التقليد تعبير عن اتباع الإنسان غيره فيما يقول أويعمل، معتقدا للحقيقة فيه، من غير نظر وتأمل في الدليل، كأن هذا المتبع، جعل قول الغير أوعمله قلادة في عنقه؛ وعبارة عن قبول قول الغير بلا حجة ولا دليل.. والتقليد في اللغة أيضًا هوالاحتمال والالتزام بالأمر.. يقول ابن منظور في لسان العرب: وقلده الأمر ألزمه إياه، ويقول أيضا: وتقلد الأمر احتمله، وكذلك تقلد السيف، ويقول: والمقلد من الخيل: السابق يقلد شيئا ليعهد أنه قد سبق. فصار المعنى في اللغة يدور على التشبه والالتزام والاحتمال والمحاكاة. وعهده في اللغة بعض المعاصرين بأنه جعل القلادة في العنق ومنه تقليد الهدي في الحج.

التقليد في الفقه الإسلامي

والتقليد في اصطلاح الأصوليين هوأخذ قول الغير من غير فهم دليله. ورد ذلك في شرح المحلى على جمع الجوامع وفي المستصفى وفي كتاب التقرير والتحبير أونقول كما عهده بعض المعاصرين بأنه (تشبه العامي من المسلمين بما يعمل ويحكم به شيخه من أحكام الدين في مالم يفهمه) مثل مسح الرأس تقليدا للشافعي وهجر المقتدي قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية أخذا بقول أبي حنيفة ونحوذلك.

تاريخ بدايته

حدثت ظاهرة التقليد في أوائل القرن الرابع الهجري ويقول الشوكاني في القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد: "إن التقليد لم يحدث إلا بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وإن حدوث التممضى بمذاهب الأئمة الأربعة إنما كان بعد انقراض عصر الأئمة الأربعة وإنهم كانوا على نمط من تقدمهم من السلف في هجر التقليد وعدم الاعتداد به وإن هذه المذاهب إنما أحدثها عوام المقلدة لأنفسهم من دون حتى يأذن بها إمام من الأئمة المجتهدين."

الفرق بين التقليد والاتباع

التقليد عند جماعة من الفهماء غير الاتباع لأن التقليد هوالأخذ بقول الغير من غير فهم دليلة. وأما الاتباع فهوسلوك التابع طريق المتبوع وأخذ الحكم من الدليل بالطريق التي أخذ بها متبوعه فهواتباع للقائل على أساس ما اتضح له من مرشد على صحة قوله وهذا بخلاف التقليد الذي يحاكي فيه الشخص قول غيره دون فهم مرشد الحكم، وتفاصيل الاستدلال. والله ذم التقليد غير السليم في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله﴾ فيجب القول باتباع الحجة والانقياد للدليل في أصول العقيدة دون تقليد إنسان بعينه لأن التقليد ممنوع في أصول العقيدة. وخصوصًا بالنسبة للمجتهد أما العاميّ فأكثر الفهماء على وجوب التقليد في حقه وسيأتي بيانه في التالي.

- والفرق بين الفهم والتقليد: أنَّ الفهم هواعتقاد الشيء على ما به على سبيل الثقة. والتقليد قبول الأمر ممن لا يُؤمن عليه الغلط بلا حجة.

- والفرق بين التقليد والتنحيت: أن التنحيت هوالاعتقاد الذي يعتدُّ به الإنسان من غير حتى يرجحه على خلافه، أويخطر بباله أنه بخلاف ما اعتقده، وهومفارق للتقليد ما يُقلَّد فيه الغير، والتنحيت لا يُقلَّد فيه أحد.

