الجعالة

الجعالة لغةً الجعالة -بالتّثليث- اسم لما يُجعل للإنسان على عمل شيء. الجعل بضم الجيم المعجمة- الأجر، ينطق: جعلت له جعلاً، والجَعيلة أيضا لغة في الجعل. وفي فروع الفقه هي معاملة بعقد شرعي بمعنى: «التزام عوض معلوم على عمل معيّن معلوم، أومجهول يعسر فهمه».

تعريف الجعالة

الجعالة في اللغة بتثليث الجيم المعجمة كما حكاه ابن مالك، اسم لما يجعل للإنسان على عمل شيء. الجعل بضم الجيم المعجمة- الأجر، ينطق: جعلت له جعلاً، والجَعيلة أيضا لغة في الجعل. وفي فهم فروع الفقه هي: معاملة بعقد شرعي بمعنى: «التزام عوض معلوم على عمل معيّن معلوم، أومجهول يعسر ضبطه». أو«جعل عوض معلوم لقاء عمل في زمن معلوم أومجهول مما فيه منفعة للجاعل، على حتى العامل إذا أكمل العمل كان له الجعل، وإن لم يتمه؛ فلا شيء له، مما لا منفعة فيه للجاعل إلا بعد تمامه»، أوهي: «تسمية مال معلوم لمن يعمل للجاعل عملا مباحا ولومجهولا، أولمن يعمل له مدة ولومجهولة».

صورة الجعالة

صورة الجعالة حتى يلتزم مطلق التصرف بدفع عوض معين، لقاء عمل كبناء جدار مثلا، ولومجهولا، مثل: رد مال ضائع، سواء كان العامل معينا أومجهولا، فالعامل المعين مثل: حتى يقول إنسان لزيد مثلا: إذا رددت علي ضالتي فلك علي كذا. ومثال العامل المجهول: حتى يقول: من رد علي ضالتي أومن بنى لي هذا الجدار فله عليَّ كذا.

حكم الجعالة

عقد الجعالة مباح شرعا عند جمهور الفقهاء خلافا للحنفية على تفصيل في ذلك، لكن أجازها المالكية بطريق الرخصة، اتفاقا، وإن خالفت القياس للغرر فهي عندهم رخصة. ونطق الحنفية: بعدم جوازها في غير جعل العبد الآبق، ودليل المنع عندهم ما في الجعالة من تعليق التّملّك على مجهول تردد بين الوجود والعدم، كما حتى الجعالة طالما عدم تعيين العامل لا يوجد فيها من يقبل العقد فانتفى العقد. واستدل الجمهور على جوازها مع الجهل بالعمل أوالجهل بالعامل بأدلة من السنة، كما حتى حاجة الناس تدعوإلى ذلك.

أدلة مشروعيتها

يدل على مشروعية الجعالة ما ورد في حديث الرقية التي رواها الصحابي أبوسعيد الخدري في السليمين: عن أبي سعيد الخدريّ: أنّ «أناساً من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أتوا حيّاً من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيّد أولئك القوم فنطقوا: هل فيكم من راق،يا ترى؟ فنطقوا: لم تقرونا، فلا نعمل إلاّ حتى تجعلوا لنا جعلاً، فجعلوا لهم قطيع شاء، فجعل رجل يقرأ بأمّ القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرئ الرّجل فأتوهم بالشّاء، فنطقوا: لا نأخذها حتّى نسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسألوا الرّسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فضحك ونطق: ما أدراك أنّها رقية،يا ترى؟ خذوها واضربوا لي معكم بسهم». وفي رواية عن ابن عباس، فنطق: «إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب اللّه».

وفي رواية «عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه نطق يوم حنين: من اغتال قتيلاً له عليه بيّنة فله سلبه».

الفرق بين الجعالة وعقد الإجارة

الإجارة هي الكراء، واصطلاحا: تمليك منفعة معلومة بعوض معلوم والفرق وبين الجعالة حتى الجعالة قد تكون على عمل مجهول، أومن عامل مجهول بخلاف الإجارة. وتختلف الجعالة عن الإجارة عند الشافعية وغيرهم من المجيزين لها في بعض الأحكام منها: صحة الجعالة على عمل مجهول يعسر ضبطه وتعيينه مثل: رد مال ضائع، بخلاف عقد الإجارة فإنها لا تصح إذا كان العمل مجهولا، ومنها: صحة الجعالة مع عامل غير معين، كون العامل لا يستحقّ الجعل إلا بعد تمام العمل، وكونه لا يشترط في الجعالة تلفّظ العامل بقبول العقد، وهناك تفاصيل أخرى محلها خط فروع الفقه.