يوجين د. ريجيس (22 مارس 1895 - 24 مايو1987) هومحرر روماني، وفيلسوف سلامي مناهض للعنف، ولاسلطوي متشدد، ومعروف بتنظيره عن النزعة الإنسانية. شُكلت عقيدته الأممية، التي تحلت بالكثير من صفات اليهودية والأخلاقيات التي تنادي بها، لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى عندما اعترض ضميريًا. حصل ريجيس على شهرة عالمية بسبب تأثره باللاسلطوية السلامية والاشتراكية، وحظي بدعم بعض نادىة السلام من أمثال رومان رولاند، وشتيفان تسفايغ، وألبرت أينشتاين. هناك جانب آخر أكثر إثارة للجدل في فلسفة ريجيس وهودعمه لتحسين النسل، والذي هجرز على التعقيم الإجباري لـ«المنحطين». عبر ريجيس عن الاقتراح الأخير في الكثير من منطقاته ومساراته الاجتماعية.

بعد ظهوره في وقت مبكر مع الحركة الرمزية الرومانية، روج ريجيس للأدب الحداثي، وأشعار الأديب الروماني تيودور أرغيزي، إذ وقّع اسمه على سلسلة من المجلات الأدبية والسياسية. تناوب عمله في الخيال والشعر بين الإفراط في التعبيرية والفن التربوي، وقام بإنتاج تمثيلًا فنيًا لنشاطه، أورؤيته المسالمة، أوصراعه مع ضعف سمعه. كان ريجيس عضواً في الكثير من الأوساط الحداثية التي شُكلت حول بعض المجلات الرومانية مثل سبوراتورول. جعلت خياراته السياسية والأدبية منه عدوًا لكل من الفاشيين والشيوعيين، إذ اضطهدوه خلال الحرب العالمية الثانية، ولجأ أخيرًا إلى أوروغواي. ومن عام 1947 وحتى لحظة وفاته، نال احترام دوائر أمريكا الجنوبية كمعلق لاسلطوي، ومؤيد لإحلال السلام العالمي، وكذلك كمروج لثقافة أمريكا اللاتينية.

العقيدة السياسية

الأفكار الرئيسية

كان ريليس مؤيدًا لللاسلطوية طوال حياته المهنية. تحدث المحرر الروماني عن سلبية «فيتيشية الدولة» سعيًا لقلب هذا الوضع وخلق «أخوية عالمية»، وافترض في كتابه مذكرة الخريف تمييزًا ضروريًا بين القانون («الذي قد يتم تفسيره بشكل موافق أومخالف له»)، والعدالة («الابتدائية» والتي لا مفر منها). يعتقد ريجيس بالمثل أنه يمكن التغلب على الحرب بمجرد حتى تطيح الإنسانية بـ «الأصنام الثلاثة: الدولة، والملكية، والمال». يجادل الفيلسوف السياسي أنجيل كابيليتي: «لم يكن ريجيس لاسلطويًا متشددًا، لكنه كان دائمًا قريبًا من الأفكار الليبرتارية».

وفقًا لشتيفان تسفايغ، فأن ريجيليس قد قاتل «بلا كلل من أجل الهدف الكبير المتمثل في الأخوة الروحية». وقد قيل المثل من قبل رومان رولاند، الذي اعترف في حواره: «لا يوجد رجل أوروبي آخر يمكنني حتى أضع بين يديه، بقدر كبير من الثقة، [...] فكرتي السلامية والعالمية، من أجل توريثها لأجيال المستقبل، فلا أحد لديه مثل هذا الذكاء بعيد المدى من أجل هذا الهدف، ولن يشعر أي إنسان آخر بأن هذه الفكرة مرتبطة بشكل وثيق بكيانه». متحدثًا عن التيار الثقافي السائد، لاحظ المؤرخ الأدبي الروماني جورج شلينسكوخطاب ريجيس المعادي للمنظومة السائدة والمناهض للفن، لكنه وصفه بأنه مجرد «خيالية مثالية تفتقر إلى أي مقترحات جريئة من شأنها حتى تهدد غرائزنا الخاصة بالحفاظ على ذواتنا». على النقيض من ذلك، يرى الباحث ويليام روز حتى ريجيس «مثالي منشغل بعمق بالمشاكل الاجتماعية»، و«مفكر عملي وليس طوباوي»، ومنظر يدرك حتى هناك حاجة إلى تطور اجتماعي أواقتصادي قبل تحقيق أهدافه.

كانت النزعة الإنسانية الأخلاقية لريجيس (المعروفة أيضًا باسم الإنسانية، أوالوحدة الإنسانية) امتدادًا عمليًا لللاسلطوية السلامية. يصف ويليام روز هذه العقيدة بأنها «عالمية وسلمية»، مشيرًا إلى حتى أحد أغراضها الرئيسية كان القضاء على تلك الأمور «التي تفصل الإنسان عن الإنسان وتسبب الحروب». تحدث ريجيس نفسه عن حركته كشكل من أشكال «الفكر النشط»، و«طريقة نقدية مُطبقة على الحقائق الطبيعية والبشرية والاجتماعية»، معربًا عن إعجابه بتكتيكات المقاومة السلمية التي نادى إليها المهاتما غاندي، أوروبندرونات طاغور في الهند عندما كانت تحت الحكم البريطاني. وفي ذلك الوقت، هاجم جميع أشكال القومية، بدءًا بقومية الشعوب الجرمانية وصولًا إلى قومية الوحدة الأوروبية، واصفًا النزعة الإنسانية عمومًا بأنها «الشمولية الوحيدة التي يمكن قبولها كقانون طبيعي للجنس البشري». وأدعى حتى جميع الحركات الأممية -باستثناء حركاته- فاسدة بسبب «ممارسة العنف والتعصب».

في عام 1933، أكد المحرر الأدبي اليساري أيون كلوبويل حتى رؤية ريجيس تجمع النزعة الإنسانية مع «اشتراكية حيوية وديناميكية ومبتكرة». على الرغم من كون ريجيس يساريًا، فإن رؤيته انطوت أيضًا على معاداةً للشيوعية. كما لاحظ المؤرخ الأدبي جيوسيربان حتى ريجيس كان يشك منذ البداية في نتائج «الثورات الاجتماعية» والتمرد البلشفي. انتقد ريجيس في العدد الأول من مجلة الجماعانية اليمين المتطرف واليسار المتطرف على حد سواء، مشيرًا إلى حتى أيديولوجيته كانت «غير سياسية، بل في الواقع مناهضة للسياسة». وأشار في أوروبا الشابة إلى الاتحاد السوفيتي باعتباره موطن «الإمبريالية البروليتارية». فُصلت هذه الأفكار في كتابه مذكرة الخريف، إذ عقد بمقارنة مباشرة بين الجيش الأحمر الذي دفع رومانيا إلى «سلام مسلح»، والفيرماخت.

اليهودية والصهيونية والثقافة اليهودية

ابتداءً من أواخر العشرينات من القرن العشرين، أصبح ريجيليس مؤيدًا للحركة الصهيونية، مقتنعًا حتى طريقة اندماج اليهود في المجتمع لم تكن سقمية في تأكيد المواهب اليهودية. كما التزم بأفكار الفيلسوف مارتن بوبر حول إعادة توحيد المسارات الثلاثة التي اختارها يهود الشتات: العالمية، والصهيونية، واليهودية المحافظة. وفي مؤتمر أفودا عام 1929، حلل إعادة التوطين اليهودية المستمرة في أرض إسرائيل، وحقق في مسببات الاشتباكات العنيفة بين المهاجرين اليهود وعرب فلسطين. أعرب ريجيليس بكل فخر في تصريحات عامة أخرى عن إيمانه اليهودي، مشيرًا إلى أنه لم يغادر اليهودية مطلقًا «مندمجًا في واقعها الشاسع من خلال حقيقة انشغالاتي الخاصة، الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية والسلامية». كما أوضح ليوسف جوتمان حتى الانضمام إلى منظمة صهيونية لا يستحق جميع هذا الجهد، لأن العضوية كانت شكلاً من أشكال الأسر، وأشار في مكان آخر إلى حتى الصهيونية لها ما يبررها فقط طالما أنها لم تتبع «الأساليب المقيدة للقومية المبتذلة». كما وصف المحرر نفسه بأنه ملتزم بالثقافة الرومانية، إذ لاحظ في أواخر عام 1981 حتى الرومانية كانت لا تزال لغته المفضلة.

تتحدث منطقاته عن اليهودية (التي كُرس بعضها لأبيه ديفيد) عن خطر الانهيار المجتمعي، الذي ربطه المؤلف بالانحدار الروحي للبشرية بعد الحرب العالمية الأولى. افترضت نظريته عن «تجريد صفة الإنسانية» حتى التطور الروحي للبشرية بدأ في الاختفاء تمامًا حدثا تقدم الجنس البشري من الناحية المادية. وعكس هذا الاتجاه، اقترح ريجيس العودة إلى جذور اليهودية، التي قام باستخدام أسسها القائمة على التوحيد والمخلص بفك التمثيل الأساسي للمسؤولية الأخلاقية، والسلائف المباشرة للمسيحية. كان المحرر الروماني مهتمًا بمظاهر الأخلاق اليهودية التي تسقطت النزعة الإنسانية أوالسلامية، مستشهداً بالكتاب المقدس باعتباره «هذا الكتاب الأكثر إنسانية»، ويعهد نفسه مستخدمًا سفر ملاخي 2:10 («لماذا نُقلّب بشكل خائن جميع إنسان ضد أخيه، مدنسين عهد آبائنا؟»). وقد خط لاحقًا حتى اليهود، والإسرائيليين بشكل خاص، عُهد إليهم بالحفاظ على «الحكمة القديمة، والشعر، والإيمان»، من خلال خلق «قيم جديدة من القيم القديمة». كما خط ريجيس تعريفًا لمصطلحاته الخاصة بالعلاقة بين النزعة العالمية التوراتية، والنزعة الإنسانية في القرن العشرين: «اليهودية متضمنة داخل النزعة الإنسانية الحديثة مثل لهب داخل كرة بلورية».

رفض ريجيس تلك الجوانب من اليهودية أوالمسيحية التي آمن أنها متعصبة، وانتقد خطابه السلمي جميع الأديان باعتبارها المحرض المحتمل، أوالنادىئم الإيديولوجية للخطاب المتشدد. واحتفظ بانتقادات خاصة لمفاهيم «الله التواق للانتقام»، و«تفضيل الله لليهود»، بحجة أنهما «ساذجان». وعبر عن تعاطفه مع البوذية الكونية. يعتقد البعض حتى نصوصه، بما في ذلك كتاب نداء لـ 1922، تعيد استخدام المفردات الماسونية الموالية للعالمية.

مراجع

وصلات خارجية

• باللغة الإسبانية Relgis' works, at the Proyecto filosofía en español: