باروخ سبينوزا

عودة للموسوعة

باروخ سبينوزا (بالهولندية: Baruch Spinoza) هوفيلسوف هولندي من أبرز فلاسفة القرن 17. ولد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام، وتوفي في 21 فبراير 1677 في لاهاي.

في مطلع شبابه كان موافقًا مع فلسفة رينيه ديكارت عن ثنائية الجسد والعقل باعتبارهما شيئين منفصلين، ولكنه عاد وغير وجهة نظره في وقت لاحق وأكد أنهما غير منفصلين، لكونهما كيان واحد. امتاز سبينوزا باستقامة أخلاقه وخطّ لنفسه نهجا فلسفيًا يعتبر أنّ الخير الأسمىقد يكون في "فرح الفهم" أي في "اتحاد الروح بالطبيعة الكاملة".

حياته

ولد سبينوزا في عام 1632م في أمستردام، هولندا، لعائلة برتغالية من أصل يهودي تنتمي إلى طائفة المارنيين. فقد كان والداه يهوديين هاجرا من البرتغال. اضطر كثير من يهود شبه جزيرة أيبريا (إسبانيا والبرتغال) إلى الهجرة لكثير من دول غرب أوروبا هروبًا من اضطهاد السلطات هناك. وفي البداية اضطروا إلى اعتناق المسيحية، أما بعد حتى وجدوا مناخًا متسامحًا في هولندا فقد عادوا مرة أخرى إلى اليهودية. كان والده تاجرا ناجحًا في أمستردام، ولكنه متزمت للدين اليهودي وبالإضافة إلى تجارته تولى كثيرًا من المناصب الدينية في المجتمع اليهودي هناك، بل وعددًا من المهام التدريسية المنصبة على تعاليم التلمود.

كانت تربية باروخ اورثودوكسية، ولكن طبيعته الناقدة والمتعطّشة للفهم وضعته في صراع مع المجتمع اليهودي. تفهم العبرية والتلمود في يشيفا (مدرسة يهودية) من 1639 حتى 1650م. في آخر دراسته خط تعليقا على التلمود. وفي صيف 1656 نُبذ سبينوزا من أهله ومن الجالية اليهودية في أمستردام بسبب ادّعائه حتى الله يكمن في الطبيعة والكون، وأن النصوص الدينية هي تعبير عن استعارات ومجازات غايتها حتى تعرّف بطبيعة اللهّ. بعد ذلك بوقت قصير حاول أحد المتعصبين للدين طعنه.

كان سبينوزا تلميذًا نجيبًا وموهوبًا، وتلقى تعليمًا دينيًا في مدرسة الجالية اليهودية بأمستردام، وعلى الرغم من تعمقه في دراسة التوراة والتلمود، إلا أنه لم يتم إعداده ليصبح كاهنًا يهوديًا كما افترض الكثير من كتّاب سيرته. بعد وفاة أبيه تولى أخوه الأكبر شئون تجارته، وعندما توفي هذا الأخ، سقط على عاتق سبينوزا إدارة الشركة التجارية التي هجرها الأب، لكن لم تكن لسبينوزا مواهب تجارية ولم تكن شئون المال والأعمال من اهتماماته، ولذلك أهمل التجارة حتى تراكمت الديون وتوقفت الشركة عن نشاطها. وعلى الرغم من ذلك فقد حصل سبينوزا على قليل من مال أبيه مكّنه من إكمال دراسته، وعندما لم يكف الميراث لمتطلبات حياته، انشغل في عمل ذي طابع نادر في تلك الآونة وهو خلق العدسات الطبية، وعمل فيها من 1656 حتى 1660 ويبدوحتى هذه المهنة كانت هي الوحيدة التي شدت انتباه سبينوزا وكانت متفقة مع ميوله، إذ كانت مهنة ذات طابع فهمي تعتمد على جانب نظري متعلق بفهم البصريات وجانب عملي يعتمد على الفهم التجريبي والخبرة المعملية.

وفي عام 1660 حتى عام 1663 أسّس حلقة فكر مع أصدقاءٍ له وخط نصوصه الأولى. ومن عام 1663 حتى 1670 أقام في بوسبرج وبعد نشر كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة سنة 1670 مضى ليستقرّ في لاهاي حيث اِشتغل كمستشار سرّي لجون دوويت. في سنة 1676 تلقّى زيارة من الفيلسوف الألماني "لايبنيتز". ويعتبر كتابه الأخلاق الذي الفه سنة 1677 من أبرز الخط المؤثرة في الفلسفة الغربية, والذي عارض فيه ثنائية العقل-الجسد للفليسوف رينيه ديكارت. توفّي سبينوزا في 21 فبراير ـ شباط 1677 وهوبعمر 44 نتيجة أصابته بسقم رئوي من الممكن السل أوالسحار السيليسي بسبب غبار تنعيم العدسات.

فكره

لوحة للفيلسوف باروخ سبينوزا

في أواخر الخمسينيات من القرن السابع عشر تعهد سبينوزا على مفكر حر هولود فيج ماير، وكون معه ومع مجموعة من الأصدقاء المقربين جماعة قراءة ودراسة انصب اهتمامها على دراسة فلسفة رينيه ديكارت. وعندما لاحظت الجماعة براعة وتعمق سبينوزا في الفلسفة الديكارتية طلبت منه حتى يخط لها ملخصًا شاملًا لها، إلى غير ذلك أخرج سبينوزا أول مؤلفاته وهوكتاب «مبادئ الفلسفة الديكارتية». وعندما بدأ سبينوزا من خلال هذه الجماعة في وضع فلسفته الخاصة بدأت الجماعة في دراسة فلسفته ومناقشتها معه تاركة فلسفة ديكارت. وفي نفس هذه الفترة بدأ سبينوزا في تأليف أول عمل فلسفي خاص به وهورسالة في تهذيب العقل» Tractatus de intellectus emendotione، وفيها تناول سبينوزا طبيعة الفهم وأنواعها، والسبل المناسبة للوصول إلى الفهم السليم لكل ما يمثل خير الإنسان،وذلك عن طريق علاجه من أوهامه وأخطائه وتطهيره بمنهج سليم يستطيع التمييز به بين الأفكار الغامضة والواضحة والأهم من ذلك إثبات وحدة العقل والطبيعة، وأنه ليس هناك أي تناقض بين الروح والجسم والفكر والمادة، تلك الثنائيات التي سيطرت على فلسفة ديكارت.

عندما اكتشف سبينوزا حتى النتائج النهائية في رسالة تهذيب العقل هي إثبات وحدة العقل والطبيعة والقضاء على الثنائيات التقليدية في تاريخ الفلسفة هجر العمل في الرسالة واتجه اهتمامه إلى عمل أكثر ميتافيزيقية يركز على العلاقة بين الفكر والوجود والروح والجسد، ولذلك عكف على تأليف رسالة أخرى عنوانها: «رسالة قصيرة حول الإله والإنسان وصلاحه في الحياة» سنة 1661. لكنه سرعان ما توقف عن كتابتها بسبب اعتقاده حتى أفكاره لن تنال القبول، وهجرها كي ينشغل في عمل آخر يتناول فيه نفس الموضوعات ولكن بمنهج حديث يستطيع به تقديم أفكاره بصورة منطقية تجبر قارئها على الاعتقاد بها دون معارضة، وهذا هوالمنهج الهندسي الذي يبدأ بمسلمات وفروض ثم قضايا مستنبطة منها، وهوالذي اتبعه في كتابه الرئيسي «الأخلاق». واستغرق منه العمل في هذا الكتاب سنوات طويلة حتى أكمله سنة 1675، ولم يستطع نشره إلا قبيل وفاته بأشهر سنة 1677 دون وضع اسمه على الكتاب خوفاً من السلطات الدينية.

ويظهر في فكره تأثره بالفيلسوفين الحلاج وابن عربي.ويرى أنّ أهواء الإنسان الدينيةّ والسياسيّة هي سبب بقائه في حالة العبوديّة.

مفهومه عن الغايات الإنسانية

عندما فكر سبينوزا في الوضع الإنساني عثر حتى جميع البشر يسعون وراء عدد من الأهداف: الثروة والشهرة والمتعة، معتقدين حتى هذه الأمور يفترض أن تجلب لهم السعادة. إلا حتى سعيهم وراءها أوحتى حصولهم عليها لم يوصلهم إلى تلك السعادة التي يتصورونها. ومن ثم يستبعد سبينوزا الثروة والشهرة واللذة باعتبارها ليست الهدف الحقيقي للإنسان الفاضل الذي يسمونحوالسعادة ذلك لأن هذه الأمور هي في النهاية مجرد وسائل وليست أهدافًا في ذاتها، وعندما يتضح حتى هذه الوسائل لا توصلنا إلى السعادة الحقيقية أوالفضيلة الحقة فيجب علينا حتى نتخلى عن استخدامها ونبحث عن وسائل أخرى. وإذا كانت السعادة والفضيلة والحياة الكريمة أهدافًا تتطلب لتحقيقها وسائل، فإن لسبينوزا فلسفة خاصة حول الوسائل الخاصة لتحقيق هذه الأهداف. إذا الوسائل الموصلة للسعادة والفضيلة والحياة الكريمة يجب حتى تكون متفقة مع هذه الأهداف ذاتها، فكيف إذن للإنسان حتى يستخدم وسائل مختلفة طبيعتها عن هذه الأهداف. إذا السعي نحوالثروة والشهرة واللذة مختلف في طبيعته عن السعي نحوالسعادة والفضيلة والحياة الكريمة. يجب حتى تكون الوسيلة من طبيعة الهدف. ولا يجد سبينوزا من وسيلة توصل الإنسان إلى هذه الأهداف سوى العقل المستنير والتفكير القويم. ومعنى هذا حتى تنظيم الإنسان لحياته وسلوكه بطريقة عقلانية هوالوسيلة الوحيدة للوصول إلى السعادة والفضيلة والحياة الكريمة. وبالتالي فيجب على العقل حتىقد يكون هوالموجه للإنسان وأنقد يكون أداته ووسيلته نحوهذه الأهداف. ذلك لأن هذه الأهداف ذاتها ليست في حقيقتها سوى العقلانية المتحققة في حياة الإنسان، أما الثروة والشهرة واللذة فليست بأهداف ولا حتى بوسائل عقلانية. وإذا كان الهدف عقلانيًا فيجب حتى تكون الوسيلة عقلانية هي الأخرى. وبذلك تكون العقلانية هي هدف الحياة الإنسانية وهي أيضًا وسيلة لهذا الهدف. ومن أجل هذا السبب يبدأ سبينوزا بمحاولة لإصلاح العقل، أي محاولة توضح كيفية تهذيب الإنسان لحياته العقلية.

طبيعة الفهم

الفهم عند سبينوزا هي الإدراك السليم، ولذلك فهويبدأ بالبحث في أنواع الإدراك وهي تتمثل في أربعة: الإدراك الشائع أي ذلك النوع من الفهم المباشرة التي نتلقاها بتلقائية من الناس مثل فهم يوم ميلادي أووالدي أوأي شئ آخر لم أشك يوماً في وجوده. الإدراك النابع من الخبرة، أي المعلومات من الأحداث التي تجاوز وأن حدثت. هذا النوع من الفهم لم يتعامل معه العقل بالتحليل أوالفهم، وذلك مثل معهدتي أنني سأموت من خلال مشاهداتي للناس الذين يموتون جميع يوم وإدراكي حتى مصيري يفترض أنقد يكون نفس مصيرهم على الرغم من اختلاف مسببات موتهم عن مسببات موتى. وأفهم من الخبرة المجردة حتى الزيت يشعل النار وأن الماء يطفئها، وأفهم حتى الكلب حيوان ثديي ينبح وأن الإنسان حيوان عاقل. وهذا النوع من الفهم يضم جميع الفهم العملية أوالخبرات الإنسانية اليومية. الإدراك الذي يرجع إلى معهدتي حتى شيءًا ما ينتج من شئ آخر لكن دون فهم السبب، مثل حتى الحرارة تذيب الجليد، وأن الماء يغلي بالتسخين ويصير بخارًا. كما أننا عندما نتأثر جسديًا بشيء فإننا نفهم بذلك حتى العقل مرتبط بالجسم على نحوما، لكننا لا نفهم على وجه الدقة كيف من الممكن أن يرتبط الاثنان معًا ولا طبيعة الإحساس ذاته، أوعندما ندرك حتى من طبيعة العين حتى تجعل الأمور البعيدة تبدوأصغر مما هي عليه ونتوصل من ذلك إلى حتى الشمس أكبر مما يراها البصر. الإدراك النابع من فهم الأمور من ماهيتها، مثل معهدتي حتى من ماهية المثلث حتى تكون مجموع زواياه 180 درجة، وأن زاويتي قاعدة المثلث المتساوي الضلعين متساويتان. هذا النوع من الفهم هوالفهم الفهمية الدقيقة والسليمة عن حق. ويضيف سبينوزا حتى هذا النوع يوصلنا إلى فهم كيفية ارتباط العقل بالجسم إذا عهدنا بدقة ماهية العقل.

الفهم عند سبينوزا تتكون من أفكار، وهذه الأفكار مجردة لكنها في نفس الوقت أفكار لأشياء عينية. فالجسم شئ غير ملموس، أما فكرة الجسم كما تتعامل معها الفيزياء مثلاً فهي فكرة مجردة. ويمضى سبينوزا إلى حتى لكل شئ مادي الفكرة التي تعبر عنه، وبالتالي فليس هناك انفصال بين الفكر والامتداد، ذلك لأن جميع فكرة هي إما فكرة عن شئ ممتد أوفكرة عن فكرة هذا الشئ الممتد. فالشمس مثلًا شيء مادي محسوس ومشاهد، والشكل الكروي هوفكرة الشمس، والدائرة هي فكرة الكرة. عملى الرغم مما تبدوعليه الأفكار من تجريد وعمومية إلا أنها تشير في النهاية إلى فكرة بسيطة عن شيء ممتد. ومصدر تجريد وعمومية الفكرة أنها لا تشير مباشرة إلى الشيء المادي بل إلى فكرة أخرى عن هذا الشيء المادي، مثل الدائرة التي تشير بصورة غير مباشرة للشمس عبر فكرة الشكل الكروي.

العقل والجسد

وضع سبينوزا نظريته حول العقل والجسد في لقاء نظرية ديكارت التي تعد في حقيقتها إعادة صياغة لنظريات العصور الوسطى. مضى ديكارت إلى حتى الكائن الإنساني مكون من جوهرين منفصلين ومتمايزين، جوهر مفكر وهوالعقل وجوهر ممتد وهوالجسم. وبالنسبة لديكارت فإننا نستطيع التفكير في العقل في استقلال عن الجسم ونستطيع التفكير في الجسد في استقلال عن العقل، لأنه لكل جوهر قوانينه الحاكمة له والمتنوعة عن الجوهر الآخر. وديكارت بذلك يعد ثنائيًا في نظريته حول العقل والجسد، وبمزيد من الدقة نقول أنه جوهراني ثنائي substantialist Dualist.ويمضى ديكارت إلى حتى العقل والجسد منفصلين عن بعضهما البعض لكنهما في نفس الوقت موجودين معًا، ووجودهما معًا ليس ضروريًا بل عارضًا، لأن الجسد يمكنه حتى يوجد بدون عقل في حالة الأطفال والمجانين والحيوانات، والعقل أيضًا يمكنه حتى يوجد بدون الجسد في حالة النوم وبعد الموت عندما يموت الجسد وتبقى الروح. كما يمضى ديكارت إلى حتى العقل موجود في الجسد كله لا في جزء فيه وحسب، ذلك لأن العقل ليس مثل ربان السفينة الموجود في مكان منها ويوجهها من هذا المكان، فالعقل منتشر في جميع الجسد لأن العقل هومصدر الإرادة التي تحرك جميع أجزاء الجسد كما أنه مصدر الأحاسيس التي يشعر بها المرء في جسده كله. والجسد عند ديكارت آلة يحركها العقل. وفي لقاء الثنائية الديكارتية بين العقل والجسد يأتينا سبينوزا بنظرية مختلفة لم يسبق لأي فيلسوف حتى اتى بها، إذ يمضى سبينوزا إلى حتى العقل والجسد شئ واحد، وذلك من منطلق وجود جوهر واحد يحمل صفتي الفكر والامتداد في نفس الوقت. فالعقل والجسد عند سبينوزا صفتان أوحالان للجوهر الواحد . كما يمضى سبينوزا إلى حتى العقل هوالحال المخصوص لجسد إنساني معين، ذلك لأن لكل جسد إنساني عقله الخاص، وهويقول في ذلك: «إن موضع الفكرة التي تشكل العقل الإنساني هي الجسد، الذي هوحال خاص للامتداد وليس شيئًا آخر سوى ذلك» وكل حادثة جسدية توازيها حادثة أخرى مماثلة لها على مستوى العقل، بمعنى حتى جميع ما يشعر به الجسد باعتباره إحساس يشعر به العقل باعتباره شعورًا أوفكرة. ذلك لأن الجوع إحساس جسدي، أما الرغبة في تناول الطعام فهي شعور عقلي، ومثلما يشعر الجسد بالجوع يشعر العقل بالرغبة التي هي شيء عقلي في السعي نحوالبحث عن الطعام.

العقل والإيمان

تختلف فلسفة سبينوزا في هذه المجالات عن جميع الفلسفات السابقة عليه، بل واللاحقة أيضًا، حتى ليبدوسبينوزا وكأنه يقف وحده بين مفكري العصر الحديث، ما عدا اقتراب فولتير وروسووالفلاسفة الماديين الفرنسيين في أواخر القرن الثامن عشر منه. ووجه الاختلاف حتى الفلاسفة المحدثين قبل سبينوزا والمعاصرين له جروا على عادة فلاسفة العصور الوسطى في محاولاتهم التوفيق بين اللاهوت أوالدين والإيمان من جهة والعقل أوالفلسفة من جهة أخرى، وإثبات عدم تعارضهما أوتناقضهما، بحيث أصبح العقل لديهم أوليًا في إثبات صحة بعض العقائد اللاهوتية المعنية. وبذلك رأينا في العصور الوسطى سلسلة من الفلاسفة بين القديس أوغسطين في القرن السادس الميلادي والقديس توما الأكويني في القرنين الثاني عشر والثالث عشر يستخدمون حججًا عقلية في إثبات صحة اللاهوت. ولم يخرج فلاسفة الإسلام عن ذلك، إذ ظهرت في الفلسفة الإسلامية مذاهب كلامية أهمها المعتزلة والأشاعرة هدفت الدفاع عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، وظهرت أيضًا فلسفات تحاول التوفيق بين العقل والنقل، أهمها محاولة ابن رشد في كتابه «فصل الموضوع فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال»، و«درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية. ولم يكن فلاسفة العصر الحديث استثناء في هذا الاتجاه، إذ رأينا كيف من الممكن أن حتى ديكارت يستخدم منهجاً عقلياً يبدأ بالشك كي ينتهي إلى وجود الأنا أفكر، ووجود الإله وخلود النفس، وقد سار في الاتجاه نفسه بعد سبينوزا جميع من مالبرانش وباسكال من الفرنسيين ولايبنتز وكرستيان فولف من الألمان، حتى حتى كانط نفسه بعد حتى نقد أولاً وجود الإله وخلود النفس في «نقد العقل الخالص» عاد في «نقد العقل العملي» إلى توضيح حتى الأخلاق لا يمكن حتى تقوم لها قائمة دون التسليم، من باب الضرورات العملية الأخلاقية، بوجود الإله وخلود النفس.

أما سبينوزا فهويشذ عن جميع هؤلاء ويقف برأيه منفردًا في القرن السابع عشر، على الرغم من تبني فولتير وروسووكثير من الفلاسفة المعاصرين لوجهة نظره، إذ أوضح في كتابه «رسالة في اللاهوت والسياسة» حتى الإيمان والفلسفة منفصلين، وأن العقل ليس خادماً للاهوت – ولكل مجال خاص يختلف عن مجال الآخر. إذ يمضى إلى حتى غاية الفلسفة هي الحق وحده أوالحقيقة، وغاية الإيمان هي الطاعة والتقوى وحسب. كما حتى الأسس التي تقوم عليها الفلسفة هي الأفكار المشهجرة أي المبادئ العامة التي تحكم الأمور، أوالقوانين الثابتة للطبيعة، وهذه نستخلصها من دراستنا للطبيعة وحدها. أما الإيمان فيتأسس على الخط المقدسة والتسليم بواقعة الوحي، ولأن مجال الفلسفة يختلف عن مجال الإيمان، فإن التفلسف لا يضر الإيمان ولا يشكل خطرًا عليه. ولأن الإيمان يعتمد على التسليم بالوحي والخط المقدسة، فمعنى هذا حتى الإيمان في جوهره يكفل لكل فرد الحرية المطلقة في حتى يتفلسف. ولأن الهدف الأساسي للإيمان هوتهذيب الأخلاق بجعل الناس يطيعون الأوامر الأخلاقية، فإنه لن يتضرر إذا لم تدعوالفلسفة إلى أي عصيان أوتعصب أوكراهية في المجتمع. والمؤمنون الحقيقيون هم أولئك الذين يدعون الناس إلى العدل والإحسان، لا اللجوء إلى حجج وبراهين عقلية لإثبات عقائد معينة. وينطلق سبينوزا في وجهة نظره هذه من مبدأ يمضى إلى حتى العقائد مختلفة لدى الشعوب، وكذلك فهي تتغير وتتطور، أما الإيمان الذي يتمثل في التقوى والطاعة والدعوة إلى العدل والإحسان فثابت وغير متغير. ولذلك لا يجب حتى يتدخل العقل في إثبات عقائد معينة لأن هذه ليست وظيفته، بل وظيفته الأساسية اكتشاف القوانين وإدراك نظام الطبيعة.

ويميل سبينوزا إلى الرأي القائل حتى الإيمان طريق ضروري لقيادة العامة، ذلك لأن الكتاب المقدس يعتمد في نصوصه على الخيال التصويري والمجاز وضرب الأمثلة، ولغته خطابية حماسية. والجمهور لا يستطيع الوصول إلى المبادئ الأخلاقية عن طريق النظر العقلي والتفلسف والبرهان مثلما يعمل الفلاسفة، ولذلك فهوفي حاجة إلى من يقدم له حقائق الأخلاق بالأسلوب الخيالي والمجازي في صورة مباشرة، وعلى أنها قوانين مفروضة في صورة شريعة. ذلك لأن العامة لا يستطيعون التوصل بتفكيرهم الخاص إلى الصواب والخطأ وهم في حاجة دائمة إلى من يقودهم ويقدم لهم القواعد جاهزة، وهذا ما يوفره لهم الدين. وإذا كانت الغاية من الحياة الإنسانية هي السعادة، فإن الدين يقدم للعامة طريقًا مختصرًا وبسيطًا للوصول إليها، وهوالطاعة والخضوع والالتزام بالأوامر الإلهية، وهذا ضروري بالنسبة لهم لأن طريق النظر العقلي إلى السعادة والمتمثل في إدراك طبيعة الوجود والقانون الطبيعي الذي إذا اتفق سلوك الإنسان معه تحققت له السعادة ليس متاحًا للعامة بل هوخاص بأصحاب العقل والتفكير الفلسفي. ولذلك يمضى سبينوزا إلى ضرورة التسليم بسلطة الدين والخط المقدسة وعدم إخضاعها للعقل، لأن هذا الإخضاع إما حتى يؤدي إلى انهيار كثير من العقائد الضرورية أويولد الاختلافات اللاهوتية والممضىية التي يجب على الإيمان الحقيقى تجنبها، لأن هدفه النهائي ليس نظريًا بل عمليًا، ليس هدفه إثبات عقائد معينة بل هدفه التقوى والطاعة والعدل والإحسان.

أعماله

كتاب الأخلاق الذي الفه سنة 1677

ألف سبينوزا عدداً صغيراً من المؤلفات، وعلى الرغم من قلة مؤلفاته إلا أنها أحدثت تأثيراً واسعاً في الفكر الفلسفي اللاحق، وخاصة كتاب «الأخلاق». أول مؤلفاته كان «مبادئ الفلسفة الديكارتية» وأخرها كتابه الشهير «الأخلاق» الذي نشر بعد وفاته. والحقيقة حتى جميع فلسفة سبينوزا يجدها المرء في كتابه «الأخلاق»، أما كتابه الشهير الآخر «رسالة في اللاهوت والسياسة» فهودرس نقدي في العلاقة بين الدين والسياسة، والمؤسسة الدينية والدولة. ويتناول فيه قضية العلاقة بين العقل والإيمان، والسلطة الدينية والسلطة السياسية، وفيه يثبت حتى التفلسف ليس خطراً على الدولة أوعلى الإيمان، وأن الحرية الفكرية والدينية ضرورية في دولة ديمقراطية حديثة، وقد نشره سبينوزا في 1670 دون وضع اسمه على الغلاف، وقد اتبع هذا الأسلوب أيضاً مع كتاب الأخلاق سنة 1677 . وعلى الرغم من ذلك فإن جميع من عاصروا سبينوزا كانوا يفهمون أنه هومؤلف الكتابين. وآخر عمل انشغل فيه كان «رسالة في السياسة» سنة 1676، ونشر بعد وفاته، وفيه يضع نظريته في الحقوق الطبيعية والمدنية ويوضح أفضلية النظام الديمقراطي والجمهوري، ويتناول فيه أنواع الحكومات المتنوعة من أرستقراطية وملكية وديمقراطية، مشروحاً أفضلية النظام الديمقراطي على غيره.

كتاب الأخلاق

يبدومن عنوان الكتاب أنه يتحدث عن الأخلاق باعتبارها نوعاً من فروع الفلسفة، لكن الكتاب لا يتناول هذا المعنى المعروف لحدثة «الأخلاق» Ethics إلا في الجزء الأخير من الكتاب. ويفاجأ القارئ حتى كتاب الأخلاق لا يحتوي على ممضى سبينوزا في الأخلاق إلا في نهايته، أما أغلبه فهودرس في الإله، وفي الإنسان: طبيعته وطبيعة معهدته، وأخيراً الأخلاق. إذا سبينوزا يتعامل في أغلبه مع الموضوعات الميتافيزيقية والأنطولوجية والإبستمولوجية مثل الإله والعالم والجوهر والكمال والفهم البشرية والفهم الإنساني، وسبب تسمية الكتاب باسم الأخلاق هوقناعة سبينوزا حتى جميع تأملات الفلسفة الميتافيزيقية وكل ما يمكن حتى يضعه العقل البشري من أفكار أنطولوجية ليس له غاية نهائية إلا توجيه الإنسان في حياته من أجل هدف سامي لهذه الحياة الإنسانية وهوالسعادة وسلامة الإنسان العقلية والأخلاقية.

يمكن تقسيم كتاب «الأخلاق» من ثلاثة أجزاء، الأول عن الإله وفيه يضع سبينوزا نظريته الأنطولوجية، والثاني حول الإنسان وهونظرية سبينوزا في الفهم، والثالث حول الأخلاق. خط سبينوزا كتابه هذا بالطريقة الهندسية، إذ بدأ بمجموعة من التعريفات، فقد بدأ بتعريف الجوهر، منتقلاً منه إلى المصادرات وقد عثر كثير من قراء سبينوزا صعوبة بالغة في تتبع حججه في هذا الكتاب نظراً لصعوبة الشكل الهندسي الذي وضع فيه فلسفته.

وهذه الصعوبة لم تكن مقتصرة على القارئ العادي، بل إذا فلاسفة كبار من أمثال هنري برجسون قد أعربوا عن الصعوبة التي قابلوها في قراءة كتاب «الأخلاق» لسبينوزا.

منطق في إصلاح العقل

تناول سبينوزا طبيعة الإنسان وطبيعة وأصل الفهم الإنسانية في الجزء الثاني من «الأخلاق» بالإضافة إلى منطق صغير بعنوان «في إصلاح العقل». وفي حين حتى هذا الموضوع يتناول الفهم الإنسانية حصرياً ويربطها بالأخلاق والسعادة والفضيلة الإنسانية، فهوفي الجزء الثاني من «الأخلاق» يتناول الإنسان من حيث طبيعته ووضعه في الكون وعلاقته بالعالم ويحاول حل قضية الثنائية التقليدية بين العقل والجسم التي ظهرت لدى ديكارت. الحقيقة حتى كتاب «الأخلاق» لا يحوي على مقدمة أومدخل يوضح ما ينوي سبينوزا القيام به في هذا الكتاب ولذلك يعد منطق «في إصلاح العقل» هومقدمة «الأخلاق» التي توضح لنا الأهداف التي تصدى لها سبينوزا في فلسفته.

مصادر

  1. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118616242 — تاريخ الاطلاع:تسعة أبريل 2014 — الرخصة: CC0
  2. Baruch de Spinoza
  3. معهد الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6v129sq — باسم: Baruch Spinoza — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
  4. معهد الموسوعة الوطنية السويدية: https://www.ne.se/uppslagsverk/encyklopedi/lång/baruch-spinoza — باسم: Baruch Spinoza — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017 — العنوان : Nationalencyklopedin
  5. معهد مشروع الأنطولوجيا الفلسفة إنديانا: https://www.inphoproject.org/3936 — باسم: Baruch Spinoza — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
  6. معهد صناع الآلات الفهمية في هولندا: http://www.dwc.knaw.nl/biografie/scientific-instrument-makers/?pagetype=authorDetail&aId=PE00003113
  7. معهد موسوعة بروكهوس على الإنترنت: https://brockhaus.de/ecs/enzy/article/spinoza-baruch — باسم: Baruch Spinoza — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
  8. ^ وصلة : https://d-nb.info/gnd/118616242 — تاريخ الاطلاع:عشرة ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
  9. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118616242 — تاريخ الاطلاع: 28 سبتمبر 2015 — المحرر: ألكسندر بروخروف — العنوان : Большая советская энциклопедия — الاصدار الثالث — الباب: Спиноза Бенедикт — الناشر: الموسوعة الروسية العظمى، جسك وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "cb675346e378f542387d66d56506e81a7339cbd6" معهد أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  10. ^ وصلة : https://d-nb.info/gnd/118616242 — تاريخ الاطلاع: 30 ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
  11. ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11925350v — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  12. ^ James Martineau, A study of Spinoza (London: Macmillan, 1883), PP. 1-8
  13. ^ Ibid: PP. 15-18
  14. ^ Qui est Spinoza Spinoza.fr نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  15. ^ (3 ) Steven Nadler, Spinoza’s Ethics, An introduction (Nw York: Cambridge University Press, 2006), PP. 11-13
  16. ^ Don Garrett, The Cambridge Companion to Spinoza (New York: Cambridge University Press, 1996), PP. 40-45
  17. ^ Spinoza, “On The Improvement of the Understadig” in The Chief works of Benedict de Spinoza, op. cit, vol. II, PP. 3-5
  18. ^ Ibid: PP. 7-10.
  19. ^ Ibid: P. 8
  20. ^ Ibid: P. 11-12
  21. ^ Ibid: P. 13.
  22. ^ سبينوزا: رسالة في اللاهوت والسياسة. ترجمة د. حسن حنفي، مراجعة د. فؤاد زكريا. مخطة الأنجلوالمصرية، القاهرة، 1981م، ص 363.
  23. ^ سبينوزا: رسالة في اللاهوت والسياسة. ترجمة د. حسن حنفي، مراجعة د. فؤاد زكريا. مخطة الأنجلوالمصرية، القاهرة، 1981م، ص365-3676.
  24. James Martineau, op. cit, PP. 72-78.

وصلات خارجية

  • باروخ سبينوزا على مسقط MusicBrainz (الإنجليزية)
  • باروخ سبينوزا على مسقط المخطة المفتوحة (الإنجليزية)
تاريخ النشر: 2020-06-01 22:18:04
التصنيفات: مواليد 1632, مواليد في أمستردام, وفيات 1677, باروخ سبينوزا, أشخاص من العمر في عصر التنوير, الهرطقة في اليهودية, تاريخ أخلاقيات, تاريخ الأديان, تاريخ الأفكار, تاريخ التعليم, تاريخ العلوم العصبية, تاريخ الفلسفة, تاريخ المنطق, ثورة علمية, حتميون, طرد الناس من المعابد اليهودية, عصر التنوير, عقلانيون, علماء الكتاب المقدس يهود, علماء الكتاب المقدس يهود في القرن 17, علمانية, فكر حر, فلاسفة أخلاق, فلاسفة الأديان, فلاسفة التنوير, فلاسفة الرياضيات, فلاسفة العصر الحديث المبكر, فلاسفة العقل, فلاسفة القرن 17, فلاسفة اللغات, فلاسفة تعليم, فلاسفة سياسيون, فلاسفة علم الاجتماع, فلاسفة علوم, فلاسفة قانون, فلاسفة من تاريخ, فلاسفة من ثقافة, فلاسفة من علم النفس, فلاسفة نظرية المعرفة, فلاسفة هولنديون في القرن 17, فلاسفة يهود, كاتبون عن الفلسفة, كتاب باللغة اللاتينية في القرن 17, كتاب من أمستردام, لاهوتيون يهود في القرن 17, مترجمون يهود في الكتاب المقدس, مشككون يهود, منتقدو اليهودية, منطقيون هولنديون, منظرون سياسيون هولنديون في القرن 17, ميتافيزيقيون, نقاد الأديان, نقاد الكاثوليكية, هولنديون من أصل يهودي برتغالي, وفيات في لاهاي, يهود سفارديون في القرن 17, يهود هولنديون, صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات تحتوي نصا بالعبرية, مقالات تحتوي نصا باللاتينية, مقالات تحتوي نصا بالبرتغالية, صفحات تستخدم خاصية P1559, صفحات تستخدم خاصية P18, مواليد 24 نوفمبر, صفحات بها مراجع ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P569, صفحات تستخدم خاصية P19, صفحات تستخدم خاصية P570, صفحات تستخدم خاصية P20, صفحات تستخدم خاصية P509, صفحات تستخدم خاصية P27, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم خاصية P101, صفحات تستخدم خاصية P800, صفحات تستخدم خاصية P737, صفحات تستخدم خاصية P135, صفحات تستخدم خاصية P109, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, مقالات تستعمل روابط فنية ببيانات من ويكي داتا, صفحات تستخدم خاصية P434, صفحات تستخدم خاصية P648, بوابة القرن 17/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة القرن 18/مقالات متعلقة, بوابة هولندا/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة العقل والدماغ/مقالات متعلقة, بوابة أمستردام/مقالات متعلقة, بوابة أخلاقيات/مقالات متعلقة, بوابة اليهودية/مقالات متعلقة, بوابة الإنجيل/مقالات متعلقة, بوابة القانون/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة العلوم/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات بها شريط بوابات بأكثر من 10 بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P1309, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, صفحات تستخدم خاصية P268, صفحات تستخدم خاصية P651, صفحات تستخدم خاصية P1015, صفحات تستخدم خاصية P245, مقالات فيها معرفات MusicBrainz, صفحات تستخدم خاصية P409, صفحات تستخدم خاصية P396

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"التموين": توريد 285 ألف طن قمح محلي منذ بدء الموسم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:32
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

وعكة أردوغان الصحية.. كيف سيؤثر مرضه في الانتخابات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:18:07
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 92%

وزير التعليم: إعداد عرض مسرحى لطلاب المدارس بـ"نص مناسب"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

سفير موسكو بالخرطوم: الوضع الأمني بالسودان لا يزال متوتراً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:18:41
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 85%

زوجة راموس توجه رسالة "مفخخة" لإدارة باريس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:18:05
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 96%

مدرب برشلونة يحدد أولى ضحايا الميركاتو الصيفي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:18:04
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 97%

وزيرة الهجرة: جسر جوى لإجلاء المصريين بالسودان على مدار 4 أيام

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

بعد تهديد ووعيد.. روسيا تتراجع: لن نستخدم النووي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:18:58
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 87%

رسميا.. حسين الشحات لاعب الجولة الـ19 في الدوري الممتاز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:38
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

مصرع عنصرين شديدى الخطورة فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بالجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:29
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

3 فئات لأسعار التذاكر.. عمر خيرت يلتقى جمهوره فى حفلين بالأوبرا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:27
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

وزير الدفاع الأوكراني: أنهينا التحضيرات للهجوم المضاد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:19:00
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 89%

الأهلى بزيه التقليدى أمام الرجاء.. تفاصيل الاجتماع الفنى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:20:30
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

زيدان يتلقى صدمة جديدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-28 15:18:04
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية