عبد الله التجاني
عودة للموسوعةعبد الله التجاني أوأبومحمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبوالقاسم التجاني ولد في قبيلة تجانة إحدى قبائل مصمودة الأمازيغية بالقرب من مدينة مراكش المغرب ما بين عامي 670-675 هـ (1272-1277 م) وبعدها رحل إلى تونس مع عائلته نزوحا من الحرب التي كانت بين قبائل مصمودة وقبائل زناتة وصنهاجة
تربى في حجر ابيه العالم الاديب، وهوأول من لقنه القراءة والكتابة كما صرح به الابن غير مرة. فيقول مثلاً " وقد اخبرني بهذا الحديث الوالد قراءة عليه، نطق اخبرنا الشيخ الحافظ محمد بن عبد الله بن ابي بكر القضاعي (أي ابن الابار)".
واقبل من صغره على حضور دروس الشيوخ في التفسير والحديث وأنواع العلوم ما بين دينية ولسانية وادبية حتى ترعرع وحصل على ملكة التمييز.
شيوخه
- في مقدمتهم أبوبكر بن عبد الكريم العوفي العلاّمة المغربي الوافد على تونس والمتوفي بها سنة 698 هـ نطق عنه التجاني في أحد تصانيفه :
" أبلغني الشيخ الفقيه العدل الصالح أبويحى أبوبكر بن ابي محمد عبد الكريم العوفي فيما اجازنيه وقرأته بلفظي عليه سنة ثلاث أواربع وتسعين وستمائة، وهوأول من استفدت منه بالقراءة عليه ومثلت بالتعليم بين يديه. وكان قد نال من المعارف ما اشتهى، وحاز فيما حاز من الإحاطة باقوال الفقهاء غاية المنتهى...".
- الشيخ أبوالقاسم بن أبي محمد عبد الوهاب بن قائد بن علي الكلاعي، قريب صاحب السيرة النبوية المشهورة بالسيرة الكلاعية، أحد فهماء الأندلس اللاجئين إلى تونس، روى عنه التجاني كثيرا.
- أبوالحسن علي ابن الشيخ إبراهيم التجاني، ابن عم والده.
- أبوعلي عمر بن الشيخ ابي اسحاق إبراهيم التجاني، ابن عم والده هوالآخر.
- أبوعلي عمر بن محمد بن علوان التونسي.
فهذه نخبة من الشيوخ الذين لقّن عنهم، اما لوأردنا استقصاء من عهدهم من رجال الفهم المبرزين ومن الأدباء المجيدين للزمنا قمطر ضخم لحصر ممحرراتهم له، ومساجلاته لهم، وقد دون جانبا مهما منها في غضون كتابه الرحلة.
مخطته
تميز التجاني بظاهرة أخرى يتضح منها شغفه القوي بالثقافة ووسائلها، وهواهتمامه الزائد بالخط في جميع صنف وفي جميع فن، يتبين ذلك جليا من مطالعة ما وصل الينا من تاليفه، وإشاراته المتكررة فيها لعدد كبير من المراجع والمؤلفات التي كانت قد تضمنتها مخطته على الارجح، كما يظهر أنه كان يستعين بالمخطة الحفصية التي بالقصبة استعانة مستمرة، ويثابر على مواصلة المطالعة والمراجعة بها علاوة على ما كان يملكه شخصيا من الخط الثمينة كما هوالشأن في جميع بيت من بيوت الفهماء والكتاب والأدباء، ناهيك ما كان عند التجانيين من المخطوطات على مختلف ميولهم واذواقهم، ومن يطالع مصنفا واحدا مما وضع التجاني ويحصي ما يذكره من أسماء الخط التي ينقل عنها أويحيل عليها يجد المئات من المؤلفات ذات القيمة الثمينة، وكثير منها لم يصل الينا
حياته الادارية والادبية
انخرط في سلك الكتّاب في ديوان الإنشاء حيث كان يعمل أبوه واخرون من اقاربه، وقد امتزج في ذلك الوسط الأدبي بثلة من من اصحاب الأقلام المعروفين مثل ابي إبراهيم ابن حسينة وابي زيد عبد الرحمان بن نزار، وابي عبد الله محمد الهواري، ومحمد بن أبي زالي البلوي، ومحمد بن يعيش، وأحمد الرصافي وغيرهم، وفي غضون كتابه الشهير (تقييد الرحلة) يرى القارئ اتصالهم الوثيق بالتجاني وما جرى بينهم مدة انتنطقه من المراسلات الأدبية المناسبة لذوق العصر، وكان ذلك في مدة السلطانمحمد المعروف بأبي عصيدة في بداية القرن الثامن. ولم يكد يستقر في الديوان حتى ظهرت عليه علامات النبوغ ومخايل النجابة فاصطفاه لنفسه كبير الدولة وشيخ الموحدين الأمير أبويحى زكرياء بن اللحياني، وقرب منزلته منه، ورسمه في خواص كتّابه، فلما عزم الأمير على محاربة الإسبان المغتصبين لجزيرة جربة ورحلته في اتجاه الحج عين أبا محمد عبد الله التجاني لمصاحبته وفوّض اليه الاشراف على رسائله، وذلك منتصف سنة 706 هـ (ديسمبر 1306 م) فكانت تلك الانتنطقات والجولات التي يراها المطالع مبسوطة في كتابه تقييد الرحلة التجانية، وتنتهي بعودة صاحبنا إلى حضرة تونس في شهر صفر من سنة 708 هـ 1308 م، وقد فارق التجاني مخدومه الأمير أبويحى من تراب طرابلس لأسباب صحية وسياسية معا : " فكان امد الغيبة عامين وثمانية أشهر واياما. وهي بحساب كمال الأشهر ونقصها تسعمائة يوم وخمسة وسبعون يوما." وقد كان في تام هذه المدة محل الثقة والعناية الفائقة من مخدومه شيخ الموحدين. انظر الكتاب الذي ارسله الأمير حين مقامه بطرابلس إلى والد التجاني في تونس، نقل الينا رحالنا فحواه فنطق : " وكان الأمير -اعزه الله- وجه لوالدي كتابا بخطه يعهده فيه بحالتي معه، ويصفني فيه بما يليق بذاته الشريفة ومرتبته الرفيعة المنيفة..."
اعقابه
مؤلفاته
- أداء اللازم في شرح مقصورة حازم.
وهوشرح لقصيدة الفية وضعها أبوالحسن حازم القرطاجني من قرطاجنة الأندلس، المهاجر والمتوفي بها في رمضان 684 هـ، 1285 م، وقد مدح بها الخليفة محمد المستنصر بالله بن أبي وكرياء الحفصي.
- الوفاء ببيان فوائد الشفاء.
وضعه كشرح لكتاب " الشفا بتعريف المصطفى " للقاضي ابي الفضل عيّاض بن موسى اليحصبي.
- الدر النظيم.
وضعه في الأدب والتراجم.
- تقييد على سليم مسلم.
حرره مدة اقامته بطرابلس سنة 808 حين قرائته بها على الشيخ عبد العزيز بن عبيد السبائي من فهمائها.
- تقييد على المسند السليم للبخاري.
وضعه أيضا بطرابلس في التاريخ المتقدم بعد حتى انتهى من قراءة سليم مسلم.
- نفحات النسرين في محاورة ابن شبرين.
مجموع ادبي ضخم تضمن المخاطبات التي دارت بينه وبين الاديب الأندلسي ابن شبرين الجذامي السبتي.
- علامة الكرامة في كرامة العلامة.
ولم يعهد من هذا التصنيف سوى اسمه، حيث أنه مفقود.
- تحفة العروس ونزهة النفوس.
عمل ادبي وضعه في معاشرة النساء، واخلاقهن وخصالهن، وحقوقهن، وفي العفاف والصون، والزينة والطيب.
- تقييد الرحلة.
وهي من غرر المصنفات التونسية، من أبرز ما خط في وصف البلاد الأفريقية، والتعريف بعمرانها وسكانها وقبائلها وأحوالها كافة، فيها بسط لأخبار المدائن والقرى التي يمر بها الرحال جميع واحدة بانفرادها، وتجعله يحيط فهما بما مضى من احداثها، مع التعريف بالنابغين من أبنائها، من فقهاء وقوّاد، وادباء، وصلحاء قدامى ومعاصرين، وتبين أسماء الاوطان والنواحي، وما يسكنها من القبائل، وما يتفرع عن جميع قبيلة من بطون والإخاذ من البدوالرحل، فيميز بين اصولها وفروعها، وينسب جميع منه إلى حتى ينتهي إلى مشهور الاصل الجامع، وقد وجه إلى تحقيقها وطبعها الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة.
المراجع
حسن حسني عبد الوهاب, ورقات عن الحضارة العربية بأفريقية التونسية، القسم الثالث، جمع واشراف : محمد العروسي المطوي.
التصنيفات: مؤرخون تونسيون, مقالات بدون مصدر منذ فبراير 2016, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2016, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P106, بوابة أدب عربي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة تونس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات