الحرب الإنجليزية الهولندية الثالثة

عودة للموسوعة

كانت الحرب الإنجليزية الهولندية الثالثة أوالحرب الهولندية الثالثة (بالهولندية: Derde Engelse Zeeoorlog) نزاعًا عسكريًا بين مملكة إنجلترا وجمهورية هولندا استمر منسبعة أبريل 1672 إلى 19 فبراير 1674. كانت جزءًا من الحرب الفرنسية الهولندية بين جمهورية هولندا وحلفائها (التحالف الرباعي) وفرنسا.

بالمقارنة مع الحرب الإنجليزية الهولندية الأولى والثانية، كانت الأسباب السياسية في هذه الحرب أكثر أهمية من الأسباب الاقتصادية. في عام 1667، تعرّض تشارلز الثاني ملك إنجلترا للإهانة من الغارة الهولندية على ميدواي، وفي عام 1668، شعر لويس الرابع عشر ملك فرنسا بالإهانة من الهولنديين الذين منعوه من غزوالأراضي المنخفضة الإسبانية بتشكيل التحالف الثلاثي. كان الاعتبار السياسي الرئيسي لتشارلز هوحتى قوة قسيسيته وأمن عرشه سيزدادان بشن حرب جديدة ضد جمهورية هولندا. رغب لويس أيضًا في السيطرة على الأراضي المنخفضة الإسبانية، في عام 1670، أبرم الملكان معاهدة دوفر السرية، بهدف تدمير جمهورية هولندا. بدا هذا الهدف قابلًا للتحقيق، إذ كانت القوات البرية الهولندية ضعيفة، وعلى الرغم من حتى قواتهم البحرية كانت قوية، فإن الأسطولين الإنجليزي والفرنسي مجتمعين يفوقانها عددًا. كان توقّع نشوب حرب غير محبّب في إنجلترا، لذا قابل تشارلز صعوبة في الحصول على المال اللازم. اعتمد على الإعانات الفرنسية السرية، وخداع البرلمان ورفض سداد ديون التاج والحوادث الدبلوماسية الملفقة لتبرير الصراع.

منحت معاهدة دوفر إنجلترا السيطرة على مصب سخيلده، وأشارت إلى مصالح أمير أورانيا. هدفت المعاهدة إلى السماح للموقِّعَين عليها بهزيمة النظام الجمهوري الهولندي ثم إلغائه، ومنح إنجلترا السيطرة على مصب سخيلده، بوجود نظام صديق تحت النفوذ الإنجليزي برئاسة الأمير ويليام الثالث المسيطر على ما تظل من الأراضي الهولندية، ومع حصول فرنسا على الأراضي المنخفضة الإسبانية. بدا هذا الهدف قابلًا للتحقيق، إذ كانت القوات البرية الهولندية ضعيفة، وعلى الرغم من حتى قواتهم البحرية كانت قوية، فإن الأسطولين الإنجليزي والفرنسي مجتمعين يفوقانها عددًا. كان توقّع اندلاع حرب غير محبّب في إنجلترا، لذا اضطر تشارلز إلى الاعتماد على الإعانات الفرنسية السرية ورفض سداد ديون التاج وتلفيق الحوادث الدبلوماسية لتبرير الصراع. من الممكن كانت الإعانة الفرنسية الكبيرة الموعود بها بموجب المعاهدة تتعلق على الأقل بتحرير تشارلز من هيمنة البرلمان لصالح اقتصاد إنجلترا. كان المجتمع التجاري الإنجليزي عمومًا ضد الحرب قبل اندلاعها وعارضها بشدة عندما فشل تشارلز في تحقيق فوز سريع، إذ فضّل اتخاذ إجراءات ضد التعريفات الجمركية الحمائية الفرنسية بدلًا من ذلك.

كان الهجوم الفرنسي في مايوويونيوعام 1672 ناجحًا جدًا. تقدموا بسرعة نحوالشمال، ما تسبب في انهيار الدفاعات الحدودية الشرقية الضعيفة للجمهورية. فشلت محاولة لحصار الساحل الهولندي لأن الأميرال ميشيل دي رويتر فاجأ الأسطول الإنجليزي الفرنسي في معركة سولباي وألحق به أضرارًا بالغة. عندما توغّلت القوات الفرنسية إلى وسط الجمهورية، طلب الهولنديون شروط السلام. أسقطت أعمال الشغب المتقاعد الأكبر يوهان دي فيت وعُيّن ويليام الثالث من أوراني ستاتهاودرًا. كان ويليام ابن أخت تشارلز، لذا حاول الملك جعل مقاطعة هولندا بقايا دولة محمية إنجليزية وتنصيب ويليام ملكًا عليها. لكن أمير أورانيا فاجأه إذ به يرفض الأوامر الإنجليزية لاحتلال الموانئ الاستراتيجية. طالت المفاوضات، ما أعطى للهولنديين إغراق حاجز مائي ومنع المزيد من التقدم الفرنسي.

في عام 1673، انضمت البحرية الملكية البريطانية مرة أخرى إلى سرب فرنسي، في محاولة لهزيمة الأسطول الهولندي وغزوالجمهورية من البحر. تم صدّ ذلك من خلال ثلاثة فوزات استراتيجية حققها دي رويتر. في هذه الأثناء، أصبحت الكثير من الولايات الألمانية قلقة من الغزوات الفرنسية وبدأت بقيادة جيوش كبيرة على نهر الراين بدعم هولندي. اضطر لويس إلى التراجع من معظم أراضي الجمهورية. وأعدّ لغزوالأراضي المنخفضة الإسبانية التي من شأنها حتى تضر بالمصالح الإنجليزية. أطلق ويليام حملة نادىئية لإقناع الشعب الإنجليزي بأن التحالف مع فرنسا كان جزءًا من مؤامرة لجعل بلادهم كاثوليكية رومانية. أُجبر تشارلز على التخلي عن الحرب المكلفة وغير المثمرة بسبب المشاعر المعادية للكاثوليكية وتوقّع حتى يرفض برلمان إنجلترا ميزانية الحرب. أعاد صلح وستمنستر الثاني الوضع إلى حد كبير كما كان قبل الحرب. استمر النزاع الأكبر بين الجمهورية وفرنسا حتى عام 1678.

خلفية الأحداث

كانت الحرب نتيجة لرغبة تشارلز الثاني ملك إنجلترا في الإعانات الفرنسية التي مكنته من الاستغناء عن طلب المساعدة المالية من البرلمان

كانت الحرب الإنجليزية الهولندية الأولى 1652-1654 نتيجة التنافس التجاري والدعم الأوراني لتشارلز الثاني المنفي، خال ويليام من أوراني. تضمنت شروط الصلح المتفَق عليها في عام 1654 مع المحمية الإنجليزية الاستبعاد الدائم لعائلة أوراني-ناساومن المناصب العامة لضمان السيطرة السياسية الجمهورية. عندما استعاد تشارلز العرش الإنجليزي في عام 1660، عارض المتقاعد الأكبر يوهان دي فيت المفاوضات من أجل تحالف إنجليزي هولندي بسبب روابط تشارلز الأورانية؛ بعد فشل هذه المفاوضات، وافق على معاهدة للمساعدة مع لويس الرابع عشر عام 1662.

كان هناك مخاطر أيضًا لاستخدام فرنسا كحاجز ضد إنجلترا والأورانيين، لأنه على الرغم من تحالفهم ضد إسبانيا، هددت الأهداف الفرنسية في البلدان المنخفضة المصالح التجارية الهولندية. أغلقت معاهدة سلام مونستر عام 1648 مصب سخيلده نهائيًا، مستفيدة من ذلك قاعدة دي ويت في أمستردام من خلال القضاء على أقرب منافسيها، أنتويرب؛ كان ضمان بقائه مغلقًا هدفًا مهمًا. أثارت التغييرات في هذه المنطقة أيضًا قلق إنجلترا، إذ أتاحت السيطرة على الموانئ على الساحل الفلامندي الشمالي قيام قوة معادية بحصار القناة الإنجليزية.

في عام 1665، أدى هجوم دوق يورك على شركة الهند الغربية الهولندية إلى اندلاع الحرب الإنجليزية الهولندية الثانية؛ في الأشهر الثمانية عشرة الأولى، تكبّد الهولنديون هزيمة بحرية نكراء في لويستوفت، تجسّدت في غزومن قبل إمارة مونستر ومحاولة لانقلاب أوراني، كان كلاهما بتمويل من إنجلترا. أدى توقّع النصر الإنجليزي إلى تطبيق لويس معاهدة عام 1662، على الرغم من حتى الهولنديين اعتبروا الدعم المقدّم غير كافٍ. عندما عرقل مجلس طبقات هولندا طلباته في الحصول على تعويض إقليمي، شنّ لويس حرب الأيلولة في مايو1667 واحتل بسرعة جزءًا كبيرًا من الأراضي المنخفضة الإسبانية وفرانش كونته.

رفض تشارلز استنادىء البرلمان للحصول على التمويل، فأُجبر على دفع مستحقات أسطوله في أوائل عام 1667، ما أدى إلى وقوع غارة مهينة على ميدواي. كان الهولنديون أكثر قلقًا من المكاسب الفرنسية؛ لذلك تفاوضوا بسرعة على إنهاء الحرب في يوليو1667، ثم بدؤوا محادثات في لندن حول نهج مشهجر لعكس اتجاههم. عندما سنحت الفرصة، اقترح تشارلز اتفاقية إنجليزية-فرنسية على لويس الذي كان غير راغب في ردّ العون الذي طلبه وفضّل الاعتماد على دي فيت.

أوفد تشارلز مبعوثين إلى لاهاي لمواصلة المناقشات، بدعم علني من دي فيت، ورأى كلاهما أنها طريقة للضغط على لويس. زادت التعريفات الفرنسية على الواردات -المفروضة في أوائل عام 1667- من المعارضة في مجلس طبقات الأمة، الذي فضّل على أي حال إسبانيا الضعيفة كبلد مجاور لفرنسا القوية. في 23 يناير 1668، وقّعت الجمهورية وإنجلترا والسويد على التحالف الثلاثي الذي ينص على الالتزام بالدعم المتبادل في حالة هجوم فرنسا أوإسبانيا على أحدها. نصّ بند سري على تقديم المساعدة العسكرية لإسبانيا إذا واصلت فرنسا الحرب.

مراجع

  1. ^ Ogg 1934، صفحات 357–388.
  2. ^ Jones 2013، صفحة 180.
  3. Romelse 2010، صفحات 606-607.
  4. ^ Boxer 1969، صفحات 67–94.
  5. ^ "The first stadtholderless period". Britannica.com. مؤرشف من الأصل في 13 يوليو2019. اطلع عليه بتاريخ 29 سبتمبر 2019.
  6. ^ Israel 1990، صفحات 197-199.
  7. ^ Geyl 1936، صفحات 311.
  8. ^ Troost 2005، صفحة 70.
  9. Rowen 1954، صفحة 5.
  10. ^ Rowen 1954، صفحة 6.
  11. ^ Rowen 1954، صفحات 8-10.
تاريخ النشر: 2020-06-01 22:06:58
التصنيفات: الحروب الإنجليزية الهولندية, نزاعات في 1672, نزاعات في 1673, حروب جمهورية هولندا, نزاعات في 1674, صور كما في ويكي بيانات, جميع المقالات التي بها عبارات بحاجة لمصادر, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر منذ يوليو 2019, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة المملكة المتحدة/مقالات متعلقة, بوابة القرن 17/مقالات متعلقة, بوابة الحرب/مقالات متعلقة, بوابة هولندا/مقالات متعلقة, بوابة إنجلترا/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بين بايرن ميونخ ونوير.. هل تحترق الجسور؟

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

بحضور الهضبة وتامر حسني.. زفاف أحمد عصام يلفت الأنظار

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:07
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

بين بايرن ميونخ ونوير.. هل تحترق الجسور؟

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

مجلس الشيوخ الأسترالي يطالب بتصنيف حرس إيران "إرهابيا"

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:25:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

رياضي / نيوكاسل يونايتد دون أي خسارة منذ انطلاقة أولى جولات الدوري الإنجليزي

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:28:08
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 65%

شبـــاب باتنة يفك العقدة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:25:05
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

وفاة الفنان محمد الغاوي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

خنشلة: ميزانيـــة إضافية لبعـث ورشات 5 آلاف ســـــكن

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:24:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

صحة الشمالية تطلق عربة العيادات المتنقلة إلى قرى وهجر المنطقة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:25:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

71 متطوعا لمكافحة زحف الرمال السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:24:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

إسطنبول.. إلغاء أكثر من 200 رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:22
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

إسطنبول.. إلغاء أكثر من 200 رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:25
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

مدرب حمراء عنابة بلعيكوس للنصر: التمسك بحبل النجاة يبقى ضروريا

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:25:01
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

أخضر الناشئين يفتتح معسكر تركيا استعداداً لكأس آسيا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:09
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

عاجل/ التكدسات المرورية «تخنق» شوارع الدمام والخبر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:25:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

وفاة الفنان محمد الغاوي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-04 21:26:21
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية