مسجد الطرطوشى

عودة للموسوعة

مسجد الطرطوشى

مسجد الطرطوشي

مسجد الطرطوشي هوأحد مساجد مدينة الإسكندرية. ويقع في نطاق الإسكندرية القديمة وفي حي من اعرق أحيائها وهوحي الجمرك.


يوجد المسجد بحي الباب الأخضر شاهدا علي حتى الإسكندرية كانت منارة للفهم والفهماء وكانت ملتقي الفهماء. حيث استقر بها وزارها فهماء من الأندلس مثل أبي العباس المرسى ، وفهماء من المغرب من مثل الشيخ أبي الحسن الشاذلي وسيدي بشر المدفون في شرق المدينة وغيرهم كثيرون.


أبوبكر الطرطوشي

أبوبكر الطرطوشي الذي ينسب إليه المسجد وفيه قبره هوأبوبكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشي الفهري الطرطوشي المشهور بابن أبي رندقة.


ولد في سنة 450 هـ .علي وجه التقريب في مدينة طرطوشة وإليها نسب وطرطوشة مدينة كبيرة من مدن الأندلس تقع علي سفح جبل وهي إلي الشرق من مدينة بلنسية وقرطبة وبينها وبين البحر عشرون ميلا ويصفها ابن تغري بردي بقوله "... وهي مدينة منيعة يحيط بها سور حصين من الصخر بناه بنوأمية وهي قريبة من البحر متقنة العمارة "


وفي هذه المدينة الأندلسية الكبيرة نشأ الفقيه والعالم أبوبكر الطرطوشي وعاش بها فترة طفولته وصباه وتلقي علومه الأولي في مسجدها الكبير. ثم في الفترة التالية من حياته رحل إلي مدن الأندلس الكبيرة الأخرى يستزيد من الفهم والفهم واتصل بكبار فهماء وفقهاء الأندلس في ذلك الوقت وفي نهاية رحلته إلي عالم الفهم أنتهي به المطاف في مدينة سرقسطة بالأندلس حيث التقي بعالمها الكبير القاضي أبي الوليد الباجي واخذ الطرطوشي عن الشيخ الباجي شيخ فهماء الأندلس خاصة بعد وفاة بن حزم طريقته في مناقشة ونقد الموضوعات الدينية والفهمية علي السواء.

ولا يعهد شيئاً عن أسرة العالم والفقيه أبوبكر الطرطوشي فلم تذكر المراجع التي أرخت له شيئا عن أسرته

إما حدثة (أبي رندقة) فترجعها المراجع الأوروبية إلي اصل فرنسي في محاولة أصله إلي اسبأنيا ولكن هذا غير سليم حيث حتى نسبه واضح وينتهي إلي قريش .

ويقول عنه الدكتور الشيال" والذي نرجحه اعتمادا علي ما اتى في كتابه (أي الطرطوشي) "سراج الملوك" من قصص وروايات عن أفراد أسرة والدته وعن والده حتى والده كأن عالما من المشتغلين بالفهم ولذلك وجه ابنه ناحية التعليم والتزود بالمعارف وحتى أسرته كانت علي قدر من الثراء ولذلك استطاع أبوبكر الطرطوشي حتى يعيش في بلده حتى الخامسة والعشرين من عمره في كفالة ورعاية أهله يطلب الفهم وهم ينفقون عليه وتزود أيضا بنفقه وفيرة قبل خروجه للرحلة في طلب الفهم وفي عام 476هـ.

غادر الطرطوشي وطنه متجها ناحية الشرق لأداء فريضة الحج , وما حتى أنتهي من أداء الفريضة حتى استقر بمكة لبعض الوقت واخذ يلقي بها بعض الدروس في الفقه ومنها استأنف رحلته إلي بغداد , وفي ذلك الوقت كانت بغداد تعج بالفهماء والفقهاء وتنبض بالنشاط الفهمي وكانت المدرسة النظامية بها هي قلب الحركة الفهمية والفكرية. ومن رجال هذه المدرسة الذين تعاقبوا علي التدريس بها والذين اخذ عنهم الطرطوشي أبوإسحاق الشيرازي وأبوبكر الشاش وأبونصر بن الصباغ .


وفي بغداد اتجه أبوبكر الطرطوشي إلي التصوف متأثرا في ذلك بحياة الفهماء الذين قابلهم هناك فبدأ منذ ذلك الوقت السير في هذا الطريق حتى اعتبره من خطوا عنه واحدا من المتصوفة الزاهدين وقد سمع كثيرا من الشعر من شيوخه العراقيين ورواه عنهم فيما بعد في كتابه الشهير سراج الملوك.


وبعد حتى أتم الطرطوشي دراسته في بغداد وتلقي من العلوم المتنوعة علي يد فهمائها الكبار وشيوخها الأجلاء رحل إلي الشام وكون لنفسه فلسفة خاصة تقوم علي الزهد والسعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وقضي الفترة التي عاشها في الشام يفهم الناس ويفقههم في أمور دينهم فاقبل عليه الناس وأحبوه وأصبحت شهرته في الشام واسعة وذاع صيته وعاش هناك متقشفا عابدا زاهد قليل الاختلاط بالناس.


وبعد حتى استقر الطرطوشي فترة من الزمن في بلاد الشام آثر حتى ينتقل إلي مصر فرحل إليها واستقر بمدينة رشيد غير أنه سرعان ما أنتقل للإقامة في الإسكندرية بناء علي طلب أعيانها وفقهائها ولذلك سيرة ترويها خط التاريخ.


سيرة بناء المسجد

أن الإسكندرية عند وصول الطرطوشي إليها قادما من الشام ومارا برشيد كانت وشيكة الخروج من أزمات خطيرة ومنها المجاعة الكبرى التي حدثت في عهد المستنصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري نتيجة انخفاض النيل سبع سنوات فاشتد الغلاء وأنتشر الوباء حتى عم مصر كلها فاستعان الخليفة المستنصر بواليه علي عكا أمير الجيوش بدر الجمالي, وبعد موت الخليفة المستنصر بادر وزير الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي فاجلس اصغر أولاد المستنصر أبا القاسم احمد علي عرش الخلافة فغضب الابن الأكبر نزار وفر إلي الإسكندرية فحاصر الأفضل الإسكندرية بجيش كبير حصارا شديدا ونصب عليها المجانيق فأصاب الإسكندرية كثير من الخراب والتدمير وأنتقم الأفضل بعد دخوله المدينة من أهلها فقتل كثيرا من فهمائها.


وعند ذلك أحس أهل الإسكندرية بحاجتهم الشديدة إلي فقيه كبير يتصدر حلقات الدرس في مساجدها ليفقه الناس في أمور دينهم فلما فهموا بوجود أبي بكر الطرطوشي بمدينة رشيد كونوا وفدا من أعيانهم وفقهائهم يتقدمهم قاضي المدينة أبي حديث وتوجهوا إلي رشيد حيث قابلوا الطرطوشي وطلبوا منه المجئ إلي الإسكندرية والحوا في طلبهم فقبل رجائهم وأنتقل إلي الإسكندرية. وبدأ يفهم الفقه وينشر الفهم علي ممضى –ممضى الإمام مالك وتوافد الناس عليه وتجمعوا حوله وتزايد تلاميذه الذين يتخذون عنه ويقرأون عليه ويستفيدون من فهمه.

وتجدر الإشارة إلي حتى الطرطوشي كأن يفهم الممضى المالكي علي الرغم حتى الممضى الرسمي للدولة الفاطمية وقتها كأن هوالممضى الشيعي ولكن مدينة الإسكندرية ظلت مدينة سنية علي ممضى الإمام مالك . ويرجع السبب في ذلك إلي مرابطة كثير من القبائل العربية بها فقد دأب الخلفاء الراشدون الأربعة وكذا خلفاء الدولتين الأموية والعباسية علي حتى يبقي ربع الجيش الموجود بمصر بمدينة الإسكندرية لحمايتها وحماية حدود مصر الشمالية.. كما كانت الإسكندرية دائما محط رحال المغاربة الذاهبين إلي الحج أوالعائدين منه .

ولعل هذا يفسر لنا رغبة أهل الإسكندرية الملحة في مجئ الطرطوشي إليهم. كما يفسر السبب في وفود الكثير من فهماء وأئمة أهل المغرب إليها. وقد تزوج الطرطوشي سيدة فاضلة تقية من بيت من اكبر بيوت الإسكندرية ..وهي ابنة خال تلميذه وخليفته أبي الطاهر. وقد كان الطرطوشي عالما شجاعا وفقيها معتزا بنفسه لا يخشى في الحق لومة لائم فقد وقع حتى سمع بما يأتيه الوزير الأفضل شاهنشاه من الظلم والتعسف مع الرعية فعزم علي السفر ألي القاهرة للقاءة الوزير لا ليسأله حاجة لنفسه بل ليطلب منه الرفق بالرعية وإشاعة العدل بينهم وفي ذلك الوقت نطق ابن أنه ولج علي الأفضل بن أمير الجيوش بمصر منبسط تحته مئزره فوعظ الأفضل حتى أبكاه وقد صنف الشيخ أبوبكر الطرطوشي كتاب" سراج الملوك" للمأمون الذي تولي وزارة مصر بعد الأفضل, وقد اثبت الطرطوشي موعظته هذه في كتابه"سراج الملوك" كما أنتقد صراحة إعمال قاضي الإسكندرية التي كأن يقترفها من سكان الإسكندرية الضعفاء والفقراء.


وقد كان من اثر تصرفات الطرطوشي هذه مع كبار رجال الدولة وانتقاده لهم حتى أمر الوزير الأفضل شاهنشاه باستنادىئه إلي القاهرة وحدد إقامته في جامع الرصد بالفسطاط ثم أفرج عنه الوزير البطائحي بعد شهر من اعتنطقه بعد وفاة الأفضل .

عاد الطرطوشي إلى الإسكندرية واستأنف حياته السابقة: حياة الدرس والإقراء، وبدأ يؤلف كتابًا في فنالسياسة والحكم، وما يجب حتىقد يكون عليه الراعي والرعية، وأتم هذا الكتاب في سنة واحدة وسماه "سراج الملوك" وتوجه به إلى القاهرة (516 هـ = 1122م) ليقدمه إلى الوزير الجديد "مأمون البطائحي"،


فاستقبله أحسن استقبال وجلس بين يديه؛ إمعانًا في التقدير والإجلال، وأغدق عليه عطفه ورعايته.

وقد هيأت حياة الاستقرار التي عاشها الطرطوشي في الإسكندرية الفرصة له للتأليف في كثير من فروع الفهم. فقد ألف في التفسير والفقه فهم السياسة وفن الحكم والمجتمع وأحواله إلي غير ذلك من العلوم وقد بلغ عدد الخط التي ألفها الطرطوشي نحواثنين وعشرين كتابا.. لم يتبقى منها غير تسعة خط .. من أهمها كتابه الشهير سراج الملوك.

وصف المسجد

يوجد ضريح الطرطوشي الآن بحي الباب الأخضر , وهوباب الإسكندرية الغربي(باب الكراستة بمنطقة الجمرك) ويتكون المسجد من بناء مستطيل الشكل به ثلاث صفوف من الأعمدة جميع صف مكون من عمودين تعلوها عقود مدببة . وتقسم صفوف الأعمدة المسجد إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة وللمسجد دور ثان يشغل ثلث مساحته تقريبا ويعهد باسم "الصندرة" وهوخاص بالسيدات ويقع الضريح خلف قبله المسجد مباشرة ويحتوي علي مقبرة الطرطوشي ومقبرة تلميذ محمد الأسعد, وبالضريح عمودأن تيجانهما من طراز قديم مما يشير علي أنهما من أقدم أجزاء الضريح

انظر أيضا

  • محافظة الإسكندرية

المصادر

  • المسقط الرسمي لمحافظة الإسكندرية
تاريخ النشر: 2020-06-04 04:37:08
التصنيفات: مساجد الاسكندرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

جياني إنفانتينو: المغرب أصبح قوة عالمية في مجال كرة القدم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-21 21:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

كوساتشيف: رئاسة زيلينسكي لأوكرانيا تحولت إلى كارثة وطنية للبلاد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-22 00:07:02
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 98%

جياني إنفانتينو: المغرب أصبح قوة عالمية في مجال كرة القدم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-21 21:25:47
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية