Emblem-scales-red.svg
إن هذه الموضوعة أوهذا القسم مختلف عليها. راتى طالع الخلاف في صفحة النقاش. (أبريل 2019)

الأشعرية نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، هي مدرسة إسلامية سنية، اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي، والباقلاني، والقشيري، والجويني، والغزالي، والفخر الرازي، والنووي، والسيوطي، والعز بن عبد السلام، والتقي السبكي، وابن عساكر، وابن حجر العسقلاني، وابن عقيل الحنبلي، وتلميذه ابن الجوزي وغيرهم كثير، حتى إنهم مثَّلوا جمهور الفقهاء والمحدثين من شافعية ومالكية وأحناف وبعض الحنابلة.

يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتريدية، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة (أهل الحديث والأثر)، فالحنفية ماتريدية، والشافعية والمالكية وبعض الحنابلة وبعض الظاهرية ومعظم الصوفية أشاعرة. والإمامان الأشعري والماتريدي قد تبنّوا منهجاً مماثلاً وطبّقوه، فاستطاعوا بمرور الزمن حتى يشكّلوا مدرسة كلامية سنية انتسب إليها أكثر من تسعين بالمائة من مسلمي العالم الإسلامي.

والأشاعرة هم جماعة من أهل السنة، لا يخالفون إجماع الأئمة الأربعة (أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد) ولا يعارضون آية واحدة من القرآن ولا الحديث، وما ثبت عن الصحابة والفهماء الأعلام، ولا يكفرون أحداً من أهل القبلة، وتعتبر منهجاً وسطاً بين نادىة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص وظاهره، رغم أنهم قدموا النص على العقل، إلا أنهم جعلوا العقل مدخلاً في فهم النص، كما أشارت إليه آيات كثيرة التي حثت على التفكير والتدبر. وهم الذين وقفوا في وجه المعتزلة، فزيفوا أقوالهم، وأبطلوا شبههم، وأعادوا الحق إلى نصابه على طريق سلف الأمة ومنهجهم. وإلإمام الأشعري لم يؤسس في الإسلام ممضىاً جديداً في العقيدة، يخالف ممضى السلف، وإنما هداه الله إلى ممضى أهل السنة بعد حتى كان على ممضى الاعتزال، عهد من خلالها حقيقة ممضىهم، وتمرس بفنونهم وأساليبهم في الجدال، والنقاش، والنظر، مما مكّنه من الرد عليهم، وإبطال شبههم. فوجد فيه أهل السنة ضالتهم التي طالما بحثوا عنها فاتبعوه، وساروا على نهجه، لما رأوا فيه من القدرة على إفحام خصومهم، والدفاع عنهم، وتثبيت مذاهبهم. وعقيدة الإمام الأشعري التي سار عليها هي عقيدة الإمام أحمد بن حنبل، والشافعي، ومالك، وأبي حنيفة وأصحابه، وهي عقيدة السلف الصالح، كما نص على ذلك أئمة أهل الفهم ممن سار على هذه العقيدة.

بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة التي تدعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية كالمنطق والقياس. وإلى جانب نصوص الكتاب والسنّة، فإن الأشاعرة استخدموا الدليل العقلي في عدد من الحالات في توضيح بعض مسائل العقيدة، ويقول أبوالحسن الندوي في الاختلاف الكامل بين الأشاعرة والمعتزلة من جهة، وعدم مطابقتهم تمامًا لبعض أهل الحديث والحنابلة واختلافهم معهم في جزئيات منهجية عدّة من جهة أخرى: «وكان الأشعري مؤمنًا بأن مصدر العقيدة هوالوحي والنبوة المحمدية.. وما ثبت عن الصحابة..وهذا مفترق الطريق بينه وبين المعتزلة، فإنه يتجه في ذلك اتجاهًا معارضًا لاتجاه المعتزلة، ولكنه رغم ذلك يعتقد.. حتى الدفاع عن العقيدة السليمة، وغرسها في قلوب الجيل الإسلامي الجديد، يحتاج إلى التحدث بلغة العصر الفهمية السائدة، واستعمال المصطلحات الفهمية، ومناقشة المعارضين على أسلوبهم العقلي، ولم يكن يسوغ ذلك، بل يعدّه أفضل الجهاد وأعظم القربات في ذلك العصر».

تاريخ الأشاعرة

هذه الموضوعة جزء من سلسلة الإسلام عن:

النشأة

يُرجع المؤرخون الأشاعرة نشأة المدرسة الأشعرية إلى لقاءة المعتزلة على يد أبوالحسن الأشعري الذي يعد أبرز متحدثي أهل الحديث، حيث حتى أبوالحسن الأشعري كان معتزليا يأخذ الممضى عن الجبّائي، وما لبث حتى عارض شيخه ورجع إلى ممضى أئمة السلف ومنهم أبوحنيفة النعمان والشافعي وغيرهما من أهل الحديث، وسبقه عبد الله بن كلاّب وأبي العباس القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي. في الفوز بالأساليب الكلامية لعقائد السلف أهل السنة، خصوصا في المسائل المتعلقة بخلق القرآن والقضاء والقدر.

وذكر ابن عساكر حتى أبا الحسن الأشعري اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأبلغهم أنه انخلع مما كان يعتقده المعتزلة، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بخطه الجديدة للناس. فكسب بذلك تأييد الكثير من الناس، وكثر أنصاره مؤيدوه من حكام وفهماء، ولقّبه بعض أهل عصره بإمام السنة والجماعة.

ما بعد فترة التأسيس

كان السبب المباشر لإنطلاقة الأشعري نحوتجديد منهج العقيدة عند أهل السنة هولقاءة المعتزلة، ولعل هذا الهدف قد تحقق سريعاً كنتيجة لالتفاف الفهماء حول الأشعري بعد حتى ضاقوا بالمعتزلة، إلا حتى منهج الأشعري لم يبق جامداً بل تطور، وإن كان على القاعدة نفسها التي وضعها المؤسس مع بعض التباين في تطبيقات هذه القاعدة القائمة على جعل العقل خادماً للنصوص وعدم اتخاذه حاكماً عليها ليؤوّلها أويمضي ظاهرها كما هوالحال عند المعتزلة، وقابلية المنهج للتطور كان محصوراً في الجانب العقلي ومنسجماً مع المرونة التي اتبعها المؤسس لجهة استعمال العقل كخادم لا كحاكم، وفيما يلي بعض لمحات تطور المنهج وصور التباين في تطبيق منهج الأشعري:

  • بعد الأشعري اتى أئمة قوّوا تلك الآراء التي انتهى إليها الأشعري، وقد تعصب بعضهم لرأي الأشعري، لا في النتائج فقط وإنما كذلك في المقدمات التي ساقها، وأوجبوا اتباعه في المقدمة والنتيجة معاً، وعلى رأس هذا الفريق أبوبكر الباقلاني حيث أنه لم يقتصر على ما وصل إليه الأشعري من نتائج بل إنه لا يجوّز بغير مقدماته أيضاً.
  • رأى فريق آخر من الأشاعرة اتى بعد الباقلاني وعلى رأسه الغزالي حتى المقدمات العقلية لم يجيء بها كتاب أوسنّة وميادين العقل متسعة وأبوابه مفتوحة وأن هناك إمكانية حتى يتم الوصول إلى دلائل وبيّنات من قضايا العقول ونتائج التجارب والقرائح لم يتجه إليه الأشعري وليس من ضير في الأخذ بها ما دامت لم تخالف ما وصل إليه من نتائج وما اهتدى إليه من ثمرات فكرية. ولم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، ولم يدع لمثل ما نادى إليه، بل قرر أنه لا يلزم من مخالفة الباقلاني في الاستدلال بطلان النتيجة، وأن الدين خاطب العقول جميعا، وعلى الناس حتى يؤمنوا بما اتى بالكتاب والسنة، وأن يقووه بما يشاءون من أدلة.
  • اتى بعد الغزالي أئمة كثيرون اعتنقوا ممضى الأشعري في نتائجه، وزادوا على دلائله، فلم يدعوا إلى التقيد بالمقدمات بل قيدوا أنفسهم فقط بالنتائج .

الانتشار

استمر الأزهر في نشر منهج الأشاعرة بعد حتى هجر الممضى الشيعي على يد صلاح الدين الأيوبي
احتضن المسجد الأموي[] الكثير من فهماء الأشاعرة في المشرق
جامع الزيتونة في تونس، أحد أبرز المراكز التي ساهمت في نشر الفكر الأشعري في المنطقة المغاربية

في المشرق[]

وبعد حتى قابل أبوالحسن الأشعري المعتزلة، أحاط به فهماء السنّة واعتبروه إمامهم، لأنه وضع حداً لهيمنة المعتزلة، وأظهر عقائد أهل السنة على مخالفيهم بحجج وأسلوب كانا كفيلين بأن يعيد لأهل السنّة حضورهم بعد حتى نازعهم المعتزلة، وفي عهد دولة السلاجقة وبالتحديد في عهد الوزير نظام الملك الذي اهتم ببناء المدارس وربط المساجد ببعضها والذي كان يحمل من شأن الفهماء، زاد انتشار ممضى الأشعري، وقد تم تدريس المنهج الأشعري في مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها.

فلم تأت الحروب الصليبية إلا وكان الممضى الأشعري قد ساد المشرق بشكل غير مسبوق، فلما قضى السلطان صلاح الدين على دولة الفاطميين في مصر قام بتحويل الأزهر الذي كان على ممضى الشيعة الإسماعيلية[]

المفروض من الفاطميين إلى ممضى أهل السنة والجماعة على منهج الأشاعرة في العقيدة والذي كان سائداً ومنتشراً في ذلك الوقت.
أهم فهماء الأشاعرة في المغرب تلقوا تعليمهم أوكانوا أساتذة في القرويين

أما في بلاد المغرب العربي فإن يوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين كان وطيد الصلة مع فهماء الأشاعرة فكان ابن رشد الجد (الملقب بشيخ المالكية) -وهومن الأشاعرة- قاضي القضاة زمن المرابطين،وأبي عمران الفاسي الذي يعد العقل المدبر لتأسيس دولة المرابطين. ودانت للسنة على ممضى الأشعرية في الأصول أهل البسيطة من المسلمين إلى أقصى بلاد أفريقية، وقد بعث ابن الباقلاني في جملة من بعث من أصحابه إلى البلاد: أبا عبد الله الحسين بن عبد الله بن حاتم الأزدي إلى الشام ثم إلى القيروان وبلاد المغرب، فدان له أهل الفهم من أئمة المغاربة وانتشر الممضى إلى صقلية والأندلس، ولابن أبي زيد وأبي عمران الفاسي وأبي الحسن القابسي وأبي الوليد بن الباجي وتلامذتهم أياد بيضاء في نشر ممضى الإمام أبي الحسن في تلك البلاد. كما حتى أبا بكر ابن العربي وهومن أبرز فهماء المالكية وممن كان يعتمد عليهم ابن تاشفين كان من تلاميذ الغزالي، الذي كان أبرز فهماء المشرق في ذاك العصر ومن المعلوم حتى الغزالي من كبار فهماء الأشاعرة، ويوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين، عندما عزم على الدخول إلى الأندلس قام باستشارة أبوحامد الغزالي أحد أبرز أئمة الأشاعرة.

بينما يرى بعض السلفيين حتى المغرب الإسلامي ظل على معتقد أهل الحديث وفق رؤية جماعة السلفية[]

حتى زمن دولة المرابطين الذين أظهروا هذا المعتقد وحاربوا الفرق والعقائد الكلامية، وأمروا بخط الغزالي فأحرقت. ثم خرج عليهم محمد بن تومرت داعياً إلى المعتقد الأشعري، فكان هومن قام بإدخال المنهج الأشعري إلى المغرب العربي، وكفر المرابطين بدعوى أنهم مجسمة ومشبهة، وسمى أتباعه الموحدين[]
تعريضاً بهم، واستباح بذلك دماءهم وأموالهم وأعراضهم حتى قضى أتباعه من بعده على دولةالمرابطين، وأسسوا دولة الموحدين[]
على أنقاضها متبنين منهج الأشاعرة. وظل المعتقد الأشعري هوالسائد عندهم حتى يومنا هذا. بينما يرى المؤرخون الأشاعرة حتى الصراع بين المرابطين والموحدين كان سياسيًا قبليًا، ولم يكن ممضىيًا، فبالإضافة إلى أنهم يرون حتى مؤسسي دولة المرابطين هم أشاعرة، فإنهم يرون حتى ابن تومرت لم يسع إلى إقامة دولته من أجل العقيدة الأشعرية، وأنه لا يمكن الإشارة إليه كممثل للأشاعرة، بل إذا تومرت كان هدفه سياسي بامتياز وكان يرمي إلى الاستيلاء على ملك المغرب. وهذا لا ينفي حتى تدريس المنهج الأشعري قد ازدهر بعد سقوط دولة المرابطين، فنظراً إلى حتى المغرب الإسلامي لم يشهد فرقاً فكرية متنوعة كالتي شهدها المشرق فإن هذا جعل أهل المغرب يعتنون بفروع الدين وبالأخص الفقه دون الأصول كالعقيدة وذلك لعدم وجود تنازع كالذي حصل في المشرق بين الأشاعرة وبقية أهل الحديث من جهة والمعتزلة من جهة أخرى.

بعد حتى استقر المغرب وانطفأت فيه الفتن، بدأت حواضر فهمية عدة في تبنّي منهجية تعليمية تنافس نظيراتها في المشرق خاصة في تدريس عقيدة أهل السنة والجماعة وفق منهج الأشاعرة، وأبرز هذه الحواضر هي: الجامع الأزهر في مصر، وجامع القرويين في المغرب، وجامع الزيتونة في تونس، والجامع الأموي[]

في دمشق، وندوة الفهماء ودار العلوم ديوبند في الهند، وغيرها من منارات العلوم المبثوثة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كلها كانت تتبنى إما ممضى الأشاعرة أوالماتريدية، ومن قبلها المدارس الإسلامية التي قامت في حواضر الإسلام قديماً، مثل المدارس النظامية نسبة للوزير نظام الملك، وهي كثيرة، حتى قيل بأنه لا تخلومدينة من مدن العراق وخراسان[]
من أحدها، وهي من أبرز الأسباب في انتشار الممضى السني، ومن أشهرها المدرسة النظامية ببغداد التي كانت أكبر جامعة في الدنيا يومئذ (كما وصفها الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي) ولي مشيختها الإمام أبوإسحاق الشيرازي، والإمام الغزالي، ونظامية نيسابور التي ولي مشيختها الإمام الجويني وبعده الإمام الغزالي أيضاً، ومن تلك الصروح الفهمية التي كان لها أكبر الأثر في التاريخ الإسلامي مدرسة دار الحديث الأشرفية التي كان شرط واقفها حتى لا يلي مشيختها إلا أشعري (ذكر ذلك الإمام تاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى)، وكان أول من استلم مشيختها الحافظ أبوعمروبن الصلاح، ثم تعاقب الأئمة بعده، فمنهم الإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي والحافظ جمال الدين المزي والحافظ تقي الدين السبكي والحافظ ابن كثير وغيرهم، والذين تخرجوا فيها من الفهماء لا يُحصَوْن، إلى غير ذلك استمرّت هذه المدرسة بإخراج الفهماء والأئمة والحفاظ والفقهاء والمقرئين قروناً طويلة.

الأفكار والعقائد

الأشعرية مدرسة سنية، تكاد تكون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة كالماتردية إلا في مسائل قليلة بسبب اختلاف منهج التلقي والاستدلال. واتبع فهماء أشاعرة منهجًا كلاميًا في حالات عدة.

استدل الأشعري على العقائد بالنقل والعقل، فيثبت ما ورد في الكتاب والسنة من أوصاف الله والاعتقاد برسله واليوم الآخر والملائكة والحساب والعقاب والثواب، يستدل بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية على صدق ما اتى في الكتاب والسنة بعد حتى أوجب التصديق بها كما هي نقلاً، فهولا يتخذ من العقل حَكَما على النصوص ليؤولها أويمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادما لظواهر النصوص يؤيدها. وقد استعان في سبيل ذلك بقضايا فلسفية ومسائل عقلية خاض فيها الفلاسفة وسلكها المناطقة، والسبب في سلوكه ذلك المسلك العقلي:

  • أنه كان منتسبا إلى المعتزلة، فاختار طريقتهم في الاستدلال لعقائد القرآن وهومسلك المناطقة والفلاسفة، ولم يسلك طريقتهم في فهم نصوص القرآن والحديث.
  • أنه تصدّى للردّ على المعتزلة ومعارضتهم فتبع طريقتهم في الاستدلال ليبتر حجتهم ويفحمهم بما في أيديهم ويرد حجتهم عليهم.
  • أنه تصدّى للردّ على الفلاسفة، والقرامطة، والباطنية وغيرهم، وكثير هؤلاء لا يفنع إلاّ بالأقيسة المنطقية، ومنهم فلاسفة لا يبترهم إلا مرشد العقل.

نطق الإمام تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: «... الشيخ أبوالحسن الأشعري البصري، شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتحدثين، وناصر سنة سيد المرسلين، والذَّاب عن الدين، والساعي في حفظ عقائد المسلمين؛ سعيا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين. إمام حبر، وتقي بر، حمَى جناب الشرع من الحديث المفترَى، وقام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصرا مؤزَّرا،


بهمة فى الثريا إثر أخمصها وعزمة ليس من عاداتها السأم

وما برح يدلج ويسير، وينهض بساعد التشمير حتى نقَّى الصدور من الشبه، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ووقَى بأنوار اليقين من الوقوع في ورطات ما التبس، ونطق فلم يهجر منطقاً لقائل، وأزاح الأباطيل والحقُّ يدفع ترهات الباطل. ... وأخذ في نُصرة الأحاديث في الرُّؤية والشَّفاعة والنَّظر وغير ذلك، وكان يفتح عليه من المباحث والبراهين بما لم يسمعه من شيخ قط، ولا اعترضه به خصم، ولا رآه في كتاب. نطق الحسين بن محمد العسكرى: (كان الأشعري تلميذاً للجبائي، وكان صاحب نظر وذا إقدام على الخصوم، وكان الجبائي صاحب تصنيف وقلم، إلا أنه لم يكن قوياً في المناظرة، فكان إذا عرضت مناظرة نطق للأشعري: نب عني). ... وافهم أنا لوأردنا استيعاب مناقب الشيخ لضاقت بنا الأوراق وكلت الأقلام، ومن أراد فهم قدره، وأن يمتلئ قلبه من حبه، عمليه بكتاب" تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري" الذي صنفه "الحافظ ابن عساكر"، وهومن أجل الخط وأعظمها فائدة وأحسنها. ... وقد زعم بعض الناس حتى الشيخ كان مالكي الممضى، وليس ذلك بسليم، إنما كان شافعيا، تفقَّه على أبي إسحاق المروزي، نصَّ على ذلك الأستاذ أبوبكر بن فورك في طبقات المتحدثين والأستاذ أبوإسحاق الإسفراييني فيما نقله عنه الشيخ أبومحمد الجويني في شرح الرسالة. ... افهم حتى أبا الحسن لم يبدع رأياً ولم ينشئ ممضىاً، وإنما هومقرِّرٌ لمذاهب السَّلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالانتساب إليه إنما هوباعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقاً وتمسَّكَ به، وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدِي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمَّى أشعرياً، ولقد قلت مرة للشيخ الإمام رحمه الله: أنا أحب من الحافظ ابن عساكر في عَدِّهِ طوائفَ من أتباع الشيخ ولم يذكر إلا نزراً يسيراً وعدداً قليلاً، ولووفَّى الاستيعاب حقَّه لاستوعَب غالبَ فهماء المذاهب الأربعة، فإنهم برأي أبي الحسن يدينون الله تعالى، فنطق إنما ذكَر من اشتهر بالمناضلة عن أبي الحسن، وإلاَّ فالأمر على ما ذكرت من حتى غالب فهماء المذاهب معه. وقد ذكر سلطان الفهماء عز الدين بن عبد السلام حتى عقيدته اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه: أبوعمروبن الحاجب، وشيخ الحنفية: جمال الدين الحضيري. ... وقد ذكر غير واحد من الأثبات حتى الشيخ كان يأخذ ممضى الشافعي عن أبي إسحاق المروزي، وأبوإسحاق المروزي يأخذ عنه فهم الكلام، ولذلك كان يجلس في حلقته.

ثم نطق في موضع آخر: ...نطق الإمام المايُرْقي المالكي: (ولم يكن أبوالحسن أوَّلَ متحدث بلسان أهل السنة، إنما جرى على سنن غيره، وعلى نصرة ممضى معروف، فزاد الممضى حجَّة وبياناً، ولم يبتدِع منطقة اخترعها، ولا ممضىا انفرَد به، ألا ترَى حتى ممضى أهل المدينة نُسِب إلى مالك، ومن كان على ممضى أهل المدينة ينطق له مالكي، ومالك إنما جرى على سنن من كان قبله وكان كثير الإتباع لهم، إلا أنه لمَّا زاد الممضى بياناً وبسطاً عُزِي إليه، كذلك أبوالحسن الأشعري لا فرق، ليس له في ممضى السلف أكثر من بسطه وشرحه وتواليفه في نصرته).

... ثم ذكر المايُرْقي رسالة الشيخ أبي الحسن القابسي المالكي التي يقول فيها: (وافهموا حتى أبا الحسن الأشعري لم يأت من فهم الكلام إلاَّ ما أراد به إيضاح السنن والتثبت عليها) إلى حتى يقول القابسي: (وما أبوالحسن إلا واحد من جملة القائمين في نصرة الحق ما سمعنا من أهل الإنصاف من يؤخره عن رتبة ذلك ولا من يؤثر عليه في عصره غيره ومن بعده من أهل الحق سلكوا سبيله)...

ونطق العلامة ابن السبكي أيضًا في "معيد النعم ومبيد النقم" [ص75، ط. الخانجي]: "وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة -ولله الحمد- في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى، لا يحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية؛ لحقوا بأهل الاعتزال، ورعاع من الحنابلة؛ لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله المالكية؛ فلم نر مالكيًّا إلا أشعريًّا عقيدة، وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها فهماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة".

ونطق الإمام أبوإسحاق الشيرازي: "وأبوالحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على ممضىه، وممضىه ممضى أهل الحق".

وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام حتى عقيدة الأشعري اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه: أبوعمروبن الحاجب، وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري.

وقد كان العز بن عبد السلام على ممضى الإمام أبي الحسن الأشعري في الاعتقاد، وقد أبان ذلك في عقيدته المسماة "ملحة الاعتقاد" التي أوفدها إلى الملك الأشرف حينما سقط الخلاف بينهما في مسألة كلام الله تعالى. وقد ذكرها ابن السبكي في طبقاته في ترجمة العز نقلا عن ولده الشيخ عبد اللطيف. وهي كالآتي: نطق في أولها: "الحمد لله ذي العزة والجلال، والقدرة والكمال، والإنعام والإفضال الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ليس بجسم مصور، ولا جوهر محدود مُقَدَّر، ولا يُشبه شيئا، ولا يُشْبهه شيء، ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات، كان قبل حتى كوَّن المكان، ودبَّر الزمان، وهوالآن على ما عليه كان، خلق الخلق وأعمالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، فكل نعمة منه فهي فضل، وكل نقمة منه فهي عدل {لا يسأل عما يعمل وهم يسألون سورة الأنبياء، الآية: 23، استوى على العرش المجيد على الوجه الذي نطق، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسّة والاستقرار والتمكن والحلول والانتنطق، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محملون بلطف قدرته، مقهورون في قبضته، أحاط بكل شيء فهما، وأحصى جميع شيء عددا، مطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر، حي مريد سميع بصير قدير، متحدث بكلام قديم أزلي ليس بحرف ولا صوت". ويرد على من مضى إلى حتى الله متحدث بصوت وحرف بقوله: "ولا يتصور في كلامه حتى ينقلب مدادا في الألواح والأوراق، شكلا ترمقه العيون والأحداق، كما زعم أهل الحشووالنفاق، بل الكتابة من أفعال العباد، ولا يتصور في أفعالهم حتى تكون قديمة، ويجب احترامها لدلالتها على كلامه، كما يجب احترام أسمائه لدلالتها على ذاته، وحق لما دل عليه وانتسب إليه حتى يعتقد عظمته وترعى حرمته، ولذلك يجب احترام الكعبة والأنبياء والعباد والصلحاء؛

أمر على الديـار ديـار ليلى أقبـل ذا الجـدار وذا الجـدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديـارا

ولمثل ذلك يقبل الحجر الأسود، ويحرم على المحدث حتى يمس المصحف، أسطره وحواشيه التي لا كتابة فيها، وجلده التي هوفيها، فويل لمن زعم حتى كلام الله القديم شيء من ألفاظ العباد، أورسم من أشكال المداد". ثم نطق بعد ذلك: "واعتقاد الأشعري – رحمه الله – مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون، التي سمى بها نفسه في كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسماؤه مندرجة في أربع حدثات، هن الباقيات الصالحات"...إلخ. ثم بعد حتى فصل الكلام عن الباقيات الصالحات نطق: "فهذا إجمال من اعتقاد الأشعري –رحمه الله– واعتقاد السلف، وأهل الطريقة والحقيقة نسبته إلى التفصيل الواضح كنسبة القطرة إلى البحر الطافح".

