فيلوسيرابتور

عودة للموسوعة

الفيلوسيرابتور (وأحياناً يُختصر اسمه بـ"رابتور"، وهويَعني "المُمسك السريع") هوجنس من الديناصورات الثيروبودية الدرومايوصورية التي عاشت قبل 75 إلى 71 مليون سنة خلال العصر الطباشيري المتأخر. يُوجد حالياً نوعان مُؤكدان فقط من الفيلوسيرابتور (وذلك بالرغم من أنه نسبت إليه بعض الأنواع الأخرى في السابق التي لم تعد الآن تصنف ضمنه أولم تعد تعتبر أنواعاً جديدة)، وهما النوع الرئيسي "فيلوسيرابتور. المنغولي" (الذي اكتشفت أحافيره في منغوليا) ونوع آخر يُسمى "فيلوسيرابتور. أوسمولسكاي" الذي حصل على اسمه في عام 2008 بعد اكتشاف جمجمة له في منغوليا الداخلية، الصين.

مع حتى الفيلوسيرابتور كان أصغر من الدرومايوصوريات الأخرى مثل الداينونيكوس والأخيلوبيتور بل وقارب حجمه حجم الدجاج الرومي الحديث، فقد كان هذا الديناصور يَتشارك مع أفراد الفصيلة الآخرين الكثير الصفات التشريحية. فقد كان لاحما مُريشاً ثنائي الحركة ذا ذيل طويل غير مرن ومخالب منجلية الشكل تبرز من جميع قدم خلفية له (والتي يُعتقد أنه كان يَستخدمها للقضاء على فريسته). ويُمكن تمييز الفيلوسيرابتور عن الدرومايوصوريات الأخرى بجمجمته الطويلة والنحيلة وخطمه المرتفع.

يُعد الفيلوسيرابتور أحد أكثر أجناس الديناصورات شهرة بين العامة بسبب دوره البارز في سلسلة أفلام الحديقة الجوراسية. لكن بالرغم من ذلك فتشوب هذه الأفلام عدة أخطاء فيما يَتعلق بتشريح الفيلوسيرابتور، منها أنه يَظهر فيها بحجم أضخم بكثير مما هوعليه في الحقيقة وأن جسمه يَكون غير مغطى بالريش. والفيلوسيرابتور ليس معروفاً كثيراً بين العامة وحدهم بل أيضاً بين الإحاثيين، فهويَملك أكثر من دزينة من أحافير الهياكل العظمية المَوصوفة، وهذا أكثر مما يَملكه أي درومايوصوريّ آخر. ومن أحافير الفيلوسيرابتور المَشهورة بشكل خاص أحفورة تظهره خلال عراك مع بروتوسيراتوبس.

الوصف

مُقارنة بين حجمي فيلوسيرابتور وإنسان بالغ.

كان الفيلوسيرابتور درومايوصورياً متوسط الحجم، فقد بلغ طول الفرد البالغ منه 2.07 م وارتفاعه 0.5 م عند الكتف ووصل وزنه إلى 15 كيلوغراماً. بلغ طول جمجمة هذه الديناصورات 25 سم، بينما كان الجزء الخلفيّ من جماجمها ناتئاً إلى الأعلى إلى حد غير اعتيادي. أما فكوكها فقد ملئت بعدد يَتراوح من 26 إلى 28 سناً على جميع فك تفصل بينهم مساحات واسعة نسبياً، وقد كانت أسنانها الأمامية مُسننة (أي تبرز منها نتوءات صغيرة كثيرة) أكثر من الخلفية، وربما كان الغرض من هذا تحسين القدرة على التشبث بالفريسة سريعة الحركة.

امتلك الفيلوسيرابتور مثل الدرومايوصوريات الأخرى كفاً مُزوداً بثلاث أصابع تبرز منها مخالب شديدة الانحناء، وقد كانت عظام هذه المخالب مُشابهة في بِنيتها ومرونتها لعظام أجنحة الطيور الحديثة. كان الإصبع الأوسط هوالأطول من بين أصابع الفيلوسيرابتور الثلاث، بينما كان الأول هوالأقصر. وقد منعت بنية الرسغ عند هذه الحيوانات معصمها من اللاتفاف وأجبرت كفيها على حتى يَظلا مثبتين في وضعية تكون راحتهما فيها مُوجهة إلى الأمام لا إلى الأسفل. أما الإصبع الأول من أصابع قدمها فقد كان - كما هي الحال عند مُعظم الثروبودات - تعبير عن زمعة صغيرة، لكن بالرغم من ذلك فقد سارت هذه الديناصورات على إصبعيها الثالث والرابع فقط على عكس الثيروبودات الأخرى التي كانت تسير على ثلاث أصابع. أما إصبع الفيلوسيرابتور الثاني الذي يُعد من أشهر مُميزاته فقد كان مُتكيفاً ومتطوراً إلى حد كبير وظل دائماً مَرفوعاً عن الأرض. وقد برز منه مخلب كبير نسبياً ومنجليّ الشكل (كما هوالنموذجيّ عند الديناصورات الدرومايوصورية والترودونتية) بلغ طوله 6.5 سنتيمترات، وما يَجعل هذا المِخلب يَحوز جميع هذه الأهمية أنه من الممكن كان أداة اغتال استخدمها الفيلوسيرابتور لتمزيق فريسته، ومن المُحتمل أنه كان الضربة القاضية التي يَقتل فيها فرائسه.

هيكل فيلوسيرابتور عظمي منصوب في متحف.

دعمت وقوَّت ذيل الفيلوسيرابتور نتوءات عظمية برزت فوقَ أسطح فقراته العلوية، بالإضافة إلى أوتار مُتعظّمة تحتَ الفقرات عملت على المساعدة في هذا الدعم. تبدأ هذه النتؤات العظميَّة بالظهور على الفقرات ابتداءً من الفقرة الذيلية العاشرة عند الديناصور، ثمَّ تمتدُّ إلى الأمام لتُتوّجَ أربعة إلىعشرة فقرات أخرى. وقد جعلَت هذه النادىمات ذيل الفيلوسيرابتور بأكمله متصلّباً كأنه بترة واحدة، بحيث أنه لا يُمكن ثنيه من المُنتصف. لكن على الرُّغم من ذلك فإنه في عينة واحدة على الأقل من هياكل هذا الديناصور المُكتشفة - وقد كانت الفقرات الذيلية فيها لا تزال سليمة - كان الذيل محنياً أفقياً على شكل رقم "2" (أي حتى الذيل كان مثنياً باتجاه اليمين واليسار لا الأعلى والأسفل، ويبدوكرقم 2 عند النظر إليه من الأعلى لا من الجانب)، ويُوحي هذا بأن مرونة تحرك الذيل أفقياً كانت أكبر من مرونة حركته عمودياً. وربَّما منحت الفيلوسيرابتور هذه التكيفات في ذيله توازناً كبيراً عندما يَلف خلال الركض، خصوصاً عندما يعدوبسُرعات كبيرة عندما يُطارد فريسة مثلاً.

