الحكم
نطق الله تعالى : { فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهوخير الحاكمين (سورة الأعراف الآية 87) ونطق تعالى : { وتمت حدثت ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لحدثاته (سورة الأنعام الآية 115) ونطق تعالى : { إذا الله يأمر بالعدل والإحسان (سورة النحل الآية 90) ونطق صلى الله عليه وسلم : (( إذا الله هوالحكم وإليه الحكم)) ونطق تعالى : { أفغير الله أبتغي حكماً وهوالذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً الآية(سورة الأنعام الآية 114).
- فالله سبحانه هوالذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه فلا يظلم مثنطق ذرة ، ولا يحمل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق إلى أهلها. فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه . وهوالعدل في تدبيره وتقديره .
وهوسبحانه موصوف بالعدل في عمله، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، فهي كلها بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة كما قدمنا.وما ينزله سبحانه بالعصاة والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا، وما أعده لهم من العذاب المهين في الآخرة فإنما عمل بهم ما يستحقونه فإنه لا يأخذ إلا بذنب، ولا يعذب إلا بعد إقامة الحجة ، وأقواله كلها عدل، فهولا يأمرهم إلا بما فيه مصلحة خالصة أوراجحة. ولا ينهاهم إلا عما مضرته خالصة أوراجحة وكذلك حكمه بين عباده يوم فصل القضاء، ووزنه لأعمالهم عدل لا جور فيه . كما نطق تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثنطق حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين (سورة الأنبياء الآية 47) وهوسبحانه ( الحكم ) بالعدل في وصفه وفي عمله وفي قوله وفي حكمه بالقسط . وهذا معنى قوله : { إذا ربي على صراط مستقيم (سورة هود الآية 56) فإن أقواله صدق، وأفعاله دائرة بين العدل والفضل ، فهي كلها أفعال رشيدة وحكمه بين عباده فيما اختلفوا فيه أحكام عادلة لا ظلم فيها بوجه من الوجوه ، وكذلك أحكام الجزاء والثواب والعقاب .