حركة
الحركة هي علامة توضع أعلى الحرف العربي أوتحته لتوضيح طريقة نطق الحرف. ويشار إلى وضع هذه العلامات على الحروف بالشكل والتشكيل والضبط.
أنواع الحركات
- حركات دالة على طريقة نطق الحرف من حيث المد الصوتي القصير الذي يليه وهي:
- الفتحة وترسم كشرطة صغيرة أعلى الحرف ـَ
- الضمة وترسم كواوصغيرة أعلى الحرف ـُ
- الكسرة وترسم كشرطة صغيرة تحت الحرف ـِ
- السكون ويرسم كحلقة صغيرة فوق الحرف ـْ
- حركات دالة على تشديد الحرف وهي واحدة:
- الشدة وترسم على الشكل ـّ ويمكن رسم فتحة أوضمة أوكسرة مع الشدة فتتخذ الرسوم التالية حسب الترتيب ـَّ ، ـُّ ، ـِّ ويرسم أيضاً الكسر مع الشدة بوضع علامة التشديد فوق الحرف وتوضع الكسرة تحتها.
- حركات دالة على التنوين وهي:
- تنوين مع الفتح يرسم كشرطتين صغيرتين أعلى الحرف ـً
- تنوين مع الضم يرسم أعلى الحرف ـٌ ويرسم أيضاً كواوين صغيرين فوق الحرف
- تنوين مع الكسر يرسم كشرطتين صغيرتين أسفل الحرف ـٍ
إستعمالات الحركات
تستعمل الحركات في جميع المصاحف وفي الكثير النصوص القرآنية المقتبسة من المصحف. كما تستعمل في الكثير من النصوص المعدة للأطفال وفي النصوص الخاصة بالمراحل الأولى لتعليم دارسي اللغة العربية كلغة ثانية. وتستعمل أحياناً في النصوص العامة لمنع التباس المعنى على القارئ عندماقد يكون هناك أكثر من طريقة لنطق الحدثة والتي قد تفضي إلى معانٍ تختلف عن المعنى المراد من النص.
تاريخ الحركات
لم يكن في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام حركات فقد كان يعتمد على فهم العرب بلغتهم للتعهد على الحركة المناسبة لكل حرف. مع اتساع الفتوحات الإسلامية اختلط العرب بالعجم وخيف حتى يلحن الناس في قراءة القرآن الكريم.
حادثة زياد بن أبيه وأبي الأسود
يروى حتى معاوية بن أبي سفيان خط إلى زياد بن أبيه عندما كان واليًا على البصرة (45-53هـ) حتى يرسل إليه ابنه عبيدالله، فلما وصل عبيد الله عند معاوية عثر معاوية بأنه يلحن في الكلام، فخط معاوية إلى زياد لائماً له على وقوع ابنه في اللحن. وبناءً على ماسبق ذكره فقد كلف زياد والي البصرة في عهد معاوية بن أبي سفيان أبا الأسود الدؤلي حتى يضع طريقة لإصلاح القراءة ودار بين زياد وأبي الأسود نقاش حيث حتى أبوالأسود خشي حتى يزيد على القرآن ما ليس فيه فحاججه زياد بأن عثمان قد خط المصاحف قبل حتى لم تكن مكتوبة. ومع ذلك فقد غلب الخوف على أبي الأسود فرفض طلب زياد وسأله حتى يولي بذلك غيره. فأراد زياد حتى يحفز أبا الأسود فوضع له في طريقه من يحمل صوته بالقرآن ويلحن فيه فقرأ رجل زياد ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر إذا الله برئ من المشركين ورسوله)بكسر لام رسوله. فحزن لذلك أبوالأسود ونطق: "عزّ وجه الله حتى يتبرأ من رسوله" وعاد فوراً إلى زياد موافقاً. واختار محرراً. ووضع الحركات وكان رسم الحركات يختلف عما هوعليه اليوم.
حركات أبي الأسود
كانت حركات أبي الأسود تختلف في رسمها عن الحركات اليوم فقد رسمها بحبر أحمر وكانت على هيئة نقاط. وقد وصلنا ما أبلغ أبوالأسود محرره حتى يعمل إذ نطق له: "خذ صبغاً أحمر فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدة فوقه وإذا كسرت فانقط واحدة أسفله وإذا ضممت فاجعل النقط بين يدي الحرف (أي أمامه) فإذا اتبعت شيئاً من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين" وأخذ يملي القرآن بتأنٍ والمحرر يخط حتى وصل إلى آخر المصحف. وكان أبوالأسود يدقق في جميع صحيفة حال انتهاء المحرر منها. ولم يضع أبوالأسود علامة للسكون إذ رأى حتى إهمال الحركة يغني عن علامة السكون. وانتشرت طريقة أبي الأسود ولكنها لم تتداول إلا في المصاحف.
ما بعد أبي الأسود
زاد الناس على طريقة أبي الأسود علامة للتنوين فوضعوا له نقطتين فوق بعضهما. وزاد أهل المدينة علامة التشديد فجعلوها قوسين فوضعوها فوق المشدد المفتوح وتحت المشدد المكسور وعلى يسار المشدد المضموم ووضعوا نقطة الفتحة داخل القوس والكسرة تحت حدبته والضمة على يساره ثم استغنوا عن النقطة وقلبوا القوس مع الضمة والكسرة وأبقوه على أصله مع الفتحة. وزاد أهل البصرة السكون فجعلوه شرطة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه على الشكل التالي ــ
الفراهيدي والحركات الحديثة
قام الخليل بن أحمد الفراهيدي في العهد العباسي بتغيير رسم الحركات حتى يتمكن الناس من الكتابة بنفس لون الحبر إذ حتى تنقيط الإعجام (التنقيط الخاص بالتمييز بين الحروف المتنوعة كالجيم والحاء والخاء) كان قد شاع في عصره بعد حتى أضافه إلى الكتابة العربية تلميذا أبي الأسود نصر بن عاصم ويحيى بن يَعْمَر فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقه. أما إذا كان الحرف منوناً كـرر الحركة. كما وضع حركات أخرى. وبهذاقد يكون النظام الذي اتخذه قريباً إلى حد كبير من الرسم الذي تتخذه الحركات اليوم.
اللغة العبرية والنِقود
تهمل المدود القصيرة في الكتابة العبرية فلا تخط شأنها في ذلك شأن الكتابة العربية. وقد طور اللغويون اليهود نظاماً سموه بالنِقود (عبري: נקוד) (بكسر النون) يشبه نظام الحركات في الكتابة العربية لتلافي اللبس في قراءة الحرف. وترسم معظم النِقود على هيئة نقاط مع وجود أشكال أخرى. وتستعمل عادة في النصوص التوراتية ويندر حتى تستعمل في النصوص الأخرى.
المصادر
- د.محمد عبد المنعم خفاجي (1410 هـ - 1990 م). الأدب العربي وتاريخه في العصرين الأموي والعباسي. بيروت: دار الجيل.
- صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ نَقْط المصحف الشريف. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تم الدخول إلى المسقط بتاريخ 31 يناير 2006
