إن هذه الموضوعة أوهذا القسم مختلف عليها. راتى طالع الخلاف في صفحة النقاش. (مايو2016)

فتح الله كولن ((بالهجرية: Fethullah Gülen)‏) مفكر إسلامي وداعية هجري. ولد فتح الله كولن أوفتح الله جولان أوفتح الله غولان في 27 أبريل 1941 في قرية صغيرة تابعة لتمضية حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة.

يعتبر كولن من مريدي سعيد النورسي، كما يركز في أعماله بفكرة الديمقراطية وحوار الأديان. كان كولن من حلفاء الرئيس الهجري رجب طيب أردوغان في الماضي لكن العلاقة بين حكومة حزب العدالة وحركة كولن (الحزمت) أصبحت متوترة، وأصبح الانقسام علنيا في سنة 2013 م، حين ظهرت تهم فساد للمسؤلين في الحكومة الهجرية، واتهم أردوغان كولن بالوقوف وراء المشكلة للتأثير سلبا على حزب العدالة والتنمية.

حياته

كان والده (رامز أفندي) شخصًا مشهودًا لـه بالفهم والأدب والدين، وكانت والدته (رفيعة خانم) سيدة معروفة بتدينها وبإيمانها العميق بالله، وقامت بتعليم القرآن لابنها محمد ولما يتجاوز بعد الرابعة من عمره، حيث ختم القرآن في شهر واحد. وكانت أمه توقظ ابنها وسط الليل وتفهمه القرآن.

كان بيت والده مضيفًا لجميع الفهماء والمتصوفين المعروفين في تلك المنطقة لذا تعود محمد فتح الله مجالسة الكبار والاستماع إلى أحاديثهم. وقام والده بتعليمه اللغة العربية والفارسية.

درس في المدرسة الدينية في طفولته وصباه، وكان يتردد إلى (التكية) أيضًا، أي تلقى تربية روحية إلى جانب العلوم الدينية التي بدأ يتلقاها أيضًا من فهماء معروفين من أبرزهم عثمان بكتاش الذي كان من أبرز فقهاء عهده، حيث تفهم عليه النحووالبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد. ولم يهمل دراسة العلوم الوضعية والفلسفة أيضاً. في أثناء أعوام دراسته تعهد برسائل النور وتأثر بها كثيراً، فقد كانت حركة تجديدية وإحيائية شاملة بدأها وقادها العلامة بديع الزمان سعيد النورسي مؤلف (رسائل النور).

وبتقدمه في العمر ازدادت مطالعاته وتنوعت ثقافته وتوسعت فاطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها وعلى الفلسفة الشرقية أيضاً وتابع قراءة العلوم الوضعية كالفيزياء والكيمياء وفهم الفلك وفهم الأحياء...إلخ.

عندما بلغ "محمد فتح الله" العشرين من عمره عيّن إماماً في جامع (أُوجْ شرفلي) في مدينة أدرنة حيث قضى فيها مدة سنتين ونصف سنة في جومن الزهد ورياضة النفس. وقرر المبيت في الجامع وعدم الخروج إلى الشارع إلا لضرورة.

العمل الدعوي

بدأ عمله الدعوي في أزمير في "جامع (كستانه بازاري)" في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للجامع. ثم عمل واعظاً متجولاً، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول. وفي خطبه ومواعظه كان يربي النفوس ويطهرها من أدرانها، ويذكرها بخالقها وربها ويرجعها إليه. كانت النفوس عطشى، والأرواح ظمآى إلى مثل هذا المرشد الذي ينير أمامها الطريق إلى الله وإلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وكان يجوب البلاد طولاً وعرضاً كواعظ متجول يلقي خطبه ومواعظه على الناس في الجوامع. كما كان يرتب المحاضرات الفهمية والدينية والاجتماعية والفلسفية والفكرية.

ويعقد الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة يجيب فيها على الأسئلة الحائرة التي تجول في أذهان الناس والشباب خاصة ولا يعهدون لها أي جواب مما كان يلقي بهم في مهالك الشبهة والإلحاد. فكانت أجوبته هذه بلسماً شافياً لعقول وقلوب هؤلاء الشباب والناس مما جعلهم يلتفون حوله ويطلبون إرشاداته. كما حثّ أهل الهمة والغيرة على الاهتمام بمجال التعليم. ونتيجة لذلك قام هؤلاء الذين استفادوا من أفكاره - دون انتظار أي نفع مادي أودنيوي - وضمن إطار القوانين المرعية في هجريا بإنشاء الكثير من المدارس والأقسام الداخلية، وبإصدار الجرائد والمجلات وإنشاء المطابع وتأليف الخط ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي انتشرت هذه المدارس في العالم بأسره، وخاصة في دول آسيا الوسطى التي عانت من الاحتلال الروسي ومن الإلحاد الشيوعي سبعين عاماً تقريباً.

التسامح والحوار

بدأ فتح الله -ولا سيما بعد عام 1990- بحركة جديدة في الحوار والتفاهم بين الأديان وبين الأفكار الأخرى متسمة بالمرونة والبعد عن التعصب والتشنج، ووجدت هذه الحركة صداها في هجريا ثم في خارجها. ووصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين الشيخ فتح الله وبين البابا إثر دعوة البابا لـه. لقد آمن بان العالم أصبح -بعد تقدم وسائل الاتصالات- قرية عالمية لذا فان أي حركة قائمة على الخصومة والعداء لن تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، وأنه يجب الانفتاح على العالم بأسره، وابلاغ العالم كله بان الإسلام ليس قائماً على الإرهاب -كما يصوره أعداؤه- وان هناك مجالات واسعة للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى.

الإسلام الاجتماعي

على عكس نجم الدين أربكان الذي يعد أب الإسلام السياسي في هجريا، فإن فتح الله كولن يطلق عليه أب الإسلام الاجتماعي. فهومؤسس وزعيم "حركة كولن"، وهي حركة دينية تمتلك مئات المدارس في هجريا، ومئات المدارس خارج هجريا، بدءا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا وأوغندا، مرورا بالبلقان والقوقاز. كما تملك الحركة صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركات خاصة وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية. ولا يقتصر نشاط الحركة على ذلك بل يمتد إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دول العالم، وإقامة مؤتمرات سنوية في بريطانيا والاتحاد الأوروبي واميركا، بالتعاون مع كبريات الجامعات العالمية من اجل دراسة الحركة وتأثيرها وجذورها الثقافية والاجتماعية.

منهجه

لعل ما تتميز به حركة كولن عن باقي الحركات الإسلامية في المنطقة والعالم هوأنها غالبا تلقى ترحيبا كبيرا من الغرب. إذ تعتبر هي "النموذج" الذي ينبغي ان يحتذى به بسبب "انفتاحها" على العالم، وخطابها الفكري. فمثلا إذا كان نجم الدين أربكان يرى أميركا عدوا للعالم الإسلامي بسبب تحكم "الصهيونية العالمية" في خلق القرار فيها، فإن كولن يرى ان اميركا والغرب عموما قوى عالمية لابد من التعاون معها. وإذا كان أربكان يرى ضرورة الوحدة بين العالم الإسلامي، وهي الافكار التي بلورها عمليا في تأسيسه مجموعة الثماني الإسلامية، فإن غولن لا ينظر إلى العالم العربي وإيران بوصفهما المجال الحيوي لهجريا، بل يعتبر القوقاز وجمهوريات آسيا الوسطى والبلقان هم المجال الحيوي لهجريا، فهذه البلدان تضم اقليات هجرية هامة، وهويرى انه إذا كان لهجريا يوما ما ان تعود لمكانتها بوصفها واحدة من أبرز دول العالم، كما كانت خلال الدولة العثمانية، فلابد من نفوذ قوي لها وسط الاتراك في جميع مكان في العالم. لكن غولن من البراغماتية والذكاء بحيث لا يستخدم تعبير "القيادة الهجرية" في المنطقة، كما لا يدعوإلى استقلال الاقليات الهجرية في وسط آسيا، ولا تمارس جماعته انشطة تعليمية في البلاد التي يمكن حتى تتعرض فيها الاقلية الهجرية لمشاكل من قبل النظم الحاكمة مثل الصين وروسيا واليونان.

وأول ما يلفت النظر في كولن هوأنه لا يفضل تطبيق الشريعة في هجريا، حيث يقول الغالبية العظمى من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس، فيما الاقلية منها تتعلق بإدارة الدولة وشؤونها، وانه لا داعي لتطبيق احكام الشريعة في الشأن العام. ووفقا لهذا يعتقد كولن ان الديمقراطية هي أفضل حل، ولهذا يكن عداء للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي. ومع ان اربكان ينظر اليه بوصفه استاذ رئيس الوزراء الهجري رجب طيب اروغان، إلا حتى تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم تشير إلى حتى كولن هوأستاذ اردوغان الحقيقي.

ازدهرت حركة فتح الله كولن في إطار انتعاش الحركات والطرق الدينية في هجريا في الثمانينيات من القرن الماضي. بعد الانقلاب العسكري بقيادة كنعان افرين عام 1980، والقرارت التي اتخذتها الحكومة العسكرية والمتعلقة بتحرير الاقتصاد وخصخصة الاعلام واتاحة حرية عمل أكبر، للمنظمات المدنية بما في ذلك الجماعات الدينية، بدأت الطرق الدينية في الازدهار ومنها "طريقة النور" التي أسسها الصوفي الكردي سعيد النورسي (1873- 1960) والتي خرجت منها وتأثرت بها لاحقا حركة كولن. وجوهر فلسفتها ايجاد مجتمع إسلامي ملتزم، لكن في الوقت نفسه متلهف للفهم والتكنولوجيا الحديثة والتقدم لإنهاء تقدم العالم الغربي على العالم الإسلامي. واليوم يقترن اسم فتح الله كولن بمصطلح الإسلام الهجري المتنور أوالمعتدل، إذ حاول فتح الله كولن مع مؤيديه تأسيس حركة دينية سياسية اجتماعية حديثة تمزج الحداثة، بالتدين بالقومية بالتسامح بالديمقراطية. ووضع الإسلام والقومية والليبرالية في بوتقة واحدة.

الاعلام الغربي عنه

خطت الكثير من الدوريات الغربية عن كولن تصوره كزعيم حركة اجتماعية إسلامية قومية غير معاد للغرب، ووجه المستقبل للإسلام الاجتماعي في الشرق الأوسط، لكن معارضيه يقولون عنه انه الخطر الحقيقي على الفهمانية "الهجرية"، ويتهمونه بمحاولة تقويض الفهمانية الهجرية عبر أسلمة الممارسات الاجتماعية للاتراك.

خروجه من هجريا

بعد متاعب كولن مع السلطات الهجرية بدأت في 18 يونيو(حزيران) عام 1999 , غادر إلى الولايات المتحدة وعندما تحدث في التلفزيون الهجري، ونطق كلاما اعتبره البعض انتقادا ضمنيا لمؤسسات الدولة الهجرية. وبعد ذلك بدأ المدعي العام للدولة تحقيقا في تصريحات كولن، وساعتها تدخل رئيس الوزراء الهجري آنذاك بولنت اجاويد ونادى الدولة إلى معالجة الامر بهدوء، بدلا من فتح الموضوع للنقاش على المحطات التلفزيونية الهجرية، كما دافع عن كولن وعن مؤسساته التعليمية ونطق: "مدارسه تنشر الثقافة الهجرية حول العالم، وتعهد هجريا بالعالم. مدارسه تخضع لإشراف متواصل من السلطات". بعد ذلك اعتذر كولن علانية عن تصريحاته، إلا حتى بعض الفهمانيين ظلوا متشككين في أهدافه، ولاحقا وجهت له اتهامات بمحاولة تحقيق مكاسب سياسية على حساب مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش.

ازمة لقطة الصوت والصورة

بعد تلك الأزمة حدثت ازمة لقطة الصوت والصورة الشهيرة التي بثت على اليوتيوب وظهر فيها كولن وهويقول لعدد من أنصاره أنه سيتحرك ببطء من اجل تغيير طبيعة النظام الهجري من نظام فهماني إلى نظام إسلامي، كما تحدث عن نشر الثقافة الهجرية في أوزبكستان، مما اثار موجه غضب في الجيش الهجري وباقي المؤسسات الفهمانية في البلاد. كما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين هجريا وأوزبكستان دفعت بولند اجاويد للتدخل مجددا في محاولة لحلها. ونطق أجاويد:الرئيس الأوزبكستاني لديه مخاوف غير مبررة تتعلق بهجريا. هجريا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لاوزبكستان. لا يمكن حتى نسمح بالإساءة إلى العلاقات بين البلدين بسبب مخاوف غير ضرورية". لكن أوزبكستان قررت إغلاق عدد من المدارس التابعة لكولن. ويبدوأنه خلال هذا الوقت كانت المؤسسة الفهمانية في هجريا بدأت هي أيضا تستشعر قلقا متزايدا من كولن ومؤسساته التعليمية، فأصدرت هيئة التعليم العالي في هجريا قرارا يقضي بعدم الاعتراف بالشهادات الفهمية التي تعطيها مدارس كولن، لكن هذا القرار كان مؤقتا.لكن كولن يقول بأنه مقيم في لأمريكا بسبب العلاج.

مؤلفاته

لفتح الله كولن 60 كتابا، وقد حصل على الكثير من الجوائز على خطه هذه، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تقابل الإسلام اليوم.ألف في السيرة النبوية كتابا حديثا أسماه (النور الخالد) الدراسة الفهمية في السيرة النبوية. ومن خطه ومنطقاته أيضا

• البيان
• التلال الزمردية
• ونحن نقيم صرح الروح
• النور الخالد
• أسئلة العصر المحيِّرة
• تعليم العربية بطريقة حديثة
• جيل الحداثة
• ونحن نبنى حضارتنا

مصادر

• فتح الله كولن.. عولمة إنسانية جديدة، إسلام أون لاين،ثمانية مايو2006
• فتح الله جولان.. تحاور مع الآخر تفهمه، إسلام أون لاين، 24 مارس 2002
• مسقط فتح الله كولن الرسمي
• هجريا من أتاتورك إلى أردوغان(الحلقة السادسة) ـ الرجل الذي يحبه أتراك... ويخافه أتراك، جريدة الشرق الأوسط، 25 أكتوبر 2007

وصلات خارجية

• مسقط محمد فتح الله كولن
• فتح الله جولن.. المفكر الأول في العالم، إسلام أون لاين
• فتح الله كولن "خميني الأتراك" والدرويش العملاق، السياسي، 24 سبتمبر 2009