اكتشفَ فهماء إحاثيون في عام 2007 بمسقط في منغوليا أحفورة فيلوسيرابتور منغولي تحوي عقداً ريشية، وهوما يُثبت حتى الفيلوسيرابتور كان ديناصوراً مكسواً بالريش.

تاريخ الاكتشافات

عينة "الفيلوسيرابتور. المنغولي" رقم "م.أ.ت.ط 6515"، وهي أول عينة اكتشفت للفيلوسيرابتور.

عَثرَ العالم الإحاثي "بيتر كايسن" - خلال بعثة إلى صحراء غوبي المنغولية أوفده بها المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي - في 11 أغسطس عام 1923 على أول عينة معروفة للفيلوسيرابتور، وهي بقايا جمجمة مسحوقة على الرُّغم من أنها كاملة، وكان معها مخلب من إصبع قدم الديناصور الثاني (رقم العينة هو"م.أ.ت.ط 6515"). وفي عام 1924 صنَّفَ مدير المتحف هنري فارفيلد أوزبورن الجمجمة والمخلب (الذي اعتبر أنه مخلب يد، على عكس الواقع) كعينة نوع الجنس الجديد الذي أنشأه والذي أطلقَ عليه "الفيلوسيرابتور". اشتُق الاسم من الحدثتين اللاتينيتين "velox" (أي "سريع") و"raptor" (أي "السارق" أو"الغانم")، ويُشير ذلك إلى طبيعة الديناصور في قدرته الكبيرة على العدوبسُرعة وفي الوقت ذاته كونه حيواناً لاحماً. سمَّى أوزبرون النوع الرئيسي للجنس "ف. المنغولي" نسبة إلى موطن اكتشافه. وكان أوزبورن قد تحدث عن الفيلوسيرابتور قبلَ ذلك خلال عام 1924 نفسه في منطق صحفيٍّ، لكنه لم يُطلق عليه الفيلوسيرابتور في ذلك الموضوع، بل أسماه "Ovoraptor djadochtari" (ولا يَجب الخلط هنا بينه وبين الأوفيرابتور). لكن لأن اسم "الأوفورابتور" لم يرافقه أي وصف فهمي للحيوان ولم يُنشَر في أي محلات فهمية فإنه أصبح يُعتبر اسماً مجرداً، وأصبحت الفيلوسيرابتور هوالاسم الشائع.

طُردت جميع البعثات العالمية القادمة من قارة أمريكا الشمالية من منغوليا خلال الحرب الباردة على خلفية تحول نظامها إلى الشيوعية، لكن مع ذلك فإن البعثات السوفيتية والبولندية استمرَّت بالعمل بالتعاون مع أكاديميين منغوليين وتمكنت من العُثور على عدة عينات إضافية للفيلوسيرابتور. وأشهر هذه العيّنات هي جزء من أحفورة "الديناصورات المتصارعة" الأسطورية (رقم "أ.ع.م 100/25")، اكتشفها فريق بولندي منغولي في عام 1971، وهي تعبير عن بقايا لفيلوسيرابتور في وسط معركة مع بروتوسيراتوبس. تُعد هذه العينة كنزاً قومياً منغولياً، لكن على الرُّغم من ذلك فإنها أعيرت في عام 2001 إلى المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك لعرضها مؤقتاً.

الرسم الأصلي الذي رسمه هنري فارفيلد أوزبورن في عام 1924 للعينة الأولى المكتشفة للفيلوسيرابتور، التي تألفت من الجمجمة والمخلب الظاهرين في الرسم.
أحفورة "الديناصورات المتصارعة" الشهيرة التي اكتُشفت عام 1971.

اكتشفَ فريق صيني كندي مُختلط بين عامي 1988 و1990 بقايا فيلوسيرابتور في شمال الصين. وبعدها مُباشرة في عام 1990 عادت البعثات الأمريكية مجدداً إلى منغوليا إثر انتهاء الحرب، وتمكن فريق أمريكي منغولي مشهجر في صحراء غوبي (ابتعثه المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي وأكاديمية العلوم المنغولية) من العثور على الكثير من عينات الفيلوسيرابتور المحفوظة جيداً. وقد أطلق على إحدى هذه العينات المكتملة بشكل مقبول (العينة رقم "أ.ع.م 100/980") اسم مستعار هو"إكابودكرانيوصور"، وذلك لأنه عُثرَ عليها وهي دون جمجمة (وذلك في إشارة إلى شخصية واشنطن إيرفينج الخيالية "إكابود كرين"). قد تنتمي هذه العينة إلى فيلوسيرابتور منغوليّ، لكن الفريق الذي اكتشفها نطق أنها لم تكن مكتملة بعد بما يَكفي للحكم على ذلك، وفضّل انتظار إجراء وصف فهمي لها.

عَثَرت بعثات تنقيب صينية بلجيكية في عام 1999 على بقايا فيلوسيرابتور تتألف من فك علوي وعظم دمعي (وهوالعظم الأساسي الذي يَحمل أسنان الفك العلوي، وفي الوقت ذاته العظم الذي يُشكل الجانب الداخلي من محجر العين)، لكنها لم تكن تنتمي إلى نوعه الرئيسي "ف. المنغولي". وقد أطلق على هذه العينة لاحقاً "الفيلوسيرابتور. أوسمولسكاي" (نسبة إلى اسم إحاثي بولندي)، وأصبحَ هذا هوالنوع الثاني من الفيلوسيرابتور إلى جانب نوعه الرئيسي "ف. المنغولي".

مواقع الاكتشاف

هيكل فيلوسيرابتور عظميٍّ منصوب في "المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية".

اكتُشفت كافة العينات المعروفة للفيلوسيرابتور المنغولي في "تشكيل دجادوكتشا"، الواقع في محافظة أومنوغوفي. كما عُثرَ على عينات أخرى تبدوأنها لنوع من الفيلوسيرابتور في "تشكيل بارون غويوت" (الواقع في المنطقة نفسها فوق تشكيل دجادوكتشا مباشرة، أي حتى عُمره أقل قليلاً من التشكيل الأول)، لكن على الرغم من ذلك فإن نوع هذه العينات غير مُحدد بعد، وربَّما تنتمي إلى جنس آخر وثيق الصلة بالفيلوسيرابتور بدل حتى تنتمي إليه هونفسه. ويُقدَّر عُمر هذه التشكيلات الجيولوجية بأنه يَعود إلى حوالي الفترة الكامبانية (خلال فترة ما قبل 83 إلى 70 مليون سنة من الآن)، التي كانت جزءاً من العصر الطباشيري المتأخر.

عثر على بقايا الفيلوسيرابتور في الكثير من أكثر مواقع تشكيل دجادوكتشا شهرة وغنى بالأحافير. وأما عينة النوع ("م.أ.ت.ط 6515") فقد اكتُشفت في "جروف فلامنغ"، فيما اكتشفت أحفورة "الديناصورات المتصارعة" في "مسقط توغرغ". كما عثر أيضاص في مسقطي "خولسان" و"خرمين تساف" الشهيرين بتشكيل بارون غويوت على الكثير من العينات الأخرى التي ربَّما تنتمي إلى جنس الفيلوسيرابتور أوالأجناس وثيقة الصلة به. كما اكتُشفت أسنان وبقايا هيكل عظمي جزئية نُسبت إلى فيلوسيرابتور منغولي في "تشكيل بايان مانداهو"، الواقع في إقليم منغوليا الداخلية بالصين، والذي يَعود إلى نفس حقبة تشكيل دجادوكتشا (الفترة الكامبانية في العصر الطباشيري المتأخر). لكن على الرغم من ذلك فحتى عام 2008 على الأقل لم تكن أي من هذه العينات قد جُهِّزت أودُرسَت بدقة. وقد كانت إحدى الجماجم العائدة إلى فيلوسيرابتور بالغ التي استُخرجت من تشكيل بايان مانداهوهي التي بُنيَ عليها نوع الفيلوسيرابتور الجديد "ف. أوسمولسكاي".

البيئة

تعود جميع المواقع الأحفورية التي استخرجت منها أحافير للفيلوسيرابتور إلى بيئة جافة تملأها الكثبان الرملية ولا تُوجد فيها سوى القليل من الجداول الصغيرة المُتباعدة، وذلك على الرغم من أنه يظهر حتى بيئة تشكيل بايان غوت (الأقل قدماً من الثاني) كانت أقل جفافاً بقليل من بيئة تشكيل دجادكوتشا. وتُوحي وضعية وقوف بعض أحافير الفيلوسيرابتور المُكتملة بالإضافة إلى طريقة حفظها (حيث أنها غالباً ما تكون محفوظة في رواسب الحجارة الرملية) بأن عدداً من الفيلوسيرابتورات التي اكتشفت أحافيرها كانت قد دُفنت حية خلال عواصف رملية في العصر الطباشيري وحُفظت بهذه الطريقة حتى اليوم، إذ حتى مثل هذه العواصف كانت شائعة في بيئتها آنذاك.

كانت الكثير من أجناس الديناصورات القديمة موجودة في تشكيلي دجادكوتشا وبايان مانداهوالجيولوجيَّين كليهما، على الرُّغم من حتى الأنواع التي قطنتها من هذه الأجناس تختلف أحياناً. عملى سبيل المثال كانت تقطن تشكيل دجادكوتشا أنواع "الفيلوسيرابتور. المنغولي" و"البروتوسيراتوبس. أنيلوزي" و"البيناكوصور. غرانغيري"، فيما قطنت تشكيل بايان مانداهوأنواع "الفيلوسيرابتور. أوسمولسكاي" و"البروتوسيراتوبس. هيلّينكورينوس" و"البيناكوصور. مويفيستِسيفالوس". ربَّما نتجَ هذا الاختلاف في الأنواع عن وُجود حاجز طبيعيّ فصلَ بين التشكيلين، وذلك على الرُّغم من أنهما قريبان من بعضهما جغرافياً نسبياً. لكن على الرُّغم من ذلك فنظراً إلى عدم وُجود أي حاجز معروف عمليٍّ يَفصل بين هاتين المنطقتين ويُبرّر اختلاف أنواعهما فإن الأرجح هوحتى هذا الفارق نتجَ عن اختلاف في الحقبة الزمنية بين التشكيلين، لا اختلاف جغرافيّ.

التصنيف

مقارنة لتشريح الفك العلوي بين نوعي الفيلوسيرابتور "ف. المنغولي" و"ف. أوسمولسكاي".

يَنتمي ديناصور الفيلوسيرابتور إلى تحت فصيلة الفيلوسيرابتوريات، وهي مجموعة من فصيلة الدرومايوصوريات. عادة ما تُعرَّف الفيلوسيرابتوريات في فهم العلاقات التطورية على أنها "جميع الدرومايوصوريات التي لديها صلة قرابة بالفيلوسيرابتور أكبر مما هي الدرومايوصور". لكن على الرغم من ذلك فإن تصنيف فصيلة الدرومايوصوريات متقلّب جداً، حيث حتى تحت فصيلة الفيلوسيرابتوريات كانت قد أنشأت بالأصل لتضمُّ الفيلوسيرابتور وحده، وأحياناً كانت تُضيف بعض التحاليل أجناساً أخرى إلى جانبه، هي على الأرجح جنسي الدينونيكوس وصورورنيثوليستس. لكن مع ذلك فقد بيَّنت دراسة تفريعية حديثة في المُقابل حتى الفيلوسيرابتوريات هي بالأصل مجموعة أحادية العرق، وأنها تحوي أجناس الفيلوسيرابتور والداينونيكوس والتساغان، بالإضافة إلى الوصرونيوليستس (وثيق الصلة بالمجموعة، على الرُّغم من حتى العاملين على الدراسة لمقد يكونوا متأكدين من مدى صحة تصنيفه ضمنها).

كانت تُصنف في الماضي بعض أنواع الدرومايصورويات الأخرى مثل "الداينونيكوس. أنتيرهوبوس" و"الصورونيثوليستس. لانغستوني" ضمن جنس الفيلوسيرابتور. لكن بما حتى الفيلوسيرابتور كان أول من حاز على اسمه من بين هؤلاء الديناصورات الثلاث فقد سمُيت جميعاً نسبة إليه (أي حتى الجنس لم يَكن اسمه "الداينونيكوس" ولا "الصورونيثوليستس"، بل "الفيلوسيرابتور")، وبذلك فقد كانت أسماء هذين الديناصورين آنذاك "الفيلوسيرابتور. أنتيرهوبوس" و"الفيلوسيرابتور. لانغستوني". لكن على الرُّغم من ذلك فلا يُصنف اليوم سوى نوعان من الديناصورات ضمنَ جنس الفيلوسيرابتور، وهُما "ف. المنغولي" و"ف. أوسمولسكاي" (حرف الـ"ف" هواختصار "فيلوسيرابتور"، كما في جميع تسميات الكائنات الحية الثنائية).

لكن على الرغم من جميع هذا فإن أول فصيلة صُنّف ضمنها الفيلوسيرابتور عندما وُصفت أحافيره لأول مرة في عام 1924 كانت الميغالوصوريات، مثله في ذلك مثل معظم الديناصورات اللاحمة الأخرى آنذاك (إذ كانت الميغالوصوريات - مثل الميغالوصور - تُعامل كصنف مهملات في تلك الفترة، حيث زُجَّ فيها بالكثير جداً من الأنواع غير المرتبطة ببعضها البعض عملياً). لكن مع توسع الاكتشافات في مجال الديناصورات فقد أعيد تصنيف الفيلوسيرابتور كدرومايوصوري. وفي تلك الحقبة كان يُشار إلى كافة الدرومايوصوريات أيضاً باسم الأركيوبهجرسيات، وهوما يُمكن حتى يجعل الفيلوسيرابتور يُعتبر طائراً لا يطير.

الصفات الأحيائية

الافتراس

جمجمة فيلوسيرابتور محفوظة جيداً، استخرجت من منغوليا.

يُعتَبر ديناصور الفيلوسيرابتور من الحيوانات ذات السلوك الافتراسي اتجاه المخلوق الأضعف. فقد اكتشف فهماء الإحاثة سنة 1971 عينة أحفورية تُبيّن فيلوسيرابتوراً يصارع بروتوسيراتوبس, مما دفعهم إلى افتراض حتى الديناصورين غرقا في الوحل أوالرمال خلال تقاتلهما. لكن على الرغم من ذلك فإن العينة كانت محفوظة في كثيب رملي قديم من الرواسب الرملية التي حفظته من عوامل التحلل والتفتت، ولذلك على الرغم من وجود عدة احتمالات تتنبأ عن سبب الدفن الذي حصل للفيلوسيرابتور، فإن الأرجح الآن أنه دفن في الرمال تحت تأثير عاصفة رملية قوية، مع الأخذ بالاعتبار احتمالية دفنه السريع بسبب انهيار في تل كان الحيوانان يتصارعان عليه وطمره بسرعة. شكل الأحفورة يَدل على حتى الحفظ كان سريعاً جداً, مما حفظ الأحفورة من التحلل. تدل بعض أجزاء الهيكل للبروتوسيراتوبس غير الموجودة على حتى هذه الأجزاء التقط وحملت بعيداً من مكانها الأصليّ على يد بعض الحيوانات المفترسة. أظهرت نتائج عدة مقارنات بين الحلقة الصلبة في جميع من الفيلوسيرابتور والبروتوسيراتوبس والطيور الحالية والزواحف تفترض حتى الفيلوسيرابتور هوحيوان ليلي; أي يخرج للبحث عن طعامه في المساء، كما أظهرت حتى البروتوسيراتوبس حيوان يصيد ليلاً وصباحاً. لذلك يمكن حتىقد يكون الصراع الذي وقع بين الحيوانين قد وقع في الأوقات التيقد يكون فيها الضوء قليلاً.

رسم تخيلي مستنبط من أحفورة "الديناصورات المتصارعة" الشهيرة، ويظهر فيه فيلوسيرابتور منغولي وهويصارع بروتوسيرابوتس.

يحتوي الإصبع الثاني للدرومايوصوريات على مخلب ذوشكل مميز. افتُرضَ حتى الفيلوسيرابتور استخدمه لبتر أعضاء أونزع أحشاء الفريسة المفروضة. يظهر ذلك جلياً عند أخذ نظرة عامة إلى أحفورة الديناصورات المتعاركة، حيث يظهر المخلب منجلي الشكل للفيلوسيرابتور المتمدد على أرضية العينة وهوفي حنجرة الفريسة التي هي البروتوسيراتوبس. ويظهر أيضاً المنقار المميز للبروتوسيراتوبس مصيباً المهاجم. وهذا يُلزِمُ حتى الفيلوسيرابتور كان يحاول إصابة منطقة الحنجرة عند خصمه لتوجيه ضربة قوية له يُمكنها بتر الوريد الوداجي وغيره من الأوردية والشرايين المهمة، فضلاً عن إصابة القصبة الهوائية، وهوما من شأنه اغتال الضحية على الفور.اكتُشفَ حتى الطرف الداخلي للمخلب الذي يستخدمه الفيلوسيرابتور دائري الشكل تقريبا مع حدة تظهر غير عادية، مما يَدعوإل ى الافتراض بأنه لم يكن يهاجم بكيفية تهدف إلى البتر أوالجرح الطولي. حيث يظهر ذلك على الحيوانات ذوات الأجسام الكبيرة العضلية والتي تتميز بجلد سميك، أنه من الصعب عليها بمكان حتى تجرح الحيوان جرحاً غائراً أوطولياً عميقاً. تم اختبار هذه النظرية عن طريق وثائقي قامت به قناة بي بي سي البريطانية حول تأثير هذا السلوك المفترض تحت عنوان الحقيقة حول الديناصورات القاتلة في سنة 2005, حيث خلق المنتجون لهذا الوثائقي رِجلاً صناعية للفيلوسيرابتور بهدف دراسة تأثيرها، وظهر حتى المخلب استطاع حقاً حتى يخترق بترة لحم خنزير من البطن موضوعة لهذه التجربة، لكن المخلب لم يستطع نزع الأحشاء وتحويل الجرح إلى جرح مفتوح إلى الخارج. مع ذلك لا يأخذ بهذه التجربة على محمل الجد بسبب عدم وقوعها كتجربة بأيدي فهماء، لذلك لا يمكن التحقق من نجاح النتائج المرجوة منها.

أسلوب الصيد

مقارنة بين أسنان ديناصورات مختلفة، من الأعلى إلى الأسفل: الفيلوسيرابتور - الداينونيكوس - الأوتارابتور.

دُرسَ سلوك الصيد عند الفيلوسيرابتور عن طريق دراسة مواقع أحفورية لقريب له من الدرومايوصوريات هوالداينونيكس. حيث تم العثور على مجموعة من ديناصورات الداينونيكس بالقرب من بعضها في مسقط واحد، كما اكتشفت مجموعة أخرى منها وهي تحيط بديناصور عاشب (تينونتصور)، مما يعطي دليلاً على حتى هذه المفترسات كانت تَتّبع أسلوب الصيد الجماعيّ. لكن مع ذلك فإن الدليل الملموس الوحيد الذي عثر عليه للتفاعلات الاجتماعية بين الدرومايوصوريات، كان أحفورة تمثل آثار أقدام لستة درومايوصوريات ضخمة تتحرك كمجموعة واحدة، مع عدم وضوح أووجود مرشد يشير على سلوك الصيد المتبع. وفي اللقاء عثر على عدة أحافير للفيواسيرابتور لم تكن ضمن مجموعة أوعدة مجموعات، مما يضعف نظرية الصيد المشهجر للفيلوسيرابتور. حيث حتى الدليل الوحيد على ممارسة الفيلوسيرابتور لهذا النوع من الصيد تأتي من نفس الأحفورة المذكورة سابقاً، التي كانت تحيط فيها الديناصورات بالتينونتصور. كما لم تكتشف أي أنواع أخرى من الدرومايوصوريات تمارس الصيد المشهجر، مما يجعل نظرية الصيد المشهجر ضعيفة أمام غيرها.

صورة لجمجمة فيلوسيرابتور منغولي في عينة الديناصورات المتصارعة.

في عام 2011، قدَّمَ جميع من دنفر فولير وزملاؤه نموذجاً يشرح كيف من الممكن أن كان الفيلوسيرابتور وغيره من الدرومايوصوريات يقوم بعملية الصيد وما يتبعها من سلوكيات أخرى. عُرف هذا النموذج الجديد باسم "ضبط فريسة الرابتور"، وقد اقترحَ حتى الدروماصوريات استخدمت طريقة صيد تشبه تلك التي تستخدمها البازيات، حيث تثب على الفريسة وتُحكِم السيطرة عليها باستغلال وزنها بالنسبة لوزن أوقوة الفريسة المفترضة، ثم تجرّ الطريدة بمخالبها القوية منجلية الشكل، تماماً كما تعمل البازيات. اقتضى هذا النموذج حتى المفترس يتناول الفريسة حية (ولوأنها سرعان ما ستموت بسبب فقد الدم أوتدمير الأعضاء الحيوية). اعتمد الأساس الذي بني عليه هذا النموذج على مقارنات حصلت بين الدورمايوصوريات ومجموعة طيور منقرضة عُرفَ عنها السلوك الافتراسي من خلال فهم التشكل الذي من خلاله حدثت المقارنات واستنتجت الملاحظات، التي اعتمدت على شكل الأقدام والسيقان. عثر فولير هذا التشابه بين الدرومايوصوريات والبازيات "المنقرضة" عن طريق دراسة المخلب الثاني في قدمها، الذي يشبه مخلب الفيلوسيرابتور، وأيضاً وجدَ حتى حجم القدم بمخالبها عندما تكون في وضع الانقضاض في البازيات يشبه ذلك الذي عند الدرومايوصوريات. لكن مع ذلك فإن قوة قدم الفيلوسيرابتور والتارسومتاتارسوس القصير عنده ربّما كانا أكثر شبهاً بهما عند البوم من البازيات. يدعم هذا النموذج الجديد فهم التشريح، كوجود فك وذراع يوصفان بأنهما غير عاديّان عند الفيلوسيرابتور. وأما الأذرع - التي من الممكن كانت قوية بعض الشيء ومغطاة بريش طويل - فربما استخدمت كمثبتات عند الانقضاض غللا الفريسة التي تصارع للبقاء، ويساعد الفيلوسيرابتور على الاتزان ذيله الصلب أيضاً. وأما الفك فقد كان ضعيفاً، مما يلزم حتى بكون الافتراس بطيئاً ومتأنياً. وربما تساعد جميع هذه التكيفات بالصيد في تفسير تحليق الطيور في البارافيان.

الأيض

ربما كان الفيلوسيرابتور من ذوات الدم الحار، إذ أنه كان يحتاج إلى طاقة كبيرة للصيد. ويدل على ذلك حتى الحيوانات الحديثة التي لديها كساء ريشي أوزغبي - مثلما كان الفيلوسيرابتور - يغلب عليها حتى تكون من ذوات الدم الحار. مع ذلك نرى حتى معدل الأيض في الدرومايوصوريات وبعض الطيور البدائية كان أكثر اعتدالاً مقارنة بذوات الدم الحار الحالية من الثدييات والطيور. يشبه الفيلوسيرابتور طائر الكيوي في كثير من خصائصه التشريحية، مثل نوعية الريش وبنية العظام وغيرها، وهوفي اللقاء طائر نشط غير قادر على الطيران، ذوحرارة جسم منخفضة ومعدل أيض متدن، مما يجعله نموذجاً جيداً للمقارنة مع الأيض عند الدرومايوصوريات والطيور البدائية.

الاقتمام

في سنة 2010 عثر العالم الإحاثي هون وزملاؤه ما يعتقد أنه آثار أسنان فيلوسيرابتور على فك لبروتوسيراتوبس. وقد استنتج الباحث وزملاؤه حتى الفيلوسيرابتور أكل جيفة الحيوان بعد فترة من موته، وهوما يعد سلوكاً اقتمامياً. ووصف نفس الباحثون في سنة 2012 عينة أحفورة لفيلوسيرابتور بها عظمة تيروصور أزداركتي طويلة في قناة الديناصور الهضمية، مما يشير أيضاً على حتى الفيلوسيرابتور كان حيواناً قماماً أحياناً.

الريش

يظهر في الرسم الريش الكثير المنتشر على الفيلوسيرابتور المنغولي، الذي تدل على وجوده العينات المكتشفة التي تحوي آثار عقد ريشية. وجود الريش له عدة وظائف، مثل المحافظة على درجة الحرارة وزيادة السرعة والاستعراض.

توصل الإحاثيون إلى حتى الدرومايوصوريات البدائية الأقدم من الفيلوسيرابتور كانت مغطاة بالريش في معظمها، مع امتلاكها أيضاً أجنحة مكتملة النمومكسوّة بالريش. وقد أوحى وجود أسلاف لهذا الحيوان مكسوة بالريش بل وربما تستطيع الطيران حتىقد يكون الفيلوسيرابتور مكسواً بالريش أيضاً هوالآخر.

في شهر سبتمبر سنة 2007 وجدت عينة للفيلوسيرابتور بآثار عقد ريشية في منغوليا. ووجدت كذلك ارتكازات للريش المكتشف في عظم الفيلوسيرابتور، مما يعطي دليلاً قوياً على حتى هذا الديناصور كان مكسواً بالريش، وقد علق الإحاثي "آلان تورنر" على ذلك بقوله:

«عدم وجود العقد الريشية لا يشير بالضرورة على كون الديناصور عديم الريش. لكن في هذه الحالة ومع اكتشاف عقد ريشية عند الفيلوسيرابتور، فهذا يعني بالتأكيد أنه كان مكسواً بالريش. وهذا شيء لطالما تسقطناه، لكن لم يستطع أحد حتى يثبته.»

وقد علق على هذا الاكتشاف المنسق المسؤول عن أحافير الزواحف والبرمائيات والطيور في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي مارك نوريل بقوله:

«حدثا تعهدنا على هذه الحيوانات بشكل أكبر حدثا رأينا أنه لا يوجد بصفة أساسية فرق بين الطيور وأسلافها الفريبة منها من الديناصورات مثل الفيلوسيرابتور. فالاثنان يملكان عظم الفريقة (عظم في أجنحة الطيور) ويخضنان بيوضهما ويملكان عظاماً مجوفة ومكسوان بالريش. ولوكانت حيوانات مثل الفيلوسيرابتور حية حالياً لكان أول انطباع لنا عنها هوأنها طيور غريبة الشكل جداً.»

وحسب ما نقل عن جميع من تورنر ونوريل وبيتر ماكوفيسكي فإن عقد الريش أوالريش بصفة عامة لم يكن يوجد دائماً في الطيور البدائية ما قبل التاريخية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة كون هذه الطيور عديمة الريش. فمثلاً طائر الفلامينغوالمنتشر حالياً يفتقر إلى وجود هذه العقد المكوِّنة للريش. لكنها توجد في الفيلوسيرابتور. وإن عينة الفيلوسيرابتور التي اكتشفت فيها عقد الريش للمرة الأولى (العينة رقم أي جي إم 100/981) تعطي كثيراً من خصائص الفيلوسيرابتور، فمثلاً يبلغ طولها 1.5 م ووزنها 15 كلغ. واعتماداً على البعد بين منابت الريش الستة المحفوظة في العينة السابقة، فقد استُنتِجَ حتى للفيلوسيرابتور 14 ثانوية (أجنحة ريشية تبرز من الساعدين) مقارنة بـ12 موجودة في الأركيوبهجرس و18 موجودة في المايكرورابتور و10 في الراهونافيس. وطبيعة هذا الاختلاف بين هذه الحيوانات المنتمية إلى مجموعة واحدة يفسر وجود الاختلاف الحالي بين الطيور الحديثة.

كون الفيلوسيرابتور كبير الحجم نسبيا مقارنة بأقربائه وكونه لا يطير يمكن حتى يعطي انطباعا يشير على فقدان الريش في المجموعة المانورابتورية لتكيفه مع الحجم الكبير، لكن تورنر وزملاؤه قدما الدليل على حتى الفيلوسيرابتور مكسوبالريش لذلك ليس من الضروري بمكان كون الحيوانات كبيرة الحجم عديمة الريش. تم الكشف على حتى العقد الريشية غير موجود في الطيور التي لا تستطيع التحليق الحالية مع وجودها في الفيلوسيرابتور الذي لا يستطيع الطيران أيضا (افترض سبب عدم قدرتها على الطيران لحجمها الكبير وعوامل أخرى) هومرشد على كون أسلاف الدرومايوصوريات تستطيع الطيران، مما يجعل الفيلوسيرابتور وغيره من أقربائه كبيري الحجم ثانويا غير قادرة على الطيران. يمكن القول بأن الفائدة من وجود الريش يمكن حتى تكون الاستعراض أوتغطية العش أثناء الحضانة وإما لزيادة السرعة أثناء بتر المنحدارات أولكل مما سبق.

الإصابات

وجدت جمجمة لفيلوسيرابتور منغولي يظهر عليها أثر ثقوب ناتجة عن عض من قبل حيوان آخر أثناء قتال، المسافة الفارقة بين الأسنان وحجم الثقوب الذي يشير على الحيوان يظهر أنه فيلوسيرابتور آخر. العينة لا تظهر آثارا للإتآم مما يشير على كون الإصابة قاتلة.

في الثقافة الإنسانية

مجسمٌ لفيلوسيرابتور منغوليّ معَ ريش معروض في متحف إسباني.

الفيلوسيرابتور معروفٌ في الثقافة الشعبية بكونه قاتلاً شريراً وماكراً منذ صدور رواية الحديقة الجوراسية للمحرر مايكل كرايتون في عام 1990، ثمَّ صدور الفلم المُستمد منها من إخراج ستيفن سبيلبرغ في عام 1993، الذي لم يُغيّر هوية الديناصورات الأساسية التي ظهرت في الرواية. لكن في حقيقة الأمر فإن "الفيلوسيرابتور" الذي ظهرَ في الفلم كان منمذجاً بناءً على هيئة قريبه الأكبر حجماً الداينونيكوس لا الفيلوسيرابتور نفسه، ويَعود ذلك إلى حتى الإحاثي جورجي باول أطلقَ على أحافير الداينونيكوس التي وصفها آنذاك اسم "الفيلوسيرابتور أنتيرهوبوس"، فسقطَ الخلط قبل حتى يَتبيَّن أنّهما نوعان منفصلان. يَقوم الفهماء الإحاثيون من أبطال الفلم والرواية - في كليهما - باستخراج هيكل عظميٍّ لما كانوا يُسمُّونه وقتها "الفيلوسيرابتور" خلال أحداث السيرة بولاية مونتانا، وهي منطقة شديدة البُعد عن الانتشار الجغرافي وسط الآسيوي للفيلوسيرابتور، غير أنها ضمن انتشار الداينونيكوس الجغرافيّ. كما تقول إحدى الشخصيَّات في الرواية الأصلية: "... يُعد الداينونيكوس الآن نوعاً من الفيلوسيرابتور"، وهذا في إشارة من كرايتون إلى تصنيف باول لهذا الديناصور آنذاك، لكن معَ ذلك فإن الديناصورات التي أشير إليها بـ"الرابتورات" في الرواية كانت في الحقيقة الفيلوسيرابتور المنغولي لا الداينونيكوس.

ضخَّمَ صانعوالفلم أيضاً أحجام ديناصورات الفيلوسيرابتور في إنتاجهم لأغراض درامية، وغيَّروا شكل خطمه.. كما اختلفت أطراف الديناصور الأربعة في بنيتها ووضعيَّتها عمَّا هي عليه في الدرومايوصوريات الحقيقية، كما كانت أذيالها فيه قصيرة ومرنة الحركة، وهذه كلها أخطاء تشريحيَّة تُناقض كلياً الدلائل الأحفورية. من الاختلافات الأخرى الجديرة بالمُلاحظة افتقار الفيلوسيرابتور إلى الريش في الفلم والرواية كليهما، إذ حتى الدلائل الأحفورية كلها تُشير إلى حتى الفيلوسيرابتور امتلكَ ريشاً مثل الكثير من الثيروبودات المانيرابتورية الأخرى، لكن على أي حال فقد صدرَ فلما "الحديقة الجوراسية" و"العالم المفقود: الحديقة الجوراسية" قبلَ حتى يَعهد الفهماء هذه الحقيقة. وأما الجزء الثالث من الفلم فقد صوَّرَ الفيلوسيرابتور معَ أشكال شبيهة بالريش على مؤخرة رأسه وعنقه، لكن معَ ذلك فإن هيئة هذا الريش لا تُشبه الريش الحقيقيَّ الذي يُعتَقد حتى الدرومايوصوريات امتلكته، كما حتى عُقد الريش في أحافير الفيلوسيرابتور المُكتَشفة تُظهر أنه امتلك ريشاً متطوراً بالكامل وقريباً من ريش الطيور الحديثة. كما تَقول شخصية الدكتور "آلان غرانت" - التي مثل دورها في الفلم سام نيل - حتى الفيلوسيرابتور كان أذكى من الدلافين والحيتان بل وحتى بعض الرئيسيات، لكن من المُستحيل كلياً عبرَ الأحافير الحصول على أيِّ مرشد إحاثي عمليّ يُمكن حتى يثبت أوحتى ينقض أمراً مثل هذا، وما من أساس فهميٍّ له مطلقاً.

كسبَ الفيلوسيرابتور شهرة كبيرة في الثقافة الشعبيَّة وأصبحَ واحداً من الديناصورات البارزة المعروفة فيها نظراً إلى النجاح الكبير الذي حقَّقه فلم الحديقة الجوراسية. وقد مُثِّل فيها بالكثير من ألعاب الأطفال والأفلام الرسومية والألعاب الإلكترونية ومسلسلات الأطفال التلفزيونية، فضلاً عن بعض الأفلام الوثائقية.

انظر أيضاً

  • درومايوصور
  • يوتارابتور
  • أوسترورابتور
  • أورنيثوديرا
  • ديناصور ذوريش
  • أركيوبهجرس
  • راهونافيس
  • ميريسيا

المراجع

  1. Osborn, Henry F. (1924a). zone, central Mongolia". American Museum Novitates. 144: 1–12. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو2011.
  2. Godefroit, Pascal (2008). "A new species of Velociraptor (Dinosauria: Dromaeosauridae) from the Upper Cretaceous of northern China". Journal of Vertebrate Paleontology. 28 (2): 432–438. doi:10.1671/0272-4634(2008)28[432:ANSOVD]2.0.CO;2.
  3. Paul, Gregory S. (1988). Predatory Dinosaurs of the World. New York: Simon and Schuster. صفحات 464pp. ISBN .
  4. Barsbold, Rinchen (1999). (Theropoda) from the Late Cretaceous of Mongolia". Acta Palaeontologica Polonica. 44 (2): 189–219. مؤرشف من الأصل في 26 مايو2019.
  5. Paul, Gregory S. (2002). Dinosaurs of the Air: The Evolution and Loss of Flight in Dinosaurs and Birds. Baltimore: Johns Hopkins University Press. ISBN .
  6. Barsbold, Rinchen (1983). "Carnivorous dinosaurs from the Cretaceous of Mongolia". Transactions of the Joint Soviet-Mongolian Paleontological Expedition. 19: 5–119.
  7. Norell, Mark A. (1999). ". American Museum Novitates. 3282: 1–45. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2020.
  8. Turner, A.H. (2007). "Feather quill knobs in the dinosaur Velociraptor". Science. 317 (5845): 1721. doi:10.1126/science.1145076. PMID 17885130.
  9. ^ Osborn, Henry F. (1924b). "The discovery of an unknown continent". Natural History. 24: 133–149.
  10. ^ Kielan-Jaworowska, Zofia (1972). "Narrative of the Polish-Mongolian Paleontological Expeditions". Paleontologica Polonica. 27: 5–13.
  11. Barsbold, Rinchen (1974). "Saurornithoididae, a new family of theropod dinosaurs from Central Asia and North America". Paleontologica Polonica. 30: 5–22.
  12. ^ American Museum of Natural History (c.2000). "Fighting Dinosaurs: New Discoveries from Mongolia: Exhibition Highlights". مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2011. اطلع عليه بتاريخ 20 أغسطس 2010.
  13. ^ Jerzykiewicz, Tomasz (1993). "Djadokhta Formation correlative strata in Chinese Inner Mongolia: an overview of the stratigraphy, sedimentary geology, and paleontology and comparisons with the type locality in the pre-Altai Gobi". Canadian Journal of Earth Sciences. 30 (10): 2180–2195. doi:10.1139/e93-190. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2017.
  14. ^ Norell, Mark A. (1997). "Important features of the dromaeosaur skeleton: information from a new specimen". American Museum Novitates. 3215: 1–28. مؤرشف من الأصل فيتسعة فبراير 2020.
  15. ^ Novacek, Michael J. (1996). Dinosaurs of the Flaming Cliffs. New York: Anchor Books. ISBN 0-385-47774-0.
  16. ^ Weishampel, David B. (2004). "Dinosaur distribution". In Weishampel, David B., بيتر دودسون & Osmólska, Halszka (eds.). (المحرر). The Dinosauria (الطبعة Second). Berkeley: University of California Press. صفحات 517–606. ISBN . صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المحررون (link)
  17. ^ Nicholas R. Longrich, Philip J. Currie, Dong Zhi-Ming (2010). "A new oviraptorid (Dinosauria: Theropoda) from the Upper Cretaceous of Bayan Mandahu, Inner Mongolia". Palaeontology. 53 (5): 945–960. doi:10.1111/j.1475-4983.2010.00968.x. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  18. ^ Gradstein, Felix M. (2005). A Geologic Time Scale 2004. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN .
  19. Jerzykiewicz, Tomasz (1991). "Late Mesozoic stratigraphy and vertebrates of the Gobi Basin". Cretaceous Research. 12 (4): 345–377. doi:10.1016/0195-6671(91)90015-5.
  20. ^ Osmólska, Halszka (1997). "Barun Goyot Formation". In Currie, Philip J. & Padian, Kevin (eds.) (المحررون). Encyclopedia of Dinosaurs. San Diego: Academic Press. صفحة 41. ISBN  تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة). صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون (link)
  21. ^ Nicholas R. Longrich, Philip J. Currie, Dong Zhi-Ming (2010). "A new oviraptorid (Dinosauria: Theropoda) from the Upper Cretaceous of Bayan Mandahu, Inner Mongolia". Palaeontology. 53 (5): 945–960. doi:10.1111/j.1475-4983.2010.00968.x. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  22. ^ Currie, Philip J. (1995). (Dinosauria: Theropoda)". Journal of Vertebrate Paleontology. 15 (3): 576–591. doi:10.1080/02724634.1995.10011250. مؤرشف من الأصل في 11 فبراير 2011.
  23. ^ Norell, Mark A. (2006). "A new dromaeosaurid theropod from Ukhaa Tolgod (Omnogov, Mongolia)". American Museum Novitates. 3545: 1–51. doi:10.1206/0003-0082(2006)3545[1:ANDTFU]2.0.CO;2. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2020.
  24. Norell, Mark A. (2004). "Dromaeosauridae". In Weishampel, David B., بيتر دودسون & Osmólska, Halszka (eds.) (المحرر). The Dinosauria (الطبعة Second). Berkeley: University of California Press. صفحات 196–209. ISBN . صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المحررون (link) صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المحررون (link)
  25. Carpenter, Kenneth (1998). "Evidence of predatory behavior by theropod dinosaurs" (PDF). Gaia. 15: 135–144. مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 يوليو2011.
  26. ^ Schmitz, L.; Motani, R. (2011). "Nocturnality in Dinosaurs Inferred from Scleral Ring and Orbit Morphology". Science. 332 (6030): 705–8. doi:10.1126/science.1200043. PMID 21493820. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  27. ^ Ostrom, John H. (1969). "Osteology of Deinonychus antirrhopus, an unusual theropod from the Lower Cretaceous of Montana". Bulletin of the Peabody Museum of Natural History. 30: 1–165.
  28. ^ Maxwell, W. Desmond (1995). "Taphonomy and paleobiological implications of Tenontosaurus-Deinonychus associations". Journal of Vertebrate Paleontology. 15 (4): 707–712. doi:10.1080/02724634.1995.10011256. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو2010.
  29. ^ Brinkman, Daniel L. (1998). (Dinosauria: Theropoda) in the Antlers Formation (Lower Cretaceous: Aptian-Albian) of Oklahoma" (PDF). Oklahoma Geological Survey Bulletin. 146: 1–27. مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 أغسطس 2018.
  30. ^ Li, Rihui (2007). "Behavioral and faunal implications of Early Cretaceous deinonychosaur trackways from China". Die Naturwissenschaften. 95 (3): 185–191. doi:10.1007/s00114-007-0310-7. PMID 17952398. مؤرشف من الأصل فيتسعة فبراير 2020. الوسيط |عمل= و|صحيفة= تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  31. ^ Long, John, and Schouten, Peter. (2008). Feathered Dinosaurs: The Origin of Birds. Oxford and New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-537266-3, p. 21.
  32. ^ Fowler, D.W., Freedman, E.A., Scannella, J.B., and Kambic, R.E. (2011). " and the Origin of Flapping in Birds." PLoS ONE, 6(12): e28964. doi:10.1371/journal.pone.0028964 نسخة محفوظة 02 يناير 2015 على مسقط واي باك مشين.
  33. Hone, David; Choiniere, Jonah; Sullivan, Corwin; Xu, Xing; Pittman, Michael; Tan, Qingwei (2010). "New evidence for a trophic relationship between the dinosaurs Velociraptor and Protoceratops". Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology. 291 (3–4): 488−492. doi:10.1016/j.palaeo.2010.03.028.
  34. ^ Walker, Matt (2010-04-06). "Fossil find shows Velociraptor eating another dinosaur". BBC Earth News. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو2018. اطلع عليه بتاريخ 20 أغسطس 2010.
  35. ^ Hone, D.; Tsuihiji, T.; Watabe, M.; Tsogtbaatr, K. (2012). "Pterosaurs as a food source for small dromaeosaurs". Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology. 331-332: 27. doi:10.1016/j.palaeo.2012.02.021.
  36. ^ Xu, Xing (2003). "Four-winged dinosaurs from China". Nature. 421 (6921): 335–340. doi:10.1038/nature01342. PMID 12540892.
  37. American Museum of Natural History. "Velociraptor had feathers." ScienceDaily 2007-09-20. Accessed 2010-08-20. نسخة محفوظة 07 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  38. ^ Molnar, R. E., 2001, Theropod paleopathology: a literature survey: In: Mesozoic Vertebrate Life, edited by Tanke, D. H., and Carpenter, K., Indiana University Press, p. 337-363.
  39. ^ [[مايكل كرايتون|Crichton, Michael]] (1990). Jurassic Park. New York: Alfred A. Knopf. صفحة 117. ISBN . تأكد من صحة قيمة |وصلة مؤلف= (مساعدة); تأكد من صحة قيمة |وصلة مؤلف= (مساعدة)
  40. ^ Duncan, Jody (2006). The Winston Effect. London: Titan Books. صفحة 175. ISBN .
  41. ^ Bakker, Robert T. (1995). Raptor Red. New York: Bantam Books. صفحة 4. ISBN .
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:49:27
التصنيفات: أجناس ظهرت خلال الكامباني, أصنوفات أحفورية وصفت في 1924, أصنوفات سماها هنري فارفيلد أوزبورن, درومايوصورات, ديناصورات آسيا, ديناصورات طباشيرية, ديناصورات مكسوة بالريش, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المحررون, صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون, أخطاء CS1: ردمك, صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون, صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المحررون, صفحات تحتوي مراجع بوسائط زائدة, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, CS1: long volume value, أخطاء CS1: المسار, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, مقالات تسيء استعمال حجم الصورة, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P105, تسمية علمية مختلفة عن ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P935, مقالات مختارة, مقالات مختارة بحاجة لاستبدال القالب, بوابة ديناصورات/مقالات متعلقة, بوابة علم الأحياء القديمة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P846, صفحات تستخدم خاصية P3151, صفحات تستخدم خاصية P830, صفحات تستخدم خاصية P842, معرفات الأصنوفة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سقوط حبات برد ضخمة في ولاية كانساس الأمريكية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:22:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

اليابان تنتهي من الجولة الرابعة لإطلاق المياه الملوثة إشعاعي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:23:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

لجنة الانتخابات الروسية: نسبة المشاركة تتجاوز 65% حتى منتصف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:22:43
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

ماذا قال إبراهيم عيسى عن شقيقته المنتقبة؟

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:21:41
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

لليوم الثاني طوارئ بالإسكندرية للتعامل مع الأمطار المتوقعة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:21:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 55%

منظمة حقوق الإنسان تطالب بمنع تسليح إسرائيل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:22:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

شاهد.. سؤال صادم يتسبب في انسحاب شيرين رضا من برنامج بسمة وهبة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:21:38
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

المستشار الألماني: اجتياح رفح سيضع السلام الإقليمي في موقف ص

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:22:51
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

هل يحتاج رمضان صبحي لظهير جماهيري؟.. شريف إكرامي: "إحنا مش فى خناقة"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:22:18
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 49%

ننشر نص الكلمة الافتتاحية للرئيس السيسى فى القمة المصرية الأوروبية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:22:03
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

الخارجية الفلسطينية تدين تهديدات نتنياهو باجتياح رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-17 15:23:09
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية