متى

القديس متى يخط إنجيله بإلهام من ملاك - الرسام الإيطالي كارافادجو

متى الإنجيلي بالعبرية " מתי ماتاي" ومعناه عطية الله ويعهد أيضا باسم لاوي ومتى العشار، هوواحد من تلاميذ المسيح الإثني عشر كما يعتقد بأنه محرر الإنجيل الذي ينسب إليه " إنجيل متى " لذلك يلقب بالإنجيلي.

حياته بحسب الإنجيل

معظم ما نعهده عنه قادم منه الأدبيات المسيحية الأولى خصوصا الأناجيل القانونية الأربعة في كتاب العهد الجديد، والتي تخبرنا بأنه لاوي بن حلفى الذي كان يعمل عشاراً أوجابياً للضرائب في مدينة كفرناحوم، وكان اليهود يحتقرون مهنة الجباية وكل من كان يعمل بها لأنهم كانوا يجمعون ضرائب باهضة لصالح المحتل الروماني.

دُعي باسم لاوي في (لوقا 5 : 27) ودُعي باسم متى في إنجيل مرقس في قائمة أسماء الرسل ثم دُعي أيضا متى في (مرقس 2 : 14)، يشرح بعض فهماء العهد الجديد هذه المسألة بأن هذا الرسول كان يُدعى في البدء لاوي ثم بعد حتى تلقى دعوة يسوع المسيح ليصبح من تلاميذه قام بتغيير اسمه للدلالة على أنه أصبح إنسانا جديدا غير ذاك العشار المبغوض، ففي ذات اليوم الذي تلقى فيه الدعوة من يسوع أعد متى عشاء كبيرا على شرف يسوع وتلاميذه نادى إليه جميع أصدقائه العشارين ومن المحتمل أنه كان عشاء وداع لحياته السابقة، يروي الإنجيل بأن متى كان جالسا عند مكان الجباية عندما نطق له يسوع "اتبعني" فهجر متى عندها جميع شيء وتبعه .

يسوع يدعومتى ليتبعه للرسام الهولندي هندريك تير بروخين

آخر الإشارات إليه في العهد الجديد هي في سفر أعمال الرسل ، وهوالتلميذ الوحيد بين الإثني عشر الذي ذكر اسمه في إنجيل توما – أحد الأناجيل غير القانونية - دلالة على أهميته الكبيرة في الكنيسة الأولى.

موته

لا يفهم بالضبط كيف من الممكن أن وأين قُتل متى الإنجيلي ولكن بعض القصص التراثية تروي بأن متى بشر وقُتل في سبيل إيمانه في إثيوبيا، قصص أخرى تحكي أنه قُتل في مدينة هيرابوليس اليونانية – تقع اليوم في هجريا – يؤيد هذه الرواية القديس إيبيفانيوس أسقف قبرص (القرن الرابع) الذي يعتقد بأن متى العشار قُتل في هيرابوليس أما التلميذ الذي استشهد في إثيوبيا هومتياس الذي أخذ مكان يهوذا الإسخريوطي في جماعة الإثني عشر.

كان ما يُفترض بأنه جثمانه موجودا في بلدة كاباتشيوفي منطقة كامبانيا الإيطالية وبعد ذلك نُقل إلى مدينة ساليرنوعاصمة كامبانيا في القرن العاشر الميلادي، وهومحفوظ الآن في أحد السراديب الواقعة أسفل إحدى الكاتدرائيات هناك. يعتبر متى الإنجيلي قديسا بالنسبة للكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية على حد سواء كما تعترف بقداسته بعض الكنائس البروتستانتية، يعيد له الأرثوذكس سنويا في تاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني بينما يعيد له الكاثوليك في تاريخ 21 سبتمبر/أيلول من جميع عام. على غرار باقي الرسل الإنجيليين يصور متى في الإيقونات واللوحات وهوحامل إنجيله أووهويقوم بكتابته، اللوحات الثلاث التي رسمها الفنان الإيطالي كارافادجوتصور حياة الرسول متى والمحفوظة في كنيسة القديس لويجي دي فرانتشوسي في روما تعد علامة بارزة في تاريخ الفن الغربي.