حيص بيص
أبوالفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي الملقب شهاب الدين المعروف بحيص بيص هوشاعر مشهور؛ كان فقيها شافعي الممضى، تفقه بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان، وتحدث في مسائل الخلاف، إلا أنه غلب عليه الأدب ونظم الشعر، وأجاد فيه مع جزالة لفظه، وله رسائل فصيحة بليغة. كان من أبلغ الناس بأشعار العرب واختلاف لغاتهم. كان لا يخاطب أحداً إلا بالكلام العربي وكان يلبس زي العرب ويتقلد سيفا.
سمي حيص بيص لأنه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد فنطق: «ما للناس في حيص بيص»، فبقي عليه هذا اللقب، ومعنى هاتين الحدثتين الشدة والاختلاط، تقول العرب: سقط الناس في حيص بيص، أي في شدة واختلاط.
كان إذا سئل عن عمره يقول: «أنا أعيش في الدنيا مجازفة»، لأنه كان لا يحفظ مولده، وكان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي التميمي حكيم العرب. ولم يهجر أبوالفوارس عقبا.
من أبياته الشهيرة:
ملكنـا فـكان العفـومنا سجية | فلما ملكتـم سال بالـــدم أبطح |
وحللتم اغتال الأسـارى وطـالمـا | غدونا عن الأسرى نعف ونصفح |
فحسبكم هذا التفـاوت بيننـــا | وكل إنـاء بالذي فيــه ينفــع |
توفي ليلةستة شعبان 574 هـ ببغداد، ودفن بالجانب الغربي في مقابر قريش.
مصادر
- وفيات الأعيان لابن خلكان