العلاقات الآذرية الأمريكية

الولايات المتحدة وأذربيجان أقامتا علاقات دبلوماسية منذ 1919, عندما جاء وفد من جمهورية أذربيجان الدمقراطية مؤتمر پاريس للسلام ومـُنـِح لقاءاً مع الرئيس وودروويلسون. وفي اللقاء نصح ويلسون الآذريين أنه سيكون من الأفضل لهم حتى يطوروا روحاً للاتحاد (الكونفدرالي) مع البلدان المجاورة جورجيا وأرمنيا, وأن مثل ذلك الاتحاد لكل شعوب القوقاز Transcaucasia قد يحظى بحماية بعض القوى على أساس إنتداب تصدره عصبة الأمم. إلا أنه في 1922, بعد الإستيلاء البلشڤي, أصبحت أذربيجان جزءاً من الإتحاد السوڤييتي باسم جمهورية أذربيجان الإشتراكية السوڤييتية (أذربيجان ج.إ.س.), ولم توجد علاقات رسمية مباشرة بين أذربيجان والولايات المتحدة.

وفي 18 اكتوبر 1991, أصدر المجلس الأعلى لأذربيجان إعلان الإستقلال. وتبعاً لذلك, في 25 ديسمبر 1991، أعرب الرئيس جورج ه.و. بوش حتى الولايات المتحدة تعترف بإستقلال جميع الجمهوريات السوڤييتية سابقاً الإثنى عشر, بما فيهم أذربيجان.

العلاقات الأمنية

العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وأذربيجان تطورت بالتوازي مع عدة مسارات:

اشتراك اذربيجان في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لحلف الناتو,
روابط عسكرية ثنائية في سياق تأمين طاقة بحر قزوين وخط أنابيب باكو-تفليس-شيحان, و
مشاركة أذربيجان في المهام العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في كوسوڤو, أفغانستان والعراق.

زيارة تشيني لباكوفي أعقاب حرب القوقاز 2008

لعل ديك تشيني عندما خطط لزيارته الأولى إلى جنوب القوقاز كان يعول على استقبال حار من جانب الرئيس الأذربيجاني، لاسيما وأن علاقات صداقة طيبة تربطه بإلهام علييڤ منذ حتى عمل نائب الرئيس الأميركي في مجموعة هاليبرتون النفطية الأميركية وكان علييف آنذاك نائبا لرئيس شركة النفط الأذربيجانية الحكومية "سوكار".

من جانبها، مهدت السفيرة الأميركية لدى أذربيجان آن ديرسي، للزيارة بالقول إنها ستعزز التعاون الإستراتيجي مع باكو. وهذا يعني وفقا لواشنطن التصدير المضمون للنفط والغاز، ودون المرور بالأراضي الروسية، إلى أوروبا من حوض بحر قزوين، حيث سيبلغ حجم استخراج النفط عام 2009 مستوى 60 مليون طن، ما يعادل 1% من حجم الاستخراج العالمي، و20 مليار متر مكعب من الغاز في العام، يتم نقلهما إلى الأسواق العالمية بخطوط أنابيب وسكك حديد تمر عبر أراضي أذربيجان وجورجيا. لكن المراقبين، الذين لاحظوا عدم استقبال علييف أورئيس الوزراء الأذربيجاني أرتور راسي زاده للضيف الأميركي الرفيع في مطار باكوأدركوا على الفور حتى الزيارة ستتخذ منحى آخر.

وبالعمل، وكما تؤكد مصادر صحيفة "كومرسانت" الروسية، فإن الرئيس الأذربيجاني لم يستعجل للقاء نائب الرئيس الأميركي، الذي اضطر إلى تمضية الوقت الضائع بإجراء مباحثات مع ممثلي "بريتش پتروليوم-أذربيجان" وشركة الغاز والنفط الأميركية "شڤرون تكساكو"، وكذلك بزيارة السفارة الأميركية في أذربيجان، ولم يتمكن تشيني من لقاءة علييف إلا في المساء.

وكان الموضوع الأول وفقا للبيانات الرسمية في مباحثات تشيني مع علييف، مناقشة الوضع حول اوستيا الجنوبية وأبخازيا واعتراف موسكوباستقلال تسخينڤال وسوخوم. أما الموضوع الثاني فكان أمن ممر اجتياز الطاقة من حوض قزوين وآسيا الوسطى إلى أوروبا.

وتؤكد الصحيفة حتى نتائج المباحثات أثارت استياء تشيني بحيث امتنع عن حضور حفل عشاء رسمي أقيم على شرفه.

يجب القول إذا باكوسعت بحماس في السنوات الأخيرة في ظل علييف الابن للصداقة مع الغرب والتعاون مع حلف شمال الأطلسي، وأبدت اهتماما ملحوظا بإنشاء ممرات على أراضيها لنقل النفط والغاز من بحر قزوين إلى الغرب دون المرور بروسيا.

وشاركت أذربيجان في أعطى خط أنابيب باكو- تبليسي- جيهان الذي وصفه الكرملين بأنه مشروع معاد لروسيا.

وكان من المقرر حتى يباشر اتحاد من ست شركات في العام المقبل تطبيق مشروع آخر مغيظ لموسكويبدأ من الأراضي الأذربيجانية، وبكلفة تناهز اثني عشر مليار دولار، وهوخط أنابيب نابوكو، الذي يهدف إلى نقل الغاز من هجرمانيا وأذربيجان في حوض بحر قزوين عبر جورجيا وهجريا وبلغاريا إلى النمسا في وسط أوروبا وعلى امتداد 3300 وقع دون المرور بالأراضي الروسية.

غير حتى علييف أفهم تشيني حتى باكووعلى الرغم من تثمينها لعلاقاتها مع واشنطن فإنها لا تنوي الخصام مع موسكو، ولن تساند فكرة تحويل وجهة نقل المحروقات بعيدا عن الأراضي الروسية، ولن تستعجل في تطبيق مشروع خط أنابيب "نابوكو".

ويبدوحتى براهين تشيني "الدامغة" لإقناع باكوبمتابعة المشاركة في مشروعات الطاقة الغربية والتريث بالتفاهم مع موسكولم تقنع الأذربيجانيين. ولم يقنعهم أيضا التلويح بإقامة قواعد عسكرية للولايات المتحدة أوللناتوفي أذربيجان، التي تحدث عنها الخبير السياسي الأذربيجاني راسم مسابقوڤ عشية الزيارة. إذ إذا زلزال حرب الأيام الخمسة في جنوب القوقاز غير المعادلات الجيوسياسية في المنطقة وأفزع باكو.

ويعتقد الساسة والمحللون الأذريون الآن، وحتى الذين كانوا يتغنون منهم بالغرب، حتى تبليسي دفعت ثمنا غاليا لطموحاتها للانضمام للناتوولصداقتها مع واشنطن. وهم يحذرون من حتى باكوقد تدفع الثمن نفسه لتعاونها مع الغرب.

ويقلق أذربيجان أيضا حتى الصداقة مع واشنطن لم تحم نظام الرئيس الجورجي ميخئيل سآكاشفيلي من الهزيمة بعد عدوانه العسكري على أوسيتيا الجنوبية.

وإضافة إلى ذلك، فإن أذربيجان لا تستطيع أيضا السماح لنفسها بتدهور العلاقات مع جارتها إيران.

ويرى المراقبون باكوستعود من الآن فصاعدا إلى انتهاج سياسة حيدر علييڤ والد الرئيس الأذربيجاني الحالي الحذرة على الصعيد الدولي.

الصراعات الإقليمية

البعثات الدبلوماسية

السفارة الأمريكية في باكو
سفارة أذربيجان في واشنطن
القنصلية العامة لجمهورية إذربيجان في لوس أنجلس

المصادر

^ Bulletin d'Information de l'Azerbaidjan, No. I, September 1, 1919, pp. 6-7
^ Report of the Delegation, No. 7, June, 1919, Fund of the Ministry of Foreign Affairs, Dossier No. 3, p. 7, as cited in Raevskii, Английская интервенция и Мусаватское правительство, p. 53
^ James P. Nichol. Diplomacy in the Former Soviet Republics, Praeger/Greenwood, 1995, ISBN 0275951928, p. 150
^ name=novosti>حبيب فوعاني (2008-09-05). "أذربيجان تدير ظهرها للولايات المتحدة". نوڤوستي.