ذي نواس
ذي نواس كان آخر ملوك حمير ، وهوصاحب الأخدود ، وتسمى يوسف ، فأقام في ملكه زمانا . اجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ، وملكوه عليهم.
سيطر رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة ، ينطق له لخنيعة ينوف ذوشناتر على الملك ، فقتل خيار حمير ، وعبث ببيوت أهل المملكة منهم ؛ فنطق قائل من حمير للخنيعة :
تقتل أبناها وتنفي سراتها وتبني بأيديها لها الذل حمير تدمر دنياها بطيش حلومها وما ضيعت من دينها فهوأكثر كذاك القرون قبل ذاك بظلمها وإسرافها تأتي الشرور فتخسر
وكان لخنيعة امرأ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك ، فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك ، لئلا يملك بعد ذلك ، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن جاء من جنده ، قد أخذ مسواكا فجعله في فيه ، أي ليفهمهم أنه قد فرغ منه . حتى بعث إلى غرسة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان ، وكان صبيا صغيرا حين اغتال حسان ، ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل ؛ فلما أتاه رسوله عهد ما يريد منه ، فأخذ سكينا حديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ، ثم أتاه ؛ فلما خلا معه وثب إليه ، فواثبه ذونواس فوجأه حتى قتله ، ثم حز رأسه ، فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها ، ووضع مسواكه في فيه ، ثم خرج على الناس ، فنطقوا له : ذا نواس ، أرطب أم يباس ، فنطق : سل نخماس استرطبان ذونواس . استرطبان لا باس - نطق ابن هشام :هذا كلام حمير . ونخماس : الرأس - فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع ، فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه ، فنطقوا : ما ينبغي حتى يملكنا غيرك : إذ أرحتنا من هذا الخبيث .
مصدر
- السيرة النبوية لإبن هشام_عبد الملك بن هشام المعافري
هذه بذرة منطقة عن التاريخ بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |