تبلور مفهوم المدينة العالمية أوأكيومينوبوليس (بالإنجليزية: Ecumenopolis)‏ أوالقارة الحضرية كما يطلق عليها أحيانا من قبل الباحث اليوناني دوكسياديس في مركز أثينا لفهم المستقرات البشرية (Ekisticis) التابع لمعهد أثينا التكنولوجي عام 1961 بوصفها مدينة قادمة ستغطي تام الأرض تتألف من الكثير من المدن (الخلايا) والمراكز البشرية المتصلة تتخذ شكل مستوطنة عالمية.

ويشير العمار اليوناني دوكسياديس أنه مع جميع بناء نشيّده وكل طريق نمهدها وكل بترة أرض نشتريها نتخذ قرارات حضرية تقودنا إلى المستقبل، وبهذه الطريقة نبني مدينة المستقبل حتى بدون التفكير في الموضوع أوفهمه، ويمكن القول: حتى المدن في غضون القرن القادم بعد 150 سنة من الآن يفترض أن تصبح مدينة عالمية (Ecumenic City) أومدينة لكل سكان الأرض الاكيومينوبوليس (Ecumenopolis).

ويؤكّد دوكسيادس حتى المدن الحالية تتطور على أنظمة معقدة جدا بدءا من المدينة الساكنة والتي تتطور في دوائر متحدة المركز نحوالمدينة الديناميكية (Dynapolis)حتى تصل الحدود الخارجية للمدينة على طول الشريان الرئيسي (اتجاه نموأحادي)، والذي يربطه مع أقرب مدينة أوميناء أوساحل. إلى غير ذلك، تنتقل المدينة إلى نظام من المدن المترابطة مع بعضها البعض بحيث تشكّل مجمّع أومركّب حضري (Urban Complex) أوحاضرة (Metropolis) مع عدد كبير من السكان، وهذا يقود في النهاية إلى استنتاج أنه تحت الضغوط المتزايدة للقوى المتنوعة (الاقتصادية، السكانية، الحيوية،... الخ) ينشأ بشكل تدريجي نظام أكبر وأكبر من المستوطنات؛ إذ حتى نظام المدن الذي يهجر للنموبصورة عشوائية يفترض أن يؤدي في النهاية إلى كارثة؛ لأنه سيفرض أبعاد عالمية سريعة جدا من ميجالوبوليس أوحواضر مهولة أومناطق مدن ضخمة(Megalopolises) إلى مدن تمتد عبر القارات ومن هناك إلى مدينة عالمية (Ecumenopolis) ساكنة؛ إذ ستكون تعبير عن مركّب حضري مهول والوصول إليها بات أمرا حتميا أولا مفر منه؛ إذ يظهر التحليل الدقيق أنه لا يوجد شيء منطقي أوعقلاني يمكن القيام به لتفادي ذلك، ويمكن الاستنتاج فقط حتى هذه المدينة إذا كانت على هيئة مدن اليوم فإنه وفقا للاتجاهات المعاصرة يفترض أن تكون مدينة محكوم عليها بالدمار كما أشار لذلك لويس ممفرد (Lewis Mumford) بوصفها مقبرة كبيرة (Necropolis) أومدينة ميتة(City of Dead).

وفيما يلي الصيغة لتطور ظهور المدينة العالمية من الوقت الحاضر:

1. تطوّر منطقة المدينة الكبرى أوالمتروبوليتان إلى ميجالوبوليس أوحاضرة مدن ضخمة (سوبر-ميترو) (Metropolis to Megalopolis (Super-Metro.
2. تطوّر الميجالوبوليس إلى مدينة لكل الأرض أومدينة عالمية أوقارة حضرية
3. شبكة جديدة لربط هذه المستقرات الحضرية معا، والتي يفترض أن تغطي الأرض كلها.

يجب حتى تستند مدينة المستقبل على أساس شبكة جديدة من المراكز وخطوط الطرق والاتصالات التي من شأنها حتى تكون قادرة على تحمل ضغوط ومطالب احتياجات السكان المتزايدة. وبطبيعة الحال، هذه الشبكة العالمية سيكون لديها مسافات فيما بينها عادة المناطق الريفية والأراضي المخصصة للزراعة وتربية الماشية. المدينة العالمية هي بالعمل في طوّر الإنشاء وسوف تمتص تقريبا جميع المدن ذات الشأن في الوقت الحاضر بحيث ستنموتدريجيا بعمل نموها الديناميكي، إضافة إلى إنشاء مستوطنات جديدة وسوف تهجرّب تقريبا من جميع المدن الرئيسية في الماضي والحاضر، وسوف تمتد على نطاق واسع عبر السهول والوديان الكبرى وخاصة بالقرب من: المحيطات، والبحار، والبحيرات العظمى، والأنهار، وسيكون أكثر العوامل مساهمة في تشكيلها وجود الماء، وحتى عندما يمكن استعمال المياه المالحة للأغراض الحضرية ستكون متاحة فقط بالقرب من مستوى المحيطات والبحيرات، فهي ستجذب المدينة كما جذبت الأنهار الصغرى المستوطنات القديمة من قبل.

وتمر المدينة العالمية في مرحلتها الأولى والتي بدأت بالعمل، حيث سيعزز نموالمستوطنات الديناميكي من بناء المدينة بشكل تدريجي وستتطور بشكل تلقائي إلى أشكال أكثر تقدما حتى تصل إلى الحد الأقصى المحسوب من السكان والمساحة المقدّرة، فلا يعود بالإمكان التوسع أكثر من ذلك وفي هذه الفترة يفترض أن تخضع بعض التغيرات الثانوية التي لا غنى عنها لإعادة تكيّف السكان والاقتصاد والوظائف اللازمة للمدينة العالمية.

وستشكّل مدينة المستقبل شبكة عالمية ليس عن طريق المدن المترابطة ولكن عن طريق الأنطقيم المترابطة، وسوف تحدّد مراكز المرتبة الأعلى بشكل رئيسي، والهجريز الأكبر للسكان يفترض أنقد يكون في السهول العظمية التي تتمتع بأفضل مناخ وأفضل مصادر للمياه، وسوف تتبع الارتباطات بينها الخطوط الطبيعية المتصلة مع بعضها إضافة إلى بعض الأنفاق تحت الأرض، وأنفاق تحت سطح البحر، وممرات جوية، وتتضمن هذه الشبكة العالمية الكثير من المراكز الرئيسية والثانوية؛ لذلك يفترض أن يظهر بنية هرمية من المراكز في المدينة العالمية تتراوح من مراكز صغيرة جدا والتي يقابلها في الوقت الحاضر الأحياء إلى مراكز متوسطة الأهمية يتراوح عدد سكانها بين 5-10 مليون نسمة والتي يقابلها حاليا مناطق المدن الكبرى أوميتروبوليتان (Metropolitan or Metropolis) إلى مراكز الرتبة الأعلى مع عدد سكان سائر نحومئات الملايين، وهذه المراكز يفترض أن تشكّل شبكات الرتب المتنوعة ضمن الشبكة الرئيسية، والكثير من هذه المراكز سينطوي على جميع أنواع الوظائف كما أنها ستجهّز بالإدارة والنقل والثقافة والإنتاج والترفيه لمنطقة واسعة والبعض الآخر سيكون تعبير عن مراكز متخصصة تهتم بالعوامل المحلية الخاصة أوالتنطقيد، مثل: مدينة كامبيرج، وماسوشوستس، حيث ستجذب جميع أنواع الوسائل التعليمية وستصبح مراكز متخصصة مهمة للتعليم لمراكز الرتبة العليا جدا في الشبكة في المدينة العالمية، بينما ستكون مراكز أخرى مهمة للثقافة وللسياسة أوللمتعة والترفيه.

ويمكن القول: أنه في غضون القرن القادم بعد 150 سنة من الآن يفترض أن تصبح المدن مدينة عالمية مهوله، ويصبح واضحا الآن حتى البشر يفترض أن يقابلون طريقين بديلين إما السماح للمدن العالمية حتى تصبح غير إنسانية وهذا يقود إلى الموت الظاهري أوتحويلها على الرغم من أبعادها البشرية جدا إلى مدينة إنسانية جدا وهذا التحدي الكبير لا يمكن لقاءته دون أخذه على محمل الجد.

والواضح حتى المدينة العالمية بهذه الأبعاد من ناحية الحجم والشكل لا تشكّل مصدرا للقلق، وما يهم هوتحقيق التوازن الملائم بين العناصر التي ستشكّل المدينة العالمية، وهي: الطبيعة، والبشر، والمجتمع، والمباني، والشبكات المتنوعة، مثل: (الطرق الرئيسية، وسكك الحديد، وأنظمة إمداد المياه والصرف الصحي والكهرباء، والاتصالات). فعناصر الطبيعة يجب حتى تحوّل إلى شبكة عملاقة تخترق جميع أجزاء المدينة العالمية بحيث تصل لكل منطقة سكنية، ومنظومة الغابات يفترض أن تتحول إلى متنزهات تتقاطع مع الطرق والحدائق ضمن سهولة وصول ميسّرة إلى المنازل، فإذا عهدنا كيف من الممكن أن نتحكم في الجوفإننا نحافظ عليه من التلوث؛ إذ لا يشكّل فهم كم سيكون حجم المدينة العالمية أوكيف من الممكن أن سيكون شكلها أي مصدر قلق خاص، فهناك مدن صغيرة ولكنها تعاني من تلوث أجوائها بسبب عدد السيارات الكبير، وباللقاء هناك مدن ضخمة لكن أجوائها نظيفة ونقية، فالمهم التأكّد من حتى التلوث الناجم عن المنشآت الصناعية وحركة المرور تحت السيطرة؛ فلا ينبغي حتىقد يكون حجم المدينة معضلة عندما نتمكن من السيطرة على الغلاف الجوي وإبقاؤه غير ملوثا، فالمفتاح موجود في الحفاظ على العلاقة الجيدة بين العناصر.

مراجع