العارض
العارض أحد الأنطقيم التاريخية التي كانت تتألف منها منطقة نجد في المملكة العربية السعودية. وقد كان اسم العارض (أوعارض اليمامة) يطلق قديماً على جبل طويق الممتد من حدود إقليم القصيم الجنوبية شمالاً وحتى مشارف وادي الدواسر جنوباً، إلا أنه أصبح يطلق في القرون الأخيرة على القسم الأوسط منه المهجرز حول مدينة الرياض الحالية.
لا توجد حدود ثابتة للعارض إلا حتى المؤكد أنه يضم جميع القرى الواقعة على وادي حنيفة (العرض قديماً)، والذي يمتد مسافة 160 كم، بدءً من بلدة سدوس شمالاً، مروراً ببلدتي العيينة والجبيلة، فالعمارية، ثم بدلتي عرقة والدرعية، فالرياض ومنفوحة، وانتهاءً بالحائر ("حائر سبيع") في أقصى الجنوب. أما قرى ضرما والمزاحمية والغطغط الواقعة في حدود 40 كم إلى الغرب من الرياض، فقد اختلف في اشتمال مسمى العارض عليها، فمنهم من يرى أنها تشكل إقليماً مستقلاً يسمى البطين نظراً لعدم وقوعها على هضبة طويق وإنما على سفحه الغربي، ومنهم من عدها ضمن العارض نظراً لقربها من الرياض واشتراكها مع مدن العارض في العادات واللهجة والهجريب السكاني والقبلي مقارنة بأنطقيم نجد الأخرى، ومما يرجح هذا الرأي حتى فيلبي قد ذكر البطين ضمن مسمى العارض عام 1917 م.
وقد كانت العارض مولد الحركة الوهابية والدول السعودية المتعاقبة التي وحدت معظم أجزاء الجزيرة تحت حكمها، ويرجع البعض ذلك إلى قدم ظاهرة التحضر في العارض مقارنة ببقية أنطقيم نجد بالإضافة إلى وجود اهتمام قديم بالعلوم الشرعية وبالأخص فيما يخص الممضى الحنبلي. وعلى الرغم من المقاومة الشديدة التي أبدتها بعض بلدان العارض (وخصوصاً الرياض) للدولة السعودية الأولى، فإن أهل العارض شكلوا بعد ذلك عماد جيوش الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، كما لحق بها النصيب الأكبر من الدمار أثناء حملة إبراهيم باشا العثماني على نجد عام 1818 م.
الهجريبة السكانية التقليدية للعارض لا تختلف كثيراً عن باقي نجد، فسكان العارض الأصليون (أي في فترة ما قبل قيام الدولة السعودية) ينقسمون إلى بدووحضر. فأما بدوالعارض فقد كان ينتمي أغلبهم إلى قبيلتي سبيع والسهول من بني عامر بن صعصعة، وحلف القرينية، وعشائر من قحطان، بالإضافة إلى بعض أفراد عتيبة قدموا إلى أطراف العارض الغربية في القرن التاسع عشر. وقد تخضر الغالبية العظمى من البدوفي العقود الأخيرة، حيث سكن بعضهم في قرى المنطقة أوفي هجر تأسست في أوائل القرن العشرين على يد الإخوان كالغطغط، وجلّهم الآن في مدينة الرياض.
أما الحضر فيقسمون إلى عرب قبليون ("قبيلية") يعملون في التجارة والزراعة وامتلاك الأراضي، وعرب غير مرتبطين بقبائل يعملون في نفس الأعمال بالإضافة إلى تولي الكثير منهم للحرف والصناعات ("صنّاع")، وقد كان يسكن القرى بالإضافة إلى ذلك عدد غير قليل من الرقيق أوالمعتوقين ذوي الأصول الإفريقية المستخدمين في الفلاحة أوكجند للأمراء ونحوذلك. وينتمي أغلب القبيلية من جاء العارض إلى قبائل قديمة في المنطقة كقبيلة وائل بفروعها مثل بني حنيفة وبكر بن وائل (وقد انضوى معظم هؤلاء تحت لواء عنزة ومنهم آل سعود)، وبني تميم، وقبيلة سبيع، وقبيلة عائذ القحطانية، بينما ينتمي البقية إلى قبائل أتت في عصور لاحقة مثل بني خالد والدواسر وعوائل قليلة من بني زيد ومطير وعتبية وشمر والأشراف.
وكسائر نجد في العصر الحالي، فقد انعدمت الاختصاصات المهنية المبنية على الانتماءات القبلية وتم تحرير من تظل من الرقيق عام 1962 م، إلا حتى معظم المعتوقين وذراريهم يشغلون الطبقات الاقتصادية الدنيا من المجتمع.
تتميز لهجة أهل العارض بعدة خصائص مقارنة بأهل نجد، منها انعدام نون النسوة وإضافة ألف ممدودة إلى تاء المخاطب مثل قولهم ("ما دريتا") واستخدام مفردات قديمة مثل "ما برح" (من أخوات كان) وغير ذلك (انظر لهجة نجدية).