مصدر التلقي

الاستدلال عند الأشاعرةقد يكون بالأدلة النقلية (نصوص الكتاب والسنة) وبالأدلة العقلية على وجه التعاضد فالأدلة النقلية والعقلية عندهم يؤيد جميع منهما الآخر، فهم يرون حتى النقل الثابت الصريح والعقل السليم لا يتعارضان. والأشاعرة عندما يوجّهون خطابهم إلى مخالفيهم الذين لا يقيمون وزنا للكتاب والسنة، فإنهم يقدمون الأدلة العقلية على النقلية وذلكقد يكون فقط في مجال الاستدلال في العقائد في باب العقليات، لأنهم يرون حتى المراد هوالرد على المخالفين، كالدهريين والثنوية وأهل التثليث والمجسمة والمشركين ونحوهم، فهؤلاء المخالفين لا يرون حجية للقرآن والسنة، إلا بعد إقامة الأدلة العقلية على الإيمان بالله وأن القرآن كلام الله وأن محمد بن عبد الله هورسول الله. فمصدر التلقي عند الأشاعرة ليس هوالعقل فقط، بل هوالخبر الصادق والعقل. نطق الغزالي في الرسالة اللدنية: «وأهل النظر في هذا الفهم يتمسكون أولاً بآيات الله تعالى من القرآن، ثم بأخبار الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ثم بالدلائل العقلية والبراهين القياس[] ية».

فهم الكلام

سعيد فودة من أبرز المتحدثين المعاصرين المنافحين عن الأشعرية والفكر الأشعري.

لا يرى الأشاعرة ضرورة حتى يتعلّم المسلمون فهم الكلام، خاصةً إذا لم تكن هناك فرق مخالفة يحتاج الرد عليها استخدام فهم الكلام، وهذا ما كان عليه سلف الأمة من صحابة وتابعين، حيث لم تظهر في عصرهم فرق وآراء مخالفة لأهل السنة والجماعة مثل المعتزلة، فكان السلف يحذرون من استخدام فهم الكلام لغياب الضرورة الداعية إلى ذلك، وهذا بحسب فهم الأشاعرة، ولكن بعد حتى بدأت تظهر فرق تروّج لآراء تشكك في العقيدة الإسلامية بشكل عام وفي وجود الله وفي عقيدة أهل السنة والجماعة بشكل خاص، رأى عدد من الفهماء ضرورة استخدام فهم الكلام لتفنيد هذه الآراء المشككة، وعدم السكوت عنها مخافة حتى يسبب عدم الرد على المخالفين فتنة للمسلمين فينجر بعض العوام وراء آراء المشككين، ومن هنا مضى الكثير من الأشاعرة إلى القول بأن تعلّم فهم الكلام مطلوب فقط "ممن يغلب عليه الشك ليمضى شكه بما يقرؤه من حجج، أومن يريد حتى يدافع عن الإسلام بالحجج الباهرة أويشير إنسانًا ضلّ سبيله في هذه الحياة، مغترًا ببعض الأقوال التي هي ضد الأديان، فلا بد من إنسان يتفرغ للرد على المشككين الذين يشككون الناس في عقائدهم بالرد عليهم بالأدلة المبطلة لأقوالهم، ويستعمل هذا الفهم على قدر الحاجة. وأما المطلوب من عامة الناس فهوالقيام على العقائد الحقة السليمة ومعهدتها على سبيل الإجمال، أما التوسع في فهم أدلة الاعتقاد فليس مطلوبًا من جميع الناس" ، ومضى أبوإسحاق الإسفراييني إلى إيقاف صحة إيمان جميع أحد على فهم الأدلة من فهم الكلام، وهذا الرأي لاقى معارضة شديدة من أكثر أئمة الأشاعرة وفي مقدمتهم أبوحامد الغزالي، حيث اعتبر الغزالي حتى موقف الإسفراييني يقود إلى تكفير عوام المسلمين الذين لم يعهدوا العقائد بالأدلة الكلامية، وبذا اتجه القول السائد عند الأشاعرة إلى عدم تكليف العوام باعتقاد الأصول بدلائلها، لأن في ذلك مشقة كبيرة، واختار بعض الأشاعرة عدم الخوض في فهم الكلام والتعامل مع النصوص المتشابهة بالتفويض مع التنزيه، ومن هنا تكوّن عند الأشاعرة قولان مشهوران في إثبات الصفات، وهما التفويض مع التنزيه أوالتأويل، وهي عندهم مسألة اجتهادية، فهناك من الأشاعرة من كان يختار التأويل ثم رجّح التفويض مع التنزيه ومن أهمهم أبوالمعالي الجويني، وقد علّق تاج الدين السبكي على اختيار الجويني للتفويض وترجيحه على التأويل في الرسالة النظامية، بأن نطق: "ولا إنكار في هذا، ولا في لقاءه، فإنها مسألة اجتهادية، أعني التأويل أوالتفويض مع التنزيه، إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهياء الإمرار على الظاهر، والاعتقاد أنه المراد، وأنه لا يستحيل على الباري، فذلك قول المجسمة عبّاد الوثن، الذين في قلوبهم زيغ يحملهم على اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة.."، ويرى الأشاعرة حتى التفويض هوتأويل أيضًا، لكنه تأويل إجمالي، لأن التفويض يصرف النص الموهم عن ظاهره المحال لله، لذا فإن الأشاعرة يرون حتى القائلين بالتفويض والقائلين بالتأويل قد اجتمعوا على سبيل واحد، وهوالتنزيه عن التشبيه، ويرى ابن رشد حتى الاستدلال بفهم الكلام هومستحب فقط، وانتهى شيخ جامع الزيتونة ابن عهدة إلى حتى القول السائد عند الأشاعرة هوحتى الاستدلال بفهم الكلام فرض كفاية، بحيث حتىقد يكون في جميع بلد يصعب الوصول منه إلى غيره من له فهم بفهم الكلام في حق بعض المتأهلين من ذوي الأذهان السليمة.

التفويض (التأويل الإجمالي)

على الرغم من وجود حالات عديدة تذكر حتى السلف من صحابة وتابعين ومن تبعهم قد قاموا بتأويل عدد من النصوص المتشابهة تأويلاً تفصيليًا، إلا حتى الأشاعرة يرون حتى السمة الغالبة في كيفية التعامل مع النصوص المتشابهة في فترة السلف كانت بطريق التفويض مع التنزيه، وهوما يعده الأشاعرة تأويلا إجماليًا، حيث أنه وبحسب ما يعتقد الأشاعرة، فإن السلف أثناء التفويض يصرفون معنى النص الموهم للتشبيه عن ظاهره، وهذا يتفق مع التأويل التفصيلي الذي كان السمة الغالبة عند فهماء الخلف دون حتى ينفي ذلك وجود من اتبع من فهماء الخلف كيفية التفويض مع التنزيه، ويبرز الاختلاف بين التأويلين في حتى التفويض (التأويل الإجمالي) لا يحدد معنىً معينًا، بل يكتفي بعدم الإقرار بظاهر النص المتشابه الذي يستحيل على الله، ويفوضون المعنى المراد من النص إلى الله، أما التأويل التفصيلي فيزيد على التفويض بأنه حدد معنىً للنص المتشابه بعد حتى نفى ظاهره المحال على الله، وهذا المعنى المأوّل إليهقد يكون جائزًا في حق الله وينفي عنه التشبيه الذي توهمه البعض من ظاهر النص، ويكون هذا التأويل التفصيلي متماشيًا مع لسان العرب وما تحمله اللغة العربية من معان، وقد ذكر العز بن عبد السلام هذا القول في شرح المشكاة، حيث أوضح «أن السلف والخلف متفقان على التأويل، وأن الخلاف بينهما لفظي لإجماعهم على صرف اللفظ عن ظاهره ولكن تأويل السلف إجمالي لتفويضهم إلى الله في المعنى المراد من اللفظ الذي هوغير ظاهره المنزه عنه تعالى، وتأويل الخلف تفصيلي لاضطرارهم إليه لكثرة المبتدعين.. ولوكنا على ما كان عليه السلف الصالح من صفاء العقائد وعدم المبطلين في زمانهم لم نخض في تأويل شيء من ذلك، وقد اتى التأويل التفصيلي عن السلف في بعض المواضع، واتى عن كثير من محققي المتأخرين عدم تعيين التأويل في شيء معين.. وهذا مما يبين تقاربهما وعدم اختلافهما حقيقة». وهناك تعبير مشهورة عند الأشاعرة وهي: «طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أفهم وأحكم»، وذلك للدلالة على غرض كلا الطريقتين، فطريقة السلف - وهي كانت في الغالب التفويض - أسلم، لأنها لا تقوم بتحديد أي معنىً للنص المتشابه، وفوّضت المعنى إلى الله، وبذلك اختار السلف السلامة من الخطأ، أما طريقة الخلف أفهم وأحكم، لأنها تحتوي على حجج وبراهين فهمية ترد بطريقة محكمة على المخالفين لعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد حددت الكيفية التي غلبت في زمن الخلف وهي التأويل التفصيلي، معنىً محددًا للنص المتشابه، وذلك من باب بتر الطريق على المخالفين، إلا حتى الفهماء الذين قاموا باستخدام آلية التأويل التفصيلي لا يقدمون تأويلهم على أنه المعنى المراد من النص بشكل جازم، ومن هنا يأتي معنى آخر لمعنى السلامة في طريقة السلف، وكافة الأشاعرة سلفًا وخلفًا يرجحون كيفية التفويض ويرونها أصوب، حتى الذين يستخدمون آلية التأويل التفصيلي، ويرون أنه لولا لزوم إبراز الحجة في وجه المخالف لكان الأسلم تفويض المعنى المراد إلى الله، إلا أنه وسعيًا لعدم هجر المجال للمشككين في عقيدة الإسلام بشكل عام وعقيدة أهل السنة بشكل خاص، فإنه قد اختار الفهماء حين توجيه خطابهم للمخالفين استخدام التأويل التفصيلي للنصوص المتشابهة، وكذلك عندماقد يكون المعنى المأوّل إليه متماشيًا مع لسان العرب، خاصةً وأن هناك حالات عدة قام فيها السلف بالتأويل التفصيلي دفعًا لأي معنىً لا يليق في حق الله.

التأويل (التأويل التفصيلي)

اهتم فهماء الأشاعرة بشكل كبير بعلوم اللغة العربية لفهم معاني نصوص القرآن والأحاديث النبوية

يتمسك الأشاعرة بظاهر ما يشير عليه اللفظ ويجيزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن ظاهره، وهذا الدليل يسمى عندهم (قرينة) ومن أمثلة ذلك عندهم الآية القرآنية: (نسوا الله فنسيهم) من سورة التوبة، فتأتي حدثة النسيان في كلام العرب بمعنى الآفة وذهاب الفهم، وتأتي بمعنى الهجر واستعمالها بالمعنى الأول أكثر ولذا كان هو(الظاهر الراجح) من حدثة النسيان بصفة عامة وكان الثاني وهوالهجر هو(الاحتمال المرجوح) لذا فإنه يتعيّن العدول عن تفسير النسيان في الآية عن الظاهر الراجح وهوالآفة وذهاب الفهم إلى الاحتمال المرجوح وهوالهجر، والقرينة الصارفة عن المعنى الأول هواستحالة (الآفة وذهاب الفهم) على الله.

وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير مرشد فلا يجوز، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على حتى ظاهره محال ممتنع، وهوما يطلقون عليه (التأويل السليم)، أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليلاً دون حتىقد يكون في حقيقة الأمر دليلاً فهو(التأويل الفاسد)، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدليل ولا لشبهة مرشد فإن الأشاعرة يعتبرونه لعباً وليس من التأويل في شيء وهوما يطلق عليه ((تحريف الكلام عن مواضعه))

فمضى الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى (التأويل السليم) للّفظ المتشابه، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى، ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة، وبعهد الاستعمال والعادة، لأنهم يرون حتى التعويل في الحكم والاستنباط على قصد المتحدث ومراده ، ومراده يظهر أحيانا من اللفظ نفسه، وأحيانا من العلامات والقرائن المصاحبة، فمراد المتحدث من قوله:رأيت أسدا، غير مراده من قوله: رأيت أسدا يخطب على المنبر، ففي الأولى يقصد الحيوان المفترس بدلالة لفظ الأسد، وفي الثاني يقصد الرجل الشجاع بدلالة القرينة (يخطب على المنبر).

وبالتالي فإنهم يرون أنه من عهد مراد المتحدث بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتحدث، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق، فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة، أوكتابة، أوبإيماءة، أودلالة عقلية، أوقرينة حالية، أوعادة مطردة .

ضرورة التأويل

وضّح الكثير من الفهماء الضرورة الدافعة إلى التأويل، وفيما يلي عرض لجانب من أقوال بعض الفهماء بهذا الخصوص:

  • نطق الشافعي عن القرآن: "وأن منه ظاهراً يُعهد في سياقه أنه يراد به غير ظاهره".
  • ونطق الإمام أبوإسحاق الشاطبي في كتابه الموافقات: "اتباع ظواهر القرآن على غير تدبر ولا نظر في مقاصده ومعاقده والبتر بالحكم به ببادئ الرأي والنظر الأول... معلوم حتى هذا الرأي يصد عن اتباع الحق المحض ويضاد المشي على الصراط المستقيم... ألا ترى حتى من جرى على مجرد الظاهر تناقضت عليه الصور والآيات وتعارضت في يديه الأدلة على الإطلاق والعموم".
  • ونطق إمام الحرمين الجويني: "لوبقي الناس على ما كانوا عليه لم نؤمر بالاشتغال بفهم الكلام، أما الآن فقد كثرت البدع فلا سبيل إلى هجر أمواج الفتن تلتطم".
  • ونطق الإمام الغزالي في إلجام العوام: "لما كان زمان السلف الأول زمان سكون القلب، بالغوا في الكف عن التأويل خيفة من تحريك الدواعي وتشويش القلوب، فمن خالفهم في ذلك الزمان فهوالذي حرك الفتنة وألقى الشكوك في القلوب، مع الاستغناء عنه، فباء بالإثم. أما الآن فقد فشا ذلك، فالعذر في إظهار شيء من ذلك، راتى لإماطة الأوهام الباطلة عن القلوب أظهر، واللوم عن قائله أقل".
  • ونطق الحافظ ابن حجر العسقلاني: "أكثر السلف لعدم ظهور أهل البدع في أزمنتهم يفوضون فهمها – آيات الصفات – إلى الله تعالى مع تنزيهه سبحانه عن ظاهرها الذي لا يليق بجلال ذاته، وأكثر الخلف يؤولونها بحملها على محامل تليق بذلك الجلال الأقدس والكمال الأنفس، لاضطرارهم إلى ذلك لكثرة أهل الزيغ والبدع في أزمنتهم".
  • ونطق الإمام العز بن عبد السلام: "وليس الكلام في هذا - يعني التأويل - بدعة قبيحة، وإنما الكلام فيه بدعة حسنة واجبة لَمَّا ظهرت الشبهة، وإنما سكت السلف عن الكلام فيه إذ لم يكن في عصرهم من يحمل كلام الله وكلام رسوله على ما لا يجوز حمله عليه، ولوظهرت في عصرهم شبهة لكذبوهم وأنكروا عليهم غاية الإنكار، فقد رد الصحابة والسلف على القدرية لما أظهروا بدعتهم، ولمقد يكونوا قبل ظهورهم يتحدثون في ذلك". ورجّح الإمام العز بن عبد السلام كيفية التأويل فنطق: "كيفية التأويل بشرطها أقربها إلى الحق" وعلق الإمام مرتضى الزبيدي على قول العز بقوله "ويعني بشرطها حتىقد يكون على مقتضى لسان العرب".
  • ونطق الإمام ملا علي القاري الحنفي في كتابه (مرقاة المفاتيح) معتذراً عن فهماء الأمة لأخذهم بالتأويل: "ولم يريدوا بذلك مخالفة السلف الصالح - معاذ الله حتى يظن بهم ذلك - وإنما دعت الضرورة في أزمنتهم لذلك، لكثرة المجسمة والجهمية وغيرها من فرق الضلال، واستيلائهم على عقول العامة، فقصدوا بذلك ردعهم وبطلان قولهم، ومن ثم اعتذر كثير منهم ونطقوا: لوكنا على ما كان عليه السلف الصالح من صفاء العقائد وعدم المبطلين في زمنهم لم نخض في تأويل شيء من ذلك". ونطق أيضاً: "اتفق السلف والخلف على تنزيه الله تعالى عن ظواهر المتشابهات المحالة على الله تعالى... وخاض أكثر الخلف في التأويل لكن غير جازمين بأن هذا هومراد الله تعالى من تلك النصوص، وإنما قصدوا بذلك صرف العامة عن اعتقاد ظواهر المتشابه، والرد على المبتدعة المتمسكين بأكثر تلك الظواهر".
  • ونطق الإمام تاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى: "...ثم أقول للأشاعرة قولان مشهوران في إثبات الصفات، هل تمر على ظاهرها مع اعتقاد التنزيه، أوتئول،يا ترى؟ والقول بالإمرار مع اعتقاد التنزيه هوالمعزوإلى السلف، وهواختيار الإمام في الرسالة النظامية (يقصد إمام الحرمين الجويني)، وفي مواضع من كلامه، فرجوعه معناه الرجوع عن التأويل إلى التفويض، ولا إنكار في هذا، ولا في لقاءه، فإنها مسألة اجتهادية، أعني مسألة التأويل أوالتفويض مع اعتقاد التنزيه. إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهياء الإمرار على الظاهر، والاعتقاد أنه المراد، وأنه لا يستحيل على الباري، فذلك قول المجسمة عباد الوثن، الذين في قلوبهم زيغ يحملهم الزيغ على اتباع المتشابه، ابتغاء الفتنة، عليهم لعائن الله تترى واحدة بعد أخرى، ما أجرأهم على الكذب، وأقل فهمهم للحقائق".
  • ونطق الحافظ ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري: "فإنهم – يعني الأشاعرة – بحمد الله ليسوا معتزلة، ولا نفاة لصفات الله معطلة، لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات، ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات، وبما وصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم في سليم الروايات وينزهونه عن سمات النقص والآفات، فإذا وجدوا من يقول بالتجسيم أوالتكييف من المجسمة والمشبهة، ولقوا من يصفه بصفات المحدثات من القائلين بالحدود والجهة فحينئذ يسلكون طريق التأويل، ويثبتون تنزيهه تعالى بأوضح الدليل، ويبالغون في إثبات التقديس له والتنزيه خوفاً من وقوع من لا يفهم في ظُلم التشبيه، فإذا أمنوا من ذلك رأوا حتى السكوت أسلم، وهجر الخوض في التأويل إلا عند الحاجة أحزم، وما مثالهم في ذلك إلا مثل الطبيب الحاذق الذي يداوي جميع داء من الأدواء بالدواء الموافق، فإذا تحقق غلبة البرودة على المريض داواه بالأدوية الحارّة، ويعالجه بالأدوية الباردة عند تيقنه منه بغلبة الحرارة، وما هذا في ضرب المثال إلا كما رُويَ عن سفيان[]
إذا كنت بالشام فحدّث بفضائل علي رضي الله عنه، وإذا كنت بالكوفة فحدّث بفضائل عثمان رضي الله عنه. وما مثال المتأوّل بالدليل الواضح إلا مثال الرجل السابح، فإنه لا يحتاج إلى السباحة ما دام في البر، فإن اتفق له في بعض الأحايين ركوب البحر، وعاين هوله عند ارتجاجه وشاهد منه تلاطم ألقاء، وعصفت به الريح حتى انكسر الفُلك، وأحاط به إذا لم يستعمل السباحة الهُلك، فحينئذ يسبح بجهده طلباً للنجاة، ولا يلحقه فيها تقصير حبّاً للحياة، فكذلك الموحّد ما دام سالكاً محجّة التنزيه، آمناً في عقده من ركوب لجّة التشبيه، فهوغير محتاج إلى الخوض في التأويل لسلامة عقيدته من التشبيه والأباطيل، فأما إذا تكدّر صفاء عقده بكدورة التكييف والتمثيل، فلا بدّ من تصفية قلبه من الكدر بمصفاة التأويل، وترويق ذهنه براووق الدليل، لتسلم عقيدته من التشبيه والتعطيل".
  • ونطق الإمام النووي في مقدمة المجموع شرح المهذب: "اختلفوا في آيات الصفات، وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا،يا ترى؟ فنطق قائلون: تتأول على ما يليق بها، وهذا أشهر الممضىين للمتحدثين، ونطق آخرون: لا تتأول بل يمسك عن الكلام في معناها، ويوكل فهمها إلى الله تعالى، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى، وانتفاء صفات الحادث عنه، فينطق مثلا: نؤمن بأن الرحمن على العرش استوى، ولا نفهم حقيقة معنى ذلك، والمراد به، مع أنا نعتقد حتى الله تعالى: {ليس كمثله شيء ، وأنه منزه عن الحلول، وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أوجماهيرهم، وهي أسلم. إذ لا يطالب الإنسان بالخوض في ذلك ، فإذا افترض التنزيه فلا حاجة إلى الخوض في ذلك، والمخاطرة فيما لا ضرورة بل لا حاجة إليه، فإن دعت الحاجة إلى التأويل لرد مبتدع، ونحوه تأولوا حينئذ، وعلى هذا يحمل ما اتى عن الفهماء في هذا، والله أفهم".

ونطق أيضاً في سياق شرحه لحديث النزول (شرح سليم مسلم 6/ 36): "هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيه ممضىان مشهوران للفهماء تجاوز إيضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما حتى أحدهما وهوممضى جمهور السلف وبعض المتحدث[] ين: أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى، وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا يتحدث في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق، وعن الانتنطق والحركات وسائر سمات الخلق. والثاني: ممضى أكثر المتحدثين وجماعات من السلف وهومحكي هنا عن مالك[]

والأوزاعي: أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها. عملى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره معناه: تنزل رحمته وأمره وملائكته كما ينطق: عمل السلطان كذا إذا عمله أتباعه بأمره. والثاني: أنه على الاستعارة، ومعناه: الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف. والله أفهم". ومالك والأوزاعي من كبار فهماء السلف الصالح.
  • ونطق الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن: "...وإنما حملهم على التأويل وجوب حمل الكلام على خلاف المفهوم من حقيقته لقيام الأدلة على استحالة المتشابه والجسمية في حق البارئ تعالى، والخوض في مثل هذه الأمور خطره عظيم، وليس بين المعقول والمنقول تغاير في الأصول، بل التغاير إنماقد يكون في الألفاظ، واستعمال المجاز[]
لغة العرب، وإنما قلنا: لا تغاير بينهما في الأصول لما فهم بالدليل حتى العقل لا يكذب ما ورد به الشرع، إذ لا يرد الشرع بما لا يفهمه العقل، إذ هومرشد الشرع وكونه حقا، ولوتصور كذب العقل في شيء لتصور كذبه في صدق الشرع، فمن طالت ممارسته العلوم، وكثر خوضه في بحورها أمكنه التلفيق بينهما، لكنه لا يخلومن أحد أمرين، إما تأويل يبعد عن الأفهام، أوموضع لا يتبين فيه وجه التأويل لقصور الأفهام عن إدراك الحقيقة، والطمع في تلفيق جميع ما يرد محال المرام، والمرد إلى قوله: ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير (الشورى: 11)".

ونطق أيضاً في نفس الكتاب: "وقد اختلف الناس في الوارد منها - يعني المتشابهات - في الآيات والأحاديث على ثلاث فرق: أحدها: أنه لا مدخل للتأويل فيها، بل تجرى على ظاهرها، ولا نؤول شيئاً منها، وهم المشبهة. الثانية: حتى لها تأويلاً ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن الشبه، والتعطيل، ونقول لا يفهمه إلا الله وهوقول السلف. والثالثة: أنها مؤولة وأولوها على ما يليق به. والأول باطل - يعني ممضى المشبهة - والأخيران منقولان عن الصحابة". فأثبت الإمام الزركشي ممضى التأويل للصحابة. ثم استكمل كلامه إلى حتى نطق: "...نطق الشيخ أبوعمروبن الصلاح: وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقادتها، وإليها نادى أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتحدث[] ين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها... وممن نقل عنه التأويل علي، وابن مسعود، وابن عباس وغيرهم. ونطق الغزالي في كتاب (التفرقة بين الإسلام والزندقة): إذا الإمام أحمد أول في ثلاثة مواضع، وأنكر ذلك عليه بعض المتأخرين. قلت: وقد حكى ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى تأويل أحمد في قوله تعالى: أويأتي ربك (الأنعام: 158) نطق: وهل هوإلا أمره، بدليل قوله: أويأتي أمر ربك (النحل: 33). واختار ابن برهان وغيره من الأشعرية التأويل، نطق: ومنشأ الخلاف بين الفريقين: أنه هل يجوز في القرآن شيء لا يفهم معناه،يا ترى؟ فعندهم يجوز، فلهذا منعوا التأويل، واعتقدوا التنزيه على ما يفهمه الله. وعندنا لا يجوز ذلك، بل الراسخون يفهمونه".

  • وقد شدّد الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتابه "المجالس" المعروف باسم (مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية) النكير على من يمنع التأويل ووسّع القول في ذلك، فمما ورد فيه: "وكيف يمكن حتى ينطق إذا السلف ما استخدموا التأويل وقد ورد في السليم عن سيد الكونين أنه قَدَّم له ابن عباس وضوءه فنطق: «من عمل هذا؟» فنطق: قلت: أنا يا رسول الله، فنطق: «اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل». فلا يخلوإما حتىقد يكون الرسول أراد حتى يدعوله أوعليه، فلا بدّ حتى تقول أراد النادىء له لا نادىءً عليه، ولوكان التأويل محظورًا لكان هذا نادىءً عليه لا له. ثم أقول: لا يخلوإما حتى تقول: إذا نادىء الرسول ليس مستجابًا فليس بسليم، وإن قلت: إنه مستجاب فقد هجرت ممضىك، وبَطَل قولك: إنهم كانوا لا يقولون بالتأويل، وكيف والله يقول: {وما يفهم تأويله إلا الله والراسخون في الفهم [آل عمران: 7] ونطق: {الم [البقرة: 1] أنا الله أفهم، و{كهيعص [مريم: 1] الكاف من كافي، ، والهاء من هادي، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد من صادق، إلى غير ذلك من المتشابه. ولوكان الراسخون في الفهم لا يفهمون كما حتى الجهال لا يفهمون، سَوَّوْا العالم بالجاهل، وهل مَن يفهم كَمَن لا يفهم؟! وقد فرّق الحق بينهما، فنطق: {هل يستوي الذين يفهمون والذين لا يفهمون [الزمر: 9]، والمعنى لا يَسْتَوُون". ونطق أيضاً ما نصه: "إن نفيت التشبيه في الظاهر والباطن فمرحباً بك، وإن لم تقدر حتى تتخلص من شرك التشبيه إلى خالص التوحيد، وخالص التنزيه إلا بالتأويل، فالتأويل خير من التشبيه".
  • ونطق الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه (كبرى اليقينيات الكونية): "ممضى السلف هوعدم الخوض في أي تأويل أوتفسير تفصيلي لهذه النصوص، والاكتفاء بإثبات ما أثبته الله تعالى لذاته، مع تنزيهه عزّ وجلّ عن جميع نقص ومشابهة للحوادث، وسبيل ذلك التأويل الإجمالي لهذه النصوص وتحويل الفهم التفصيلي بالمقصود منها إلى فهم الله عزّ وجلّ، أما هجر هذه النصوص على ظاهرها دون أي تأويل لها سواء كان إجمالياً أم تفصيلياً فهوغير جائز، وهوشيء لم يجنح إليه سلف ولا خلف.... ولكنك عندما تنزه الله حيال جميع هذه الآيات عن مماثلة مخلوقه في حتى يتحيز في مكان وتكون له أبعاد وأعضاء وصورة وشكل، ثم أثبتَّ لله ما أثبته هولذاته على نحوٍ يليق بكماله وذلك بأن تكِلَ تفصيل المقصود بكلٍّ من هذه النصوص إلى الله جلّ جلاله سَلِمْتَ بذلك من التناقض في الفهم وسَلَّمْتَ القرآن من توهم أي تناقض فيه، وهذه هي طريقة السلف رحمهم الله ألا تراهم يقولون عنها "أمروها بلا كيف" إذ لولا أنهم يؤولونها تأويلاً إجمالياً بالمعنى الذي أوضحنا لما صحّ منهم حتى يقولوا ذلك... وممضى الخلف الذين اتىوا من بعدهم هوتأويل هذه النصوص بما يضعها على صراط واحد من الوفاق مع النصوص المحكمة الأخرى التي تبتر بتنزّه الله عن الجهة والمكان والجارحة... وافهم حتى ممضى السلف في عصرهم كان هوالأفضل والأسلم والأوفق مع الإيمان الفطري المرتكز في كلٍّ من العقل والقلب. وممضى الخلف في عصرهم أصبح هوالمصير الذي لا يمكن التحول عنه، بسبب ما قامت فيه من المذاهب الفكرية والمناقشات الفهمية.... والمهم حتى تفهم بأن كلاًّ من الممضىين منهجان إلى غاية واحدة، لأن المآل فيهما إلى حتى الله عزّوجلّ لا يشبهه شيء من مخلوقاته، وأنه منزّه عن جميع صفات النقص، فالخلاف الذي تراه بينهما خلاف لفظي وشكلي فقط".
  • ونطق الشيخ محمود محمد خطاب السبكي: (أما ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهة فقد أجمع السلف والخلف رضي الله عنهم على أنها مصروفة عن ظاهرها لقوله تعالى (قل هوالله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد) وقوله سبحانه (ليس كمثله شئ وهوالسميع البصير) ثم اختلفوا في بيان معاني تلك الآيات والأحاديث، فالسلف يفوضون فهم معانيها إليه تعالى، فيقولون إذا الاستواء في آية (الرحمن على العرش استوى) لا يفهمه إلا الله سبحانه وتعالى، مع جزمهم بأنه جل جلاله يستحيل عليه الاستقرار على العرش أواتصاله به أوجلوسه عليه، لأنه تعالى إله قديم موصوف باستوائه على العرش قبل خلق العرش، لأن القرآن الذي منه هذه الآية موجود قبل إيجاد العرش، فكيف يعقل أنه تعالى استقر على عرش غير موجود،يا ترى؟ ولما خلق الخلق لم يحتج إلى مكان يحل فيه، بل هوغني عنه. فهوتعالى لم يزل بالصفة التي كان عليها. والخلف يقولون فيها: الاستواء معناه الاقتدار والتصرف أونحوذلك. وممضى السلف أسلم... ووجه صحة ممضى الخلف أنهم فسروا الآية بما يشير عليه اللفظ العربي، والقرآن عربي، وحملهم على التفسير المذكور ولم يفوضوا كما فوض السلف وجود المشبهة في زمانهم زاعمين - أي المشبهة - حتى ظاهر الآيات يشير على أنه تعالى جسم، ولم يفقهوا أنه محال عليه عز وجل الجسمية والحلول في الأمكنة... فوجب عليهم - يعني الخلف - حتى يبينوا للعامة معنى تلك الآيات والأحاديث المتشابهة حسب مدلولات القرآن والأحاديث النبوية بما يصح اتصاف الله تعالى به، ليعهدوا الحق فيعملوا عليه ويهجروا الباطل وأهله فجزاهم الله تعالى خير الجزاء. وقد نقل العلامة زروق عن أبي حامد أنه نطق: (لا خلاف في وجوب التأويل عند تعين شبهة لا ترتفع إلا به)".
  • ونطق الشيخ عدي بن مسافر الشامي: "...فلما ظهرت البدع وانتشر في الناس التشبيه والتعطيل فزع أهل الحق إلى التأويل".

وقد نادى النبي لابن عباس فنطق: (اللهم فقهه في الدين وفهمه التأويل). رواه الإمام أحمد والطبراني. وفي رواية أخرى: (اللهم فهمه الحكمة وتأويل الكتاب). رواه ابن ماجه. وهذا الحديث هووحده لولم يكن غيره كاف في الدلالة على جواز التأويل. وكان مجاهد[]

يقول: الفهماء يفهمون تأويله، أي: تفسيره. وكيفية التأويل ليست خاصة بالأشاعرة، فقد ورد عن كثير من السلف والحنابلة وأهل الحديث تأويل كثير من النصوص الموهمة للتجسيم والتشبيه. وقد ذكر المصنفون من أهل الفهم بالحديث والفقه حتى الذي حمل الأشاعرة والماتريدية في تأويل الأسماء والصفات هوالتنزيه، وهذا لا يخرجهم عن دائرة أهل السنة والجماعة خاصة وأن معظم فقهاء الإسلام في الفقه والحديث والتفسير والعقيدة أغلبهم من الأشاعرة والماتريدية، وطريقتهم هي الوسط بين الغلووالتطرف والتساهل. وقد نطق الإمام أبوالوفاء بن عقيل الحنبلي البغدادي المتوفي سنة 513 هـ: "هلك الإسلام بين طائفتين: الباطنية والظاهرية والحق بين المنزلتين وهوحتى نأخذ بالظاهر ما لم يصرفنا عنه مرشد ونرفض جميع باطن لا يشهد به مرشد من أدلة الشرع". ونطق الإمام المجتهد ابن دقيق العيد: "إن كان التأويل من المجاز[]
البين الشايع فالحق سلوكه من غير توقف. أومن المجاز البعيد الشاذ فالحق هجره، وإن استوى الأمران فالاختلاف في جوازه مسألة فقه[]

ية اجتهادية والأمر فيها ليس بالخطر بالنسبة للفريقين". وللإمام أبي حامد الغزالي كتاب سماه (قانون التأويل) وهويقول فيه عند البحث فيما إذا كان بين المعقول والمنقول تصادم في أول النظر وظاهر الفكر: "والخائضون فيه تحزبوا إلى مفرط بتجريد النظر إلى المنقول وإلى مفرط بتجريد النظر إلى المعقول وإلى متوسط طمع في الجمع والتلفيق والمتوسطون انقسموا إلى من جعل المعقول أصلاً والمنقول تابعاً وإلى من جعل المنقول أصلاً والمعقول تابعاً وإلى من جعل جميع واحد أصلاً" ثم شرح هؤلاء الأصناف الخمسة شرحاً جيداً لا يستغني عنه باحث. وقد سرد المؤرخ المتحدث[]

الفخر بن المفهم القرشي الشافعي في كتابه (نجم المهتدي ورجم المعتدي) في باب خاص منه نماذج كثيرة من التأويلات المروية عن الصحابة والتابعين وقد اكتظت خط التفسير بالرواية بما روى عنهم في هذا الصدد. وأما المشبهة فيقولون: نحن لا نؤول بل نحمل آيات الصفات وأخبارها على ظاهرها. وهم في قولهم هذا غير منتبهين إلى حتى استعمال اللفظ في الله سبحانه بالمعنى المراد عند استعماله في الخلق تشبيه صريح. ومن الأدلة القاطعة على رد مزاعم الحشوية[]
في دعوى التمسك بالظاهر في اعتقاد الجلوس على العرش خاصة قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب[]

) [البقرة: 186] وقوله تعالى: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) [ق: 16] وقوله تعالى: (واسجد واقترب) [العلق: 19] وقوله تعالى: (ألا إنه بكل شيء محيط[] ) [فصلت: 54] وقوله تعالى: (وهومعكم أينما كنتم) [الحديد: 4] وقوله: (وهوالله في السماوات وفي الأرض) [الأنعام: 3] وقوله: (وهوالذي في السماء إله وفي الأرض إله) [الزخرف: 84] إلى غير ذلك مما لا يحصى في الكتاب والسنة مما ينافي الجلوس على العرش وأهل السنة يرونها أدلة على تنزه الله سبحانه عن المكان فلا يبقى للحشوية[]

أن يعملوا شيئاً إزاء أمثال تلك النصوص غير محاولة تأويلها مجازفة أوالعدول عن القول بالاستقرار المكاني.

استخدام السلف والفهماء للتأويل

الأشاعرة يتبعون السلف باتخاذهم لممضى التأويل في التعامل مع النصوص المتشابهة وقد أشار إلى ذلك شهاب الدين الآلوسي بقوله: "والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي، على حتى بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف". ونطق الإمام عز الدين الرسعني الحنبلي في كتابه (رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز): "قاعدة ممضى إمامنا في هذا الباب -أي آيات الصفات-: اتباع السلف الصالح؛ فما تأولوه تأولناه، وما سكتوا عنه سكتنا عنه، مفوضين فهمه إلى قائله، منزهين الله عما لا يليق بجلاله".

وفيما يلي بعض الأمثلة التي يستشهد بها الأشاعرة على تأويل السلف للنصوص المتشابهة:

  • تأويل ابن عباس والضحاك وقتادة[]
وسعيد بن جبير للفظ الساق في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) بالشدة. ونطق الطبري في تفسيره: "نطق جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يظهر عن أمر شديد".
  • تأويل ابن عباس ومجاهد[]
وقتادة[]
وسفيان[]
الأيدي في قوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيد" بالقوة، ذكره الطبري في تفسيره.
  • تأويل ابن عباس للكرسي بالفهم فقد اتى في تفسير الطبري عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه: "اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أبلغ الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فنطق بعضهم: هوفهم الله تعالى ذكره... وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه نطق: هوفهمه".
  • تأويل ابن عباس لمجيء الله فقد اتى في تفسير النسفي عند قوله تعالى (واتى ربك والمَلَك صفّاً صفَّا) ما نصّه: "هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإن واحداً من الملوك إذا جاء بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه، وعن ابن عباس: أمره وقضاؤه". ونقل القرطبي نحوهذا عن الحسن البصري، ونطق هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه: "جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث " (يا ابن آدم سقمت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني..) والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتنطق ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهوعاجز".
  • تأويل ابن عباس لقوله تعالى (الله نور السموات والأرض) فقد اتى في تفسير الطبري ما نصّه: "عن ابن عباس قوله (الله نور السموات والأرض) يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض".
  • تأويل ابن عباس للفظ الوجه في قوله تعالى (ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام) نطق: الوجه تعبير عنه. ونطق القرطبي في تفسيره: أي ويبقى الله فالوجه تعبير عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من فهمائنا ابن فورك وأبوالمعالي وغيرهم.. ونطق أبوالمعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى.
  • تأويل سفيان الثوري والطبري للاستواء: نطق الإمام الطبري في تفسير قوله تعلى (ثم استوي إلى السماء) بعد حتى ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه: "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته... علا عليها علوملك وسلطان، لا علوانتنطق وزوال" وأوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش: بقصد أمره، والاستواء إلى السماء: بالقصد إليها.
  • تأويل مجاهد[]
والضحاك وأبي عبيدة للفظ (الوجه): نطق تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) نطق مجاهد: قبلة الله. ونطق الضحاك وأبوعبيدة في قوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) أي إلا هو.
  • تأويل مجاهد[]
والسدي للفظ (الجنب) فقد اتى في تفسير الطبري عند قوله تعالى (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله) نطق مجاهد: في أمر الله، ونطق السدي: على ما هجرت من أمر الله.
  • تأويل الحسن البصري في قوله تعالى: (واتى ربك) نطق: اتى أمره وقضاؤه. وعن الكلبي: اتى حكمه. وعنه في قوله تعالى (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله) نطق: في طاعة الله.
  • تأويل الضحاك لصفة العين بالحفظ والحراسة في قوله تعالى: (فإنك بأعيننا) وقوله: (ولتصنع على عيني)، ذكره الماوردي في تفسيره.
  • تأويل البخاري الضحك الوارد في بعض الأحاديث بالرحمة، نقله عنه البيهقي في الأسماء والصفات. وتأويله للوجه في قوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) نطق: إلا ملكه.
  • تأويل الطبراني للوجه في قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) بقوله: "أي إلا هو. وانتصب قوله (وجهه) على الاستثناء كأنه نطق: إلا إياه، ونطق عطاء: (معناه: جميع شيء هالك إلا ما أريد به وجهه، وكل عمل لغيره فهوهالك إلا ما كان له)".
  • تأويل الحافظ حماد بن زيد لحديث النزول: (ينزل الله جميع ليلة إلى السماء الدنيا) بقوله: "نزوله إقباله"، نقله البيهقي في الأسماء والصفات.
  • تأويل الإمام مالك لحديث النزول: أوّله بنزول رحمته وأمره أوملائكته، نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني في شرحه على الموطأ.
  • تأويل الإمام الشافعي للفظ (الوجه): حكى المزني[]
عن الشافعي في قوله تعالى (فثم وجه الله) نطق: يعني والله أفهم فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه.
  • تأويل الإمام أحمد قوله تعالى: (واتى ربك) بمجيء ثوابه، نقله ابن كثير في البداية والنهاية عن الإمام البيهقي في مناقب الإمام أحمد، وأورد سند البيهقي له، ثم نطق: نطق البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه. ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى: (هل ينظرون إلا حتى يأتيهم الله في ظلل من الغمام) أنه نطق: المراد به قدرته وأمره. نطق: وقد بيّنه في قوله تعالى (أويأتي أمر ربك) ومثل هذا في القرآن (واتى ربك) نطق: إنما هوقدرته. وأوَّل الإمام أحمد أيضا قوله تعالى: "ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث" فنطق: يحتمل حتىقد يكون تنزيله إلينا هوالمحدث، نقله ابن كثير في البداية والنهاية. ونطق التميمي في اعتقاد أحمد في حديث النزول: "ولا يجوز عليه الانتنطق، ولا الحلول في الأمكنة".
  • نطق الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في باب قول الله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه): "...نطق ابن بطال: في هذه الآية والحديث دلالة على حتى لله وجها وهومن صفة ذاته، وليس بجارحة ولا كالوجوه التي نشاهدها من المخلوقين، كما نقول إنه عالم ولا نقول إنه كالفهماء الذين نشاهدهم، ونطق غيره: دلت الآية على حتى المراد بالترجمة الذات المقدسة، ولوكانت صفة من صفات العمل لضمها الهلاك كما ضم غيرها من الصفات وهومحال، ونطق الراغب: أصل الوجه الجارحة المعروفة، ولما كان الوجه أول ما يستقبل وهوأشرف ما في ظاهر البدن، استخدم في مستقبل جميع شيء وفي مبدئه وفي إشراقه، فقيل وجه النهار، وقيل وجه كذا أي ظاهره، وربما أطلق الوجه على الذات كقولهم كرم الله وجهه، وكذا قوله تعالى (ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام) وقوله (كل شيء هالك إلا وجهه) وقيل: إذا لفظ الوجه صلة، والمعنى جميع شيء هالك إلا هووكذا (ويبقى وجه ربك) وقيل المراد بالوجه القصد، أي يبقى ما أريد به وجهه. قلت: وهذا الأخير نقل عن سفيان[]
وغيره وقد تقدم ما ورد فيه في أول تفسير سورة القصص ونطق الكرماني قيل المراد بالوجه في الآية والحديث الذات أوالوجود أولفظه زائد، أوالوجه الذي لا كالوجوه، لاستحالة حمله على العضوالمعروف، فتعين التأويل أوالتفويض، ونطق البيهقي: تكرر ذكر الوجه في القرآن والسنة السليمة، وهوفي بعضها صفة ذات كقوله: إلا رداء الكبرياء على وجهه وهوما في سليم البخاري عن أبي موسى، وفي بعضها بمعنى من أجل كقوله (إنما نطعمكم لوجه الله) وفي بعضها بمعنى الرضا كقوله (يريدون وجهه)، (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) وليس المراد الجارحة جزما والله أفهم".
  • نقل الإمام النووي — في شرحه لحديث الجارية في سليم مسلم — عن القاضي عياض ما نصه: "لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتحدثهم ونظارهم ومقلدهم حتى الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: (أأمنتم من في السماء حتى يخسف بكم الأرض) ونحوه ليست على ظاهرها، بل متأولة عند جميعهم".
  • وقد نقل إجماع الأمة على منهج التأويل حيث نطق الحافظ أبوالحسن علي بن القطان الفاسي: "وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما نطق تعالى، وليس مجيئه بحركة ولا انتنطق. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء".

القضاء والقدر (أفعال العباد)

يرى الأشاعرة حتى جميع أفعال البشر تقع تحت حكم الله وإرادته، وأن ما يقع في الكون من الخير والشر الذيقد يكون مصدر الإنسان منهما، كله من عند الله، ولا احتمال عند أهل السنة الأشاعرة لتعارض إرادة الإنسان مع إرادة الله، ولا تعارض فيما فشل من إرادته مع إرادة الله، وإنما أراد الله من الإنسان الإرادة والفشل معًا، وأنه لاشيء في الكون خارج إحاطة إرادة الله، وأن إرادة الله شاملة شمولاً لا تخرج عنه أفعال البشر الاختيارية، ولا إرادتهم الجزئية، ويستدلون على ذلك بالآية القرآنية من سورة الإنسان: "وما تشاءون إلاّ حتى يشاء الله".

وبالنظر إلى حتى البشر يعملون ما يعملون باختيارهم، فهم مختارون، وبالنظر إلى أنهم لا يختارون إلاّ ما أراد الله حتى يختاروه، فهم "مجبورون أوكأنهم مجبورون"، فالإنسان يعمل ما يشاء، ولا يشاء الإما شاء الله حتى يشاءه، فهو- أي الإنسان - يعمل ما يشاء الله وما يشاء هونفسه معًا، فهناك تفويض للإنسان لأنه يعمل ما يشاء، وهناك جبر أوما يشبهه، لأنه لا يعمل غير ما يشاء الله، وجمع الجبر مع التفويض والتسيير مع التخيير هي عند الأشاعرة من خواص قدرة الله، فإن عُـدّ الإنسان بموقفه هذا مجبورًا في أفعاله، فهومجبور لكنه مجبور غير معذور، ويقوم ممضى الأشاعرة في هذا الأمر على جملة من الاستدلالات، منها الآية القرآنية من سورة النحل: "ولوشاء الله لجعلكم أمةً واحدة، ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء، ولـتُـسـألن عما كنتم تعملون".

ويفترق ممضى الأشاعرة عن ممضى الجبرية في هذه المسألة، في حتى الجبرية لا قدرة ولا إرادة ولا عمل عندهم للإنسان، أما الأشاعرة فهم يرون حتى للإنسان قدرة لكن لا تأثير لهذه القدرة في جنب قدرة الله، وله أفعال لكن الله هومن خلقها، وله إرادة تستند أفعاله إليها، لذا يعدّ الإنسان عند الأشاعرة مختارًا في أفعاله، ويكفي عندهم تسمية أفعاله " أفعالاً اختيارية" استناد تلك الأفعال إلى إرادته واختياره، وهذه الإرادة والاختيار عند الأشاعرة هي من الله، لذا فإن الأشاعرة يرون بأن ممضىهم مختلف جدًا عن ممضى الجبر في مسألة أفعال العباد.

ويعتبر الأشاعرة حتى هذه المسألة هي مسألة فهمية مبنيّة على نصوص القرآن والسنة النبوية وقواعد العقل، ولا يُـسمع الانتقاد فيها إلا بطريق تلك القواعد والنصوص.

موقف الأشاعرة من كتاب الإبانة

يرى الأشاعرة حتى كتاب الإبانة للإمام أبوالحسن الأشعري ولج عليه الكثير من الدس والتحريف، كما حتى طريقة الكتابة في كثير منه تختلف عن المسلك الذي اتخذه الأشعري في التأليف، فبينما يتمسك معارضوالأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها مرشد على عودة الأشعري عن منهج المتحدثين، يجزم الأشاعرة حتى النسخة الرائجة محرّفة وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة: "ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخرى"، كما حتى النسخة الرائجة توحي بالتجسيم وتتهجم على الإمام أبي حنيفة[] ، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة فوقية حسين، وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة فوقية حسين مع فصلين نقلهما ابن عساكر، تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب.

يقول الإمام الكوثري في مقدمة كتاب "تبيين كذب المفتري": «والنسخة المطبوعة في الهند من الإبانة نسخة مصحَّفة محرَّفة تلاعبت بها الأيدي الأثيمة، فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق». ونطق أيضا: «ومن العزيز جدّاً الظفر بأصل سليم من مؤلفاته على كثرتها البالغة، وطبع كتاب الإبانة لم يكن من أصل وثيق، وفي الموضوعات المنشورة باسمه وقفة». وهذا أيضا ما مضى إليه الدكتور عبد الرحمن بدوي مؤيدا للكوثري، فنطق: «وقد لاحظ الكوثري بحق حتى النسخة المطبوعة في الهند تلاعبت بها الأيدي الأثيمة..». كما لاحظ ذلك غيرهم من الدارسين. وللشيخ وهبي سليمان غاوجي رسالة في هذا الموضوع بعنوان "نظرة فهمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن" أتى فيها بأدلة موضوعية تدل على حتى قسما كبيرا مما في الإبانة المتداولة اليوم بين الناس لا يصح نسبته للإمام الأشعري.

أهم الخط عن الممضى الأشعري

كتاب أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم جمع وإعداد الشيخ حمد سنان، والشيخ فوزي العنجري، وتقريظ مجموعة من الفهماء: محمد حسن هيتو- محمد فوزي فيض الله - محمد سعيد رمضان البوطي - عجيل جاسم النشمي - علي جمعة[] - محمد عبد الغفار الشريف - وهبة الزحيلي - عبد الفتاح البزم - حسين عبد الله العلي - علي زين العابدين الجفري.
كتاب تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، نطق عنه الإمام تاج الدين السبكي: «وافهم أنا لوأردنا استيعاب مناقب الشيخ (أي أبي الحسن الأشعري) لضاقت بنا الأوراق، وكلت الأقلام، ومن أراد فهم قدره، وأن يمتلئ قلبه من حبه عمليه بكتاب (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) الذي صنفه الحافظ ابن عساكر، وهومن أجل الخط وأعظمها فائدة، وأحسنها. فينطق: جميع سني لاقد يكون عنده كتاب (التبيين) لابن عساكر فليس من أمر نفسه على بصيرة. وينطق: لاقد يكون الفقيه شافعيا على الحقيقة حتى يحصل كتاب (التبيين) لابن عساكر، وكان مشيختنا يأمرون الطلبة بالنظر فيه.»
كتاب تأسيس التقديس أوأساس التقديس/ تأليف الإمام فخر الدين الرازي الذي انتقده ابن تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية؛ ومعه رسالة في نفي الجهة للإمام شهاب الدين بن جهبل 733هـ في الرد على ابن تيمية.
  • نشأة الأشعرية وتطورها — جلال موسى
  • أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم — حمد السنان، فوزي العنجري
  • المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة — عبد الفتاح قديش اليافعي
  • الأشاعرة من أهل السنة والجماعة — عبد الكريم تتان
  • عقيدة الإمام الأشعري ممضى السواد الأعظم من المسلمين في الأصول — مصطفى بن علوي العطاس
  • براءة الأشعريين من عقائد المخالفين — أبوحامد بن مرزوق (محمد العربي التباني)
  • منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق والأوهام — محمد صالح بن أحمد الغرسي
  • إمام أهل الحق أبوالحسن الأشعري — عبد القادر محمد الحسين
  • تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري — ابن عساكر
  • منطقات الإسلاميين واختلاف المصلين — أبوالحسن الأشعري
  • اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع — أبوالحسن الأشعري
  • رسالة استحسان الخوض في فهم الكلام — أبوالحسن الأشعري
  • الإشارة إلى ممضى أهل الحق — أبوإسحاق الشيرازي
  • مجرد منطقات الشيخ أبي الحسن الأشعري — أبوبكر بن فورك
  • الأسماء والصفات — أبوبكر البيهقي
  • الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد — أبوبكر البيهقي
  • الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به — أبوبكر الباقلاني
  • تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل — أبوبكر الباقلاني
  • الملل والنحل — أبوالفتح الشهرستاني
  • نهاية الإقدام في فهم الكلام — أبوالفتح الشهرستاني
  • أصول الدين — عبد القاهر البغدادي
  • الفرق بين الفرق — عبد القاهر البغدادي
  • التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين — أبوالمظفر الإسفراييني
  • العواصم من القواصم — أبوبكر بن العربي
  • المسامرة شرح المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة — الكمال بن أبي شريف
  • شرح العقيدة الطحاوية — للشيخ عبد الغني الميداني، (وليس ابن أبي العز)
  • العقيدة الصلاحية — محمد بن هبة الله البرمكي
  • العقيدة البرهانية — عثمان السلالجي
  • العقيدة السنوسية الصغرى (أم البراهين) — محمد بن يوسف السنوسي
  • إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة — أحمد بن محمد المقري
  • العقيدة النورية في اعتقاد الأئمة الأشعرية — علي النوري الصفاقسي
  • الخريدة البهية — أحمد الدردير
  • جوهرة التوحيد — إبراهيم اللقاني
  • الغنية في أصول الدين — أبوسعد المتولي النيسابوري
  • العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية — أبوالمعالي الجويني
  • الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد — أبوالمعالي الجويني
  • لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة — أبوالمعالي الجويني
  • الكامل في أصول الدين — أبوالمعالي الجويني
  • الغنية في الكلام — أبوقاسم الأنصاري
  • الإشارة في فهم الكلام — فخر الدين الرازي
  • تأسيس التقديس أوأساس التقديس — فخر الدين الرازي
  • لباب المحصل في أصول الدين — ابن خلدون
  • طوالع الأنوار من مطالع الأنظار — ناصر الدين البيضاوي
  • أبكار الأفكار في أصول الدين — سيف الدين الآمدي
  • غاية المرام في فهم الكلام — سيف الدين الآمدي
  • المواقف في فهم الكلام — عضد الدين الإيجي
  • شرح العقائد النسفية — سعد الدين التفتازاني
  • رسائل في التوحيد — العز بن عبد السلام
  • البرهان المؤيد — أحمد الرفاعي
  • الرسالة القشيرية — أبوالقاسم القشيري
  • قواعد العقائد — أبوحامد الغزالي
  • الاقتصاد في الاعتقاد — أبوحامد الغزالي
  • دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه — أبوالفرج بن الجوزي
  • دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد — تقي الدين الحصني
  • اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر — عبد الوهاب الشعراني
  • ضوء المعالي شرح بدء الأمالي — الملا علي القاري
  • الإعلام بحدود قواعد الإسلام — القاضي عياض
  • عقيدة أهل الإسلام — عبد الله بن علوي الحداد
  • منطقات الكوثري — محمد زاهد الكوثري
  • العقيدة الإسلامية كما اتى بها القرآن الكريم — محمد أبوزهرة
  • موقف العقل والفهم والعالم من رب العالمين وعبادة المرسلين — مصطفى صبري
  • كبرى اليقينيات الكونية — محمد سعيد رمضان البوطي
  • السلفية فترة زمنية مباركة لا ممضى إسلامي — محمد سعيد رمضان البوطي
  • السلفية بين الأصيل والدخيل — أحمد كريمة
  • البيان الموثق دراسة موثقة لمنطقات الفرق الثلاث — عبد الله الهرري
  • مقدمات المراشد في فهم العقائد — ابن خمير السبتي
  • كفاية العوام فيما يجب عليهم من فهم الكلام — محمد الفضالي الأزهري
  • غاية البيان في تنزيه الله عن الجهة والمكان — خليل دريان الأزهري
  • الحجة الدامغة لشبهات المجسمة الزائغة — حسين سامي بدوي
  • إتحاف الأكابر في سيرة ومناقب الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلاني — عبد المجيد بن طه الدهيبي الزعبي

أبرز أئمة الممضى

العلامة الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية سابقاً، أحد أبرز فهماء الأشاعرة والماتريدية الأحناف في العصر الحديث. نطق عنه الشيخ محمد أبوزهرة: "لا أعهد عالما توفي فخلا مكانه في هذه السنين كما خلا مكان الإمام الكوثري، لأنه بقية السلف الصالح الذين لم يجعلوا الفهم مرتزقا ولا سلّما لغاية".
شيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور، أحد أعلام جامع الزيتونة، ومن مجددي القرن الثالث عشر الهجري، وصاحب تفسير التحرير والتنوير.
الدكتور علي سامي النشار لقّبه البعض برئيس الأشاعرة في العصر الحديث.
محمد عبده يماني، عمل وزيراً للثقافة في السعودية، وأحد فهماء الأشاعرة في مكة.

جمع ابن عساكر في كتابه (تبيين كذب المفتري) أعداداً كبيرة من الفهماء الأشاعرة قسمها إلى خمس طبقات وترجم لهم باستفاضة، ويرى التاج السبكي حتى ابن عساكر لم يذكر إلا نزراً يسيراً وعدداً قليلاً، ولووفَّى الاستيعاب حقه لاستوعب غالب فهماء المذاهب الأربعة. ومن أبرز هؤلاء الأعلام على سبيل المثال لا الحصر:

في القرن الرابع الهجري

  • أبوبكر الباقلاني (ت 403 هـ)
  • أبوبكر بن فورك (ت 406 هـ)
  • أبوحامد الإسفراييني (ت 406 هـ)
  • أبوإسحاق الإسفراييني (ت 418 هـ)
  • عبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ)
  • أبوالقاسم الإسفراييني (ت 452 هـ)
  • أبوبكر البيهقي (ت 458 هـ)
  • الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)
  • أبوالقاسم القشيري (ت 465 هـ)
  • أبوالمظفر الإسفراييني (ت 471 هـ)
  • أبوالوليد الباجي (ت 474 هـ)
  • أبوإسحاق الشيرازي (ت 476 هـ)
  • أبوالمعالي الجويني (ت 478 هـ)

في القرن الخامس الهجري

  • أبوحامد الغزالي (ت 505 هـ)
  • أبوالقاسم الأنصاري (ت 511 هـ)
  • ابن رشد الجد (ت 520 هـ)
  • أبوبكر بن العربي (ت 543 هـ)
  • القاضي عياض (ت 544 هـ)
  • أبوالفتح الشهرستاني (ت 548 هـ)
  • ابن عساكر (ت 571 هـ)

في القرن السادس الهجري

  • فخر الدين الرازي (ت 606 هـ)
  • أبوالقاسم الرافعي (ت 623 هـ)
  • سيف الدين الآمدي (ت 631 هـ)
  • ابن الحاجب (ت 646 هـ)
  • العز بن عبد السلام (ت 660 هـ)
  • محيي الدين النووي (ت 676 هـ)
  • ناصر الدين البيضاوي (ت 691 هـ)

في القرن السابع الهجري

  • ابن دقيق العيد (ت 702 هـ)
  • كمال الدين بن الزملكاني (ت 727 هـ)
  • بدر الدين بن جماعة (ت 733 هـ)
  • عضد الدين الإيجي (ت 756 هـ)
  • تقي الدين السبكي (ت 756 هـ)
  • تاج الدين السبكي (ت 771 هـ)
  • شمس الدين الكرماني (ت 786 هـ)
  • سعد الدين التفتازاني (ت 793 هـ)

في القرن الثامن الهجري

  • سراج الدين البلقيني (ت 805 هـ)
  • زين الدين العراقي (ت 806 هـ)
  • ابن خلدون (ت 808 هـ)
  • الشريف الجرجاني (ت 816 هـ)
  • تقي الدين الحصني (ت 829 هـ)
  • ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
  • محمد بن يوسف السنوسي (ت 895 هـ)

في القرن التاسع الهجري

  • شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
  • جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
  • شهاب الدين القسطلاني (ت 923 هـ)
  • زكريا الأنصاري (ت 926 هـ)
  • عبد الوهاب الشعراني (ت 973 هـ)
  • ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ)

في القرن العاشر الهجري

  • شمس الدين الرملي (ت 1004 هـ)

انتقادات

ترى السلفية حتى الأشاعرة خالفوا أهل السنة؛ بسبب تأويل وتفويض معاني الأسماء والصفات، فهم في باب التأويل والتفويض ليسوا من أهل السنة، لأن أهل السنة – من وجهة نظرهم – لا يؤولون ولا يفوضون المعنى لكنهم من أهل السنة في المسائل التي وافقوهم فيها. وقد حصل خلاف كبير بين ابن تيمية (ت 728هـ) وتلميذه ابن القيم (ت 751هـ) وبين فهماء الأشاعرة. ومن أبرز مواطن الخلاف بينهم هوموقفهم إزاء آيات الصفات التي توهم التشبيه كصفة اليد والنزول ونحوها، حيث يعتقد ابن تيمية وتلميذه ابن القيم حتى هذه الصفات معقولة المعنى ولكنها مجهولة الكيف. وأما الأشاعرة فإنهم يفوضون المعنى إلى الله تعالى ويصرفون اللفظ عن ظاهره. وهذا يسمى منهج التفويض.

انظر أيضاً

  • قائمة أعلام الأشاعرة والماتريدية
  • مؤتمر الشيشان
  • كلابية
  • ماتريدية
  • صوفية
  • أهل الحديث
  • فهم الكلام

المراجع

  • الإعلام بأعيان السادة الشافعية الأشعرية الأعلام.
  • بعض مشاهير فهماء الأمة من الأشاعرة والماتريدية.
  • أكابر مفسري الأمة من الأشاعرة والماتريدية.
  • أكابر محدثي الأمة وحفاظها وأكابر فقهائها وأعلام اللغة والأدب من الأشاعرة والماتريدية.
  • كتّاب سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من الأشاعرة والماتريدية.
  • الإمام أبوالحسن الأشعري مقرر لممضى السلف ومدافع عنه.
  • حقيقة الأشـاعرة. — من كتاب: مفاهيم يجب حتى تصحح.

المصادر

  1. "الأشعرية في خريطة الفكر الإسلامي". بوابة أقطاب. مؤرشف من الأصل في ثلاثة يناير 2017.
  2. ^ حمد السنان وفوزي العنجري. أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم. دار الضياء للنشر والتوزيع. صفحة 7، و248-258.
  3. ^ الشيخ عبد المجيد بن طه الدهيبي الزعبي (2009). إتحاف الأكابر في سيرة ومناقب الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني الحسيني (الطبعة الأولى). دار الخط الفهمية. صفحة 41.
  4. ^ كتاب: إمام أهل الحق أبوالحسن الأشعري، تأليف: الدكتور عبد القادر محمد الحسين، الناشر: دار المشرق للكتاب، الطبعة الأولى: 2010م، ص: 11-12.
  5. كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة، تأليف: عبد الفتاح قديش اليافعي، الناشر: مخطة الجيل الجديد، اليمن - صنعاء، الطبعة الأولى: 2007م، ص: 22-26.
  6. ^ "الأشاعرة والماتريدية هم السواد الأعظم للأمة". المجلس الإسلامي للإفتاء-بيت المقدس. مؤرشف من الأصل في 1 أكتوبر 2018.
  7. ^ "من هم أهل السنة والجماعة؟". دائرة الإفتاء العام الأردنية. مؤرشف من الأصل فيخمسة يوليو2015.
  8. ^ كتاب التوحيد للإمام الماتريدي، تحقيق: الأستاذ الدكتور بكر طوبال أوغلي، والأستاذ المساعد الدكتور محمد آروشي، طبعة: دار صادر بيروت، ومخطة الإرشاد استانبول، تقديم الطبعة الجديدة، ص: 7-9.
  9. ^ "الحبيب علي الجفري: الأشاعرة مثلوا ما يزيد عن 95% من فهماء أهل السنة". بوابة الوطن. مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2018.
  10. ^ دكتور فخري بصول، الأشاعرة، ص: 1. نسخة محفوظة 28 مارس 2018 على مسقط واي باك مشين.
  11. ^ مقدمة كتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم، تقديم: أ. د. محمد حسن هيتو، ص: 6. نسخة محفوظة 18 فبراير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  12. ^ أبوالحسن الندوي، أبوالحسن الأشعري، المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة
  13. ^ الملل والنحل
  14. ^ تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري، ابن عساكر، الطبعة: 2 سنة: 1979، دار الفكر، صفحة: 472
  15. تاريخ المذاهب الإسلامية/الجزء الأول-في السياسة والعقائد/محمد أبوزهرة.
  16. ^ الكامل في التاريخ – الجزء السادس –لعز الدين أبوالحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير
  17. ^ محمد عبد الله عنان – تاريخ الجامع الأزهر – مخطة الخانجي – القاهرة – 1378هـ – 1958.
  18. ^ عمر عبد الله كامل، كفى تفريقًا للأمة باسم السلف
  19. ^ يوسف احنانة في كتابه تطور الممضى الأشعري في الغرب الإسلامي صفحة 62
  20. ^ كتاب "عقيدة الإمام الأشعري..ممضى السواد الأعظم من المسلمين في الأصول"، تأليف: مصطفى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوي العطاس، دار الأصول باليمن، تريم.
  21. ^ أبوعمران الفاسي تاريخ الوصول: 26عشرة 2010 نسخة محفوظة 27 أبريل 2017 على مسقط واي باك مشين.
  22. ^ شذرات المضى في أخبار من مضى، تأليف: ابن العماد، ج4، ص141.
  23. ^ قيام دولة الموحدين، الدكتور مراجع عقيلة الغناي، ص49، منشورات جامعة قاريونس
  24. ^ تاريخ دولتي المرابطين والموحّدين في الشمال الأفريقي تأليف: علي محمد الصلابي دار النشر: دار الفهم للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
  25. ^ كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء 1954 م
  26. ^ (إبراهيم حركات) في كتابه ((المغرب عبر التاريخ))، الجزء الأول، صفحة 178
  27. ^ يوسف الكتاني، مدرسة الإمام البخاري في المغرب، الجزء الأول، ص 21
  28. ^ كتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم، ص: 264-265. نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  29. ^ [طبقات الشافعية الكبرى، لشيخ الإسلام تاج الدين السبكي -الطبعة الأولى- المطبعة الحسينية المصرية -الجزء الثاني- ص :245 – 257]
  30. ^ [طبقات الشافعية الكبرى 3/ 367].
  31. ^ [طبقات الشافعية الكبرى 3/ 365].
  32. ^ طبقات الشافعية (8/219).
  33. طبقات الشافعية (8/220).
  34. ^ كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق والأوهام، تأليف: الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي، 25- مصدر التلقي عند الأشاعرة...، ص: 76-77. نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  35. ^ سعيد فودة، ص 62، الفرق العظيم بين التنزيه والتجسيم ويليه المقتطف في نقد التحف، دار الرازي، الطبعة الأولى 2004، عمّان
  36. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 17، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  37. ^ تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، (5/ 191)
  38. ^ سعيد فودة، ص 41، الفرق العظيم بين التنزيه والتجسيم ويليه المقتطف في نقد التحف، دار الرازي، الطبعة الأولى، 2004، عمّان
  39. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 16 - 17، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  40. ^ سعيد فودة، ص 36 - ص 48، الفرق العظيم بين التنزيه والتجسيم ويليه المقتطف في نقد التحف، دار الرازي، الطبعة الأولى 2004، عمّان
  41. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 88، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  42. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 88 - 89، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  43. الآيات المتشابهة/محمد عز الدين الغرياني.
  44. ^ كتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم، الناشر: دار الضياء، التأويل ممضى سلفي وعربي أصيل، ص: 157-170. نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  45. ^ المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة، الناشر: الجيل الجديد ناشرون – صنعاء، الطبعة الأولى: 2007م، ص: 54-57.
  46. ^ الرسالة للإمام الشافعي، ص: 52.
  47. ^ بوابة الحركات الاسلامية: "الأشعرية" الاعتدال في لقاءة التطرف، أفكار الأشاعرة ومنهجهم، (رقم 8). نسخة محفوظة 27 يناير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  48. ^ الموافقات في أصول الفقه (4/179)، تحقيق: عبد الله دراز، الناشر: دار الفهم - بيروت. نسخة محفوظة 09 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  49. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 1/134.
  50. المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة، الناشر: الجيل الجديد ناشرون – صنعاء، الطبعة الأولى: 2007م، ص: 56.
  51. ^ فتاوى العز بن عبد السلام، ص: 22.
  52. ^ إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين 2/ 109.
  53. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 2/ 136.
  54. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 1/ 189.
  55. ^ طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي. نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  56. ^ كتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم، هل عطل الأشاعرة صفات الله تعالى؟، ص: 226-227. نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  57. ^ المجموع شرح المهذب 1/ 25. نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  58. ^ المنهاج شرح سليم مسلم بن الحجاج للنووي. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  59. ^ البرهان في علوم القرآن 2/ 209.
  60. البرهان في علوم القرآن للزركشي. نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  61. ^ البرهان في علوم القرآن 2/ 207.
  62. ^ مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية، ص: 172.
  63. ^ كبرى اليقينيات الكونية، ص: 138 وما بعدها.
  64. ^ كتاب: الدين الخالص (1/ 27).
  65. ^ اعتقاد أهل السنة والجماعة، ص: 26.
  66. ^ علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير، المجلد الثاني، ص: 216.
  67. ^ المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة، الناشر: الجيل الجديد ناشرون – صنعاء، الطبعة الأولى: 2007م، ص: 8-9، و57.
  68. ^ كتاب: السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل للإمام تقي الدين السبكي، ومعه تكملة الرد على نونية ابن القيم (تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم) بقلم الإمام الكوثري، الناشر: المخطة الأزهرية للتراث، ص: 106-108.
  69. ^ تفسير الألوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 3/ 116.
  70. ^ رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، تأليف: عز الدين الرسعني، دراسة وتحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الناشر: مخطة الأسدي للنشر والتوزيع، الجزء الأول، الطبعة الأولى: 2008م، ص: 64.
  71. ^ نماذج من التأويل من كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق والأوهام. نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  72. ^ مسقط السنّة: تأويل السلف الصالح لآيات الصفات. نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  73. ^ كتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم، تأويلات السلف الصالح لنصوص الصفات، ص: 232-247.
  74. ^ كتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم، نماذج من تأويل فهماء الأمة وأئمتها لنصوص الصفات، ص: 171-185.
  75. ^ تفسير الطبري (7/27). نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  76. ^ تفسير النكت والعيون (سورة الطور: آية 48).
  77. ^ تفسير التفسير الكبير للإمام الطبراني (سورة القصص: آية 88).
  78. ^ الأسماء والصفات للبيهقي. نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  79. ^ شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  80. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  81. ^ نهاية المبتدئين في أصول الدين، ص: 35.
  82. ^ نهاية المبتدئين في أصول الدين، ص: 32.
  83. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى جميع شيء هالك إلا وجهه. نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  84. ^ شرح النووي على سليم مسلم. نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  85. ^ الإقناع في مسائل الإجماع 1/ 32–33.
  86. ^ مصطفى صبري، ص 36، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  87. ^ مصطفى صبري، ص 40، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  88. ^ مصطفى صبري، ص 50، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  89. ^ مصطفى صبري، ص 50، 51، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  90. ^ مصطفى صبري، ص 58، 59، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  91. ^ مصطفى صبري، ص 26، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  92. ^ نظرة فهمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن/وهبي غاوجي.
  93. ^ أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزي العنجري /ص267.
  94. ^ تبيين كذب المفتري-للكوثري-تحقيق: أحمد حجازي السقا-دار الجيل/بيروت-الطبعة الأولى/1995، وانظر مقدمته على كتاب إشارات المرام للبياضي، وتعليقه على السيف الصقيل-ص:155-196.
  95. ^ مذاهب الإسلاميين –عبد الرحمن بدوي– دار الفهم للملايين/بيروت-الطبعة الأولى/1996-ص: 515/516.
  96. ^ أهل السنة الأشاعرة شهادة فهماء الأمة وأدلتهم - دار الضياء للنشر والتوزيع. نسخة محفوظة 25 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  97. ^ طبقات الشافعية الكبرى. نسخة محفوظة 11 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  98. ^ الفكر السياسي للتيارات السلفية، تأليف: د. محمد فتحي محمد حصّان، الناشر: المخط العربي للمعارف، ص: 50.
  99. ^ اتى في كتاب: تهذيب وترتيب الإتقان في علوم القرآن، تأليف: محمد بن عمر بن سالم بازمول، ص: 355 ما نصه: "التفويض في معاني الأسماء والصفات ليس ممضى السلف وأهل السنة والجماعة، فهم يقولون: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول»، فهم يفوضون في الكيف، ولا يفوضون في المعنى".
  100. ^ المجلس الإسلامي للإفتاء-بيت المقدس - الأشاعرة والماتريدية هم السواد الأعظم للأمة. نسخة محفوظة 25 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.

وصلات خارجية

  • مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية
  • المجلس الإسلامي للإفتاء-بيت المقدس: الأشاعرة والماتريدية هم السواد الأعظم للأمة
  • دائرة الإفتاء العام الأردنية: الأشاعرة هم جمهور أهل السنة والجماعة
  • جريدة الأهرام: الأشعرية أهل السنة عبر العصور بقلم: د. علي جمعة
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:47:25
التصنيفات: أشاعرة, تاريخ إسلامي, علم الكلام, لاهوت إسلامي, مصطلحات إسلامية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات مختلف على حياديتها منذ أبريل 2019, جميع المقالات المختلف على حياديتها, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات للتدقيق العلمي منذ أبريل 2019, جميع المقالات التي تحتاج لتدقيق علمي, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة مصر/مقالات متعلقة, بوابة اليمن/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة علم الكلام/مقالات متعلقة, بوابة فكر إسلامي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة علوم إسلامية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سعيد: ‘لا وجود لدولة القضاة هم قضاة الدولة’ (فيديو)

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

هشام السيفي في الملعب التونسي لستّة أشهر

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:34:34
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

‫ الليلة.. أمطار متفرقة ورعدية في هذه الجهات

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:47
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 39%

رئيس الدولة:'لا وجود لدولة قضاة.. وهذا ما أحتقره وأزدريه..'

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:34:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

تونس: رئيس الدّولة عن البحيري: “من يضرب عن الطعام هو حر..” [فيديو]

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

اللجنة القانونية لـ'أنا يقظ':على الجامعة دفع المعاليم لغلق ملف الأزياء

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:34:42
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

سعيّد عن البحيري: بالأمس يتجاوزون.. واليوم يتحوّلون إلى 'ضحايا'

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:34:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

سيدي بوزيد: إصابة 28 تلميذا بكورونا

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:13
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

وزارة التجارة: لا زيادة في أسعار الخبز والباڨات

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:34:36
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

كل ما تريد معرفته عن ملاعب كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2022

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

‫الدولة تسترجع عقارا دوليا فلاحيا بولاية سوسة

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:56
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 45%

تونس: وزارة التجارة تصدر بلاغا بخصوص المواد المدعمة

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

سليانة : 14 إصابة بكورونا‎‎ في 24 ساعة

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:33:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

بلال العيفة يتنازل عن مستحقاته ويضخ أموالا في خزينة الإفريقي

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 17:34:40
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية