تسير قوات الاحتلال الإسرائيلية على نهج قطع شرايين قطاع غزة، فبعد تدمير المؤسسات المدرسية واستشهاد آلاف الطلبة والمعلمين، يعمل الكيان الصهيوني على تنزيل خطة جديدة تهدف إلى تدمير المستشفيات وتعطيل الخدمات الصحية، وتدمير المركبات التابعة للهلال الأحمر.
ويعتبر مستشفى القدس ثاني أكبر مستشفى بغزة بعد مستشفى الشفاء، ويعاني منذ بداية الحرب من قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي دمرت الجدار المحيط به وأيضا وسائل ومعدات العمل الموجودة داخل المستشفى، بالإضافة إلى مطالبات بإخلاء المكان الذي يوجد فيه آلاف النازحين الفلسطينيين.
هذه المشاهد المروعة نفسها تُمارس بأكثر شراسة على باقي المستشفيات بالقطاع، من بينها مستشفى الصداقة التركي والمستشفى الأندنيسي.
في هذا الصدد، قال محمود أبو مصبح، مدير الإسعاف والطوارئ بمستشفى القدس والمتحدث بإسم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، إن “الوضع صعب في قطاع غزة وأن المنظومة الصحية متهالكة ومهددة بالشلل التام، وقد يؤدي هذا الأمر إلى انهيار الصحة في حالة عدم تدخل الدول لإنقاذ الموقف”.
وأورد أبو مصبح، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة غزة، نعمل من خلاله على مدار الساعة لمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهنا، أولها التهديدات التي توجهها القوات الإسرائيلية عن طريق إخلاء المستشفى من جميع الطواقم الطبية وأيضا رجال الإسعاف والنازحين”.
وتابع المتحدث عينه أنه “يوجد في المستشفى أكثر من 14 ألف نازح يريدون الاختباء خوفا من القصف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال”.
وأشار مدير الإسعاف بمستشفى القدس إلى أن “المباني المحيطة بالمستشفى تم تدميرها وتكسير معدتها، وهذا أثر بشكل كبير على الخدمة الصحية التي تقدم إلى المرضى والجرحى الفلسطينيين”، واصفا إياه ب”الإعدام البطيء للشعب الفلسطيني”.
وأضاف أيضا أن “المخزون الاستراتيجي لمواد الإغاثة والوقود لا يكفي إلا ليوم واحد”، مؤكدا على أن “المستشفى يشتغل بالمخزون الطبي والإسعافي الأخير المتوفر في المستشفى، وهذا سيزيد من تعقيد الوضعية الصحية في قطاع غزة”.
وخلص أبو مصبح حديثه قائلا: “تم تدمير 5 مركبات تابعة للهلال الأحمر منذ بداية العدوان، واستشهاد حوالي 4 من زملائنا، وإصابة أكثر من 17 ضابط إسعاف ومتطوع، وأيضا فقدان عديد من الزملاء منازلهم ومساكنهم بسبب القصف الإسرائيلي”.
