الأعلى (أسماء الله الحسنى)

الأعلى من أسماء الله الحسنى ،وهواسم تفضيل على وزن (أعمل)، عمله علا، يعلو، علوًا، ومعناه: أنه له العلوولا أحد يعلوه، هوالأعلى من جميع أحد ومن جميع شيء.

في القرآن الكريم

ورد اسم الله الأعلى في الكتاب والسنة في قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ،وقوله تعالى: وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى .

في السنة النبوية

ثبت ذلك في السنة كما في حديث حذيفة بن اليمان: نطق حذيفة :

صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ.

وحديث ابن عباس :

أنَّ النَّبيَّ كانَ إذا قرأَ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ نطقَ: «سبحانَ ربِّيَ الأعلى».

الفرق بين العلي والأعلى والمتعال

العلي: تعطي صفة العلوبكل المعاني.
أما الأعلى: ففيه معنى المفاضلة، بمعنى حتى له العلوولا أحد يعلوه، هوالأعلى من جميع أحد ومن جميع شيء.
المُتَعال هوالقاهر لخلقه بقدرته التامة. وأغلب المفسرين جعلوا هذا الاسم دالًا على علوالقهر وهوأحد معاني العلوّ، أي حتى المُتعال هوالمُستعلي على جميع شيء بقدرته.

أقوال الفهماء في اسم الله الأعلى

يقول الألوسي:

﴿وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ﴾ أي: وله الصفة العجيبة الشأن التي هي مَثْلٌ في العُلّومطلقًا، وهوالوجوب الذاتي والغنى المطلق والجود الواسع والنزاهة عن صفات المخلوقين ويدخل فيه علوه تعالى عما يقولون علوًا كبيرًا.

نطق السعدي: «"العلي الأعلى": وهوالذي له العلوالمطلق من جميع الوجوه: علوالذات، وعلوالقدر والصفات، وعلوالقهر، فهوالذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى. »
ويقول ابن القيم في النونية:

هذا وثانيها صريح علوه		وله بحكم صريحه لفظان
لفظ العلي ولفظة الأعلى فهم		أتتك هنا لقصد بيان
إن العلوله بمطلقه على التعميم		والإطلاق بالبرهان
وله العلومن الوجوه جميعها		ذاتاً وقهراً من علوالشان

وأما عن عقيدة الأشاعرة والماتريدية:

يقول الزمخشري في تفسير الكشاف: «الأعلى بمعنى العلوالذي هوالقهر والاقتدار، لا بمعنى العلوّ في المكان والاستواء على العرش حقيقة.»
يقول فخر الدين الرازي في تفسير مفاتيح الغيب: «لا يفسر أسماءه بما لا يصح ثبوته في حقه سبحانه نحوحتى يفسر الأعلى بالعلوفي المكان والاستواء بالاستقرار بل يفسر العلوبالقهر والاقتداء والاستواء بالاستيلاء.»
يقول أحمد بن عجيبة في البحر المديد: «"الأعلى" صفة لرب، وهوالأظهر. وعُلوه تعالى: قهريته واقتداره، أو: تعاليه عن سمة الحدوث وعن مدارك العقول، فلا يُحيط به وصف واصف أوفهم عارف، لا علومكان.»
يقول محمد الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: «{الأعلى اسم يفيد الزيادة في صفة العلو، أي الارتفاع. والارتفاع معدود في عهد الناس من الكمال فلا ينْسب العلوّ بدون تقييد إلا إلى شيء غير مذموم في العهد، ولذلك إذا لم يذكر مع وصف الأعلى مفضل عليه أفاد التفضيل المطلق كما في وصفه تعالى هنا. ولهذا حكَى عن فرعون أنه نطق: {أنا ربكم الأعلى [النازعات: 24]. والعلوّ المشتقُّ منه وصفُه تعالى: {الأعلى علوّ مجازي، وهوالكمال التام الدائم.»
يقول حافظ الدين النسفي في تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل: «نزه ذاته عما لا يليق به، والاسم صلة وذلك بأن يفسر الأعلى بمعنى العلوالذي هوالقهر والاقتدار لا بمعنى العلوفي المكان.»
يقول أبومنصور الماتريدي في تفسير تأويلات أهل السنة: «{الأعلى ظاهره يقتضي حتىقد يكون هناك أدون وأسفل، وكذلك قول: "الله أكبر" ظاهره يقتضي الأصغر، ولكن معنى قوله: {الأعلى أي: هوأعلى من حتى تمسه حاجة أوتلحقه آفة، وكذلك هذا في الأكبر، ويكون الأكبر والأعلى في النهاية عن تنزيه المعاني التي ذكرنا، وهوكقولك: هوأحسن وأجمل، فإذا قلت: أحسن وأجمل، أردت به النهاية في الحسن والجمال. أوقد يكون {ٱلأَعْلَىٰ بمعنى: العلي و" الأكبر " بمعنى: الكبير، وذلك جائز في اللغة.»

أنواع العلو

علوالذات، فالله تبارك وتعالى مستوعلى عرشه، وعرشه فوق مخلوقاته، كما نطق تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى سورة طه:5.
علوالقهر والغلب، نطق تبارك وتعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ سورة الأنعام:18.
علوالمكانة والقدر، فله المثل الأعلى كما في قوله تعالى: ﴿وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ﴾ سورة النحل:60، وقوله: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ سورة الروم:27 حيث أنه له الصفات العليا التي لا يستحقها غيره، فالله هوالإله الواحد الأحد، وهومتعال عن الشريك والمثيل والند والنظير: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ سورة الإخلاص:4:1

انظر أيضًا

العلوللعلي الغفار
إثبات صفة العلو
الرب الأعلى

مراجع

^ سورة الأعلى:1
^ سورة الليل:19-20
^ سليم مسلم: [772]
^ صححه الألباني،سنن أبي داود: [883]
^ شرح وأسرار الأسماء الحسنى - (36) اسم الله الأعلى - للشيخ هاني حلمي نسخة محفوظة 30 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
^ روح المعاني
^ تفسير السعدي (500/3)
^ تفسير الكشاف: (سورة الأعلى: آية 1).
^ تفسير مفاتيح الغيب، التفسير الكبير: (سورة الأعلى: آية 1).
^ تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد: (سورة الأعلى: آية 1).
^ تفسير التحرير والتنوير: (سورة الأعلى: آية 1).
^ تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل: (سورة الأعلى: آية 1).
^ تفسير تأويلات أهل السنة: (سورة الأعلى: آية 1).
^ العلي، الأعلى، المتعال - الدرر السنية نسخة محفوظة 19 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.