بدأت أمة الإسلام على يدي اليجا بوول وهومن ولاية جورجيا بالهام من الواعظ الاميركي المسلم والاس فارد محمد واصبحت تعهد باسم امة الاسلام عام 1930 في الفترة التي ابتليت فيها البلاد بالكساد الاقتصادي.

ومنذ بدايتها تكونت حركة أمة الإسلام من الأمريكيين السود دون غيرهم وركزت في بدايتها على النزعة القومية الانفصالية لدى السود وسط حقبة اتسمت بالتوترات الاجتماعية والعرقية الشديدة.

وفيما كانت الولايات المتحدة تحاول التكيف مع فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى – كان الكثير من الامريكيين الافارقة يهاجرون الى المدن الشمالية سعيا وراء ظروف معيشية افضل الامر الذي غير هجريبة اوتشكيلة المراكز الحضرية. لكن هؤلاء المهاجرين صوب الشمال وجدوا بدلا من ذلك تمييزا وفصلا عنصريا عميق الجذور.

ويقول بوول الذي عهد فيما بعد باسم اليجا محمد انه شهد ثلاث عمليات اعدام قبل ان يكمل العشرين من عمره. وفي اطار استجابتها للاحتياجات الروحانية ولملء الفراغ السياسي والاجتماعي لدى السود في المناطق الحضرية – تمكنت امة الاسلام بسرعة من كسب الكثير من المريدين والمؤيدين في وقت قصير.

تعود جذور حركة أمة الاسلام الى عام 1934 حيث ظهرت في وقت كان السود يتعرضون فيه للتمييز العنصري ولا يعهد عن مؤسسها الا كونه محمد فارض، ينطق انه كان بائعا متجولا نطق انه عثر الامة المسلمة الضائعة وأنشأ معبد الله للاسلام.

وتقول رواية اخرى للتكوين لدى الجماعة انه اتى من مكة والتقى اليجا محمد ابن القس ولقمه تعاليم الحركة الجديدة التي تحمل في طياتها الوانا من التعاليم المسيحية البروتستانتية وافكارا عن نهاية العالم وفوز الرجل الاسود وبعض الملامح الاسلامية. وعند اختفاء فارض تشكلت صورته وبعمل تعاليم الرجل المؤسس الثاني اليجا محمد باعتباره مقدسا وليس رسولا فقط. ولعب اليجا على فكرة العرق الاسود مؤكدا ان فارض باعتباره تجسيدا للاله كان اسود واتخذ لنفسه مسقط الرسول. ومن هنا ولدت فكرة سيادة العرق الاسود، وتمت شيطنة الرجل الابيض باعتباره رمزا للشيطان، وصار الاسود منارا للخير وصورة للملائكة كلقاء للشيطان الابيض. وبحسب اسطورة الخلق والقيامة لدى جماعة امة الاسلام، فالشيطان وهوهنا ابيض سيحكم العالم مؤقتا، وعندما ترغب المشيئة فالنهاية ستكون على شكل نار تحيط بالعالم كله. وعبر هذه الفكرة حاولت جماعة امة الاسلام تفسير العذابات التي تعرض لها العرق الاسود على يد الشيطان، من العبودية والفقر والاستعمار والتمييز العنصري. وعند وفاة المؤسس انقسمت الى تيارين الاول قاده وارث الدين محمد والثاني قاده لوي فرقان، راقص الكاليبسوالسابق. وقد اندمج تيار وارث الدين في التيار الرئيسي في الاسلام لكن حركة فرقان واصلت تنطقيد المؤسس مع انها في السنوات الاخيرة تبنت مواقف معتدلة وحصلت داخلها مراجعات بعمل زيارات فرقان للعالم العربي. وتحولت في العقدين الاخيرين من القرن الماضي الى حركة اجتماعية، قامت بتطهير احياء السود من المخدرات، وأنشأت مشاريع اجتماعية وتحولت في الكثير من الاحيان الى وسيط ومحكم بين العصابات المتقاتلة داخل الاحياء المكتظة بالسود. وقام جناح فرقان في التسعينات من القرن الماضي بعدد من المسيرات منها مسيرة المليون نحوواشنطن من اجل المصالحة والغفران والعهد من اجل العمل للصالح العام وصالح المجتمع الاسود.

كان اول شرخ حصل داخل الحركة الرئيسية تحت قيادة اليجا محمد هوخروج الناشط المسلم مالكوم اكس عن تيار الحركة واتى هذا بعد خيبة امل في تصرفات القيادة ومن رحلته للحج وانشائه جماعة جديدة تنتمي للاسلام الحقيقي واستشهاده عام 1965 بعد اطلاق الرصاص عليه امام زوجته وبناته وهويحضر لالقاء حدثة، ويبقى مقتل اكس اومالك شباز لغزاً حتى الان حيث يعتقد البعض ان مخط التحقيقات الفدرالي 'اف بي اي' مسؤول عن مقتله بالتعاون مع الجماعة. ومن اشهر المنتمين للحركة محمد علي كلاي، الملاكم المعروف، وقد تحول الى الجناح المعتدل. وسجل مالكوم اكس رحلته مع الحركة والاعتدال في مذكراته الشهيرة التي خطها بالتعاون مع ألكس هيلي.

ولد والاس ديلاني (وارث دين) عام 1933 في هامترامك في شيكاغو، وكان الابن السابع لاليجا محمد وزوجته كلارا محمد. وبعد ان انهى دراسته في مدرسة أمة الاسلام 'جامعة الاسلام'، عمل في داخل الحركة ومجلسها 'ثمار الإسلام'، وكمسؤول 'مينستر' في بيت أومعبد فيلادلفيا. وحكم عليه عام 1961 بالسجن لثلاثة اعوام لأنه رفض الخدمة العسكرية. وخلال فترة سجنه بدأ يفهم الاسلام وأيقن من خلال دراساته حتى تعاليم والده لا تتوافق مع الإسلام السليم. وبعد خروجه من السجن انشق عن والده وانشأ جماعة ' مجتمع تعزيز الأحفاد الافارقة' ولكن بعد اغتيال مالكوم اكس عاد الى حظيرة والده، وحاول ان يعيد الحركة الى اصول الاسلام السليم لكنه لم ينجح، وتم تعليق عضويته ثلاث مرات بسبب آرائه. واضطر وراث الدين في هذه الفترة من الطرد الى العمل كسائق تاكسي ودهان لاعالة عائلته. واعيد لها قبل وفاة والده بستة اشهر. وبوفاة والده عام 1975 اعلن عنه قائدا للحركة من 20 الفا حضروا لاحياء ذكرى مولد فارض. وبدأ سلسلة من الاجراءات لاصلاح الحركة. وفي عام 1975 فتح الباب امام عضوية الحركة كاسرا بذلك الاحتكار الاسود عليها، وقام باجراءات اخرى ادارية لمنع الانشقاق عبر حل مجلس الحركة واستبدل الصوم في ايام عيد الميلاد بصوم رمضان. وبالتساوق مع هذه الاجراءات العملية قام بعملية تفسير جديدة توائم العصر كما نطق لاراء والده مشيرا ان فكرة شيطنة الرجل الابيض كانت فترة ضرورية عندما كان السود في القاع ويتعرضون للاضطهاد، وانها حالة عقلية وليست عنصرية عملية كما اعاد تفسير فكرة قدسية الرجل الاسود مشيرا الى حتى الوهيته مرتبطة بالعمل والنشاط واحياء الامل. وفي اتجاه اخر اكد لمستمعيه ان فارض لم يمت وهوحي يتحدث اليه (دبليودي محمد) كما صار يعهد في اي وقت شاء. كما قام بتقليل مملكة الحركة المالية لانه يرى ان التجارة تعيق العمل الديني.

قاد وارث الدين حملة اسلمة تدريجية للجماعة وغير اسمها من 'أمة الاسلام' الى ' المجتمع العالمي للاسلام في الغرب' في عام 1976 ومن ثم صارت 'دعوة المسلمين الامريكية' وعاد وغيره الى 'جمعية المسلمين الامريكية' وضمن هذه التغييرات غير اسماء معابد الجماعة لمساجد والمينستر الى امام فيما صار هوالامام الاكبر. ولكن اجراءات وارث الدين محمد لم تمنع الانشقاق داخل الحركة، حيث قام لوي فرقان عام 1976 بأخذ الجزء الاكبر لاعادة تنطقيد الحركة الام واكد لاتباعه ان اليجا محمد لم يمت بل لا زال حيا ويتواصل مع اتباعه من خلال السفينة الام في الفضاء. في عام 1978 قرر وارث الدين محمد حل دعوة المسلمين الامريكية معطيا لكل مسجد حريته واستقلاليته، مع العضوية في جمعية المسلمين الامريكية ولم يعد الامام الاكبر لها. ولكن لم يكن صبورا مع الائمة الذين لم يلتزموا بالاسلام السليم حيث نطق 'لقد حاولت خلالعشرة او12 عاما تشجيعهم لتلقي العلوم الدينية ولكني لم احقق تقدما' وكان يتحدث بعد استنطقته كرئيس لجمعية المسلمين الامريكيين.

وفي عام 1992 كان وارث الدين أول مسلم يصلي في مجلس الشيوخ وشارك في افطار محادثة اديان نظمه الرئيس السابق بيل كلينتون كما استقبله بابا الفاتيكان السابق جون بول الثاني في عام 1996. وكان 'الاخ الامام' قد توفي يوم الثلاثاءتسعة /9 الماضي في بيته وكان وارث الدين من المتسقط ان يشارك في حديث ديني في مدينة شيكاغوالا انه لم يظهر. وكان يلقي حديثا شهريا جميع احد يذاع لمستمعيه. ويرى المسلمون الامريكيون ان وارث الدين محمد كان رائدا في مجال تأكيد هوية المسلمين وتحفيزهم للتفكير بظروفها بناء على السياق الذي يعيشون فيه. وحسب المؤرخة يوفين حداد من جامعة جورجتاون، كان وارث الدين اول من بدأ 'يتحدث عن المسلمين الامريكيين، كيف من الممكن أن تكون مسلما وامريكيا في نفس الوقت'. وقضى وارث الدين سنواته الاخيرة في الظل مركزا على بناء المساجد واصلاحها والعناية بها، والدعوة وعلى الحوار مع الاديان، وعلى الرغم من خلافه مع فرقان الا انهما تصالحا وظهرا معا عام 1999 وتعهدا للتعاون. ويعتقد الكثير من المحللين ان المسلمين الامريكيين السود اقرب لتعاليم وارث الدين من فرقان. وكان وارث الدين قد التقى الرئيس المصري انور السادات، ودعمت امارة الشارقة مشروع اقامة مسجد اشرف عليه.

المصادر

وصلات خارجية

• The Nation of Islam Website
• The Final Call Newspaper, Nation of Islam Affiliated
• Messenger Elijah Muhammad's Online Books & Other Writings
• Message To the Blackman in America
• Messenger Elijah Muhammad's Theology of Time Lecture Series
• Messenger Elijah Muhammad's Classic Lectures
• Mr. Muhammad Speaks Radio Broadcasts
• Messenger Muhammad's Saviour's Day and other Historic Videos
• What the Muslims Believe
• Muhammad's Temple of Islam #7