حكم التقليد

الحكم هنا يقسم التقليد إلى قسمين وهما:

  • التقليد في العقائد أوفي الأصول العامة: كفهم الله وصفاته والتوحيد وكل مافهم من الدين بالضرورة من جميع التكاليف الشرعية عبادات أومعاملات أومحرمات كأركان الإسلام الخمسة وحرمة الربا والزنا وحل البيع والنكاح ونحوها مما هوثابت بترا، ولا يخفى على العوام؛ لايجوز فيها التقليد عند جمهور الفهماء وإنما يجب تكوينها بالاعتماد على النظر والفكر لا على مجرد المحاكاة والتشبه بالآخرين.
  • التقليد في المسائل الفرعية: وهي أحكام القضايا العملية التي تثبت بطريق ظني هي المجال الذي يصح فيه الاجتهاد والتقليد وقد اختلف الفهماء في بعض تفاصيل حكم التقليد في الفروع.

أقسام التقليد

ينقس التقليد إلى قسمين:

  • تقليد محمود (مباح): وهوتقليد العاجز عن الاجتهاد، لأنه لم يقدر على التوصل إلى الحكم الشرعي بنفسه فلم يبقى أمامه إلا اتباع من يرشده من أهل النظر والاجتهاد إلى مايجب عليه من التكاليف. ويكون فيما عجز عن الإجتهاد فيه.
  • تقليد مذموم (محرم): وهوثلاثة أنواع:
    • الأول: ما تضمن الإعراض عما أنزل الله وعدم الالتفات إليه: كتقليد الآباء والرؤساء، مطلقا.
    • الثاني: تقليد من لايفهم المقلد أنه أهل لأخذ قوله.
    • الثالث: التقليد بعد ظهور الحجة وقيام الدليل عند إنسان على خلاف قول المقلد.

وهذه الأنواع الثلاثة هي التي يحمل عليها ماورد من آيات وأحاديث في ذم التقليد كما يحمل عليها جميع ما نقل عن الفهماء في ذم التقليد فقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة.

نطق الشافعي: "مثل الذي يطلب الفهم بلا حجة كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى تلدغه وهولا يدري"
نطق أحمد بن حنبل: "لاتقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي وخذ من حيث أخذوا ونطق: "من قلة فقه الرجل حتى يقلد دينه الرجال" ونطق أبويوسف: "لا يحل لأحد حتى يقول منطقتنا حتى يفهم من أين قلنا" ونطق السيوطي: "ما زال السلف والخلف يأمرون بالاجتهاد ويحضون عليه وينهون عن التقليد ويذمونه ويكرهونه" وقد صنف جماعة في ذم التقليد كالمزني وابن حزم وابن عبد البر وأبي شامه وابن قيم الجوزية.

التقليد والتبعية صفة وخُلُق مذموم

التقليد والتبعية بلا مسوغ ودليل، أمر مذموم، لأنه تعطيل للعقل وعمى عن قبول الحق ورؤيته، وقد نهى عنه الشرع الإسلامي.

  • في القرآن:

نطق تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ)) .

أي: إذا دُعوا إلى دين الله وشرعه وما أوجبه، وهجر ما حرَّمه، نطقوا: يكفينا ما وجدنا عليه الآباء والأجداد مِن الطَّرائق والمسالك، نطق الله تعالى: "أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا" أي: لا يفهمون حقًا، ولا يعهدونه، ولا يهتدون إليه، فكيف يتَّبعونهم والحالة هذه؟! لا يتَّبعهم إلَّا مَن هوأجهل منهم، وأضلُّ سبيلًا .

نطق تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)) .

نطق السعدي: (أبلغ تعالى عن حال المشركين إذا أُمِروا باتِّباع ما أنزل الله على رسوله -ممَّا تقدَّم وصفه- رغبوا عن ذلك، ونطقوا: بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا، فاكتفوا بتقليد الآباء، وزهدوا في الإيمان بالأنبياء، ومع هذا فآباؤهم أجهل النَّاس، وأشدُّهم ضلالًا، وهذه شبهة -لردِّ الحقِّ- واهيةٌ، فهذا دليلٌ على إعراضهم عن الحقِّ، ورغبتهم عنه، وعدم إنصافهم، فلوهُدُوا لرُشْدِهم، وحسن قصدهم، لكان الحقُّ هوالقَصْد، ومن جعل الحقَّ قصده، ووازن بينه وبين غيره، تبيَّن له الحقُّ بترًا، واتَّبعه إذا كان مُنصفًا. ثمَّ نطق تعالى: ((وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)) . لـمَّا بيَّن تعالى عدم انقيادهم لِمَا اتىت به الرُّسل، وردَّهم لذلك بالتَّقليد، عُلِم مِن ذلك أنَّهم غير قابلين للحقِّ، ولا مستجيبين له، بل كان معلومًا لكلِّ أحدٍ أنَّهم لن يزُولُوا عن عنادهم، أبلغ تعالى أنَّ مَثَلَهم عند نادىء الدَّاعي لهم إلى الإيمان، كمَثَل البهائم التي ينعِق لها راعيها، وليس لها فهمٌ بما يقول راعيها ومناديها، فهم يسمعون مجرَّد الصَّوت الذي تقوم به عليهم الحجَّة، ولكنَّهم لا يفقهونه فقهًا ينفعهم، فلهذا كانوا صمًّا لا يسمعون الحقَّ سماع فهمٍ وقبول، عُمْيًا لا ينظرون نظر اعتبار، بُكْمًا فلا ينطقون بما فيه خيرٌ لهم.

نطق تعالى: ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ)) وقوله: ((إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ)) . وقوله: ((إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا)).

نطق: (وقد احتج الفهماء بهذه الآيات في إبطال التقليد، ولم يمنعهم كفر أولئك من جهة الاحتجاج بها؛ لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر، وإنما سقط التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد، كما لوقُلِّد رجل فكفر، وقُلِّد آخر فأذنب، وقُلِّد آخر في مسألة دنياه فأخطأ وجهها، كان كلُّ واحد ملومًا على التقليد بغير حجة؛ لأنَّ كلَّ ذلك تقليد يشبه بعضه بعضًا، وإن اختلفت الآثام فيه).

* في السُّنة:

- عن عدي بن حاتم: ((أتيت رسول الله وفي عنقي صليب، فنطق لي: يا عدي بن حاتم، ألق هذا الوثن من عنقك. وانتهيت إليه وهويقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ)) نطق: قلت: يا رسول الله، إنا لم نتخذهم أربابًا، نطق: بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه، ويحرموه عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه،يا ترى؟ فقلت: بلى، نطق: تلك عبادتهم)).

* أقوال الصحابة والفهماء:

1- عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه كان يقول: (أَلَا لا يقلِّدنَّ أحدكم دينه رجلًا، إذا آمن: آمن، وإن كفر: كفر ؛ وإن كنتم لا بدَّ مقتدين، فاقتدوا بالميِّت؛ فإنَّ الحيَّ لا يُؤمن عليه الفتنة). -وعنه أيضًا- نطق: (لاقد يكون أحدكم إمَّعة، نطقوا: وما الإمَّعة يا أبا عبد الرَّحمن،يا ترى؟ نطق: يقول: إنَّما أنا مع النَّاس، إذا اهتدوا اهتديت، وإن ضلُّوا ضللت، ألَا ليوطِّن أحدكم نفسه على إذا كفر النَّاس، حتى لا يكفر). 2- وعن الفضيل بن عياض نطق: (اتَّبع طريق الهدى، ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين، وإيَّاك وطرق الضَّلالة، ولا تغتـرَّ بكثرة الهالكين).

3- و(عن كُمَيْل بن زياد أنَّ عليًّا رضي الله عنه نطق: يا كُمَيل: إنَّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير، والنَّاس ثلاثة: فعالم ربَّانيٌّ، ومتعلِّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق، لم يستضيئوا بنور الفهم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.. إلى حتى نطق: أُفٍّ لحامل حقٍّ لا بصيرة له، ينقدح الشَّكُّ في قلبه بأول عارض مِن شبهة، لا يدري أين الحقُّ، إذا نطق أخطأ، وإن أخطأ لم يدر، مشغوفٌ بما لا يدري حقيقته، فهوفتنةٌ لمن فُتن به).

4- ونطق ابن القيم: (وكانوا يسمون –أي: الصحابة والتابعون- المقلد الإمعة ومحقب دينه، كما نطق ابن مسعود: الإمعة الذي يحقب دينه الرجال، وكانوا يسمونه الأعمى الذي لا بصيرة له، ويسمون المقلدين أتباع جميع ناعق، يميلون مع جميع صائح).

تعريف الإمَّعة

الإمَّعةُ والإِمَّعُ: الذي لا رأْي له ولا عَزْم، فهويتابع كلَّ أَحدٍ على رأْيِه، ولا يثْبُت على شيء، والهاء فيه للمبالغة، ولا نظير له إِلَّا رجل إِمَّرٌ وهو: الأَحمق. نطق الأَزهري: وكذلك الإِمَّرةُ وهوالذي يوافق كلَّ إنسان على ما يُريده.

نطق ابن الأثير: (الإمَّعة: الذي لا رأي له، فهويتابع كلَّ أحد على رأيه، وقيل: هوالذي يقول لكلِّ أحدٍ: أنا معك).

صور من التقليد والتبعية

1- التقليد في أصل العقيدة:

نطق تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ)) [المائدة: 104].

2- في فروع الدِّين: كالذي يقلِّد غيره في العبادات حتى لوأخطأ وظهر له الدَّليل على خطئه، كما في التَّعصُّب الممضىي.

3-في الأخلاق ولوساءت، كما ذكر الله تعالى عن أهل الجاهلية في قوله: ((وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) [الأعراف: 28].

4- التَّبعيَّة السِّياسية، مثل ما يطالب به الكثيرون اليوم مِن جعل الدَّولة مدنيَّةً على غرار مدنيَّة الغرب التي تعني إقصاء الدِّين.

5- في الصَّحافة والإعلام: بنشر كلِّ ما ينطق بدون تثبُّت وتروٍّ، ويا ليتهم يعقلون قوله تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النَّساء: 83]. 6- مُسَايرة الواقع: ومِن صور الإمَّعة: فتنة مُسَايرة الواقع؛ فهي كثيرة ومتنوعة اليوم بين المسلمين، وهي تترواح بين الفتنة وارتكاب الكبائر أوالصَّغائر، أوالتَّرخُّص في الدِّين، وتتبُّع زلَّات الفهماء؛ لتسويغ المخالفات الشَّرعية النَّاجمة عن مسايرة الرَّكب، وصعوبة الخروج عن المألوف، واتِّباع النَّاس إذا أحسنوا أوأساؤوا. ومَن هذه حاله يَنطَبق عليه وصف الإمَّعة .

العوامل المسببة للوقوع في التبعية المذمومة

تربية الأبناء على التَّبعيَّة لغيرهم في كلِّ شيء وعدم مشاركتهم في شيء - فقدان الثِّقة بالنَّفس -الجهل -الغلوُّ في محبة الأشخاص (التقديس) -اتباع الهوى والشبهات - تعظيم ما كان عليه الآباء -التَّقليد الأعمى وعدم البحث عن الدَّليل .

أقوال الشعراء في التقليد والتبعية

نطق ابن عبد البر:


يا سائلي عن موضعِ التقليدِ خذْ عني الجوابَ بفهمِ لبٍّ حاضرِ
واصغِ إلى قولي ودنْ بنصيحتي واحفظْ عليَّ بوادري ونوادري
لا فرقَ بينَ مقلدٍ وبهيمةٍ تنقادُ بين جنادل ونادىثرِ
تبًّا لقاضٍ أولمفتٍ لا يرى عللًا ومعنى للمنطق السائرِ
فإذا اقتديت فبالكتابِ وسنةِ المبعوث بالدين الحنيف الطاهرِ
ثم الصحابةِ عند عدمك سنةً فأولاك أهلُ نهى وأهلُ بصائرِ
وكذاك إجماعُ الذين يلونهم من تابعيهم كابرًا عن كابرِ
إجماعُ أمَّتنا وقولُ نبينا مثلُ النصوص لذي الكتاب الزاهرِ
وكذا المدينةُ حجة إذا أجمعوا متتابعين أوائلًا بأواخرِ
وإذا الخلافُ أتى فدونَك فاجتهدْ ومع الدليلِ فملْ بهمٍّ وافرِ
وعلى الأصولِ فقسْ فروعَك لا تقسْ فرعًا بفرعٍ كالجهول الحائرِ
والشرُّ ما فيه فديتك أسوةٌ فانظرْ ولا تحفلْ بزلةِ ماهرِ


انظر أيضا

  • تنطقيدية
  • تنطقيد عائلية

مراجع

  1. ^ تعريفات الجرجاني
  2. ^ "معلومات عن تقليد (إسلام) على مسقط britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2019.
  3. ^ سورة التوبة، آية 31
  4. ^ الفروق اللغوية،لأبي هلال العسكري
  5. ^ [سورة المائدة: 104]
  6. ^ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير
  7. ^ [سورة البقرة: 170-171]
  8. ^ [سورة البقرة: 171]
  9. ^ تيسير الكريم الرحمن، للسعدي
  10. ^ [سورة البقرة: 166-167]
  11. ^ [سورة الأنبياء: 52-53 ]
  12. ^ [سورة الأحزاب: 67]
  13. ^ جامع بيان الفهم وفضله، لابن عبد البر
  14. ^ [سورة التوبة: 31]
  15. ^ رواه الترمذي والطبراني والبيهقي، وحسنه الألباني في: سليم سنن الترمذي
  16. ^ رواه الطبراني، ونطق الهيثمي: رجاله رجال السليم
  17. ^ الاعتصام، للشاطبي
  18. ^ رواه أبونعيم، في حلية الأولياء، وابن عساكر في تاريخ دمشق
  19. ^ إعلام المسقطين، لابن القيم
  20. ^ لسان العرب، لابن منظور، والصحاح للجوهري
  21. ^ النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير
  22. ^ منطق: فتنة مسايرة الواقع/ لعبد العزيز الجليل
  23. ^ مسقط الدرر السنية
  24. ^ جامع البيان والحكم، لابن عبد البر


تاريخ النشر: 2020-06-02 00:23:05
التصنيفات: أخلاقيات اجتماعية, أصول الفقه, أهل السنة والجماعة, مصطلحات عربية في الشريعة الإسلامية, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة اللغة العربية/مقالات متعلقة, بوابة أخلاقيات/مقالات متعلقة, بوابة الفقه الإسلامي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بايدن: "التضخم في أميركا ليس خطأي.. كل الدول الصناعية فيها تضخم" !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

​مهر "غودولفين" بطل سباق "جيرسي ستيكس" في ختام "رويال آسكوت"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:37
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

مصر: تأسيس أول جمعية للدفاع عن حقوق الرجال !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:39
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

من أفضل لاعب في تاريخ مصر محمد صلاح أم محمود الخطيب؟ النجم الكبير يجيب!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:39
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

اليمن.. حراك دبلوماسي غربي على وقع رفض الميليشيات مقترحات التهدئة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

القبض علي سائق تاكسي صدم مواطنا بعد خلاف على الأجرة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:20:40
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

باريديس عن ميسي: أراد أن يقتلني بسبب مباراة بين سان جرمان وبرشلونة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:41
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

بايدن يسقط من على دراجته ويكشف السبب (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:20:50
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

باريس.. "اليونيسكو" تحتفي بتراث المغرب ما قبل التاريخ

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:43
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

الصحة العالمية: 2103 حالات إصابة مؤكدة بجدري القردة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

ماركا تكشف عن مفاوضات رحيل النصيري عن إشبيلية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

الصحة العالمية: ندرس تغيير اسم جدري القرود

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 18:19:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية