تغليف أوتجليد الخط عملية تجميع صفحات كتاب بين غلافين من الجلد أومن غيره. والتجليد يحمي الخط من التمزق والتلف، كما يجعلها جذابة وسهلة الاستعمال. وتتفاوت أنواع التجليد مابين تجليد يدوي متقن بالجلود الطبيعية إلى تجليد بالورق. وتقوم الآلات الآن بتجليد أغلب الخط، وإن كان بعضها مازال يُجَلَّد يدويا. وتجليد الخط نوعان: الفاخر والعادي. يتم التجليد الفاخر باستعمال الورق المقوّى المغلف بالورق أوالقماش أوالبلاستيك أوالجلد الطبيعي. وغالبيّة الخط المجلدة تجليدًا عاديّا التي تُسمَّى الإصدارات الشعبية مغلّفةٌ فقط بالورق.

التجليد الآلي

يتم تجليد الكتاب بالآلات من خلال ثلاث عمليات رئيسية هي: 1- ترتيب الصفحات 2- التهيئة 3- التغليف.

ترتيب الصفحات

في المراحل الأولى للتجليد توضع صفحات الكتاب بشكل متتابع، والمراحل هي:

1- الطي 2- الإضافة باللصق 3- التجميع 4- الخياطة.

الطَّيُّ

لاتطبع الخط صفحة بعد صفحة. إذ يخرج بعضها من المطبعة في أكوام من الأفرخ الورقية الكبيرة. وكل جانب من جميع فرخ يضم صفحتين مختلفتين أوأكثر، من كتاب تحت الطبع. وفي الغالب الأعم تتراوح هذه الصفحات ما بين أربعة وثمانية إلى 16 أو32 صفحة. يتم إدخال جميع فرخ مطبوع إلى آلة طي الورق. حيث يقوم الكثير من أسطوانات التسوية والأنْصال المعدنية بثنيه وطيه فيخرج في شكل ملازم (أجزاء) منتظمة الصفحات.

الإضافة باللّصق

وهي إضافة بعض الصفحات المطبوعة طباعة خاصة بلصقها بين الأوراق . فقد تتم إضافة ورقة منفصلة قبل أوبعد نهاية ملزمة في الكتاب. إذ تقوم آلة تعهد باسم آلة اللصق بوضع الغراء على طرف الصفحة المضافة ولصقها في ثنية الهامش الداخلي لأول أوآخر صفحة في الملزمة. ويُسْتكمل مثل هذا العمل بإليد أحيانًا. وفي بعض الخط توضع الصفحات الإضافية بين الصفحات بلا غراء. ولكن في النهاية تخاط جميع الأوراق ـ المضافة والأصلية ـ من حوافها الداخلية معًًا. تقوم الآلة كذلك بلصق غطاءي باطن الغلاف بورقها السميك إلى الصفحات الأولى والأخيرة من الكتاب، كما يحدث في الطبعات الفاخرة. ويحدث أحيانًا حتى يعد سطحا باطن الغلاف في صورة ملازم قائمة بذاتها وتخاط بباقي الملازم.

التجميع

يَتِمُّ جمع ملازم الكتاب في آلة تجميع، وتوضع الملازم بتسلسل منتظم في صف طويل من الصناديق على طول آلة التجميع، ويقوم سيرٌ نقّال بالتقاط الملازم التي تتساقط من الصناديق فوق بعضها بعضا بترتيب تسلْسُلي، ويتم التدقيق بالاستعانة بعلامة سوداء صغيرة تطبع في مكان معلوم من حافة الثني الخلفية بكل ملزمة. فإذا كانت الملازم مرتبة ترتيبًا مضبوطًا، انتظمت هذه العلامات في خط مستقيم مائل. أما إذا اختلت استقامة الخط المائل، كان ذلك مؤشرًا لاختلال التسلسل في ترتيب الملازم. وعندئذ يقوم أحد المراجعين بإيقاف الآلة، وإصلاح الخطأ.

تجليد كتاب بخياطة سميث

في البداية يتم طي فروخ الورق في شكل صفحات وفي مجموعات تسمى ملازم وترتب الملازم في تسلسل سليم وتخاط مع بعضها مكونة ظهر الكتاب. يدور الظهر وتثنى أطرافه على الجانبين على شكل مفاصل فيما يعهد بالتحديب، ثم تلصق بطانة من قماش متين على ظهر الملازم تعهد بالسيوبر. وفي النهاية يوصل الكتاب بالغلاف الخارجي.

الخياطة

تتمُّ خياطة الخط بإحدى طريقتين رئيسيتين: خياطة سميث والخياطة الجانبية. وفي كلتا الطريقتين تُستعمل خيوط متينة من القطن أوالألياف الصناعية. وتمتاز خياطة سميث بالمتانة، واستدارة مؤخرة الغلاف مما يساعد على استواء صفحات الكتاب عندماقد يكون مفتوحًا. أما الخياطة الجانبية فأشد متانة ولكنها لاتساعد على فتح الكتاب بسهولة. ويكثر استعمال الخياطة الجانبية في الخط الدراسية وغيرها من الخط دائمة التعرض للتلف. تحتوي آلة سميث لخياطة الخط على عدد من الإبر والمشابك، تعمل على شد وتمرير الخيوط من حواف طيات الملازم. وبذلك يتم تثبيت الملازم بعضها ببعض متصلة من الخيوط بمجموعة في الوقت نفسه، الذي تتم فيه خياطة الصفحات بكل ملزمة. وفي الخياطة الجانبية يتم تشبيك ملازم جميع كتاب ببعضها بعضاً عند خروجها من آلة التجميع. وتقوم آلة الخياطة بعمل ثقوب جانبية من خلال الحواف الخلفية للملازم. هذا التثقيب الجانبي للحوافقد يكون قريبًا من الجزء الخلفي من الكتاب الذي يعهد باسم العمود الفقري، أوالظهر ـ وهوالجزء الذي يظهر على أرفف الخط ـ وتتم خياطة الملازم في ترتيبها السليم من الأمام إلى الخلف من خلال الثقوب. بدأ الاعتماد على الخياطة يقل في كثير من الخط ذات التجليد الفاخر. وأصبحت الغالبية العظمى من الخط ذات التغليف الورقي ـ الإصدارات الشعبية ـ لاتستعمل الخياطة بتاتًا. ساد الاعتماد على كيفية التجليد النموذجي. وفيها تقوم آلة بقص الأجزاء الخلفية من الملازم عند حواف الطيات ـ العمود الفقري ـ ثم تطليها بمادة لاصقة. بعد ذلك تقوم آلة أخرى منفصلة بتثبيت الغلاف المُقوَّى، وفي خط الإصدارات الشعبية تقوم الآلة بلصق الغلاف الورقي على حافة التجليد. وعندماقد يكون عدد الصفحات أقل من 80 صفحة في الكثير من الخط ذات التغليف الورقي، يتم تجليدها بالغرز السلكية. إحدى هذه الطرق تعهد باسم الغرز السِّرَجيَّة. وفي هذه الطريقة يتم إسقاط الملازم لتتراكم بحوافها المدببة بعضها فوق بعض على حافة الآلة فتقوم بتثقيبها وغرزها بمشابك سلكية. وطريقة أخرى تعهد باسم الغرز السلكية الجانبية وفيها يتم تجميع الملازم فوق بعضها بعضاً ثم تُغرز الدبابيس السلكية في الكتاب بأكمله.

تهيئة الكتاب

تمرُّ بأربع مراحل: 1- التكسيح 2- التغرية 3- التشذيب 4- التدوير والتحديب والتبطين.

التكسيح

الخياطة بطريقة سميث تجعل كثيرًا من الخط تنتفخ بطول ظهرها، فتقوم آلة التكسيح بإحداث الضغط الكافي بين نطقبين من الصلب، لتُعطي لكل مجموعة من الخط سمكًا موحدًا.

التغرية

بعد عملية التكسيح يحتاج كثير من الخط التي مرت بفترة الخياطة ـ طريقة سميث ـ المرور بآلة الغراء، لتقوم بتغرية الظهر لكي تحافظ على ثبات الخيوط والتحام حواف الملازم.

التشذيب

تقوم مقصلة خط في حدة شفرة الحلاقة بقص الأطراف النافرة من الجوانب الثلاثة ـ غير المخاطة ـ للملازم، وهي الجانب الأعلى والأمامي والأسفل للكتاب. وبعد التشذيب تأخذ صفحات الكتاب حجمها النهائي. وتتم زركشة الجوانب الثلاثة ـ أسطح نهاية الصفحات ـ أوالجانب الأعلى لبعض الخط بما يعهد بالتذهيب، تقوم به آلة خاصة، ويضم التمويه أوالغطاء بقشرة مضىية.

التدوير والتحديب والتبطين

خطواتٌ تقوم بتطبيقها آلة واحدة، بداية بتدوير ظهر الكتاب عند نهايات الملازم وثنيْ حوافِّها الخارجية بحيث يتحول جميع منها إلى كتف أومشروح على جانبي الظهر. وتساعد هذه الأكتاف على احتواء استدارة الظهر داخل الجزء الخلفيِّ للتغليف النهائي. وتقوم الآلة بعد ذلك بلصق بترة من الورق أوالشاش تسمى البطانة على ظهر الكتاب. بعض الخط لها أطواق زينة في شكل حليات مزركشة على الأطراف العليا والسفلى لاستدارة الظهر، ويتم تثبيتها على أطراف البطانة قبل لصقها على ظهر الكتاب. وأغلب الخط التي يكتمل تجليدها على الخياطة بطريقة سميث، تُبَطِن ظهورها ببترة من نسيج متين تعهد باسم سيُوبْر.

تغليف الكتاب

وتكتمل عملية التجليد بخطوات تضم: 1- إعداد الغلاف 2- الدمغ والتذهيب

3- التغليف.

إعداد الغلاف

عادة يتم إعداد الغلاف منفصلا بتوقيت يتزامن مع العمليات الأخرى إلى حتى يحين التغليف النهائي. يتم إدخال فروخ من الورق المقوى إلى داخل مقصلة آلية، فتقوم بقصها بالأحجام المطلوبة للأغلفة. ثم توضع هذه البتر في آلة إعداد الأغلفة. بعد ذلك يتم إمداد الآلة ببتر من مواد التغليف تم قصها بمقاييس محدودة. فتقوم الآلة بمسحها بطبقة من الغراء على سطحها الداخلي. ويتم تحريك هذه البتر آليا على الآلة. فتسقط على سطحها في جميع مرة بترتان من الورق المقوى، تتبعهما بترة من ورق بطانة الظهر، أوتتوسط الحيز الفاصل بينهما. بعد ذلك تقوم أسطوانات تسوية بثني مواد التغليف على بتر الورق المقوى ولصقها.

الدمغ ـ الكبس ـ أوالتذهيب

هناك عدة طرق لدمغ أوكبس العناوين والزخارف على أغلفة الخط. وتضم هذه الطرق الكبس البارز، والتحبير، والدمغ بالرقائق المعدنية المتنوعة. وطريقة أخرى يستعمل فيها قماش تم طبعه قبل تقطيعه بهدف التغليف.

التغليف

تقوم آلة للتغليف بضم الكتاب إلى غلافه. فتبدأ بمسح طبقة من الغراء على باطن الغلاف، وعلى زوائد قماش التبطين ـ سيُوبْر ـ المثْبتة على استدارة الظهر، إذا كانت مستعملةً. ثم تضع جسم الكتاب بين الغلافين وتقوم بضغط الغطائين الداخليين عليهما. بعد التغليفقد يكون الغِرَاء مازال رطبًا. وللتأكد من التصاق باطن الغلاف على ورق الغلاف المقوَّى، يتم ضغط الكتاب على آلة الضغط، وتعهد كذلك بآلة كبس المفاصل. فهي تقوم بكبس غلاف الكتاب قُرْب استدارة الظهر على جانبي الغلاف، فتتشكل مفاصل أووصلات غائرة على الورق المقوى تساعد على فتح الكتاب.

تجليد الخط يدويًا

يتم تجليد الخط يدويًّا للإصدارات المحدودة أوالخاصة. وتمتاز الخط التي يُتم تجليدها يدويًا بالمتانة إذا ما قورنت بتلك التي تم تجليدها آليًا. والكثير منها يدخل في عداد الأعمال الفنية القيمة لتميز أغلفتها. وممارسة التجليد اليدوي تتسم بالبطء الشديد والتكلفة العالية، عند مقارنتها بالتجليد الآلي. لم يتغيّر التجليد اليدوي كثيرًا عما كان عليه خلال القرن الخامس عشر الميلادي. يقوم عامل التجليد بتمرير عدة خيوط أوجدائل من مادة من المواد لتشكيل العمود الفقري للغلاف. وتخاط الملازم المجمعة إلى هذه الخيوط أوالجدائل، ثم تخاط هذه الخيوط أوالجدائل بدورها إلى بترتي الورق المقوى للغلاف. ثم يقوم عامل التجليد بخياطة أطواق الزينة أعلى وأسفل استدارة الظهر. بعد ذلك يتم كساء بترتي الغلاف بالمادة المختارة للتجليد، وهي كثيرًا ما تكون من الجلد الطبيعي الفاخر. بعد ذلك يتم دمغ الحدثات أوالزخارف على الغلاف.

مراجع