البرامكة أسرة يعود أصلُها إلى مدينة بلخ، كانوا في الأصل مَجوسًا ثم دخلوا الإسلام، وهُم ينتسبون إلى جدهم الأكبر برمك، الذي كَانَ سادنًا في أحد معابد المجوس ويسمى معبد النوبهار، وهوَ أحد أشهر المعابد في مدينة بلخ في بلاد فارس. كان برمك جد البرامكة من كبار سدنة المعبد وتبعه في ذلك بنوه من بعده، وقد أسلم من ذريّته من أسلم، وهُم من الذين تزعَّموا الحراك العباسي في خراسان، حيث كان خالد بن برمك من كبار الدُعاة إلى الخلافة العباسية في بلاده، وقد اصطفاه الخليفة العباسي أبوالعباس السفاح ليكون وزيرًا له.

كانت أسرة البرامكة غرة على جبين الدولة العباسية، لما كان لها من المآثر والفضائل والسخاء الشديد، والأعمال العظيمة في الدولة وخاصة أيام هارون الرشيد، فيحيى بن خالد البرمكي كان مسؤولًا عن تربية الرشيد، وزوجته وسقمعته، وقد حافظ لهارون على ولاية العهد عندما هم موسى الهادي بخلع أخيه الرشيد، وهوالذي قام على أمر وزارة الرشيد حتى فوض له هذا الأخير جميع الأمور. أما ابنه الأول الفضل البرمكي فكان أخا الرشيد في الرضاعة والمسؤول عن تربية الأمين بن هارون الرشيد، واستطاع حتى يقضي على فتنة يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم، ووَلِي خراسان وغيرها، واتخذ من جندها جيشًا كبيرًا تعداده 50 ألف جندي، جعل ولاءهم له مباشرة، وسماهم العباسية. أما جعفر بن يحيى البرمكي فهونديم الرشيد وخليله في المجالس، فقد قضى على العصبية القبلية في الشام سنة 180 هـ، ثم جعل له الرشيد ولاية خراسان والشام ومصر، وجعله مسؤولاً عن تربية ابنه المأمون. أما موسى، الابن الثالث ليحيى البرمكي، فكان قائدًا عسكريًا كبيرًا، وتولى أمر الشام سنة 186 هـ. في حين حتى محمد الابن الرابع لم يكن له ذكر معلوم في التاريخ، ودوره في فترة وزارة البرامكة يحيطه الغموض.

استمرَّ البرامكة في وجودهم في مركز صناعة القرار حتَّى كانت نهايتهم في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي قضى عليهم في وقع تاريخي يُسمى نكبة البرامكة. اختلف المؤرخون فيما بينهم في السبب الذي دفع الرشيد إلى التخلص منهم على الرغم من أعمالهم العظيمة. انتهت النكبة بقتل جعفر بن يحيى وسجن البرامكة عام 187 هـ.

أصل البرامكة

صورة للمسجد الأخضر في بلخ التي كانت منشأ الأسرة البرمكية

ذُكر في أصل البرامكة عدة أقوال، منها حتى أصل البرامكة كانت من بيوتات بلخ، وكان جدهم برمك من مجوس بلخ (من بلدات أفغانستان الآن) وكان يخدم النوبهار، واشهجر برمك وبنوه بسدانته، وكان برمك عظيم المقدار عندهم، والنوبهار كان معبداً للمجوس بمدينة بلخ، توقد فيه النيران، وروى أبوالحسن علي بن الحسين المسعودي حتى النوبهار بناه منوشهر بمدينة بلخ من خرسان على اسم القمر، وكان من يلي سدانته تعظمه الملوك في ذلك الصقع، وتنقاد لأمره وترجع إلى حكمه، وتحمل إليه الأموال، وكان الموكل بسدانته يدعى البرمك، وهذه سمة عامة لكل من ولي سدانته، ومن أجل ذلك سمي البرامكة بهذا الاسم، لأن خالد بن برمك كان من ولد من كان على هذا البيت، وكان بنيان البيت من أعلى البنيان تشييدًا، وكانت تنصب على أعلاه الرماح عليها شقاق الحرير الخضر، طول الشقة مئة ذراع فما دون.

في حين يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان حتى البرامكة أهل شرف على وجه الدهر في بلخ مثلهم مثل ملوك الطوائف في الأندلس، وكان دينهم عبادة الأوثان، فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها، وما كانت قريش ومن والاها من العرب يأتون إليها ويعظمونها، فاتخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام، ونصبوا حوله الأصنام، وزينوه بالديباج والحرير، وعلقوا عليه الجواهر النفيسة. وكانت الفرس تعظمه وتحج إليه وتهدي له، وتلبسه أنواع الثياب، وتنصب على أعلى قبته الأعلام، وكانوا يسمون قبته الأوستن، وكانوا يسمون السادن الأكبر برمك، لتشبيههم البيت بمكة يسمون سادنه برمكه، فكان جميع من ولي منهم السدانة سُمي برمكًا، وكان ملوك الهند والصين وكابل وغيرهم من الملوك تدين بذلك الدين، وتحج إلى هذا البيت، وكانت سنتهم إذا وافوه حتى يسجدوا للصنم الأكبر ويقبلوا يد برمك، وجعلوا للبرمك ما حول النوبهار من الأراضين سبعة فراسخ، فلم يزل برمك يلي النوبهار بعد برمك إلى حتى افتتحت خراسان أيام خلافة عثمان بن عفان، وانتهت السدانة إلى برمك، فسار إلى عثمان مع رهائن، ثم رغب في الإسلام، فأسلم وسمي عبد الله، ورجع إلى أهله وولده وبلده، فأنكروا إسلامه، فأجابهم برمك: إني إنما دخلت في هذا الدين اختيارًا وفهمًا بفضله من غير رهبة، ولم أكن لأرجع إلى دين بادي العوار مهتك الأستار. فغضب عليه أحد الملوك اسمه نيزك طرخان، وزحف إليه في جمع كثير، فخط إليه برمك: قد عهدت حبي للسلامة، وإني قد استنجدت الملوك فأنجدني، فاصرف عني أعنة خيلك، وإلا حملتني لقاءك، فانصرف عنه، ثم استغره وبيته فقتله وعشرين من بنيه، فلم يبقَ له سوى طفل وهوبرمك أبوخالد، فإن أمه هربت به إلى أرض القشمر من بلاد الهند، فنشأ هناك وتفهم فهم الطب والنجوم وهوعلى دين آبائه، ثم إذا أهل بلاده أصابهم الطاعون، فخطوا إلى برمك حتى قدم إليهم، فأجلسوه في مكان آبائه وتولى النوبهار، ثم تزوج برمك بنت ملك الصغانيان، فولدت له الحسن وبه يكنى. ويقول الحموي: كان برمك يعكر النوبهار ويقول به، وهواسم لبيت النار الذي ببلخ يعظم قدره بذلك، فصار ابنه خالد بن برمك بعده.

صورة لبيت النار في مدينة يزد الإيرانية للديانة الزرادشتية الذي كان معبد النوبهار أحد أبرز معابدها

وقد اختلف في معبد النوبهار فالمقدسي والمسعودي وابن خلكان والحميري يقولون حتى النوبهار بيت من بيوت النار، في حين حتى ابن الفقيه والقزويني يقولان أنه أحد بيوت الأصنام، بينما ذكر ياقوت الحموي حتى النوبهار بيت من بيوت الأصنام والنار في آن واحد. ويمضى المؤرخون الغربيون عكس ما نطقه العرب، إذ يقول المؤرخ الفرنسي دومينيك سوردال: إذا ما اتى في وصف النوبهار عند الجغرافيين العرب لا يطابق ما معروف عن هيكل النار، بل على العكس من ذلك، ووصفه بصفات مميزة وأشار إلى أنه معبد بوذي. ويذكر عالم الصينيات الفرنسي ستانيسلاس جولين أنه في القرن السابع الميلادي زار هذا المعبد حاج صيني يدعى هوان شانج Hiuan-Tsange ووصفه في كتاب اسمه ذكريات على البقاع الشرقية بقوله: إذا حدثة نوبهار التي من المستبعد حتى تكون حدثة فارسية تعني الربيع الجديد، وهي اسم مشتق من حدثتين سنسكريتيتين هما: نڤا Nuova وفهارا Vihari، ومعناهما المعبد الجديد، إشارة إلى معبد بوذي.

إن البرامكة أسرة فارسية عريقة ذات شأن عظيم، ينسبون إلى جدهم الأكبر برمك، الذي كان رجلًا عالمًا في الطب والتنجيم، ومتوليًا سدانة النوبهار ببلخ، وقد حظي الكثير من رجالها بمنزلة عالية عند الخلفاء العباسيين. وتدور الروايات الكثيرة حول تاريخ البرامكة في العهود الأولى للإسلام، وحول اعتناقهم الدعوة، فبعض الروايات تجزم بإسلام برمك، والبعض منها تذكر حتى البرامكة كانوا على دين المجوس، ثم أسلم من أسلم منهم وحسن إسلامهم. وحسب بعض الرواة، فإن برمك اعتنق الدعوة في عهد عثمان بن عفان، وتعرض لعداوة طرخان ملك الهجر، وأنه عالج الأمير مسلمة بن عبد الملك وشفاه من سقم ألمَّ به، كما كلفه الوالي أسد بن عبد الله بإعادة بناء مدينة بلخ التي كانت قد ضُربت. ويبدوحتى خالد بن برمك الذي ولد في أيام الدولة الأموية سنة 90 هـ الموافق 709م، قد نشأ على الإسلام، حتى بلغ في الفصاحة فترة سامية، كما يظهر أنه كان في خدمة الدعوة العباسية. وقد أطلق اسم برمك على أناس كثيرين، لا ينتمون إلى الأسرة البرمكية، وقد يحدث بعضهم من عتقاء البرامكة أومواليهم، مثل: المغنية دنانير البرمكية، ومحمد بن الجهم البرمكي (المترجم من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية)، وإبراهيم بن عمر البرمكي الذي ذكر بأن أسلافه كانوا يسكنون قرية تسمى البرامكة فنسبوا إليها، كما حتى لقب البرامكة أطلق على المحلة أوالقرية نسبة إلى آل برمك الوزراء.

الإطار السياسي

لما قام بنوالعباس بطلب الخلافة أيدهم الفرس ونصروا دعوتهم، وسلموا إليهم أزِمَّة الخلافة بقيادة أبي مسلم الخرساني، فأصبح الفرس أصحاب الدولة وحُماتها، واستأثروا بشؤون الخلافة، وأوصى الخلفاء بإكرامهم، وخير مرشد على ذلك وصية الخليفة المنصور لابنه المهدي لما نطق: «وانظر مواليك فأحسن إليهم وقربهم واستكثر منهم، فإنهم مادتك لشدة إذا نزلت بك، وما أظنك تعمل، وأوصيك بأهل خراسان خيرا، فإنهم أنصارك وشيعتك الذين بذلوا أموالهم في دولتك ودماءهم دونك، ومن لا تخرج محبتك من قلوبهم حتى تحسن إليهم، وتتجاوز عن مسيئهم، وتكافئهم على ما كان منهم، وتخلف من توفي منهم في أهله وولده، وما أظنك تعمل»، وترقى الفرس إلى أعلى المناصب والمراتب عند العباسيين في أيام البرامكة، حيث تولوا الوزارة التي كانت تعد من أعلى المناصب. وأول من اتصل بالعباسيين من البرامكة هوخالد بن برمك، الذي نبغت الدولة البرمكية في أيامه، وامتدت إلى حتى انقضت في أيام الرشيد.

خالد بن برمك

كان خالد بن برمك من رجال الدولة العباسية الأقوياء، وكان رجلًا فاضلًا جليلًا كريمًا حازمًا يقظًا، لمع اسمه عندما أظهر بسالةً وبراعةً حربيةً في قيادته لبعض الجيوش الخراسانية تحت لواء القائد أبومسلم الخراساني، ونظّم الخراج وتقلد الغنائم وقسمها في جيش قحطبة بن شبيب قائد أبي مسلم. وأُرسل مع المسي بن زهير إلى دير قنى لإدارة الإقليم، ثم أمره الخليفة العباسي الأول أبوالعباس السفاح على ما كان يتقلد من الغنائم، وجعل إليه بعد ذلك ديوان الخراج وديوان الجند.

بعد مقتل حفص بن سليمان أبوسلمة الخلال الملقب بوزير آل محمد، استوزر السفاح خالد بن برمك، وقد حل محل الوزير، وبذلكقد يكون خالد جد البرامكة أول من وُزِّر من آل برمك، وكان له شقيقان: الحسن وسليمان من أبناء برمك، ولم يرد لهما ذكر في خط التاريخ. اتصلت وزارة خالد في عهد المنصور، حيث ولاه على الري وطبرستان ودنباوند، فأقام بها سبع سنين، وكان من مقام خالد بطبرستان إخماد نيران ثورة كبيرة فيها، وذُكر حتى أهل طبرستان بعد هذا الفوز نقشوا على دروعهم صورة خالد وسلاحه. ثم ولاه المنصور الموصل، بعد حتى أشار عليه بذلك المسيب بن زهير، فأحسن خالد إلى الناس، وهابه أهل البلد هيبة شديدة مع إحسانه إليهم، وذكر أحمد بن محمد بن سوار الموصلي أنه نطق: ما هبنا قط أميرًا هيبتنا خالد بن برمك، من غير حتى تشتد عقوبته ولا نرى فيه جبرية، ولكن هيبة كانت له في صدورنا.

صورة للخليفة العباسي أبوالعباس السفاح، أول من استوزر من البرامكة، وفي عهده كانت وزارة خالد بن برمك

كان لخالد البرمكي اليد العظمى على المنصور في خلع عيسى بن موسى من ولاية العهد، ونقل البيعة إلى المهدي بن منصور، فعندما عجز المنصور عام 147 هـ عن تنحية عيسى من ولاية العهد لمبايعة ابنه المهدي وجعله ولي العهد من بعده، استعان المنصور بخالد لإقناع عيسى بالموافقة على البيعة. فقد وقع الطبري: «أراد أبوجعفر حتى يخلع عيسى بن موسى من ولاية العهد، ويقدم المهدي عليه، فأبى حتى يجيبه إلى ذلك، وأعيا الأمر أبا جعفر فيه، فبعث إلى خالد بن برمك فنطق له: حدثه يا خالد، فقد ترى امتناعه من البيعة للمهدي، وما قد تقدمنا به في أمره، فهل عندك حيلة فيه فقد أعيتنا وجوه الحيل، وضل عنا الرأي، فنطق: نعم يا أمير المؤمنين، تضم إلي ثلاثين رجلا من كبار الشيعة ممن تختاره، نطق: فركب خالد بن برمك وركبوا معه، فساروا إلى عيسى بن موسى، فأبلغوه رسالة أبي جعفر المنصور، فنطق: ما كنت لأخلع نفسي، وقد جعل الله عز وجل الأمر لي، فلفه خالد بكل وجه من وجوه الحذر والطمع، فأبى عليه فخرج خالد عنه، وخرجت الشيعة بعده، فنطق لهم خالد: ما عندكم في أمره، نطقوا: نبلغ أمير المؤمنين رسالته ونخبره بما كان منا ومنه، نطق: لا، ولكنا نخبر أمير المؤمنين، أنه قد أجاب ونشهد عليه إذا أنكره، نطقوا له: إعمل فإنا نعمل، فنطق لهم: هذا هوالصواب، وأبلغ أمير المؤمنين فيما حاول وأراد، فساروا إلى أبي جعفر وخالد معهم، فأفهموه أنه قد أجاب، فأخرج التوقيع بالبيعة للمهدي، وخط بذلك إلى الآفاق، نطق: وأتى عيسى بن موسى لما بلغه الخبر أبا جعفر منكرًا لما ادعي عليه من الإجابة إلى تقديم المهدي على نفسه، وذكره الله فيما قد هم به، فنادىهم أبوجعفر فسألهم، فنطقوا: نشهد عليه أنه قد أجاب، وليس له حتى يرجع، فأمضى أبوجعفر الأمر وشكر لخالد ما كان منه، وكان المهدي يعهد ذلك له ويصف جزالة الرأي منه فيه».

وقد أبلى خالد بلاءً حسنًا وهوفي شيخوخته حين استولى في سنة 163 هـ على سالموا، وهوأحد حصون الروم، إذ أوفده المهدي مع الرشيد حين وجهه لغزوالروم. يقول الطبري: «وجه المهدي خالد بن برمك مع الرشيد، وهوولي العهد حين وجهه لغزوالروم، وتوجه معه الحسن وسليمان ابنا برمك، ووجه معه على أمر العسكر ونفقاته وكتابته والقيام بأمره يحيى بن خالد، وكان أمر هارون كله إليه، وصير الربيع الحاجب مع هارون يغزوعن المهدي، وكان الذي بين الربيع ويحيى على حسب ذلك، وكان يشاورهما، ويعمل برأيهما، ففتح الله عليهم فتوحا كثيرة، وأبلاهم في ذلك الوجه بلاءً جميلا، وكان لخالد في ذلك بسمالوأثر جميل لم يكن لأحد ، وكان منجمهم يسمى البرمكي تبركا به، ونظرًا إليه». توفي خالد في سنة 163 هـ، عن خمس وسبعين سنة.

يحيى بن خالد

بعد وفاة خالد بن برمك ظهر ابنه يحيى الذي كان سديدًا صائب الآراء حسن التدبير، ضابطًا لما تحت يده، قويًا على الأمور. قربه الخليفة المهدي إليه، وأصبحت العلاقة وثيقة بينهما بدليل أنه حين ولد الفضل بن يحيى في سنة 147 هـ قبل ولادة الخيزران للرشيد بسبعة أيام، أرضعت الخيزران الفضل من لبان ابنها، فكان الفضل بن يحيى أخًا للرشيد من الرضاع. وفي ذلك يقول الشاعر:

أصبح الفضل والخليفة هارون رضيعي لبان خير النساء

في السنة الثالثة من خلافة المهدي أي في سنة 161 هـ عهد إلى يحيى البرمكي تربية ابنه هارون وتأديبه، وفي السنة 163 هـ ولَّى ابنه هارون المغرب كله وأذربيجان وأرمينية، وجعل يحيى على ديوان رسائله. بعد وفاة المهدي تولى الخلافة ابنه الهادي، فأبقى يحيى على وظائفه السابقة، وخلال مدة قصيرة في حوالي السنة، حاول الهادي نقل ولاية الرشيد إلى ابنه جعفر لتبقى الخلافة في نسله، وتبعه في ذلك عدد من قواد الدولة العباسية منهم يزيد بن مزيد وعبد الملك بن مالك وعلي بن عيسى، فخلعوا هارون وبايعوا جعفر بن موسى، ولكن يحيى لم يرضَ بهذه المبايعة، وبقي على إخلاصه للرشيد وثبت في المحافظة على حقه في ولاية العهد، ولم يكتفِ بذلك، بل حرض الرشيد على عدم التنازل عن حقه، فأبلغ بعضهم الهادي بأنه ليس عليك من هارون خلاف وإن من يفسده يحيى بن خالد، فنطقوا: ابعث إلى يحيى وهدده بالقتل وارمه بالكفر، فأغضب ذلك موسى الهادي على يحيى بن خالد. ذكر أبوحفص الكرماني حتى محمد بن يحيى بن خالد حدثه نطق: بعث الهادي إلى يحيى ليلا، فأيس من نفسه وودع أهله، وتحنط وجدد ثيابه، ولم يشك أنه يقتله، فلما أدخل عليه نطق: يا يحيى ما لي ولك، نطق: أنا عبدك يا أمير المؤمنين، فماقد يكون من العبد إلى مولاه إلا طاعته، نطق: فلم تدخل بيني وبين أخي وتفسده علي، نطق: يا أمير المؤمنين من أنا حتى أدخل بينكما، إنما صيرني المهدي معه، وأمرني بالقيام بأمره، فقمت بما أمرني به ثم أمرتني بذلك، فانتهيت إلى أمرك، نطق: فما الذي خلق هارون، نطق: ما خلق شيئًا، ولا ذلك فيه ولا عنده، نطق: فسكن غضبه، وقد كان هارون طاب نفسا بالخلع، فنطق له يحيى: لا تعمل، فنطق: أليس يهجر لي الهنيء والمريء فهما يسعانني وأعيش مع ابنة عمي، وكان هارون يجد بأم جعفر وجدا شديدا، فنطق له يحيى: وأين هذا من الخلافة ومن الممكن أنك ألا يهجر هذا في يدك حتى يخرج أجمع، ومنعه من الإجابة. وكان الهادي قد وقع يحيى في خلع هارون وإحلاله ابنه جعفر، وقد حادث يحيى للهادي في خلع الرشيد لما حدثه فيه: يا أمير المؤمنين إنك إذا حملت الناس على نكث الأيمان هانت عليهم أيمانهم، وإن هجرتهم على بيعة أخيك بايعت لجعفر من بعده، كان ذلك أوكد لبيعته، فنطق: صدقت ونصحت.

غير حتى الهادي لم يقبل بهذه النصيحة ورجع إلى فكرة تنحية أخيه عن ولاية العهد والمبايعة لابنه جعفر، فأحضر يحيى البرمكي وحبسه وعزم على قتله، يقول اليعقوبي: حتى موسى الهادي أخذ يحيى بن برمك وأشرف عليه بالقتل عدة مرات، وحكي حتى موسى الهادي كان قد طالب أخاه هارون حتى يخلع نفسه من العهد، ليصيره لابنه من بعده، ويخرج هارون من الأمر فلم يجب إلى ذلك، وأحضر يحيى بن خالد البرمكي، ولطف به وداراه ووعده ومناه وسأله حتى يشير على هارون بالخلع، فلم يجب يحيى إلى ذلك ودافعه مدة، فتهدده وتوعده، وجرت بينهما في ذلك خطوب طويلة، وأشفى يحيى معه على الهلاك، وهومقيم على مدافعته عن صاحبه، إلى حتى اعتل الهادي علته التي توفي منها، واشتدت به، فنادى يحيى ونطق له: ليس ينفعني معك شيء، وقد أفسدت أخي علي، وقويت نفسه حتى امتنع مما أريده، ووالله لأقتلنك، ثم نادى بالسيف والنطع وأبرك يحيى ليضرب عنقه، فنطق إبراهيم بن ذكوان الحراني: يا أمير المؤمنين إذا ليحيى عندي يدًا، أريد حتى أكافئه عليها، فأحب حتى تهبه لي الليلة، وأنت في غد تعمل به ما تحب، فنطق له: ما فائدة ليلة، فنطق: إما حتى يقود صاحبه إلى إرادتك يا أمير المؤمنين، أويعهد في أمر نفسه وولده، فأجابه، نطق يحيى: فأُقمت من النطع، وقد أيقنت بالموت، وأيقنت أنه لم يبق من أجلي إلا بقية الليلة، فما اكتحلت عيناي بغمض إلى السحر، ثم سمعت صوت القفل يفتح علي، فلم أشك حتى الهادي قد استنادىني للقتل، لما انصرف محرره، وانقضت الليلة، وإذا بخادم قد ولج إلي، ونطق: أجب السيدة، فقلت: ما لي وللسيدة، فنطق: قم، فقمت وجئت إلى الخيزران فنطقت: إذا موسى قد مات، ونحن نساء فادخل، فأصلح شأنه، وأنفذ إلى هارون فجئ به، فأدخلت، فإذا به ميتًا، فحمدت الله تعالى على لطيف صنعه، وتفريج ما كنت فيه، وبادرت إلى هارون، فوجدته نائمًا فأيقظته، فلما رآني عجب ونطق: ويحك ما الخبر، قلت: قم يا أمير المؤمنين إلى دار الخلافة، فنطق: أوقد توفي موسى،يا ترى؟ قلت: نعم، فنطق: الحمد لله، هاتوا ثيابي. فإلى حتى لبسها، اتىني من عهدني أنه ولد له ولد من مراجل، ولم يكن عهد الخبر، فسماه عبد الله، وهوالمأمون وركب وأنا معه، إلى دار الخلافة. في نفس سنة توليت الرشيد منطقيد الحكم، ولُّى يحيى بن خالد الوزارة ونطق له: «قد قلدتك أمر الرعية، فاحكم فيها بما ترى، واعزل من رأيت، واستخدم من رأيت، ودفع إليه خاتمه»، فنطق إبراهيم الموصلي في ذلك:

ألم تر حتى الشمس كانت سقيمة فلما ولي هارون أشرق نورها
بيمن أمين الله هارون ذي الندى فهارون واليها ويحيى وزيرها

في سنة 178 هـ فوض الرشيد إلى يحيى البرمكي جميع أموره يعمل ما يريد، جميع الأمور بيده، يعين ويعزل، ويجمع ويفرق كما يشاء. وبذلك أصبح الوزير يحيى وكأنه الحاكم العملي الذي يتمتع بصلاحيات مطلقة، فقام بإدارة أمور الحكم وسد الثغور وجبي الأموال، فعظم شأنه وعُمل برأيه. لكن على الرغم من المنزلة العظيمة التي وصل إليها يحيى، إلا أنه لم يكن المشرف الوحيد على إدارة شؤون الدولة باعتباره وزيرًا، وذلك لأن الرشيد خلال السنوات الأولى من حكمه هجر ممارسة السلطة لأمه ولوصيه، إذ كان على يحيى حتى يعرض شؤون الرعية على الخيزران أم الخليفة. في بداية وزارة يحيى كان يمتلك إدارة الدواوين كلها سوى ديوان الخاتم، فقد كان الختم موكلًا إلى جعفر بن محمد الأشعث، ثم في بداية سنة 171 هـ أخذه الرشيد ودفعه إلى أبي العباس بن سليمان الطوسي، ثم لم يلبث أبوالعباس يسيرًا حتى توفي فعادت هذه الوظيفة إلى يحيى بن خالد الذي جمع الوزارتين. كانت الخط التي تنفذ من ديوان الخراج تؤرخ باسم يحيى بن خالد. منذ حتى تقلد يحيى بن خالد الوزارة ظهر ما سمي بدولة بني برمك، فقد نطق ابن الطقطقي: «افهم حتى هذه الدولة كانت غرة في جبهة الدهر، وتاجاً على مفرق العصر. ضربت بمكارمها الأمثال، وشدت إليها الرحال، ونيطت بها الآمال. وبذلت لها الدنيا أفلاذ أكبادها، ومنحتها أوفر إسعادها. فكان يحيى وبنوه كالنجوم زاهرة، والبحور زاخرة، والسيول دافعة، والغيوث ماطرة، أسواق الآداب عندهم نافقة، ومراتب ذوي الحرمات عندهم عالية. والدنيا في أيامهم عامرة. وأبهة المملكة ظاهرة، وهم ملجأ اللهف، ومعتصم الطريد».

مكث يحيى في الحكم مدة سبع عشرة سنة، يعاونه في تصريف شؤون الخلافة أبنائه الأربعة: الفضل وجعفر ومحمد وموسى. وقد وصفهم إبراهيم الموصلي بقوله: «أما الفضل فيرضيك بعمله، وأما جعفر فيرضيك بقوله، وأما محمد فيعمل حسب ما يجد، وأما موسى فيعمل ما لا يجد». لم يُقدر لولدي يحيى: محمد وموسى حتى يلعبا دورًا مهمًا، حيث كان موسى قائدًا عسكريًا مشهورًا بشجاعته، وقد تبوأ ابناه الآخران: الفضل وجعفر أعلى المناصب وأعظمها، إذ ولَّى الرشيد جعفر المغرب كله من الأنبار إلى أفريقيا، وذلك سنة 176 هـ، وقلَّد الفضل المشرق كله من النهروان إلى أقصى بلاد الهجر، كما لوحظ حتى لقب الوزير الذي كان يعني يحيى كان ينطبق أيضًا على الفضل وجعفر.

الفضل بن يحيى

في عام 176 هـ ولِّي الفضل بن يحيى الأرض العباسية من النهر إلى أقصى بلاد الهجر، وكان ذلك عندما ظهر يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب في الدليم، وكثر أنصاره واشتدت شوكته، فاغتم الرشيد لذلك ووجه الفضل في خمسين ألفًا من جنوده، وتمكن الفضل من إخماد الثورة باللين دون سفك الدماء، بعد حتى أقنع يحيى بقبول الصلح، ووضع له أمانًا من قبل الرشيد، خطه الرشيد بخطه وبشهادة القضاة والفقهاء، فسلم يحيى نفسه وحمله الفضل إلى الرشيد.

اختلفت الروايات في مصير يحيى البرمكي؛ فمنهم من نطق بأن الرشيد حبسه في السجن حتى مات، ومنهم من نطق إشه حبسه تحت إشراف البرامكة فأطلقوا سراحه دون استئذان الرشيد، ولكن الرشيد ما إذا حبس يحيى حتى استقبل ابنه الفضل في بغداد وأكرمه إكرامًا عظيمًا. وقد تميز الفضل بأخلاق جدية صارمة، في سنة 177 هـ سُمي الفضل واليًا على خرسان، فلما صار إليها أزال سيرة الجور وبنى الحياض والمساجد، وأحرق دفاتر البغايا، وزاد الجند والقادة ووصل الزائري والكتاب، فحسنت سيرته، وأمر بهدم النوبهار فلم يقدر عليه لإحكام بنائه، فهدم منه بترة وبنى فيها مسجدًا، وفي خراسان جند الفضل جيشًا من العجم وأطلق عليهم اسم العباسية بلغ عدده خمسمائة ألف رجل، أوفد عشرين ألفًا منهم إلى بغداد وظل الباقون في خرسان. ولمَّا خالف أهل الطالقان افتتح الفضل بلادهم، وزحف صاحب الهجر في جيش كبير ولقي عسكر الفضل والتحمت بينهما الحرب، واستباح الفضل عسكر الطالقان، وغنم أمواله. وقد كلف الفضل إبراهيم بن جبريل بفتح بلاد كابل، فافتتحها وغنم غنائم كثيرة، وقاد حملة ضد مملكة أشروسنة وكانت المملكة ممتنعة. غير حتى الفضل لم يخط له النصر في حروبه في أرمينية، فقد ذكر اليعقوبي: «أنه لما ولّى الرشيدُ الفضلَ بن يحيى بن خالد البرمكي أرمينية، سار إليها بنفسه، فلما قدم توجه إلى ناحية الباب والأبواب، فغزا قلعة حمزين، فهزمه أهل حمزين، فانصر ما يلوي على شيء حتى أتى العراق واستخلف على البلد عمر بن أيوب الكناني».

كان الرشيد قد جعل ولده محمدًا في حجر الفضل بن يحيى، والمأمون في حجر جعفر، فاختص جميع واحد منهما بمن في حجره، لذلك كان للفضل الدور البارز في أخذ البيعة لمحمد بن الرشيد، إذ أنه لما صار إلى خرسان فرق بين سكانها الأموال ومنح الجند أعطيات متتابعات، ثم أظهر البيعة لمحمد بن الرشيد، فبايع الناس له وسمَّاه الأمين. ولما انصرف الفضل من خرسان إلى العراق في آخر سنة 179 هـ، استقبله الرشيد استقبالًا حافلًا، ونطق الطبري: «لما قدم الفضل بن يحيى من خرسان خرج الرشيد إلى بستان أبي جعفر يستقبله، وتلقاه بنوهاشم والناس من القواد والكتاب والأشراف، فجعل يصل الرجل بالألف ألف وبالخمسمئة ألف». وأحب الرشيد تقليد جعفر الخاتم، وكان إلى الفضل، ورغبة منه في عدم إعطاء قراره هذا طابع العزل، عثر الصيغة المناسبة لإعلان هذا الحدث، وأوفد إلى يحيى البرمكي: «إن أمير المؤمنين رأى حتى ينقل خاتم الخلافة من يمينك إلى شمالك». وصرف الرشيد الفضل بن يحيى عن الأعمال التي كان يتقلدها أولًا، ثم ظهر من الرشيد في سنة 183 هـ سخط على الفضل بن يحيى، ونزع منه جميع وظائفه، وبقي فقط وصيّاً على ولي العهد محمد الأمين، وهي الوظيفة التي حصل عليها قبل حتى يمضى إلى الري.

جعفر بن يحيى

بينما كان يحيى البرمكي يميل إلى الفضل، كان الرشيد يميل إلى جعفر. كان جعفر جاز الأخلاق طلق الوجه، ظاهر البشر، وهذه الصفات قربته من الرشيد فآنس به أكثر من أنسه بأخيه الفضل، ولم يكن له صبر عنه، فأنزله بالخلد بالقرب من قصره. وتباعد ما بين الفضل وجعفر، لأن الفضل كان يلتمس من جعفر حتى يعطيه بعد اختصاص الرشيد إياه من نفسه مثل ما كان يعطيه قبل ذلك، وقد ساعد الرشيد جعفر في مهماته المتنوعة، وكثيرًا ما كان الرشيد يقول ليحيى: «أنت للفضل وأنا لجعفر». كان جعفر متمكنًا عند الرشيد غالبًا على أمره واصلا منه، وبلغ علوالمرتبة عنده مالم يبلغ سواه، حتى حتى الرشيد اتخذ ثوبًا له زيقان، فكان يلبسه هووجعفر جملة، وذكر المقدسي حتى هارون كان مختصًا بجعفر بن يحيى بن برمك حتى أمر فخيط له قميص ذوجيبين، يلبسه هارون وجعفر لثقة به واختصاصه به. وروى الجهشياري حتى الرشيد كان يسمي جعفرًا أخي، ويدخله معه في ثوبه، وقلده بريد الآفاق ودور الضرب والطرز في جميع الكور، كما أشركه معه في النظر في المظالم.

في سنة 176 هـ كثر تظلم أهل مصر من موسى بن عيسى، فولى الرشيد جعفر بن يحيى على مصر. وعندما هاجت العصبية بالشام في سنة 180 هـ وزاد خطرها غضب الرشيد لذلك وعقد لجعفر بن يحيى على الشام، ونطق له: إما حتى تخرج أنت أوأخرج أنا، فنطق له جعفر بل أقيك نفسي، فقصد جعفر الشام وأصلح بينهم وأخمد الثورة. ولما نجح جعفر في إطفاء نيران الفتنة، ولى جعفر صالح بن سليمان البلقاء وما يليها، واستخلف على الشام عيسى بن العكي وانصرف، فازداد الرشيد له كرمًا. وفي نفس السنة ولى الرشيد جعفر بن يحيى على خرسان وسجستان. في سنة 182 هـ تمكن جعفر من الحصول على وصاية عبد الله المأمون بعد حتى أخذت البيعة له كولي للعهد بعد الأمين. في عهد جعفر اشتدت قبضة البرامكة على أمور الحكم، وبلغت سلطتهم حدًا كبيرًا، فثقة هارون الرشيد الكبيرة بجعفر جعلت له مكانة مرموقة وسلطة واسعة في الدولة، وأصبحت حدثته هي الحدثة النافذة، إذ لم يكن أحد يجسر على حتى يرد عليه قولًا ورأيًا. ولم يزل البرامكة في عز وجاه وسلطان وفي ذروة المكانة عند الرشيد حتى قيل: «إن أيامهم عرس وسرور دائم لا يزول».

نكبة البرامكة

«اختلف المؤرخون في تحديد مسببات نكبة البرامكة
والراجح حتى هذه الأسباب تعود إلى دافعين رئيسيين، سياسي ومالي،
فمن حيث الدافع السياسي، فقد اتضح للرشيد بعد مضي بضع سنين
حتى البرامكة أضحوا يشكلون خطرا عمليا على دولته، بعمل عدة
عوامل لعل أبرزها ميلهم إلى الطالبيين وميولهم العنصرية.
من حيث الدافع المالي فقد استبد البرامكة بمالية الدولة،
كما حتى الوشاية قد أدت دورا آخر في التأثير على الرشيد للإيقاع بهم،
إذ حاول خصومهم انتهاز جميع فرصة لإيغار صدره عليهم،
وإثارة شكوكه في تصرفاتهم ولذا أمر بسجنهم وقتلهم.

اختلف المؤرخون كثيرًا في تعليل الأسباب التي دفعت الخليفة العباسي هارون الرشيد للتنكيل بالبرامكة، وقد أقرأ المؤرخون بهذا الاختلاف، فالطبري يقول: «أما سبب غضبه عليه (أي على جعفر) الذي قتله عنده، فإنه مختلف فيه»، ويقول المسعودي: «واختلف الناس في سبب إيقاعهم بهم»، ويقول أبوالفداء: «وقد اختلف في سبب ذلك اختلافًا كثيرًا»، ونطق ابن كثير: «وقد اختلف في سبب ذلك»، ويقول ابن خلكان: «وقد اختلف أهل التاريخ في سبب تغير الرشيد عليهم»، أما ابن الطقطقي فنطق: «اختلف أصحاب السير والتواريخ في ذلك»، ويقول اليعقوبي: «إن الرشيد اغتال جعفر بن يحيى بن خالد بغير أمر متقدم، وإن أكثر الناس في مسببات السخط عليه مختلفون». وبحسب الروايات التاريخية، فقد شعر البرامكة بنكبتهم، لأنهم لاحظوا بأنفسهم أوبواسطة أناسِ آخرين، زوال حظوتهم عند الخليفة وعدم الرضى عليهم، ومن ذلك ما سعى به علي بن عيسى عند الرشيد في أمر خراسان وطاعة أهلها للفضل، وأنه يمحررهم ويعمل الوثوب به معهم، فحبسه الرشيد ثم أطلقه بعد تدخل أم الفضل بن يحيى في أمره، فكان ذلك أول ثملة ثلموا بها. وقد ذكر الطبري عن ثمامة بن أشرس نطق: أول ما أنكر يحيى بن خالد من أمره حتى محمد بن الليث حمل رسالة إلى الرشيد يعظه فيها ويذكر حتى يحيى بن خالد لا يغني عنك من الله شيءًا وقد جعلته فيما بينك وبين الله فكيف أنت إذا وقفت بين يديه فسألك عما عملت في عباده وبلاده فقلت يا رب إني استكفيت يحيى أمور عبادك أتراك تحتج بحجة يرضى بها مع كلام فيه توبيخ وتقريع، فنادى الرشيد يحيى وقد تقدم إليه خبر الرسالة فنطق تعهد محمد بن الليث نطق: نعم، نطق: فأي الرجال هو، نطق: متهم على الإسلام فأمر به فوضع في المطبق دهرًا، فلما تنكر الرشيد للبرامكة ذكره فأمر بإخراجه فأحضر فنطق له بعد محاورة طويلة يا محمد أتحبني نطق لا والله يا أمير المؤمنين، نطق تقول هذا، نطق: نعم وضعت في رجلي الأكبال وحلت بيني وبين العيال بلا ذنب أتيت ولا وقع أحدثت سوى قول حاسد يكيد الإسلام وأهله ويحب الإلحاد وأهله فكيف أحبك نطق صدقت وأمر بإطلاقه، ثم نطق: يا محمد أتحبني، نطق: لا والله يا أمير المؤمنين ولكن قد مضى ما في قلبي فأمر حتى يعطى مائة ألف درهم ، فأحضر فنطق: يا محمد أتحبني نطق أما الآن فنعم قد أنعمت علي وأحسنت إلي، نطق: انتقم الله ممن ظلمك وأخذ لك بحقك ممن بعثني عليك، نطق: فنطق الناس في البرامكة فأكثروا، وكان ذلك أول ما ظهر من تغير حالهم.

أسباب النكبة

  • حادثة يحيى بن عبد الله الطالبي: الذي خرج إلى بلاد الديلم ونادى لنفسه هناك، وبايعه كثير من الناس، وقويت شوكته، وذلك سنة 176 هـ، فأوفد إليه الرشيد الفضل بن يحيى، واستطاع الفضل حتى يستنزل يحيى بالسلام على أمان له عند الرشيد، وذلك من غير حتى تراق نقطة دم، وعُدَّ ذلك من أفضل أعمال الفضل، وبعد فترة ظهر من يحيى ما أوجب عند الرشيد نقض الأمان، فأمر بحبسه عند جعفر بن يحيى، وفي ذات ليلة اجتمع يحيى مع جعفر، وما زال به حتى أطلقه جعفر وزوده بالمال اللازم لخروجه من بغداد، فوصل الخبر للرشيد، وكان ذلك يعد خيانة عظمى عند العباسيين لشدة خوفهم من الطالبيين، فخاف الرشيد من تآمر آل برمك مع الطالبيين من أجل إقصاء العباسيين، فأمر بقتل جعفر وحبس باقي الأسرة.
  • الترف الشديد: كان البرامكة يعيشون في ترف شديد جدًا، حتى أنهم كانوا يبنون قصورهم ويضعون على الحوائط بلاط المضى والفضة، وبنى جعفر بيتًا له كلفه آلاف كثيرة من الدراهم، وكان الرشيد في سفر ذات يوم، فلم يمر على قصر ولا إقليم ولا قرية إلا قيل له: هذا لجعفر، وعندما عاد الفضل من حربه في الديلم أطلق لمادحيه ألف ألف درهم. هذا السرف جعل الرشيد يتابعهم في الدوواوين والكتابات، فأكتشف وجود خلل كبير في مصاريف الدولة. وذُكر حتى الرشيد أمر مسرورًا مولاه حتى يضرب الفضل بن يحيى مئتي سوط لإخفائه الأموال عنه، ولما بلغ الرشيد حتى ليس لديهم شيءًا من المال والجواهر نطق: «وكيف وقد نهبوا مالي ومضىوا بخزائني».
  • الفضل بن الربيع: وكان من موالي العباسيين، وكان شديد العداء للبرامكة، وينطق أنه هوالذي سعى بهم عند الرشيد وأظهر عيوبهم، وغطى محاسنهم، ووضع عليهم العيون، حتى استطاع حتى يرصد حادثة هروب يحيى الطالبي عند جعفر، فأبلغ بها الرشيد، وزين له حتى البرامكة يريدون الخلافة للطابيين. نطق ابن خلكان: «أبوالعباس الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، ومسماه كيسان، فلما آل الأمر إلى الرشيد واستوزر البرامكة، كان الفضل بن الربيع يروم التشبه بهم ومعارضتهم، ولم يكن له من القدرة ما يدرك به اللحاق بهم، فكان في نفسه منهم إحن وشحناء، نطق عبيد الله بن سليمان بن وهب: إذا أراد الله تعالى هلاك قوم وزوال نعمتهم جعل لذلك أسبابا، فمن مسببات زوال أمر البرامكة تقصيرهم بالفضل بن الربيع وسعي الفضل بهم وتمكنه من المجالسة مع الرشيد فأوغر قلبه عليهم ومالأه على ذلك محررهم إسماعيل بن صبيح حتى كان ما كان».
  • أصل البرامكة: حاول بعض المؤرخين الربط بين أصل البرامكة وهم مجوس، وبين ما وقع لهم على يد الرشيد، فيما أنهم حاولوا إظهار الزندقة، وإعادة دين المجوس مرة أخرى، وأنهم أدخلوا النار في الكعبة حتى تعبد هناك، والذي ساعد على ترويج هذه الفكرة مصاحبة جعفر بن يحيى لبعض الزنادقة أمثال أنس بن أبي شيخ الذي قتله هارون الرشيد بيده، ولكن هذا السبب بعيد المأخذ، ولا يوجد مرشد قوي عليه.
  • جيش البرامكة: أصل هذا الجيش كونه الفضل بن يحيى من جند خراسان وتلك البلاد معروفة تاريخيًا بولائها للعباسيين، ولكن ميلهم أكثر للطالبيين وآل البيت، وتعداده خمسين ألفًا جعل ولاءه له مباشرة دون غيره، ثم استقدم منهم عشرين ألفًا لبغداد وسماهم الكرنبية مما حرك هواجس الرشيد، غير أنه لم يتحرك حتى اتىه خبر من والي خراسان علي بن عيسى بن ماهان حتى السبب في اضطراب خراسان هوموسى بن يحيى من بغداد، فتحقق الظن عند الرشيد، واجتمعت عنده جميع ما تجاوز من الأسباب، وعندها قرر الرشيد عند رجوعه من الحج بالإيقاع بالبرامكة.
  • العباسة: وهي أخت هارون الرشيد، وكانت أديبة شاعرة، ومن ربات الفضل والأدب والجمال، فهي من أجمل النساء وأطرفهن وأكملهن فضلا ً وعقلا ً وصيانة، وكان في جبهتها اتساع يشين وجهها فاتخذت عصابة مكللة بالجوهر، لتستر جبينها، وهي أول من اتخذها. روت بعض الخط روايات توثق سيرة زواج العباسة أخت الرشيد من جعفر البرمكي، وأن هذا الزواج أحد مسببات نكبة البرامكة، وروى المسعودي حتى العباسة هي من أوصلت جعفر إلى النهاية المشؤومة، ويشير منير العجلاني في كتابه عبقرية الإسلام بقوله: وتغلب جعفر في النهاية على أمر الرشيد، الذي كان يحبه حبًا جمًا حتى زوجه أخته، وكان الرشيد يحب مجلسهما كثيرًا. ولكن الطبري في كتابه الرسل والملوك وابن حزم في جمهرة أنساب العرب وابن خلدون في مقدمته ينفون خبر زواج العباسة بجعفر، يقول ابن خلدون: «أين يطلب الصون والعفاف إذا مضى عنها، أوأين توجد الطهارة والذكاء إذا فُقدا من بيتها، أوكيف من الممكن أن تلحم نسبها بجعفر بن يحيى وتدنس شرفها العربي بولي من موالي العجم».

وقد علل ابن خلدون مسببات نكبة البرامكة بحدثة ذكرها في مقدمته:

إنما نكب البرامكة ما كان من استبدادهم على الدولة، واحتجانهم أموال الجباية، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل إليه، فغلبوه على أمره، وشاركوه في سلطانه، ولم يكن له معهم تصرف في أمور ملكه، فعظمت آثارهم، وبعد صيتهم، وعمروا مراتب الدولة وخططها، بالرؤساء من ولدهم وصنائعهم، واحتازوها عمن سواهم، من وزارة، وكتابة، وقيادة، وحجابة، وسيف، وقلم، وينطق إنه كان بدار الرشيد، من ولد يحيى بن خالد، خمسة وعشرون رئيساً، من بين صاحب سيف وصاحب قلم، زاحموا فيها أهل الدولة بالمناكب، ودفعوهم عنها بالراح، لمكان أبيهم يحيى من كفالة هارون، ولي عهد، وخليفة، حتى شب في حجره، ودرج من عشه، وغلب على أمره، وكان يدعوه: يا أبت، فتوجه الإيثار من السلطان إليهم، وعظمت الدالة منهم، وانبسط الجاه عندهم، وانصرفت نحوهم الوجوه، وخضعت لهم الرقاب، وتخطت إليهم من أقصى التخوم، هدايا الملوك، وتحف الأمراء، وسيرت إلى خزائنهم، في سبيل التزلف والإستمالة، أموال الجباية، وأفاضوا في رجال الشيعة يريد شيعة بني العباس وعظماء القرابة، العطاء، وطوقوهم المنن، وكسبوا من بيوتات الأشراف، المعدم، وفكوا العاني، ومدحوا بما لم يمدح به خليفتهم، وأسنوا لعفاتهم الجوائز والصلات، واستولوا على القرى والضياع، حتى آسفوا البطانة، وأحقدوا الخاصة، وأغصوا أهل الولاية

مقتل جعفر بن يحيى

تعددت الأسباب التي أدت لحدوث نكبة البرامكة، وأدت مجتمعة لحادثة مقتل جعفر بن يحيى، يقول الطبري: حتى الرشيد حج في سنة 186 هـ، وأنه انصرف من مكة فوافى الحيرة في المحرم من سنة 187 هـ عند انصرافه من الحج، فلما كان ليلة السبت لانسلاخ المحرم أوفد مسرورا الخادم، ومعه حماد بن سالم أبوعصمة في جماعة من الجند، فأطافوا بجعفر بن يحيى ليلًا، ودخل عليه مسرور وعنده ابن بختيشوع المتطبب، وأبوزكار الأعمى المغني الكلوذاني، وهوفي لهوه فأخرجه إخراجًا عنيفا يقوده حتى أتى به المنزل الذي فيه الرشيد، فحبسه وقيده بقيد حمار، وأبلغ الرشيد بأخذه إياه ومجيئه به، فأمر بضرب عنقه، فعمل ذلك.

تمثال للخليفة العباسي هارون الرشيد في مدينة الرقة شمال سوريا، والذي كان الآمر والمدبر لنكبة البرامكة وسجنهم وقتل جعفر بن يحيى

أضاف الطبري: وأمر الرشيد في تلك الليلة بتوجيه من أحاط بيحيى بن خالد وجميع ولده ومواليه، ومن كان منهم بسبيل، فلم يفلت منهم أحد كان حاضراً، وحول الفضل بن يحيى ليلاً فحبس في ناحية من منازل الرشيد، وحبس يحيى بن خالد في منزله، وأخذ ما عثر لهم من مال وضياع ومتاع وغير ذلك، ومنع أهل العسكر من حتى يخرج منهم خارج إلى مدينة السلام أوإلى غيرها، ووجه من ليلته راتى الخادم إلى الرقة في قبض أموالهم وما كان لهم، وأخذ جميع ما كان من رقيقهم ومواليهم وحشمهم، وولاه أمورهم، وفرق الخط من ليلته إلى جميع العمال في نواحي البلدان والأعمال بقبض أموالهم، وأخذ وكلائهم. فلما أصبح بعث بجثة جعفر بن يحيى مع شعبة الخفتاني وهرثمة بن أعين وإبراهيم بن حميد المروروذي، وأتبعهم عدة من خدمه وثقاته، منهم مسرور الخادم إلى منزل جعفر بن يحيى، وإبراهيم بن حميد وحسين الخادم إلى منزل الفضل بن يحيى، ويحيى بن عبد الرحمن ورشيد الخادم إلى منزل يحيى ومحمد بن يحيى، وجعل معه هرثمة بن أعين، وأمر بقبض جميع ما لهم، وخط إلى السندي الحرشي بتوجيه جيفة جعفر إلى مدينة السلام، ونصب رأسه على الجسر الأوسط وبتر جثته، وصلب جميع بترة منها على الجسر الأعلى والجسر الأسفل، فعمل السندي ذلك، وأمضى الخدم ما كانوا وجهوا فيه، وحمل عدة من أولاد الفضل وجعفر ومحمد الأصاغر إلى الرشيد، فأمر بإطلاقهم، وأمر بالنداء في جميع البرامكة: حتى الأمان في محمد بن خالد وولده وأهله وحشمه فإنه استثناهم، لما ظهر من نصيحة محمد له، وعهد براءته مما ولج فيه غيره من البرامكة، وخلى سبيل يحيى قبل شخوصه من العمر، ووكل بالفضل ومحمد وموسى بني يحيى، وبأبي المهدي صهرهم حفظةً من قبل هرثمة بن أعين، إلى حتى وافى بهم الرقة، فأمر الرشيد بقتل أنس بن أبي شيخ يوم قدم الرقة، وتولى قتله إبراهيم بن عثمان بن نهيك، ثم صلب، وحبس يحيى بن خالد مع الفضل ومحمد في دير القائم، وجعل عليهم حفظة من قبل مسرور الخادم وهرثمة بن أعين، ولم يفرق بينهم وبين عدة من خدمهم، ولا ما يحتاجون إليه، وصير معهم زبيدة بنت منير أم الفضل ودنانير جارية يحيى وعدة من خدمهم وجواريهم، ولم تزل حالهم سهلة إلى حتى سخط الرشيد على عبد الملك بن صالح، فعمهم بالتثقيف بسخطه، وجدد له ولهم التهمة عند الرشيد، فضيق عليهم. وقد اغتال جعفر بن يحيى في ليلة السبت أول ليلة من شهر صفر سنة 187 هـ وهوابن سبع وثلاثين سنة، وكانت الوزارة إليهم سبع عشرة سنة.

مصير البرامكة

ولم يزل يحيى بن خالد وابنه الفضل محبوسين حتى ماتا بالرقة، حيث توفي يحيى في شهر محرم سنة 190 هـ فجأة من غير علة، وصلى عليه ابنه الفضل ودفن في شاطيء الفرات. أما الفضل فقد توفي في شهر محرم سنة 193 هـ قبل وفاة الرشيد بخمسة أشهر، وهوابن خمس وأربعين سنة، وصلى عليه اخوانه في القصر الذي كانوا فيه قبل إخراجه، ثم أُخرج فصلى الناس على جنازته. أما بالنسبة لابني يحيى الآخران: محمد وموسى، فقد بقيا في الحبس بالرقة حتى تولى الخلافة محمد الأمين، فأطلق سراحهما، وبينما التحق محمد بالمأمون، بقي موسى يقاتل في صفوف الأمين، ولم يفارقه حتى قتل، ثم انضم إلى هرثمة واجتمع معه على حرب أبي السرايا، وخاض معه معارك كثيرة، فلما ورد المأمون العراق صار إليه فبرَّه وقدَّمه وانبسط إليه في المشورة والرأي حتى غلب عليه.

نظرًا للدور الكبير الذي لعبه البرامكة في الدولة العباسية، فإن إيقاع الرشيد بهم هجر فراغًا كبيرًا في معظم إدارات الدولة، نطق الفضل بن مروان: «إن أمور البريد والأخبار في أيام الرشيد كانت مهملة، وإن مسرورًا الخادم كان يتقلد البريد والخرائط، وأن الرشيد توفي وعندهم أربعة آلاف خريطة». ويقول المسعودي: «إن الرشيد دفع خاتم الخلافة بعد إيقاعهم بهم (أي البرامكة) إلى علي بن يقطين، وغلب عليه الفضل بن الربيع وإسماعيل بن صبيح إلى حتى توفي واختلت أموره بعد البرامكة، وبان للناس قبح تدبيره وسوء سياسته». وكان الرشيد كثيرًا ما يقول حملونا على نصائحنا وكفاتنا وأوهمونا أنهم يقومون مقامهم، فلما صرنا إلى ما أرادوا منا لم يغنوا عنا شيئًا.

آثارهم

الفهم والأدب

كان يحيى بن خالد من أكمل زمانه أدبًا وفصاحةً وبلاغة، وقد روي عنه أنه نطق ما رأيت رجلًا قطُّ إلا هبته حتى يتكلَّم، فإنْ كان فَصِيحًا، عَظُم في صدري، وإنْ قصَّر سقط من عيني. وقد أورد الجهشياري بعض المآثر من كلام يحيى، مثل قوله: التعزية بعد ثلاث: تجديد للمصيبة.. والتهنئة بعد ثلاث: استخفاف بالمودة. ونطق: رسائل المرء في خطه أدل دليلٍ على مقدار عقله، وأصدق شاهدٍ على غيبه لك ومعناه فيك من أضعاف ذلك على المشافهة واللقاءة. وقوله: مطلك الغريم أحسن من مطلك الكريم، لأن الغريم لا يسلف إلا من فضل، والكريم لا يطلب إلا من جهد. وقوله: البلاغة حتى تحدث جميع قوم بما يفهمون. وقوله: لوكلف الله العباد الجزع دون الصبر كان قد كلفهم أشد المعنيين على القلوب. عندما سجن يحيى وجَّه إلى الرشيد رسالة استعطاف بليغة ونطق فيها: «من الحبس لأمير المؤمنين وخلف المهديين وخليفة رب العالمين، من عبد أسلمته عيوبه وأوبقته ذنوبه وخذله شقيقه ورفضه صديقه وزال به الزمان ونزل به الحدثان وحلّ به الضيق بعد السعة والشقاء بعد السعادة وعالج البؤس بعد الدعة ولبس البلاء بعد الرخاء وافترش السخط بعد الرضى واكتحل السهود وفقد الهجود، ساعته شهر وليلته دهر، قد عاين الموت وشارف الفوت، جزعاً يا أمير المؤمنين قدمني الله قبلك من موجدتك وأسفاً على ما حرمته من قربك لا على شيء من المواهب، لأن الأهل والمال إنما كانا لك وعارية في يديّ منك، والعارية لا بد مردودة، فأما ما اقتصصته من ولدي فبذنبه وعاقبته بجرمه وجريرته على نفسه فإنما كان عبداً من عبيدك لا أخاف عليك الخطأ في أمره ولا حتى تكون تجاوزت به فوق ما كان أهله ولا كان مع ذلك بقاؤه أحبّ إلي من موافقتك، فتذكّر يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك وحجب عني فقدك، كبر سني وضعف قوتي وارحم شيبتي وهب لي رضاك عني ولتمل إليّ بغفران ذنبي، فمن مثلي يا أمير المؤمنين الزلل ومن مثلك الإنطقة، ولست أعتذر إليك إلا بما تحب الإقرار به حتى ترضى، فإذا رضيت رجوت حتى يظهر لك من أمري وبراءة ساحتي ما لا يتعاظمك معه ما مننت به من رأفتك بي وعفوك عني ورحمتك لي، زاد الله في عمرك يا أمير المؤمنين وقدمني للموت قبلك».

وكان جعفر بن يحيى من ذوي الفصاحة والمذكورين باللسن والبلاغة، نطق عنه ابن خلدون: وقد كان جعفر بن يحيى يسقط القصص بين يدي الرشيد ويرمي بالسيرة إلى صاحبها، فكانت توقيعاته يتنافس البلغاء في تحصيلها للوقوف فيها على أساليب البلاغة وفنونها، حتى قيل إنها كانت تباع جميع سيرة منها بدينار، إلى غير ذلك كان شأن الدول. ومن أمثلة توقيعاته، توقيعه على رقعة لمحبوس متظلم من حبسه: «العدوان أوبقة والتوبة تطلقة». وقد كانت معظم كتابات البرامكة مبنية على السجع الذي كان يؤثره جعفر في كتاباته المتنوعة مبالغة منه في التأنق والتنميق. كان خالد البرمكي أول من نظم دواوين الدولة العباسية في خلافة أبوالعباس السفاح. وقد اتخذ البرامكة كتابًا بلغاء عملوا في دواوينهم، ومن أبرزهم إسماعيل بن صبيح، ويوسف بن صبيح، والليث بن نصر بن سيار، وأنس بن أبي شيخ، والفضل بن سهل وأخيه الحسن بن سهل، وسهل بن هارون، وعمروبن مسعدة. وقيل حتى جابر بن حيان كان في جملة البرامكة ومنبترا إليها، ومتحققًا بجعفر بن يحيى.

الترجمة

قصاصة من كتاب كليلة ودمنة الذي حولها أبان اللاحقي من نثر إلى شعر بأمر من البرامكة

للبرامكة فضل كبير في تنشيط الترجمة في العصر العباسي، فقد بذلوا الجهود الكبيرة لتشجيع نقل العلوم القديمة الرومانية واليونانية والفارسية والهندية إلى اللغة العربية، ومن ذلك طلب يحيى بن خالد إلى بطريك الإسكندرية حتى يترجم في الزراعة كتابًا عن الرومية (اللاتينية)، وقد ترجمه. وكان يحيى البرمكي أول من عُني بتفسير كتاب المجسطي وإخراجه للعربية، ففسره جماعة من المترجمين فلم يتقنوه، ولم يرضيه ذلك فندب لتفسيره أبا حسان، وسلم صاحب بيت الحكمة فأتقناه، واجتهدا في تسليمه بعد حتى أحضرا النقلة الموجودين، فاختبرا نقلهم وأخذا بأفصحه وأصحه. اعتنى البرامكة عناية واسعة بترجمة التراث الفارسي، وهناك جيل كبير نهض في عصرهم والعصر الذي تلاهم بهذه الترجمة، منهم: آل نوبخت وعلى رأسهم الفضل بن نوبخت الذي أكثر من ترجمة خط الفلك، والفضل بن سهل الذي ترجم ليحيى البرمكي كتابًا من الفارسية إلى العربية فأعجب بفهمه وجودة عبارته. ومن أبرز المترجمين للتراث الفارسي حينئذ محمد بن الجهم البرمكي، وزادويه بن شاهويه الأصفهاني، وبهرام بن مردان شاه، وموسى بن عيسى الكروي، وعمر بن الفرحان، بالإضافة لصاحب بيت الحكمة وسهل بن هارون.

لما استقدم يحيى بن خالد بعض أطباء الهند كان من بينهم منكة، الذي كان ينقل من اللغة الهندية إلى العربية، فأمره يحيى بتفسير كتاب عشر منطقات في البيمارستان. وكان أبان اللاحقي نقل للبرامكة كتاب كليلة ودمنة، فجعله شعرًا ليسهل حفظه عليهم، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار، ولم يعطه جعفر شيئًا، ونطق: «ألا يكفيك حتى أحفظه فأكون راويتك». وينطق إذا أبان قلب كتاب كليلة ودمنة في ثلاثة أشهر إلى الشعر، وهوأربعة عشر ألف بيت، وقد ألزمه يحيى بن خالد دارًا لا يخرج منها حتى ينقل هذا الكتاب من الكلام إلى الشعر فنقله، وينطق إذا جميع كلام نقل إلى شعر فالكلام أفصح منه إلا كتاب كليلة ودمنة. ذكر ابن خلدون في مقدمته حتى الفضل بن يحيى هوأول من أشار بصناعة الكاغد، وخط فيه رسائل السلطان وصكوكه، واتخذ الناس من بعده صحفًا لمكتوباتهم السلطانية والفهمية، وكان خالد بن برمك أول من جعل الحساب في دفاتر، وكان قبل ذلك في أدراج من كاغد ورق.

وقد نشطت الترجمة في عهد الرشيد ووزرائه البرامكة نشاطًا واسعًا، وقد أذكى جذوتها حينئذ إنشاء دار الحكمة، وهي مخطة عامة للخط، تم توظيف طائفة كبيرة من المترجمين بها، ومن أنفس ما نقله البرامكة من الأدب الفارسي كتاب هزاز آفسانة، وهوأصل من أصول كتاب ألف ليلة وليلة. كما كثرت الترجمة من اليونانية إلى اللغة العربية في أيام الخليفة هارون الرشيد بتشجيع من وزيره جعفر البرمكي.

الطب

ورقة مطوية من أقدم مخطوطة لكتاب نعت الحيوان، والذي ينسب إلى جبريل بن بختيشوع، والتي تصور أرسطو.

كان للبرامكة رغبة في طب الهند وأطبائه، فأنشأوا مارستانًا (مستشفى) باسمهم، وولوا عليهِ طبيبًا هنديًا اسمه ابن دهن، وهوممن نقل إلى اللغة العربية عن اللغة الهندية، واعتنى البرامكة في استقدام أطباء الهند إلى بغداد، وذكر الجاحظ حتى يحيى بن خالد اجتلب أطباء الهند، مثل منكة وبازيكر وقلبرقل وسند باز وغيرهم. ولقد اتى في كتاب الفهرست عن ابن النديم حتى بعض المتحدثين حكوا حتى يحيى بن خالد البرمكي بعث برجل إلى الهند ليأتيه بعقاقير موجودة في بلادهم، وأن يخط له أديانهم، فخط له كتابًا، ويضيف حتى الذي عُني بأمر الهند في دولة العرب يحيى بن خالد وجماعة البرامكة، واهتمامهم بأمر الهند وإحضارهم الفهماء من الأطباء والحكماء. وقد نبغ في فترة البرامكة الطبيب السرياني جبريل بن بختيشوع، والذي أصبح طبيبًا لجعفر بن يحيى، ثم ما لبث حتى قدمه إلى الخليفة هارون الرشيد فصار طبيبه الخاص ونزل لديه منزلة ممتازة، وجعله رئيسًا للأطباء. وكان يُصَيَّر إلى جبريل من البرامكة في جميع سنة ألف ألف وأربعمئة ألف درهم. نطق الجهشياري: «إن جبريل بن بختيشوع كان صنيعة البرامكة، وكان يقول للمأمون كثيرًا: هذه النعمة لم أفدها منك ولا من أبيك، هذه أفدتها عن يحيى بن خالد وولده». خدم جبريل البرامكة مدة 13 سنة، ثم خدم هارون الرشيد مدة 23 سنة حتى وفاته سنة 193 هـ، ثم أصبح طبيب الأمين، فلما ولي المأمون استمر في خدمته حتى مات.

العمارة

كان خالد البرمكي ينزل باب الشماسية في الموضع المعروف آنذاك بسويقة خالد، وهي إقطاع من الخليفة المهدي. بنى يحيى بن خالد قصرًا يُعهد باسم قصر الطين، ثم بنى فيه الفضل بن يحيى وأخوه يحيى قصران كانا يعهدان بهما. كانت قصور البرامكة في الجانب الشرقي من بغداد، وعاشوا فيها فترة حكمهم بنعمة ورخاء، وكان القصر الجعفري في وسط باب الشماسية، تحيط به طائفة من المساكن الفخمة، وقد شيدت هذه القصور على شاطيء دجلة، وأنشئت خلفها بساتين رحبة، بها الكثير من الأبنية الصغيرة. وقد شابهت قصور البرامكة قصور الرشيد، وكان فيها مافي قصر الرشيد من آلات البذخ.

مخطط مدينة بغداد المدورة وضواحيها في بداية العصر العباسي بين عامي 767 و912م، والتي كان خالد بن يحيى البرمكي ممن استشيروا وأشرفوا على بنائها

ونظرًا لآراء خالد بن يحيى وخبرته في مضمار البناء، فقد أشار على الخليفة أبوجعفر المنصور في سيرة تخطيط مدينة بغداد عام 146 هـ، فقد روى الطبري: «لما أراد المنصور بناء بغداد شاور أصحابه فيها، وكان ممن شاوره فيها خالد بن برمك فأشار بها. وذُكر حتى خالد بن برمك خط مدينة أبي جعفر له وأشار بها عليه، فلما احتاج إلى الأنقاض، نطق له: ما ترى في نقض بناء مدينة إيوان كسرى بالمدائن، وحمل نقضه إلى مدينتي هذه، نطق: لا أرى ذلك يا أمير المؤمنين، نطق: ولم، نطق: لأنه فهم من أعلام الإسلام يستدل به الناظر إليه على أنه لم يكن ليزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا، وإنما هوعلى أمر دين، ومع هذا يا أمير المؤمنين فإن فيه مصلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، نطق: هيهات يا خالد، أبيت إلا الميل إلى أصحابك العجم. وأمر حتى ينقض القصر الأبيض، فنقضت ناحية منه، وحمل نقضه فنظر في مقدار ما يلزمهم للنقض والحمل، فوجدوا ذلك أكثر من ثمن الجديد لوعمل، فحمل ذلك إلى المنصور، فنادى بخالد بن برمك، فأفهمه ما يلزمهم في نقضه وحمله، ونطق: ما ترى، نطق: يا أمير المؤمنين قد كنت أرى قبل ألا تعمل، فأما إذا عملت فإني أرى حتى تهدم الآن حتى تلحق بقواعده لئلا ينطق إنك قد عجزت عن هدمه، فأعرض المنصور عن ذلك». خلَّف البرامكة الكثير من أعمال البناء الكبيرة، فقد حفر يحيى نهر القاطول، واستخرج نهرًا سمَّاه أبا الحيل، وأنفق عليه وعلى حفره عشرين ألف ألف درهم، وتعد مدينة سيحان بالبصرة من أبرز أعمال يحيى البرمكي. لما صار الفضل إلى خرسان بنى الحياض والمساجد والربّاطات وغيرها. وينطق إذا الفضل هوأول من أدخل استعمال المصابيح في الجوامع في شهر رمضان، كما أنه بنى مسجدًا جامعًا في بخارى وحفر قناة جديدة في بلخ.

الكرم

اتصف البرامكة بالكرم والسَّخاء، ونثروا العطايا في مواليهم ومداحيهم وأتباعهم، ماجعل المعدم منهم غنيًا، ومدحوا بما لم يمدح به خليفة، وضربت بكرمهم الأمثال حتى قيل تبرمك فلان، وقد أشارت المصادر التايخية والأدبية إلى كرمهم، ومنها ما ذكر البيهقي أنه كان للبرامكة في هذا الشأن مالم يكن لأحد من الناس، ومنها أنهم كانوا يخرجون بالليل سرًا ومعهم الأموال يتصدقون بها، وروى الجهشياري حتى خالد بن برمك كان سخيًا جليلًا سريًا نبيلًا، كثير الإحسان، وأنه لم يكن لجليس خالد دار إلا بناها له، ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له، ولا ولد إلا وخالد ابتاع أمه إذا كانت أمة، أوأدى مهرها إذا كانت حرة، ولا دابة إلا وخالد حمله عليها، إما من نتاجه أونتاج غيره، وعلى ذلك نشأ ولدي يحيى: جعفر الذي كان جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه أشهر من حتى يذكر وأبين من حتى يظهر، والفضل الذي كان من كرام الدنيا وأجواد أهل عصره. وقد اقتدى بهم جميع أفراد الأسرة البرمكية، فعينوا الرواتب لأصحاب الحاجات وغمروا الشعراء بهذايا سخية، حتى فاقوا الخلفاء في مجال الكرم.

كان يحيى البرمكي يُجري على سفيان الثوري ألف درهم في جميع شهر، فكان إذا صلى سفيان يقول في سجوده اللهم إذا يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته، فلما توفي يحيى رؤي في المنام فقيل له: ماعمل الله بك، نطق: غفر لي بنادىء سفيان، وروى السيوطي حتى منتهى الكرم للوزراء البرامكة كاد حتى لا يوجد أحد من الفهماء والحكماء والعظماء والندماء إلا والبرامكة عليه كرم كماء السماء. ولم يقف الكرم البرمكي عند هذا الحد، بل حرَّض الخلفاء على الجود والسخاء، ومنها أنه قام رجل إلى الرشيد ويحيى بن خالد يسايره فنطق: يا أمير المؤمنين أنا رجل من المرابطة، وقد عطبت دابتي، فنطق: يعطى ثمن دابة خمسمائة درهم، فغمزه يحيى، فلما هبط نطق: يا أبة أومأت إلي بشيء لم أفهمه، فنطق: يا أمير المؤمنين مثلك لا يجري هذا المقدار على لسانه، إنما يذكر مثلك خمسة آلاف إلى مائة ألف نطق: فإذا سئلت مثل هذا كيف من الممكن أن أقول، نطق: تقول يشترى له دابة، يعمل به ما يعمل بأمثاله.

انظر أيضًا

  • الدولة العباسية
  • تاريخ بغداد
  • زرادشتية

المراجع

  1. ^ نكبة البرامكة راغب السرجاني سيرة الإسلام، 20 مايو2012. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ مشاهير الكرد في التاريخ الإسلامي (الحلقة الثانية) أسرة البرامكة د. أحمد الخليل مركز كلكامش للدراسات والبحوث الكردية. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 23 مايو2020 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ المطهر بن طاهر المقدسي. البدء والتاريخ. بور سعيد - مصر. مخطة الثقافة الدينية الجزءستة صفحة 104
  4. ^ Sourdel:Le Vizirat Abbaside I p.130
  5. ^ Memories sur les contrees oceidentales, trad. S tanislas Julien vol. I p. 30 - 32
  6. ^ ابن الطقطقي، تحقيق عبد القادر محمد مايو(1418 هـ - 1997م). الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار القلم العربي صفحة 197
  7. ^ Sourdel:Le Vizirat Abbaside I p.132
  8. ^ ابن خلكان، تحقيق إحسان عباس (1972م). وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار صادر الجزء 1 صفحة 332
  9. ^ عمر فروخ (1980م). تجديد التاريخ في تعليلع وتدوينه (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار الباحث للطباعة صفحة 171
  10. ^ هولوجودت فرج (1990م). البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار الفكر اللبناني صفحة 17
  11. ^ كتاب تاريخ الطبري ذكر أسماء ولده ونسائه ذكر الخبر عن وصاياه موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 23 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  12. الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية صفحة 57
  13. سير أعلام النبلاء المضىي الطبقة السادسة من التابعين خالد بن برمك المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 24 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ موسوعة الرسل والملوك: تاريخ الرسل والملوك هاني الطنبور. وصل لهذا المسار في 24 فبراير 2016 نسخة محفوظة 02 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  15. ^ تاريخ الطبري ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائة ذكر الخبر عن سبب خلعه إياه وكيف كان الأمر في ذلك موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 24 فبراير 2016 نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  16. ^ تاريخ الطبري ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائة موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 24 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  17. ^ الكامل في التاريخ لإبن الأثير ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 24 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  18. ^ محمد رجب البيومي (1421 هـ - 2000م). هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد (الطبعة الأولى). دمشق - سوريا. دار القلم صفحة 54
  19. ^ تاريخ الطبري ثم دخلت سنة سبعين ومائة ذكر الخبر عن السبب الذي من أجله كانت أمرتهن بقتله موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 25 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  20. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 32
  21. ^ الفرج بعد الشدة للتنوخي الباب الثامن فيمن أشفى على حتى يقتل فكان الخلاص من القتل موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 25 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  22. ^ الكامل في التاريخ ثم دخلت سنة سبعين ومائة المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في 25 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  23. ^ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان الجزءستة صفحة 221
  24. ^ نبذة حول الأديب: يحيى بن خالد البرمكي الموسوعة العالمية للشعر العربي. وصل لهذا المسار في 25 فبراير 2016 نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  25. ^ هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد صفحة 232
  26. ^ الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية صفحة 74
  27. ^ المستطرف في جميع فن مستظرف للأبشيهي الموسوعة لشاملة. وصل لهذا المسار في 25 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  28. ^ مرات الأوراق لابن حجة الحموي الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 25 فبراير 2016 نسخة محفوظة 22 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  29. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 35
  30. ^ أحمد محمد شاكر، عبد السلام محمد هارون. شرح وتحقيق المفضليات ديوان العرب مجموعة من عيون الشعر (الطبعة السادسة). القاهرة - مصر. دار المعارف صفحة 25
  31. ^ شذرات المضى في أخبار من مضى لابن العماد العَكري الحنبلي الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 19 فبراير 2014 على مسقط واي باك مشين.
  32. ^ أبي عثمان عمروبن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون (1418 هـ - 1998م). البيان والتبيين (الطبعة السابعة). القاهرة - مصر. مخطة الخانجي الجزء ثلاثة صفحة 355
  33. ^ كتاب البلدان لليعقوبي صفحة 121 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  34. ^ كتاب تاريخ اليعقوبي لليعقوبي الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  35. ^ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان الجزء أربعة صفحة 28
  36. ^ كتاب تاريخ الأمم والملوك لمحمد بن جرير الطبري الجزء الرابع صفحة 639 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  37. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 40
  38. ^ مختصر تاريخ دمشق لابن منظور الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  39. ^ كتاب غرر الخصائص الواضحة صفحة 515 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  40. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 42
  41. ^ تاريخ الأمم والملوك لمحمد بن جرير الطبري الجزء الخامس المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  42. ^ كتاب مروج المضى للمسعودي الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 23 مارس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  43. ^ تاريخ الدولة العباسية العصر العباسي الأول 132هـ - 232هـ تأليف محمد سهيل طقوش جامعة أم القرى. وصل لهذا المسار في أربعة مارس 2016 نسخة محفوظة 24 يونيو2013 على مسقط واي باك مشين.
  44. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 72 - 73
  45. ^ تاريخ الطبري ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة ذكر الخبر عن سبب قتله إياه وكيف كان قتله وما عمل به موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 03 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  46. ^ تاريخ الأمم والملوك الجزء الرابع صفحة 657 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  47. الخليفة هارون الرشيد يتخلص من البرامكة مفكرة الإسلام، 20 مارس 2004. وصل لهذا المسار في 27 فبراير 2016 نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  48. ^ الطالبي (يحيى بن عبد الله) (…ـ نحو180هـ/ … ـ 796م) الموسوعة العربية. وصل لهذا المسار في 28 فبراير 2016 نسخة محفوظة 14 أغسطس 2018 على مسقط واي باك مشين.
  49. ^ هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد صفحة 234
  50. ^ كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري الجزء التاسع صفحة 126 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 28 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  51. ^ التذكرة الحمدونية لابن حمدون الجزء الأول صفحة 294 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 28 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  52. ^ عبد العليم عبد الرحمن خضر (1415 هـ - 1995م). المسلمون وكتاب التاريخ (الطبعة الأولى). الرياض - السعودية. المعهد الفهمي للفكر الإسلامي صفحة 129
  53. ^ الفضل بن الربيع الحكواتي. وصل لهذا المسار في 28 فبراير 2016
  54. ^ هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد صفحة 250
  55. ^ هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد صفحة 233
  56. ^ القسم الثاني من المقدمة: في فضل فهم التاريخ وتحقيق مذاهبه والالماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط وذكر شيء من اسبابها فهرست المخطة المحوسبة. وصل لهذا المسار في 28 فبراير 2016 نسخة محفوظة 07 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  57. ^ المسلمون وكتاب التاريخ صفحة 121
  58. ^ كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي الجزء الأول صفحة 206 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 28 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  59. ^ تاريخ الطبري ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة ذكر الخبر عن مقتل جعفر موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 03 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  60. ^ محمد دياب الأتليدي (1410 هـ - 1990م). إعلام الناس بما سقط للبرامكة مه بني العباس (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان. دار صابر صفحة 237
  61. ^ تاريخ الرسل والملوك للطبري الجزء الخامس صفحة 32 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 04 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  62. ^ تجارب الأمم وتعاقب الهمم الجزء الثالث صفحة 537 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  63. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 105
  64. ^ كتاب المعارف لابن قتيبة الدينوري الجزء الأول صفحة 87 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  65. ^ كتاب شذرات المضى في أخبار من مضى لابن العماد الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  66. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 107
  67. ^ كتاب التنبيه والإشراف للمسعودي الجزء الأول صفحة 126 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  68. ^ كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  69. ^ أقوالٌ وأمثالٌ وحِكَمٌ في الفَصَاحة الدرر السنية. وصل لهذا المسار في 29 فبراير 2016 نسخة محفوظةعشرة يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  70. ^ كتاب عمدة الكتاب لأبي جعفر النحاس الجزء الأول صفحة 388 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 1 مارس 2016 نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  71. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 153
  72. ^ كتاب المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي الجزء الأول صفحة 228 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 1 مارس 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  73. ^ مقدمة ابن خلدون لابن خلدون الجزء الأول صفحة 131 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 1 مارس 2016 نسخة محفوظة 04 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  74. ^ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان الجزء الأول صفحة 475
  75. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 172
  76. ^ موسوعة الفرق المبحث الأول: أوائل المتصوفة وعلاقتهم بالتشيع الدرر السنية. وصل لهذا المسار في 1 مارس 2016 نسخة محفوظةعشرة أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  77. ^ علي الكاش (2015م). إغتيال العقل الشيعي دراسات في الفكر الشعوبي (الطبعة الأولى). لندن - أنجلترا. إي خط صفحة 358
  78. ^ شوقي ضيف. تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول (الطبعة السادسة عشر). القاهرة - مصر. دار المعارف صفحة 112
  79. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 176
  80. ^ حركة الترجمة ودورها في الحضارة الإسلامية لسعيد عبد الفتاح عاشور سيرة الإسلام، 1 يوليو2014. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016
  81. ^ الفن الثالث من الموضوعة السابعة الحكواتي. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016
  82. ^ كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016 نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  83. ^ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي باب الألف وممن يسمى إبراهيم ولا نعهد اسم أبيه موسوعة الحديث. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016 نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  84. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 178
  85. ^ دراسة الحالة الثقافية في العصر العباسي الأول ديوان العرب، 28 ديسمبر 2009. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 05 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  86. ^ سمات المشهد الثقافي في العصر العباسي الأول صحيفة الحياة،خمسة أبريل 2014. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 23 مايو2020 على مسقط واي باك مشين.
  87. ^ ارتباط الهند بالنجف الأشرف لمحمّد سعيد الطريحي مخطة الروضة الحيدرية. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016 نسخة محفوظة 18 يوليو2014 على مسقط واي باك مشين.
  88. ^ كتاب الخطابة جامعة المدينة صفحة 17 المخطة الكاملة. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016 نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  89. ^ كتاب الفهرست الفن الثاني من الموضوعة التاسعة الحكواتي. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016
  90. ^ شخصيات بغدادية أقدم الأطباء البغداديين إعداد سندس الدهاسدار الخط والوثائق الوطنية. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 21 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  91. ^ حدث في الثاني والعشرين من صفر سنة 256 منطق لمحمد زايد أبوغدة رابطة الفهماء السوريين. وصل لهذا المسار في 2 مارس 2016 نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  92. ^ تاريخ الطبري ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائة ذكر الخبر عن صفة بنائه إياها المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  93. ^ الزراعة عند العرب لمحمد هشام النعسان أرض الحضارات. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  94. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 198
  95. ^ البرامكة مسقط عبد العزيز بن محمد السدحان. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 23 مايو2020 على مسقط واي باك مشين.
  96. ^ البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم صفحة 200
  97. ^ كتاب شذرات من خط مفقودة في التاريخ استخرجها وحققها الدكتور إحسان عباس المخطة الإسلامية. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 02 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  98. ^ كتاب معجم الأدباء لياقوت الحموي الجزء الثالث الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  99. ^ كتاب التذكرة الحمدونية لابن حمدون الجزء الأول صفحة 148 الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في ثلاثة مارس 2016 نسخة محفوظة 05 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  100. ^ شوقي أبوخليل (1416 هـ - 1996م). هارون الرشيد أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا (الطبعة الرابعة). بيروت - لبنان. دار الفكر المعاصر صفحة 101

وصلات خارجية

  • منطق عن أسرة البرامكة من النشأة إلى النكبة
  • تاريخ حي البرامكة الواقع في دمشق
  • فيديونكبة البرامكة لطارق السويدان
تاريخ النشر: 2020-06-02 08:42:49
التصنيفات: برامكة, أشخاص اعتنقوا الإسلام, تاريخ بغداد, سلالات حاكمة مسلمة, شخصيات من ألف ليلة وليلة, عباسيون, عراقيون من أصل فارسي, فرس, ولاية سربل, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ يوليو 2017, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة أدب عربي/مقالات متعلقة, بوابة الدولة العباسية/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة بغداد/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات مختارة, الصفحات التي لا تقبل ربط البوابات المعادل, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

انعقاد مجلس للحكومة بعد غد الأربعاء وهذه أهم محاوره

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:57
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 79%

شهداء وجرحى فى قصف إسرائيلى على منطقة البضة بدير البلح وسط غزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:22:56
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 37%

جنوب شرق آسيا .. الرابح الأكبر من النظام التجاري العالمي الجديد

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:19
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 49%

الكونجرس يقر ميزانية 2024: 886 مليار دولار للجيش.. و704 إنفاق غير دفاعى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:22:51
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 49%

تجاوز عدد الشهداء في غزة 23 ألفًا مع انتهاء أول أسبوع من 202

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:28
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

لاعب مولودية الجزائر مرشح لتدعيم هجوم الأهلي فى يناير.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:22:31
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 38%

العاهل الأردني: حرب إسرائيل الوحشية" تخلق "جيلاً كاملاً من ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:22:59
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

بالفيديو| المقاومة تستهدف تل أبيب بـ"رشقة صاروخية"

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

سقوط صاروخ على مستوطنة إسرائيلية قبل دقائق من وصول نتنياهو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

ارتفاع تكاليف المعيشة فى إسرائيل بشكل كبير بعد العدوان على قطاع غزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:22:54
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 46%

أداء متباين للأسهم الأمريكية .. وانخفاض داو جونز بفعل تراجع سهم "بوينج"

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

بالفيديو| "لقد تركونا وحدنا".. المقاومة تنشر رسالة أسير إسرا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:19
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

كرة القدم العالمية تفقد أحد أبرز اللاعبين على مر التاريخ

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:24:00
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 72%

التضخم يفاقم ميزانيات الأسر البريطانية .. لم تعد لمستويات ما قبل الجائحة

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:23
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

جيش الاحتلال: إصابة 19 جنديًا على الأقل خلال الساعات الـ 24

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-08 18:23:35
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية