خير

الخير هوشيء أوحالة مرغوبة، ممتعة، أوما يُعتبر من الناحية الأخلاقية أفضل من شيء آخر أومن حالة أخرى. والخير هوضد الشر أيضا. يُعهد الشيء الخيّر أوحالة الخير دائما بشكل نسبي لأشياء أولحالات أخرى، وتعريفه هودائما شخصي ذاتي متعلق بسياق الزمان والمكان والعلاقات بين البشر. مثلا: هناك من الناس من يعرّف الزواج على أنه خير، لكن هؤلاء الناس أنفسهم يعرّفون الزواج على أنه شر إذا كانت أعمار المتزوجين أقل من عُمر معين، أوإذا كان أحد المتزوجين متزوجا من إنسان آخر أثناء الزواج، أوإذا لم يُعقد حفل الزواج بالطريقة المفضلة بالنسبة لهم.

"الخير" في الديانات

يؤمن معتنقوالديانات المتنوعة أنه عندماقد يكون الإنسان منتميا إلى إطار ديني معين يمكن تعريف أشياء أوحالات معينة على أنها خير بشكل مطلق، وليس بشكل شخصي وموضوعي. هذا الانادىء بشأن الخير المطلق يستمد قوته من الانادىء بأن هناك كيانا أعلى يرسم محورا أخلاقيا مطلقا يعهد ما موجود على جانبي المحور على أنهما "خير" أو"شر". هناك انادىء مصاحب لهذا الانادىء وهوالانادىء بأن الدليل على حتى مدى الخير والشر هومن الناحية الدينية مطلق، وهناك نظام جزاء ربّاني لمن يعمل الخير أولمن يعمل الشر. تعتمد الفهم بتحقق نظام الجزاء هذا على انادىءات بتسقطات موالية، وانادىءات صوفية مطلقة مختلفة. بمعنى حتى الأدلة القائمة على النجاح أوالفشل في العمل، أوالانادىءات بالجزاء الذي سيأتي في مكان غير قابل للفحص (وجود "جنة عدن" أو"جهنم").

"الخير" كشيء ممتع

هناك تعريف آخر للخير تجده عند الأبيقوريين وينص على حتى الخير هوما يثير الإحساس بالمتعة أوبالرضا لدى البشر، أوانه مرغوب لدى الكثيرين بسبب الاعتقاد بأنه قد يثير مثل هذه الأحاسيس. وبموجب هذا التعريف فإن الخير هوالممتع. وهنا أيضا تعتمد محاولة تحديد نقطة مطلقة للخير (ولنقيضه، الشر) على الفرضية بأن تعريفات الممتع أوالمُرضي مشهجرة بين بني البشر وأنها تكون مطلقة في ظروف معينة.

المشكلة الأساسية في هذا التعريف هي أنه من الصعب تعريف الممتع أوالمُرضي بشكل مطلق، لأن أي تعريف من هذا النوع يظل مرتبطا بالظروف دائما. هكذا مثلا تجد ان مقولة ان الطعام خير لأن تناوله يمتع غالبية البشر ليست سليمة بالنسبة لتلك الشريحة من البشرية التي أنهت للتوتناول وجبة طعامها، وبالنسبة لأولئك الذين يخضعون لبرنامج تنحيف، أوبالنسبة لجميع الذين لا يتفقون مع ما يُعرّف على أنه "طعام جيد" في نظر الذين عهدوه بهذا الشكل أصلا. بالإضافة إلى ذلك لا يشتمل تعريف الخير على أنه ممتع على نظام تفسير ما يوضح لماقد يكون الممتع خيرا، باستثناء تفسير دائري على غرار: الممتع هوخير لأن ما خيرقد يكون ممتعا.

"الخير" كمُجدٍ

هناك تعريف ثالث للخير يقوم على الجدوى: يُعهد الخير بأنه يعود بالفائدة. وكان جيرمي بنتهام قد عرّف المجدي على أنه ما يعود بالسعادة الكبيرة للعدد الأكبر" من الناس. ورأى بنتهام أنه يمكن بناء معادلة حسابية تحدد ما مدى السعادة التي يحققها جميع عمل، وبناء عليه يمكن تحديد مدى الخير الأخلاقي (أوالفائدة) الكامن فيه.

يقوم هذا التعريف للخير على عدة فرضيات. الأولى هي حتى الفهم ما الشيء الذي يعود بالسعادة الأكبر على أكبر عدد من الناس تكمن لدى إنسان ما بشكل غير ذاتي. أي حتى هذه الفهم ليست الفهم الذاتية، والجزئية الخاصة بشخص معين، بل هي فهم موضوعية فوق بشرية. هذا الانادىء مساوفي قيمته للانادىء القائل إذا لدى بعض الناس القدرة على اكتساب الفهم الإلهية، وأنهم يحققون هذه القدرة. وكما بالنسبة للانادىء الديني، هنا أيضا، بالنسبة لمن لا يعترف بأن لدى بعض الناس قدرة على كسب الفهم الإلهية، لا تجد للتعريف أي معنى.

هناك فرضية مرافقة للفرضية الأولى وهي أنه ليس فقط حتى لدى بعض الناس طريقة لكسب الفهم الإلهية، بل إنهم مزودون بقدرة إلهية على تحقيق هذه الفهم بحيث يؤدي تعريفهم للخير والشر إلى تحقيق كمية السعادة الأكبر بالنسبة للعدد الأكبر من الناس. الشهادات التي أوجدها نادىة الجدوى لمسار التحقيق هذا لا تزال قليلة.

"الخير" كخيار شخصي في مجتمع ديمقراطي

هناك تعريف آخر لمدى الخير، وهوليس تعريفا مطلقا متسامياً، يعتمد إلى حد ما على تعريف الجدوى والأبيقورية ويرى حتى الخير هوما يختاره غالبية الناس في الواقع باعتباره "خيرا" أو، على الأقل، باعتباره الأقل شرا. وبموجب نادىة هذا التعريف فإن بني البشر يختارون في التصويت الديمقراطي، ولا سيما في التصويت المباشر، إمكانية معينة تبدولهم أفضل من غيرها، أويختارون ممثلا يمثل الخير أفضل مما يمثله ممثلون محتملون آخرون مطروحون للاختيار.

يقوم هذا المفهوم للخير، إلى حد ما، على تعريف "الموافقة العامة" لروسو. ويقول روسوإنه في الوضع الطبيعي تجسد "الرغبة العامة" لجميع بني البشر الذين يربط بينهم "ميثاق اجتماعي" مدى الخير المثالي والمطلق، إذ إذا خيارهم سيجسد ما مرغوب جدا لدى جميع بني البشر. ينطوي هذا المفهوم على معضلة مركزية وهي حتى هذا الوضع الطبيعي لم ينتج وهناك صعوبة إشارة في صياغة تعريف حالة قد ينشأ فيها أوحالة قد تقود إليه. وكما بين المؤرخ يعقوب طلمون، ومن بعده مفكرون آخرون، فإن الفرضية حتى هناك "رغبة عامة" مشهجرة بين جميع بني البشر تقود عادة إلى إنشاء "ديمقراطية شمولية" وهونظام ديكتاتوري تسعى فيه أقلية حاكمة إلى السيطرة على الفهم المطلقة بشأن ما هي "الرغبة العامة الحقيقية". إذا رفضنا التعريف المطلق لروسوفإن فكرة الخير تصبح نتاجا لخيار أضعف كمرشد للتدريج الأخلاقي وتنتج عن ذلك عدة مشاكل. الأولى هي حتى هذا التعريف للخير يصنف احتمالات معطاة حسب ترتيب أولويات معين متبع لدى غالبية بني البشر، ولكنه لا يشتمل على أي بعد أخلاقي. مثلا: إذا صوت سكان قرية ما في انتخابات ديمقراطية مباشرة على بناء أوعدم بناء حانة في ضواحي القرية فإن حسمهم يعكس ميزان مجمل الاعتبارات والمصالح ومشاعر أبناء القرية حول الموضوع ولكنه لا يحدد هل الحانة هي شيء جيد أم شيء سيء بشكل مطلق. هناك ثمة صعوبة أخرى في هذا التعريف وتكمن في حتى تفضيل الأغلبية يعكس المفاهيم وسلم الأولويات لدى جزء من المجتمع في مكان وزمان معينين. وهولا ينطبق خارج هذا الإطار، وقيمة الخيار هي تسقطية وليست أخلاقية، بمعنى أنه يمكن الاستنتاج منه فيما يتعلق بتفضيل الأغلبية، وليس فيما يتعلق بالخير والشر المطلقين.

هناك قضية أخرى مرتبطة بهذا التعريف وهي حقيقة حتى الخيار بين الإمكانيات المتاحة، والتيقد يكون عددها وجوهرها محدودا، يجعل الخيار ليس خيار الخير الشخصي الأقصى بل خيار الشر الشخصي الأدنى. ليس الخيار خيار الإمكانية المفضلة بل هوخيار الإمكانية الأقل ضررا في نظر الناخبين.

طالع ايضا

جدلية الخير والشر
ملاك
الشيطان

مراجع

^ "معلومات عن خير على مسقط d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019.
^ "معلومات عن خير على مسقط thes.bncf.firenze.sbn.it". thes.bncf.firenze.sbn.it. مؤرشف من الأصل فيسبعة أكتوبر 2018.
^ "معلومات عن خير على مسقط britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في ثلاثة يوليو2019.