواضع، ص349 وما بعدها، حديث رقم: (6137) نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  49. ^ كشف القناع، مقدمة كتاب الصيام، الجزء الثاني، ص: (300).
  50. ^ سورة البقرة آية: (185).
  51. ^ يحيى بن شرف النووي (1416 هـ/ 1996م). المنهاج شرح سليم مسلم بن الحجاج كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء، حديث رقم: (1125). دار الخير.
  52. ^ سليم البخاري، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا ونطق صلة عن عمار من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
  53. ^ يحيى بن شرف النووي (1416 هـ/ 1996م). . دار الخير. صفحة 154 وما بعدها. مؤرشف من الأصل فيستة أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 07 ربيع الثاني/ 1436 هـ.
  54. ^ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (1407 هـ/ 1986م). شرح سليم البخاري، كتاب الصيام، باب قول النبي : «لا نخط ولا نحسب»، رقم الحديث: (1814). دار الريان للتراث. صفحة 152.
  55. ^ سورة البقرة آية: 187
  56. محمد بن جرير الطبري. تفسير الطبري تفسير سورة البقرة، القول في تأويل قوله تعالى: «وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر»، الجزء الثالث. دار المعارف. صفحات 509 إلى 529.
  57. ^ سليم البخاري، (كتاب الصوم)، باب قول الله تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، رقم: (1817)
  58. ^ سليم البخاري، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر، ص: 678
  59. ^ سليم البخاري، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ص: 678
  60. ^ تفسير (الطبري)، محمد بن جرير الطبري، الجزء الثالث، ص: (516)- (517)، تفسير سورة البقرة، القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر﴾.
  61. ^ سليم البخاري، كتاب الصوم، باب فضل الصوم، حديث رقم: (1795)
  62. ^ الفتح ص125
  63. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري ص125
  64. ^ سليم مسلم، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، حديث رقم: (233)
  65. ^ سليم مسلم، 233
  66. ^ شرح النووي على مسلم، يحيي بن شرف أبوزكريا النووي، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، حديث رقم: (233)، ص469 و470، دار الخير، 1416 هـ/ 1996م.
  67. ^ سليم مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من جميع شهر وصوم يوم عهدة وعاشوراء والإثنين والخميس، الحديث الثالث رقم: (1162)
  68. ^ سليم مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من جميع شهر وصوم يوم عهدة وعاشوراء والإثنين والخميس، الحديث الرابع رقم: (1162)
  69. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب الصوم كفارة حديث رقم: 1796.
  70. ^ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (1414 هـ/ 1994م). . مخطة القدس. مؤرشف من الأصل فيخمسة أبريل 2016.
  71. ^ رواه البيهقي في شعب الإيمان.
  72. ^ علي بن سلطان محمد القاري (1422 هـ/ 2002م). . دار الفكر. صفحة 1366. مؤرشف من الأصل فيسبعة أغسطس 2017.
  73. ^ الدر المنثور للسيوطي نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  74. ^ ابن ماجه. . مؤرشف من الأصل فيستة مارس 2019.
  75. ^ رواه الترمذي ونطق: «وفي الباب عن معاذ بن جبل وسهل بن سعد وكعب بن عجرة وسلامة بن قيصر وبشير ابن الخصاصية واسم بشير زحم بن معبد والخصاصية هي أمه، نطق أبوعيسى: وحديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه».
  76. ^ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري. . دار الخط الفهمية. صفحة 393. مؤرشف من الأصل فيستة مارس 2019.
  77. ^ سليم البخاري، كتاب الصوم، باب فضل الصوم
  78. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب الريان للصائمين، حديث رقم: 1797.
  79. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب الريان للصائمين، حديث رقم: 1798.
  80. ^ حديث قدسي
  81. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب هل يقول إني صائم إذا شُتِمَ؟، حديث رقم: 1805، انظر أيضا: فتح الباري ص142.
  82. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية ونطقت عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم يبعثون على نياتهم، حديث رقم: 1802.
  83. ^ سليم البخاري كتاب الإيمان، باب صوم احتسابا من الإيمان، حديث رقم: (38) نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  84. ^ الفتح ص138.. نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  85. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب هل ينطق رمضان أوشهر رمضان ومن رأى كله واسعا، ونطق النبي من صام رمضان، ونطق لا تقدموا رمضان. حديث رقم: 1799.
  86. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب هل ينطق رمضان أوشهر رمضان ومن رأى كله واسعا، ونطق النبي من صام رمضان، ونطق لا تقدموا رمضان، حديث رقم: 1800.
  87. ^ الأمالي الخمسينية للشجري، في ذكر ليلة القدر وفضلها حديث رقم: (1007). نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  88. عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (1414 هـ/ 1994م). . دار الفكر. صفحة 423 وما بعدها. مؤرشف من الأصل فيثمانية أغسطس 2018.
  89. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلمقد يكون في رمضان، حديث رقم: 1803.
  90. ^ محمد بن إسماعيل البخاري (1414 هـ/ 1993م). . دار ابن كثير. صفحة 669 ما بعدها. مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 07 ربيع الثاني/ 1436 هـ.
  91. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب هل يقول إني صائم إذا شتم؟، حديث رقم: 1805.
  92. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة، حديث رقم: 1806. دار ابن كثير. صفحة 673 و674.
  93. ^ محمد بن جرير الطبري. تفسير الطبري، تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون». دار المعارف. صفحة 413 وما بعدها.
  94. الإمام فخر الدين الرازي أبوعبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل (1425 هـ/ 2004م). تفسير الرازي، تفسير سورة البقرة، قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون». بيروت- لبنان: دار الخط الفهمية. صفحة 60 وما بعدها.
  95. ^ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، الجزء الأول، تفسير سورة البقرة تفسير قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا خط عليكم الصيام"، ص: (397).
  96. ^ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة. المغني لابن قدامة، الجزء الثالث، كتاب الصيام، مبطلات الصيام، الفصل الثالث: يفطر بكل ما أدخله إلى جوفه أومجوف في جسده (الطبعة الأولى). دار إحياء التراث العربي. صفحة (2020).
  97. ^ رواه الخمسة إلا النسائي عن أبي هريرة. نيل الأوطار للشوكاني، ج4 ص204. الفقه الإسلامي ج3 ص1706.
  98. ^ متفق عليه
  99. ^ رواه البخاري ومسلم.
  100. يحيى بن شرف النووي. المجموع شرح المهذب كتاب الصيام، باب السحور في الصوم، ج6 (الطبعة ط.د د.ط). مطبعة المنيرية. صفحة 404 وما بعدها.
  101. ^ رواه مسلم في سليمه
  102. ^ رواه أحمد
  103. ^ رواه أبوداود والترمذي ونطق: هوحديث حسن سليم.
  104. ^ رواه أبوداود والترمذي ونطق: حديث حسن ورواه الدارقطني، ونطق: إسناده سليم.
  105. الإمام النووي. (الطبعة د.ت د.ط). مطبعة المنيرية. صفحة 407 وما بعدها. مؤرشف من الأصل فيسبعة أغسطس 2017.
  106. ^ رواه أبوداود والنسأئي
  107. ^ سنن أبي داود، باب القول عند الإفطار، وفي بعض النسخ باب ما يقول إذا أفطر. (2357).
  108. ^ رواه الترمذي ونطق: هوحديث سليم ورواه النسائي أيضا وغيره.
  109. ^ رواه أحمد انظر المجموع للنووي
  110. ^ سليم البخاري، كتاب الصوم، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر. رقم: (1821).
  111. فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب الصوم، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر، صفحة رقم: (165).
  112. ^ رواه البخاري ومسلم
  113. ^ تفسير الطبري
  114. ^ سليم البخاري، كتاب الصوم باب تأخير السحور، حديث رقم: (1820).
  115. ^ سورة الطلاق آية: (2)
  116. ^ تفسير ابن كثير، سورة البقرة ج1 ص513 وما بعدها
  117. ^ سليم البخاري كتاب الصوم، باب تعجيل الفطر حديث رقم: (1856).
  118. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري لابن حجر العسقلاني حديث رقم: (1856) ص234 وما بعدها. نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  119. ^ ابن حجر العسقلاني. . دار الريان للتراث. صفحة 231. مؤرشف من الأصل فيسبعة أغسطس 2017.
  120. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري لابن حجر العسقلاني، كتاب الصوم، باب: يفطر بما تيسر من ماء أوغيره، حديث رقم: 1855 ص233 دار الريان للتراث
  121. ^ رواه أحمد وأبوداود، والحاكم في المستدرك.
  122. ^ نيل الأوطار، للشوكاني، الجزء الثاني، كتاب الصلاة: أبواب المواقيت: باب وقت صلاة المغرب، صفحة رقم: (7).
  123. ^ ابن دقيق العيد (1416 هـ/ 1995م). إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، كتاب الصيام، حديث من صام يوما في سبيل الله، رقم: (204) الحديث الثامن. دار الجيل.
  124. ^ متفق عليه وأخرجه البخاري في كتاب الصيام الجهاد والسير ـ باب فضل الصوم في سبيل الله ـ برقم: (2840).
  125. ^ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام كتاب الصيام حديث أحب الصيام إلى الله صيام داود، 198 - الحديث الثاني
  126. ^ نطق أبوعيسى هذا حديث مرسل عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهووالد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري.
  127. ^ سنن الترمذي كتاب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما اتى في الصوم في الشتاء، رقم: (797).
  128. ^ محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، سليم البخاري (1414 هـ/ 1993م). كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، الجزء الخامس. بسم الله الرحمن الرحيم كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح لقوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء الآية، حديث رقم: (4776). دار ابن كثير. صفحة 1949.
  129. ^ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (1407 هـ/ 1986م). كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، حديث رقم: (4776). دار الريان للتراث. صفحة 7 و8.
  130. ^ شرح الكوكب المنير في أصول الفقه، لابن النجار الفتوحي، فصل: (المندوب) ج1، ص408 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  131. ^ سنن الترمذي حديث رقم: (732)
  132. ^ سنن الترمذي كتاب الصوم عن رسول الله ، باب ما اتى في إفطار الصائم المتطوع، رقم: (732)
  133. ^ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري. شرح سنن الترمذي كتاب الصوم عن رسول الله ، باب ما اتى في إفطار الصائم المتطوع، رقم: (732). دار الخط الفهمية. صفحة 356 وما بعدها.
  134. ^ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (1407 هـ/ 1986م). فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب الآداب، باب خلق الطعام والتكلف للضيف، حديث رقم: (5788). دار الريان للتراث. صفحة 551.
  135. ^ المجموع شرح المهذب، للنووي ص446 وما بعدها نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  136. ^ أبوبكر مسعود بن أحمد الكاساني (1406هـ/1986م). بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، كتاب الصوم (الطبعة الثانية). دار الخط الفهمية. صفحة 75 وما بعدها.
  137. ^ فصل حكم فساد الصوم ج2 ص94 وما بعدها نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  138. موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة (1405 هـ/ 1985م). المغني لابن قدامة كتاب الصيام مسألة من ولج في صيام تطوع فخرج منه فلا قضاء عليه، الجزء الثالث، مسألة رقم: (2097) (الطبعة الأولى). دار إحيار التراث العربي. صفحة 44 وما يليها.
  139. ^ محمد بن علي الشوكاني (1413هـ/1993م). نيل الأوطار، أبواب صلاة التطوع، باب ما اتى في قيام الليل، الجزء الثالث حديث رقم: (949) (الطبعة الأولى). دار الحديث. صفحة 69.
  140. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب وجوب صوم رمضان وقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين ءآمنوا خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون﴾، حديث رقم: 1793.
  141. ^ محمد بن إسماعيل البخاري. سليم البخاري، كتاب الصوم باب وجوب صوم رمضان وقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين ءآمنوا خط عليكم الصيام كما خط على الذين من قبلكم من الممكن أنكم تتقون﴾، حديث رقم: 1794.
  142. ^ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري. سليم مسلم كتاب الصيام، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان، الجزء الثاني، (1984) باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان رقم الحديث: (1164). دار إحياء الخط العربية. صفحة 822.
  143. ^ محمد شمس الحق العظيم آبادي (1415 هـ/ 1995م). عون المعبود سنن أبي داود، كتاب الصوم، باب في صوم يوم عهدة بعهدة، باب في صوم يوم عهدة بعهدة، حديث رقم: (2440). دار الفكر. صفحة 85.
  144. ^ سليم البخاري، كتاب الصوم، باب صوم يوم عهدة، حديث رقم: (1887).
  145. ^ سليم البخاري حديث رقم: (1888)
  146. ^ محمد شمس الحق العظيم آبادي (1415 هـ/ 1995م). عون المعبود سنن أبي داود، كتاب الصوم، باب في صوم يوم عهدة بعهدة، باب في صوم يوم عهدة بعهدة، حديث رقم: (2441). دار الفكر.
  147. ^ رواه الخمسة إلا أبا داود، لكنه له من رواية أسامة بن زيد. نطق الترمذي: حسن سليم.
  148. ^ محمد بن علي الشوكاني (1413 هـ/ 1993م). نيل الأوطار، كتاب الصيام، أبواب صوم التطوع، باب الحث على صوم الإثنين والخميس، الجزء الرابع، رقم الحديث: (1725) (الطبعة 1). دار الحديث. صفحة 295.
  149. ^ رواه أحمد والترمذي، ولابن ماجه معناه ولأحمد والنسائي هذا المعنى من حديث أسامة بن زيد.
  150. ^ محمد بن علي الشوكاني (1413 هـ/ 1993م). نيل الأوطار، كتاب الصيام، أبواب صوم التطوع، باب الحث على صوم الإثنين والخميس، الجزء الرابع، رقم الحديث: (1726) (الطبعة 1). دار الحديث. صفحة 294 و295.
  151. ^ رواه أحمد ومسلم وأبوداود.
  152. ^ سليم مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من جميع شهر وصوم يوم عهدة وعاشوراء والإثنين والخميس، الحديث الخامس رقم: (1162)
  153. ^ محمد بن علي الشوكاني (1413 هـ/ 1993م). نيل الأوطار، كتاب الصيام، أبواب صوم التطوع، باب الحث على صوم الإثنين والخميس، الجزء الرابع، رقم الحديث: (1727) (الطبعة 1). دار الحديث. صفحات 294 و295.
  154. ^ ابن دقيق العيد (1416 هـ/ 1995م). إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام كتاب الصيام حديث أوصاني خليلي بثلاث، الحديث الثالث رقم: (199). دار الجيل. صفحة 416 وما بعدها.
  155. ^ أخرجه النسائي في السنن الصغرى حديث رقم: (2390) نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  156. ^ رواه البخاري في كتاب الصوم باب صوم يوم وإفطار يوم، حديث رقم: (1877)
  157. ^ مسند الإمام أحمد حديث رقم: (6690) نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  158. ^ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، لابن دقيق العيد، كتاب الصيام حديث أحب الصيام إلى الله صيام داود، الحديث الثاني رقم: (198) نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.

وصلات خارجية

  • كتاب الاختيار لتعليل المختار.
  • كتاب المبدع في شرح المقنع.
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:07:36
التصنيفات: الصوم في الإسلام, أركان الإسلام, دراسات إسلامية, شعائر الإسلام في رمضان, صوم, علوم شرعية, فن الأكل والدين, مصطلحات إسلامية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة الفقه الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة رمضان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات مختارة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

زيلينسكى: أوقفنا تصدير الكهرباء إلى أوروبا بسبب هجمات روسيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

سامح الصريطى: هناك أعمال درامية مشبوهة.. هدفها كسر القيم والعادات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:17
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

محافظة القاهرة تناقش الخطط الاستثمارية الخاصة بأحياء جنوب القاهرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

أحياء المنطقة الجنوبية ترفع درجات استعدادتها لاستقبال الأمطار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:37
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

استقرار جديد.. أسعار الفراخ اليوم فى بورصة الدواجن الأربعاء 2-11-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:12
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

ملخص وأهداف مباراة ليفربول ضد نابولي فى دوري أبطال أوروبا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:23:08
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 48%

بايرن ميونخ يفوز على إنتر 2-0 فى دورى أبطال أوروبا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

«التعليم» تحدد خطوات التقدم لامتحانات الطلاب بالخارج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

«التعليم» تعلن مواد الامتحان للصف الثانى الثانوى لأبناء الخارج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:20
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

أحمد حلمى يمازح جمهوره بصورة جديدة فى نوفمبر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:52
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

بالرقص والهتاف.. معسكر نتنياهو يحتفل بمؤشرات الانتخابات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:02
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

محمد الباز عن قول السيسى إنه يعرف كل شىء: «لا يهدد بل يقر واقعًا»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:15
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

وزيرة الهجرة: الاستثمار العقارى أبرز اهتمامات المصريين بالخارج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

مالى.. معارك عنيفة بين مجموعات مسلحة فى منطقتى «ميناكا» و«غاو»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

دمياط تشهد تخريج الدفعة 16 من مدارس التمريض

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:38
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

أستاذ علوم سياسية: القمة العربية عُقدت فى توقيت حساس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

دورى الأبطال.. توتنهام وفرانكفورت إلى ثمن النهائى بسيناريو مجنون

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:27
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

مواقيت الصلاة فى بعض محافظات مصر اليوم الأربعاء 2 نوفمبر 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:21:13
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

قرار مفاجئ من شيرين بعد انتهاء فترة الحجز الإلزامي بالمستشفى

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:45
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

تونس تحبط 8 عمليات هجرة غير نظامية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 03:22:03
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية