التصوير العصبي أوتصوير الدماغ هواستخدام تقنيات متعددة بشكل مباشرة أوغير مباشر في التصوير التشخيصي لهياكل، ووظيفة، وعلاجات الجهاز العصبي، وهومجال حديث نسبيًا في الطب والعلوم العصبية وفهم النفس، ويُعهد الأطباء المتخصصين في تطبيق وتفسير التصوير العصبي ضمن الإطار السريري بأطباء أشعة الأعصاب .

ينقسم التصوير العصبي إلى فئتين رئيسيتين:

• التصوير الهجريب البنائي، ويتعامل مع هجريبات الجهاز العصبي، وتشخيص الأمراض والإصابات المخية العيانية داخل الجمجمة (مثل الأوارم).
• التصوير الوظيفي، ويُستخدم في التشخيص الدقيق للأمراض والآفات الأيضية (مثل سقم آلزهايمر) وكذلك في أبحاث فهم النفس المعهدي والعصبي وبناء قابلات بين الحاسوب والدماغ .

يُتيح التصوير الوظيفي بمشاهدة مباشرة لمعالجة المعلومات في المراكز الموجودة في المخ، ففي أثناء هذه المعالجة يزداد التمثيل الغذائي في المنطقة المسؤلة عنها و"تتوهج" مما يمحكن من تصويرها، ويُعتبر " تحديد الأفكار" أوقراءة العقل أحد أكثر استخدامات التصوير العصبي إثارة للجدل.

التاريخ

يعود الفصل الأول من تاريخ التصوير العصبي إلى عالم الأعصاب الإيطالي أنجيلوموسوالذي اكتشف "توازن الدورة الدموية البشرية" التي مكنت من القياس الغير تدخلي لإعادة توزيع الدم في الدماغ خلال النشاط العاطفي والفكري. وبالرغم من حتى وليام جيمس قد ذكر هذا التوازن قبل فترة وجيزة (عام 1890) إلا حتى تفاصيل هذا التوازن والأعمال الدقيقة والتجارب التي أجراها موسوظلت غير معروفة بشكل كبير حتى وقع مؤخرا اكتشاف أداته الأصلية وتقاريره التي خطها ستيفانوساندرون وزملاؤه.

قدّم جراح الأعصاب الأمريكي والتر داندي تقنية تصوير البطين الدماغي عام 1918، بتصوير الجهاز البطيني بالأشعة السينية عن طريق حقن مباشر لهواء مُصفى في أحد البطينين الجانبيين للدماغ، وقد لاحظ داندي حتى الهواء الذي يدخل إلى الفراغ الموجود تحت الأم العنكبوتية خلال البزل القطني يمكن حتى يصل إلي البطينات الدماغية مُظهرا حجرات السائل النخاعي على سطح الدماغ وحول قاعدته، وقد سُميت هذه التقنية باسم تصوير الدماغ المحقون بالغاز.

قدم إيغاس مونيز تصوير الأوعية الدماغية عام 1927، حيث يمكن تصوير الأوعية الدموية الطبيعية والمَرَضية داخل وحول الدماغ بدقة عالية.

قدم جميع آلن كورماك وغودفري هونسفيلد التصوير المبتري المحوسب في أوائل سبعينيات القرن العشرين، وأصبحت أكثر الصور التشريحية تفصيلاً لمناطق الدماغ متاحة لأغراض التشخيص والبحث، وبهذه التقنية فاز جميع منهما بجائزة نوبل في الطب أوفهم وظائف الإعضاء عام 1979، وعقب فترة وجيزة من ظهور التصوير المبتري المحوسب، فقد جاز تطور الموجات الراديوية باستخدام التصوير الطبي بآشعة غاما والتصوير المبتري بالإصدار البوزيتروني للدماغ.

تطور بعد ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي من قِبل باحثين منهم بيتر مانسفيد وبول لاوتربر، اللذان حصلا على جائزة نوبل في الطلب أوفهم وظائف الأعضاء عام 2003، وقد قُدم التصوير بالرنين المغناطيسي في أوائل الثمانينيات سريريًا، إلا أنه خلال ثمانينيات القرن العشرين وقع تطور هائل في التحسينات الفنية والتطبيقات التشخيصية له، وبسرعة استوعب الفهماء حتى التغيرات الكبيرة في تدفق الدم المقاسة التي يقيسها التصوير المبتري بالإصدار البوزيتروني يمكن أيضا تصويرها بنوع مناسب من أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، تبع ذلك ميلاد التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، الذي سيطر منذ التسعينيات على مجال رسم خرائط الدماغ نظرًا لانخفاض تدخليته ونقص التعرض للإشعاع وتوافره النسبي على نطاق واسع.

وصل مجال التصوير العصبي أوائل عام 2000 إلى الفترة التي أصبحت فيها التطبيقات العملية المحدودة للتصوير الوظيفي للدماغ ممكنة، مجال التطبيق الرئيسي حاسوب العقل الوسيط.

دواعي الاستعمال

يتبع التصوير العصبي الفحص العصبي، وذلك إذا رأى الطبيب سببًا لإجرائه بهدف إجراء فحوصات أعمق للمريض الذي يعاني من اضطراب عصبي.

يُعتبر الإغماء البسيط أحد أكثر المشاكل العصبية التي قد يوجهها الشحص شيوعًا، فتشخيص حالات الإغماء البسيط، الذي لا يشير فيه تاريخ المريض إلى أعراض عصبية أخرى، يتضمن الفحص العصبي دون استنادىء تصوير عصبي بشكل روتيني، لأن احتمال العثور على سبب في الجهاز العصبي المركزيقد يكون ضئيلا للغاية ومن غير المحتمل حتى يستفيد المريض منه.

يُعتبر التصوير العصبي غير مطلوب بالنسبة للسقمى الذين يعانون من الصداع المستقر والذي تم تشخيصه على أنه صداع نصفي. وتشير الدراسات إلى حتى وجود الصداع النصفي لا يزيد من خطر إصابة المريض بأمراض داخل الجمجمة. كما حتى تشخيص الصداع النصفي الذي يشير على غياب مشاكل أخرى (مثل الوذمة الحليمية) لا يشير إلى الحاجة إلى إجراء تصوير عصبي. ويجب على الطبيب أثناء محاولته الوصول إلى تشخيص دقيق حتى يفكر فيما إذا كان سبب الصداع شيا آخر غير الصداع النصفي، كما قد يحتاج الأمر إجراء تصوير عصبي.

تُعتبر الجراحة المجسمة والتي يتم توجيهها بالتصوير المبتري المحوسب أوالرنين المغناطيسي لعلاج الأورام داخل الجمجمة والتشوهات الشريانية الوريدية وغيرها من الحالات الجراحية القابلة للعلاج أحد دواعي إجراءات التصوير العصبي.

تقنيات تصوير الدماغ

التصوير المبتري المحوري

يستخدم التصوير المبتري المحوسب أوالتصوير المبتري المحوري سلسلة من صور الأشعة السينية للرأس مأخوذة من عدة اتجاهات مختلفة، ونظرا لاستخدام التصوير المبتري المحوسب للعرض السريع لإصابات الدماغ، فإنه يستخدم برنامج كمبيوتر يقوم بإجراء عملية حسابية متكاملة (تحويل رادون عكسي) على سلسلة الأشعة السينية المقاسة لتقييم مقدار الأشعة السينية الممتصة في حجم صغير من الدماغ، عادة ما يتم تقديم المعلومات على شكل مقاطع عرضية من الدماغ.

التصوير البصري المنتشر

الإشارة البصرية ذات الصلة بالحدث

التصوير بالرنين المغناطيسي

يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي المجال المغناطيسي والأمواج الراديوية لإنتاج صور عالية الجودة لهياكل المخ، ثنائية أوثلاثية الأبعاد، دون استخدام الإشعاعات المؤينة (الأشعة السينية) أوأجهزة التتبع الإشعاعي.

التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي

يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وتوسيم الدوران الشرياني على الخواص المغنطيسية للهيموغلوبين المؤكسج والمختزل بهدف فهم رؤية تغيرات تدفق الدم المرتبطة بالنشاط العصبي في المخ، ويسمح ذلك للصور الملتقطة حتى تعكس هياكل الدماغ المنشطة (وكيفية تنشيطها) أثناء أداء المهام المتنوعة أوفي حالة الراحة، ووفقًا لفرضية التأكسج فإنه يمكن ربط تغييرات استخدام الأكسجين في مناطق الدماغ المتنوعة، أثناء النشاط المعهدي أوالسلوكي، بعصبونات المنطقة باعتبارها مرتبطة بشكل مباشر بالمهام المعهدية أوالسلوكية التي تتم معالجتها.

تخطيط الدماغ المغناطيسي هوتقنية تصوير مستخدمة في قياس المجال المغناطيسية الناتج عن النشاط الكهربائي للدماغ، وذلك بالستعانة بأجهزة حساسة للغاية، ويوفر تخطيط الدماغ المغناطيسي قياسًا مباشرًا للنشاط الكهربائي العصبي، وتتمثل ميزة قياس المجال المغناطيسي الناتج عن النشاط العصبي في أنه من المحتمل حتىقد يكون أقل تشويهًا من قِبل الأنسجة المحيطة (كالجمجمة وفروة الرأس) مقارنةً بالمجال الكهربائي الذي يقيسه تخطيط كهربية الدماغ.

التصوير المبتري بالإصدار البوزيتروني

يقيس التصوير المبتري بالإصدار البوزيتروني انبعاثات المواد الكيميائية النشطة أيضيا والتي تجاوز وصمها بنظائر مشعة، عبر حقنها في مجرى الدم، وتتم معالجة بيانات الانبعاثات عبر الحاسب لإنتاج صور ثنائية أوثلاثية الأبعاد لتوزيع المواد الكيميائية في جميع أنحاء الدماغ. يتم إنتاج نظائر البوزيترون المشعة بواسطة المسرع الدوراني، وتوصم المواد الكيميائية بهذه النظائر المشعة، وبحقن المركب السابق في مجرى الدم فإنه يتجه في النهاية إلى المخ، وتكتشف المستشعرات الموجودة على أجهزة التصوير المبتري النشاط الإشعاعي حيث يتراكم المركب في مناطق مختلفة من الدماغ، ويعالج الحاسب البيانات التي تجمعها المستشعرات لإنشاء صور ثنائية أوثلاثية الأبعاد توضح المكان الذي يعمل الذي يتراكم فيه المركب في المخ.

تصوير طبي بأشعة غاما

يشبه التصوير الطبي بأشعة غاما التصوير المبتري بالإصدار البوزيتروني، ويستخدم أشعة جاما التي ينبعث منها النظائر المشعة، وكاميرا آشعة جاما التي تسجيل البيانات التي يعالجها الحاسب لبناء صورة ثنائية أوثلاثية الأبعاد لمناطق الدماغ النشطة.

الموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة

عادةً ما تُستخدم الموجات فوق الصوتية عبر الجمجمة في الأطفال الصغار، حيثقد يكون اليافوخ لا يزال مفتوحا كنافذة صوتية تمكن من إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للدماغ، وتضم مزاياه عدم وجود إشعاعات مؤينة وسهولة إجراء المسح بجوار السرير، إلا حتى نقص تفاصيل الأنسجة الرخوة يجعل من التصوير بالرنين المغناطيسي الخيار الأفضل في بعض الحالات.

معرض صور

مراجع