هامان

هامان هوشخصية وردت في النصوص القرآنية. كان وزير فرعون زمن نبي الله موسى والمقرب الأول من حاشيته. وذكره القرآن الكريم صراحة في آيات تذكر حتى فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين أما ما ذكر في الآية 38 من سورة القصص فاستدل بها على أنه رئيس عمال الموضوعع كذلك. ولا نجد في عصر أي فرعون وزيرا بهذا الاسم إلا فرعون موسى أي أنها لوكانت مهنة لتكرر الاسم مراراً في عصور فراعنة آخرين كاسم فرعون ولكنه اقتصر على هذه الفترة التاريخية مما يشير على أنه اسم لا مهنة. هامان قد لاقى نفس مصير فرعون وجنوده، فهوالأخر قد توفي غرقاً في البحر الأحمر.

ذكره في القرآن

ورد ذكر اسم هامان في القرأن صراحة ستة مرات:

نطق تعالى : وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (سورة العنكبوت، الآية 39).
ونطق تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (سورة القصص، الآيات 4-8).
ونطق تعالى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (سورة القصص، الآية 38).
ونطق تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (سورة غافر، الآيتين 23-24).
ونطق تعالى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (سورة غافر، الآيتين 36-37).

وفي آية القصص يخاطب فرعون وجهاء قومه، أنه لا يعهد معبوداً لهم غيره، فينادي هامان طالباً منه حتى يبني له من الطين المحروق وهوالقرميد بناءً شاهقاً، لعله يرى إله موسى. وتشير هذه الآية إلى معجزات عديدة منها:

تأليه فرعون نفسه: في قوله مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي والأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تؤكد حتى الفراعنة منذ الأسرة الرابعة كانوا يصرحون ببنوتهم للإله رع الذي يمثل إله الشمس والذي كان يعبدها قدماء المصريين، بل إذا اسم رع ولج في ألقاب الفراعنة، مثل (رع نب) أي الرب المضىي ولعل أوضح مرشد على تأليه الفراعنة لأنفسهم كما يقول بريستد عالم الآثار، والتي حفظتها نصوص الأهرام هي أنشودة للشمس تردد فيها هوية الملك بإله الشمس، إذا هذه الأنشودة تخاطب مصر، في تعداد طويل ورائع للمنافع التي تستمتع بها، تحت حماية وسيادة إله الشمس، عملى ذلك يمُنح فرعون مصر المنافع نفسها، ولهذا يجب حتى يتسلم نفس الهبات من مصر، ولذا الأنشودة بأكملها تعاد بوضع اسم فرعون أينما يجيء اسم رع أوحورس في الأنشودة الأصلية.
استعمال الفراعنة الآجرّ في بناء الصروح: فقد طلب فرعون من هامان حتى يبني له من الطين المحروق الأجر صرحاً، وهذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين حتى الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني، والذي يرى في ذلك إشكالاً في حتى الآيات السابقة التي تبين طلب فرعون من هامان حتى يبني له صرحاً من الآجر أوالطين المحروق وظل هذا هورأي المؤرخين إلى حتى عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور وأقيمت به بعضاً من أسس المنشآت، ترجع إلى عصور الفراعنة رمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر (1308 - 1184 ق.م) وكان عثوره عليها في مسقط أثري غير بعيد من بي رعمسيس أوقنطير عاصمة فراعنة شرق الدلتا.
الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه هامان: ذكر موريس بوكاي ما نصه : " يذكر القرآن الكريم شخصاً باسم هامان هومن حاشية فرعون، وقد طلب إليه هذا الأخير حتى يبني صرحاً عالياً يسمح له، كما يقول ساخراً من موسى، حتى يبلغ رب عقيدته. وأردت حتى أعهد إذا كان هذا الاسم يتصل باسم هيروغليفي من المحتمل أنه محفوظ في وثيقة من وثائق العصر الفرعوني، ولم أكن لأرضى بإجابة عن ذلك إلا إذا كان مصدرها رجلاً حجة فيما يخص اللغة الهيروغليفية وهويعهد اللغة العربية الفصحى بشكل جيد، فطرحت السؤال على عالم المصريات وهوفرنسي يتوافر فيه الشرطان المذكوران تماماً. لقد خطت أمامه اسم الفهم العربي (أي هامان) ولكنني أحجمت عن إخبار مخاطبي بحقيقة النص المعني واكتفيت بإخباره حتى هذا النص يعود تاريخه بشكل لا يقبل النقض إلى القرن السابع الميلادي. كان جوابه الأول حتى هذا الأصل محال، لأنه لا يمكن وجود نص يحتوي على اسم فهم من اللغة الهيروغليفية وله جرس هيروغليفي ويعود إلى القرن السابع الميلادي وهوغير معروف لحد الآن والسبب حتى اللغة الهيروغليفية نسيت منذ زمن بعيد جداً. بيد أنه نصحني بمراجعة كتاب "معجم أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة" للمؤلف هرمان رانك ( Dictionary of Personal names of the New kingdom, by Hermann Ranke ) والبحث فيه إذا كان هذا الاسم الذي يمثل عندي الهيروغليفية موجوداً فيه حقاً. لقد كان يُفترض ذلك، وعند البحث وجدته مسطوراً في هذا المعجم تماماً كما تسقطته، ويا للمفاجأة!! ها أنا فضلاً عن ذلك أجد حتى مهنته كما عُبر عنها باللغة الألمانية (رئيس عمال الموضوعع) ولكن دون إشارة إلى تاريخ الكتابة إلا أنها تعود إلى الإمبراطورية التي يقع فيه زمن موسى، وتشير المهنة المذكورة في الكتابة إلى حتى المذكور كان مهتماً بالبناء مما يدعوإلى التفكير بالمقاربة التي يمكن إجراؤها بين الأمر الذي أصدره "فرعون" في القرآن وبين هذا التحديد في الكتابة.

طالع كذلك

موسى
فرعون
مصر القديمة
هيروغليفية

مراجع

^ القرآن الكريم، سورة العنكبوت، الآية 39
^ القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 4-8
^ القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 38
^ القرآن الكريم، سورة غافر، الآيتين 23-24
^ القرآن الكريم، سورة غافر، الآيتين 36-37
^ (Maurice Bucaille, Moses and Pharaoh in the Bible, Qur'an and History, p. 192-193)