السماك الرامح
عودة للموسوعةالسِّماك الرَّامح في الفلك (بالإنجليزية: Arcturus) هونجم في كوكبة العواء التي تسطع جليًا في سماء الربيع. يعتبر هذا النجم عملاق أحمر وتبلغ شدة ضيائه أكبر 200 مرة من الضياء الشمسي ويبلغ قطره نحو22 ضعفا لقطر الشمس، وهوأقرب النجوم من هذا النوع إلينا. ولذلك فهواشد النجوم تألقًا في نصف الكرة السماوية الشمالي ورابع نجم تألقا من بين جميع النجوم.
ويمكن رؤياه من جميع القارات على الأرض ما عدا أواسط القارة القطبية الجنوبية وربما كان أول نجم يرصد نهارًا بواسطة تلسكوب، وكان ذلك عام 1635 من العالم جين مورين. وهويوجد على امتداد كوكبة الدب الأكبر.
تبين القياسات التي قام بها القمر الصناعي هيباركوس حتى بعد السِّماك الرامح عنا نحو36و7 سنة ضوئية (نحو3و11 فرسخ فلكي). كما تشير تلك القياسات إلى احتمال كون السماك الرامح نجما ثنائيا ولكن إثبات ذلك لم يتحقق حتى الآن، ويحتاج ذلك لتقنية على هامش الإمكانيات.
يكوّن السِّماك الرامح مع النجمين السماك الأعزل Spica ونجم المليك مثلث الربيع.
صفاته الفيزيائية
مع اعتبار عمر السِّماك الرامح نجد حتى معدنيته ضعيفة. بالمقارنة بالشمس، فالشمس بصفتها من نجوم الجيل الثاني فهي تحتوي على خمسة أضعاف ما يحويه السماك الرامح من معدنية.
ويبدوالسِّماك الرامح أكثر تألقا عن المتسقط من نجم مستقر ينتج طاقته من الاندماج النووي للهيدروجين. وبدأ فيه اندماج الهيليوم ليكوّن الكربون والأكسجين. ولا يتسقط وجود نشاط مغناطيسي لمثل هذا النجم كما هوالحال بالنسبة للشمس التي لها نشاط مغناطيسي، ولكن السماك الرامح يشع أيضا أشعة إكس، وتشير دراسة هالته البالغة الصعوبة في الرصد إلى احتمال وجود نشاط مغناطيسي للسِّماك الرامح.
ضياؤه وطيفه
يصنف طيف السِّماك الرامح من فئة عملاق أحمرخمسة IIIpe وهوذولون أحمر برتنطقي. وتعني الحرفين pe في طيفه أنه "طيف متميز" بمعنى حتى طيفه يحتوي على عدد كبير من خطوط انبعاث في نطاق الضوء المرئي، هذا ليس غربيبا بالنسبة إلى عملاق عظيم ولكن تلك الظاهرة متميزة في طيف السِّماك الرامح.
ويبلغ ضياء السِّماك الرامح أشد 110 مرة على الأقل من ضياء الشمس. وبسبب حتى النجم يشع قدرا أكبر من أشعته في نطاق الأشعة تحت الحمراء عنها في نطاق الضوء المرئي لذلك يبلغ ضياؤه الكلي (أي في جميع الموجات الكهرومغناطيسية) نحو210 مرة أشد من ضياء الشمس.
وترجع القلة النسبية للطاقة الإشعاعية لهذا النجم العملاق في نطاق الضوء المرئي إلى انخفاض درجة حرارة سطحه النسبية، فهي تصل إلى 4290 كلفن (بالمقارنة ب 5780 كلفن لدرجة حرارة الشمس).
بينت أرصاد القمر الصناعي هيباركوس حتى تألق السماك الرامح يتخلله بعض التغيرات، وتبلغ تلك التغيرات في حدود 04و0 قدر ظاهري وبدورة مقدارها 3و8 أيام. لذلك فيبدوحتى سطحه يهتز بما يشير إلى خواص عملاق أحمر. وقد بين السِّماك الرامح ظاهرة عجيبة وهي حتى عملاقا عظيماقد يكون متغيرا حدثا زادت إحمراره.
ووجد أنه في الحالات المتزايدة التغير كما هوالحال بالنسبة للعملاق ميرا (نجم) فيكون الاهتزاز فيها شديدا وتستغرق مدة مئات الأيام. أما السماك الرامح بما له من دورة قصيرة للاهتزاز وفي نفس الوقتقد يكون اهتزازه ضئيلا فهويمثل فترة بين حالة الاهتزاز والتغير وحالة الاستقرار.
كتلته وحجمه
من الصعب تعيين كتلة السِّماك الرامح بدقة ولكنه قريب من كتلة الشمس وتقدر كتلته بنحو5و1 كتلة شمسية. والنجم قريب منا وكبير بحيث يمكن قياس قطره الظاهري بسهولة وهويقدر بنحو021و0 ثانية قوسية وهذا يعني حتى قطره يبلغ أكبر من قطر الشمس نحو25 مرة (أي أنه منتفخ).
فإذا كان للسِّماك الرامح كواكبا تماثل الأرض لكانت قد احترقت منذ وقد طويل. وحاليا بحسب مقاييس ودرجة حرارة سطح السماك الرامح يحتاج وجود كوكب في نفس درجة حرارة الأرض حتى يبعد الكوكب عن النجم نحو11 وحدة فلكية، وهذا يعادل مدارا بين مدار المشتري ومدار أورانوس بالنسبة للشمس.
نشأته وتطوره
يعتبر السِّماك الرامح نجما قديم نسبيا ويقع في مستوى قرص مجرة درب التبانة. ويقدر عمره منذ حتى بدأ الاندماج النووي في لعنصر الهيدروجين بينخمسة إلىثمانية مليار من السنين، وهوبذلك من الممكن يبلغ عمره ضعف عمر الشمس وفي نفس الوقتقد يكون أقدم جرم سماوي يمكن رؤيته بالعين المجردة.
وتشير بعض القياسات الحديثة حتى السِّماك الرامح من الممكنقد يكون لا ينتمي أصلا إلى مجرتنا مجرة درب التبانة وإنما في مجرة قزمة والتحمت بمجرتنا قبلخمسة إلىثمانية مليار سنة، وهذا يماثل ما يحدث الآن للمجرة القزمة الرامي وكذلك لمجرة ماجلان الكبرى التي تتبع مجرتنا.
مراجع
- ↑ "Arcturus (HD 124897)". SIMBAD Astronomical Database. مؤرشف من الأصل فيتسعة ديسمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2011.
- ↑ Perryman; et al. (1997). "HIP 69673". The Hipparcos and Tycho Catalogues. مؤرشف من الأصل في أربعة مارس 2016.
- ↑ Carney, Bruce W.; et al. (March 2008). "Rotation and Macroturbulence in Metal-Poor Field Red Giant and Red Horizontal Branch Stars". The Astronomical Journal. 135 (3): 892–906. arXiv:0711.4984. Bibcode:2008AJ....135..892C. doi:10.1088/0004-6256/135/3/892{{inconsistent citations
- ↑ I. Ramírez; C. Allende Prieto (December 2011). "Fundamental Parameters and Chemical Composition of Arcturus". المجلة الفيزيائية الفلكية. 743 (2): 135. arXiv:1109.4425. Bibcode:2011ApJ...743..135R. doi:10.1088/0004-637X/743/2/135.
- ^ Schröder, K.-P.; Cuntz, M. (April 2007). "A critical test of empirical mass loss formulas applied to individual giants and supergiants". Astronomy and Astrophysics. 465 (2): 593–601. arXiv:astro-ph/0702172. Bibcode:2007A&A...465..593S. doi:10.1051/0004-6361:20066633{{inconsistent citations
- ^ Betrachtet man Einzelsterne, ist Arktur der dritthellste Stern. Da Alpha Centauri ein Doppelsternsystem darstellt, erscheint er in seiner Gesamthelligkeit heller als Arktur. Alpha Centauri A für sich gesehen ist weniger hell als Arktur
- ↑ Solstation نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
- ^ "Arcturus". مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2008.
- ^ Arcturus - Crystalinks نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2000 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Die Schatten galaktischer Welten, Rodrigo Ibata und Brad Gibson, Spektrum der Wissenschaft 9/07 S52 ff
وصلات خارجية
- Schematischer Aufbau (Grafik)
التصنيفات: أجرام باير, أجرام جليزا وجليزا-يارايس, أجرام فهرس هنري درابر, أجرام هيباركوس, أجسام فلامستيد, عمالقة نوع-K, فهرس النجوم الساطعة, كوكبة العواء, مسح بون الفلكي, نجوم بأسماء خاصة, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة علم الفلك/مقالات متعلقة, بوابة نجوم/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات