مصطلح الشر هومصطلح يُقصد به في الدين وفي الأخلاقيات الجوانب السلبية في تفكير بني البشر وسلوكهم، وهويتطرق إلى أولئك الذين يكفرون عمدا بضميرهم ويُظهرون رغبة في التدمير. تستخدم الحدثة في كثير من الثقافات لوصف الأعمال والأفكار التي تتطلع (بشكل مباشر أوغير مباشر) إلى التسبب بالمعاناة أوبالموت. يختلف تعريف الشر من ثقافة إلى أخرى.

التفرع بين "الخير" و"الشر" المناوئ له موجود في الكثير من الثقافات. وهويشتمل على تدرج هرمي مؤلف من قيم ومعايير أخلاقية تحدد سلوك بني البشر.

الشر في الدين

تنظر بعض الديانات إلى الإنسان باعتباره شريرا في طبعه، وأهم صفاته وخصاله الطبيعية عزة النفس والأنانية (وهما تعتبران ميلا سلبيا) مع ان بمقدوره التحكم بهما. وفي تنطقيد أخرى يعتبر بنوالبشر أخيارا بطبعهم غير حتى الشر يغويهم فيبعدهم عن الوضع الطبيعي. قد يتجسد الشر على شكل الشخصية التي تجسده، كالشيطان مثلا.

في اليهودية والمسيحية

يرتبط الشر في التوراة بمصطلح الخطيئة، ويرتبط مصطلح "الخطيئة" بـ"إخطاء الهدف". يعتبر الإنسان ذا غريزة طبيعية تدفعه به إلى عمل الشر ("غريزة الشر") وهي غريزة عليه التغلب عليها وكبحها. يُعزى الشر في اليهودية والمسيحية إلى جوانب السلوك البشري المخالفة للوصايا العشر(الحرية التي منحها الله للإنسان). إلى غير ذلك فإن الشر شبيه بعدم الانصياع: الفرائض تبين ما المسموح وما هوالممنوع. الشر هوخرق أوامر الرب بسبب قلة الإيمان والانقطاع عنه. وهومن الناحية الاجتماعية يمثل الضعف والسلوك الهدام الذي يقود مباشرة إلى حياة الفوضى.

يوصف الشيطان في اللغات العبرية والآرامية واليونانية بتعابير مثل: الشيطان، الخصم، المتهم الكاذب، المسيء، المزور، الكاذب، القاتل، الأفعى، المغوي والأسد الذي يكمن للفريسة. وقد يحدث الشر شبحا أوجنا يسيطر على بني البشر أوعلى الحيوانات.

هناك فرق دينية مسيحية لا تشخص الشر بواسطة الشيطان بل تنظر إلى القلب البشري على أنه يميل بطبيعته إلى الخداع غير أنها تلقي بالمسئولية عن خياراته على الإنسان.

على خلاف اليهودية والمسيحية هناك عقائد ونظريات فلسفية لا يوجد فيها سبب أومعنى للشر. سيرة أيوب الواردة في الكتاب المقدس هي مثال للشر الذي يمكن اعتباره عشوائيا. يرى التفسير المسيحي في الشر نتيجة للخطيئة أولعدم الوفاء بمطالب الرب، وجزاؤه هوالهدم.

في الغنوصية (العارفية) وزارداشت

كان لدى الفرق الغنوصية في مطلع الديانة المسيحية تقسيم بين الإله الخيّر والإله الشرير، وكان في مفهومهم إله التوراة والفرائض. ويمكن إيجاد هذا التقسيم ذاته في الديانة الفارسية ("زارداشت") العالم هومعركة بين الله الخيّر (أهورا- مازدا)، والله الشرير (أهريمان).

تعريف الشر- عالمي أم هومتعلق بالثقافة؟

يستخدم المجتمع الغربي مصطلح الشر باعتباره نوعا من مؤشرات الجريمة والقسوة أوالتعفن الأخلاقي.

هناك من يرى في السلوك الجنسي المثلي أوفي الإجهاض نوعا من الشر. وجهة النظر هذه تميز (مع انها ليست خاصة) المفاهيم الدينية أوالمحافظة. ففي إسرائيل والولايات المتحدة مثلا يوجد خلاف اجتماعي حول أخلاقية هذه الظواهر.

كثيرون في المجتمع الغربي منقسمون في وجهات نظرهم حول الأخلاقية بين الطريقتين. فنظرية "الأخلاق المطلقة" من جهة ترى حتى الخير والشر هما كيانان ثابتان نابعان من الرب، ومن الكون، أومن مرجعية معينة أخرى، ومن جهة أخرى هناك الأخلاقي النسبي، وهومفهوم يرى حتى الخير والشر هما نتاج ثقافي. الأخلاقية العالمية هي مصطلح إنساني وليد العصر الحديث، الحل الوسط بين الأخلاقية المطلقة غير القابلة للتحقيق وبين وجهة النظر النسبية.

هناك تعريف آخر للشر يرى فيه موت أومعاناة نابعة من مسببات إنسانية أومن مسببات طبيعية أخرى (كالهزات الأرضية والمجاعة مثلا). أي حتى الشر ليس غاية فقط بل هوالنتيجة النهائية أيضا.

رأى أفلاطون حتى هناك طرقا قليلة لعمل الخير غير حتى هناك طرقا لا تحصى لعمل الشر، ومن هنا فإن الشر قد يحدث له تأثير أكبر على حياتنا. ولذلك هناك فلاسفة (مثل برنارد غارث) يرون حتى منع الشر أبرز من دفع الخير بواسطة صياغة قوانين أخلاقية وقواعد سلوكية.

يعرّف البعض الشر على أنه ليس مجرد معاناة أوعذاب يتسبب به إنسان ما بل هوالقيام بعمل ما لأسباب أنانية فقط (أي تحقيق القوة أوالسعادة) أوالسادية. يؤمن أصحاب هذا التعريف للشر حتى الإنسان الذي يقوم بعمل شرير من الناحية الأخلاقية ولكنه لا يؤمن حقا بأن "الغاية تبرر الوسيلة" لا يعتبر إنسانا شريرا.

موقف "الغاية تبرر الوسيلة" يبرر للوهلة الأولى التسبب بالمعاناة بغية دفع غاية تعتبر مبررة.

توجد في الكثير من الثقافات عقائد ثابتة بالنسبة لأمور وأعمال وأفكار غير مرغوب فيها. وفي بعض الثقافات تندرج الظروف غير المرغوب فيها ضمن فئة الشر. الموت غير الطبيعي، السقم، والكوارث الأخرى قد تعتبر شرا. ويُنظر إلى هذه الحالات في ثقافات أخرى على أنها جزء سليم من النظام الطبيعي.

العنف والغش، أوالسلوكيات الهدامة الأخرى تجاه الغير، تعتبر كلها شريرة أوجيدة بموجب الظروف. الحرب هي مثال على ذلك، إلى غير ذلك يُعنى بمقولة "الله يقف إلى جانب المنتصرين".

أهم السلوكيات غير الأخلاقية مصنفة من الجرائم الصغيرة إلى الجرائم الكبيرة. يتجسد مفهوم تصنيف مجتمع ما لهذه الجرائم من خلال قوانينه وأنظمة القضاء والعقوبات فيه.

هل الشر هومصطلح عملي؟

يثير تعريف الشر انقساما، إلى غير ذلك هوالحال بالنسبة لمصطلح الإرهاب أيضا. هناك رأي يقول إذا هذه مصطلحات ذاتية لأن من يُعرّف على أنه إرهابي قد يحدث مقاتلا في سبيل الحرية. يستغل بعض الناس أوالجماعات هذه الطريقة في كثير من الأحيان في مقارعتهم لأعدائهم، وبخاصة لإثارة ردود عمل عاطفية قوية ضد الأشخاص أوالجماعات. على سبيل المثال، فقد طرح هذا الرأي منتقدورئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش بشأن وصم بعض الدول، مثل كوريا الشمالية والعراق وإيران بأنها جزء من "محور الشر".

يرفض كثيرون من النقاد الاستخدام الكامل لمصطلح الشر بدعوى حتى استخدامه يتجاهل الدوافع التي أدت إلى انتهاج السلوكيات التي يصفها. وبموجب وجهة النظر هذه ليس من المناسب تطبيق هذا المصطلح على جميع عمل تقريباقد يكون ذا معنى كبير يتجسد بالعنف كالأعمال الإرهابية والإبادة الجماعية. وبناء عليها يجب حتى يقتصر تعريف الأشرار على الأشخاص الذين تدفعهم السادية والرغبة في القوة أوالجشع (بصيغ كثيرة). هذا لا يعني طبعا حتى أعمال العنف، كالإرهاب والقتل هي مقبولة، بل أنه يفضل عدم تصنيف منفذهاً بشكل مباشر كشرير

هناك رأي يقول إذا من المفضل الامتناع كليا عن استخدام مصطلح "الشر" في النقاشات السياسية لأن هناك ميلا إلى اعتباره نابعا من الدين، وهذا يعني انتهاج كيفية تعامل متطرفة بعيدة عن التسامح تجاه الطرف المضاد.

التعريف الفهمي

جرى درس الشر في العلوم الاجتماعية في إطار نظريات مختلفة كفهم الاجتماع وفهم النفس وفهم النفس الطبي والعلوم المعهدية.

يتجسد الشر في نوع شخصية غير اجتماعية أوالمريضة نفسيا. يمتاز المريض نفسيا بالسلوك المتطرف، وبعدم الضمير، أوعدم القدرة على إبداء التعاطف، وكبح جماح النفس، أوالإحساس بالندم، بسبب ضرر تسبب به للآخرين.

الشر في مجال الأعمال

ينسب الشر في مجال الأعمال إلى السلوك غير النزيه. ومن الأمثلة المعروفة لذلك مكان العمل الاستغلالي والاحتكاري، غير حتى مصطلح "الشر" بات أكثر انتشارا في الآونة الأخيرة، ولا سيما في الصناعات التكنولوجية والملكية الفكرية. وكرد عمل على ذلك هناك مجتمعات تؤكد معارضتها للشر في مجال الأعمال. شعار "غوغل" هو"لا تكونوا أشرارا" ("Don't Be Evil")، كرد عمل على الانتقادات الكثيرة على الشركات التكنولوجية مثل ميكروسوفت واميركا أون لاين. أما شعار ماغنا تيوان، شركة تسجيلات مستقلة، فهو"نحن لسنا أشرارا"، بالنسبة للأشرار كما تزعم رابطة صناعة الإنضمامات الأمريكية.

انظر ايضا

• خير
• جدلية الخير والشر
• شيطان

مراجع

شر في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز
• اقتباسات من ويكي الاقتباس