الصفا والمروة

عودة للموسوعة

الصَّفَا والمَرْوَةُ جبلان يقعان شرقي المسجد الحرام، ويعدان رمزان شهيران لشعيرة السعي. كانت الصفا والمروة تعبير عن أكمة وسط مكة، تحيط بها بيوت أهل مكة والتي منها دار الأرقم ودار السائب بن أبي السائب العائذي وغيرهما، وكان جبل الصفا متصلًا بجبل أبي قبيس والمروة متصلة بجبل قعيقعان، فلما اتىت التوسعة السعودية عام 1375 هـ بترت جبل الصفا عن أصله جبل أبي قبيس، وأبقت على بعض الصخرات في نهايته علامة على موضع المشعر، وكذلك عملت بالنسبة لجبل المروة، ولكن لوجود مستويين للحرم في جهة المروة أُحدث مدخلان: مدخل أعلى للدور الأعلى وهومساولارتفاع جبل المروة في اتجاه الصاعد، ومدخل في الأسفل بقي لاتصال المروة بأصله جبل قعيقعان، وقد نال حظه من البتر والتكسير والاختزال من جانبه الشرقي والغربي وفي أعلاه.

يرجع بدء السعي بين الصفا والمروة إلى زمن النبي إبراهيم، حيث تعتبر هاجر أول من سعى بين الصفا والمروة، حينما كانت تلتمس الماء لابنها النبي إسماعيل، فكانت تصعد على جبل الصفا ثم تنزل حتى تصل جبل المروة، وقد كرَّرت ذلك سبعة أشواط، حتى وجدت الماء عند موضع زمزم، فشربت وأرضعت ولدها. فلما اتى الإسلام جعل ذلك من مناسك الحج والعمرة. الطريق الذي يربط بين الصفا والمروة يسمى مسعى، أومكان السعي، والمسعى الآن داخل في المسجد الحرام نتيجة التوسعة السعودية التي تمت عام 1375 هـ. تبلغ المسافة بين الصفا والمروة 394.5 مترًا، وهناك من يقول أنها 405 أمتار، وهناك من يقول 375 متر، وإجمالي عدد الأشواط للسعى 2761.5 متر عند حسابها على أنها 394.5 متر. وعرض المسعى 40 مترًا، وعدد طوابقه أربعة طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع.

التسمية

  • الصفا: جمع صفاة، والصفا والصفوان والصفواء كله الحجر العريض الأملس، أوالصخرة الملساء القوية المختلطة بالحصى والرمل. نطق الأزهري: «الصفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد»، ونطق ابن الأثير: «الصفا أحد جبلي المسعى». وجبل الصفا هوالجبل الذي يبدأ منه السعي، ويقع في الجهة الجنوبية مائلًا إلى الشرق على بعد نحو130 متر من الكعبة. كما حتى الصفا هي في الأصل مكان عالٍ في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد الحرام. وذكر شمس الدين القرطبي وغيره سببًا آخر للتسمية فنطق: «أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس وهوجبل بمكة معروف، وكذلك المروة جبل أيضاً... وذكر الصفا لأن آدم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقف عليه فسمي به، ووقفت حواء على المروة فسميت باسم المرأة فأنثت لذلك والله أفهم».
  • المروة: واحد المرو، وهي حجارة بيض، براقة صلاب، أوالصخرة القوية المتعرجة وهوالأبيض الصلب، وهي جبل مكة. نطق الفيروز آبادي: «المروة حجارة بيض براقة، وهوجبل بمكة يذكر مع الصفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز». ونطق الزبيدي: «نطق الأصمعي سمي ويقصد جبل المروة بذلك لكون حجارته بيضاء براقة». ونطق الفيومي: «المروة الحجارة البيض، والواحدة مروة، وسمي بالواحدة الجبل المعروف بمكة». نطق الآلوسي: «المروة جبل بمكة يعطف على الصفا يميل إلى الحمرة». ونطق الحموي: «الصفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد الحرام». وذكر محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره تفسير التحرير والتنوير: «الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، فأما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الصفا لأن حجارته من الصفا وهوالحجر الأملس الصلب، وسمي المروة مروة لأن حجارتها من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار».

تناول عدد من الفهماء لمسألة أيهما أفضل الصفا أوالمروة، فنطق بعضهم الصفا أفضل وقيل العكس. يقول ابن حجر العسقلاني: إنه لا معنى لهذا التفضيل مع حتى العبادة المرتبطة بهما شرعًا لا تتم إلا بهما.

المسقط

الصفا جبل صغير يقع أسفل جبل أبي قبيس من الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها نحو130 متر، وهومبتدأ السعي. أما المروة فهوأيضًا جبل صغير من الحجر الأبيض، يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها 300 متر، وهومتصل بجبل قعيقعان، وإليه ينتهي السعي. كان الصفا والمروة والمسعى يقعان خارج المسجد الحرام، ولم يكن لهم بناء يخصهم، ظل الحال على ما عليه حتى عام 1375 هـ حيث تم لأول مرة بناء المسعى، وضُمَّ للمسجد الحرام وأصبح جزءًا منه.

حدود المسعى

جبل الصفا

كان المؤرخ أبوالوليد محمد بن عبد الله الأزرقي (ت: 250 هـ) من أوائل من تحدثوا بالتفصيل عن حدود المسعى والمسافة التي تفصل الصفا والمروة عن بقية أجزاء المسجد الحرام فنطق: «وذرع ما بين الركن الأسود إلى الصفا مائتا ذراع واثنان وستون ذراعا وثمانية عشر إصبعا، وذرع ما بين المقام وباب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا مائتا ذراع وأربع وستون ذراعا ونصف، وذرع ما بين باب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا، إلى وسط الصفا مئة ذراع واثنتا عشرة ذراعا ونصف، وعلى الصفا اثنتا عشرة درجة من حجارة. ومن وسط الصفا إلى فهم المسعى الذي في جدر المنارة مئة ذراع واثنان وأربعون ذراعا ونصف، والفهم أسطوانة طولها ثلاثة أذرع، هي مبنية في جدار المنارة، وهي من الأرض على أربع أذرع، وهي ملبسة بفسيفساء، وفوقها لوح طوله ذراع وثمانية عشر إصبعا، وعرضه ذراع مكتوب فيه بالمضى، وفوقه طاق ساج، وذرع ما بين الفهم الذي في جدر المنارة إلى الفهم الأخضر، الذي على بابا المسجد، وهوالمسعى مئة ذراع واثنتا عشرة ذراعا. والسعي بين الفهمين، وطول الفهم الذي على باب المسجد أذرع وأربع عشر إصبعا، منه أسطوانة مبيضة ست أذرع، وفوقها أسطوانة طولها ذراعان وعشرون إصبعا، وهي ملبسة فسيفساء أخضر، وفوقها لوح طوله ذراع وثمان عشر إصبعا، واللوح مكتوب فيه بالمضى، وذرع ما بين الفهم الذي على بابا المسجد إلى المروة خمسمئة ذراع ونصف ذراع، وعلى المروة خمس عشر درجة وذرع ما بين الصفا والمروة سبعمئة ذراع وست وستون ذراعا ونصف، وذرع ما بين الفهم الذي على بابا المسجد إلى الفهم الذي بحذائه، على باب دار العباس بن عبد المطلب، وبينهما عرض المسعى خمس وثلاثون ذراعا ونصف، ومن الفهم الذي على باب دار العباس بن عبد المطلب إلى الفهم الذي عند دار زراع بن عباد الذي بحذاء الفهم الذي في جدر المنارة، وبينهما الوادي مئة ذراع وإحدى وعشرون ذراعا». أي أنه حدد طول المسعى بحوالي 766.5 ذراع، وعرض المسعى بحوالي 35.5 ذراع. وإن كان ذراع اليد 48 سم، فيكون طول المسعى حسب الأزرقي 367.68 مترًا. في حين نطق الإمام أبوعبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي (ت: 280 هـ) حتى عرض المسعى خمسة وثلاثون ذرعًا واثنا عشر إصبعًا. وقد ذكر المؤرخ شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري شارع المسعى في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار فنطق: «ذرع ما بين الصفا والمروة وهوالمسعى سبعمئة ذراع وثمانون ذراعًا». أي حتى طول المسعى عند العمري 374.40 مترًا، وعليه صار الفرق بين ذرع الأزرقي والعمري أربعة عشر ذراعًا، أي ما يعادل سبعة أمتار.

جبل المروة

اختلاف الفهماء والمؤرخون كثيرًا في تحديد عرض المسعى، ويرجع سبب الاختلاف بحسب أقوال المؤرخين إلى حتى الوادي يضيق أحيانًا ويتسع أحيانًا، في حين نطق غيرهم حتى السبب كان في الاختلاف في المقاييس، وذكر المؤرخ حسين باسلامة (ت: 1359 هـ): «قد اعتنى بذرع شارع المسعى كثير من الفهماء في خط شتى من مناسك وتاريخ وما أشبه ذلك بالذراع والمستوى في الأزمنة القديمة، وبالمتر في العصر الحاضر، ونتج من ذلك خلاف سببه اختلاف المقاييس». ذكر غير واحد من أهل الاختصاص التاريخي في العصر الحديث حتى عرض المسعى اثنا عشر مترًا، ومن هؤلاء محمد بيرم الخامس (ت: 1307 هـ) في قوله عن المسعى: «وبينهما –الصفا والمروة– طريق متسع عرضه ما بين عشرة أمتار واثني عشر مترًا». ومحمد باشا صادق فقد نطق عن وصف شارع المسعى: «في شارع عرضه تارة عشرة أمتار، وتارة اثنا عشر مترًا». ونطق إبراهيم حملت باشا (ت: 1353 هـ / 1935م) الذي كان أميرًا لمحمل الحج المصري عدة مرات: «والشارع الذي بين الصفا والمروة هوالمسعى، وطوله أربعمئة وخمسة أمتار، وعرضه تارة عشرة أمتار، وتارة اثنا عشر مترًا». ونطق حسين عبد الله باسلامة المكي: «وعرض أصل الصفا التي عليها الثلاثة عقود اثنا عشر مترًا». ونطق محمد طاهر الكردي المكي (ت: 1980م): «وعرض أصل الصفا التي عليها الثلاثة عقود اثنا عشر مترًا».

كانت آخر الأقوال في تحديد عرض المسعى هي قول اللجنة الشرعية التي كلفت في عهد مفتي السعودي محمد بن إبراهيم آل الشيخ والمكونة من عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ، وعبد الله بن جاسر، وعبد الله بن دهيش، والفقيه المالكي علوي مالكي، والفقيه والوزير محمد بن علي الحركان، ويحيى أمان، بحضور صالح قزاز وعبد الله بن سعيد مندوبي محمد بن لادن، والتي قامت بذرع الصفا كاملًا، وكان فيما قررت اللجنة: وبناء على ذلك فقد جرى ذرع عرض الصفا ابتداء من الطرف الغربي للصخرات إلى نهاية محاذاة الطرف الشرقي للصخرات المذكورة في مسامتة موضع العقود القديمة، فظهر حتى العرض المذكور يبلغ ستة عشر مترًا.

التاريخ

في عهد النبي إبراهيم

يعود أول ذكر لتاريخ الصفا والمروة إلى النبي إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر، عندما خرج إبراهيم بهاجر وإسماعيل إلى صحراء مكة حيث لا غرس ولا ماء، فوضعهما هناك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر وسقاء ماء، ثم انطلق إبراهيم، فتبعته أم إسماعيل، فنطقت: يا إبراهيم أين تمضى وتهجرنا بهذا الوادي الذي ليس فيهِ إنس ولا شيء، وحين لم يجبها سألته: آلله الذي أمرك بهذا، نطق: نعم، نطقت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم بعيدا، ونادى ربه: Ra bracket.png رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ Aya-37.png La bracket.png. بعد حتى نفد الماء من هاجر وابنها إسماعيل، فأخذت تروح وتجيء مهرولة في موضع السعي بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لابنها، وبعد حتى مضى واتىت سبع مرات سمعت صوتًا فإذا بملك عند موضعِ زمزم، فبحث بجناحه، حتى ظهر الماء، وأخذت تغرف من الماء في سقائها، وفشربت وأرضعت ولدها، ونطق لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيِع أهله.

روى البخاري عن عبد الله بن عباس نطق: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم اتى بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل فنطقت: يا إبراهيم أين تمضى وتهجرنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فنطقت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فنطقت له: آلله الذي أمرك بهذا، نطق: نعم. نطقت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم نادى بهؤلاء الحدثات وحمل يديه، فنطق: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ حتى بلغ يَشْكُرُونَ. وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى، أونطق: يتلبط. فانطلقت كراهية حتى تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي حملت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة، فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فعملت ذلك سبع مرات. نطق ابن عباس رضي الله عنهما: نطق النبي صلى الله عليه وسلم: فذلك سعي الناس بينهما».

في عهد النبي محمد

كان على جبلي الصفا والمروة صنمان: إساف ونائلة، وكان الجاهليون يمسحونهما، وكان طوافهم بهما سبعة أشواط، وكانت تقوم بذلك قريش فقط، أما غيرهم من العرب فلا يطوفون بهما. وكانت الصفا والمروة من المواضع التي كان لها أثر كبير في عبادة أهل مكة، ففي حج أهل مكة طوافان: طواف بالبيت وطواف بالصفا والمروة. الموضع الرابط بين الصفا والمروة يسمى في الإسلام السعي، ولذلك ينطق للمسافة بين المكانين المسعى وكان إساف بالصفا، وأما نائلة فكانت بالمروة. كان أهل مكة يتبركون بلمس الحجر الأسود، ثم يسعون بين الصفا والمروة ويطوفون بإساف أولًا ويلمسونه، جميع شوط من الطواف ثم ينتهون بنائلة ويلبون لهما، وكانت تلبيتهم لهما: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك، إلا شريك هولك، تملكه وما ملك.

لما قدم الأنصار مع النبي محمد في الحج، كرهوا الطواف بين الصفا والمروة لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية، وأرادوا هجره في الإسلام، وذُكر حتى قومًا من المسلمين نطقوا: يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة، فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية. فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بين الصفا والمروة مسحوا الوثَنَين، فلما اتى الإسلام وكُسرت الأصنام، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين، فأنزل الله: Ra bracket.png إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ Aya-158.png La bracket.png. كما رُوي حتى العرب عامة كانوا لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما فأنزل الله الآية السابقة، أي لا تستحلون هجر ذلك. كان الأنصار يهلون لمناة في الجاهلية، فلما اتى الإسلام نطقوا: يا نبي الله إنا كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لمناة، فهل علينا من حرج حتى نطوف بهما، فأنزل الله الآية السابقة. وكان أهل تهامة ممن لا يطوفون بين الصفا والمروة، فلما اتى الإسلام ونزل الأمر بالطواف بالبيت، ولم ينزل بالطواف بين الصفا والمروة، قيل للنبي: إنا كنا نطوف في الجاهلية بين الصفا والمروة وإن الله قد ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة فهل علينا من جناح حتى لا نطوف بهما. فنزلت الآية، فصار الطواف بين الصفا والمروة لجميع الحجاج، لا كما كان في عهد الجاهلية. ذكر أهل الأخبار حتى السعي بين الصفا والمروة شعار قديم من عهد هاجر أم إسماعيل. وأما رمل الطواف فهوالذي أمر به النبي محمد أصحابه في عمرة القضاء ليُري المشركين قوتهم، حيث نطقوا: وهنتهم حمى يثرب.

كان جبل الصفا المكان الذي شهد إعلان دعوة النبي محمد بالإسلام، فقد روى ابن عباس نطق: «لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين، ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف: يا صباحاه. نطقوا: من هذا الذي يهتف، نطقوا: محمد، فاجتمعوا إليه فنطق: أرأيتكم لوأبلغتكم حتى خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي، نطقوا: ما جربنا عليك كذبًا، نطق: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فنطق أبولهب: تبا لك ألهذا جمعتنا. ثم قام فنزلت: تبت يدا أبي لهب وتب».

عمارة المسعى

كانت مسألة توسعة المسعى بين الصفا والمروة من الأعمال التي اهتم بها الخلفاء والأمراء المسلمين، وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بتوسعة المسجد الحرام. لم يكن بين الصفا والمروة في العصور الإسلامية المتلاحقة بيوت ولا عمائر اللهم سوى الجبال والصخور. لم تبدأ مظاهر الحياة في الظهور بين الجبلين إلا عندما أسكن نبي الله إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل، وجاورتهم قبيلة جرهم فأخذت ملامح الحياة تظهر وتنمو. بعد حتى حمل إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت، جرت إصلاحات بسيطة في مواضع سكنى الناس. في العصر الجاهلي أمر قصي بن كلاب قومه حتى يبنوا بيوتهم حول الكعبة وبنى هودار الندوة في الجانب الشمالي. في عهد النبي محمد لم يكن في المسعى دور كثيرة قد بنيت في عرضه، وأن بعض الدور التي بنيت في عرضه إنما بناها الناس فيما بعد. ثم بدأ بعض كبار الصحابة في توسعة المسجد الحرام، وأول من أمر بتجديد وتوسعة المسجد الحرام كان الخليفة عمر بن الخطاب، وفي عهد التابعين ازداد عدد سكان مكة والقادمين إليها، فبدأت توسعة المسجد الحرام في ذلك العهد. في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان تمت إضاءة ما بين الصفا والمروة بالقناديل ليلًا.

صورة للمسجد الحرام عام 1850 في فترة الخلافة العثمانية عندما كانت البيوت والحوانيت منتشرة في جميع أراتى المسعى

تعرض جبلا الصفا والمروة بمرور الزمن إلى التكسير، بسبب بناء البيوت والدكاكين والحوانيت، أوبسبب شق الطرق، كما انجرفت تربته بسبب السيول على جانبيهما. لم تتطرق المصادر التاريخية لمكة وحرمها لذكر أول من قام بعملية تسوية أرض المسعى الواقعة بين جبلي الصفا والمروة، وتمهيدهما وإزالة الأحجار والعقبات منها، لأن أرض المسعى كانت واديًا فيه ازدياد وانخفاض واعوجاج، كما تعرض كثيرًا للسيول والأمطار، وكانت توسعة الخليفة العباسي أبوعبد الله محمد المهدي من أعظم وأكبر توسعات الحرم المكي، واستنتج بعض المؤرخين حتى تكون هذه التوسعة قد ضمت جزءًا من أرض المسعى بعد حتى تمت إزالة بعض الدور والدكاكين. ثم توالت من بعده أعمال التوسعة والاهتمام من قبل الخلفاء والملوك.

في عام 1335 هـ هـ قام الشريف حسين بن علي بفرش المسعى بالبلاط (بالحجارة الجبلية) بغرض إصلاحات وترميم أرض المسعى، وكانت أرضها من قبل ترابًا، فإذا كثر الحجيج تصاعد منها الغبار. لم يكتفي الشريف حسين بذلك بل قام بسقف المسعى حيث كان أول من قام بسقفه منذ تاريخ بناء المسجد الحرام، وكان هذا في شهر شوال سنة 1335 هـ، وامتد السقف من المروة إلى باب العباس فقط، ولم يكمل لقصر المسافة المتبقية، نطق محمد طاهر الكردي: «أنشأ الشريف حسين بن علي مظلة على المسعى من ناحية المروة حتى باب العباس (باب علي)، وظل الجزء الآخر الممتد من باب علي إلى الصفا بدون مظلة». وحتى قبل التوسعة السعودية للمسعى عام 1375 هـ كان بيت الصفا والمروة مسيل فيه سوق كبيرة تباع فيها الحبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، ولم تكن في مكة سوق منظمة سوى هذا السوق الذي يقع في المسعى. كما كان المسعى به التواء واضح ولم يكن على استقامة واحدة.

التوسعة السعودية

الصفا والمروة في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن

في العهد السعودي قام الملك عبد العزيز عام 1345 هـ بفرش المسعى بالحجارة منعًا لإثارة التراب والغبار، وفي عام 1366 هـ قام الملك عبد العزيز بسقف المسعى، حيث بلغ عرض السقيفة التي أمر بإنشائها 20 مترًا وبطول 350 مترًا من الصفا حتى المروة. في عام 1368 هـ قام الملك سعود بالبدء في توسعة شاملة للمسجد الحرام وعمارته في ثلاث مراحل ضمت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت قائمة في الجهة اللقاءة للمسجد شرق المسعى، ثم بدء في بناء الدور الأرضي من المسعى وإدخاله داخل المسجد الحرام، ومن ثم تم بناء الطابقين في المسعى لاستيعاب أعداد الساعين المتزايدة، حيث بلغ طول المسعى 395 مترًا وبعرض 20 مترًا وبلغ ازدياد الدور الأرضي للمسعى 11.75 مترًا والدور الثاني 8.5 مترًا مع إقامة حائط طولي ذواتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة، وإقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة والثاني من المروة إلى الصفا، وبهذه التوسعة دمج المسعى داخل المسجد الحرام، وأنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية من ناحية المسعى.

باب الصفا في عام 1325 هـ

في عام 1384 هـ قام الملك فيصل بن عبد العزيز بتشييد قبة الصفا المقببة، وكسوة قابلات الدور الأول من المسعى وأعمدته وأرضيته بالرخام، وتغطية سقفه بالزخارف المصنوعة من الحجر الصناعي الملون، وبعد هذا العمارة أصبحت مساحة المسعى 16.700 مترًا مربعًا للطابقين. في عهد الملك خالد تم هجريب مكيفات ومراوح في المسعى، وهجريب حواجز معدنية على جانبي الحاجز الأوسط بطول ممر المسعى بالدور الأرضي بعرض متر واحد في جميع اتجاه لتكون ممرًا لعربات العجزة والمعاقين. في عهد الملك فهد شهد الحرم المكي أكبر توسعة في تاريخه وذلك عام 1415 هـ، ولقي المسعى حظه من التوسعة فتم توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول، وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا. وفي عام 1417 هـ تم إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام، حتى صارت مساحة المنطقة 375 متر مربع بدلًا من المساحة السابقة 245 متر مربع، وفي نفس العام حصلت توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأنشأت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة. في عام 1420 هـ جرى فتح ثلاثة أبواب جميع باب يحوي فتحتين عند المروة: باب في الجهة الشرقية وباب شمالي صدر المشعر وباب في الجهة الغربية، وجرى فتح ثلاثة أبواب في الدور الأول من المسعى عند المروة على نفس ترتيب الدور الأرضي. وجُعل عند نهاية المسعى من جهة الصفا شرفة مستديرة كبيرة وأخرى صغيرة عند نهايته من جهة المروة، كي يرى الحجاج الساعون في الدور الأول جبلي الصفا والمروة. في الدور الأرضي هجر جزء من جبل الصفا عاريًا على الطبيعة وكذلك جبل المرة، ثم بلطت منحدرات الصفا والمروة بالرخام على شكل مربعات بارزة وبينهما فراغات. ترتفع على جبل الصفا مئذنة من مآذن المسجد الحرام التسعة، وبجوارها قبة كبيرة ترتفع على أربعة أعمدة أسطوانية كبيرة. أما فوق جبل المروة فقد أنشأت قبة صغيرة مزخرفة من الداخل.

تميزت التوسعة السعودية فيما يخص جبل الصفا، ببتره عن أصله جبل أبي قبيس، وأبقت على بعض الصخرات في نهايته علامة على موضع المشعر، وكذلك عملت بالنسبة لجبل المروة، ولكن لوجود مستويين للحرم في جهة المروة أُحدث مدخلان: مدخل أعلى للدور الأعلى وهومساولارتفاع جبل المروة في اتجاه الصاعد، ومدخل في الأسفل بقي لاتصال المروة بأصله جبل قعيقعان، وقد نال حظه من البتر والتكسير والاختزال من جانبه الشرقي والغربي وفي أعلاه.

