سورة المجادلة

عودة للموسوعة

سورة المجادلة

[[{{{سابق |→]]   

سورة المجادلة   [[{{{لاحق |←]]

الترتيب في القرآن 58
عدد الآيات 22
عدد الحدثات 475
عدد الحروف 1991
الجزء {{{جزء
الحزب {{{حزب
النزول مدنية
نص [[s:

سورة المجادلة| سورة المجادلة]] في فهم المصادر

السورة بالرسم العثماني
بوابة القرآن الكريم

الآية رقم ‏(‏1‏)‏

‏{‏ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إذا الله سميع بصير ‏ ‏

عن عائشة نطقت‏:‏ الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات، لقد اتىت المجادلة إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم تحدثه، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ماتقول، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها‏ ‏ إلى آخر الآية ‏"‏أخرجه البخاري تعليقاً، ورواه النسائي وابن ماجه‏"‏وفي رواية عنها أنها نطقت‏:‏ تبارك الذي أوعى سمعه جميع شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهي تقول‏:‏ يا رسول اللّه أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني وانبتر ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكوإليك، نطقت‏:‏ فما برحت حتى هبط جبريل بهذه الآية‏:‏ ‏{‏قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها‏ ‏، نطقت‏:‏ وزوجها أوس بن الصامت ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم من حديث عائشة رضي اللّه عنها‏"‏وروى ابن أبي حاتم عن أبي يزيد نطق‏:‏ ‏(‏لقيتْ امرأةٌ عمر ينطق لها خولة بنت ثعلبة وهويسير مع الناس، فاستوقفته، فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه ووضع يديه على منكبيها، حتى قضت حاجتها وانصرفت، فنطق له رجل‏:‏ يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز، نطق‏:‏ ويحك وتدري من هذه‏؟‏ نطق لا، نطق‏:‏ هذه امرأة سمع اللّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة، واللّه لولم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت عنها حتى تقضي حاجتها، إلا حتى تحضر صلاة فأصلّيها، ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها‏)‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم‏"‏ وهومنبتر بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب كما نطقه ابن كثير‏"‏وعن عامر نطق‏:‏ المرأة التي جادلت في زوجها خولة امرأة أوس بن الصامت وأمها معاذة‏.‏


الآية رقم ‏(‏2 ‏:‏ 4‏)‏

‏{‏ الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إذا أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفوغفور ‏.‏ والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما نطقوا فتحرير رقبة من قبل حتى يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير ‏.‏ فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل حتى يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم ‏ ‏

روى الإمام أحمد، عن خولة بنت ثعلبة، نطقت‏:‏ فيّ واللّه وفي أوس بن الصامت أنزل اللّه صدر سورة المجادلة نطقت‏:‏ كنت عنده، وكان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه، فدخل عليّ يوماً فراجعته بشئ فغضب، فنطق‏:‏ أنت عليّ كظهر أمي، نطقت‏:‏ ثم خرج فلبس في نادي قومه ساعة، ثم ولج عليّ، فإذا هويريدني عن نفسي، نطقت، قلت‏:‏ كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم اللّه ورسوله فينا بحكمه، نطقت فواثبني فامتنعت بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني، نطقت‏:‏ ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثياباً، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه وجعلت

أشكوإليه ما ألقى من سوء خلقه، نطقت‏:‏ فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي اللّه فيه‏)‏ نطقت‏:‏ فواللّه ما برحت، حتى هبط فيّ قرآن، فتغشى رسول اللّه ماكان يتغشاه، ثم سري عنه فنطق لي‏:‏ ‏(‏يا خويلة قد أنزل اللّه فيك وفي صاحبك قرآناً‏)‏ ثم قرأ عليّ ‏{‏قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إذا اللّه سميع بصير‏ ‏ إلى قوله تعالى‏{‏وللكافرين عذاب أليم‏ ‏ نطقت، فنطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مريه فليعتق رقبة‏)‏ نطقت، فقلت‏:‏ يا رسول اللّه ما عنده ما يعتق، نطق‏:‏ ‏(‏فليصم شهرين متتابعين‏)‏ نطقت، فقلت‏:‏ واللّه إنه لشيخ كبير ما به من صيام، نطق‏:‏‏(‏ فليطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر‏)‏ نطقت، فقلت‏:‏ واللّه يا رسول اللّه ما ذاك عنده، نطقت، فنطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فإنا سنعينه بفرق من تمر‏)‏ نطقت، فقلت‏:‏ يا رسول اللّه وأنا سأعينه بفرق آخر، نطق‏:‏ ‏(‏قد أصبت وأحسنت فامضىي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيراً‏)‏ نطقت‏:‏ فعملت ‏"‏أخرجه أحمد وأبوداود‏"‏هذا هوالسليم في سبب نزول هذه السورة، نطق ابن عباس‏:‏ أول من ظاهر من امرأته أوس بن الصامت أخوعبادة بن الصامت وامرأته خولة بنت ثعلبة بن مالك فلما ظاهر منها خشيت حتىقد يكون ذلك طلاقاً، فأتت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنطقت‏:‏ يا رسول اللّه إذا أوساً ظاهر مني، وإنا إذا افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه وقدمت صحبته، وهي تشكوذلك وتبكي، ولم يكن اتى في ذلك شيء، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه‏ ‏ إلى قوله تعالى ‏{‏وللكافرين عذاب أليم‏ ‏ فنادىه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنطق‏:‏ ‏(‏أتقدر على رقبة تعتقها‏)‏‏؟‏ نطق‏:‏ لا واللّه يا رسول اللّه ما أقدر عليها، نطق، فجمع له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى أعتق عتقه، ثم راجع أهله ‏"‏رواه ابن جرير، نطق ابن كثير‏:‏ وإلى ماذكرناه مضى ابن عباس والأكثرون‏"‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الذين يظاهرون منكم من نسائهم‏ ‏ أصل الظهار مشتق من الظهر، وذلك حتى الجاهلية كانوا إذا ظاهر أحدهم من امرأته نطق لها‏:‏ أنت عليّ كظهر أمي، وكان الظهار عند الجاهلية طلاقاً فأرخص اللّه لهذه الأمّة وجعل فيه كفارة ولم يجعله طلاقاً كما كانوا يعتمدونه في جاهليتهم، هكذا نطق غير واحد من السلف، ونطق سعيد بن جبير‏:‏ كان الإيلاء والظهار من طلاق الجاهلية فوقّت اللّه الإيلاء أربعة أشهر، وجعل في الظهار الكفارة ‏"‏رواه ابن أبي حاتم‏"‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما هن أمهاتكم إذا أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم‏ ‏ أي لا تصير المرأة بقول الرجل أنت عليّ كأُمّي، أومثل أُمي، أوكظهر أّمي وما أشبه ذلك، لا تصير أُمه بذلك إنما أمه التي ولدته، ولهذا نطق تعالى‏:‏ ‏{‏وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً‏ ‏ أي كلاماً فاحشاً باطلاً، ‏{‏وإن اللّه لعفوغفور‏ ‏ أي عما كان منكم طالما الجاهلية، إلى غير ذلك أيضاً عما خرج من تجاوز اللسان ولم يقصد إليه المتحدث، كما روي حتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول لامرأته‏:‏ يا أُختي، فنطق‏:‏ ‏(‏أُختك هي زوجتك‏؟‏‏)‏ ‏"‏رواه أبوداود‏"‏فهذا إنكار، ولكن لم يحرمها عليه بمجرد ذلك لأنه لم يقصده، ولوقصده لحرمت عليه، لأنه لا فرق على السليم بين الأُم وبين غيرها من سائر المحارم من أُخت وعمّة وخالة وما أشبه ذلك‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما نطقوا‏ ‏ اختلف السلف والأئمة في المراد بقوله تعالى ‏{‏ثم يعودون لما نطقوا‏ ‏ فنطق بعض الناس‏:‏ العود هوحتى يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، وهذا القول باطل، وهواختيار ابن حزم، ونطق الشافعي‏:‏ هوحتى يمسكها بعد المظاهرة زماناً يمكنه حتى يطلق فيه فلا يطلق، ونطق أحمد بن حنبل‏:‏ هوحتى يعود إلى الجماع أويعزم عليه فلا تحل له حتى يكفر بهذه الكفارة، وقد حكي عن مالك أنه العزم على الجماع أوالإمساك وعنه أنه الجماع، ونطق أبوحنيفة‏:‏ هوحتى يعود إلى الظهار بعد تحريمه وحمل ما كان عليه أمر الجاهلية، فمتى ظاهر الرجل من امرأته فقد حرمها تحريماً لا يحمله إلا الكفارة، وعن سعيد بن جبير ‏{‏ثم يعودون لما نطقوا‏ ‏ يعني يريدون حتى يعودوا في الجماع الذي حرموه على أنفسهم‏.‏ ونطق الحسن البصري‏:‏ يعني الغشيان في الفرج وكان لا يرى بأساً حتى يغشى فيما دون الفرج قبل حتى يكفر‏.‏ ونطق ابن عباس‏:‏ ‏{‏من قبل حتى يتماسا‏ ‏ والمس النكاح وكذا نطق عطاء والزهري وقتادة ومقاتل بن حيان ، ونطق الزهري‏:‏ ليس له حتى يقبلها ولا يمسها حتى يكفر، وقد روى أهل السنن من حديث عكرمة، عن ابن عباس حتى رجلاً نطق‏:‏ يا رسول اللّه إني ظاهرت من امرأتي فسقطت عليها قبل حتى أكفر، فنطق‏:‏ ‏(‏ما حملك على ذلك يرحمك اللّه‏؟‏‏)‏ نطق‏:‏ رأيت خلخالها في ضوء القمر، نطق‏:‏ ‏(‏فلا تقربها حتى تعمل ما أمرك اللّه عزَّ وجلَّ‏)‏ ‏"‏أخرجه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه‏"‏وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فتحرير رقبة‏ ‏ أي فإعتاق رقبة كاملة من قبل حتى يتماسا، فههنا الرقبة مطلقة غير مقيدة بالإيمان، وفي كفارة القتل مقيدة بالإيمان، فحمل الشافعي رحمه اللّه ما أطلق ههنا على ما قيّد هناك لاتحاد الموجب، وهوعتق الرقبة، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ذلكم توعظون به‏ ‏ أي تزجرون به، ‏{‏واللّه بما تعملون خبير‏ ‏ أي خبير بما يصلحكم ‏{‏عليم‏ ‏ بأحوالكم، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل حتى يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً‏ ‏ قد تقدمت الأحاديث الآمرة بهذا على الترتيب، كما ثبت في السليمين في سيرة الذي جامع امرأته في رمضان ‏{‏ذلك لتؤمنوا باللّه ورسوله‏ ‏ أي شرعنا هذا لهذا، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتلك حدود اللّه‏ ‏ أي محارمه فلا تنتهكوها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وللكافرين عذاب أليم‏ ‏ أي الذين لم يؤمنوا ولا التزموا بأحكام هذه الشريعة، لا تعتقدوا أنهم ناجون من البلاء، كلا ليس الأمر كما زعموا، بل لهم عذاب أليم أي في الدنيا والآخرة‏.‏

الآية رقم ‏(‏5 ‏:‏ 7‏)‏ 

‏{‏ إذا الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين ‏.‏ يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على جميع شيء شهيد ‏.‏ ألم تر حتى الله يفهم ما في السماوات وما في الأرض ماقد يكون من نجوى ثلاثة إلا هورابعهم ولا خمسة إلا هوسادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هومعهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إذا الله بكل شيء عليم ‏ ‏

يخبر تعالى عمن شاقوا اللّه ورسوله وعاندوا شرعه ‏{‏كبتوا كما كبت الذين من قبلهم‏ ‏ أي أهينوا ولعنوا وأخزوا كما عمل بمن أشبههم ممن قبلهم، ‏{‏وقد أنزلنا آيات بينات‏ ‏ أي واضحات لا يعاندها ولا يخالفها إلا كافر فاجر مكابر، ‏{‏وللكافرين عذاب أليم‏ ‏ أي في لقاءة ما استكبروا عن اتباع شرع اللّه، والانقياد له والخضوع لديه، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏يوم يبعثهم اللّه جميعاً‏ ‏ وذلك يوم القيامة يجمع اللّه الأولين الآخرين في صعيد واحد ‏{‏فينبئهم بما عملوا‏ ‏ أي فيخبرهم بالذي صنعوا من خير وشر، ‏{‏أحصاه اللّه ونسوه‏ ‏ أي ضبطه اللّه وحفظه عليهم، وهم قد نسوا ما كانوا عملوا، ‏{‏واللّه على جميع شيء شهيد‏ ‏ أي لا يغيب عنه شيء ولا يخفى ولا ينسى‏.‏ ثم نطق تعالى مخبراً عن إحاطة فهمه بخلقه واطلاعه عليهم وسماعه كلامهم ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا، فنطق تعالى‏:‏ ‏{‏ألم تر حتى اللّه يفهم ما في السماوات وما في الأرض ماقد يكون من نجوى ثلاثة‏ ‏ أي من سر ثلاثة ‏{‏إلاهورابعهم ولا خمسة إلا هوسادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هومعهم أينما كانوا‏ ‏، أي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم، ورسله أيضاً مع ذلك تخط ما يتناجون به مع فهم اللّه به وسمعه له، كما نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ألم يفهموا حتى اللّه يفهم سرهم ونجواهم وأن اللّه علام الغيوب‏ ‏، ونطق تعالى‏:‏ ‏{‏أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم‏.‏ بلى ورسلنا لديهم يخطون‏ ‏، ولهذا حكى غير واحد الإجماع على حتى المراد بهذه معية فهمه تعالى، ولا شك في إرادة ذلك، ولكن سمعه أيضاً مع فهمه محيط بهم وبصره نافذ فيهم، فهوسبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إذا اللّه بكل شيء عليم‏ ‏ نطق الإمام أحمد‏:‏ افتتح الآية واختتمها بالفهم‏.‏


الآية رقم ‏(‏8 ‏:‏ 10‏)‏

‏{‏ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير‏.‏ يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون ‏.‏ إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ‏ ‏

كان بين النبي صلى اللّه عليه وسلم وبين اليهود موادعة، وكانوا إذا مر بهم الرجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أوبما يكره المؤمن، فإذا رأى ذلك خشيهم فهجر طريقه عليهم، فنهاهم النبي صلى اللّه عليه وسلم عن النجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه‏ ‏ روي هذا عن مجاهد ومقاتل بن حيان وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول‏ ‏ أي يتحدثون فيما بينهم بالإثم وهوما يختص بهم، ‏{‏العدوان‏ ‏ وهوما يتعلق بغيرهم، ومنه معصية الرسول ومخالفته، يصرون عليها ويتواصون بها، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا اتىوك حيوك بما لم يحيك به اللّه‏ ‏‏.‏ عن عائشة نطقت‏:‏ ولج على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يهود، فنطقوا‏:‏ السام عليك يا أبا القاسم، فنطقت عائشة‏:‏ وعليكم السام، فنطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏‏(‏ياعائشة إذا اللّه لا يحب الفحش ولا التفحش‏)‏ قلت‏:‏ ألا تسمعهم يقولون‏:‏ السام عليك‏؟‏ فنطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏‏(‏أوسمعت ما أقول وعليكم‏؟‏‏)‏ فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وأذا اتىوك حيوك بما لم يحيك به اللّه‏ ‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم‏"‏‏.‏ وفي رواية في السليم أنها نطقت لهم‏:‏ عليكم السام والذام واللعنة، وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نطق‏:‏ ‏(‏إنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا‏)‏ وروى ابن جرير، عن أنس بن مالك حتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينما هوجالس مع أصحابه إذ أتى عليهم يهودي، فسلم عليهم فردوا عليه، فنطق نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏‏(‏هل تدرون ما نطق‏؟‏‏)‏ نطقوا‏:‏ سلم يا رسول اللّه، نطق‏:‏‏(‏بل نطق‏:‏ سام عليكم‏)‏ أي تسامون دينكم، نطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏‏(‏ردوه‏)‏ فردوه عليه، فنطق نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏‏(‏أقلت سام عليكم‏؟‏‏)‏ نطق‏:‏ نعم، فنطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏‏(‏إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا‏:‏ عليك‏)‏ ‏"‏أصله في السليمين، وهذا الحديث

روي عن عائشة في السليم بنحوه‏"‏، أي عليك ما قلت‏.‏وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا اللّه بما نقول‏ ‏ أي يعملون هذا ويقولون في أنفسهم لوكان هذا نبياً لعذبنا اللّه بما نقول له في الباطن لأن اللّه يفهم ما نسره، فلوكان هذا نبياً حقاً لأوشك اللّه حتى يعاجلنا بالعقوبة في الدنيا، فنطق اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏حسبهم جهنم‏ ‏ أي جهنم كفايتهم في الدار الآخرة ‏{‏يصلونها فبئس المصير‏ ‏، عن عبد اللّه بن عمرو‏:‏ حتى اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ سام عليك‏.‏ ثم يقولون في أنفسهم‏:‏ لولا يعذبنا اللّه بما نقول‏؟‏ فنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏وأذا اتىوك حيوك بما لم يحيك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا اللّه بما نقول * حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير‏ ‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد‏"‏‏.‏ ونطق ابن عباس‏:‏ كان المنافقون يقولون لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا حيوه‏:‏ سام عليك، نطق اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير‏ ‏، ثم نطق تعالى مؤدباً عباده المؤمنين حتى لاقد يكونوا مثل الكفرة والمنافقين‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول‏ ‏ أي كما يتناجى به الجهلة من كفرة أهل الكتاب ومن مالأهم على ضلالهم من المنافقين، ‏{‏وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا اللّه الذي إليه تحشرون‏ ‏ أي فيخبركم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي قد أحصاها عليكم وسيجزيكم بها، روى الإمام أحمد عن صفوان بن محرز نطق‏:‏ كنت آخذاً بيد ابن عمر إذ عرض له رجل، فنطق‏:‏ كيف من الممكن أن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة‏؟‏ نطق‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏‏(‏إن اللّه يدني المؤمن فيضع عليه كتفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه، ويقول له أتعهد ذنب كذا‏؟‏ أتعهد ذنب كذا‏؟‏ أتعهد ذنب كذا‏؟‏ حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه حتى قد هلك، نطق‏:‏ فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة اللّه على الظالمين‏)‏ ‏"‏أخرجاه في السليمين من حديث قتادة‏"‏‏.‏ ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن اللّه وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون‏ ‏ أي إنما النجوى وهي المسارة حيث يتوهم مؤمن بها سوءاً، ‏{‏من الشيطان ليحزن الذين آمنوا‏ ‏ يعني إنما يصدر هذا من المتناجين عن تسويل الشيطان وتزيينه ‏{‏ليحزن الذين آمنوا‏ ‏ أي ليسوءهم وليس ذلك ‏{‏بضارهم شيئاً إلا بإذن اللّه‏ ‏ ومن أحسّ من ذلك شيئاً فليستعذ باللّه وليتوكل على اللّه، فإنه لا يضره شيء بإذن اللّه، وقد وردت السنة بالنهي عن التناجي حيثقد يكون في ذلك تأذ على مؤمن، كما روى ابن مسعود، نطق، نطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏‏(‏إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه‏)‏ ‏"‏أخرجه الشيخان من حديث ابن مسعود‏"‏‏.‏

الآية رقم ‏(‏11‏)‏ 

‏{‏ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يحمل الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا الفهم درجات والله بما تعملون خبير ‏ ‏

يقول تعالى مؤدباً عباده المؤمنين، وآمراً لهم حتى يحسن بعضهم إلى بعض في المجلس‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح اللّه لكم‏ ‏، وذلك حتى الجزاء من جنس العمل، كما اتى في الحديث السليم‏:‏‏(‏من بنى للّه مسجداً بنى اللّه له بيتاً في الجنة‏)‏ نطق قتادة نزلت هذه الآية في مجالس الذكر، وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلاً ضنّوا بمجالسهم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأمرهم اللّه تعالى حتى يفسح بعضهم لبعض، ونطق مقاتل بن حيان‏:‏ أنزلت هذه الآية يوم الجمعة، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذ في الصفة، وفي المكان ضيق، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فاتى ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجالس، فقاموا حيال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنطقوا‏:‏ السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، فرد النبي صلى اللّه عليه وسلم عليهم، ثم سلموا على القوم بعد ذلك، فردوا عليهم، فقاموا على أرجلهم ينتظرون حتى يوسع لهم، فعهد النبي صلى اللّه عليه وسلم ما يحملهم على القيام، فلم يفسح لهم، فشق ذلك على النبي صلى اللّه عليه وسلم، فنطق لمن حوله من

المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر‏:‏ ‏(‏قم يا فلان وأنت يا فلان‏)‏ فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من المهاجرين والأنصار أهل بدر، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه، وعهد النبي صلى اللّه عليه وسلم الكراهة في وجوههم، فنطق المنافقون‏:‏ ألستم تزعمون حتى صاحبكم هذا يعدل بين الناس‏؟‏ واللّه ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء، إذا قوماً أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من نبيّهم، فأقامهم، وأجلس من أبطأ عنه، فبلغنا حتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نطق‏:‏ ‏(‏رحم اللّه رجلاً يفسح لأخيه‏)‏ فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعاً فيفسح القوم لإخوانهم، ونزلت هذه الآية يوم الجمعة ‏"‏رواه ابن أبي حاتم‏"‏‏.‏ وقد ورد عن ابن عمر حتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نطق‏:‏ ‏(‏لا يقم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا‏)‏ ‏"‏أخرجه الشيخان وأحمد‏"‏‏.‏ وعن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نطق‏:‏ ‏(‏لايقم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن افسحوا يفسح اللّه لكم‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد‏"‏‏.‏ وقد اختلف الفقهاء في جواز القيام للوارد إذا اتى على أقوال‏:‏ فمنهم من رخص في ذلك محتجاً بحديث‏:‏‏(‏قوموا إلى سيدكم، ومنهم من منع من ذلك محتجاً بحديث‏:‏ ‏(‏من أحب حتى يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار‏)‏ ومنهم من فصّل فنطق‏:‏ يجوز عند القدوم من سفر، وللحاكم في محل ولايته كما دل عليه سيرة سعد بن معاذ، فإنه لما استقدمه النبي صلى اللّه عليه وسلم حاكماً في بني قريظة، فرآه مقبلاً نطق للمسلمين‏:‏ ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ وما ذاك إلا ليكون أنفذ لحكمه واللّه أفهم، فأما اتخاذه ديدناً فإنه من شعار العجم، وقد اتى في السنن أنه لم يكن إنسان أحب إليه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكان إذا اتى لا يقومون له لما يفهمون من كراهته لذلك‏.‏

وفي الحديث المروي في السنن حتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يجلس حيث انتهى به المجلس، ولكن حيث يجلسقد يكون صدر ذلك المجلس؛ فكان الصحابة رضي اللّه عنهم يجلسون منه على مراتبهم، فالصديق رضي اللّه عنه يجلسه عن يمينه وعمر عن يساره؛ وبين يديه غالباً عثمان وعلي لأنهما كانا ممن يخط الوحي، وكان يأمرهما بذلك؛ كما روى مسلم عن ابن مسعود حتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول‏:‏ ‏(‏ليلني منكم أولوالأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم‏)‏ ‏"‏أخرجه مسلم في سليمه‏"‏، وما ذاك إلا ليعقلوا عنه ما يقوله صلوات اللّه وسلامه عليهم، وفي الحديث السليم‏:‏ بينا رسول اللّه جالس إذ أقبل ثلاثة نفر، فأما أحدهم فوجد فرجة في الحلقة فدخل فيها، وأما الآخر فجلس وراء الناس، وأدبر الثالث ذاهباً، فنطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا أنبئكم بخبر الثلاثة‏؟‏ أما الأول فآوى إلى اللّه فآواه اللّه، وأما الثاني فاستحيا، فاستحيا اللّه منه، وأما الثالث فأعرض، فأعرض اللّه عنه‏)‏ وروى الإمام أحمد، عن عبد اللّه بن عمروحتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نطق‏:‏ ‏(‏لا يحل لرجل حتى يفرق بين اثنين إلا بإذنهما‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد‏"‏‏.‏ وقد روي عن ابن عباس والحسن البصري في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح اللّه لكم‏ ‏ يعني في مجالس الحرب، نطقوا‏:‏ ومعنى قوله‏:‏ ‏{‏وإذا قيل لكم انشزوا فانشزوا‏ ‏ أي انهضوا للقتال، ونطق قتادة‏:‏ ‏{‏وإذا قيل لكم انشزوا فانشزوا‏ ‏ أي إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا، ونطق مقاتل‏:‏ إذا دعيتم إلى الصلاة فارتفعوا إليها، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يحمل اللّه الذين آمنوا منكم والذين أوتوا الفهم درجات واللّه بما تعملون خبير‏ ‏ أي لا تعتقدوا أنه إذا فسح أحد منكم لأخيه حتى ذلكقد يكون نقصاً في حقه، بل هوحملة ورتبة عند اللّه، واللّه تعالى لا يضيع ذلك له، بل يجزيه بها في الدنيا والآخرة، فإن من تواضع لأمر اللّه حمل اللّه قدره ونشر ذكره، ولهذا نطق تعالى‏:‏ ‏{‏يحمل اللّه الذين آمنوا منكم والذين أوتوا الفهم درجات واللّه بما تعملون خبير‏ ‏، أي خبير بمن يستحق ذلك وبمن لا يستحقه، روى الإمام أحمد، عن أبي الطفيل حتى نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وكان عمر استخدمه على مكة، فنطق له عمر‏:‏ من استخلفت على أهل الوادي‏؟‏ نطق‏:‏ استخلفت عليهم ابن أبزى رجل من موالينا، فنطق عمر‏:‏ استخلفت عليهم مولى‏؟‏ فنطق يا أمير المؤمنين إنه قارئ لكتاب اللّه، عالم بالفرائض، قاض، فنطق عمر رضي اللّه عنه‏:‏ أما إذا نبيكم صلى اللّه عليه وسلم قد نطق‏:‏ ‏(‏إن اللّه يحمل بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين‏)‏ ‏"‏أخرجه أحمد ورواه مسلم من غير وجه عن الزهريّ‏"‏، وقد ذكرت فضل الفهم وأهله وما ورد في ذلك من الأحاديث مستقصاة في شرح كتاب الفهم من سليم البخاري، وللّه الحمد والمنة‏.‏


الآية رقم ‏(‏12 ‏:‏ 13‏)‏

‏{‏ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم ‏.‏ أأشفقتم حتى تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تعملوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون ‏ ‏

يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم حتى يناجي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أي يساره فيما بينه وبينه، حتى يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام، ولهذا نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ذلك خير لكم وأطهر‏ ‏، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏فإن لم تجدوا‏ ‏ أي إلا من عجز عن ذلك لفقره، ‏{‏فإن اللّه غفور رحيم‏ ‏ فما أمر بها إلا من قدر عليها، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ءَأَشفقتم حتى تقدموا بين يدي نجواكم صدقات‏ ‏ أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، ‏{‏فإذ لم تعملوا وتاب عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا اللّه ورسوله واللّه خبير بما تعملون‏ ‏ فنسخ وجوب ذلك عنهم، وقد قيل‏:‏ إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، نطق مجاهد‏:‏ نهوا عن مناجاة النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم ديناراً صدقة تصدق به، ثم ناجى النبي صلى اللّه عليه وسلم فسأله عن عشر خصال، ثم أنزلت الرخصة، ونطق علي رضي اللّه عنه‏:‏ آية في كتاب اللّه عزّ وجلَّ لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت، ولم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة‏ ‏ هذه رواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد الآية‏.‏ ونطق ابن عباس ‏{‏فقدموا بين يدي نجواكم صدقة‏ ‏، وذلك حتى المسلمين أكثروا المسائل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى شقوا عليه، فأراد اللّه حتى يخفف عن نبّيه عليه السلام، فلما نطق ذلك جبن كثير من المسلمين، وكفوا عن المسألة، فأنزل اللّه بعد هذا‏:‏ ‏{‏أأشفقتم حتى تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تعملوا وتاب عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة‏ ‏ فوسع اللّه عليهم ولم يضيق، ونطق قتادة ومقاتل‏:‏ سأل الناس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، ففطمهم اللّه بهذه الآية، فكان الرجل منهم إِذا كانت له الحاجة إلى نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلا يستطيع حتى يقضيها، حتى يقدم بين يديه صدقة، فاشتد ذلك عليهم، فأنزل اللّه الرخصة بعد ذلك‏:‏ ‏{‏فإن لم تجدوا فإن اللّه غفور رحيم‏ ‏‏.‏


الآية رقم ‏(‏14 ‏:‏ 19‏)‏

‏{‏ ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يفهمون ‏.‏ أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون ‏.‏ اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ‏.‏ لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ‏.‏ يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ‏.‏ استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إذا حزب الشيطان هم الخاسرون ‏ ‏

يقول اللّه تعالى منكراً على المنافقين في موالاتهم الكفار في الباطن، وهم في نفس الأمر لا معهم ولا مع المؤمنين، كما نطق تعالى‏:‏ ‏{‏مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء‏ ‏، ونطق ههنا‏:‏ ‏{‏ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب اللّه عليهم‏ ‏ يعني اليهود الذين كان المنافقون يمالئونهم ويوالونهم في الباطن، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ما هم منكم ولامنهم‏ ‏ أي هؤلاء المنافقون ليسوا في الحقيقة منكم أيها المؤمنون، ولا من الذين يوالونهم وهم اليهود، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ويحلفون على الكذب وهم يفهمون‏ ‏ يعني المنافقين يحلفون على الكذب، وهم عالمون بأنهم كاذبون فيما حلفوا وهي اليمين الغموس، ولا سيما في مثل حالهم اللعين عياذاً باللّه منه، فإنهم كانوا إذا لقوا الذين آمنوا نطقوا آمنا، وإذا اتىوا الرسول حلفوا له أنهم مؤمنون، وهم في ذلك يفهمون أنهم يكذبون فيما حلفوا به، لأنهم لا يعتقدون صدق ما نطقوه، وإن كان في نفس الأمر مطابقاً، ولهذا شهد اللّه بكذبهم في أيمانهم وشهادتهم لذلك، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏أعد اللّه لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون‏ ‏ أي أرصد اللّه لهم على هذا الصنيع العذاب الأليم على أعمالهم السيئة وهي موالاة الكافرين ونصحهم ومعاداة المؤمنين وغشهم، ولهذا نطق تعالى‏:‏ ‏{‏اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل اللّه‏ ‏ أي أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر واتقوا بالأيمان الكاذبة، فظن كثير ممن لا يعهد حقيقة أمرهم صدقهم فاغتر بهم فحصل بهذا صد عن سبيل اللّه لبعض الناس ‏{‏فلهم عذاب مهين‏ ‏، أي في لقاءة ما امتهنوا من الحلف باسم الله العظيم في الأيمان الكاذبة الحانثة، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً‏ ‏، أي لن يدفع ذلك عنهم بأساً إذا اتىهم‏:‏ ‏{‏أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون‏ ‏ ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏يوم يبعثهم اللّه جميعاً‏ ‏ أي يحشرهم يوم القيامة عن آخرهم فلا يغادر منهم أحداً، ‏{‏فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء‏ ‏ أي يحلفون باللّه عزّ وجلَّ أنهم كانوا على الهدى والاستقامة كما كانوا يحلفون للناس في الدنيا، لأن من عاش على شيء توفي عليه وبعث عليه ويعتقدون حتى ذلك ينفعهم عند اللّه كما كان ينفعهم عند الناس فيجرون عليهم الأحكام الظاهرة، ولهذا نطق‏:‏ ‏{‏ويحسبون أنهم على شيء‏ ‏ أي حلفهم ذلك لربهم عزّ وجلَّ، ثم نطق تعالى منكراً عليهم حسبانهم ‏{‏ألا إنهم هم الكاذبون‏ ‏ فأكد الخبر عنهم بالكذب، روى ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير، حتى ابن عباس حدَّثه حتى النبي صلى اللّه عليه وسلم كان في ظل حجرة من حجره وعنده نفر من المسلمين، قد كاد يقلص عنهم الظل، نطق‏:‏‏(‏إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان فإذا أتاكم فلا تحدثوه‏)‏ فاتى رجل أزرق، فنادىه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنطق‏:‏‏(‏علام تشتمني أنت وفلان وفلان‏(‏ نفر نادىهم بأسمائهم نطق، فانطلق الرجل فنادىهم فحلفوا له واعتذروا إليه، نطق‏:‏ فأنزل اللّه عزّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء إلا إنهم هم الكاذبون‏ ‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم ورواه أحمد وابن جرير‏"‏، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه‏ ‏ أي استحوذ على قلوبهم الشيطان حتى أنساهم حتى يذكروا اللّه عزّ وجلَّ، وكذلك يصنع بمن استحوذ عليه، ولهذا نطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما من ثلاثة في قرية ولا بدولاتقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان، عمليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية‏)‏ ‏"‏أخرجه أبوداود عن أبي الدرداء مرفوعاً‏"‏‏.‏ نطق السائب‏:‏ يعني الصلاة في الجماعة، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏أولئك حزب الشيطان‏ ‏ يعني الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏ألا إذا حزب الشيطان هم الخاسرون‏ ‏‏.‏


الآية رقم ‏(‏20 ‏:‏ 22‏)‏

‏{‏ إذا الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ‏.‏ خط الله لأغلبن أنا ورسلي إذا الله قوي عزيز ‏.‏ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولوكانوا آباءهم أوأبناءهم أوإخوانهم أوعشيرتهم أولئك خط في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إذا حزب الله هم المفلحون ‏ ‏

يقول تعالى مخبراً عن الكفار المعاندين المحادين للّه ورسوله يعني الذين هم في حد والشرع في حد، أي مجانبون للحق مشاقون له، هم في ناحية والهدى في ناحية ‏{‏أولئك في الأذلين‏ ‏ أي في الأشقياء المبعدين الأذلين في الدنيا والآخرة، ‏{‏خط اللّه لأغلبن أنا ورسلي‏ ‏ أي قد حكم وخط في كتابه الأول، وقدره الذي لايخالف ولايمانع ولايبدل، بأن النصرة له ولكُتُبه ورسله وعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، ‏{‏وأن العاقبة للمتقين‏ ‏، كما نطق تعالى‏:‏ ‏{‏إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏ ‏، ونطق ههنا‏:‏ ‏{‏خط اللّه لأغلبن أنا ورسلي إذا اللّه قوي عزيز‏ ‏ أي خط القوي العزيز أنه الغالب لأعدائه، وهذا قدر محكم وأمر مبرم حتى العاقبة والنصرة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ثم نطق تعالى‏:‏ ‏{‏لا تجد قوماً يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادون من حاد اللّه ورسوله ولوكانوا آباءهم أوأبناءهم أوإخوانهم أوعشيرتهم‏ ‏ أي لا يوادون المحادين ولوكانوا من الأقربين، كما نطق تعالى‏:‏ ‏{‏قل إذا كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من اللّه ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي اللّه بأمره واللّه لا يهدي القوم الفاسقين‏ ‏ أنزلت هذه الآية ‏{‏لاتجد قوماً يؤمنون باللّه واليوم الآخر‏ ‏ إلى آخرها، في أبي عبيدة بن الجراح حين اغتال أباه يوم بدر، ولهذا نطق عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة رضي اللّه عنهم‏:‏ ولم كان أبوعبيدة حياً لاستخلفته، وقيل‏:‏ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولوكانوا آباءهم‏ ‏ نزلت في أبي عبيدة اغتال أباه يوم بدر، ‏{‏أوأبناءهم‏ ‏ في الصديق، همَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن ‏{‏أوإخوانهم‏ ‏ في مصعب بن عمير اغتال أخاه عبيد بن عمير يومئذ، ‏{‏أوعشيرتهم‏ ‏ في عمر اغتال قريباً له يومئذ أيضاً، وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، قتلوا عتبة وشيبة والوليد

ابن عتبة يومئذ، واللّه أفهم‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أولئك خط في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه‏ ‏ أي من اتصف بأنه لا يواد من حاد اللّه ورسوله، ولوكان أباه أوأخاه فهذا ممن خط اللّه في قلبه الإيمان، أي خط له السعادة وقررها في قلبه، وزين الإيمان في بصيرته، نطق السدي‏:‏ ‏{‏خط في قلوبهم الإيمان‏ ‏ جعل في قلوبهم الإيمان، ونطق ابن عباس ‏{‏وأيدهم بروح منه‏ ‏ أي قواهم، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللّه عنهم ررضوا عنه‏ ‏ جميع هذا تقدم تفسيره غير مرة‏.‏

وفي قوله تعالى‏:‏ ‏{‏رضي اللّه عنهم ورضوا عنه‏ ‏ سر بديع وهوأنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في اللّه تعالى عوضهم اللّه بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز العظيم، والفضل العميم، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أولئك حزب اللّه ألا إذا حزب اللّه هم المفلحون‏ ‏ أي هؤلاء حزب اللّه أي عباد اللّه وأهل كرامته، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألا إذا حزب اللّه هم المفلحون‏ ‏ تنويه بفلاحهم وسعادتهم ونصرتهم في الدنيا والآخرة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ ‏(‏إن اللّه يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا حضروا لم يدعوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من جميع فتنة سوداء مظلمة‏)‏ فهؤلاء أولياء اللّه تعالى الذين نطق اللّه‏:‏ ‏{‏أولئك حزب اللّه ألا إذا حزب اللّه هم المفلحون‏ ‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم‏"‏، ونطق الحسن، نطق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي يداً ولا نعمة، فإني وجدت فيما أوحيته إليّ‏:‏ ‏{‏لا تجد قوماً يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادون من حاد اللّه ورسوله‏ ‏‏)‏ ‏"‏أخرجه أبوأحمد العسكري‏"‏‏.‏

تاريخ النشر: 2020-06-04 03:59:24
التصنيفات: بذرة إسلام

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الملك محمد السادس سيزور الإمارات الأسبوع المقبل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:29:23
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

بوريل: يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة الإنسانية في غز

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:26:13
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

إعلام إسرائيلي: هناك إمكانية التوصل لاتفاق بشأن الأسرى لدى ح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:26:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

بنك يحوّل 80 مليوناً لعملائه بالخطأ! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:29:23
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

السعودية: وزراء من دول عربية وإسلامية يزورون الصين في مسعى ل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:26:53
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

الملك محمد السادس سيزور الإمارات الأسبوع المقبل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:29:12
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

شكري يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات لغزة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:26:26
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

العاهل الأردني يؤكد على الحاجة للوقف الفوري لإطلاق النار لتج

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:26:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

إسرائيل: 59 جنديًا قتلوا منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:25:36
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

انقطاع الاتصالات جنوبي لبنان جراء قصف إسرائيلي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:25:47
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

السجن 70 عاماً لمتهمي «صكوك الباحة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:29:12
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

عشرات المُستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:25:26
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 48%

متحدث الصحة: 39% من المصابين القادمين من غزة أطفال تحت سن الـ18

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:25:29
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 42%

لماذا وافق نتنياهو على إدخال الوقود إلى غزة؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-19 12:29:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية