الحراني الطبيب
الحراني الطبيب المغربي الذي ورد من المشرق كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن ، وكانت عنده مجربات حسان بالطب فاشتهر في قرطبة وحاز الذكر فيها نطق ابن جلجل ، رأيت حكاية عند أبي الأصبغ الرازي بخط أمير المؤمنين المستنصر وهي حتى هذا الحراني أدخل الأندلس معجوناً كان يبيع الشربة منه بخمسين ديناراً لأوجاع الجوف فكسب به مالاً فاجتمع خمسة من الأطباء مثل حمدين وجواد وغيرهما وجمعوا خمسين ديناراً واشتروا منه شربة من ذلك الدواء وانفرد جميع واحد منهم بجزء يشمه ويذوقه ويخط ما تأدى إليه منه بحسه ثم اجتمعوا واتفقوا على ما حدسوه وخطوا ذلك ثم نهضوا إلى الحراني ونطقوا له قد نفعك اللّه بهذا الدواء الذي انفردت به ونحن أطباء اشترينا منك شربة وعملنا كذا وكذا وتأدى إلينا كذا وكذا وكذا فإن يكن ما تأدى إلينا حقاً فقد أصبنا وإلا فاشركنا في فهمه فقد انتفعت فاستعرض كتابهم فنطق ما أعديتم من أدويته دواء لكن لم تصيبوا تعديل أوزانه وهوالدواء المعروف بالمغيث الكبير فأشركهم في فهم وعهد حينئذ بالأندلس.