توسعة الملك عبد الله

أعمال توسعة المسعى التي أمر بها الملك عبد الله بن عبد العزيز

في عام 1428 هـ الموافق 2008 في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز بُدأ بهدم بناء المسعى القديم، واستبدل بمبنى جديد، حيث وسع المسعى من ناحية الساحة الشرقية بزيادة قدرها عشرون متر، ليصبح عرض المسعى الكلي أربعون مترًا، وزيادة طابق علوي ثالث للمسعى، ليصبح عدد الطوابق الكلي للمسعى أربعة طوابق، طابقان بالإضافة للبدروم والدور الأرضي. بذلك أصبحت مساحة التوسعة الإجمالية الجديدة تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد حتى كانت المساحة الإجمالية تقارب 29 ألف متر مربع، بزيادة تجاوزت 43 ألف متر مربع، فيما تبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالى 125 ألف متر مربع، وأنشأت مئذنة جديدة بارتفاع 95 مترا ليتناسب عدد المآذن وشكلها مع مساحة التوسعة الجديدة للمسعى. يتكون مشروع التوسعة من أربعة أدوار: بدروم للعربات ودور أرضي ودوران أول وثاني، بطول 350 متر.

أثارت توسعة الملك عبد الله جدل فقهي كبير بين فهماء المسلمين في جواز السعي في المسعى الجديد من عدمه، وكان أساس الاختلاف بين الفهماء في زيادة عرض المسعى من 20 متر في التوسعة القديمة، إلى مضاعفة المساحة بعرض 40 متر.

المؤيدون للتوسعة

يقول من أيد التوسعة من الفهماء حتى مسألة التوسعة هي مسألة اجتهادية خلافية لا تستند إلى نص، ويكفي لحسم الجدل الدائر حولها اختيار ولي الأمر. واستند الفهماء إلى عدة نقاط في الجواز أهمها: حتى المعتبر في السعي هوالصفا والمروة، وأن النبي لم يحدد عرض المسعى وأن تحديده غير مقصود شرعًا، وإلا لكان أولى بالتحديد من عهدات ومزدلفة ومنى. حتى جبلي الصفا والمروة قد تعرضا عبر الأزمان لتغيرات وهذه التغيرات قد أدت إلى تغير حجم الجبل عما كان في عهد النبي وأن الحكومة السعودية لما همت بالتوسعة استخطت غير واحد من الفهماء ومنهم من عاش في مكة ورآها على طبيعتها لم تتغير معالمها قبل حدوث توسعة الحرم المكي، كما استدعت مجموعة من كبار السن وأدلوا بشهاداتهم أمام القضاء في مكة وسجلت شهاداتهم وهذه الشهادات والنقول كافية في باب الإثبات، كما قامت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية باختبار عينات جبل الصفا والمنطقة التي ضمتها توسعة المسعى من الجهة الشرقية، فأثبتت في تقريرها حتى جبل الصفا لسان من جبل أبي قبيس لديه امتداد سطحي بالناحية الشرقية مسامت للمشعر بما يقارب ثلاثين مترًا، ومن المقرر في قواعد الشريعة حتى الزيادة المتصلة تتبع أصلها، وأن الزيادة لها حكم المزيد فيه، وأن ما جاور الشيء أخذ حكمه، وهذه القواعد كلها تنطبق على المسعى الجديد من حيث اتصاله بمكان المسعى القديم. من أبرز من أيد توسعة المسعى وأجاز السعي فيه أقلية من أعضاء هيئة كبار الفهماء السعودية ودار الإفتاء المصرية والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم.

المعارضون للتوسعة

صورة توضح انتهاء أعمال توسعة المسعى بعرض 40 متر

استدل المعارضون للتوسعة الجديدة إلى فتاوى قديمة تحذر من الزيادة في التوسع في عرض المسعى، ومنها فتوى هيئة كبار الفهماء عام 1393 هـ التي نصت: «بخصوص الرغبة في إبداء الحكـم الشرعي في حكم السعي فوق سقف المسعى... وبعد تداول الرأي والمناقشة انتهى المجلس بالأكثرية إلى الإفتاء بجواز السعي فوق سقف المسعى عند الحاجة، بشرط استيعاب ما بين الصفا والمروة وأن لا يخرج عن مسامتة المسعى عرضا». واستند المعارضون على عدة نقاط: حتى توسعة المسجد من الجهة الشرقية لا وجه لها ولا مرشد عليها، وقد اتفق الفهماء على عدم جواز السعي خارج المسعى، واتى عن الشافعي: «لوالتوى الساعي إلى زُقاق العطارين لم يصح سعيه». أما مسألة قياس توسعة المسعى على توسعة المسجد وأن الزيادة في المسجد لها حكم المزيد فكذلك الزيادة في المسعى، فقياس غير سليم لأن المساجد يجوز توسيعها، والزيادة فيها لها حكم المزيد، وأما المسعى فهومشعر يُتقيد فيه بما كان بين الصفا والمروة ولا تجوز الزيادة عليه. كان الأجدى التوسع الرأسي وزيادة عدد أدوار المسعى بدلًا من التوسع الأفقي. في مسألة حتى جذر جبلي الصفا والمروة ذاهب في الأرض شرقاً وغرباً، وعليه فالسعي بين ما يوازي هذا الامتداد لجذر الصفا والمروة سعي بين الصفا والمروة، وقد أجاب الفهماء عن ذلك بأن مناط الحكم هوالجبل الظاهر، وامتداد أصل الجبل ليس له حكم الجبل لا شرعًا ولا عهدًا. من أبرز من أفتى بعدم جواز السعي في الزيادة المحدثة في المسعى عدد من كبار الفهماء منهم: صالح اللحيدان وعبد الرحمن البراك وصالح الفوزان وعبد المحسن العباد وغيرهم، بالإضافة لأكثرية أعضاء هيئة كبار الفهماء السعودية التي اجتمعت بمدينة الرياض عام 1427 هـ وقرروا فيه بالأكثرية عدم الموافق على زيادة المسعى.

السَّعي

تعريفات

  • السعي لغةً: من سعى يسعى سعيًا، أي عدا، وكذا إذا عمل وكسب، وسعى في مشيه أي هرول، والسعي والذهاب بمعنى واحد.
  • السعي اصطلاحًا: بتر المسافة الكائنة بين الصفا والمروة سبع مران ذهابًا وإيابًا بعد طواف نسك حج أوعمرة. وفيه يقول ابن عبد الهادي الحنبلي: السعي المشي بين الصفا والمروة.
  • المسعى اصطلاحًا: هوالطريق الذي يقع فيه المسعى، نطق المباركفوري: المسعى مكان السعي وهوبطن الوادي.
  • الشوط: المراد به المرة الواحدة من الطواف حول البيت وهوفي الأصل مسافة من الأرض يعدوها الفرس كالميدان. يقول عالم الحديث ابن قرقول (ت: 569 هـ): وهوفي الحج طوافة واحدة من الحجر الأسود إليه، ومن الصفا إلى المروة.
الضوء الأخضر يمثل مكان الفهمان
  • الفهمان: ويسمى أيضًا الميلان. في اللغة الفهم هوالعلامة، وهما الميلان الأخضران اللذان يقعان في فناء المسجد الحرام. نطق تقي الدين الفاسي (ت: 832 هـ): «الميلان الأخضران اللذان يهرول الساعي بينهما في سعيه بين الصفا والمروة هما الفهمان اللذان أحدهما بركن المسجد الذي فيه المنارة التي ينطق لها منارة باب علي والآخر جدار باب المسجد الذي ينطق له باب العباس. والفهمان اللقاءان لهذين الفهمين أحدهما في دار عباد بن جعفر ويعهد اليوم بسلمة بنت عقيل، والآخر في دار العباس ويسمى اليوم رباط العباس، ويسرع الساعي إذا توجه من الصفا إلى المروة إذا صار بينه وبين الفهم الأخضر الذي بالمنارة نحوستة أذرع». نطق المحبب الطبري: «وذلك لأن أول محل الأنصار في بطن الوادي، وكان ذلك الميل موضوعًا على بناء ثم على الأرض في الموضع الذي شرع منه ابتداء السعي، وكان السيل يهدمه ويحطمه فحملوه إلى أعلى ركن المسجد ولم يجدوا على السنن أقرب من ذلك الركن، فسقط متأخرًا عن محل ابتداء السعي بستة أذرع». ذكر الأزرقي حتى ذرع ما بين الفهم الذي على باب المسجد إلى الفهم الذي بحذائه على باب دار العباس مئة وإحدى وعشرين ذراعًا، وبينهما عرض المسعى خمسة وثلاثون ذراعًا ونصف، ونطق: «من الفهم الذي على دار العباس بن عبد المطلب إلى الفهم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذاء الفهم الذي في جدار المنارة، وبينهما الوادي مئة ذراع وإحدى وعشرين ذراعًا (يعني طول ما بين الفهمين)». يعتبر وضع الفهمين في مكانهما الآن ليس حديثًا بل قديمًا، ويعتقد حتى وضع الفهم الأخضر تم في أواخر القرن الأول الهجري، حيث كان الناس في صدر الإسلام يعهدون موضع هرولة النبي والصحابة من بعده، فلما ماتوا رأوا حتى يضعوا موضعها علامة للدلالة عليها، حتى لا يحدث اختلاف فوضعوا الفهمين الأخضرين، ثم إنه حدثا وقع تجديد وتوسعة في المسجد الحرام نقلوا الفهم الأخضر من موضعه الأصلي إلى ما يقابله تمامًا في التوسعة المستحدثة. نطق محمد طاهر الكردي: «هُدم أحد الفهمين الأخضرين في سنة 1375 هـ، وهدم الفهم الثاني في السنة التي بعدها وذلك بسبب توسعة المسجد الحرام، ثم أعادوا وضع الفهمين من حديث للغرض المذكور، فوضعوه بالمحل الأصلي الذي كان فيه».

الحكمة من الهرولة بين الفهمين للرجال ويسمى الرَّمل: هوأنه كان في هذا المكان وادي، والوادي في الغالبقد يكون نازلًا ويكون رخوًا رمليًا فيشق فيه المشي العادي. أما بالنسبة للنساء فال ابن المنذر: «أجمع أهل الفهم، على أنه لا رمل على النساء حول البيت، ولا بين الصفا والمروة، وليس عليهن اضطباع. وذلك لأن الأصل فيهما إظهار الجلد، ولا يقصد ذلك في حق النساء، ولأن النساء يقصد فيهن الستر، وفي الرمل والاضطباع تعرض للتكشف».

مشروعيته

السعي أحد أركان الحج الواجب أداؤها لإتمام المنسك
بداية السعي

كانت هاجر زوجة إبراهيم أول من حصل منها السعي بين الصفا والمروة، يعد هذا الحدث أصل مشروعية السعي، ففي سليم البخاري أثناء الحديث عن سعي هاجر بين الصفا والمروة: «حتى إذا بلغت الوادي حملت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان الجهد حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، فعملت ذلك سبع مرات». نطق ابن عباس: «نطق النبي صلى الله وسلم فلذلك سعي الناس بينهما». روت صفية بنت شيبة عن أم ولد شيبة نطقت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة وهويقول: لا يبتر الأبطح إلا شدا، وليس ذلك بواجب ولا شيء على تاركه». وقد أنزل الله قرنًا في مشروعية السعي: Ra bracket.png إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ Aya-158.png La bracket.png، وفي السنة وردة أحاديث في مشروعية السعي، فقد روت عائشة بنت أبي بكر: «طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون، يعني بين الصفا والمروة، فكانت سنة»، وعن ابن عمر نطق: «رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج، وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة».

مخطط يوضح طريقة السعي ابتداءً من الصفا وانتهاءً بالمروة

اختلف الفهماء في حكم السعي بين الصفا والمروة على ثلاثة أقول، الأول: حتى السعي بين الصفا والمروة ركن من أركام الحج لا يتم إلا به ولا يجبر بدم ولا يفوت مادام صاحبه حيًا، ولوبقي عليه خطوة أوبعض خطوة لم يصح حجه ولم يتحلل من إحرامه حتى يأتي بما بقي إليه، ولا يحل له النساء وإن طال ذلك سنين، وهذا قول الشافعية والمالكية وكثير من الحنابلة. الثاني: حتى السعي واجب، فلوهجره يجبر بدم، وهوقول الأحناف. الثالث: حتى السعي سنة لا يجب بهجره دم، وهورواية عن الإمام أحمد بن حنبل.

صفته

إذا أراد الحاج أوالمعتمر السعي يتوجب عليهما البدء من الصفا ويقرأ: Ra bracket.png إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ Aya-158.png La bracket.png، ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة، فيستقبلها ويحمل يديه ويحمدَ الله ويدعوبما شاء حتى يدعو، وكان من النبي يدعوفي هذا الموضع: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهوعلى جميع شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده»، وكان يكررها ثلاث مرات ويدعوبينها. ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشيًا حتى يصل إلى العمود الأخضر، فإذا وصله أسرع إسراعًا شديدًا بقدر ما يستطيع إذا تيسر له بلا أذية، حتى يصل العمود الأخضر الثاني، ثم يمشي على عادته حتى يصل المروة، فيرقى عليها ويستقبل القبلة، ويحمل يديه ويقول ما نطقه على الصفا. ثم ينزل من المروة إلى الصفا يمشي في موضع مشيه، ويسرع في موضع الفهمين، فيصعد على الصفا ويستقبل القبلة ويحمل يديه ويقول مثل ما نطق أول مرة، يكرر هذا سبعة أشواط يبدأ من الصفا وينتهي في المروة. الصعود على جبلي الصفا والمروة، والرمل الشديد بين الفهمين الأخضرين كلها سنة وليست بواجبة. لا يشرع التنفل بالسعي بين الصفا والمروة، وإنما يطلب من الحاج أوالمعتمر مرة واحدة، ولم يسعى الرسول محمد بعد طواف نفل أبداً، وإنما سعى في عمرته بعد طواف العمرة، وفي حجته بعد طواف القدوم على قول من نطق إنه كان مفرداً، كما سعى بعد طواف الإفاضة.

أبواب الصفا والمروة

أسماء الأبواب وأرقامها من الصفا إلى المروة بالترتيب:

  • باب الصفا 12.
  • باب الصفا 13.
  • سلم متحرك 14.
  • عبَّارة 15 و16.
  • باب بني هاشم 17.
  • عبَّارة باب بني هاشم 18.
  • باب علي بن أبي طالب 19.
  • باب العباس بن عبد المطلب 20.
  • عبَّارة باب العباس 21.
  • باب النبي 22.
  • عبارة باب النبي 23.
  • باب السلام 24.
  • عبَّارة باب السلام 25.
  • باب بني شيبة 26.
  • باب الحجون 27.
  • عبَّارة 28.
  • باب المعلاة 29.
  • باب المدعى 30.
  • باب المروة 31.

أما أبواب الجهة اللقاءة من المروة إلى الصفا:

  • باب المروة اللقاء 33.
  • باب مراد 35.
  • سلم متحرك 36.
  • باب المحصب 37.
  • باب عهدة 38.
  • عبّارة 39.
  • باب منى 40.
  • سلم متحرك 42.

انظر أيضاً

  • المسجد الحرام.
  • زمزم.
  • إسماعيل.
  • هاجر.

مصادر

  1. عبد الوهاب أبوسليمان (1429 هـ - 2008م). توسعة المسعى عزيمة لا رخصة، دراسة فقهية تاريخية بيئية جيولوجية (الطبعة الأولى). جدة - السعودية. دار طاشكندي للنشر والتوزيع صفحة 20
  2. ^ سامي بن عبد الله المغلوث (1435 هـ - 2014م). أطلس الحج والعمرة، تاريخًا وفقهًا (الطبعة الثانية). الرياض - السعودية. مخطة العبيكان صفحة 46
  3. ^ التوسعة في الصفا والمروة مسقط آثار. وصل لهذا المسار في 1 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  4. ^ الصفا والمروة إرث تاريخي منذ القرون الأولى صحيفة عكاظ، 29 يوليو2013. وصل لهذا المسار في 17 يوليو2016 نسخة محفوظة 02 أغسطس 2013 على مسقط واي باك مشين.
  5. ^ ليكون 40 متراً وحمل الطوابق إلى أربعة بعد التوسعة الجديدة.. زيادة عرض المسعى 100 % صحيفة الاقتصادية،ستة يوليو2013. وصل لهذا المسار في 1 يوليو2016[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 14 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  6. ^ عبد الملك بن دهيش (1429 هـ - 2008م). حدود الصفا والمروة التوسعة الجديدة، دراسة تاريخية فقهية (الطبعة الأولى). جدة - السعودية. مخطة الأسدي صفحة 23
  7. الصفا والمروة.. سبب تسميتهما.. ومكانتهما إسلام ويب مركز الفتوى، 25 سبتمبر 2003. وصل لهذا المسار في 1 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  8. ^ باب علّة تسمية الصفا والمروة حوزة الهدى للدراسات الإسلامية. وصل لهذا المسار في 1 يوليو2016 نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ عبد الملك بن دهيش (1429 هـ - 2008م). حدود الصفا والمروة التوسعة الجديدة، دراسة تاريخية فقهية (الطبعة الأولى). جدة - السعودية. مخطة الأسدي صفحة 24
  10. ^ عبد الرحمن بن يحيى المفهمي اليماني (1429 هـ - 2008م). تحفة الألمعي بفهم حدود المسعى وأحكام السعي (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار الاستقامة صفحة 17
  11. ^ محمود محمد حمو(1432 هـ). مكة المكرمة تاريخ ومعالم (الطبعة الخامسة). مكة - السعودية. حضارة مكة صفحة 66 - 67
  12. ^ أخبار مكة للأزرقي ذكر ذرع ما بين الركن الأسود إلى الصفا موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  13. ^ المسعى وحكم زياداته الشرعية عبر التاريخ شبكة صيد الفوائد. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ عبد الرحمن بن يحيى المفهمي اليماني (1429 هـ - 2008م). تحفة الألمعي بفهم حدود المسعى وأحكام السعي (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار الاستقامة صفحة 34
  15. ^ سعة الصفا والمروة الامتداد والحد مسقط الآثار. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  16. ^ حدثة حق في توسعة المسعى دراسة فهمية تاريخية عن حكم توسعة المسعى صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 02 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  17. ^ سليم البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 2 يوليو2016 نسخة محفوظة 23 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  18. ^ الصفا والمروة .. سعي على خطى السيدة هاجر صحيفة الاتحاد، 29 سبتمبر 2013. وصل لهذا المسار في 2 يوليو2016 نسخة محفوظة 27 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  19. ^ دروس من سيرة هاجر عليها السلام بقلم أحمد عبد الحافظ سيرة الإسلام، 28 سبتمبر 2014. وصل لهذا المسار في 2 يوليو2016 نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  20. ^ كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام الجزء 11 صفحة 380 - 382 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 2 يوليو2016 نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  21. ^ سير أعلام النبلاء السيرة النبوية ذكر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والدعوة في مكة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 2 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  22. ^ محمد طاهر الكردي (1420 هـ - 2000م). التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار خضر للطباعة والنشر المجلدخمسة صفحة 362
  23. ^ عبد الملك بن دهيش (1429 هـ - 2008م). حدود الصفا والمروة التوسعة الجديدة، دراسة تاريخية فقهية (الطبعة الأولى). جدة - السعودية. مخطة الأسدي صفحة 36 - 53
  24. ^ عبد الملك بن دهيش (1429 هـ - 2008م). حدود الصفا والمروة التوسعة الجديدة، دراسة تاريخية فقهية (الطبعة الأولى). جدة - السعودية. مخطة الأسدي صفحة 54 - 63
  25. ^ توسعة المسعى ثلاثة أدوار و4 سلالم كهربائية لنقل المعتمرين صحيفة عكاظ، 06 يوليو2013. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 12 أغسطس 2013 على مسقط واي باك مشين.
  26. ^ توسعة المسعى دار لإفتاء المصرية، 28 سبتمبر 2008. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  27. ^ المنيع يؤكد حسم الجدل الفقهي لصالح مشروع توسعة الصفا والمروة العربية نت، 27 مارس 2008. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 21 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  28. ^ القرضاوي يجيز توسعة الصفا والمروة مسقط يوسف القرضاوي، ثلاثة أبريل 2008. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  29. ^ توسعة المسعى مسقط عبد الرحمن بن ناصر البراك. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 13 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  30. ^ حدثة أخرى في توسعة المسعى مسقط عبد المحسن بن حمد العباد. وصل لهذا المسار في 11 يوليو2016 نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  31. ^ عبد الملك بن دهيش (1429 هـ - 2008م). حدود الصفا والمروة التوسعة الجديدة، دراسة تاريخية فقهية (الطبعة الأولى). جدة - السعودية. مخطة الأسدي صفحة 75
  32. ^ كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  33. ^ عبد الرحمن بن يحيى المفهمي اليماني (1429 هـ - 2008م). تحفة الألمعي بفهم حدود المسعى وأحكام السعي (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار الاستقامة صفحة 18 - 22
  34. ^ الحكمة من هرولة الرجال في السعي بين الصفا والمروة الإسلام سؤال وجواب. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 16 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  35. ^ الحكمة من عدم مشروعية الرمل للمرأة في السعي إسلام ويب مركز الفتاوى. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 09 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  36. ^ الموسوعة الفقهية الفصل الثاني: مشروعية السعي وأصله وحكمته الدرر السنية. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  37. ^ عبد الرحمن بن يحيى المفهمي اليماني (1429 هـ - 2008م). تحفة الألمعي بفهم حدود المسعى وأحكام السعي (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. دار الاستقامة صفحة 49 - 52
  38. ^ صفة العمرة محمد بن صالح العثيمين طريق الإسلام. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 08 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  39. ^ حكم السعي إذا سقط بعد طواف نفل إسلام ويب مركز الفتاوى. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  40. امتداد الجبل من الناحية الشرقية وشهادة 30 شاهداً.. أكبر مرشد على جواز السعي في التوسعة الجديدة صحيفة الجزيرة،ثمانية أبريل 2008. وصل لهذا المسار في 15 يوليو2016 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على مسقط واي باك مشين.

وصلات خارجية

  • صفةُ السَّعي بين الصَّفا والمرْوة
  • هل السعي بين الصفا والمروة يعد من أعمال التطوع
  • تفسير آية إذا الصفا والمروة من شعائر
تاريخ النشر: 2020-06-02 00:54:40
التصنيفات: أماكن إسلامية مقدسة, أماكن عبادة في القرآن, الحج في الإسلام, المسجد الحرام, جبال السعودية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ يوليو 2017, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P625, بوابة مكة/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة عمارة/مقالات متعلقة, بوابة محمد/مقالات متعلقة, بوابة السعودية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات جيدة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أفغانستان.. طالبان تحتجز ثلاثة مواطنين بريطانيين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:18:05
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 88%

رمضان الكريم يعيد حبل الوصل بين الأسر و”فران الحومة”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:15:27
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 36%

برشلونة يواصل التقدم نحو استعادة لقب الدوري الإسباني

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:16:46
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

عن محطة زابوروجيه.. ماكرون يعتزم التحدث إلى غروسي قريبا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:18:03
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 87%

اطلاق حملة لدعم التعليم ومحاربة الهدر المدرسي بالمغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:15:26
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 43%

أرسنال يكتسح ليدز يونايتد (4-1) ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:16:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

وزير الخارجية الإيراني يجري اتصال مع نظيره السعودي خلال 48 ساعة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:18:01
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 91%

دورة ميامي: كفيتوفا تحرز اللقب على حساب ريباكينا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:17:37
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 97%

أستون فيلا يواصل تألقه ويلحق الهزيمة بتشيلسي في الدوري الإنجليزي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:16:49
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

فيورنتينا يوجه "ضربة مؤلمة" للإنتر في الدوري الإيطالي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:16:51
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

هزتان أرضيتان تضربان منطقة البحر الميت

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 00:18:00
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 86%

تحميل تطبيق المنصة العربية