الحزب السوري القومي الاجتماعي
الحزب السوري القومي الاجتماعي أنشأه أنطون سعادة سريّاً في لبنان وانكشف في16 نوفمبر/تشرين الثاني 1932 لسلطات الانتداب الفرنسية التي سجنت أعضاءه آنذاك.
عانى الحزب من النظام السياسي والاجتماعي الطائفي المكرّس دستورياً في لبنان والانقلابات العسكرية في سوريا مما أدى لاصطدامه على الدوام مع الطبقات السياسية الطائفية في لبنان والحكم العسكري في سوريا.
النشأة والتاريخ
دخل الحزب في صراع مع السلطات في لبنان تحت الانتداب الفرنسي منذ إنشائه، واعتبرته السلطات الفرنسية ثم اللبنانية حزباً غير شرعيّ. بعد اعتنطق مؤسسه وأعضاءه ثلاث مرات بين عامي 1936 و1938، سافر أنطون سعادة إلى إلى أميركا الجنوبية متنقلاً بين البرازيل والأرجنتين لتسع سنوات نشر فيها عقيدته بين المغتربين السوريين-اللبنانيين هناك، وعاد إلى لبنان عام 1947 ليصطدم مع السلطات اللبنانية اللبنانية المستقلة حديثاً.
شاركت فصائل مسلحة للحزب في فلسطين في الثورات المتتالية حتى حرب 1948 ضد إنشاء إسرائيل.
اصطدم الحزب مع مجموعة من حزب الكتائب في منطقة الجمّيزة أسفرت عن حرق مطبعته وتصاعدت بملاحقة أنطون سعادة ولجوئه إلى سوريا برغبة من حاكمها العسكري آنذاك حسني الزعيم الذي عاد فسلمه للسلطات اللبنانية يومستة يوليو/تموز 1949 فأعدمته رمياً بالرصاص بعد يومين. انتقل ثقل الحزب بعدها إلى سورية ليشارك بقوة في الحياة السياسية والبرلمانية حتى اغتيال نائب رئيس أركان الجيش السوري العقيد عدنان المالكي واتهام رقيب سوري قومي يدعى يونس عبد الرحيم بتطبيق الجريمة عام 1955 حُضر الحزب على إثرها من ممارسة نشاطه رسمياً في سوريا حتى عام 2005. نتيجة هذا الاغتيال حصل انشقاق داخلي في الحزب ضد رئيسه جورج عبد المسيح لاتهام رفقائه له بعلاقته بالمؤامرة. استمر عبد المسيح يقود فصيلاً يحمل نفس اسم الحزب ويعتمد نفس العقيدة والدستور وتختلف فيه القيادة فقط، ولايزال هذا الجناح ناشطاً حتى الآن.
انتقل نشاط الحزب تدريجياً إلى لبنان بعد حضره في سوريا وقام بمحاولة انقلابية فاشلة ليلة رأس السنة 1961/1962 ضد إدارة فؤاد شهاب لتعتقل قياداته وأعضاؤه حتى أواخر الستينات.
شارك الحزب في الصراع العربي الإسرائيلي بعمليات عسكرية وفدائية كثيرة منذ بدايات الثمانينات حتى نهايات التسعينات وتعتبر سناء محيدلي واحدة من أبرز شهيدات الحزب في الجنوب وخالد علوان منفذ عملية مقهى الويمبي ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في وسط بيروت.
عاد الحزب إلى نشاطه السياسي والاجتماعي في سوريا بشكل تدريجي منذ أعوام قليلة في أواخر عهد حافظ الأسد، أصبح عضواً مراقباً في الجبهة الوطنية التقدمية منذ عام 2001، وله أعضاء في البرلمان ووزير دولة.
للحزب نشاطات خارج سوريا الطبيعية، حيث له فروع كثيرة في المهجر حيث الجاليات السورية-اللبنانية، بينما يناصره القليل في الأردن وفلسطين وباقي أجزاء سوريا الطبيعية عدا عن سورية ولبنان.
العقيدة
يعتبر حتى "السوريين أمة تامة" وحتى "القضية السورية قضية قومية قائمة بنفسها ومستقلة عن أي قضية أخرى" أهداف الحزب الأساسية تتمثل في النهوض بسوريا الطبيعية بكل المجالات وتوحيدها لأنها تشكل وحدة جغرافية واحدة لها اسم تاريخي هوالهلال الخصيب. تشير عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى حتى الشام (الجمهورية العربية السورية) ولبنان وفلسطين والأردن والعراق (حتى الكويت والأحواز) وأطراف جغرافية أخرى مثل سيناء وقبرص وكيليكا وهضبة عينتاب هي وحدة جغرافية واحدة تضم أمة واحدة فُرِّقت بقرارات استعمارية.
حددت المادة الثانية من دستور الحزب المبادئ الاساسية له وهي ثمانية:
- المبدأ الاول: سوريا للسوريين والسوريون أمة تامة.
- المبدأ الثاني: القضية السورية هي قضية قومية قائمة بنفسها مستقلة جميع الاستقلال عن أية قضية اخرى.
- المبدأ الثالث: القضية السورية هي قضية الأمة السورية والوطن السوري.
- المبدأ الرابع: الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي.
- المبدأ الخامس : الوطن السوري هوالبيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية وهي ذات حدود جغرافية تميزها عن سواها تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختياري في الشمال الشرقي إلى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة, ومن البحر السوري في الغرب شاملة جزيرة قبرص, إلى قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق ويعبر عنها بلفظ عام، "الهلال السوري الخصيب" ونجمته جزيرة قبرص.
- المبدأ السادس: الأمة السورية مجتمع واحد.
- المبدأ السابع: تستمد النهضة السورية القومية الاجتماعية روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها الثقافي السياسي القومي.
- المبدأ الثامن: مصلحة سوريا فوق جميع مصلحة.
وقد انتهج الحزب سياسة فهمانية بهجريزه على فصل الدين عن الدولة ومنع رجال الدين من التدخل في شؤون الدولة، وسياسة اجتماعية اقتصادية تضعه في يمين الوسط بمحاربته الإقطاع ودعوته لتنظيم الإقتصاد القومي على أساس الإنتاج لصيانة حق المجتمع والدولة.
الحزب والعروبة
تعتبر عقيدة الحزب حتى سوريا الطبيعية جزء لا يتجزأ من العالم العربي تقوم مقاماً مركزياً وقيادياً فيه، ولا يعزل الحزب سوريا الطبيعية عن محيطها العربي لكن يبرز خصوصيتها وتمايزها عن باقي أمم العالم العربي الأخرى (الجزيرة العربية، وادي النيل، المغرب العربي). ودعى مؤسس الحزب إلى التضامن العربي في وجه القوى الإمبريالية والإستعمار والرجعية المحلية المعادية للعروبة ونقض العروبة الوهمية داعياً إلى عروبة واقعية[1].
روابط خارجية
- المسقط الرسمي للحزب
- منطقات بالإنكليزية والعربية عن عقيدة الحزب