شخصنة
عودة للموسوعةالشخصنة أوالقدح الشخصي صنف رائج من المغالطات، بحيث حتى "الدعوى" أو"الحجة" تكون خاطئة، بسبب معلومات (عيوب) متعلقة بالمحرر أوبالشخص الذي يعرض هذه الدعوى، وليس بالدعوى نفسها. في العادة تتخذ هذه المغالطة خطوتان: الأولى، هي هجوم على الشخص الذي يتبنى الدعوى بسبب ظروفه أوأفعاله أوأي شيء متعلق بشخصيته. الثانية، يتم تمديد الهجوم ليكون دليلا ضد الدعوى أوالحجة. وهذا النوع من المغالطة يسير بالنحوالتالي:
- شخص (أ) يطرح دعوى (س).
- شخص (أ) يتسم بالعيب (ك).
- العيب (ك) هوفي المدعي (أ) وليس في الدعوى (س).
- إذن، دعوى (س) خاطئة.
السبب في كون "الهجوم على الشخص" يعتبر مغالطة، هي حتى الشخصية، أوالظروف أوأفعال الشخص، لا علاقة لها بصحة أوبخطأ الدعوى المطروحة، فحقيقة حتى "1+1=2" لا تختلف إطلاقا مهما كان قائلها لأنها لا تعتمد على الشخص.
ولكن هناك بعض الحالات التيقد يكون لا يعتبر القدح الشخصي فيها مغالطة، وذلك حين تكون الصفات الخلقية أوالجسدية هي المسألة المعنية على وجه التحديد. كما يحصل في المحكمة حين يقدم الشهود شهاداتهم ويأتي الطعن في شهادتهم، فالطعن في شخصية الشاهد من حيث قدرته العقلية والإدراكية غير خارج عن موضوع الشهادة ذاتها، وبالتالي لا يعتبر مغالطة.
أمثلة
- "أنا أعذرك حينما ترى حتى هذا الرأي خاطئ وضد مصلحة المجتمع، لأنك من كبار التجار الفاسدين"
- النقد: كون المخاطب من كبار التجار الفاسدين فهذا بحد ذاته لا يجعل النتيجة سليمة (أنه ليس ضد مصلحة المجتمع).
- "أنت برجوازي ولديك امتيازات كثيرة ولاترى أي مصلحة تتجاوز مصلحتك الشخصية، فكل ما تقوله لا قيمة له إطلاقا مهما بلغت من الشهرة"
- "نظرية التطور خاطئة لأن داروين كان متأثرا بوفاة ابنته فعادى الدين ثم أعرب نظريته"
أنواع الشخصنة
توسل بالنفاق
يشير مصطلح الشخصنة الندية (حرفيا: أنت أيضا) إلى الانادىء بأن صاحب الحجة قد تحدث أوتصرف بشكل لا يوافق حجته. وبشكل أكثر تحديدا، فإذا انتقد (أ) تصرفات (ب)، فإن الرد بشخصنة أنت أيضاقد يكون حتى (أ) قد تصرف بنفس الطريقة هوالآخر. وهذا البرهان خاطئ، فهولا يدحض الفرضية، وإذا كانت سليمة فقد يحدث صاحبها منافقا، لكن ذلك لا يجعل تصريحه خاطئا من ناحية منطقية. بل في الواقع قد يحدث الشخص (أ) في مسقط يقدم شهادة شخصية تؤيد حجته. على سبيل المثال، قد يطلب رجل من ابنه حتى يقلع عن التدخين لئلا يندم حينما يكبر، وربما يشير الابن حينها إلى حتى أبيه مدخن أوكان مدخنا. لكن ذلك لا يعني حتى الابن لن يندم على تدخينه حينما يكبر.
الشخصنة الظرفية
تشير الشخصنة الظرفية إلى حتى ظروف أحدهم هي ما تقوده لاتخاذ موقف ما. وهي مغالطة لأن النزعة إلى تقديم انادىء ما لا يعني أنه خاطئ، وهذا يتداخل مع مغالطة الأصل (تكذيب انادىء ما بسبب مصدره).
لا تنطبق الشخصنة الظرفية حينما يعبر أحدهم عن رأيه باستخدام حجج منطقية مبنية فقط على فرضيات مقبولة. لكن حينما يسعى ذلك الشخص إلى إقناع المستمعين بحقيقة فرضيته بانادىءه امتلاك سلطة أوخبرة أوظروف شخصية، فإن رؤية ظروفه تلك قد تحط من صحة دليله وأحيانا تكذبه تماما.
أمثلة:
- شهادة ماندي رايس ديفس في قضية بروفومو: «من المتسقط حتى يقول ذلك، أليس كذلك؟» هذه الشهادة مثال على شخصنة ظرفية. فما تشير إليه ماندي هوحتى رجلا في منصب مهم، ومتهم بعلاقة غرامية مع فتاة، سينكر التهم الموجهة إليه سواء كانت سليمة أم لا. وبالتالي فإنكاره، في حد ذاته، يقدم دليلا صغيرا ضد اتهامه بعلاقة غرامية.
رغم حتى هذه الحجة صالحة بقدر ما تقلل من قيمة الإنكار، فهي لا تقوي الانادىء الأساسي أيضا. وإذا فسرنا الدليل الخاطئ للإنكار كدليل سليم على الانادىء الأصلي فإننا بذلك نكون قد سقطنا في مغالطة، ورغم حتى الرجل المتهم قد ينكر علاقة غرامية حدثت بالعمل، فمن المحتمل بشكل أكبر أنه سينكر علاقة غرامية لم تحدث قط. (على سبيل المثال، يعتبر استنتاج الذنب من الإنكار، أوالتقليل المفرط من قيمة الإنكار، سمة شائعة عند أصحاب نظرية المؤامرة، مطاردي الساحرات، المحاكمات الشكلية، وغيرها من الظروف القسرية التي يعتبر الشخص المستهدف فيها مذنبا).
- يقترح غلاسنر حتى بينيت ليس مؤهلا لانتقاد موسيقى الراب بسبب آراء بينيت عن أشياء أخرى. رغم حتى آراء بينيت عن الأمور الأخرى قد تكون خاطئة وقد لا تكون خاطئة، فذلك لا يعني حتى انتقاده للراب خاطئ.
مذنب بالتبعية
مغالطة الذنب بالارتباط قد تصير أحيانًا ضربًا من الشخصنة، وذلك إذا ما قام الخصم المحاور بمهاجمة مصدر الحجة بسبب تشابه آراء الشخص الذي يدافع عن القضية مع آراء جماعة أخرى تدافع عن نفس القضية.
وتسير تلك المغالطة على هذا النحو:
- المصدر «أ» يدافع عن القضية «س».
- الجماعة المعروفة باسم «ب»، وهي جماعة يبغضها المتلقي، تدافع عن نفس القضية «س».
- ومن هنا يرى المتلقي حتى المصدر «أ» يتشابه في آرائه مع الجماعة «ب»، وبالتبعية فإنه يتشارك معها في الذم وكل ما يقوله خاطئ من وجهة نظر المتلقي.
وكمثال على المغالطة السابقة: «هل عهدتم يا سادة حتى منظمة «كارهي الجراء» قدمت دعمها لخصمي في الانتخابات،يا ترى؟ هل يصح إذن حتى تصوتوا لمثل هذا الشخص والذي تلقى دعمًا للتومن تلك المنظمة البغيضة؟»
الشخصنة غير المغلوطة
وينبغي علينا في حالة ما إذا استعان أحدهم بالشخصنة في مهاجمة قول ما حتى نتبين طبيعة ذلك القول. هل هوتعبير عن حجة أم أنه إقرار بحقيقة ما (أوشهادة حق)،يا ترى؟ ففي الحالة الأخيرة يستلزم علينا في كثير من الأحيان حتى نتحقق من مصداقية الشخص الذي تفوه بذلك القول قبل حتى نصدر أحكامًا بشأنه.
وتجدر الإشارة إلى حتى مغالطة الشخصنة تحدث فقط في حالة ما إذا قام أحد المحاورين بمهاجمة إنسان المحاور الآخر في سبيل إبطال حجته. لكن شتم أوإهانة المحاور ليسا بالضرورة أمثلة على الشخصنة. عملى سبيل المثال، إذا ما قدم أحد المحاورين أدلة وحجج كافية لإبطال حجة الخصم المحاور، ثم أتبعها ببعض الهاتى على إنسان الخصم، فإن ذلك الهجوم الشخصي الأخير لا ينقض بالضرورة حجة المحاور. والأمر هنا يعتمد على ما إذا كان المحاور يلجئ إلى السباب كسلاح ضد حجة خصمه. فمغالطة الشخصنة تتطبق على هذه الحالة إذا كان غرض السباب هوالرد على حجة أومزاعم الخصم.
موضع الجدل حول كونها مغالطة
وفي رأي المحرر والمفهم الجامعي الكندي دوج والتن حتى الحجج المشخصنة ليست مغلوطة في جميع الأحوال. ففي بعض الأسيقة قد يحدث من المفيد حتى نتشكك من تصرفات المحاور أوشخصيته أوأهدافه،[12] لاسيما حين يتضح منها نفاق المحاور أوتناقض أفعاله مع أقواله.
أما في رأي الفيلسوف تشارلز تايلور عن الحجة المشخصنة (وهي التي تعتمد فيها مصداقية قول ما على حقائق شخصية متعلقة بمن تفوه بذلك القول) أنها أساسية في فهم بعض القضايا الأخلاقية، وذلك بسبب الارتباط الكائن بين شخصية الأفراد والأخلاق (أوالنادىوي الأخلاقية). ويفرق تايلور بين هذا النوع من الحجج وبين الحجج البديهية (والتي تتعلق بحقائق لا خلاف فيها) الخاصة بالممضى الطبيعي في الفلسفة.
انظر أيضا
- محاجة الإنسان بكلامه
- توسل بالمرجعية
- توسل بالعاطفة
- ذنب بالارتباط
- اغتيال الشخصية
- تكتيكات تشويه السمعة
- الرنجة الحمراء
- تسميم البئر
- خطأ الإحالة الأساسي
- أخبار كاذبة
- مغالطة بهلوانية
- فن حتى تكون دائما على صواب (كتاب)
- ماذاعنية
- توسل بالنفاق
- مغالطة لهجة الشرطة
المراجع
- ^ 42 Fallacies - Free eBook نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
- ^ كتاب "المغالطات المنطقية"، تأليف: عادل مصطفى
- ↑ Walton, Douglas (1998). Ad Hominem Arguments. University of Alabama Press. صفحات 18–21. ISBN .
- ↑ Curtis, Gary N. "Argumentum ad Hominem". Fallacy Files. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2007. اطلع عليه بتاريخعشرة سبتمبر 2007.
- ^ Arp, Robert; Barbone, Steven; Bruce, Michael (2019). Bad Arguments: 100 of the Most Important Fallacies n Western Philosophy. Wiley Blackwell. صفحة 83. ISBN .
- ^ Walton, Douglas (2008). Informal Logic: A Pragmatic Approach. Cambridge University Press. صفحة 170.
- ^ Taylor, Charles (1995). "Explanation and Practical Reason". Philosophical Arguments. Harvard University Press. صفحات 34–60. ISBN .
جزء من سلسلة منطقات حول |
المغالطات المنطقية |
---|
عام
|
مغالطات صوريَّة
|
مغالطات غير صوريَّة
|
مغالطات الارتباط
|
بوابة منطق |
التصنيفات: بلاغة, بيرونية, تقنيات البروباغندا, عبارات منطقية لاتينية, كلمات وعبارات لاتينية, مغالطات المنشأ, مغالطات غير رسمية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة القانون/مقالات متعلقة, بوابة منطق/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات بها وصلات إنترويكي