الجُبْن صفة توجد عندما يزداد الخوف وقلق النفس الذي يتجاوز عمل أوقول ما حق وخير ويمكن لمساعدة الآخرين أوالذات في وقت الحاجة - وهوعكس الشجاعة. تشير صفة "الجبن" إلى فشل الشخصية في لقاءة التحدي.

بموجب الكثير من قوانين القضاء العسكري، يعتبر الجبن في المعركة جريمة يعاقب عليها بالموت (مثل الإعدام رميًا بالرصاص عند الفجر. يصف هذا المصطلح عيب بالشخصية أصبح منبوذًا ويتحمل عنه الناس (انظر المعايير) في معظم إذا لم يكن جميع الثقافات، بينما الشجاعة ينظر اليها عادة على أنها فضيلة تحظى بالإعجاب والتشجيع.

القانون العسكري

ظلت الممارسات التي تتسم بالجبن يعاقب عليها القانون العسكري لفترة طويلة، وهويحدد مجموعة واسعة من جرائم الجبن تتضمن الهروب عند لقاءة العدووالاستسلام له بخلاف الأوامر. عادة ماقد يكون عقاب هذه الممارسات صارمًا ما بين عقوبات بدنية حتى عقوبة الإعدام. يذكر السلوك الجبان بشكل خاص في الولايات المتحدة في القانون الموحد للقضاء العسكري .

الجبن صفة وخُلُق مذموم

الجبن ضِدُّ الشَّجاعَة، والجبان من الرِّجالِ هوضعيف القلب، الهَيوب للأشياء لا يُقْدِم عليها. والجبن هوهيئة حاصلة للقوة الغضبية؛ بها يحجم عن مباشرة ما ينبغي وما لا ينبغي. ونطق ابن مسكويه هو: (الخوف مما لا ينبغي حتى يخاف منه). وقيل: (هوالجزع عند المخاوف، والإحجام عما تحذر عاقبته، أولا تؤمن مغبته).

• وفي القرآن الكريم، حذر الله تعالى المسلمين، من صفة الجبن، وحثهم على الثبات عند الخوف والمصاعب ولقاءة الأعداء، حيث نطق تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

- وقد ذم النبي الجبن والبخل ونهى عنهما:

نطق ابن القيم في شرحه للحديث: (هنا أمران: أمر لفظي، وأمر معنوي، فأما اللفظي: فإنَّه وصف الشحَّ بكونه هالعًا، والهالع صاحبه، وأكثر ما يسمى هلوعًا، ولا ينطق: هالع له. فإنه لا يتعدى، وفيه وجهان:

أحدهما: أنه على النسب، كقولهم: ليل نائم، وشرٌّ قائم، ونهار صائم، ويوم عاصف. كلُّه عند سيبويه على النسب أي ذوكذا.
والثاني: أنَّ اللفظة غيرت عن بابها؛ للازدواج مع خالع، وله نظائر.
وأما المعنوي: فإنَّ الشحَّ والجبن أردى صفتين في العبد، ولا سيما إذا كان شحُّه هالعًا، أي ملقٍ له في الهلع، وجبنه خالعًا أي: قد خلع قلبه من مكانه، فلا سماحة، ولا شجاعة، ولا نفع بماله، ولا ببدنه، كما ينطق: لا طعنة ولا جفنة، ولا يطرد ولا يشرد، بل قد قمعه وصغره وحقره ودساه الشح والخوف والطمع والفزع) .

(أي: سبب لبخل الأب وجبنه، ويحمل أبويه على البخل، وكذلك على الجبن، فإنَّه يتقاعد من الغزوات والسرايا بسبب حبِّ الأولاد، ويمسك ماله لهم).

- وكان النبي يستعيذ في نادىئه من الجبن،

* ونطق خالد بن الوليد: (حضرت كذا وكذا زحفًا في الجاهلية والإسلام، وما في جسدي موضع إلا وفيه طعنة برمح أوضربة بسيف، وها أنا ذا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء).

• ونطق ابن القيم: (والجبن والبخل قرينان؛ لأنهما عدم النفع بالمال والبدن، وهما من مسببات الألم؛ لأنَّ الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة، لا تنال إلا بالبذل والشَّجَاعَة، والبخل يحول بينه دونها أيضًا، فهذان الخلقان من أعظم مسببات الآلام)

• (وقيل خط زياد إلى ابن عباس: حتى صف لي الشَّجاعَة والجبن وابجود والبخل، فخط إليه: خطت تسألني عن طبائع ركبت في الإنسان هجريب الجوارح، افهم أنَّ الشجاع يقاتل عمَّن لا يعهده، والجبان يفرُّ عن عرسه، وأنَّ الجواد يعطي من لا يلزمه، وأنَّ البخيل يمسك عن نفسه، ونطق الشاعر:

-يفر جبان القوم عن عرس نفسه *****ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه.

• ونطق هانئ الشيباني لقومه يوم ذي قار يحرضهم على القتال: (يا بني بكر، هالك معذور، خير من ناجٍ فرور، المنية ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الثغر في ثغور النحور خير منه في الأعجاز والظهور، يا بني بكر، قاتلوا، فما من المنايا بدٌّ، الجبان مبغَض حتى لأمِّه، والشجاع محبَّب حتى لعدوه)..

• ونطقوا: (حدُّ الجبن الضنُّ بالحياة، والحرص على النجاة).

• ونطق ابن القيم: (فإنَّ الإحسان المتوقَّع من العبد إما بماله وإما ببدنه، فالبخيل مانع لنفع ماله، والجبان مانع لنفع بدنه، المشهور عند الناس أنَّ البخل مستلزم الجبن من غير عكس؛ لأنَّ من بخل بماله فهوبنفسه أبخل) .

من مسببات الجبن

(إما جهل فيزول بالتجربة، وإما ضعف فيزول بارتكاب العمل المخوف مرة بعد أخرى، حتى يصير ذلك له عادة وطبعًا،... فالمبتدئ في المناظرة، والإمامة، والخطابة، والوعظ،... قد تجبن نفسه، ويخور طبعه، ويتلجلج لسانه، وما ذاك إلا لضعف قلبه، ولقاءة ما لم يتعوده، فإذا تكرر ذلك منه مرات، فارقه الضعف، وصار الإقدام على ذلك العمل ضروريًّا، غير قابل للزوال،... وافهم أنَّ قوة النفس والعزم الجازم بالظفر سبب للظفر، كما نطق علي رضي الله عنه لما قيل له: كيف من الممكن أن كنت تصرع الأبطال،يا ترى؟ نطق: كنت ألقي الرجل فأقدِّر أني أقتله، ويقدِّر هوأيضًا أني أقتله، فأكون أنا ونفسه عونًا عليه. ومن وصايا بعضهم: أشعروا قلوبكم في الحرب الجرأة؛ فإنها سبب الظفر. ومن كلام القدماء: من تهيب عدوه، فقد جهز إلى نفسه جيشًا).

من وسائل علاج الجبن

(وذلك بأن توقظ النفس التي تسقم هذا السقم –سقم الجبن - بالهزِّ والتحريك. فإنَّ الإنسان لا يخلومن القوة الغضبية رأسًا؛ حتى تجلب إليه من مكان آخر، ولكنها تكون ناسيرة عن الواجب، فهي بمنزلة النار الخامدة التي فيها بقية لقبول الترويح والنفخ، فهي تتحرَّك لا محالة إذا حُرِّكت بما يلائمها، وتبعث ما في طبيعتها من التوقُّد والتلهُّب. وقد حُكي عن بعض المتفلسفين أنَّه كان يتعمَّد مواطن الخوف، فيقف فيها، ويحمل نفسه على المخاطرات العظيمة بالتعرُّض لها، ويركب البحر عند اضطرابه وهيجانه؛ ليعود نفسه الثبات في المخاوف، ويحرِّك منها القوة التي تسكن عند الحاجة إلى حركتها، ويخرجها عن رذيلة الكسل ولواحقه، ولا يكره لمثل صاحب هذا السقم بعض المراء، والتعرُّض للملاحاة وخصومة من يأمن غائلته؛ حتى يقرب من الفضيلة التي هي وسط بين الرذيلتين، أعني الشَّجَاعَة التي هي صحة النفس المطلوبة، فإذا وجدها وأحسَّ بها من نفسه كفَّ ووقف، ولم يتجاوزها حذرًا من الوقوع في الجانب الآخر).

من قصص العرب في الجبن

- نطق أبودلامة: (كنت مع مروان أيام الضحاك الحروري، فخرج فارس منهم فنادى إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم ثان فقتله، ثم ثالث فقتله، فانقبض الناس عنه، وجعل يدنوويهدر كالفحل المغتلم. فنطق مروان: من يخرج إليه وله عشرة آلاف،يا ترى؟ نطق: فلما سمعت عشرة آلاف هانت عليَّ الدنيا، وسخوت بنفسي في سبيل عشرة آلاف، وبرزت إليه، فإذا عليه فروقد أصابه المطر فارمعلَّ ، ثم أصابته الشمس فاقعملَّ، وله عينان تتقدان كأنهما جمرتان. فلما رآني فهم الذي أخرجني، فأقبل نحوي وهويرتجز ويقول:

(وخارج أخرجه حبُّ الطمع*** فرَّ من الموت وفي الموت سقط***من كان ينوي أهله فلا رجع).

فلما رأيته قنَّعت رأسي، وولَّيت هاربًا، ومروان يقول: من هذا الفاضح،يا ترى؟ لا يفتكم، فدخلت في غمار الناس).

- (وحُكي أنَّ عمروبن معد يكرب مرَّ بحيٍّ من أحياء العرب، وإذا هوبفرس مشدود، ورمح مركوز، وإذا صاحبها في وهدة (8) من الأرض يقضي حاجته، فنطق له عمرو: خذ حذرك؛ فإني قاتلك لا محالة. فالتفت إليه، ونطق له: من أنت،يا ترى؟ نطق: أبوثور عمروبن معد يكرب. نطق: أنا أبوالحارث، ولكن ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك، وأنا في وهدة، فأعطني عهدك حتى لا تقتلني حتى أركب فرسي، وآخذ حذري، فأعطاه عهدًا على ذلك، فخرج من الوهدة التي كان فيها، وجلس محتبيًا بحمائل سيفه، فنطق له عمروما هذا الجلوس؟! نطق: ما أنا براكب فرسي، ولا مقاتلك، فإن كنت نكثت العهد؛ فأنت أفهم ما يلقى الناكث، فهجره ومضى، ونطق: هذا أجبن من رأيت).

- ويُحكى حتى (أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فرَّ يوم مرداء هجر من أبي فديك، فسار من البحرين إلى البصرة في ثلاثة أيام، فجلس يومًا بالبصرة، فنطق: سرت على فرسي المهرجان من البحرين إلى البصرة في ثلاثة أيام. فنطق له بعض جلسائه: أصلح الله الأمير، فلوركبت النيروز لسرت إليها في يوم واحد. فلما ولج عليه أهل البصرة؛ لم يروا كيف من الممكن أن يحدثونه، ولا ما يلقونه من القول، أيهنئونه أم يعزونه، حتى ولج عليه عبد الله بن الأهتم، فاستشرف الناس له، ونطقوا: ما عسى حتى ينطق للمنهزم،يا ترى؟ فسلَّم ثم نطق: مرحبًا بالصابر المخذول، الذي خذله قومه، الحمد لله الذي نظر لنا عليك، ولم ينظر لك علينا، فقد تعرضت للشهادة جهدك، ولكن فهم الله تعالى حاجة أهل الإسلام إليك؛ فأبقاك لهم بخذلان من معك لك. فنطق أمية بن عبد الله: ما وجدت أحدًا أبلغني عن نفسي غيرك).

- نطق أبوالفرج الأصفهاني: (كان أبوحية النميري، وهوالهيثم بن الربيع بن زرارة جبانًا بخيلًا كذَّابًا، نطق ابن قتيبة: وكان له سيف يسميه لعاب المنية، ليس بينه وبين الخشبة فرق، نطق: وكان أجبن الناس، نطق: فحدَّثني جار له، نطق: ولج ليلة إلى بيته كلب فظنَّه لصًّا، فأشرفت عليه، وقد انتضى سيفه، وهوواقف في وسط الدار يقول: أيها المغترُّ بنا، المجترئ علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليل، وسيفٌ صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورة ضربته، لا تخاف نبوته، اخرج بالعفوعنك قبل حتى أدخل بالعقوبة عليك، إني والله إذا أدع قيسًا إليك لا تقم لها، وما قيس؟! تملأ والله الفضاء خيلًا ورجلًا، سبحان الله! ما أكثرها وأطيبها. فبينا هوكذلك، إذا الكلب قد خرج، فنطق: الحمد لله الذي مسخك كلبًا، وكفانا حربًا).

انظر أيضًا

• قلق
• شجاعة
• فرار
• ريشة بيضاء

مراجع

وصلات خارجية