ماتريدية

عودة للموسوعة

المَاتُريدِيَّةُ نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي منصور الماتريدي، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري، هي مدرسة إسلامية سنية، ظهرت في أوائل القرن الرابع الهجري في سمرقند من بلاد ما وراء النهر. دعت إلى ممضى أهل الحديث والسنة بتعديل يجمع بين الحديث والبرهان، حيث قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاجَّة خصومها من المعتزلة والجهمية والملاحدة وغيرهم لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية. نشأت الماتريدية في ظل الصراع الكلامي الذي نشأ في بغداد عاصمة الخلافة العباسية وفي ظل تشعب الآراء والمذاهب فيها، واحتدام الجدل بين رؤساء المذاهب الذي امتد إلى بقية بقاع العالم الإسلامي ومنها سمرقند، فأدى إلى ولادة الطائفة الماتريدية، بالإضافة لانتشار العقائد والمذاهب المعتمدة على المناهج العقلية والفكرية آنذاك، حيث ساعد على نشوء فكر الماتريدية الداعي للجمع بين الشرع والعقل وتوسيع دائرة التفكير والاستنتاج.

مرت الماتريدية بأربعة مراحل رئيسية:

  1. فترة التأسيس (333 هـ) والتي اتسمت بشدة المناظرات مع المعتزلة، رجل هذه الفترة أبومنصور الماتريدي، وكانت له جولات كثيرة ضد المعتزلة وغيرهم. شهدت هذه الفترة ظهور أبوالحسن الأشعري مؤسس فكر الأشاعرة.
  2. فترة التكوين (333 هـ - 500 هـ): وهي فترة تلامذة الماتريدي ومن تأثر به من بعده، وفيه أصبحت فرقة كلامية.
  3. فترة التأليف والتأصيل (500 هـ - 700 هـ): وامتازت بكثرة التأليف وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية.
  4. فترة التوسع والانتشار (700 هـ – 1300 هـ): تعد من أبرز مراحل الماتريدية، حيث بلغت أوج توسعها وانتشارها وذلك بسبب مناصرة سلاطين الدولة العثمانية، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان الدولة العثمانية، فانتشرت في شرق الأرض وغربها، وبلاد العرب والعجم والهند والهجر وفارس والروم.

اعتمدت الماتريدية في أسسها ونشأتها على الممضى الحنفي فقهًا وكلامًا، حتى كانت آراء أبوحنيفة هي الأصل الذي تفرعت منه آراء الماتريدي. طرحت الماتريدية أفكارًا ومعتقدات ميزتها عن غيرها من الفرق الاسلامية كان من أبرزها: أنهم نطقوا حتى مصدر التلقي في الإلهيات والنبوات هوالعقل، وأن الفهم واجبة بالعقل قبل ورود السمع، وفسروا الإيمان بأنه تعبير عن الإقرار والتصديق، واعتبروا الذكورة شرطًا في النبوة، ونطقوا بإمكان رؤية العبد لربه إلا أنهم جهلوا كيفيتها، وعدُّوا الحُسن والقبح من اللوازم الذاتية للأشياء، واعتقدوا بحدوث القرآن، ونطقوا بعدم جواز التكليف بما لا يطاق.

نظرة تاريخية

فهم الكلام

يبحث فهم الكلام الإسلامي في إثبات العقائد الدينية بالأدلة العقلية والنقلية، فالقسم العقلي للكلام هوتلك المسائل التي تؤخذ مقدماتها حرفًا من العقل. فهم الكلام: هوفهم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه، نطق ابن خلدون: هوفهم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، وعهد أيضًا بأنه: فهم يبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام، وعهده طاش كبري زاده بأنه: فهم يقتدر معه على إثبات الحقائق الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه عنها، وعهد أيضًا بأنه: باب من الاعتبار في أصول الدين يدور النظر منه على محض العقل في التحسين والتقبيح والإحالة والتسليم والإيجاب والتجويز والاقتدار والتعديل والتحوير والتوحيد والتفكير. سمي فهم الكلام بهذا الاسم لعدة مسببات منها: حتى مسألة الكلام هي من أشهر مباحثه التي سقط فيها نزاع وجدل بين المتحدثين، والمقصود من مسألة الكلام هي مسألة خلق القرآن التي تبنتها المعتزلة، ونفوا صفة الكلام عن الله تعالى وأكثروا فيها القيل والنطق. وقيل لأن العادة جرت عند المتحدثين الباحثين في أصول الدين حتى يعنونوا لأبحاثهم بالكلام وقيل لأن الكلام والمجادلة والقيل والنطق قد كثر فيه وأصبح سمة لأهله.

يعود نشأة فهم الكلام منذ ظهور الكلام في العقيدة في أواخر عصر الصحابة، ولم يكن بعد قد اتضحت معالمه، وأصبح هوالأصل في تقرير العقيدة، ولكن ظل الكلام في هذه الحقبة في بعض جوانب العقيدة دون البعض، وموافقة أغلب المتحدثين لأهل السنة في سائر أبواب العقيدة، حتى إذا اجتمعت هذه الأصول التي تحدث فيها المتحدثون ولملم شتاتها ظهر فهم الكلام الذي يمثل الشق والطرف المخالف لأهل السنة في إثبات وتقرير العقائد ابتداء على أيدي المعتزلة. نتيجة لأسباب متعددة ظهر فهم الكلام الإسلامي، ومن هذه الأسباب: العقائد المنحرفة التي دخلت في الإسلام مثل الغلووالتشبيه والإراتى وغيرها نتيجة الالتقاء الحضاري بين الإسلام والأمم الأخرى التي اعتنقت الدين الجديد بعد حركة الفتوحات الإسلامية. وظهور النزعة العقلية في الإسلام بعد حركة الترجمة التي ضمت ميادين معهدية متعددة مثل الطب والفلسفة والمنطق وغيرها.

مذاهب فهم الكلام



هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

يعتبر التيار النصي هوأول تيار فكري ظهر في الإسلام، فكل دين حديث سماويًا كان أوغير ذلك تعبير عن مجموعة كبيرة من النصوص وبعد ذلك يأتي دور الشراح والمفسرين في الاستعانة بالعقل على شرح هذه النصوص وتفسيرها للمؤمنين، لكن في الإسلام لا يقوم بتفسير النص إلا نص آخر، فالقرآن الكريم وهوالوحي الإلهي الذي هبط على النبي محمد، يحتوي على تعاليم دينية متنوعة في العبادات والأحكام الشرعية والأخلاق وغيرها والتي بدورها تفسر عن طريق السنة النبوية التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهناك من يتبعها بأقوال الصحابة وأهل البيت والتابعين وغيرهم. يعتبر القضاء والقدر أقدم مسألة كلامية خاض فيها المسلمون وقد وقع ذلك في عهد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب وبداية عهد الدولة الأموية، وانقسمت الآراء فيها إلى رأيين: يرى أحداها أنه ليست للإنسان إرادة فيما يعمل، بينما مضى الفريق الثاني إلى حتى العمل الإنساني يحدث بإرادته المستقلة، وفي طليعة هؤلاء المعتزلة وتأثر بهم فيما بعد الزيدية والإمامية. كذلك تعتبر مسألة حكم مرتكب الكبيرة من ضمن المسائل الأولى التي تم فيها الكثير من النقاش والجدل، ويصفها الكثير من الباحثين إنها كانت السبب في ظهور فرقة المعتزلة حيث يرون أنه اختلف واصل بن عطاء مع أستاذه الحسن البصري في حكم مرتكب الكبيرة فنطق واصل مخالفاً للحسن: أنا أقول إذا صاحب الكبيرة ليس بمؤمن بإطلاق بل هوفي منزلة بين المنزلتين، ثم اعتزل مجلس الحسن واتخذ له مجلسًا آخر في المسجد.

في بداية العهد الأموي ونتيجة لاختلاط المسلمين بسكان المناطق المفتوحة التي ولج فيها الدين الجديد وخاصة الفرس والرومان وغيرهم ودخول غالبية هذه المناطق إلى الإسلام، انتشرت الأفكار الفلسفية بين المسلمين حيث كان بالعراق والشام الكثير من المدارس الفلسفية ذات الاتجاهات الفكرية المتنوعة، كما كان لبلاد فارس الكثير مثلها قبل الفتح الإسلامي، وقد تفهم الفلسفة بعض العرب في هذه المدارس كالحارث بن كلدة وابنه النضر ولما اتى الإسلام في تلك الأصقاع عثر من سكانها من يجيدون العلوم الفلسفية ومنهم من كان يفهم المسلمين مبادئها، وكان للسريان العمل البارز الظاهر في ذلك. ونتيجة لدخول هذه الفلسفات المتنوعة في الإسلام برز في فهم الكلام الإسلامي الكثير من البحوث والمسائل العقلية والتي لم يعهدها المسلمون سابقًا نتيجة لالتزامهم الحرفي بالنصوص الدينية الموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية وخاصة في المسائل المتعلقة بالإيمانيات أوما عُرف لاحقًا بمسائل العقيدة مثل قِدم كلام الله أوحدوثه والمسائل المتعلقة بحرية الإرادة الإنسانية وصفات الله، وهل هي عين الذات أم منفصلة عنها وغيرها، ونتيجة لهذه البحوث واعتناق المسلمين لهذه الأفكار تكونت في الإسلام المذاهب الكلامية مثل المعتزلة والمرجئة والجهمية وأهل الحديث وغيرها. يعود سبب لجوء المسلمين إلى فهم الكلام لظهور الآراء المبتدعة في أواخر القرن الثاني والقرن الثالث من الهجرة خصوصاً في المسائل الإيمانية (العقدية) مثل التشبيه والتجسيم وغيرها من الموضوعات. في بداية القرن الثاني للهجرة ظهر الكثير من الشخصيات الفكرية التي أثارت الجدل بين المسلمين مثل غيلان الدمشقي ومعبد الجهني اللذان دافعا عن اختيار الإنسان وحريته لقاء التيار الجبري الذي أدعى أنه لا ولج للإنسان في اختياره لعمله، والذين كان أبرزهم الجهم بن صفوان الذي نادى إلى جانب عقيدة الجبر إلى تأويل آيات الصفات كلها والجنوح إلى التنزيه البحت ونفى حتىقد يكون لله صفات زائدة عن ذاته، ونطق أيضا باستحالة رؤية الله في يوم القيامة ومضى أيضاً إلى خلق القرآن وبذلكقد يكون الجهم بن صفوان من أوائل من استخدموا المنهج العقلي في تفسير العقائد الدينية.

يرى كثير من الباحثين المسلمين حتى المعتزلة هم الذين أوجدوا فهم الكلام في الإسلام بسلاح خصومهم في الدين، ذلك أنه في أوائل القرن الثاني للهجرة ظهر أثر من ولج في الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس والدهرية، فكثير من هؤلاء أسلموا ورؤوسهم مملوءة بأديانهم القديمة وسرعان ما أثاروا في الإسلام المسائل التي كانت تثار في أديانهم التي تسلحت بالفلسفة اليونانية والمنطق اليوناني في لقاءتها وتنظيم طريق بحثها، جميع ذلك نادى المعتزلة إلى التسلح بالعقل والفلسفة اليونانية لمجادلتها جدالاً فهمياً يعتمد على سلاح العقل والمنطق والبرهان، وكان من أشهر رجال المعتزلة في استخدام سلاح الفلسفة أبوالهذيل العلاف وإبراهيم بن سيار النظام والأديب الجاحظ وغيرهم. كانت للمعتزلة الكثير من العقائد التي خالفت السائد بين التيارات النصوصية في الإسلام وأبرزها اعتقادهم بحدوث الكلام الإلهي وإثبات الحسن والقبح العقليين والاعتقاد بخلق الإنسان لأفعاله وغيرها.

في أواخر القرن الثالث الهجري وقع تحول كبير في مسيرة فهم الكلام الإسلامي وساهم في إنشاء طائفة كلامية تشكل الأغلبية بين المسلمين اليوم، وذلك عندما اعتكف أحد أبرز وجوه المعتزلة واحد أبرز تلامذة أبوعلي الجبائي وهوالإمام أبوالحسن الأشعري في منزله مدة يعيد فيها دراسة عقائد المعتزلة ومقارنتها مع ما يمضى إليه المحدثون في أمور العقيدة، وخرج بعدها إلى الناس يعلن فيها براءته من ممضى المعتزلة ونطق: «وانخلعت من جميع ما كنت افترض كما انخلعت من ثوبي هذا»، ثم خط عقيدته في كتاب الإبانة عن أصول الديانة وافق فيها المحدثين في أغلب ما مضىوا إليه في أمور العقيدة من الاعتماد على المنهج النقلي في البحث. وخلافًا للمحدثين كأحمد بن حنبل فقد أجاز أبوالحسن الأشعري البحث والاستدلال واستخدام المنطق في أصول الدين والعقيدة، وقد دعم رأيه بأدلة من الكتاب والسنة وألف في ذلك كتابًا عنوانه رسالة في استحسان الخوض في فهم الكلام. من أبرز الشخصيات الأشعرية التي أعطت للعقل مجالاً واسعاً في فهم النص أبوبكر الباقلاني وإمام الحرمين الجويني الذي تحدث بشكل مشروح عن المنهج العقلي وأسسه الفهمية في كتابه الكامل في أصول الدين. شهدت المدرسة الأشعرية تحولاً كبيراً في عهد الإمام الغزالي الذي أعطاها صبغة صوفية وخفف قليلاً من نزعتها المتجهة إلى العقل، ثم تغلب عليها الجانب الفلسفي على يد المفسر والمتحدث الفخر الرازي، ثم ظهر المتحدث والفيلسوف الشيعي نصير الدين الطوسي الذي منح لفهم الكلام صبغة فلسفية شبه كامله وتأثر به الكثير من متحدثي الأشاعرة والمعتزلة مثل القاضي عضد الدين الإيجي وسعد الدين التفتازاني والشريف الجرجاني بحيث يمكن القول إذا الفكر الأشعري بعد الطوسي ابتعد عن الخط الأصلي لهذه المدرسة وما زال الفكر الأشعري إلى يومنا ينتقل بين الفلسفة والنقل وبين التفويض والتأويل.

إلى جانب ظهور الممضى الكلامي الأشعري الذي بدأ يسود الاتجاه السني في الإسلام بعد غروب شمس المعتزلة، برز اتجاه فكري في فهم الكلام الإسلامي اتخذ موقفًا وسطًا بين الأشاعرة والمعتزلة، ولكنه ظهر تحت مظلة أهل السنة وهوالاتجاه الماتريدي. وقد وافق أبومنصور الماتريدي المعتزلة في كثير من المسائل ذات الاتجاه العقلي العملي مثل القول بالحسن والقبح العقليين وقبح التكليف بما لا يطاق واعتبار الحكمة في العمل الإلهي والعدل ونفي نسبة الظلم عن الله تعالى ولكنه وافق الأشاعرة في نظرية الكسب معتبرًا الله هوخالق العمل الإنساني ولكنه خالفهم بالقول بحرية الإنسان بشكل تام في قدرة الكسب وأنه هوالذي يقوم بالعمل بمحض إرادته.

الماتريدية

النشأة

هذه الموضوعة جزء من سلسلة الإسلام عن:

هوأبومنصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي، كان يلقب بإمام الهدى وإمام المتحدثين، ورئيس أهل السنة والإمام الزاهد. الماتريدي نسبة إلى ماتريد وينطق لها ماتريت، وهي محلة قرب سمرقند، ذكرها السمعاني ونطق: تخرج منها جماعة من الفضلاء، والسمرقندي نسبة إلى سمرقند وهي المدينة المشهورة ببلاد ماوراء النهر. يحتل الماتريدي منزلة كبيرة في تاريخ الفكر الإسلامي حيث أنه مؤسس لإحدى المدارس الكلامية التي ذاع وانتشر فكرها في العالم الإسلامي وهي المدرسة الماتريدية، التي أصبحت هي والأشعرية تتقاسم العالم الإسلامي، وفيها يقول طاش كبرى زاده: إذا رئيس أهل السنة والجماعة في فهم الكلام رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي، أما الحنفي فهوأبومنصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي إمام الهدى، وأما الآخر الشافعي وهوشيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتحدثين أبوالحسن الأشعري البصري. للماتريدي عدة مؤلفات منها: تأويلات أهل السنة، وهوكتاب في التفسير، وكتاب التوحيد: والذي يعد من أبرز مؤلفاته الكلامية، وذلك لأنه قد قرر فيه نظرياته الكلامية، وبين فيه معتقده في أبرز المسائل الاعتقادية، فلذلك صار كتاب التوحيد المرجع الأساسي في فهم عقيدة الماتريدية، وكل من اتى بعد الماتريدي من الماتريدية اعتمدوا عليه، كما حتى الكتاب يعد من أبرز المراجع الكلامية التي ذكر فيها آراء مختلف الفرق الإسلامية وخاصة المعتزلة، وكذلك آراء الفرق غير الإسلامية. عاصر الماتريدي أبوالحسن الأشعري، وعاش الملحمة بين أهل الحديث وأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم، فكانت له جولاته ضد المعتزلة وغيرهم، ولكن بمنهاج غير منهاج الأشعري، وإن التقيا في كثير من النتائج غير حتى المصادر التاريخية لا تثبت لهما لقاء أومراسلات بينهما، أوإطلاع على خط بعضها.

أهم آراء الماتريدي إجمالًا تتلخص في: أنه لا يرى مسوغا للتقليد بل ذمه وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال. يمضى في نظرية الفهم إلى لزوم النظر والاستدلال وأنه لا سبييل إلى الفهم إلا بالنظر. يوافق السلف في الاعتقاد في أسماء الله ويرى حتى أسماء الله توقيفية، إلا أنه لم يفرق بين باب الإخبار عن الله وبين باب التسمية فأدخل في أسماء الله الصانع والقديم والمنشئ. يرى حتى المؤمنين يرون ربهم والكفار لا يرونه. أثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات دون تأويل لها ولا تشبيه، كما أنه يعتقد حتى صفات الله لا هي هوولا غيره. في القضاء والقدر هووسط بين الجبر والاختيار، فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يعمله ومكتسب له وهوخلق لله، حيث يخلق للإنسان عندما يريد العمل قدرة يتم بها، وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين: قدرة ممكنة: وهي ما يسميها لسلامة الآلات وصحة الأسباب، وقدرة ميسرة: زائدة على القدرة الممكنة وهي التي يقدر الإنسان بها على العمل المكلف به مع يسر تفضلا من الله. يقول بخلق أفعال العباد، وهويفرق بين تقدير المعاصي والشرور والقضاء بها، وبين عمل هذه المعاصي، فالأول من الله والثاني من العبد بقصده واختياره وقدرته، ويمنع إضافة الشر إلى الله، ونسبة العمل إلى العبد يقصد به حتى الله لا يخلق عمل العبد إلا بعد حتى يريده العبد ويختاره فيصبح ذلك العمل كسبا له يجازي به. في مسائل الإيمان لا يقول بالمنزلة بين منزلتين، ولا يقول بخروج مرتكب الكبيرة عن الإسلام، ويرى حتى الإيمان هوالتصديق بالقلب دون الإقرار باللسان.

التطور

مرت الماتريدية في رحلة تطورها بأدوار تاريخية نتيجة النشاط الكبير الذي طرأ على التأليف، وأهم هذه الأدوار الدور التأسيسي: وهودور أبومنصور الماتريدي (257 هـ - 333 هـ) يمتاز هذا الدور بأنه دور النشأة والتأسيس، كما يمتاز بشدة النطاح والمجادلة بين الماتريدي والمعتزلة، كما يظهر من تأليفات الماتريدي ورسائله، ومن خلال نصوص الماتريدي ضد المعتزلة في خطه. دور تكويني: وهودور تلامذة الماتريدي ومن تأثر به بعده، ويمتاز هذا الدور بأنه تكونت فيه فرقة كلامية ماتريدية وظهرت على وجه الأرض، كما يمتاز بوجود تلامذة الماتريدي الذين نشروا أفكار شيخهم وإمامهم والدفاع عنه. دور بزدوي: وهذا الدور تمديد لسابقه بالنشر والتأليف، ومن أبرز شخصيات هذا الدور أبواليسر البزدوي (ت: 493 هـ). دور نسفي: وهذا الدور امتاز بكثرة التأليف، وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية، من أبرز أعيان هذا الدور أبوالمعين النسفي (ت: 508 هـ) ونجم الدين عمر النسفي (ت: 537 هـ)، وحافظ الدين عبد الله النسفي (ت: 710 هـ) وهوأكبر أدوار العقيدة الماتريدية السابقة. في بداية هذا الدور نشأ دور آخر وهودور صابوني: يمتاز بكثرة المناظرات بين الماتريدية وبين الأشعرية، وأهم إنسان في هذا الدور هوأبومحمد نور الدين أحمد بن محمد الصابوني (ت: 580 هـ)، اعتمد الصابوني في دراسته لأصول الدين على كتاب تبصرة الأدلة.

دور عثماني: نسبة إلى الدولة العثمانية، وامتد هذا الدور في الفترة (700 هـ - 1300 هـ)، وهذا الدور جمع الكثير من الأدوار الماتريدية ومنها دور صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود، دور التفتازاني: نسبة إلى سعد الدين التفتازاني، دور الجرجاني، ودور الكمال بن الهمام، وغيرها من الأدوار التي تتصل بالدولة العثمانية. هذه الأدوار كلها ترجع إلى أم الأدوار ألا وهوالدور العثماني الذي يعد أبرز الأدوار الماتريدية حيث بلغ هذا الدور أوج الكمال حيث استظل هذا الدور بظل الدولة العثمانية وتمتع بخيراتها، لأن الدولة العثمانية كانت دولة حنفية الفروع ماتريدية العقيدة، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان الدولة العثمانية وكان جل القضاة والمفتين وخطباء الجوامع ورؤساء المدارس حنفية الفروع ماتريدية العقيدة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كثرت في هذا الدور تأليف أنواع الخط الكلامية من المتون والشروح والشروح على الشروح والحواشي والحواشي على الحواشي والتنكيتات، كما كان بين الماتريدية والأشعرية ائتلاف كأنهما فرقة واحدة قاسي التمييز بينهما، وفي هذا الدور انتشرت العقيدة الماتريدية في شرق الأرض وغربها في الهند وهجريا وفارس وبلاد الروم وبلاد العرب والعجم.

ثم طرت على الماتريدية أدوار حديثة النشأة تتمثل في: الدور الديوبندي: نسبة إلى جامعة ديوبند التي أسسها الشيخ محمد قاسم النانوتوي إمام الديوبندية، يمتاز هذا الدور بكثرة التأليف في فهم الحديث من شروح وغيرها، والديوبندية أئمة في العلوم النقلية والعقلية كما هم في قمة من الزهد والتأله، للديوبندية شعبتان مهمتان: شعبة التعليم والتدريس، وشعبة التبليغ والتربية وهي المعروفة بجماعة التبليغ. دور بريلوي: نسبة إلى زعيمهم أحمد رضا خان الأفغاني الحنفي الماتريدي. دور كوثري: منسوب إلى الشيخ محمد زاهد الكوثري الجركسي الحنفي الماتريدي. دور فنجفيري: ينسب هذا الدور إلى زعيم الجماعة الفنجفيرية شيخ القرآن محمد طاهر بن آصف الحنفي الماتريدي الديوبندي النقشبندي، اسم هذه الجماعة هوجماعة إشاعة التوحيد والسنة وهي فرع للديوبندية النقشبندية الصوفية، وهي جماعة لها دور ونشاط كبير في نشر ترجمة القرآن الكريم. دور ندوي: تتمثل في المدرسة الندوية الهندية، وهي لا تختلف عن المدرسة الديوبندية الفنجفيرية، ينسب الدور إلى إمام الندوية الشيخ أبا الحسن الندوي.

الانتشار

خريطة توضح انتشار المذاهب الإسلامية حول العالم، حيث يتمثل انتشار الماتريدية في مناطق انتشار الممضى الحنفي

حققت المدرسة الماتريدية انتشارًا كبيرًا في بقاع الأرض شرقها وغربها لعدة أسباب، السبب الأول: وهوالسبب الرئيس بل أبرز الأسباب يتمثل في اعتناق السلاطين والملوك للممضى الحنفي، فبسبب ذلك انتشر الممضى الحنفي في العالم الإسلامي، وبانتشار الحنفية ونفوذ سلطانهم انتشرت الماتريدية، لأن الماتريدية يمثلون الممضى الحنفي عقديًا. السبب الثاني: من المعروف في التاريخ عبر القرون حتى أية دولة إذا كانت تميل إلى فرقة ما تسهل وتوفر لفهمائها مناصب القضاء، والإفتاء والرئاسة والخطابة والتأليف، والتدريس، فيجدون أسبابًا كثيرة وطرقًا ميسورة لبسط سلطانهم على القلوب والأبدان، ونفوذ تأثيرهم على الشعوب والأوطان وتشجعهم الدولة أيضا بإنشاء المدارس والجوامع، وبذلك تنشر أفكارهم ويزداد نشاطهم. نطق الشاه ولي الله الدهلوي في بيان سبب انتشار الحنفية: فأي ممضى كان أصحابه مشهورين، وسد إليهم القضاء والإفتاء، واشتهرت تصانيفهم في الناس، ودرسوا درسًا ظاهرًا، انتشر في أقطار الأرض، ولم يزل ينتشر جميع حين، وأي ممضى كان أصحابه خاملين، ولم يولوا القضاء، والإفتاء، ولم يرغب فيهم الناس اندرس بعد حين. إلى غير ذلك انتشرت الماتريدية وعقائدها في بلاد ما وراء النهر، وبلاد الهجر والأفغان والهند والصين وما والاها. السبب الثالث: مدارس الماتريدية ونشاطهم الدراسي والتدريسي: لمدارس الماتريدية دور عظيم في نشر عقيدتهم، وعلى سبيل المثال تذكر جامعة ديوبند أكبر جامعة للماتريدية في القارة الهندية، ولها دور كبير في نشر العقيدة الماتريدية، ومثلها مدارس الحنفية الماتريدية في أفغانستان، وفي تاريخ الدولة العثمانية، حيث خدمت الحنفية والماتريدية في آن واحد.

السبب الرابع: نشاط الماتريدية في ميدان التأليف: للماتريدية نشاط بالغ وسعي متواصل في ميدان التصنيف في فهم الكلام، وانتشرت هذه الخط في مشارق الأرض ومغاربها وبانتشارها ودرسها وتدريسها انتشرت العقيدة الماتريدية وبسطت سلطانها على قلوب المشائخ والطلاب. يقول الدكتور أبوالخير محمد أيوب علي البنغلاديشي الماتريدي: وندرك أثر الماتريدي ونجاح طريقته ورضاء أهل السنة بها حين نرى الفقه الأكبر لأبي حنيفة، والعقيدة للنسفي، والمسايرة لابن الهمام تدرس في هذه الأيام في الجامعات الدينية وكلياتها، والمعاهد الدينية ومنها الأزهر وفي كثير من البلاد الإسلامية، وقد استوعب الأزهر ضرورة دراسة المدرسة الماتريدية، والتعريف بأبي منصور الماتريدي فأدرج في منهج الدراسة في كليتي الشريعة، وأصول الدين دراسة هذه المدرسة دراسة فهمية وتاريخية.

العقيدة

تقرير العقيدة

تحديد منهج الماتريدية في تقرير العقيدة وتمييزه عن منهج المعتزلة والأشاعرة مسألة سقط فيها خلاف كبير، فمنهم من رأى حتى منهج الماتريدية يوافق منهج الأشاعرة قلبًا ونطقبًا، ومنهم من يرى أنه يوفق منهج المعتزلة، وبعضهم يرى حتى الماتريدية وسط بين الأشاعرة والمعتزلة. الدكتور فتح الله خليف محقق كتاب التوحيد للماتريدي برى حتى الماتريدي والأشعري يلتقيان في المنهج كما يلتقيان في الممضى، فليس الممضى إلا تطبيقًا للمنهج، يلتقيان في إثبات صفات الله وفي كلامه الأزلي وفي جواز رؤيته، وفي بيان عرشه واستوائه، وفي أفعال العباد، وفي أمر مرتكب الكبيرة، وفي شفاعة رسوله، وتلك أبرز المسائل التي سقط فيها الخلاف بين فرق المسلمين، بل إنها أبرز موضوعات فهم الكلام. أما الدكتور محمد قاسم فيرى حتى منهج الماتريدية يوافق منهج المعنزلة إلا في مسألة حكم مرتكب الكبيرة ويقول: يظن عادة حتى الأشعرية والماتريدية يمثلان فريق أهل السنة، وأنهما فرسا رهان يسيران جنبًا إلى جنب في هدم آراء المعتزلة المبتدعة، وتلك هي الفكرة السائدة، وأن وجه الحق ينحصر في حتى الماتريدية كانوا أقرب إلى المعتزلة من الأشعرية... إذا مسألة الخلاف بين الماتريدي والمعتزلة الحقيقي الوحيد إنما هومسألة المنزلة بين منزلتين. ويرى الكوثري ان الماتريدية وسط بين الأشاعرة والمعتزلة ويقول الماتريدية هم الوسط بين الأشاعرة والمعتزلة، ويقول محمد أبوزهرة في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية: عند الدراسة العميقة لآراء الماتريدي وآراء الأشعري في آخر ما انتهى إليه نجد ثمة فرقًا في التفكير وفيها انتهى إليه الإمامان، وأنه بلا شك كان كلاهما يحاول إثبات العقائد التي اشتمل عليها القران بالعقل والبراهين المنطقية، وأن كليهما كان يتقيد بعقائد القران، بيد حتى أحدهما كان يعطي العقل سلطانًا أكثر مما يعطيه الآخر... لذلك نقرر حتى منهاج الماتريدية للعقل سلطان كبير فيه، حتى يكاد الباحث يقرر حتى الماتريدية في خط بين المعتزلة والأشاعرة. الاختلاف في تحديد منهج الماتريدية يرجع إلى التداخل بين المدارس الكلامية الثلاث من اعتزاليه وأشعرية وماتريدية، فهي جميعًا انطلقت من مناهجها من أصل واحد وهوجعل العقل أساسًا لفهم العقيدة.

مصدر الماتريدية في التلقي هوالعقل، وبهذا صرح الماتريدي في كتاب التوحيد إذ يقول: أصل ما يعهد به الدين وجهان أحدهما السمع والآخر العقل، أما السمع فما لا يخلوبشر من انتحاله ممضىً يعتمد عليه ويدهوه غيره إليه... والأصل حتى الله تعالى إذ لا سبيل إلى الفهم به إلا من طريق دلالة العالم عليه، بانقطاع وجوه الوصل إلى معهدته من طريق الحواس عليه أوشهادة السمع. الماتريدية لا تقول بالقدرة المطلقة للعقل، إذ حتى العقل عندهم يدرك ظواهر الأمور ولا يدرك ماهيتها وحقائقها، ويقول الماتريدي حتى العقول أنشئت متناهية تقصر عن الإحاطة بكلية الأمور والأفهام متقاصرة عن بلوغ غاية الأمر. مضىت الماتريدية إلى حتى فهم الله تجب بالعقل قبل ورد السمع، وأن الإنسان يتحمل مسؤولية هذه الفهم قبل بعثة الأنبياء والرسل ولاقد يكون معذورًا بهجرها، بل يعاقب على هجره لها. صرح بذلك الماتريدي في تفسير (لئلاقد يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) حيث ذكر حتى حقيقة الحجة إنما هي في العبادات والشرائع التي سبيل معهدتها الرسل، أما فهم الله فإن سبيل لزومها العقل، فلاقد يكون لهم في ذلك على الله حجة. نطق أبوالمعين النسفي: من لم يبلغه الوحي وهوعاقل ولم يعهد ربه هلقد يكون معذورا أم لا،يا ترى؟ عندنا لاقد يكون معذورا ويجب عليه حتى يستدل بأن للعالم صانعًا. من القواعد والأسس المنهجية التي يقوم عليها منهج الماتردية في تقرير العقيدة القول بالتحسين والتقبيح العقليين، ومضىت إلى حتى العقل يدرك حسن الأمور وقبحها، كما نطقت المعتزلة من قبلهم إلا أنهم خالفوهم في المسائل المبنية على القول بالتحسين والتقبيح العقليين، كالقول بوجوب الصلاح والأصلح. اختلفت الماتردية فيما بينها في الجزم بحكم الله في العمل بمجرد إدراك العقل للحسن والقبح فيه، فجمهور الماتريدية وعلى رأسهم الماتريدي يمضىون إلى حتى حكم الله يجزم به في بعض الأفعال دون بعض قبل ورود السمع، كالإلهيات والنبوات، أما السمعيات والشرائع فلا تدرك إلا بالسمع. أما أئمة بخارى فمضىوا إلى حتى العقل لا يقضى بما أدركه من حسن العمل وقبحه بحكم الله فيه إلا بعد ورود الشرع، نطق ابن همام: نطقت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح للعمل على الوجه الذي نطقته المعتزلة، ثم اتفقوا على نفي ما بنته المعتزلة على إثبات الحسن والقبح للعمل من القول بوجوب الأصلح... ووجوب الرزق والثواب على الطاعة والعوض في إيلام الأطفال والبهائم. وقول الماتريدية بالتحسين والتقبيح العقليين راجع إلى حتى العقل هوأصل الفهم، فلذلك كان أصلًا للسمع، وكان مقدمًا عليه عند التعارض، فيتفقون في هذا مع المعتزلة، ويقابلهم الأشاعرة فإنهم ينفون الحسن والقبح العقليين، ويجعلون حسن الأمور وقبحها راجعًا إلى الشرع لا إلى صفات قائمة بالأعيان والأفعال.

مضىت الماتريدية كغيرها من الفرق الكلامية بالقول بأن المجاز واقع في اللغة والقران والحديث النبوي، نطق ابن همام: المجاز واقع في اللعة والقران والحديث. القول بالمجاز هوأصل منهجي يعتمد عليه الماتريدية في تقرير العقيدة وأصول الفقه، وهم يقسمون الألفاظ الدالة على معانيها إلى حقيقة ومجاز، ويقصدون بالحقيقة اللفظ المستخدم فيما وضع له، وبالمجاز اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، فالمجاز هوقسيم الحقيقة أي بمعنى الشيء اللقاء للحقيقة. المجاز بهذا الاصطلاح كان له دور كبير في عقيدة الماتريدية، حيث اعتمدوا عليه في تأويلهم للنصوص، والذي دفعهم لهذا هواعتقادهم بأن حمل النصوص على معانيها الحقيقية يسالزم التجسيم والتشبيه. نطق كمال الدين البياضي: لما لم يكن حمل تلك النصوص على معانيها الحقيقية من الجوارح الجسمانية والتحيز والانفعالات النفسانية لمنع البراهين البترية ولم يجز إبطال الأصل لعدم درك حقيقة الوصف بلا كيفية تحمل على المجاز من الصفات بلا كيفية. ونطق أيضًا: وإنما نطقوا بالمجاز نفيًا لوهم التجسيم والتشبيه. قررت الماتريدية حتى التأويل والتفويض أصل من الأصول المنهجية التي تقوم عليها مباديء تقرير العقيدة، وقد صرح الماتريدي بأن النصوص لا تحمل على ظواهرها، بل يجب حتى تفهم على المعنى الذي يفهم ويتصور من النص ونطق: إذا الخطاب قد لا يوجب المراد والفهم على ظاهر المخرج ولكن على مخرج الحكمة والمعنى. نطق أبوالمعين النسفي: إذا هذه الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة المروية التي يوهم ظاهرها التشبيه، وكون الباري تعالى جسمًا متبعضًا متجزيًا، كانت كلها محتملة لمعان وراء الظاهر، والحجج المعقولة... غير محتملة، والعقول من مسببات المعارف وهي حجة الله تعالى، وفي حمل هذه الآيات على ظواهرها إثبات المناقضة بين الكتاب والدلائل المعقولة، وهي كلها حجج الله تعالى، ومن تناقضت حججه فهوسفيه جاهل... والله تعالى حكيم لا يجوز عليه السفه، فحمل تلك الدلائل السمعية على ظواهرها كان محالًا ممتنعًا. اختلفت الماتريدية بعد الماتريدي فمنهم من رجح التأويل، ومنهم من رجح التفويض، ومنهم من أجاز الأمرين، ومنهم من أجاز التأويل للحاجة. من الأصول المنهجية للماتريدية في تقرير العقيدة عدم الاحتجاج بأحاديث الآحاد في باب العقائد، فلا يحتجون إلا بالقران المتواتر من الأحاديث، ولا يثبتون العقيدة بالقران أوالحديث إلا إذا كان النص بتري الدلالة، أي أنه لا يحتمل التأويل ومقبول عقلًا خاليًا من التعارض مع العقل، ونطقوا بأن أحاديث الآحاد تفيد الظن ولا تفيد الفهم اليقيني، وذلك لعروض الشبهة، ولعدم الأمن من وضع الأحاديث على النبي، ونطقوا يؤخذ بها في الأحكام الشرعية، وذلك حيطة في الأمر وأخذًا بالجزم، وأن المتواتر لا يوجد في جميع حادثة، فلوورد خبر الواحد تعطلت الأحكام.

التوحيد

مضىت الماتريدية في تصورها واعتقادها لتوحيد الله إلى نحوقريب مما مضىت إليه المعتزلة والأشاعرة. تفسير الماتريدية للتوحيد هواعتقاد الوحدانية التي هي على ثلاثة أنواع الأول: الوحدة في الذات، ويقصدون بها انتقاء الكثرة على ذاته، بمعنى عدم قبولها الانقسام، فيقولون: هوواحد في ذاته لا قسيم له، وفسروا لفظ الأحد الوارد في النصوص القرآنية بالواحد الموجود الذي لا بعض له، ولا انقسام لذاته. الثاني: الوحدة في الصفات، والمراد بها انتفاء النظير له في جميع صفة من صفاته، فيمتنع حتىقد يكون له علوم وقدرات متكثرة بحسب المعلومات والمقدورات، بل فهمه واحد ومعلوماته كثيرة، وقدرته واحدة ومقدوراته كثيرة. الثالث: الوحدة في الأفعال، والمراد بها انفراده باختراع جميع الكائنات عمومًا، وامتناع إسناد التأثير لغيره في شيء من الممكنات. وعليه يصبح مجموع قول الماتريدية في التوحيد أنه تعالى واحد في ذاته لا قسيم له أولا جزء له، واحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له. فقولهم حتى الله واحد في ذاته وواحد في صفاته قصدوا به نفي التجسيم ونفي التشبيه، ويقصد بنفي التجسيم والتشبيه نفي ما ينفى عن الجسم المطلق، وأنه لا يشار إلى شيء منه دون شيء، ولا يتميز منه شيء عن شيء بحيث لاقد يكون له قدر واحد، وجوانب ونهاية، ولا عين قائمة بنفسها يمكن حتى يشار إليها، أويشار إلى شيء منها دون شي. أما قولهم واحد في صفاته فيصدون توحيد الأفعال. نطق الماتريدي: الله واحد لا شبيه له، دائم قائم لا ضد له ولا ند، وواحد بالتوحيد عن الأشباه والأضداد، ولذلك بطل القول فيه بالجسم والعرض إذ هما تأويلا الأمور، وإذ ثبت ذا بطل تقدير جميع ما يضاف إليه من الخلق، ويوصف به من الصفات بما يفهم منه لوأضيف إلى الخلق ووصف به.

تقوم عقيدة الماتريدية في توحيد الربوبية على إثبات وجود الله وإثبات وحدانيته في ربوبيته. يعتقدون حتى الله لا يعهد إلا من طريق العالم، والأصل حتى الله إذ لا سبيل إلى الفهم به إلا من طريق دلالة العالم عليه، بانقطاع وجوه الوصول إلى معهدته من طريق الحواس عليه أوشهادة السمع. والعالم هوجميع ما سوى الله من الموجودات ينقسم إلى جوهر وأعراض، فالجوهر هوماله قيام بذاته، والعرض نالا قيام له بذاته، والنتيجة حتى العالم بجميع أجزائه حادث، والحادث لا بد له من محدث وهوالله. استدلت الماتريدية على إثبات وحدانية الله في ربوبيته بالدليل المشهور عند المتحدثين والمعروف بدليل التمانع، يقول النسفي: إذا ثبت حتى للعالم محدثًا أحدثه وصانعًا صنعه، كان الصانع واحدًا إذ لوكان له صانعان لثبت بينهما تمانع، وذلك مرشد حدوثهما أوحدوث أحدهما فإن أحدهما لوأراد حتى يخلق في إنسان حياة والآخر أراد حتى يخلق فيه موتًا، وكذا هذا في جميع المتضادات كالحركة والسكون والاجتماع والافتراق والسواد والبياض وغير ذلك، إما حتى حصل مرادهما ووجد في المحل المتضادات وهومحال، وإما حتى تعطلت إرادتهما ولم تنفذ ولم يحصل في المحل لا هذا ولا ذاك وهوتعجيزهما، وإما حتى نفذت إرادة أحدهما دون الآخر وفيه تعجيز من لم تنفذ إرادته والعجز من أمارات الحدث، فإذا لم يتصور إثبات صانعين قديمين للعالم فكان الصانع واحدا ضرورة. أما توحيد الألوهية فالماتريدية كغيرها من الفرق الكلامية لم تتعرض له، ولم ينتبه أحد منهم إليه.

أقرت الماتريدية في باب الأسماء والصفات بوجوب إثبات أسماء الله، وأن إثباتها لا يستلزم التشبيه، بدليل حتى الرسل والخط السماوية قد جائت بها، ولوكان في إثباتها تشبيه لكان ذلك طعن في الرسل. مضى الجمهور إلى القول بالتوقيف في أسماء الله، أي حتى طريق إثبات الأسماء هوالسمع، فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه واتى به الشرع، والقول بالتوقيف هوسمة مشهجرة بين الماتريدية والسلفية. لم يفرق الماتريدية في إثبات أسماء الله بين باب الإخبار عن الله وباب التسمية، فأدخلوا في أسمائه أسماء كالصانع والقديم والذات والشيء وهووغيرها. أما الصفات فالماتريدية يثبتون بعض الصفات، ويثبتون لهذه الصفات معنى حقيقي يقوم بذات الرب، ويؤكدون على حتى إثبات هذه الصفات لا يستلزم التشبيه، إذ إنه لا شبيه بين حقيقة الخالق والمخلوق، ولوكان إثبات الصفات يستلزم التشبيه للزم قدم المخلوق أوحدوث الخالق. من ناحية علاقة الصفات بالذات نطقت الماتريدية حتى صفات الله لا هي هوولا غيره، إذ لوكانت الصفات عين الذات لكانت ذاتًا، ولوكانت غيرًا لزم تعدد القدماء، لأن الغيرين هما اللذان يجوز انفكاك أحدهما عن الآخر. كان أصل هذا القول لما اعترضت المعتزلة على الماتريدية عندما أثبتوا بعض الصفات، ونطقوا بأن إثباتها يستلزم تعدد القدماء، إذ حتى الصفات غير الذات، فنطقت بنفي الغيرية دفعًا لهذا الاعتراض، ونطقت بنفي ذاتية الصفات دفعًا لنفي الصفات. أما الصفات الثبوتية عند الماتريدية فهي ثمان صفات هي: القدرة والفهم والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين، وقد خصوا إثبات هذه الصفات دون غيرها لأنا هي التي دل العقل عليها، وأما غيرها من الصفات فإنه لا مرشد عليها من العقل عندهم لذا نطقوا بنفيها.

النبوة والمعجزة

يرى الماتريدي حتى إثبات صدق الرسل والأنبياء يقوم على النظر في صفات الأنبياء الخَلقية والخُلقية قبل الرسالة وبعدها، وعلى تأييد الله لهم بالمعجزات والآيات الدالة على صدقهم. جمهور الماتريدية يرون أنه لا مرشد على صدق النبي غير المعجزة، حيث أنها وحدها هي التي تفيد الفهم اليقيني بثبوت نبوة النبي أوالرسل. نطق أبواليسر البزدوي الحنفي في كتابه أصول الدين: لا يتصور ثبوت الرسالة بلا دليل، فيكون الثبوت بالدلائل، وليست تلك الدلائل إلا المعجزات، فثبتت رسالة جميع رسول بمعجزات ظهرت على يديه. تثبت الماتريدية كرامات الأولياء كما أنهم يثبتوت معجزات الأنبياء، ويرون أنه لا فرق بينهما إلا التحدي الذي هودعوى الرسالة، فالمعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة، أما الكرامة فهي أمر خارق للعادة غير مقرون بالتحدي. يرون أنه لا تعارض ولا تضاد ولا التباس بين إثبات المعجزات وإثبات الكرامات، بل إذا كرامة الولي من معجزات النبي ودليل صدقه، لأن كرامة التابع كرامة المتبوع، والولي لاقد يكون وليًا حتىقد يكون مصدقًا بالتبي ومتبعًا له. نطق جرامرد الناصري: الفرق بين النبي والولي ظاهر لأن النبي يدعي المعجزة والكرامة ويتحدى بها الخلق فيقول إذا آية رسالتي وثبوتي كذا وكذا والولي لا يدعي الكرامة وإنما تظهر يده من غير تحد ودعوى، ومتى انادىها سقط من رتبة الولاية وصار فاسقًا، وكذا ذكر فهماء الأصول. تشترط الماتريدية في المعجزة حتى تكون دليلًا سليمًا على إثبات النبوة ثلاثة شروط: خرق العادة والتحدي وعدم المعارضة.

اليوم الآخر

تسمي الماتريدية المسائل المتعلقة باليوم الآخر بالسمعيات، وذلك بناءً على حتى هذه المسائل لا تفهم إلا بالسمع، أي حتى مصدرهم في التلقي فيها هوالسمع فقط، لذلك وافقوا أهل السنة والجماعة في هذا الباب. نطقوا بإثبات عذاب القبر ونعيمه، نطق أبوالمعين النسفي: عذاب القبر للكافرين ولبعض العصاة من المؤمنين، والإنعام لأهل الطاعة في القبر، وسؤال منكر ونكير ثابت. كما نطقت الماتريدية بإثبات أشراط الساعة وبثبوت البعث والنشور، وثبوت الحوض والميزان والصراط، وثبوت الشفاعة، وثبوت الجنة والنار وأنهما مخلوقان. أما رؤية الله فقد أثبتوها لدلالة السمع عليها وبجوازها في العقل، إلا أنهم قيدوها بنفي الجهة واللقاءة، وذلك لأنهم ينفون عن الله علة الذات، ونطقوا: فيلزم حدوث جميع جسم، فيمتنع حتىقد يكون البارئ جسمًا لأنه قديم، ويمتنع حتىقد يكون في جهة لأنه لاقد يكون في الجهة إلا جسم، فيمتنع حتىقد يكون لقاءًا للرائي، لأن الموضوعبة لا تكون إلا بين جسمين. نطق الماتريدي: القول في رؤية الرب عز وجل عندنا لازم وحق من غير إدراك ولا تفسير... فإن قيل كيف من الممكن أن يرى،يا ترى؟ قيل بلاكيف، إذ الكيفية تكون لذي صورة، بل يرى بلا وصف قيام سقطود، واتكاء وتعلق، واتصال وانفصال، ولقاءة ومدابرة، وقصير وطويل، ونور وظلمة، وساكن ومتحرك، ومماس ومباين، وخارج وداخل، ولا معنى يأخذه الوهم أويقدره العقل لتعاليه عن ذلك. نطق أبوالمعين النسفي: في العقل مرشد على جواز رؤية الله تعالى، وقد ورد الدليل السمعي بإيجاب رؤية المؤمنين الله تعالى في الدار الآخرة، فيرى لا في مكان، ولا على جهة لقاءة، أواتصال شعاع، أوثبوت مسافة بين الرائي وبين الله تعالى، وغير ذلك من المعاني التي هي من أمارات الحدث. وعلى قول الماتريدية في رؤية الله ردت عليهم المعتزلة: من سلم حتى الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله.

القضاء والقدر

تؤمن الماتريدية بمراتب القدر الأربع، والتي لاقد يكون العبد مؤمن حتى يؤمن بها وهي: فهم الله القديم وأنه فهم أعمال العباد قبل حتى يعملوها. كتابة ذلك في اللوح المحفوظ. مشيئة الله العامة وقدرته الكاملة. إيجاد الله لكل المخلوقات وأنه الخالق وكل ما سواه مخلوق. نطق الماتريدي: القضاء في حقيقته الحكم بالشيء والبتر على ما يليق به، وأحق حتى يبتر عليه، فرجع مرة إلى خلق الأمور، لأنه تحقيق كونها على ما هي عليه، وعلى الأولى بكل شيء حتىقد يكون على ما خلق، إذ الذي خلق الخلق هوالعليم الحكيم، والحكمة عي إصابة الحقيقة لكل شيء ووضعه موضعه. نطقت الماتريدية حتى أفعال العباد مخلوقة لله، وأن الله خلقها كلها خيرًا كانت أوشرًا، واستدلوا بأدلة كثيرة نقلية وعقلية. نطق الماتريدي: القول المتعارف في الخلق حتى لا خالق غير الله، ولا رب سواه، ولوجعلنا وقع الأفعال وخروجها من العدم إلى الوجود ثم فنائها بعد الوجود ثم خروجها على تقدير من أربابها، لجعلنا لها وصف الخلق الذي به صار الخلق خلقًا، وفي ذلك لزوم القول بخالق سواه.

كانت مسألة الاستطاعة أوالقدرة من المسائل التي سقط فيها الخلاف بين الفرق الإسلامية، تبغًا للخلاف الواقع في القدر. فالذين نطقوا بالجبر وهم الجهمية نطقوا بنفي الاستطاعة لا مع العمل ولا قبله وذلك لأن العبد لا اختيار له. والذين نطقوا بنفي القدر وأن العبد خالق لعمله هم المعتزلة، وأثبتوا الاستطاعة قبل العمل ونفوا حتى تكون معه. والذين نطقوا بالكسب وهم الأشاعرة نطقوا بأن الاستطاعة تكون مع العمل لا قبله. أما جمهور الماتريدية فقد توسطوا في المسألة، فنطقوا بإثبات الاستطاعة قبل العمل ومعه، فنطقوا بأن الاستطاعة تقع على نوعين الأول: سلامة الأسباب والآلات وهي تتقدم العمل، الثاني: الاستطاعة التي يتهيأ بها العمل وتكون مع العمل. نطق الماتريدي: الأصل عندنا في المسمى باسم القدرة أنها على قسمين أحدهما: سلامة الأسباب وصحة الآلات وهي تتقدم الأفعال، الثاني: معنى لا يقدر على تبين حده بشيء يصار إليه سوى أنه ليس إلا للعمل، لا يجوز وجوده بحال إلا ويقع به العمل عندما يقع معه. وقول جمهور الماتريدية في الاستطاعة هوقول أهل السنة والجماعة، نطق الطحاوي: والاستطاعة التي يجب بها العمل من نحوالتوفيق الذي لا يجوز حتى يوصف به المخلوق به تكون مع العمل وأما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكين وسلامة الآلات فهي قبل العمل وبها يتعلق الخطاب.

أما مسألة التكليف بما لا يطاق فهي مسألة من المسائل الخلافية بين طوائف المسلمين، وذلك تبعًا للخلاف الواقع في الاستطاعة والتحسين والتقبيح، فالجهمية نطقت بجواز تكليف مالا يطاق مطلقًا، والمعتزلة نطقت بعدم جواز تكليف مالا يطاق، لأنه قبيح، والله منزه عن عمل القبيح فلا يجوز صدوره منه، الأشاعرة نطقوا بجواز تكليف مالا يطاق به عقلًا، وإن لم يقع في الشرع، وقد أجازوه عقلًا بناء على نفيهم الحسن والقبح العقليين. أما الماتريدية فقد وافقوا المعتزلة، ونطقوا بعدم جواز تكليف مالا يطاقـ لأنه فاسد عقلًا، ولعدم وجود القدرة التي هي مقتضى التكليف، نطق الماتريدي: الأصل حتى تكليف من منع عنه الطاقة فاسد في العقل.

الإيمان

مضى جمهور المحققين من الماتريدية إلى حتى الإيمان هوالتصديق بالقلب فقط، ومضى بعضهم إلى أنه التصديق بالقلب والإقرار باللسان. نطق أبوالمعين النسفي: الإيمان في اللغة تعبير عن التصديق فكل من صدق غيره فيما يخبره يسمى في اللغة مؤمنا به ومؤمنا له نطق الله تعالى: وما أَنت بمؤمن، أي بمصدق لنا ثم إذا اللغوي وهوالتصديق بالقلب هوحقيقة الإيمان الواجب على العبد حقا لله تعالى وهوحتى يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما اتى به من الله تعالى فمن أتى بهذا التصديق فهومؤمن فيما بينه وبين الله تعالى... فمن جعله لغير التصديق فقد صرف الاسم عن المفهوم في اللغة إلى غير المفهوم وفي تجويز ذلك إبطال اللسان وتعطيل اللغة وحمل طريق الوصول إلى اللوازم الشرعية والدلائل السمعية يحققه حتى ضد الإيمان هوالكفر والكفر هوالتكذيب والجحود وهماقد يكونان بالقلب فكذا ما يضادهما إذ لا تضاد يتحقق عند تغاير المحلين والذي يشير عليه حتى الله تعالى فرق بين الإيمان وبين جميع عبادة بالاسم المعطوف عليه ما فرق بين العبادات بالأسماء المعطوفة المفعولة لها. فيما يخص مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، فإم الماتريدية لما نطقت بأن الإيمان هوالتصديق وأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان، نطقوا بعدم زيادة الإيمان ونقصانه، وبنوا ذلك على حتى التصديق لا يتصور فيه الزيادة والنقص. نطق الحكيم السمرقندي: ينبغي حتى يفهم حتى الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأن من يرى الزيادة والنقصان في الإيمان فهومبتدع، والزيادة والنقصان إنما تكون في الأفعال لا في الإيمان، ولم يقل أحد من الفهماء والصالحين حتى الإيمان يزيد وينقص.

في مسألة الاستثناء في الإيمان، أي تعليق الإيمان بالمشيئة. الخلاف في هذه المسألة سقط تبعًا للخلاف في حقيقة الإيمان، وحاصل الأقوال التي قيلت في الاستثناء ثلاثة أقوال، الأول: القول بوجوب الاستثناء وهوقول الكلابية. الثاني: القول بتحريمة وهوقول المرجئة والجهمية، الثالث: القول بجواز الأمرين باعتبارين وهوقول عموم مذاهب أهل السنة والجماعة. الماتريدية لما نطقوا بأن الإيمان هوالتصديق وأنه لا يقبل الزيادة والنقصان، منعوا الاستثناء في الإيمان، ونطقوا حتى الاستثناء شك، ومن شك في تصديقه فهوكافر. نطق الماتريدي: الأصل عندنا بتر القول بالإيمان وبالتسمي به بالإطلاق وهجر الاستثناء فيه. في مسألة الإيمان والإسلام، سقط في المسألة خلاف بين طوائف المسلمين، وذلك لكثرة ذكرهما وكثرة كلام الناس فيهما. مضىت الماتريدية في هذه المسألة إلى حتى الإسلام والإيمان شيء واحد، وأنه لا تغاير بينهما، ولا ينفك أحدهما عن الآخر، وإذا زال أحدهما زال الآخر، واستدلوا على قولهم بعدة أدلة. نطق الماتريدي: أما القول عندنا في الإيمان والإسلام أنه واحد في أمر الدين في التحقيق بالمراد، وإن كان قد يختلفات في المعنى باللسان.

في حكم إيمان المقلد، كانت المسألة مسألة مختلف عليها، وكانت نتيجة لإيجاب المتحدثين النظر والاستدلال في جميع مكلف. الماتريدية نطقت بوجوب النظر والاستدلال، ومضى جمهورها إلى حتى من آمن ولم ينظر ويستدلقد يكون إيمانه سليمًا، ولكنه يأثم على هجره للنظر والاستدلال، ومضى بعضهم إلى أنهقد يكون مقلدًا ولا يأثم على هجره النظر والاستدلال. نطق الناصري: نطق الإمام سيف الحق أبوالمعين الممضى حتى المقلد الذي لا مرشد معه مؤمن، وحكم الإسلام له لازم وهومطيع للع تعالى باعتقاده وسائر طاعاته، وإن كان عاصيًا بهجر النظر والاستدلال وحكمه حكم غيره من فساق أهل الملة. مضىت الماتريدية إلى حتى مرتكب الكبيرة غير المستحل لها لا يخرج من الإيمان ولا يدحل الكفر، بل هومؤمن تام الإيمان، لعدم زوال التصديق، وهومع إيمانه فاسق مستحق للوهيد لعدم طاعته لله واقترافه للمعاصي والآثام، ونطقوا إذا توفي مرتكب الكبيرة من غير توبة، فهوتحت مشيئة الله إذا شاء عذبه وإن شاء غفر له، وإن عذب يخرج من النار لا محالة. نطق أبوالمعين النسفي: وأما أهل الحق فإنهم يقولون إذا من اقترف كبيرة غير مستحل لها ولا مستخف بمن نهى عنها بل لغلبة شهوة أوحمية يرجوالله حتى يغفر له ويخاف حتى يعذبه عليها فهذا اسمه المؤمن وبقي على ما كان عليه من الإيمان ولم يزل عنه إيمانه ولم ينتقص ولا يخرج من الإيمان إلا من الباب الذي دخله وحكمه أنه لوتوفي من غير توبة فلله تعالى فيه المشيئة إذا شاء عفا عنه بفضله وكرمه أوببركة ما معه من الإيمان والحسنات أوبشفاعة بعض الأخيار وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم عاقبة أمره الجنة لا محالة ولا يخلد في النار.

مع المذاهب الأخرى

المعتزلة

كان أبومنصور الماتريدي يولي جل هجريزه في التأليف على الرد على المعتزلة، بل إذا معظم مؤلفاته في الرد عليهم، وكذا الحال بالنسبة لأتباعة ومن أتى بعده. أبرز المسائل التي خالفت فيها الماتريدية المعتزلة:

  • مصدر التلقي: مضىت المعتزلة إلى حتى العقل هومصدر التلقي في الاعتقاد مطلقًا، فنطقوا بالقدرة المطلقة للعقل. أما الماتريدية فقد حاولوا حتى يتوسطوا في منهجهم بين العقل والنقل، فجعلوا العقل هومصدر التلقي فيما يتعلق بالإلهيات والنبوات، أما الأمور المتعلقة باليوم الآخر فجعلوا مصدر التلقي فيها السمع، ولذلك سموا هذه المسائل بالسمعيات.
  • الأسماء: تثبت المعتزلة أسماء الله، ولكن هي عندهم أسماء مجردة لا تدل على شيء من الصفات، ونطقوا عالم بلا فهم وسميع بلا سمع وبصير بلا بصر. أما الماتريدية فقد أثبتوا الأسماء، وأثبتوا دلالتها على ما أثبتوه من الصفات إلا اسم الله، فإنه لا يشير على شيء من الصفات.
  • الصفات: مضىت المعتزلة إلى نفي جميع صفات الله، ونطقوا أنه ليس لله صفات قائمة بذاته، وأن الصفة هي مجرد وصف الواصف، وأنها تعني نفي الضد، وليس لها معنى حقيقي ثبوتي، وأن الصفات ليست شيءًا سوى الذات. أما الماتريدية فقد نطقوا بإثبات بعض الصفات، وأن لها معنى حقيقي ثبوتي وهي نمان صفات: الفهم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين.
  • التكوين: مضىت المعتزلة إلى حتى التكوين حادث وأنه عين الكون. أما الماتريدية فمضىوا إلى حتى التكوين قديم أزلي، وعوغير المكون الحادث.
  • القران: نطقت المعتزلة حتى القران كلام الله ووحيه، وهومخلوق، وثالت الماتريدية حتى القران كلام الله النفسي، وهوقديم أزلي غير مخلوق,
  • أفعال العباد: نطقت المعتزلة حتى الله غير خالق لأفعال العباد، وأنها حداثة من جهة العباد، وأنهم هم الفاعلون والمحدثون لها، ولا تعلق لها بتاتًا بقدرة الله وإرادته. أما الماتريدية فنطقوا إذا الأفعال مخلوقة لله وأن الله خلقها كلها خيرًا كانت أوشرًا، وهي مع كونها لله عي كسب من العباد.
  • الاستطاعة: نطقت المعتزلة بأن الاستطاعة لا تكون إلا قبل العمل ونفوا حتى تكون معه. أما الماتريدية فنطقوا بإثبات الاستطاعة قبل العمل ومعه.
  • الرؤية: نفت المعتزلة رؤية الله بالأبصار في الآخرة. نطقت الماتريدية بإثباتها.
  • الجنة والنار: نطقت المعتزلة حتى الجنة والنار غير محلوقتين ولا موجودتين الآن، وأن الله يفترض أن ينشأها يوم القيامة. نطقت الماتريدية حتى الجنة والنار مخلوقتان الآن وأن الله خلقهما قبل خلق أهليهما.
  • اليوم الآخر: مضىت المعتزلة إلى القول بنفي نعيم القبر وعذابه والميزان والصراط والحوض والشفاعة لأهل الكبائر، نطقت الماتريدية بإثبات ذلك كله.
  • الكرامات: أنكرت المعتزلة ثبوت كرامات الأولياء. نطقت الماتريدية حتى كرامات الأولياء حق ثابت بالكتاب والسنة.
  • الإيمان: مضىت المعتزلة إلى حتى الإيمان قول واعتقاد وعمل. ومضىت الماتريدية إلى حتى الإيمان هوالتصديق بالقلب، ومضى بعضهم إلى أنه التصديق والإقرار.
  • حكم مرتكب الكبيرة: نطقت المعتزلة حتى مرتكب الكبيرة يخرج من الإيمان ولا يدخل الكفر، وهوفي منزلة بين منزلتيين، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فإنه يخلد في النار وأنه ليس من الحكمة العفوعنه. أما الماتريدية فنطقت إذا نرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان ولا يدخل الكفر، بل هومؤمن تام الإيمان، وهومن إيمانه فاسق مستحق للوعيد، وإذا توفي من غير توبةقد يكون تحت مشيئة الله إذا شاء غفر له وإن شاء عذبه.
  • إيمان المقلد: مضىت المعتزلة إلى عدم صحى إيمان المقلد، ومضىت الماتريدية إلى صحته مع الإثم على هجر الاستدلال.
  • زيادة الإيمان ونقصانه: مضىت المعتزلة إلى القول بزيادة الإيمان ونقصانه، وذلك لأنهم أدخلوا الأعمال في مسنى الإيمان. أما الماتريدية فقد نطقت بعدم زيادة الإيمان ونقصانه لنفيهم دخول الأعمال في مسمى الإيمان.

أما المسائل التي وافقت فيها الماتريدية المعتزلة فهي: القول بوجوب فهم الله تعالى بالعقل. الاستدلال على وجود الله بدليل الأعراض وحدوث الأجسام. الاستدلال على وحدانية الله بدليل التمانع. القول بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد. نفي الصفات الخبرية والاختيارية. القول بعدم إمكان سماع كلام الله. القول بالحكمة والتعليل في أفعال الله. القول بالتحسين والتقبيح العقليين. عدم جواز التكليف بما لا يطاق. منع الاستثناء في الإيمان. القول بأن معنى الإيمان والإسلام واحد.

الأشاعرة

قام الإمامان أبوالحسن الأشعري وأبومنصور الماتريدي على تحقيق الأصول، وإبطال قواعد المخالفين من الملاحدة والمرجئة والمعتزلة، وتصديا مع تلاميذهما لنشر الخط التي فيها إحقاق وإبطال مخالفيهم. سقط بين الأشاعرة والماتريدية بعض الاختلاف في مسائل الأصول، وهذا الاختلاف إما حتىقد يكون معنويًا أولفظيًا، والمعنوي إما أصلي أوفرعي. ولا نزاع بين الشيخين وأتباعهما في الأصول (أي فهم التوحيد) إلا في اثنتي عشرة مسألة:

  • التكوين: نطق الماتريدي التكوين صفة أزلية قائمة بذات الله كجميع صفاته، وهوغير المكوِّن، ويتعلق بالمكون من العالم وكل جزء منه بوقت وجوده، كما حتى إرادة الله أزلية تتعلق بالمرادات بوقت وجودها، وكذا قدرته الأزلية مع مقدوراتها. نطق الأشعري إنها صفة حادثة غير قائمة بذات الله، وهي من الصفات العملية عنده لا من الصفات الأزلية، والصفات العملية كلها حادثة كالتكوين والإيجاد، ويتعلق وجود العالم بخطاب كُن.
  • كلام الله: نطق الماتريدي كلام الله ليس بمسموع، وإنما المسموع الدَّال عليه. نطق الأشعري كلام الله مسموع كما هوالمشهور من حكاية موسى.
  • الحكمة: نطق الماتريدي صانع العالم موصوف بالحكمة سواء كانت الحكمة بمعنى الفهم أوبمعنى الإحكام. نطق الأشعري إذا كانت الحكمة بمعنى الفهم فهي صفة أزلية قائمة بذات الله، وإن كانت بمعنى الإحكام فهي صفة حادثة من قبيل التكوين، لا يوصف ذات الباري بها.
  • الطاعة: نطق الماتريدي إذا الله يريد بجميع الكائنات جوهرًا أوعرضًا طاعة أومعصية، إلا حتى الطاعة تقع بمشيئة الله وإرادته وقضائه ومحبته وأمره، وأن المعصية تقع بمشيئة الله وإرادته وقدره لا برضائه ومحبته وأمره. نطق الأشعري إذا رضا الله ومحبته تام لجميع الكائنات كإرادته.
  • التكليف: نطق الماتريدي حتى التكليف بما لا يطاق ليس بجائز، وتحميل ما لا يطاق جائز، نطق الأشعري التكليف بما لا يطاق وتحميل ما لا يطاق جائز.
  • الأحكام: نطق الماتريدي بعض الأحكام المتعلقة بالتكليف معلوم بالعقل، لأن العقل آلة يدرك بها حسن بعض الأمور وقبحها، وبها يدرك وجوب الإيمان وشكر المنعم، وإن المعهد والموجب هوالله لكن بواسطة العقل. نطق الأشعري لا يجب شيء ولا يحرم إلا بالشرع لا بالعقل، وإن كان للعقل حتى يدرك حسن بعض الأمور وقبحها، ونطق: جميع الأحكام المتعلقة بالتكليف متلقاة بالسمع.
  • السعادة والشقاء: نطق الماتريدي قد يسعد الشقي وقد يشقى السعيد. نطق الأشعري لا اعتبار بالسعادة والشقاوة إلا عن الخاتمة والعاقبة.
  • العفو: نطق الماتريدي العفوعن الكفر ليس بجائز عقلًا. نطق الأشعري يجوز عقلًا لا سمعًا.
  • الخلود في الجنة والنار: نطق الماتريدي حتى خلود المؤمنين في النار وتخليد الكافرين في الجنة لا يجوز عقلًا ولا سمعًا. نطق الأشعري يجوز عقلًا وأما سمعًا فلا يجوز.
  • الأسماء: نطق بعض الماتردية حتى الاسم والمسمى واحد. نطق الأشعري بالتغاير بينهما وبين التسمية.
  • الذكورة في النبوة: نطق الماتريدي الذكورة شرط في النبوة حتى لا يجوز حتىقد يكون الأنثى نبيًا، نطق الأشعري ليست الذكورة شرطًا فيها، والأنوثة لا تُنافيها.
  • عمل المخلوق: نطق الماتريدي عمل العبد يسمى كسبًا لا خلقًا، وعمل الحق يسمى خلقًا لا كسبًا، والعمل يتناولهما. نطق الأشعري العمل تعبير عن الإيجاد حقيقة، وكسب العبد يسمى عملًا بالمجاز.

السلفية

ترى السلفية أنها تمثل أهل السنة والجماعة، نطق ابن تيمية: فلفظ السنة يراد به من أثبت الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاّ الرافضة... والمراد بالخاص ماقد يكون في لقاء أهل البدع والموضوعات المحدثة كالشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم، فهؤلاء لا يدخلون في مفهوم أهل السنة بالإطلاق الخاص. ويرون حتى الماتريدية وإن كانوا يسمون أنفسهم أهل السنة، إلا أنهم لم يلتزموا بالمنهج الذي كان عليه الرسول وصحابته، بل خالفوهم في كثير من مسائل أصول الدين وفروعه، مع مخالفتهم لمنهج التلقي. وعلى هذا فإن الماتريدية من الطوائف التي في أقوالها حق وباطل ومخالفة للسنة. وليس جميع من خالف منهج أهل السنة يجب حتىقد يكون هالكًا. يقف السلفيون من الماتريدية موقفهم من سائر الطوائف، فيقولون فيهم بالعدل وينصفونهم ويعترفون بما معهم من الحق، وينكرون ما معهم من الباطل، وينزلونهم منزلتهم، ويلتمسون العذر للمجتهد أوطالب الحق منهم، ويذمون الظالم والمتعصب ومن كان متبعًا للهوى.

الأصول التي وافقت فيها الماتريدية السلفية أهل الأثر:

  • الصحابة: وافق الماتريدية السلفية في شأن الصحابة، فهم يرون تفضيل أبي بكر ثم عمر الفاروق ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب، وذلك على ترتيبهم في الخلافة، ويرون حتى الحروب التي سقطت بين الصحابة كانت عن اجتهاد، منهم من أصاب، ومنهم من أخطأ، وكلهم مأجور، ولا يجوز القدح فيهم، ويجب الكف عنهم، ويرون حتى الطعن في الصحابة إما حتىقد يكون كفرًا أوبدعة أوفسقًا.
  • الخلافة والإمامة: وهي من الأصول التي وافق الماتريدية فيها السلفية، فهم يرون حتى الخلافة الراشدة كانت ثلاثين سنة، ويرون حتى الخليفة ينبغي حتىقد يكون من قريش، ويرون ضرورة تنصيب خليفة على الناس، وإمام لهم يقيم الحدود، ويسد الثغور، ويجيش الجيوش، ويأخذ الصدقات، ويرد المتسلطة وقطاع الطرق ويبتر المنازعات، وأنقد يكون ظاهرًا لا مختفيًا، ولا يشترط حتىقد يكون معصومًا، ويرون الصلاة خلف جميع بر وفاجر من الأئمة، ويمنعون الخروج على الإمام ولوكان جائرًا.
  • القدر: وافق الماتريدية السلفية في إثبات القدر، وهم يقولون إذا أفعال العباد كلها من الخير والشر مخلوقة لله، وإن اللَّه هوخالق أفعال الخير والشر وليس كما يزعم المعتزلة حتى العبد خالق عمل نفسه، وهم يقولون إذا أفعال العباد خلق لله، وكسب من العباد واختيار منهم، وهم يرون حتى هناك فرقًا بين الحركات الاختيارية الإرادية كالبطش ونحوه، وبين الحركات اللاإرادية كالارتعاش ونحوه، والعبد يثاب على الطاعات الاختيارية، ويعاقب على المعاصي الاختيارية.
  • النبوات: يرى الماتريدية حتى النبوة تثبت للنبي محمد بطرق، منها: ما تواتر من أحواله وسيرته وكرم أخلاقه وبعده عن الشر والظلم مع قدرته عليه، فكل ذلك يصدقه في دعوى النبوة. ما ثبت له من المعجزات الكثيرة البالغة حد التواتر، مثل: شق القمر ونبع الماء من بين أصابعه وتكثير الطعام والشراب ونحوها كثير. أنه أتى بالقرآن المعجز وتحدى به الفصحاء البلغاء مع أنه كان أميًا لا يقرأ ولا يخط، وعجزوا على حتى يأتوا بمثله، أومعارضته ولوبأقصر سورة. غير حتى الكثيرين منهم يرون حتى النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة فقط، لأنها الدليل اليقيني القاطع الذي لا يقبل الشك. أكثرهم يقولون بعصمة الأنبياء من الصغائر، وأن ما صدر منهم كان من قبيل عمل خلاف الأولى .
  • اليوم الآخر: وافق الماتريدية السلفية في الإيمان بالآخرة، وما فيها من الحشر والنشر وأحوال البرزخ والجنة والنار والصراط والميزان والشفاعة وغيرها، ونطقوا إنها من الأمور الممكنة التي أبلغ بها الصادق المصدوق ونطق بها الكتاب والسنة، فتحمل على ظاهرها.

الأصول التي خالف فيها الماتريدية السلفية أهل الأثر:

  • مصادر التلقي: ترى الماتريدية حتى مصدر التلقي الأول في معظم أبواب التوحيد هوالعقل دون النقل، وذلك لأن الأدلة العقلية عندهم بترية، أما السمعية فإنها ظواهر ظنية. وقد قسموا أصول الدين إلى عقليات وسمعيات، فمصدر التلقي في العقليات هوالعقل وهوالأصل والنقل تابع له، ويضم هذا معظم أبواب التوحيد والصفات. أما السمعيات فمصدر التلقي فيها هوالنقل والعقل تابع له، وتضم أمورًا: كعذاب القبر والصراط وأحوال الآخرة. أما إذا قدر تعارض بين الأدلة العقلية والسمعية في أبواب التوحيد فإنهم يقدمون الأدلة العقلية التي هي عندهم بترية، وأما السمعية فعندهم مصيرها التأويل والتحريف أوالنفي، لأنها إنما هي ظنية. ويقولون إذا النصوص إذا كانت خلاف العقل، فإن كانت متواترة فهي وإن كانت بترية الثبوت لكنها ظنية الدلالة فالعقل مقدم عليها، فلذلك الأدلة النقلية تؤول أوتفوض، أما الأدلة العقلية فلا تأويل لها بل تأويلها محال. ترى السلفية حتى منهج الماتريدية في نصوص الوحي باطل فاسد، لأنه صريح في حتى العقل أصل والشرع تابع له.
  • التوحيد: يقسم السلفية التوحيد من خلال استقرائهم للنصوص الشرعية إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، فيثبتون هذه الأنواع الثلاثة لله. أما الماتريدية فإن التوحيد عندهم ثلاثة أنواع: توحيد في الذات: فاللَّه لا قسيم له بمعنى أنه لا يتبعض ولا يتجزأ، وتوحيد في الصفات: فاللَّه لا شبيه له، وتوحيد في الأفعال: فاللَّه لا شريك له في أفعاله. ويتضح أنهم جعلوا توحيد الربوبية هوالغاية العظمى، وأنهم أهملوا توحيد الألوهية تمامًا. أما الاستدلال على وجود اللَّه فإنهم يستدلون على وجوده بطريقة الحدوث، وهي إثبات حدوث العالم أولا، وذلك حتى العالم عندهم جواهر وأعراض، والجواهر لا تنفك عن الأعراض والأعراض حادثة، وما لا ينفك عن الحوادث فهوحادث . تقول السلفية حتى هذه الطريقة في الاستدلال مخالفة لطريقة السلف الذين يستدلون على وجود اللَّه بدلالة الفطرة وغيرها، وذلك لأن طريقة المتحدثين فيها تعقيد شديد وتكلف قد يخفى على كثير من الناس، وكذلك فإن هذه الطرق تسقط في الشبهات التي قد تؤدي إلى زعزعة الإيمان في النفس.
  • الصفات: تقول السلفية حتى الماتريدية ضيقوا دائرة الإثبات، وتظاهروا بإثبات ثماني صفات فقط هي: الحياة والقدرة والفهم والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين. أما صفة الكلام فإنهم يقولون بالكلام النفسي الذي لا يسمع، وليس بحرف ولا بصوت، وصفة التكوين عندهم هي مرجع لجميع الصفات العملية المتعدية. ويرون أنهم صرفوا نصوص إثبات الوجه إلى الذات والوجود، وصرفوا نصوص إثبات اليدين إلى إثبات كمال القدرة أوالملك والمنة، وصرفوا نصوص إثبات صفة الاستواء إلى الاستيلاء، وعطلوا صفة النزول وصرفوا نصوصها إلى اللطف والرحمة.
  • الإيمان: اتفق الماتريدية مع السلفية في عدم تكفير مرتكب الكبيرة، لكنهم خالفوهم في أكثر مباحث الإيمان، فمن ذلك: نطقوا بخروج الأعمال عن مسمى الإيمان وذلك خلافًا لممضى السلف. نطقوا بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وهذا مخالف لممضى السلف. حرموا الاستثناء في الأيمان. مضى أكثرهم إلى ممضى الماتريدي في تعريف الإيمان، وأنه هوالتصديق لا غير، وأما الإقرار فهوشرط لإجراء الأحكام الدنيوية، وهذا غلوفي الإراتى، وهوخلاف ممضى السلف الذين نطقوا: إذا الإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوراح والأركان. وإن كان فيهم من مضى إلى حتى الإيمان هوالتصديق والإقرار، غير حتى جمهورهم مضى إلى تعريف الإيمان بأنه التصديق فقط.

اعتقادهم في الماتريدية

ترى السلفية أنه لا ينطق عن متبع عقيدة الماتريدية أنه سيدخل الجنة، ولا سيدخل النار، بل هم من عامة المسلمين كغيرهم، وإن كانوا قد نطقوا بمنطقات مبتدعة، لكن بدعتهم ليست مكفرة، فهم في سائر أحوالهم كغيرهم من المسلمين، وحالهم في بدعتهم بحسب أفرادهم متفاوت: فمنهم من تأول، أواجتهد اجتهادًا يعذر في مثله، ومنهم من هومخطئ خطأ يؤاخذ على مثله، ثم هوفي مشيئة الله إذا شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه. يقول ابن تيمية في ذكر طائفة من أئمة الأشعرية: ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والفوز لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عهد أحوالهم، وتحدث فيهم بفهم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة، وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل الفهم والدين. وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما سقط في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها، وهذا ليس مخصوصًا بهؤلاء، بل مثل هذا سقط لطوائف من أهل الفهم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات، ولا ريب حتى من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك، فالله يغفر له خطأه، تحقيقاً للنادىء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث نطقوا ربنا لا تؤاخذنا إذا نسينا أوأخطأنا، ومن اتبع ظنه وهواه، فأخذ يشنع على من خالفه بما سقط فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده، وهومن البدع المخالفة للسنة فإنه يلزمه نظير ذلك أوأعظم أوأصغر، فيمن يعظمه هومن أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين، لكثرة الاشتباه والاضطراب، وبعد الناس عن نور النبوة، وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب، ويزول به عن القلوب الشك والارتياب.

الإرث الماتريدي

التأليف الفهمي

كتاب التوحيد واحد من أبرز خط الحنفية لأنه يقوم على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية.

قام أبومنصور الماتريدية بتأليف مؤلفات كثيرة في أصول الفقه والتفسير ومن أشهرها تأويلات أهل السنة أوتأويلات القرآن: وفيه تناول نصوص القرآن الكريم، ولا سيما آيات الصفات فأولها تأويلات وفق عقيدته، ومن أشهر خطه في فهم الكلام كتاب التوحيد: وفيه قرر نظرياته الكلامية، وبين معتقده في أبرز المسائل الاعتقادية، ويقصد بالتوحيد توحيد الخالقية والربوبية، وشيء من توحيد الأسماء والصفات، قام أيضًا بشرح كتاب الفقه الأكبر للإمام أبوحنيفة النعمان، وله في الردود على المعتزلة رد الأصول الخمسة، وأيضًا في الرد على الشيعة رد كتاب الإمامة لبعض الروافض، وفي الرد على القرامطة له كتاب الرد على فروع ممضى القرامطة.

واصل تلاميذ الماتريدي التأليف بعد موته، وكان جل جهدهم قد هجرز في الرد على المعتزلة والمرجئة والملاحدة، بالإضافة لشرح وتأصيل أصول عقيدة أبومنصور الماتريدي، ومن أبرز ما ألفه أتباع الماتريدي: العقيدة الطحاوية لأبوجعفر الطحاوي، تبصرة الأدلة في أصول الدين وبحر الكلام في فهم التوحيد والتمهيد في أصول الدين أوالتمهيد لقواعد التوحيد لأبوالمعين النسفي، المغني في أصول الدين والهداية في فهم الكلام والكفاية في الهداية والبداية من الكفاية في الهداية في أصول الدين لنور الدين الصابوني، وأصول الدين لأبواليسر البزدوي، وأصول الدين وروضة المتحدثين في أصول الدين لجمال الدين الغزنوي، وتفسير بحر العلوم لأبوالليث السمرقندي، ومدارك التنزيل وحقائق التأويل لحافظ الدين النسفي، والتيسير في التفسير والعقائد النسفية لنجم الدين النسفي، وشرح العقائد النسفية وشرح المقاصد وغاية تهذيب الكلام في تحرير المنطق والكلام لسعد الدين التفتازاني، وفتح القدير والتحرير في أصول الفقه الجامع بين اصطلاحي الحنفية والشافعية والمسايرة في العقائد المنجية في الآخرة لالكمال بن الهمام، والمسامرة شرح المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة لالكمال بن أبي شريف، ومناظرات ما وراء النهر لفخر الدين الرازي، والروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية للحسن بن عبد المحسن الشهير بأبي عذبة، ومنطقات الكوثري والعقيدة وفهم الكلام وكتاب الفقه وأصول الفقه وصفعات البرهان على صفحات العدوان والحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي لمحمد زاهد الكوثري، تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبوزهرة، وغيرها الكثير. وقد عد الشيخ شمس الدين السلفي الأفغاني للماتريدية منذ القرن الرابع الهجري حتى القرن الرابع عشر 137 عالمًا ماتريدي العقيدة حنفي الفقه، وحوالي 225 مؤلفًا في العقائد والأصول الماتريدية.

الديوبندية

هي مدرسة فكرية عميقة الجذور، تنسب الديوبندية إلى جامعة ديوبند دار العلوم في الهند. تُرجح الديوبندية ممضى الإمام أبوحنيفة النعمان في الفقه والفروع، وممضى أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد والأصول، وتنتسب من طرق الصوفية إلى طرق النقشبندية الجشيتية والقادرية السهروردية طريقًا وسلوكًا. تتلخص أفكار ومبادئ المدرسة الديوبندية في المحافظة على التعاليم الإسلامية والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره. نشر الإسلام ومقاومة المذاهب الهدامة والتبشيرية. نشر الثقافة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإنجليزية الغازية. الاهتمام بنشر اللغة العربية، لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشريعة الإسلامية. الجمع بين القلب والعقل وبين الفهم والروحانية.

جامعة دار العلوم ديوبند التي تعد المنشأ والمقر الرئيسي للمدرسة الديوبندية، وهي أكبر وأقدم جامعة إسلامية أهلية في شبه القارة الهندية، تقع في بلدة ديوبند، أسهم في إنشائها نخبة من فهماء الهند على رأسهم محمد قاسم النانوتوي ورشيد أحمد الكنكوهي وذوالفقار علي الديوبندي

أسس جامعة ديوبند مجموعة من فهماء الهند بعد حتى قضى الإنجليز على الثورة الإسلامية في الهند عام 1857م فكان تأسيسها رد عمل قوي لوقف الزحف الغربي على شبه القارة الهندية لإِنقاذ المسلمين من مخاطر هذه الظروف، خاصة وأن دلهي العاصمة قد خربت بعد الثورة، وسيطر عليها الإنجليز سيطرة كاملة، وخاف الفهماء حتى يبتلع دينهم، فأخذ الشيخ إمداد الله المهاجر المكي وتلميذه الشيخ محمد قاسم الناناتووي وأصحابهم برسم الخطط للمحافظة على الإسلام وتعاليمه، فرأوا حتى الحل بإقامة المدارس الدينية والمراكز الإسلامية، وبهكذا أسست المدرسة الإسلامية العربية بديوبند كمركز للدين والشريعة في الهند في عصر حكومة الإنجليز. بدأت دار العلوم بمدرسة دينية صغيرة بقرية ديوبند تأسست في 15 محرم 1283 هـ الموافق 30 مايو1866م، ثم أصبحت من أكبر المعاهد الدينية العربية في شبه القارة الهندية. في عام 1291 هـ تم إنشاء البناء الخاص بالجامعة، بعد بقائها تسع سنوات بدون بناء وكانت الدروس في ساحة المسجد الصغير. لم تمض فترة قصيرة على تأسيس دار العلوم بديوبند حتى اشتهرت وتقاطرت إليها قوافل طلاب العلوم الإسلامية من أطراف القارة الهندية. لعبت دارُ العلوم دورًا هامًا في نشر الثقافة الإسلامية خارج الهند، وقد انتشرت المدارس الشرعية التابعة لدار العلوم في أقطار عديدة منها الهند وباكستان، وقد أسس أحد خريجي دار العلوم المدرسة الصولتية في مكة المكرمة في بداية القرن الرابع عشر الهجري، وهي المدرسة التي قدمت خدمة جليلة من نشر العلوم الشرعية في الحجاز، كذلك أسسوا المدرسة الشرعية في المدينة المنورة بجوار الحرم المدني. أغلب رجال جماعة الدعوة والتبليغ المشهورة في الهند والعالم الإسلامي، هم من خريجي دار العلوم مثل الشيخ محمد يوسف مؤلف كتاب حياة الصحابة والشيخ محمد إلياس مؤسس الجماعة. من أبرز شخصيات المدرسة الديوبندية محمد قاسم النانوتوي ورشيد أحمد الكنكوهي وحسين أحمد المدني ومحمد أنور شاه الكشميري وأبوالحسن علي الحسني الندوي.

جماعة الدعوة والتبليغ

حشود بشرية لحضور الاجتماع السنوي لجماعة الدعوة والتبليغ المسمى بيشوا اجتماع في بنغلاديش

هي جماعة إسلامية دعوية نشأة من نشأة من رحم المدرسة الديوبندية الماتريدية، أسسها محمد إلياس الكاندهلوي. قرر مؤسس الجماعة ستة مبادئ وجعلها أساس دعوته، هي: الحدثة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله، إقامة الصلوات ذات الخشوع، الفهم والذكر، إكرام المسلمين، الإخلاص. بدأت الجماعة في الهند، وانتشرت في باكستان وبنغلاديش، وانتقلت إلى العالم الإسلامي والعالم العربي حيث صار لهم أتباع في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والعراق والحجاز، ثم انتشرت دعوتهم في معظم بلدان العالم في أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا، ولهم جهود مشهود لها في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في أوروبا وأمريكا. مركز الجماعة الرئيسي في نظام الدين بدهلي، ومنه يديرون شئون الدعوة في العالم.

هناك ضوابط عامة للانضمام إلى جماعة التبليغ والدعوة تتمثل في التزام أفرادها بعدم الخوض في الأمور السياسية تمامًا ونهائيًا، والخلافات الفكرية والفقهية وعدم الخوض في مشاكل الأمة. وأيضًا عدم التعرض لقضية إزالة المنكر باليد، فالجماعة ترى حتى وظيفتها هي تهيئة المجتمع للحياة الإسلامية عن طريق الدعوة فقط وأن مسألة إزالة المنكر بالقوة هي من اختصاص الحاكم فلا ينبغى على أى فرد أوجماعة حتى يتصدى لذلك، ويرون حتى تغيير الأفراد والجماعات للمنكر بالقوة يؤدي إلى إعراض الناس عن الاقتداء بهم مما يؤثر بالسلب على الدعوة الإسلامية، ويستدلون على ذلك بالأية: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. تُلزم الجماعة أتباعها بعدم الكلام في السياسة أوالجماعات الإسلامية المتنوعة أوالخلافات الفقهية أوالكلام عن غير المسلمين.

تقوم طريقتهم في نشر الدعوة على حتى تنتدب مجموعة منهم نفسها لدعوة أهل بلد ما، حيث يأخذ جميع واحد منهم ما يكفيه من الزاد والمصروف على حتىقد يكون التقشف هوالسمة الغالبة عليه. عندما يصلون إلى البلد أوالقرية التي يريدون الدعوة فيها ينظمون أنفسهم أولاً بحيث يقوم بعضهم بتنظيف المكان الذي سيمكثون فيه، وآخرون يخرجون متجولين في أنحاء البلدة والأسواق والحوانيت، ذاكرين الله داعين الناس لسماع الخطبة. إذا حان موعد الذكر التقوا جميعًا لسماعه، وبعد الانتهاء يطالبون الحضور بالخروج في سبيل الله، وبعد صلاة الفجر يقسّمون الناس الحاضرين إلى مجموعات يتولى جميع داعية منهم مجموعة يفهمهم الفاتحة وبعض من قصار سور القرآن الكريم، ويكررون ذلك عدداً من الأيام. قبل حتى تنتهي إقامتهم في المكان يحثون الناس للخروج معهم لتبليغ الدعوة، حيث يتطوع الأشخاص لمرافقتهم يومًا أوثلاثة أيام أوأسبوعُ أوشهرًا جميع بحسب طاقته. يرفضون إجابة الدعوة إلى الولائم التي توجه إليهم من أهل البلدة أوالحي، حتى لا ينشغلوا بغير أمور الدعوة والذكر. لا يتعرضون إلى فكرة إزالة المنكرات. يعتقدون بأنهم إذا أصلحوا الأفراد فردًا فردًا فإن المنكر سيزول من المجتمع تلقائيًا. لا يتحدثون في السياسة، وينهون أفراد جماعتهم عن الخوض في مشاكلها، وينتقدون جميع من يتدخل فيها، ويقولون بأن السياسة هي حتى تهجر السياسة.

انظر أيضاً

  • قائمة أعلام الأشاعرة والماتريدية
  • مؤتمر الشيشان
  • كلابية
  • أشاعرة
  • صوفية
  • أهل الحديث
  • فهم الكلام

المراجع

  1. ^ جعفر السبحاني (1427 هـ). بحوث في الملل والنحل الجزء الثالث (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. مؤسسة الإمام الصادق صفحة 11 - 12
  2. ^ المجلة الأردنية في الدراسات القرآنية، المنهج العقدي للإمام أبي منصور الماتريدي بين النقل والعقل. د. مروة حمود خرمة المجلد التاسع العدد ثلاثة (1434 هـ - 2013م). عمان - الأردن صفحة 11 - 12
  3. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 286 - 300
  4. ^ الماتريدية: ما لها وما عليها مركز التأصيل للدراسات والبحوث. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 02 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  5. ^ موجز عن نشأة فهم الكلام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، ثلاثة فبراير 2012. وصل لهذا المسار فيستة مايو2016 نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  6. ^ علي عبد الفتاح المغربي (1415 هـ - 1995م). الفرق الإٍسلامية الكلامية مدخل... ودراسة (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر. مخطة وهبة صفحة 11
  7. ^ محمد الزحيلي (1412 هـ - 1992م). سلسة أعلام المسلمين الإمام الجويني (الطبعة الثانية). دمشق - سوريا. دار القلم صفحة 60
  8. ^ أصول الفرق مسقط سفر الحوالي. وصل لهذا المسار فيستة مايو2016 نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ موسوعة الفرق: المبحث الثالث: ظهور فهم الكلام الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيستة مايو2016 نسخة محفوظة 28 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  10. ^ عواد بن عبد الله المعتوق (1421 هـ - 2001م). المعتزلة وأصولهم الخمسة وموقف أهل السنه منها (الطبعة الرابعة). الرياض - السعودية. مخطة الرشد صفحة 11
  11. معارف ومفاهيم: فهم الكلام الإسلامي بين النزعة العقلية والمرجعية النصية مجلة عقبات الأنوار، العدد السابع،ستة أكتوبر 2013. وصل لهذا المسار فيستة مايو2016 نسخة محفوظة 09 يونيو2016 على مسقط واي باك مشين.
  12. ^ غالب بن علي عواجي (1422 هـ - 2001م). فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها الجزء الأول (الطبعة الرابعة). جدة - السعودية. المخطة العصرية المضىية صفحة 1208
  13. ^ موسوعة الفرق المبحث الأول: الموازنة بين الماتريدية والأشاعرة الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيستة مايو2016 نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ وليد الزبيري وآخرون (1424 هـ - 2003م). الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحوواللغة (الطبعة الأولى). مانشستر - بريطانيا. مجلة الحكمة صفحة 2355
  15. ^ غالب بن علي عواجي (1422 هـ - 2001م). فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها الجزء الأول (الطبعة الرابعة). جدة - السعودية. المخطة العصرية المضىية صفحة 1227
  16. ^ الماتريدية إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي صيد الفوائد. وصل لهذا المسار فيستة مايو2016 نسخة محفوظة 01 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  17. ^ كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها مدرسة محمد. وصل لهذا المسار فيسبعة مايو2016 نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  18. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 287
  19. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 290
  20. ^ طائفة الديوبندية الإسلام سؤال وجواب. وصل لهذا المسار فيثمانية مايو2016 نسخة محفوظة 03 يونيو2016 على مسقط واي باك مشين.
  21. ^ مانع بن حماد الجهني (1420 هـ). الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة المجلد الأول (الطبعة الرابعة). الطائف - السعودية. دار الندوة العالمية للطبعة والنشر صفحة 318
  22. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 293
  23. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 297
  24. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 300
  25. ^ محمد أبوزهرة. تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاعب الفقهية (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر. دار الفكر العربي صفحة 176 - 178
  26. ^ الفرق الكلامية الإسلامية: فرقة الماتريدية (1/2) مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقائدية. وصل لهذا المسار فيسبعة مايو2016 نسخة محفوظة 26 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  27. ^ الماتريدية ناصر بن محمد الأحمد. وصل لهذا المسار فيسبعة مايو2016 نسخة محفوظة 01 يوليو2016 على مسقط واي باك مشين.
  28. ^ موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام صفحة 184 من الجزء الثاني المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار فيسبعة مايو2016 نسخة محفوظةعشرة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  29. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 152
  30. ^ كمال الدين البياضي (1425 هـ - 2004م). إشارات المرام من عبارات الإمام (الطبعة الأولى). كراتشي - باكستان. زمزم بليتشرز صفحة 187
  31. ^ كمال الدين البياضي (1425 هـ - 2004م). إشارات المرام من عبارات الإمام (الطبعة الأولى). كراتشي - باكستان. زمزم بليتشرز صفحة 189
  32. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 162
  33. ^ ابن مقصد العبدلي (1436 هـ - 2015م). أصحاب التأويلات الفاسدة: القديمة والمعاصرة (الطبعة الثالثة). غزة - فلسطين. دار الكتاب والسنة صفحة 458
  34. ^ أبوالمعين النسفي، تحقيق محمد السيد البرسيجي (1435 هـ - 2014م). بحر الكلام (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 21
  35. ^ كتاب الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية صفحة 319 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار فيسبعة أبريل 2016 نسخة محفوظة 08 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  36. ^ عقيدة الماتريدية: المبحث الثاني التوحيد عند الماتريدية الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيسبعة مايو2016 نسخة محفوظة 05 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  37. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 236
  38. ^ محمد بن إسحاق كندو(1426 هـ). التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه المجلد الثاني (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. مخطة دار المنهاج للنشر والتوزيع صفحة 415
  39. ^ أبواليسر البزدوي (1424 هـ - 2002م). أصول الدين (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المخطة الأزهرية للتراث 101
  40. ^ كتاب أنوار البروق في أنواع الفروق: الفرق بين قاعدة ما سحر يكفر به وبين قاعدة ما ليس كذلك المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار فيثمانية مايو2016 نسخة محفوظة 05 يونيو2016 على مسقط واي باك مشين.
  41. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 426
  42. ^ تعريف القضاء والقدر جامعة أم القرى. وصل لهذا المسار فيثمانية مايو2016[وصلة مكسورة]
  43. ^ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الخميس (1426 هـ - 2005م). محادثة مع أشعري ويليه الماتريدية ربيبة الكلابية (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. مخطة المعارف للنشر والتوزيع صفحة 160
  44. ^ موسوعة الفرق: المطلب الثالث ممضى الماتريدية في القدرة والاستطاعة والتكليف بما لا يطاق الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيثمانية مايو2016 نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  45. ^ أبوجعفر أحمد بن سلامة الأزدي الطحاوي (1432 هـ - 2012م). أصول العقيدة الإسلامية (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار النشر للجامعات صفحة 176
  46. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 448
  47. ^ علي عبد الفتاح المغربي (1415 هـ - 1995م). الفرق الإٍسلامية الكلامية مدخل... ودراسة (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر. مخطة وهبة صفحة 404
  48. ^ كتاب زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار فيثمانية مايو2016 نسخة محفوظة 19 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  49. ^ هدى بنت ناصر بن محمد السلالي (1420 هـ - 2000م). آراء الكلابية العقدية وأثرها في الأشعرية (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. مخطة الرشد صفحة 254
  50. ^ عقيدة الماتريدية: المبحث الأول الإيمان عند الماتريدية الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيثمانية مايو2016 نسخة محفوظة 05 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  51. ^ سعد بن علي الشهراني (1423 هـ). فرقة الأحباش نشأتها عقائدها آثارها المجلد الأول (الطبعة الأولى). مكة المكرمة - السعودية. دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع صفحة 146
  52. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 485
  53. ^ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الخميس (1426 هـ - 2005م). محادثة مع أشعري ويليه الماتريدية ربيبة الكلابية (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. مخطة المعارف للنشر والتوزيع صفحة 163
  54. أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 503 - 506
  55. ^ غالب بن علي عواجي (1422 هـ - 2001م). فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها الجزء الأول (الطبعة الرابعة). جدة - السعودية. المخطة العصرية المضىية صفحة 1233 - 1234
  56. ^ موسوعة الفرق: الماتريدية: المبحث الثاني: الموازنة بين الماتريدية والمعتزلة الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  57. ^ علي عبد الفتاح المغربي (1415 هـ - 1995م). الفرق الإٍسلامية الكلامية مدخل... ودراسة (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر. مخطة وهبة صفحة 293
  58. ^ أحمد بن عوض الله بن داخل اللهيبي الحربي (1413 هـ). الماتردية دراسةً وتقويمًا (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار العاصمة للنشر والتوزيع صفحة 508
  59. ^ الأشاعرة والماتريدية إسلام ويب مركز الفتوي، 18 سبتمبر 2001. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 26 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  60. ^ عبد الرحيم بن علي شيخ زادة (1317 هـ). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي سقط فيها الاختلاف بين الماتريدية في العقائد (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المطبعة الأدبية صفحة 17
  61. ^ عبد الرحيم بن علي شيخ زادة (1317 هـ). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي سقط فيها الاختلاف بين الماتريدية في العقائد (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المطبعة الأدبية صفحة 11
  62. ^ عبد الرحيم بن علي شيخ زادة (1317 هـ). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي سقط فيها الاختلاف بين الماتريدية في العقائد (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المطبعة الأدبية صفحة 27
  63. ^ ابن كمال باشا، تحقيق سعيد عبد الطيف فودة (1430 هـ - 2009م). مسائل الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 35
  64. ^ عبد الرحيم بن علي شيخ زادة (1317 هـ). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي سقط فيها الاختلاف بين الماتريدية في العقائد (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المطبعة الأدبية صفحة 25
  65. ^ ابن كمال باشا، تحقيق سعيد عبد الطيف فودة (1430 هـ - 2009م). مسائل الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 42
  66. ^ ابن كمال باشا، تحقيق سعيد عبد الطيف فودة (1430 هـ - 2009م). مسائل الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 57
  67. ^ الحسن بن عبد المحسن أبوعذبة (1322 هـ). الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). حيدر أباد - الهند. مجلس دائرة المعارف النظامية صفحة 30
  68. ^ عبد الرحيم بن علي شيخ زادة (1317 هـ). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي سقط فيها الاختلاف بين الماتريدية في العقائد (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المطبعة الأدبية صفحة 30
  69. ^ ابن كمال باشا، تحقيق سعيد عبد الطيف فودة (1430 هـ - 2009م). مسائل الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 63
  70. ^ عبد الرحيم بن علي شيخ زادة (1317 هـ). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي سقط فيها الاختلاف بين الماتريدية في العقائد (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. المطبعة الأدبية صفحة 20
  71. ^ ابن كمال باشا، تحقيق سعيد عبد الطيف فودة (1430 هـ - 2009م). مسائل الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 70
  72. ^ ابن كمال باشا، تحقيق سعيد عبد الطيف فودة (1430 هـ - 2009م). مسائل الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار الفتح للدراسات والنشر صفحة 74
  73. ^ أهل السنة والأشاعرة والماتريدية إسلام ويب مركز الفتوى، 20 أكتوبر 2003. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 18 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  74. ^ مَن هم الأشعرية والماتريدية الشيخ محمد بن صالح العثيمين طريق الإسلام. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 08 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  75. ^ مجلة البحوث الإسلامية: الماتريدية ربيبة الكلابية. الماتريدية. الأصول والمبادىء 1 الرئاسة العامة للبحوث الفهمية والإفتاء. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016
  76. ^ مجلة البحوث الإسلامية: الماتريدية ربيبة الكلابية. الماتريدية. مصادر التلقي الرئاسة العامة للبحوث الفهمية والإفتاء. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016
  77. ^ مجلة البحوث الإسلامية: الماتريدية ربيبة الكلابية. الماتريدية. الأصول والمبادىء 2 الرئاسة العامة للبحوث الفهمية والإفتاء. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016
  78. ^ ما هي أوجه الاختلاف بين الماتريدية وأهل السنة،يا ترى؟ الإسلام سؤال وجواب. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 31 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  79. ^ كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار فيتسعة مايو2016 نسخة محفوظة 31 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  80. ^ الماتريدية إسلام ويب. وصل لهذا المسار فيعشرة مايو2016 نسخة محفوظة 05 يونيو2016 على مسقط واي باك مشين.
  81. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 303 - 372
  82. ^ موسوعة الفرق، المبحث الأول: التعريف بالديوبندية الدرر السنية. وصل لهذا المسار فيعشرة مايو2016 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  83. ^ جماعة متأثرة بالصوفية: الديوبندية، إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي صيد الفوائد. وصل لهذا المسار فيعشرة مايو2016 نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  84. ^ شمس الدين السلفي الأفغاني (1419 هـ - 1998م). عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.. الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الجزء الأول (الطبعة الثانية). الطائف - السعودية. مخطة الصديق صفحة 289
  85. ^ التبليغ والدعوة الجماعة الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي بوابة الحركات الإسلامية. 29 سبتمبر 2014. وصل لهذا المسار فيعشرة مايو2016 نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  86. ^ أبوبكر الجزائري. القول البليغ في جماعة التبليغ (الطبعة الأولى). فيصل آباد - باكستان. المخطة المحمدية صفحة 19 - 20
  87. ^ جماعة التبليغ والدعوة: إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي صيد الفوائد. وصل لهذا المسار فيعشرة مايو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.

وصلات خارجية

  • الماتريدية.. مدرسة العقل والاعتدال
  • مبحث في مسائل الخلاف بين الأشعرية والماتريدية
  • الأشاعرة والماتريدية هم السواد الأعظم للأمة
تاريخ النشر: 2020-06-01 22:12:10
التصنيفات: ماتريدية, أهل السنة والجماعة, تاريخ إسلامي, علم الكلام, لاهوت إسلامي, مصطلحات إسلامية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ مايو 2019, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة فكر إسلامي/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قائد ثاني الانقلاب في السودان «حميدتي»  يتوعد مضاربي العملات والذهب

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

الزمالك يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة الوداد المغربي غدا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:26
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 41%

تعرف على إجراءات الحصول على رخصة "سلاح صوت" × 6 معلومات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:27
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 43%

قائمة القطارات المكيفة بخطوط الوجهين البحرى والقبلى ومواعيد قيامها

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:29
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 47%

واشنطن تدرس فرض عقوبات على شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

التأمين الصحى: قدمنا الخدمة لحوالى 70 مليون مواطن حتى الآن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

ثانى أكبر وصول أسبوعى.. مطار مرسى علم يستقبل اليوم 11 رحلة طيران دولية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:28
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 36%

خالد الغندور: أي لاعب ينضم للزمالك «لازم يبوس إيده وش وضهر»

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

فضائل شهر شعبان.. شهد تحويل القبلة وفيه ترفع الأعمال إلى الله

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:24
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 38%

مسلسلات رمضان 2022.. عمرو وهبة وهشام جمال يروجان لـ«فى بيتنا روبوت 2»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:48
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

استمرار ارتفاع إصابات ووفيات كورونا فى أنحاء العالم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

إمساكية شهر رمضان 2022.. مواعيد الإفطار وساعات الصيام طوال الشهر الكريم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:26
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 45%

اكتشاف كوكب يتشكل على بعد 444 سنة ضوئية قد يحتوى على حياة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:25
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 47%

الحكم على 20 متهمًا فى «أحداث عنف اعتصام النهضة المسلح».. اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:46
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

الصين: 528 إصابة جديدة بكورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:51
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

اليوم.. الأهلى يخوض ثانى مران بجنوب إفريقيا قبل موقعة صن داونز

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:28
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 49%

«النواب الأميركي» يخصص 14 مليار دولار لأوكرانيا في ميزانية جديدة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:22:00
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 91%

سول: أزمة أوكرانيا وتقلبات العملة والتضخم أكبر المخاطر للاقت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:21:31
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

الحكم على متهم بحيازة مفرقعات فى المطرية.. اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-10 06:20:46
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية