سورة الفاتحة

عودة للموسوعة
الفاتحة
الفاتحة
التصنيف مكيَّة
معنى الاسم فاتحة القرآن
الأسماء الأخرى أم الكتاب
أم القرآن
السبع المثاني
القرآن العظيم
زمن الوحي السنوات الأولى للنبوة قبل الهجرة.
الإحصائيات
رقم السورة 1
عدد الأجزاء 1
عدد الأحزاب 1
عدد السجدات لا يوجد
عدد الحدثات 29
عدد الحروف 139
عدد الآيات حول المواضيع الخاصة الألوهية: 3
الدار الآخرة: 1
العبادات: 1
الشريعة: 1
طوائف الكفار: 1
السورة السابقة لا يوجد
السورة التالية البقرة
تلاوة لسورة الفاتحة

بصوت سعود الشريم

سورة الفاتحة أوالسبع المثاني أوأم الكتاب هي أعظم سورة في القرآن الكريم، لقول النبي محمد: «الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»، وذلك لأنها افتتح بها المصحف في الكتابة، ولأنها تفتتح بها الصلاة في القراءة. لسورة الفاتحة أسماء كثيرة عدها السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن خمسةً وعشرين اسمًا بين ألقاب وصفات جرت على ألسنة القراء من عهد السلف، ومنها: القرآن العظيم، وسورة الحمد، والوافية، والكافية. وقد أجمع جمهور الفهماء على حتى آيات سورة الفاتحة سبع آيات وذلك باتفاق القراء والمفسرين، ولم يشذ عن ذلك إلا ثلاثة: الحسن البصري ونطق إنهن ثمان آيات، ونطق عمروبن عبيد والحسين الجعفي إنهن ست آيات، واستدل الجمهور بقول الرسول: «السبع المثاني». وتعد السورة سورة مكية أُنزلت قبل هجرة الرسول من مكة، وهوقول أكثر الفهماء، وكان ترتيبها في النزول خامسًا على قول بدر الدين الزركشي بعد سورة العلق وسورة القلم وسورة المزمل وسورة المدثر.

اشتملت السورة على أغراض عدة، وهي: حمد الله وتمجيده، والثناء عليه بذكر أسمائه، وتنزيهه عن جميع النقائص، وإثبات البعث والجزاء، وإفراده بالعبادة والاستعانة، والتوجه إليه بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، والتضرع إليه بتثبيتهم على الصراط المستقيم، والإخبار عن قصص الأمم السابقين، كما اشتملت السورة على الترغيب في الأعمال الصالحة. وذكَّرت بأساسيات الدين: شكر نعم الله في قوله: الحمد لله، والإخلاص لله في قوله: إياك نعبد وإياك نستعين، والصحبة الصالحة في قوله: صراط الذين أنعمت عليهم، وتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته في قوله: الرحمن الرحيم، والاستقامة في قوله: اهدنا الصراط المستقيم، والآخرة في قوله: مالك يوم الدين، بالإضافة لأهمية النادىء في قوله: إياك نعبد، وإياك نستعين.

وإن لسورة الفاتحة أهمية كبيرة في الإسلام وكذلك في حياة المسلم، فهي ركن عظيم من أركان الصلاة، فالصلاة لا تصح إذا لم تُقرأ الفاتحة فيها على الرأي الراجح عند جمهور الفهماء، فقد روي عن أبي هريرة عن النبي نطق: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاجَ - ثلاثاً- غير تمام». وفي رواية أخرى: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

التسمية



هذه الموضوعة جزء من سلسلة:


لسورة الفاتحة أسماء كثيرة ذكرها الفهماء في خطهم منهم الإمام الرازي والقرطبي والسيوطي وغيرهم، حيث تدل كثرة الأسماء على شرف المُسمَّى ومكانته. التسمية الرئيسية للسورة هي الفاتحة، والفاتحة في اللغة: مشتقة من الفتح وهونقيض الإغلاق، فَتحه يفتحه فَتحًا وافَتَتحه وَفتَّحه فانَفَتح وتَفَتَّح. وفاتحة الشيء أوله، وفواتح القرآن هي أوائل السور، والواحدة فاتحة. وأم الكتاب ينطق لها: فاتحة القرآن. والفاتحة اسم على وزن (فاعلة)، تطلق على أول جميع شيء فيه تدريج. بالإضافة لاسم الفاتحة، سميت السورة بأسماء عديدة بعضها أسماء توقيفية والبعض الآخر أسماء اجتهادية، فقد ذكر ابن عاشور أنه لم يثبت في السنة السليمة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب أوالسبع المثاني وأم القرآن أوأم الكتاب.الأسماء التوقيفية:

  • فاتحة الكتاب: رُوي عن أبي هريرة حتى رسول الله أمره حتى يخرج فينادي: «أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد». وسميت بذلك: لأنه يفتتح بها في المصحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل: لأنها أول سورة نزلت من السماء، وقيل: لأنها أول سورة خطت في اللوح المحفوظ، وقيل: لأن الحمد فاتحة جميع كلام.
  • السبع المثاني: نطق تعالى: Ra bracket.png وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ Aya-87.png La bracket.png، وعن أبي بن كعب أنه قرأ على النبي أم القرآن فنطق رسول الله: «والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته». وسبب تسميتها بالسبع: فلأنها سبع آيات. أما سبب تسميتها بالمثاني فهناك عدة وجوه: فقيل لأنها مستثناة من سائر الخط السماوية، وقيل لأنها تُقرأ في الصلاة ثم إنها تثنى بسورة أخرى، وقيل لأنها تثنى في جميع ركعة، وقيل لأن الله أنزلها مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة، وقيل لأنها حدثا قرأ العبد منها آية ثناه الله بالإخبار عن عمله، وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المثاني وبلاغة المعاني، وقيل لأنها استُثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذُخرا لها.
  • أم القرآن أوأم الكتاب: روى أبوهريرة عن النبي نطق: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج – ثلاثاً – غير تمام». ويعود سبب تسميتها إلى: حتى أم الشيء أصله والمقصود من جميع القرآن تقرير أمور أربعة: الإلهيات، المعاد، النبوات، إثبات القضاء والقدر لله، وهذه السورة اشتملت على هذه الأمور الأربعة، ولهذا لقبت بأم القرآن لاشتمالها على الأمور الأربعة، وفهي أصل القرآن. رُوي عن أبي بكر بن دريد أنه نطق: «الأم في كلام العرب الراية التي ينصبها العسكر، فسميت السورة بأم القرآن لأن مفزع أهل الإيمان إلى هذه السورة كما حتى مفزع العسكر إلى الراية». نطق الماوردي: «سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعًا لها، صارت أمًا لأنها أَمَّتْهُ أي تقدمته، وكذلك قيل لراية الحرب أُم لتقدمها واتباع الجيش له. وينطق لما مضى على الإنسان من سِنِي عمره أُم لتقدمها، ولمكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى، ولأن الأرض منها دحيت وعنها حدثت، فصارت أُمًا لها لحدوثها عنها كحدوث الولد عن أمه». وقيل: لأنها محكمة والمحكمات أم الكتاب. أما اسم أم الكتاب، ففي هذا الاسم خلاف، فجوزه الجمهور، وكرهه أنس بن مالك والحسن البصري ومحمد بن سيرين، واستدل أنس وابن سيرين على حتى أم الكتاب هواللوح المحفوظ، فيما نطق الحسن البصري: أم الكتاب الحلال والحرام.
  • القرآن العظيم: اتى عن الرسول أنه نطق: هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. سميت بذلك: لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله تعالى بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم.

أما الأسماء الاجتهادية للسورة فمنها:

سورة الحمد: سميت بذلك لأن أولها لفظ الحمد. والوافية: فقد كان سفيان بن عيينة يسميها بهذا الاسم، نطق الثعلبي: «وتفسيرها أنها لا تقبل التنصيف، ألا ترى حتى جميع سورة من القرآن لوقرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في ركعة أخرى لجاز، وهذا التنصيف غير جائز في هذه السورة».

الكافية: سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها، وأما غيرها فلا يكفي عنها، روى عبادة بن الصامت عن الرسول نطق: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها عوضًا منها».

الصلاة : روى أبوهريرة عن الرسول قوله: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين». والمراد هذه السورة. وقيل: لأنها من لوازمها، فهومن باب تسمية الشيء باسم لازمه. وقيل: لأن الصلاة لا تصح إلا بها.

سورة النادىء : لاشتمالها على قوله تعالى: اهدَِنا الصراط المسَتقِيم. والسؤال: روى أبوسعيد الخدري حتى الرسول نطق: «يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين». والأساس: وفي سبب تسميتها بذلك وجوه: أنها أول سورة من القرآن الكريم فهي كالأساس. وأنها مشتملة على أشرف المطالب وذلك هوالأساس. وأن أشرف العبادات بعد الإيمان هي الصلاة، وهذه السورة مشتملة على جميع ما لابد منه في الإيمان، والصلاة لا تتم إلا بها.

الشكر : وذلك لأنها ثناء على الله بالفضل والكرم والإحسان.

الشفاء : لأنها إذا قرئت على المريض فإنها تشفيه بأمر الله. والرقية: روى أبوسعيد الخدري حتى رسول الله نطق للرجل الذي رقى سيد الحي: «وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم».

المناجاة : لأن العبد يناجى فيها ربه بقوله: إِياك نَعبد وإِياك نسَتعِين. وسورة تعليم المسألة: قيل: لأن فيها آداب السؤال لأنها بدئت بالثناء قبله. وسورة التفويض: لاشتمالها على التفويض في قوله: إِياك نعبد وإِياك نسَتعِين.

سورة الكنز : سميت بذلك لأنها تشتمل على كنوز عظيمة من العلوم والمعاني، ذكر هذا الاسم الزمخشري في تفسيره.

سورة النور : لظهورها بكثرة استعمالها أولتنويرها القلوب لجلالة قدرها، أولأنها لما اشتملت عليه من المعاني تعبير عن النور بمعنى القرآن. أما الأسماء الخمسة والعشرين التي أوردها جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، فهي: الفاتحة، فاتحة الكتاب، أم الكتاب، أم القرآن، القرآن العظيم، السبع المثاني، الوافية، الكنز، الكافية، الأساس، النور، سورة الحمد، سورة الشكر، سورة الحمد الأولى، سورة الحمد القصرى، الرُّقية، الشفاء، الشافية، سورة الصلاة، اللازمة، سورة النادىء، سورة السؤال، سورة تعليم المسألة، سورة المناجاة، سورة التفويض.

عدد الآيات

«فاتحة الكتاب» بخط قاضي عسكر مصطفى عزت أفندي.

أجمع الجمهور على حتى آيات سورة الفاتحة سبع آيات وذلك باتفاق القراء والمفسرين، ولم يشذ عن ذلك إلا الحسن البصري حين نطق أنهن ثمان آيات، ونُسِب أيضًا لعمروبن عبيد وإلى الحسين الجعفي قولهما أنهن ست آيات. واستدل الجمهور على حتى السورة سبع آيات بحديث أبي سعيد بن المعلَّى حتى رسول الله نطق له: «لأفهمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، نطق: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته». أما تحديد الآيات السبع فهوما ورد في حديث السليمين عن أبي هريرة حتى رسول الله نطق: «نطق الله عز وجل قسمت الصلاة نصفين بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، يقول العبد الحمد لله رب العالمين فأقول حمدني عبدي، فإذا نطق العبد الرحمن الرحيم يقول الله: أثنى علي عبدي، وإذا نطق العبد ملك يوم الدين، نطق الله مجدني عبدي، وإذا نطق إياك نعبد وإياك نستعين، نطق الله: هذا بيني وبين عبدي، وإذا نطق اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين نطق الله هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل».

سبب اختلاف عد الآيات هوحتى أهل مكة والكوفة يعدون البسملة آية من الفاتحة ونطقوا إذا قوله (صِراط الَّذِين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ هي آية تامة، ومضى إلى ذلك الشافعية. أما أهل المدينة والبصرة والشام فلم يعدوا البسملة آية من الفاتحة، ونطقوا: إذا قوله ﴿صراط الَّذِين أَنعمتَ عليهم﴾ آية، وقوله ﴿غير المغضوبِ عليهِم ولا الضالِّين﴾ آية أخرى، ومضى إلى ذلك الأحناف. ذكر ابن قدامة في المغني، والنووي في المجموع، وابن حزم في المحلى حتى الشافعي وابن المبارك وأحمد في رواية عنه جعلوها البسملة آية مستقلة في الفاتحة، ولا تصح الصلاة دونها، ورجح هذا الممضى النووي وابن حزم. ومن أوضح حجج هذا الممضى حديث الدارقطني والبيهقي: إذا قرأتم الحمد لله، فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم الكتاب والسبع المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها. مضى أبوحنيفة ومالك وأحمد في رواية ذكرها ابن قدامة في المغني إلى حتى البسملة ليست آية مستقلة في الفاتحة، ومن أوضح ما احتجوا به ما أخرجه مالك في الموطأ مسلم في السليم عن أبي هريرة نطق: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نطق الله تبارك وتعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا يقول العبد الحمد للّهِ رب العَالمين، يقول اللّهُ عز وجل: حمدني عبدي. محل الاستشهاد أنه بدأ الفاتحة بالحمد لله رب العالمين، ولم يذكر البسملة، ويضاف إلى ذلك ما استفاض من عدم جهر الرسول وخلفائه بها في الصلاة، فقد روى أنس بن مالك نطق: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمَان، فكانوا يستفتحون بالحَمد لله رب العالمين، لاَ يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها. وعليه أصبحت مسألة البسملة في الفاتحة وما يترتب على هجرها من المسائل الخلافية.

كما يرجع اختلاف الفهماء في العد إلى ما حفظوه وتلقوه عن الصحابة عن النبي، يقول فضل عباس: «كان الرسول صلى الله وعليه وسلم يقف في قراءته غالبًا عند رؤوس الآي، وكان الصحابة رضي الله عنهم يتفهمون منه، وبهذا عهدوا رؤوس الآي، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يقف أحيانًا على غير رأس الآي لبيان الجواز، فيحسب بعض الصحابة ممن لم يسمعوا النبي صلى الله عليه وسلم وقف على رأس الآية سابقًا حتى هذه الحدثة التي وقف عليها النبي صلى الله عليه وسلم هي رأس الآي، هذا هوالسبب الرئيس، وهناك سبب آخر أشار إليه الزركشي في البرهان، وهواختلاف الفهماء في عد بسم الله الرحمن الرحيم حيث اختلفوا فيها أهي آية أم ليست آية. وهذا السبب لا يعم جميع ما سقط فيه خلاف». أما الحسن البصري فقد عد البسملة آية وعد أنعمت عليهم آية فصارت بذلك ثمان آيات.

زمن النزول

اختلف الفهماء في ذكر زمن نزول سورة الفاتحة، فنطق أكثر الفهماء إنها سورة مكية، ونطق بعض الفهماء منهم ومجاهد والزهري وغيرهم إنها سورة مدنية، وقيل إذا نصفها هبط بمكة ونصفها الآخر بالمدينة، وقيل: إنها نزلت مرتين: مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين غيرت القبلة فصارت مكية مدنية. الأقول:

  • مكية: وهوقول أكثر الفهماء. روى الثعلبي بإسناده عن علي بن أبي طالب أنه نطق: «نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش». نطق الثعلبي: «وعليه أكثر الفهماء»، وروي أيضًا عن عمروبن شرحبيل أنه نطق: «أول ما هبط من القرآن: الحمد للَّهِ رب العالمين، وذلك حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى خديجة فنطق: لقد خشيت حتىقد يكون خالطني شيء، فنطقت: وما ذاك، نطق: إني إذا خلوت سمعت النداء باقرأ، ثم مضى إلى ورقة بن نوفل وسأله عن تلك الواقعة فنطق له ورقة: إذا أتاك النداء فاثبت له، فأتاه جبريل عليه السلام ونطق له: قل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين». وفي رواية ابن عباس نطق: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فنطق: بسم الله الرحمن الرحيم فنطقت قريش: دق الله فاك». وأخرج أبونعيم الأصبهاني في دلائل النبوة عن رجل من بني سلمة نطق: «لما أسلمت فتيان بني سلمة وأسلم ولد عمروبن الجموح نطقت امرأة عمروله: هل لك حتى تسمع من أبيك ما روي عنه، فسأله فقرأ عليه الحمد لله رب العالمين، وكان ذلك قبل الهجرة». وأخرج أبوبكر بن الأنباري في المصاحف عن عبادة نطق: «فاتحة الكتاب نزلت بمكة».
  • مدنية: روى الثعلبي بإسناده عن مجاهد بن جبر أنه نطق: «فاتحة الكتاب أنزلت بالمدينة». نطق الحسين بن الفضل: «لكل عالم هفوة وهذه هفوة مجاهد، لأن الفهماء على خلافه، ويدل عليه وجهان: الأول: حتى سورة الحجر مكية بالاتفاق، ومنها قوله تعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني، وهي فاتحة الكتاب، وهذا يشير على أنه تعالى آتاه هذه السورة فيما تقدم، الثاني: أنه يبعد حتى ينطق إنه أقام بمكة بضع عشرة سنة بلا فاتحة الكتاب». روى أبوهريرة حتى الرسول نطق: «والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته». وسورة الحجر مكية بلا خلاف بين الفهماء، كما حتى الرسول قام بمكة بضع عشرة سنة فكان يصلي صلاته بفاتحة الكتاب.
  • مكية مدنية: نطق بعض الفهماء هذه السورة نزلت بمكة مرة، وبالمدينة مرة أخرى، فهي مكية مدنية، ولهذا السبب سماها الله بالمثاني، لأنه ثنَّى إنزالها، وإنما كان كذلك مبالغة في تشريفها.

فيما يخص تناول الفهماء لسبب نزول السورة، فقد أورد بعضهم ومنهم الواحدي وابن أبي شيبة والبيهقي حتى للسورة سبب نزول حيث أوردوا في خطهم حتى سبب نزول سورة الفاتحة ما روي عن أبي ميسرة: «أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربًا فنطق له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك نطق: فلما برز سمع النداء يا محمد فنطق: لبيك نطق: قل أشهد حتى لا إله إلا الله وأشهد حتى محمدًا رسول الله، ثم نطق: قل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب». يرى الفهماء حتى ما أورده الواحدي وغيره إنما هوخبر السورة وليس سبب نزولها، فالسليم حتى الحديث خبر وليس سبب نزول.

نزلت سورة الفاتحة قبل الهجرة من مكة على رأي أكثر الفهماء، ونطق كثير منهم إنها أول سورة نزلت، نطق ابن عاشور: «والسليم أنه هبط قبلها اقرأ باسم ربك وسورة المدثر ثم الفاتحة، وقيل هبط قبلها أيضا سورة ن والقلم وسورة المزمل، ونطق بعضهم هي أول سورة نزلت كاملة أي غير منجمة، بخلاف سورة القلم، وقد حقق بعض الفهماء أنها نزلت عند فرض الصلاة فقرأ المسلمون بها في الصلاة عند فرضها، وقد عدت في رواية عن جابر بن زيد السورة الخامسة في ترتيب نزول السور. وأيا ما كان فإنها قد سماها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب وأمر بأن تكون أول القرآن. نطق ابن عاشور: ولا يناكد ذلك نزولها بعد سور أخرى لمصلحة اقتضت سبقها قبل حتى يتجمع من القرآن مقدار يصير به كتابًا، فحين تجمع ذلك أنزلت الفاتحة لتكون ديباجة الكتاب وأغراضها قد فهمت من بيان وجه تسميتها أم القرآن». أنزل الله سورة الفاتحة في فترة كان عدد المسلمين يقارب أربعين رجلًا وامرأة، معظمهم من الفقراء والأرقاء والمستضعفين، وقد كانت مكة مليئة بالعقائد الباطلة، والتصورات المنحرفة، والعادات السيئة من شرك بالله وعبادة الأصنام والتماثيل، وإنكار البعث، وانتشار الزنا وشرب الخمر والقتل وغير ذلك، فنزلت سورة الفاتحة وأمثالها لتعالج أصحاب العقائد الباطلة، وتصحح تصوراتهم ومعتقداتهم، ولتغرس في نفوس المسلمين العقيدة السليمة، والأخلاق الحسنة، والتربية السليمة، وكانت الآيات وبتر السور التي تنزل في ذاك الزمان آيات قصيرة، ذات فواصل رائعة، وإيقاعات هادئة.

مواضيع وأغراض السورة

اشتملت السورة على أغراض عدة، تحدث عنها بعض المفسرين وهي: حمد الله تعالى وتمجيده، والثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليّة، وتنزيهه عن جميع النقائص، وإثبات البعث والجزاء، وإفراده بالعبادة والاستعانة، والتوجه إليه بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، والتضرع إليه بتثبيتهم على الصراط المستقيم، والإخبار عن قصص الأمم السابقين، وقد اشتملت على الترغيب في الأعمال الصالحة. كما تُذكِّر السورة بأساسيات الدين: شكر نعم الله في قوله (الحمد لله)، والإخلاص لله في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين)، والصحبة الصالحة في قوله (صراط الذين أنعمت عليهم)، وتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته في قوله (الرحمن الرحيم)، والاستقامة في قوله (اهدنا الصراط المستقيم)، الآخرة في قوله (مالك يوم الدين)، بالإضافة لأهمية النادىء في قوله (نعبد، نستعين).

نطق البقاعي: «إن سورة الفاتحة جامعة لجميع ما في القرآن، فالآيات الثلاث الأُول شاملة لكل معنى تضمنته الأسماء الحسنى والصفات العلى، فكل ما في القرآن من ذلك فهومشروح من جوامعها، والآيات الثلاث الأُخر من قوله: (اهدنا) شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق في الوصول إلى الله، والتحيز إلى رحمته، والانقطاع دون ذلك، فكل ما في القرآن فمن تفصيل جوامع هذه، وكل ماقد يكون وصلة بين ما ظاهره من الخلق ومبدؤه وقيامه من الحق فمفصل من آية إياك نعبد وإياك نستعين». ذكر ابن القيم حتى السورة اشتملت على الرد على جميع طوائف أهل البدع والضلال، كما بينت منازل السائرين، ومقامات العارفين، وبيان أنه لا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يسد مسدها، ولذلك لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل مثلها. كما نطق عبد الرحمن بن ناصر السعدي: «وهذه السورة على إيجازها احتوت على ما لم تحتوِ عليه سورة من سور القرآن، فقد تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، يؤخذ من قوله: رب العالمين. وتوحيد الإلوهية، وهوإفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: اللَّه، ومن قوله: إياك نعبد. وتوحيد الأسماء والصفات، وهوإثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل، ولا تمثيل، ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ الحمد. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: مالك يوم الدين، وأن الجزاءقد يكون بالعدل، وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى، عبادة واستعانة في قوله: إياك نعبد وإياك نستعين. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: اهدنا الصراط المستقيم؛ لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة. وتضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله: اهدنا الصراط المستقيم». يقول سيد قطب: «إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجيهات، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في جميع ركعة، وحكمة بطلان جميع صلاة لا تُذكر فيها».

تفسير السورة

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الفاتحة الكبير المسمى بالبحر المديد للإمام أحمد بن عجيبة.

في الآية حتى الله أدب نبيه بتعليمه تقديم أسمائه الحسنى أما جميع أفعاله، وجعل ذلك لجميع خلقه سنة يستنون بها، في افتتاح أوائل منطقهم وصدور رسائلهم وخطهم وحاجاتهم. قوله: بسم الله، أي اقرأ بذكر الله ربك وقم واقعد بذكر الله، ومعناه حتى ابدأ بتسمية الله وذكره قبل جميع شيء. وتفسيرها في الآية حتى اقرأ بتسمية الله وذكره، وافتتح القراءة بتسمية الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. أما قوله الرحمن الرحيم، فالرحمن هوعملان من رحم، وأما الرحيم ففعيل منه، فإن قيل الرحمن والرحيم فهما اسمين مُشتقين من الرحمة. نطق العرزمي: «الرحمن بجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين». ونطق عبد الله بن عباس: «الرحمن الرحيم الرقيق الرفيق بمن أحب حتى يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب حتى يعنف عليه، وكذلك أسماؤه كلها». في السورة بدأ الله بتقديم اسمه الذي هوالله، لأن الألوهية ليست لغيره، ثم ثنى باسمه الذي هوالرحمن، حيث يصح لمن هودون الله من خلقه التسمي ببعض صفات الرحمة، أما اسمه الذي هوالرحيم فهوجائز وصفه لغيره.

الحمد لله رب العالمين

الحمد لله هوالشكر الخالص لله دون سائر ما يُعبد من دونه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره. وقيل إذا قول القائل الحمد لله، هوثناء عليه بأسمائه وصفاته الحسنى، وقوله الشكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه. ومعنى الحمد لله هوحتى الله حمد نفسه وأثنى عليها بما هوله أهل، ثم فهم ذلك عباده وفرض عليهم تلاوته. أما قوله رب، فالرب في كلام العرب منصرف على معاني، فالسيد المطاع فيهم يدعى ربًا، فالله السيد الذي لا شبيه له ولا مثل في مثل سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه. وقوله: رب العالمين، نطق ابن عباس في تفسير الحمد لله رب العالمين: «الحمد لله الذي له الخلق كله، السموات كلهن ومن فيهن، والأرضون كلهن ومن فيهن، وما بينهما مما يفهم ومما لا يفهم». أما العالمين، فهوجمع عالم، والعالم جمع لا واحد له من لفظه، والعالم اسم لأصناف الأمم، جميع صنف منها عالم. والقصد حتى الحمد لله الذي له الخلق مما يفهم ومما لا يفهم. وقيل حتى المقصود برب العالمين هورب الجن والإنس.

الرحمن الرحيم

تفسير الرحمن الرحيم هوما كان في تفسير قول الله: بسم الله الرحمن الرحيم.

مالك يوم الدين

اختلف القراء في تلاوة مالك يوم الدين، فبعضهم يتلوه: مَلِكِ يوم الدين، وبعضهم يتلوه: مالك يوم الدين، وبعضهم يتلوه: مالكَ يوم الدين بنصب الكاف. فتأويل من قرأ: مَلِكِ الدين، حتى لله الملك خالصًا يوم الدين دون جميع خلقه الذين كانوا قبل ذلك في الدنيا ملوكًا جبابرة ينازعونه الملك، وأن له من دونهم ودون غيرهم الملك والكبرياء والعزة والبهاء. أما تأويل من قرأ: مالك يوم الدين، فقد نطق ابن عباس: «لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكمًا كملكهم في الدنيا». وعموم المعنى أنه مالك جميع العالمين، وسيدهم ومصلحهم والناظر لهم والرحيم بهم في الدنيا والآخرة. نطق الطبري وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأه: مَلِكِ يوم الدين، بمعنى إخلاص الملك له يوم الدين، دون قراءة من قرأ: مالك يوم الدين، بمعنى أنه يملك الحكم بينهم وفصل القضاء متفردًا به دون سائر خلقه. أما قوله: يوم الدين، فالدين هوبتأويل الحساب والمجازاة بالأعمال، نطق ابن عباس: «يوم حساب الخلائق، هويوم القيامة، يدينهم بأعمالهم إذا خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وإلا من عفا عنه فالأمر أمره». ويقول عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: «يوم يدان الناس بالحساب».

إياك نعبد وإياك نستعين

أي لك نخشع ونذل ونستكين، إقرارًا لك يا ربنا بالربوبية لا لغيرك. عن ابن عباس نطق: «نطق جبريل لمحمد قل يا محمد: إياك نعبد: إياك نوحد ونخاف ونرجويا ربنا لا غيرك». يقول الطبري: «وإنما اخترنا نخشع ونذل ونستكين دون بيان أنه بمعنى نرجوونخاف، وإن كان الراتى والخوف لاقد يكونان إلا مع الذلة، لأن العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة وأنها تسمى الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام وذللته السابلة معبدًا». أما معنى قوله إياك نستعين: أي إياك يا ربنا نستعين على عبادتنا إياك وطاعتنا في أمورنا كلها، لا أحد سواك، إذ كان من يكفر بك يستعين في أموره معبوده الذي بعبده من الأوثان دونك، فنحن بك نستعين في جميع أمورنا مخلصين لك العبادة. نطق ابن عباس: «إياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها».

اهدنا الصراط المستقيم

نطق ابن عباس: «نطق جبريل لمحمد: اهدنا الصراط المستقيم: ألهمنا الطريق الهادي». وإلهامه إياه هوتوفيقه له». نطق الطبري: «زعم البعض حتى تأويل اهدنا أي زدنا هداية، وهذا لا وجه له لأن الله لا يكلف عبدًا فرضًا من فرائضه إلا بعد تبيينه له، ولوكان معنى ذلك مسألته البيان لكان قد أمر حتى يدعوربه حتى يبين له ما فرض عليه». أما قوله: اهدنا، فهي هي مسألته الثبات على الهدى فيما بقي من عمره. أما قوله الصراط المستقيم: فقد أجمعت أهل الحجة من أهل التأويل جميعًا على حتى الصراط المستقيم هوالطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وقد اختلف تراجمة القرآن في معنى الصراط المستقيم، عملي بن أبي طالب يقول: «القرآن هوالصراط المستقيم». أما جابر بن عبد الله فنطق: «اهدنا الصراط المستقيم، الإسلام هوأوسع مما بين السماء والأرض». وكذلك نطق ابن عباس، أما محمد بن الحنفية فنطق: «هودين الله الذي لا يقبل من العباد غيره».

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

إبانه عن الصراط المستقيم، أي قل يا محمد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين. فالذي أُمر محمد وأمته حتى يسألوا ربهم من الهداية للطريق المستقيم، هي الهداية للطريق الذي وصف الله صفته. نطق ابن عباس: «صراط الذين أنعمت عليهم هوطريق من أنعم الله عليهم من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين أطاعوك وعبدوك». أما قوله أنعمت عليهم فقد وردت عدة أقوال فيمن هوالمقصود بذلك، فمنهم من نطق النبيون ومن نطق المؤمنون وقيل المسلمون، وقيل النبي ومن معه. أما قوله غير المغضوب عليهم، ففيه حتى من أنعم الله عليه فهداه لدينه الحق فقد سلم من غضب ربه ونجا من الضلال في دينه. أما المغضوب عليهم فقد روى عدي بن حاتم عن الرسول حتى المغضوب عليهم اليهود، وكذلك نطق ابن عباس: «يعني اليهود الذين غضب الله عليهم». أما تأويل الغضب، فنطق بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من عباده ذم منه لهم ولأفعالهم وشتم منه لهم بالقول. أما قوله: ولا الضالين: أي النصارى، وسمَّى الله ذكره النصارى ضلالا لخطئهم في الحق منهج السبيل، وأخذهم من الدين في غير الطريق المستقيم. وتأويل الآية اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، لا المغضوب عليهم ولا الضالين.

اختلاف الإعراب والقرءات في تفسير السورة

اختلاف الإعراب

للعلامة الإعرابية معناها الدلالي الخاص بها، حيث إنها لا تقتصر على وظيفتها النحوية فقط، بل تقوم بوظائف مزدوجة بين الوظيفة النحوية والمعنى الدلالي، وقد اختلف النحويون كثيرًا في إعراب آيات القرآن مما أدى إلى تعدد المعاني الناجمة عن اختلافاتهم تلك. ويعدون اختلاف الإعراب إلى سببين الأول: أسلوب القرآن المعجز، بحيث لا يستطيع أحد الإحاطة بجميع مراميه وأهدافه، فاحتمل كثيرًا من المعاني والوجوه. الثاني: إذا النحويين لا يعهدون الحجر على الآراء، ولا تقديس آراء الغير، فاحتفظوا لأنفسهم بحرية الرأي والتعبير. وقد أضيف سببًا ثالثًا وهوحتى الاختلاف في الإعراب مرشد على صلاحية القرآن لكل العصور والأزمان والأمكنة. كما حتى اختلاف الإعراب يرجع لعدة عوامل منها: اختلاف في القراءات القرآنية والتي يترتب عليها إثراء للمعنى، واحتمال الحدثة القرآنية لأكثر من وجه إعرابي وإن لم تتغير علامتها الإعرابية.

  • من أمثلة اختلاف الإعراب في سورة الفاتحة قول الله: Ra bracket.png اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ Aya-6.png صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ Aya-7.png La bracket.png.
  • الإعراب: اختلف النحاة في إعراب (غير) على قولين: الأول: الجر على البدل من (الذين) أومن الضمير في (عليهم). الثاني: الجر على الصفة ل (الذين). معاني الإعراب: المعنى الأول: أفاد حتى المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هم أنفسهم الذين قد سلموا مما يسبب غضب الله تعالى من الكفر والفساد في الأرض كما عمل اليهود، وسلموا أيضًا من الضلال الذي سقط فيه النصارى، فعبد هؤلاء ربهم حق العبادة. نطق الطبري في توجيه المعنى على هذا الإعراب: وإذا وجه إلى ذلك –يعني البدل– كانت (غير) مخفوضة بنية تكرير الصراط الذي خُفض الذين عليها، فكأنك قلت: صراطَ الذين أنعمت عليهم، صراطَ غير المغضوب عليهم. المعنى الثاني: أفاد حتى هؤلاء المنعم عليهم من الله بنعمٍ عديدة، منها ما وارد في الآية من نعمة الإيمان والهداية، وكذلك نعمة السلامة من غضب الله. فكأن هؤلاء قد جمعوا بين نعمتي الإيمان المطلق والسلامة من الغضب والضلال، وهذه في حقيقتها نعمة عظيمة جليلة. وعليه فإن المؤمن لما سأل الله حتى يهديه الصراط المستقيم، بين أنه الصراط الذي أنعم الله به على النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وفي هذا مبالغة منه في طلب الهداية إلى ذلك الطريق المستقيم، طريق الحق الذي يوصل إلى رضا الله. وقد رجح جميع من أبي السعود وأبي حيان كون (غير) مجرورة على الصفة، وعدَّا القول الأول مرجوحًا، وذلك لأن البدل من شأنه حتى يفيد متبوعه المبدل منه مزيدًا من التأكيد والتقرير، ومزيداً من الإيضاح والبيان، وليس هوكذلك هنا، فهما يرجحان جر (غير) على الصفة.

اختلاف القراءات

القراءات جمع قراءة وهي في اللغة مصدر سماعي لقرأ، وفي الاصطلاح: ممضى يمضى إليه إمام من الأئمة القراء مخالفًا به غيره في النطق بالقرآن الكريم. القراءات الثابتة في فهم القراءات هي عشر قراءات: سبع قراءات تواردت من سبعة قراء من أئمة أهل الأمصار الخمسة المشهورة، وثلاثة قراءات التي هي تمام العشر تواترت عن طريق الآحاد. إنما كان الاختلاف في القراءات القرآنية فيما يحتمله خط المصحف ورسمه، سواء أكان الاختلاف في اللفظ دون المعنى، أم كان الاختلاف في اللفظ والمعنى. كان الصحابة قد تعارف بينهم منذ عهد النبي هجر الإنكار على من خالفت قراءته قراءة الآخر، وروي عن النبي أنه نطق: «إن القرآن هبط على سبعة أحرف كلها شافٍٍ كافٍ». وأن القرآن هبط على سبع لغات من لغات العرب، وذلك توسيعًا عليهم. وبعد أنَّ جمع عثمان بن عفان القرآن على حرف واحد هوحرف قريش، ووافقه على ذلك الصحابة. كان هذا الحرف الذي جُمِع عليه القرآن هوحرف من الأحرف السبعة كما حتى النسخ العثماني للقرآن لم يكن منقوطًا ولا مضبوطاً بالشكل، فاحتمل الأمر قراءة ذلك الحرف على أكثر من وجه، ثم اتى القراء فقرؤوا ما يحتمله اللفظ من قراءات، واختار جميع واحد منهم قراءة حسب ما تلقاه ووصل إليه من التابعين ومن الصحابة إلى رسول الله. يقول ابن عاشور: «ثم إذا القراءات العشر السليمة المتواترة، قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أوالفصاحة أوكثرة المعاني أوالشهرة، وهوتمايز متقارب، وقل حتى يكسب إحدى القراءات في تلك الآية رجحانًا، على حتى كثيرا من الفهماء كان لا يرى مانعا من ترجيح قراءة على غيرها».

ضمت سورة الفاتحة على الكثير من الحدثات المختلف في قراءتها بين أصحاب القراءات العشر، هناك جزء من الحدثات اختلف في قراءتها ولكن بقي معناها ثابت، في حين حتى هناك جزء آخر من الحدثات اختلف في قراءتها وجر اختلاف القراءة إلى تغير في معنى الحدثة والآية. وهنا جدول يبين أثر أوجه الاختلاف في القراءات على تغيير المعاني النحوية:

# الآية النص في المصحف أوجه القراءة أوجه الاختلاف ومعانيه الدلالة النحوية
1 2 الحَمْدُ لِلِه
  • الحَمْدُ لِلِه.
  • الحَمْدَ لِلِه.
  • الإعراب: بالحمل مبتدأ وخبر. أي: الحمد لله ثابت أومستقر الله.
  • الإعراب: بالنصب على إضمار عمله، أي نحمدُ الله. الحمد بالنصب مصدر معهد بأل، أي: الحمد لله المعروف بينكم، وأل لتعريف الماهية.
  • دلالة نحوية عامة.(1)
  • دلالة نحوية خاصة.(2)
2 2 ربِّ العالمين
  • ربِّ.
  • ربَّ.
  • ربُّ.
  • الإعراب: جر على النعت أوعلى البدل، أي: صفة من لفظ الجلالة الله.
  • الإعراب: على النداء، أي: الحمد لله ربًا وإلهًا.
  • الإعراب: حركه مرفوعًا على المدح. أي: هورب العالمين.
  • دلالة نحوية عامة.
3 4 ملكِ
  • ملكِ، مالكِ، مَلْكِ، مليكِ.
  • مِلكَ، مالكَ، مَلُكَ، ملكًا، مَلَكَ.
  • مالكٌ.
  • الإعراب: جر على النعت أوعلى البدل، أي: صفة من لفظ الجلالة الله.
  • الإعراب: على النداء، أي: لك الحمد يا رب العالمين ويا مالك يوم الدين.
  • الإعراب: على إضمار مبتدأ. أي: اسم الجلالة.
  • دلالة نحوية عامة.
4 5 نَعْبُدُ
  • نَعْبُدُ.
  • يُعْبُدُ.
  • الإعراب: عمل مضارع مرفوع، وتقديم المفعول لقصد الاختصاص والاهتمام به، أي: نخصك بالعبادة وبطلب العون.
  • الإعراب: بالياء مبنيًا للمفعول، لأن إياك ضمير نصب ولا ناصب له وتوجيهها إذا فيها استعارة والتفافًا، أي: حتى يُعْبُدُ.
  • دلالة نحوية خاصة.
  • دلالة نحوية عامة.
5 7 غيرِ
  • غيرِ.
  • غيرِ.
  • غيرَ.
  • الإعراب: على البدال من الذين، ويمكن جعله صفة لـ الذين، أي أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة وبين السلامة من غضب الله والضلال.
  • الإعراب: على البدال من العاء والميم في عليهم، أي: حتى المُنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال.
  • الإعراب: تأتي على الحال من الذين، وعلى الهاء والميم من عليهم، أي: أنعمت عليهم لا مغضوبًا عليهم. أوتأتي على الاستثناء، أي: إلا المغضوب عليهم
  • دلالة نحوية عامة.
  • دلالة نحوية خاصة.
  • دلالة نحوية خاصة.
6 7 ولا الضالين
  • ولا الضالين.
  • غير الضالين.
  • الإعراب: لتأكيد معنى النفي، أي: لا المغضوب عليهم ولا الضالين.
  • الإعراب: للتأكيد، أي: حتى المغضوب عليهم هم غير الضالين.
  • دلالة نحوية عامة.
  • دلالة نحوية عامة.

مناسبات سورة الفاتحة

فهم المناسبات

المناسبة في اللغة: هي المقاربة والمشاكلة. وتعهد اصطلاحًا بأنها: فهم تعهد به وجوه ارتباط أجزاء القرآن بعضها ببعض، وقول أجزاء القرآن تام للآية مع الآية، والحكم مع الحكم، والسورة مع السورة، والسيرة مع السيرة، وكل جزء من القرآن مع ما قارنه. فهم المناسبات نبه إلى أهميته عدد من الفهماء من أبرزهم الفخر الرازي حيث نطق: «أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط». ونطق السيوطي: «فهم المناسبة فهم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته». ونطق البقاعي: «وهوسر البلاغة، لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال، وتتوقف الإجازة فيه على فهم مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك في فهم المقصود من جميع جملها، فلذلك كان هذا الفهم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من فهم التفسير كنسبة فهم البيان من النحو».

من أبرز من اعتنى بفهم المناسبة من الفهماء: ابن المنذر النيسابوري، وفخر الدين الرازي، وأبوالحسن الحرالي المغربي، وأبوجعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي، وقد ألف في ذلك كتاب البرهان في ترتيب سور القرآن، والبقاعي حيث ألف كتابه نظم الدرر في تناسب الآيات والسور. وابن النقيب الحنفي، والسيوطي في كتابه تناسق الدرر في تناسب السور، وكتاب أسرار التنزيل. وقد عارض عدد من الفهماء البحث عن المناسبات، ونطقوا بأنه فهم متكلف، ولا يطلب للآية الكريمة مناسبة لكونها نزلت متفرقة على حسب الوقائع والأحداث. ومنهم: ولي الدين الملوي، والعز بن عبد السلام، والشوكاني الذي نطق: «افهم حتى كثيراً من المفسرين اتىوا بفهم متكلف، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة، بل أسقطوا أنفسهم في التحدث بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه، وذلك أنهم أرادوا حتى يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فاتىوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف، ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلاً عن كلام الرب سبحانه، حتى أفردوا ذلك بالتصنيف، وجعلوه المقصد الأهم من التأليف، كما عمله البقاعي في تفسيره».

مناسبات السورة

آواخر سورة الفاتحة، التي كان أولها وسيلة لمبترها.

مناسبة آيات سورة الفاتحة لبعضها: مطلعها الحمد والثناء والتعظيم لله، وهونادىء التعظيم والتمجيد، ومبترها نادىء المسألة والطلب قوله: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). فأولها وسيلة لمبترها، وقد روى أبوهريرة حتى رسول الله نطق: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج غير تمام نطقها ثلاثا، فقلت: يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام فغمز ذراعي، ونطق: اقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا الله تعالى يقول: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا، يقول العبد: الحمد لله رب العالمين، فيقول الله تعالى: حمدني عبدي، يقول العبد: الرحمن الرحيم، يقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، يقول العبد: مالك يوم الدين، يقول الله تعالى: مجدني عبدي، يقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله عز وجل: فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، يقول الله: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل». نطق ابن القيم: «لما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم أجل المطالب، ونيله أشرف المواهب، فهم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم حتى يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه وتمجيده، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم: توسل إليه بأسمائه وصفاته، وتوسل إليه بعبوديته، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما النادىء».

أول خمس آيات من سورة البقرة، التي كانت منطلقًا للاستفاضة في استكمال مواضيع سورة الفاتحة

وقد افتتح الله القرآن بهذه السورة لأنها جمعت مقاصد القرآن. نطق فخر الدين الرازي: «المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر، فقوله: الحمد لله رب العالمين يشير على الإلهيات، وقوله: مالك يوم الدين يشير على نفي الجبر وعلى إثبات حتى الكل بقضاء الله وقدره، وقوله: اهدنا الصراط المستقيم يشير على إثبات قضاء الله وعلى النبوات، فقد اشتملت هذه السورة على المطالب الأربعة، التي هي المقصد الأعظم من القران». ويقول أبوحامد الغزالي: «مقاصد القرآن ستة، ثلاثة مهمة وثلاثة تتمة. الأولى: تعريف المدعوعليه، كما أشير إليه بصدرها، وتعريف الصراط المستقيم، وقد صرح به فيها، وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى، وهوالآخرة، كما أشير إليه بقوله: مالك يوم الدين. والأخرى: تعريف أحوال المطيعين كما أشار بقوله: الذين أنعمت عليهم، وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله: إياك نعبد وإياك نستعين».

أما مناسبة بداية سورة البقرة لخاتمتها سورة الفاتحة، ففيها قول الله في أواخر الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم)، وقوله في بداية البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) دلالة على حتى الهداية التي طلبوها هي في كلام الله القرآن الكريم. ولما ذكر أصناف الناس الثلاثة في سورة الفاتحة: المؤمنون واليهود والنصارى، فصل الحديث عنهم في أول سورة البقرة. وقد تضمنت سورة الفاتحة على الإقرار بالربوبية والالتاتى إليها في دين الإسلام والصيانة عن دين اليهود والنصارى، وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكملة لمقصودها. نطق الألوسي في تفسيره: «ووجه مناسبتها لسورة الفاتحة حتى الفاتحة مشتملة على بيان الربوبية أولا، والعبودية ثانيا، وطلب الهداية في المقاصد الدينية والمطالب اليقينية ثالثًا، وكذا سورة البقرة مشتملة على بيان فهم الرب أولا كما في يؤمنون بالغيب وأمثاله، وعلى العبادات وما يتعلق بها ثانيا، وعلى طلب ما يحتاج إليه في العاجل والآجل آخرا، وأيضا في آخر الفاتحة طلب الهداية وفي أول البقرة إيماء إلى ذلك بقوله: هدى للمتقين، ولما افتتح سبحانه الفاتحة بالأمر الظاهر وكان وراء جميع ظاهر باطن افتتح هذه السورة بما بطن سره وخفي إلا على من شاء الله تعالى أمره». للسورة مناسبة وثيقة بينها وبين آخر سور القرآن سورة الناس، فالله ذكر في بداية القرآن وفي مطلع سورة الفاتحة آيات الأولوهية والربوبية والملك، وختم القرآن بسورة الناس وضمنها بآيات الأولوهية والربوبية والملك، ففي الفاتحة ذكر الألوهية بقوله: الحمد لله، والربوبية: رب العالمين، والملك: مالك يوم الدين. وفي سورة الناس ذكر الألوهية بقوله: إله الناس، والربوبية: رب الناس، والملك: ملك الناس.

الفقه في سورة الفاتحة

الاستعاذة

وصيغتها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ومشروعيتها دلت عليه آية من آيات القران: Ra bracket.png فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ Aya-98.png La bracket.png. وقد رُوي حتى سليمان بن صرد نطق: «كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فنطق النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأفهم حدثة لونطقها مضى عنه ما يجد، لونطق: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مضى عنه ما يجد، فنطقوا: له إذا النبي صلى الله عليه وسلم، نطق: تعوذ بالله من الشيطان، فنطق: وهل بي جنون». وهذه الصياغة هي المختارة عند أكثر القراء والسلف، ومنهم: عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر والشافعي وأبوحنيفة النعمان وأحمد بن حنبل. أما الصيغة الأخرى الأقل شهرة من الأولى فهي: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وهي ما اتىت عن أبي سعيد الخدري عن النبي: «أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه»، وهذه الصيغة اختيار الحسن البصري ومحمد بن سيرين وطائفة من القراء. وقد عد الفهماء ست صيغ للاستعاذة. أجمع الفهماء على حتى الاستعاذة ليست بقرآن، وإنما تكون قبل التلاوة، نطق ابن تيمية: «لكن الاستعاذة ليست بقرآن، ولم تخط في المصاحف، وإنما فيه الأمر بالاستعاذة، وهذ قرآن». إجمالًا أجمع جمهور الفهماء على أنها مستحبة عند تلاوة القرآن وقبل الفاتحة في الصلاة وليست بمتحتمة يأثم تاركها، وهي مستحبة عند التداوي بالقراءة، وفي أول جميع ركعة، وقيل: إنما تستحب عند الركعة الأولى، ويستحب التعوذ أيضًا في التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة. أما تفصيلًا فقد اختلف الفهماء في حكم الاستعاذة عند القراءة، فمضى البعض إلى أنها واجبة في الصلاة وخارجها، وهذا قول عطاء بن أبي رباح وابن حزم، واستدلوا بقول الله: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. أما الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم نطقوا حتى الاستعاذة مستحبة قبل جميع قراءة للقرآن، سواء كان في الصلاة أوخارجها، وهذا رأي عبد الله بن عمر وأبي هريرة والحسن البصري وابن سيرين وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل.

البسملة

لفظُ البسملة.

أجمع الفهماء على حتى البسملة جزء من آية من سورة النمل في قوله تعالى: إنَّه مِن سليمان وإِنَّه بِسمِ اللَّهِ الرحمنِ الرحِيمِ، ولكنهم اختلفوا في هل هي آية من الفاتحة، ومن أول جميع سورة أم لا، على أكثر من تسعة أقوال، أبرزها: قول مالك بن أنس والأوزاعي وأهل البصرة والشام والمدينة: «إن البسملة ليست بآية من الفاتحة ولا من غيرها من السور إلا في سورة النمل، وإنما خطت للفصل والتبرك للابتداء بها». واحتجوا على ذلك بأدلة منها: عن عائشة بنت أبي بكر حتى النبي: «كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وهذا يشير على حتى البسملة ليست آية من الفاتحة». لوكان قوله: بسم الله الرحمن الرحيم آية من هذه السورة للزم التكرار في قوله: الرحمن الرحيم، وذلك بخلاف الدليل. وغيرها من الأدلة. ونطقت الشافعية ومعهم عبد الله بن المبارك وسفيان الثوري وقراء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز وأحمد بن حنبل في رواية عنه: «إنها آية من الفاتحة ومن جميع سورة إلا التوبة»، واستدلوا على ذلك بأدلة منها: عن أنس بن مالك نطق: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم حمل رأسه مبتسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله، نطق: نزلت عليَّ آنفاً سورة.. فقرأ: بسم اللهِ الرحمن الرحيمِ إِنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إذا شانئك هوالأبتر». كما استدولوا بحديث أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة رسول الله فنطق: «كانت قراءته مدًا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم». وغيرها من الأدلة. ونطق الأحناف: «هي آية تامة من القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور، وليست آية من الفاتحة ولا من غيرها». واستدلوا على ذلك بحديث ابن عباس: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعهد فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم». وغيرها من الأدلة. ونطق داود الظاهري ورواية عن أحمد بن حنبل: «هي آية تامة مستقلة في أول جميع سورة لا منها ما عدا التوبة».

أما كيفية قراءة البسملة في الصلاة فقد اختلف الفهماء على عدة أقوال: فأبوحنيفة النعمان وأحمد بن حنبل وسفيان الثوري والأوزاعي نطقوا: «على أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة، بل يسر بها في جميع ركعة من ركعات الصلاة، وإن قرأها مع جميع سورة فحسن». ونطق مالك بن أنس: «لا تقرأ البسملة في الصلاة المكتوبة بالكلية لا جهرًا ولا سرًا، لا في استفتاح سورة الفاتحة، ولا في غيرها من السور، أما في النافلة فإنه يجوز حتى يقرأها، فإن شاء قرأها، وإن شاء هجر قراءتها». ونطق الشافعي وعبد الله بن عمر وأبوهريرة وعبد الله بن عباس: «إن المصلي يقرؤها وجوبًا في الجهر جهرًا، وفي السر سرًا، ويجب قراءتها في جميع الركعات». أما عن سبب تأخر البسملة عن الاستعاذة، فيقول عبد الله بصفر: «والحكمة في تأخرها عن الاستعاذة هي تقدم التخلية على التحلية، فيخلِّي القلب والعقل عن الشيطان الرجيم، ويطهر النفس من وساوس الشيطان، ثم يذكر الله تبارك وتعالى».

قراءة الفاتحة في الصلاة

في حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة نطق جمهور الفقهاء ومنهم الشافعي ومالك وأحمد: «إن قراءة الفاتحة تتعين في الصلاة، فمن هجرها مع القدرة عليها لم تَصح صلاته»، مصداقًا لحديث أبي هريرة حتى رسول الله نطق: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج»، وحديث عبادة بن الصامت أنه نطق: «نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». ونطق الأحناف وسفيان الثوري والأوزاعي: «إن قراءة الفاتحة لا تتعين في الصلاة، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصلاة مع الإساءة، ولا تبطل صلاته»، واحتجوا على ذلك بحديث أبي هريرة بأن الرسول نطق للمسيء في صلاته: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن».

أما ما يتعلق بحكم قراءة الفاتحة على المأموم خلف الإمام، فاختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، نطق الشافعي: «تجب قراءة الفاتحة على المأموم خلف الإمام سواء أَسر الإمام بالقراءة أم جهر بها». واستدل بحديث الأعرابي الذي فهمه الرسول أعمال الصلاة فنطق: «ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن». ونطقت المالكية والحنابلة وعبد الله بن المبارك: «تجب قراءة الفاتحة على المأموم إذا أسر الإمام، ولا تجب إذا جهر». واستدلوا على حتى القراءة لا تجب في الصلاة الجهرية بحديث أبي موسى الأشعري نطق: «نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جُعِل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا». ونطقت الحنفية: «لا تجب على المأموم قراءة الفاتحة، ولا غيرها، لا في الصلاة الجهرية ولا في السرية، بل تكره القراءة خلف الإمام بكل حالة»، واستدلوا بحيث جابر بن عبد الله عن النبي أنه نطق: «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة».

وفي حكم قراءة الفاتحة في جميع ركعة في الصلاة، فأيضًا اختلف الفقهاء في المسألة على عدة آراء: نطق الشافعي وأحمد وقول لمالك: «إن قراءة الفاتحة تتعين في جميع ركعة، فإن هجرها في ركعة بطلت صلاته»، وهذا الرأي نطق به أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود، واستدلوا على حتى الرسول كان يقرأ في جميع الركعات فيجب حتى يُقتدى به. وقول آخر لمالك: «إنه تتعين قراءة الفاتحة في معظم الركعات، ولا تتعين في جميعها، فإن كانت الصلاة أربع ركعات كَفت القراءة في ثلاث ركعات، وإن كانت مغربًا كفت في ركعتين، وإن كانت صبحًا وجبت القراءة فيهما معًا». نطق الحسن البصري: «إنما تتعين قراءتها في ركعة واحدة من الصلوات، فإذا قرأها مرة واحدة في الصلاة أجزأه، ولم تكن عليه إعادة أجزأه». نطق أبوحنيفة وسفيان الثوري والأوزاعي: «لا تتعين قراءة الفاتحة أصلا، بل لوقرأ بغيرها أجزأه». أما حكم صلاة من قرأ الفاتحة بغير العربية، فنطق جمهور الفهماء من المالكية والشافعية والحنابلة: «أنها لا تجزئ صلاة من قرأ الفاتحة أوغيرها بغير العربية، ولا الإبدال بلفظها لفظًا عربيًا آخر سواء أحسن قراءتها بالعربية أوعجز عن قراءتها». وروي عن أبوحنيفة أنه نطق: «تجزئه القراءة بغير العربية وإن أحسن العربية لأن المقصود إصابة المعنى».

التأمين بعد الفاتحة

مخطوط قديم مجهول المصدر لسورة الفاتحة، حيث تظهر السورة مكتملة الآيات السبع، وختمت بإضافة حدثة آمين، التي طُمِست فيما بعد.

وهي حتى يقول عند انتهائه من تلاوة الفاتحة بعد ولا الضالين: آمين. نطق أكثر الفقهاء: «إنه يسن للمصلي إمامًا أومأمومًا أومنفردًا حتى يقول آمين بعد الانتهاء من الفاتحة»، ونطق القرطبي في تفسيره: «ويسن لقارئ القرآن حتى يقول بعد الفراغ من الفاتحة بعد سكتة على نون ولا الضالين: آمين، ليتميز ما قرآن مما ليس بقرآن». ودليلهم ما رواه أبوهريرة حتى رسول الله نطق: «إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينُه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه». وما رواه أيضًا: «كان رسول الله إذا تلا: غير المغضوب عليهم ولا الضالين، نطق: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول». ونطقت المالكية: «لا يؤمن الإمام، ويؤمن المأموم»، واستدلوا بحديث أبي هريرة حتى رسول الله نطق: «وإذا نطق ولا الضالين فقولوا آمين». ونطق ابن كثير: «نطق أصحابنا يستحب التأمين لمن هوخارج الصلاة، ويتأكد في حق المصلي، سواء كان منفردًا أوإمامًا أومأمومًا وفي جميع الأحوال». وفي كيفية التأمين بعد الفاتحة، نطق الأحناف والمالكية: «يقول المصلي سواء كان إمامًا أم مأمومًا أم منفردًا آمين سِرًا بعد الانتهاء من الفاتحة سواء في الصلاة الجهرية أم السرية». ونطقت الشافعية والحنابلة: «يسر بها في الصلاة السرية، ويجهر بها في الصلاة الجهرية». ونطق بعض الفقهاء في رواية عن القرطبي: «هومخير بين الجهر أوالسر».

وآمين اسم عمل، وفي معناها ثلاثة أقوال، الأول: بمعنى اللهم استجب، والثاني: بمعنى كذلكقد يكون، والثالث: بمعنى أنه اسم من أسماء الله تعالى، وقيل: ربِّ اعمل وهوقول ابن عباس، ونطق الترمذي: «لا تخيب رجانا». والقول الأول هوالأشهر والأصح في تفسير الحدثة، وهوبمعنى اللهم استجب. لفظها: آمين، وهي بالمد والتخفيف في جميع الروايات وعن جميع القراء، وفيها ثلاث ألفاظ أخرى شاذة: الأولى بالقصر: أمين، الثانية: بالتشديد مع المد: آمّين، الثالثة: التشديد مع القصر: أمِّين. أم حكم التجويد فيها فآمين الهمزة إذا اتىت في أول الحدثة ففيها أعطى يسمى أعطى البدل، ومد البدل يمد بمقدار حركتين اثنتين فقط. حدثة آمين ليست من القرآن الكريم بإجماع فهماء الأمة، لأنها لم تخط في مصحف عثمان ولا في غيره. وفي فضلها ما رواه البخاري عن النبي أنه نطق: «إذا نطق أحدكم آمين، ونطقت الملائكة في السماء آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، بالإضافة لما رواته عائشة بنت أبي بكر عن النبي قوله: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين». وروي عن النبي قوله: «أعطيت آمين في الصلاة، وعند النادىء، ولم يعط أحد قبلي إلا حتىقد يكون موسى، كان موسى يدعووهارون يؤمن، فاختموا النادىء بآمين فإن الله يستجيب لكم».

قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة

مضى جمهور الفهماء على مشروعية قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة، وذلك لما رواه طلحة بن عبد الله الأنصاري نطق: «صليت خلف ابن عباس رضي الله عنهما على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب، ونطق: لتفهموا أنها سنة». وعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي أنه نطق: «السنة في الصلاة على الجنازة حتى يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافته، ثم يكبر ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة». ولهذه الأدلة مضى جمهور الفهماء إلى مشروعية قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة، ولكنهم اختلفوا في حكم قراءتها، فمنهم من نطق بالوجوب كالشافعي وأحمد بن حنبل. ومضى البعض إلى القول أنها مستحبة فقط، ومنهم ابن تيمية الذي نطق: «هذا الصواب». ومضى فريق ثالث إلى حتى قراءة الفاتحة لا تشرع في صلاة الجنازة، وممن نطق بهذا القول: أبوحنيفة النعمان ومالك بن أنس والثوري والأوزاعي، بالإضافة لعبد الله بن عمر وأبي هريرة.

فضلها

اتىت عدد من الأحاديث الشريفة في تبيين فضل سورة الفاتحة، ومنها:

  • أنها أعظم سورة في القرآن الكريم. فقد روى البخاري عن أبي سعيد بن المعلَّى أنه نطق: «كنت أصلي في المسجد، فنادىني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجب حتى صليت، ثم أتيته فنطق: ما منعك حتى تأتي، فقلت يا رسول الله: إني كنت أصلي، فنطق: ألم يقل الله: يا أَيها الَذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إِذا نادىكم لما يحيِيكم، ثم نطق: لأفهمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل حتى تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد حتى يخرج، قلت له يا رسول الله: ألم تقل لأفهمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، نطق: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
  • أنها دواء إذا رقي بها، روى البخاري عن أبي سعيد الخدري نطق: «كنا في مسير لنا فنزلنا فاتىت جارية فنطقت: إذا سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيب فهل منكم راقٍ، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنًا فلما عاد قلنا له: أكنت تحسن رقية أوترقي، نطق: لا، ما رقيتُ إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي ونسأل رسول الله فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فنطق: وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم».
  • سورة الفاتحة ركن عظيم من أركان الصلاة، فالصلاة لا تصح إذا لم تُقرأ الفاتحة فيها على الرأي الراجح عند جمهور الفهماء. عن أبي هريرة عن النبي نطق: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج - ثلاثاً- غير تمام».
  • عن أبي هريرة نطق: سمعت رسول الله يقول: نطق الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا نطق: الحمد لله رب العالمين، نطق الله: حمدني عبدي، وإذا نطق: الرحمن الرحيم نطق الله تعالى: أثنى علي عبدي، فإذا نطق: مالك يوم الدين نطق الله تعالى: مجدني عبدي، فإذا نطق: إياك نعبد وإياك نستعين، نطق الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا نطق: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، نطق الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
  • عن عبد الله بن عباس نطق: «بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً أي صوتاً كصوت الباب يفتح من فوقه فحمل رأسه فنطق: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فنطق: هذا ملك هبط إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم: ونطق: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته».
  • أنها أعظم ما أنزل الله على نبي، فعن أبي بن كعب أنه قرأ على النبي أم القرآن فنطق رسول الله: «والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
  • أنها أخير سور القرآن، عن جابر بن عبد الله حتى النبي نطق: «ألا أقول لك يا جابر بن عبد الله بأخير سورة في القرآن، قلت: بلى يا رسول الله، نطق: اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها».

أما فضلها الذي ورد في أقوال الفهماء:

  • روي عن مجاهد بن جبير المكي أنه نطق: «إن إبليس لعنه الله رن أربع رنَّات: حين لُعن، وحين أُهبط من الجنة، وحين بعث محمد صلى الله عليه وسلم، وحين أُنزلت فاتحة».
  • شكا رجل إلى الشعبي وجع الخاصرة، فنطق: «عليك بأساس القرآن فاتحة الكتاب، سمعت ابن عباس يقول: لكل شيء أساس، وأساس الدنيا مكة، لأنها منها دُحِيَت، وأساس السموات عريبًا وهي السماء السابعة، وأساس الأرض عجيبًا وهي الأرض السابعة السفلى، وأساس الجنان جنة عدن وهي سرة الجنان عليها أُسست الجنة، وأساس النار جهنم، وهي الدركة السابعة السفلى عليها أسست الدركات، وأساس الخلق آدم، وأساس الأنبياء نوح، وأساس بني إسرائيل يعقوب، وأساس الخط القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا اعتللت أواشتكيت عمليك بالفاتحة تشفى».
  • نطق البقاعي: «وهي أُم جميع خير، وأساس جميع معروف، ولا يعتد بها إلا إذا ثُنّيتْ فكانت دائمة التكرار، وهي كنز لكل شيء، شافية لكل داء، كافية لكل هم، وافية بكل مرام، واقية من جميع سوء، رقية لكل ملم، وهي إثبات للحمد الذي هوالإحاطة بصفات الكمال، وللشكر الذي هوتعظيم المنعِم، وهي عين النادىء فإنه التوجه إلى المدعو، وأعظم مجامعًا الصلاة».
  • نطق ابن القيم: «كثيرًا ما كنت أسمع ابن تيمية يقول إياك نعبد: فيه علاج للرياء، وإياك نستعين فيه علاج للكبرياء». ويقول أيضًا: «مكثت بمكة مدة تعتريني أدواء ولا أجد طبيبًا، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا وكان كثيرًا منهم يبرأ سريعًا.»

خط تفسير الفاتحة

عُنِيَ المفسرون بسورة الفاتحة بسبب منزلتها الكبيرة بين السور، فكان ذلك دافعاً إلى تأليف مئات الخط التي اختصت فقط بتفسير الفاتحة، وتكاد هذه المؤلفات حتى تُصبحَ فرعاً جديداً من فروع عِلم التفسير، وقد كان مُعظم جهود أولئك المفسرين هوفي إظهار كيف من الممكن أن احتوتْ هذه السورة القصيرة على المعنى الموجَز للقرآن.

طباعة السورة

في أكثر المصاحف المطبوعة والمُلَوَّنة، يجد القارئ حتى آيات سورة الفاتحة السبع في الصفحة الأولى، والآيات الخمس الأولى من سورة البقرة في الصفحة اللقاءة، مكتوبة بلون مميّز يختلف عن باقي صفحات المصحف.

انظر أيضًا

  • قائمة سور القرآن الكريم
  • آية مكية
  • قراءات
  • فهم التفسير

هوامش

  • 1: «دلالة نحوية عامة» هي المعاني العامة المستفادة من الجمل والأساليب بشكل عام.
  • 2: «دلالة نحوية خاصة» هي معاني الأبواب النحوية مثل: باب الفاعل وباب المفعول وباب الحال.. ألخ.

المراجع

  1. ^ تفسير سورة الفاتحة د. مصطفى مسلم شبكة الألوكة الشرعية، 27 نوفمبر 2012. وصل لهذا المسار في 27 يوليو2016 نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ ما هي أعظم سورة في القرآن،يا ترى؟ إسلام ويب مركز الفتاوى، 11 مايو2002. وصل لهذا المسار في 27 يوليو2016 نسخة محفوظة 20 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ بيان وتعريف بسورة الفاتحة شبكة الألوكة الشرعية، 13 ديسمبر 2014. وصل لهذا المسار في 27 يوليو2016 نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  4. ^ جلال الدين السيوطي، تحقيق مركز الدراسات القرآنية. (1426 هـ) الإتقان في علوم القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). المدينة المنورة - السعودية. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صفحة 355
  5. ^ ترتيب نزول سور القرآن المباركة هدى القرآن، 25 أبريل 2007. وصل لهذا المسار في 26 يوليو2016 نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  6. سورة الفاتحة (هدف السورة: شاملة لأهداف القرآن) الحدث الطيب. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 25 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  7. ^ محمد بن صالح العثيمين (1423 هـ). تفسير القرآن الكريم، الفاتحة والبقرة المجلد الأول (الطبعة الأولى). الدمام - السعودية. دار ابن الجوزي صفحة 3
  8. ^ قراءة الفاتحة واجبة في الصلاة على الإمام والمأموم إسلام ويب مركز الفتاوى. ثلاثة مايو2001. وصل لهذا المسار في 27 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 3
  10. التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور سورة الفاتحة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  11. كتاب التفسير الكبير أومفاتيح الغيب سورة الفاتحة القسم الأول أسمائها وفضلها وتفسير الآيات مفصلة الباب الأول في أسماء سورة الفاتحة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  12. ^ تفسير الماوردي أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري تفسير سورة الفاتحة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  13. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1427 هـ - 2006م). الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه السنة وآي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. مؤسسة الرسالة صفحة 172
  14. ^ ابن كثير، تحقيق سامي بن محمد سلامة (1420 هـ - 1999م). تفسير ابن كثير الجزء الأول (الطبعة الثانية). الرياض - السعودية. دار طيبة للنشر والتوزيع صفحة 101
  15. ^ فخر الدين الرازي (1401 هـ - 1981م). تفسير الفخر الرازي الجزء الأول (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع صفحة 182
  16. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 8
  17. ^ مجلة البحوث والدراسات الإسلامية، أضواء على الإعجاز البلاغي في سورة الفاتحة. صالح محمد أبوبكر الزهراني (العدد الرابع، السنة الثانية). الرياض - السعودية. جامعة الملك سعود صفحة 120 - 122
  18. ^ جلال الدين السيوطي، تحقيق مركز الدراسات القرآنية. الإتقان في علوم القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). المدينة المنورة - السعودية. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صفحة 349 - 355
  19. ^ ابن كثير، تحقيق سامي بن محمد سلامة (1420 هـ - 1999م). تفسير ابن كثير الجزء الأول (الطبعة الثانية). الرياض - السعودية. دار طيبة للنشر والتوزيع صفحة 143
  20. ^ أقوال الفهماء في مسألة البسملة في الفاتحة إسلام ويب مركز الفتاوى، 18 أغسطس 2003. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  21. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 10
  22. ^ كتاب فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية للشوكاني معنى الفاتحة وهل هي مكية أم مدنية المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  23. ^ كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم فصل في كيفية نزول سورة الفاتحة نداء الإيمان. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 23 فبراير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  24. ^ كتاب مسببات النزول للواحدي القول في سورة الفاتحة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  25. ^ ابن عطية الأندلسي، تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد (1422 هـ - 2001م). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (الطبعة الأولى الجزء الأول). بيروت - لبنان. دار الخط الفهمية صفحة 65
  26. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 19
  27. ^ صفي الرحمن المباركفوري، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1428 هـ - 2007م). الرحيق المختوم (الطبعة الأولى). الدوحة - قطر. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية صفحة 76
  28. ^ دراسات عربية وإسلامية، التوجه النحوي للقراءات القرانية في سورة الفاتحة (يناير 2015م). عبد الباقي محمد البرير يوسف (العدد 12). الرياض - السعودية. جامعة الملك سعود صفحة 126
  29. ^ مقاصد سورة الفاتحة إسلام ويب مسقط الموضوعات، 20 نوفمبر 2012. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  30. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 111 - 134
  31. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 135 - 146
  32. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 146 - 158
  33. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 159 - 164
  34. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 165 - 175
  35. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 176 - 203
  36. ^ أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن، دراسة تطبيقية في سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء، رسالة ماجستير، هديل محمد عطية - يوسف المنيراوي (1430 هـ - 2009م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 23
  37. ^ شمس الدين القرطبي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن الهجري (1422 هـ - 2001م). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن الجزء الأول (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار هجر للطباعة والنشر صفحة 181
  38. ^ أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن، دراسة تطبيقية في سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء، رسالة ماجستير، هديل محمد عطية - يوسف المنيراوي (1430 هـ - 2009م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 38
  39. ^ ظهور القراءات السبع ودخولها إلى الأقطار المغربية وزارة الشؤون الإسلامية المغربية، 21 أكتوبر 2013. وصل لهذا المسار في 26 يوليو2016 نسخة محفوظةخمسة أكتوبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  40. ^ دراسات عربية وإسلامية، التوجه النحوي للقراءات القرانية في سورة الفاتحة (يناير 2015م). عبد الباقي محمد البرير يوسف (العدد 12). الرياض - السعودية. جامعة الملك سعود صفحة 130
  41. ^ أسباب اختلاف القراء في القراءات القرآنية إسلام ويب مسقط الموضوعات، 19 يناير 2004. وصل لهذا المسار في 26 يوليو2016 نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  42. ^ كتاب التحرير والتنوير لابن عاشور المقدمة السادسة في القراءات المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 26 يوليو2016 نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  43. ^ اختلاف القراءات في سورة الفاتحة وأثره في المعنى، رسالة ماجستير، زريدة أعيزة النعمة (1429 هـ - 2008م) كلية أصول العلوم الإنسانية والثقافة بالجامعة الإسلامية بمالانج. جاوة الشرقية - إندونيسيا. صفحة 69
  44. ^ دراسات عربية وإسلامية، التوجه النحوي للقراءات القرانية في سورة الفاتحة (يناير 2015م). عبد الباقي محمد البرير يوسف (العدد 12). الرياض - السعودية. جامعة الملك سعود صفحة 137 - 143
  45. ^ فهم المناسبات في القرآن مسقط محمد بن عبد العزيز الخضير، 25 أغسطس 2014. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 19 فبراير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  46. ^ فهم المناسبات في القرآن الكريم شبكة الألوكة، 30 أكتوبر 2010. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  47. ^ جلال الدين السيوطي، تحقيق محمد بن عمر بن سالم بازمول (1423 هـ - 2002م). فهم المناسبات في السور والآيات (الطبعة الأولى). مكة - السعودية. المخطة المكية صفحة 195 - 196
  48. ^ جلال الدين السيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا (1406 هـ - 1986م). تناسق الدرر في تناسب السور (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار الخط الفهمية صفحة 62
  49. ^ ابتسام عمر العمودي (1436 هـ - 2015م). المختارات من المناسبات بين السور والآيات (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. مركز تدبر للدراسات والاستشارات صفحة 15
  50. ^ جلال الدين السيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا (1406 هـ - 1986م). تناسق الدرر في تناسب السور (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار الخط الفهمية صفحة 63
  51. ^ تفسير الألوسي تفسير سورة البقرة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  52. ^ محمد بن عبد الوهاب، تحقيق فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي (1407 هـ). تفسير الفاتحة (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. مخطة الحرمين صفحة 42
  53. ^ سليمان بن إبراهيم الاحم (1420 هـ - 1999م). اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار المسلم للنشر والتوزيع صفحة 14 - 21
  54. ^ ابن كثير، تحقيق سامي بن محمد سلامة (1420 هـ - 1999م). تفسير ابن كثير الجزء الأول (الطبعة الثانية). الرياض - السعودية. دار طيبة للنشر والتوزيع صفحة 111
  55. ^ ابن كثير، تحقيق سامي بن محمد سلامة (1420 هـ - 1999م). تفسير ابن كثير الجزء الأول (الطبعة الثانية). الرياض - السعودية. دار طيبة للنشر والتوزيع صفحة 113
  56. ^ عبد الله بن علي بصفر (1427 هـ - 2006م). تأملات في سورة الفاتحة (الطبعة الثانية). جدة - السعودية. دار نور المخطات صفحةثمانية - 9
  57. ^ سليمان بن إبراهيم اللاحم (1420 هـ - 1999م). اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار المسلم للنشر والتوزيع صفحة 53 - 56
  58. ^ أجزاء من مجلدات مفتاح الإتقان: الاستعاذة والبسملة مفتاح تجويد القرآن الكريم. وصل لهذا المسار في 27 يوليو2016 نسخة محفوظةتسعة يونيو2019 على مسقط واي باك مشين.
  59. ^ أبوالحسنات محمد عبد الحي، تحقيق صلاح محمد سالم أبوالحاج (1406 هـ - 2002م). أحكام القنطرة في أحكام البسملة (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار البشير صفحة 25
  60. ^ أبوشامة المقدسي، تحقيق عدنان بن عبد الرزاق الحموي الغلبي (1425 هـ - 2004م). كتاب البسملة (الطبعة الأولى). أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة. المجمع الثقافي صفحة 109
  61. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 151 - 157
  62. ^ أبوالحسنات محمد عبد الحي، تحقيق صلاح محمد سالم أبوالحاج (1406 هـ - 2002م). أحكام القنطرة في أحكام البسملة (الطبعة الأولى). عمان - الأردن. دار البشير صفحة 26 - 53
  63. ^ مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشریعة واللغة العربية وآدابها، الخلاف الأصولي في قرآنية البسملة وأثره في الأحكام (1425 هـ). د. موسى بن علي فقيهي (الجزء 20). مكة المكرمة - السعودية. جامعة أم القرى صفحة 178 - 179
  64. ^ عبد الله بن علي بصفر (1427 هـ - 2006م). تأملات في سورة الفاتحة (الطبعة الثانية). جدة - السعودية. دار نور المخطات صفحة 16
  65. ^ مجلة الجامعة الإسلامية، القواعد الأصولية المؤثرة في حكم قراءة الفاتحة في الصلاة. د.ترحيب بن ربيعان الدوسري (العدد 150). المدينة المنورة - السعودية. الجامعة الإسلامية صفحة 344 - 356
  66. ^ مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات الإسلامية والعربية، أرجح الكلام في قراءة المأموم سورة الفاتحة خلف الإمام (1434 هـ 2013م). محمد بن عبدالله بن عمر حلواني (العدد 2). جدة - السعودية. جامعة الملك عبد العزيز صفحة 131 - 158
  67. ^ حكم قراءة الفاتحة للمأموم، حذيفة بن قاسم بن أحمد حمراني خواجي. كلية الشريعة والقانون بجامعة جازان. جازان - السعودية. صفحة 15 - 25
  68. ^ ابن عطية الأندلسي، تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد (1422 هـ - 2001م). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (الطبعة الأولى الجزء الأول). بيروت - لبنان. دار الخط الفهمية صفحة 79
  69. ^ كتاب تفسير القرطبي الجزء الأول صفحة 127 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 31 يوليو2016 نسخة محفوظة 16 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  70. ^ ابن كثير، تحقيق سامي بن محمد سلامة (1420 هـ - 1999م). تفسير ابن كثير الجزء الأول (الطبعة الثانية). الرياض - السعودية. دار طيبة للنشر والتوزيع صفحة 144
  71. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 166 - 167
  72. ^ عبد الله بن علي بصفر (1427 هـ - 2006م). تأملات في سورة الفاتحة (الطبعة الثانية). جدة - السعودية. دار نور المخطات صفحة 142 - 147
  73. ^ كيفية المدّ في " آمين " الإسلام سؤال وجواب. وصل لهذا المسار في 26 يوليو2016 نسخة محفوظة 16 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  74. ^ سليمان بن إبراهيم اللاحم (1420 هـ - 1999م). اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. دار المسلم للنشر والتوزيع صفحة 435 - 436
  75. ^ قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة مستحبة لا واجبة المخطة الإسلامية مركز الفتاوى، 30 أبريل 2003. وصل لهذا المسار في 27 يوليو2016 نسخة محفوظة 14 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  76. ^ ما صح وما لم يصح في فضائل سورة الفاتحة شبكة صيد الفوائد. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  77. ^ من فضائل سورة الفاتحة والدروس المستفادة منها إسلام ويب مركز الفتاوى. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  78. ^ سورة الفاتحة دراسة موضوعية، رسالة ماجستير، بسام رضوان شحادة عليان (1429 هـ - 2008م) كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. غزة - فلسطين. صفحة 17
  79. ^ تفسير القرطبي سورة الفاتحة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  80. ^ تفسير القرطبي الباب الأول في فضائلها وأسمائها المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  81. ^ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور سورة الفاتحة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  82. ^ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (1434 هـ - 2013م). من هدايات سورة الفاتحة (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. صفحة 7
  83. ^ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (1434 هـ - 2013م). من هدايات سورة الفاتحة (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. صفحة 8
  84. ^ حسين نصر، قرآن الدراسة، ص4
  85. ^ حسين نصر، قرآن الدراسة، ص12

وصلات خارجية

  • تفسير ابن كثير لسورة الفاتحة
  • سورة الفاتحة موسوعة النابلسي
  • أحكام التجويد لسورة الفاتحة
  • إعراب تام سورة الفاتحة
  • ملف متكامل لسورة الفاتحة
تاريخ النشر: 2020-06-01 23:33:31
التصنيفات: سورة الفاتحة, الصلاة في الإسلام, سور, نصوص دينية, نصوص مقدسة, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة محمد/مقالات متعلقة, بوابة القرآن/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات مختارة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /31.12.2023/

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:07:42
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 87%

شاب يحول سيارة إسعاف تعرضت للقصف إلى صالون حلاقة فى غزة.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:22:03
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 39%

92 % من القراء يطالبون بتكثيف الحملات لضبط الأدوية مجهولة المصدر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:21:56
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 40%

أمطار متوقعة على 5 مناطق والسودة تسجل أقل درجة حرارة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:24:46
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

مواعيد قطارات السكة الحديد من القاهرة لأسوان والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:22:08
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 48%

ارتفاع عدد القتلى في قصف مدينة بيلغورود الروسية إلى 22 شخصا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:08:08
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 99%

تقويم العمود الفقري"Chiropractic"مسموح في السعودية بشروط السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:24:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

كريستيانو رونالدو أفضل هداف بالعالم فى حصاد عام 2023.. إنفو جراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:22:11
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

البابا تواضروس الثانى يترأس صلوات رأس السنة فى الإسكندرية اليوم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-31 06:22:13
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

عدد قتلى الزلزال الذي ضرب شمال غرب الصين يتجاوز 150 شخصا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:08:01
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

تقرير إسرائيلي يتحدث عن "إيرانيين مرشحين للاغتيال" بعد رضى موسوي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:07:57
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 95%

منظومات الدفاع الجوي الروسية تدمر مسيرة جوية فوق مقاطعة كورسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:07:50
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 88%

بلغاريا ورومانيا ستنضمان جزئيا إلى منطقة شنغن اعتبارا من 31 مارس

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:07:21
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 91%

صهر أردوغان يوجه أول رسالة علنية بعد استقالته (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:07:49
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 88%

شولتس يدلي في خطابه بمناسبة العام الجديد بتصريح كاذب عن بوتين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-31 09:07:45
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية