ذكره في القرآن

ذكر الله تبارك وتعالى تسمية نفسه بالرؤوف كثيرا في كتابه القرآن الكريم منها قوله تعالى:

• في سورة التوبة نطق الله تعالى :  لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  
• في سورة النحل نطق الله تعالى :  أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ  
• في سورة النور نطق الله تعالى :  وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  

معنى حدثة رؤوف

حدثة الرؤوف تأتي بمعنى الرحمة ولكن بشكل أخص فليس جميع رحيمقد يكون رؤوف وليس جميع رحمة تكون رأفة ولكن جميع رأفة هي رحمة وكل رؤوف هورحيم.

وقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى (رؤوف رحيم) مجتمعة الرأفة ثم الرحمة في تسعة مواضع من كتابه الكريم القرآن الكريم:

1. نطق الله تعالى :  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ  (سورة البقرة)
2. ونطق الله تعالى :  لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  (سورة التوبة)
3. ونطق الله تعالى :  لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ   (سورة التوبة)
4. ونطق الله تعالى :  وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ   (سورة النحل)
5. ونطق الله تعالى :  أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ  (سورة النحل)
6. ونطق الله تعالى :  أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ  (سورة الحج)
7. ونطق الله تعالى :  وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  (سورة النور)
8. ونطق الله تعالى :  هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ   (سورة الحديد)
9. ونطق الله تعالى :  وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ   (سورة الحشر)

الفرق بين الرأفة والرحمة

• الرحمة حدثة عامة شاملة جميع رحمة آجلة أوعاجلة في أول الأمر أوفي آخره في ظاهر الحال أوفي باطنه العبرة فيها بالنهاية حيث تكون حسنة كلها.
• بينما الرأفة هي أخصّ من الرحمة وتكون خير وحسن في جميع أحوالها في أول أمرها وآخره وفي ظاهره وباطنه العبرة فيها بالبداية والنهاية يجب حتى تكون كلها حسنة.

لتوضيح الفرق من كتاب الله عز وجل في تطبيق حد الجلد للزاني:

يقول الله تعالى :  الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  (سورة النور)

نطق الله تعالى وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ ولم يقل لا تأخذكم بهما رحمة ، لماذا؟

لأن الرحمة حاصلة عملاً فإن الجلد تطهير للزاني وقد ينتهي بها في نهاية الأمر إلى جنات النعيم فرغم أنه في ظاهره عذاب فإنه في باطنه رحمة.

ولكن نهى الله تعالى عن الرأفة فإن الرأفة خير في أولها وأخرها ولوحصلت الرأفة لا يمكن تطبيق حد الجلد.

نطق الله تعالى :  وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا   (سورة الفرقان)

• الرحمة تكون للمؤمن والكافر والبر والفاجر ومن رحمة الله إرسال الرياح والأمطار وهي رحمة يشهجر فيها الإنسان مؤمناً وكافراً والحيوان والأشجار وكثير من مخلوقات الله تعالى

بينما الرأفة تكون فقط للمؤمنين:

نطق الله تعالى :  وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ  (سورة البقرة)

نطق الله تعالى :  يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ   (سورة آل عمران)

تسمية غير الله باسم الرؤوف

يمكن تسمية غير الله باسم الرؤوف كما حتى الله تعالى قد سمى رسوله الكريم بهذا الاسم العظيم في كتابه القرآن الكريم.

نطق الله تعالى :  لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  

الفرق بين رأفة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين رأفة الله تعالى

رأفة الله تعالى بعبادة شاملة تضم رأفة الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا سيرة الثلاثة الذين تخلفوا عن جيش العسرة بدون سبب :

نطق الله تعالى :  لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ  (سورة التوبة)

فمن رأفة الله تعالى بهم أنه هوالذي ثبتهم على الحق وأعطاهم الصبر ثم تاب عليهم وأعطاهم الأجر على ذلك فهذا من رأفته سبحانه وتعالى التي ضمت رأفة الرسول.

ومن رأفة الله تعالى بالمؤمنين قوله تعالى :  إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  (سورة التوبة)

فإن الله تعالى يملك المؤمنين وأموالهم ويملك الجنة ومن رأفته بهم أنه سبحانه وتعالى يشتري ملكه بملكه كما في اسمه تعالى الملك.

دلائل رأفة الله بالعبد المؤمن

من دلائل رأفة الله بالعبد المؤمن هوالتوفيق للعمل الصالح وطاعة الرب والهام الاستغفار والتوبة على الذنوب والتقصير في حق الله فهي مرشد على رأفة الله بهذا العبد المؤمن.

متى يستحب النادىء باسم الله الرؤوف ؟

كما فهمنا بأن الرأفة خير كلها في الحال وفي المستقبل لذلك عند طلب النادىء باسم الله الرؤوف يغلب على الظن بأن الداعي يجب حتىقد يكون في كرب عظيم ويريد الخير والفرج عاجلاً من دون بلاء أواختبار أومصائب أوعذاب

بعكس الرحمة تكون أحيانا مقرونة بالبلاء أوالمصائب أوالعذاب ثم تنتهي بالخير والفرج والسعادة.

تحقيق معنى العبودية في (رؤوف بالعباد)

تختص الرأفة بعباد الله المؤمنين فقط دون الكافرين لذلك فيجب حتى تحقق معنى العبودية وهو :

1. محبة الله
2. الخوف منه
3. الراتى فيما عنده

نطق الله تعالى :  وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ   (سورة البقرة)

نطق الله تعالى :  يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ  (سورة آل عمران)

مراجع

الرقم	أسماء الله الحسنى	الوليد	الصنعاني	ابن الحصين	ابن منده	ابن حزم	ابن العربي	ابن الوزير	ابن حجر	البيهقي	ابن عثيمين	الرضواني	الغصن	بن ناصر	بن وهف	العباد
83	الرءوف