ماني

في القرن الثالث أصبح ماني مؤسسا للديانة المانيشية. نشأت هذه الديانة في الشرق الأوسط وانتشرت غربا حتى المحيط الأطلسي وشرقا حتى المحيط الهادي وظل هذا الدين منتشرا أكثر من ألف سنة كانت هذه الديانة خليطا من البوذية والمسيحية والزرادشتية لكن هذة هالديانة أعربت أنها تلقت وحيا بمعان أخرى لم تعهدها الديانات الأخرى. وعلى الرغم من حتى هذه الديانة نقلت الكثير من المسيحية والبوذية إلا حتى أفكار زرادشت قد أثرت فيها أكبر الأثر وكان من رأي ماني أنه لا يوجد إله واحد إنما هوصراع مستمر بين اثنين من الآلهة أحدهما هوالشر والآخر هوالخير وهذا المعنى قريب من معنى الخير والشر في الديانة المسيحية لكن ماني كان يرى حتى الشر لا يقل خطورة عن الخير فكلاهما على درجة واحدة من القدرة وعلى ذلك فما دام الشر قويا كالخير أنحلت المشكلة التي قابلت الديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية وهي كيف من الممكن أنقد يكون الله خيراً مطلقا ويصنع الشر، إذا الديانة المانيشية ترى حتى الخير والشر توأمان وُجدا معا ليتصارعا معا وإلى الأبد.

وما دام الخير والشر متلازمين في الجسم الإنساني تلازم الروح والجسم فلا يصح حتى يساعد الإنسان على التكاثر لأن التكاثر معناه إضافة أجسام جديدة وأرواح جديدة ولذلك حرم العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة وحرم أكل اللحوم وشرب النبيذ ولهذه الأسباب كان صعبا على عامة الناس حتى يؤمنوا بهذه الديانة إنما فقط يؤمن بها الصفوة أما المؤمنون العاديون ويسمونهم المستمعون فلهم عشيقات وهؤلاء العشيقات يردن الجنس والطعام والشراب وهناك الرهبان والكهنة وهؤلاء ممنوعون منعا باتا من الزواج وأكل اللحوم وشرب النبيذ أما الجنة فمن نصيب هؤلاء الصفوة.

لوحة ولادة ماني - عمل من أسرة يوان في القرن التاسع

خطبة ماني عن الخلاص - الرسم على الحرير الصيني من القرن الخامس

ولد ماني سنة 216م في العراق التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية الفارسية وكان ماني فارسياً ومنحدرا من أسرة ملكية، بينما كان الفارسيين في زمانه يؤمنون بزرادشت كان ماني قد نشأ في أسرة مسيحية وكانت له رؤيا دينية وهوفي الثانية عشرة وكان يبشر بالديانة الجديدة ولم يوفق في أول الأمر في بلده لذلك رحل إلى الهند ومصر وهناك جعل أحد الحكام يؤمن به ثم عاد إلى فارس في سنة 242م حيث انصت إليه الملك شابور الأول وسمح له بأن يدعوإلى ديانته وظل ماني يدعوإلى ديانته حتى عصر هرمز الأول حوالي ثلاثين عاما إلى حتى ثار عليه كهنة الزرادشتية التي كانت الدين الرسمي للإمبراطورية الفارسية. أعدم سنة 276م على يد الملك الفارسي بهرام في جنديسابور بالإمبراطورية الساسانية وهنالك كتابات تصف ماني في تجواله، يرتدي سروالا واسعا أصفر اللون وعباءة زرقاء وبيده عصا طويلة من الأبنوس، متأبطا على الدوام كتاب خطه بنفسه باللغة البابلية (وهي الأرامية المشرقية في ذلك الوقت) معظم خطه كانت بالسريانية بالإضافة إلى كتاب في مدح شابور الأول بالفارسية القديمة. خط عنه الروائي أمين معلوف رواية حدائق النور التي تحكي عن حياته.

ماني يعدم شاهنامه

لوحة ماني مع الملك برام جور (بهرام) ليقدم رسوماته. لوحة من القرن السادس عشر للرسام علي شير نافاي في شكارشية (طشقند).

المراجع

^ Boyce, Mary (2001), Zoroastrians: their religious beliefs and practices, Routledge, صفحة 111, He was Iranian, of noble Parthian blood... CS1 maint: ref=harv (link)
^ Ball, Warwick (2001), Rome in the East: the transformation of an empire, Routledge, صفحة 437, Manichaeism was a syncretic religion, proclaimed by the Iranian Prophet Mani CS1 maint: ref=harv (link).