الظهور

الظهور في الفكر الشيعي الإمامي تعني خروج المهدي من فترة الغيبة وتصدّيه للأمور ليقيم حكومة العدل الإلهي العالمية في شتّى بقاع المعمورة.

معنى الظهور

الظهور لغة بمعنى بروز الشيء وخروجه من حيز الاستتار. ويعني حتى الشيء يظهر بعد حتى كانمستترا. والمستفاد من مفردة الظهور أنّها توحي عن شدّة الاظهار للمستتر.

مراحل الظهور

يمكن تقسيم مراحل الظهور إلى الأدوار التالية:

الفترة الأوّلى للظهور وهذه تنحصر في فهم الله ومشيئته.

فترة القيام والتصدي للظالمين والمستكبرين والوقوف بوجههم بأمر من الله تعالى.

الفترة الأخيرة فترة تثبت أسس وقواعد الحكومة العالمية.

روايات الفترة الأوّلى للظهور

1. روى زرارة عن محمد الباقرأنّه نطق: «إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره».

2. وعن جعفر الصادق نطق: «إذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله تعالى».

والجدير بالذكر أنّ فترة القيام تلي فترة الظهور ومتأخرة عنها؛ بمعنى أنّه يظهر أوّلاً ثم يقوم ثانياً بعد حتى يجتمع حوله أنصاره وأعوانه وتتوفر

الشروط اللازمة للظهور.

روايات الفترة الثانية للظهور

1. روي عن علي بن الحسين السجاد أنّه نطق: «إذا قام قائمنا أمضى الله عز وجل عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد».

2. وعن جعفر الصادق أنّه نطق: «يَقُومُ الْقَائِمُ ولَيْسَ لأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَهْدٌ ولا عَقْدٌ ولا بَيْعَةٌ».

والجدير بالذكر حتى مفردة القيام قد تطلق في الروايات ويراد منها خصوص الظهور، نعم يراد في الغالب منها فترة ما بعد الظهور خاصّة.

3. روي عن رسول الله (ص) أنّه نطق: «لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا».

4. وعن محمد الباقر: «إِ قذامَ قائِمُنَا وضعَ اللَّهُ يدهُ على رُءُوسِ العبادِ فجمعَ بها عُقُولَهُمْ وكملتْ به أَحلامُهُمْ».

ومن الممكن معالجة اختلاف الروايات والجمع بين المتعارضات في تحديد الظهور بحمل البعض منها على خصوص فترة الظهور والبعض الآخر على فترة القيام.

والجدير بالذكر أنّ بعض الروايات عبّرت عن ظهور المهدي بالخروج كالحديث المروي عن جعفر الصادق : «خروج القائم من المحتوم».

الفترة الثالثة: فترة حكم المهدي

روي عن النبي محمد (ص) أنّه نطق في إشارة إلى هذه الفترة: «لا تمضى الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود».

وفي رواية أخرى عنه (ص) : «أبشركم بالمهدي، رجل من قريش من عترتي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطا

وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، ويقسم المال صحاحا».

وعنه (ص) أنّه نطق: «يبعثُ اللّه من عترتي أهل بيتى رَجُلاً... يُحبّه ساكنُ السماء وساكنُ الأرض».

زمن الظهور

من الأسئلة التي تراود أذهان الكثير من الناس السؤال عن زمن ظهور المهدي ومتى يتم ذلك،يا ترى؟ وهل عينت الروايات موعداً محدداً لظهوره أم لا،يا ترى؟ الا انّ الملاحظ من الروايات الكثيرة حتى الأئمة الشيعة تعمّدوا إخفاء موعد ظهوره وأشاروا إلى مواعيد عامّه وكليّة، ومن تلك الروايات المانعة عن ضرب موعد محدد لظهوره: مما روي عن جعفر الصادق أنّه نطق: «كذب الموقتون ما وقتنا فيما مضى ولا نوقت فيما يستقبل». وعليه لا يمكن ضرب موعد محدد لظهوره ومن يحدد ذلك فهوكاذب محتال. وعن محمد الباقر حينما سئل عن تاريخ ظهوره نطق: «كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون».

يستفاد من هذه الروايات وجود أناس يتربصون بالقضية فيضربوا مواعيد معينة لتحقيق مآرب شخصية ومنافع مادية بدوافع شيطانية وأهواء نفسانية، وهؤلاء كانوا وسيكونوا في مستقبل الأيام والسنين، ومن هنا حذر أئمة الشيعة من الانجرار وراء هؤلاء المنحرفين، فقد روي عن جعفر الصادق أنّه نطق: «من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن حتى تكذبه فلسنا نوقت لأحد وقتا».