تعذيب


Torture by mosquitoes in a Soviet gulag. Painting by Nikolai Getman, provided by Jamestown Foundation.[1]

التعذيب مصطلح عام يستعمل لوصف اي عملية تنزل آلاما جسدية اونفسية بإنسان ما وبصورة متعمدة ومنظمة كوسيلة لإستخراج معلومات اوالحصول على إعتراف اولغرض التخويف والترعيب اوكشكل من اشكال العقوبة اووسيلة للسيطرة على مجموعة معينة تشكل خطرا على السلطة المركزية ، ويستعمل التعذيب في بعض الحالات لأغراض فرض مجموعة من القيم والمعتقدات التي يعتبرها الجهة المعذبة قيم أخلاقية . يعتبر التعذيب بكافة أنواعه منافيا للمبادئ العامة لحقوق الإنسان التي تم الإعلان عنها فيعشرة ديسمبر 1948 وتم التوقيع عليها من قبل الكثير من الدول في معاهدة جنيف الثالثة الصادرة في 12 أغسطس 1949 المتعلقة بمعاملة اسرى الحرب ومعاهدة جنيف الرابعة (1949) المتعلقة بحماية المدنيين اثناء الحرب. في عام 1987 تم تشكيل لجنة مراقبة ومنع التعذيب التابعة للامم المتحدة والتي تظم في عضويتها 141 دولة وبالرغم من توقيع الكثير من الدول على هذه الإتفاقيات إلا ان تسقطات منظمة العفوالدولية تشير إلى معظم الدول المسقطة لا تلتزم بتطبيق البنود الواردة في المعاهدات المذكورة.

هناك جدل حول إستعمال حدثة "تعذيب" فيتم في بعض الأحيان إستعمال تعبير "سوء المعاملة" او"التعسف" او"التجاوزات" او"وسائل قريبة من التعذيب" وخاصة من قبل الجهات التي قامت بعمليات التعذيب حيث يعتقد البعض ان لحدثة "التعذيب" مدلول محدد يشير إلى إنسان يحاول عبر جميع الوسائل "انتزاع معلومات". من جهة أخرى فإن تعريف حدثة التعذيب كما ورد في المادة الأولى من اتفاقية مناهضة التعذيب هو"الألم أوالعذاب لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أيا كان نوعه، أويحرض عليه أويوافق عليه أويسكت عنه موظف رسمي أوأي إنسان آخر يتصرف بصفته الرسمية" [1] ويرى البعض إذا توفر غرض محدد من إلحاق الأذى هوالفيصل في التمييز بين التعذيب والمعاملة القاسية أواللاإنسانية إذ لابد من توفر الغرض المحدد في التعذيب [2] .

التعذيب عبر التاريخ

في العصور القديمة كان التعذيب يستعمل عادة كوسيلة لإختبار مزاعم اوتهمة معينة يتعلق بكسر عهد اومبدأ ديني وكانت الفكرة الرئيسية تكمن في كشف ما إعتقده القائمون بالتعذيب بإن شخصا ما قد يحدث مسكونا بالشيطان اواي قوة اخرى لاتتماشى مع العقيدة الدينية السائدة في تلك المجتمع وهناك وسيلتين موثقتين حول إستعمال التعذيب لهذا الغرض وهما [3]:

  • وضع عصابة على العين وإجبار المتهم بان يمشي على شيء محترق ذات حرارة عالية وفحص قدمي الشخص بعد ثلاثة ايام فإذا كانت هناك أثار للحروق فإن التهمة كانت تعتبر مؤكدة .
  • إستخراج حجر مستقر في قاع ماء مغلي وفحص اليد بعد ذلك وحرق اليد كان كفيلا بإلصاق التهمة.
The Palais de Chaillot at the Trocadéro, where the United Nations met to adopt the Universal Declaration of Human Rights in 1948

في اليونان القديمة كان العبيد فقط يتعرضون للتعذيب لغرض فهم الحقيقة وكان إستعمال هذا الإسلوب محضورا على الأحرار وبالإضافة إلى هذا كان هناك قانون يحظر إستعمال التعذيب مع العبيد لغرض إستخراج معلومات منهم عن أسيادهم [4]. ويظهر تعذيب العبيد والمستضعفين جليا في بداية ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية حيث تم تعذيب بعض المسلمين على يد اهل مكة ومنهم بلال بن رباح على يد أمية ابن خلف وعمار بن ياسر على يد ابوجهل [5].

في القرون الوسطى وبالتحديد في القرن 13 تم إستعمال التعذيب مع المهرطقين من قبل الكنيسة الكاثوليكية وبعد تشكيل محاكم التفتيش اصدر البابا إينوسينت الرابع في عام 1252 مرسوما بإستعمال التعذيب ضد المتهمين بالهرطقة لإستحصال المعلومات منهم [6]. كانت إحدى الوسائل المشهورة في التعذيب أثناء هذه الفترة تعبير عن تعليق المتهم بواسطة حبل مربوط بالسقف في اوضاع غير مريحة كانت تؤدي إلى خلع مفاصل الجسم حتى قبل الشروع في عملية التعذيب [7].


في الشرق الأوسط

المعلومات أدناه (عدا تلك عن اسرائيل وفلسطين) مستندة على تقارير منظمة مراقبة حقوق الإنسان (منظمة هيومن رايتس ووتش) التي بدأت نشاطها في عام 1978 بإنشاء قسم أوروبا وآسيا الوسطى أما اليوم فقد أصبحت تضم كذلك أقساماً تغطي أفريقيا وأمريكا الجنوبية ، أمريكا الشمالية وآسيا والشرق الأوسط وتجري المنظمة تحقيقات منتظمة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نحوسبعين بلداً في مختلف أنحاء العالم [8] . مقر المنظمة الرئيسي تقع في نيويورك وهناك إنتقادات موجهة إلى المنظمة بكونها وحسب إعتقاد البعض خاضعة لهيمنة الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية [9]. إستناد الموضوعة على هذه المعلوات لاتعني على الإطلاق قناعة الموسوعة بحيادية اوصحة المعلومات الوارد فيه وانما تم إستخدامه كمصدر موثق.

تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان
الدولة الفهم
نبذة
مصر كان التعذيب في الماضي يُستخدم ضد المعارضين السياسيين ولكن السنوات الأخيرة شهدت تفشي التعذيب في أقسام الشرطة العادية أيضاً، حيث يعاني منه أشخاص يجدون أنفسهم في الحجز للاشتباه فيهم أولصلتهم بتحقيقات جنائية. ومن المعلوم أوالمشتبه فيه حتى التعذيب وسوء المعاملة قد تسببا في وفاة ما لا يقل عن 17 شخصاً أثناء الاحتجاز خلال عامي 2002 و2003 [10]
ايران صار التعذيب وسوء المعاملة في الحجز يُستخدمان بوجه خاص ضد المحتجزين الذين سُجنوا لتعبيرهم عن آرائهم السياسية بصورة سلمية. وكثيراً ما يقبل القضاة الاعترافات المنتزعة بالإكراه فيما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي والدستور الإيراني. واستُخدم الحبس الانفرادي لفترات مطولة في زنازين صغيرة في الأقبية عادة بهدف تحطيم إرادة المحتجزين وإكراههم على الإدلاء باعترافات وتقديم معلومات بخصوص زملائهم. الجدير بالذكر حتى رئيس القضاء أصدر توجيها داخليا يحظر التعذيب والمعاملة اللاإنسانية للمعتقلين، إلا أنه لم يوضع موضع التطبيق [11].
العراق في الأغلبية الساحقة من القضايا التي راقبتها المنظمة بعد غزوالعراق 2003 أُلقي القبض على المتهمين دون مذكرات اعتنطق قضائية ومثلوا أمام المحاكم الجنائية دون حتى يُتاح لهم قبلها الاتصال بمحام. وكان كثير منهم قد احتُجزوا لأسابيع أولأشهر على ذمة القضايا قبل المحاكمة، وتعرضوا للتعذيب أوسوء المعاملة لانتزاع اعترافات منهم. كما كشفت التحقيقات عن سوء معاملة القوات الأمريكية للمحتجزين واستعمالها للتعذيب والذي ظهر بشكل جلي في سجن أبوغريب [12]
السعودية ما زال الاحتجاز التعسفي، وتعرض المحتجزين لسوء المعاملة والتعذيب، والقيود المفروضة على حرية الانتنطق، وغياب المحاسبة على المستوى الرسمي، من الأمور التي تبعث على القلق الشديد [13].
سوريا في سبتمبر 2002 رحلت الولايات المتحدة قسراً إلى سوريا ماهر عرار الذي يحمل الجنسيتين السورية والكندية وزعم بعد الإفراج عنه أنه تعرض للتعذيب مراراً باستخدام الكابلات وأسلاك الكهرباء على أيدي المحققين السوريين. في تطور إيجابي أفرجت الحكومة في عام 2004 عما يزيد على مائة من السجناء السياسيين الذين لبثوا أمداً طويلاً وراء القضبان وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يزال لسوريا سجل حافل بحالات الاعتنطق التعسفي، والتعذيب المنهجي، واحتجاز المشتبه بهم لفترات مطولة، والمحاكمات الشديدة الجور. [14].
تونس يفتقر القضاء التونسي للاستقلال؛ وكثيراً ما يتجاهل القضاة انادىءات التعذيب والمخالفات الإجرائية ويقبل الاعترافات المنتزعة بالإكراه كدليل وحيد أوأساسي لإدانة المتهمين. حيث استمر ورود أنباء موثوق بها تفيد باستخدام التعذيب وسوء المعاملة للحصول على إفادات من الأشخاص المشتبه بهم في الحجز. كما يتعرض السجناء المحكوم عليهم لسوء المعاملة بصورة متعمدة. وتعتبر سياسة إيداع بعض السجناء السياسيين رهن الحبس الانفرادي الصارم لفترات مطولة من بين البنود الأشد قسوة الباقية من النظام العقابي القاسي الذي كان معمولاً به في التسعينيات حيث تعتبر هذه السياسة انتهكا للقانون التونسي فضلاً عن المعايير الدولية للعقوبات، ويمكن في بعض الحالات اعتبارها شكلا من أشكال التعذيب [15].
الجزائر في عام 2004، أدخلت الجزائر تعديلاً على قانون العقوبات بحيث صار يجرّم التعذيب. كما سعت في الوقت نفسه إلى توقيع مذكرة تفاهم مع المملكة المتحدة والتي تقدم بموجبها الجزائر ضمانات دبلوماسية بعدم إساءة معاملة الأشخاص الذين تبعدهم المملكة المتحدة إليها. لكن المنظمة تعتبر توقيع الحكومة الجزائرية لمذكرة تفاهمٍ من هذا النوع، بأنه بالواقع اعتراف ضمني من قبل الحكومة بأن قيامها بتعديل القوانين الوطنية ومصادقتها على الاتفاقيات الدولية لا يمثلان ضمانةً كافية لعدم ممارستها التعذيب [16].
البحرين في 2004 قامت "اللجنة الوطنية البحرينية للشهداء وضحايا التعذيب" بتوزيع عريضة قدمتها للملك حمد بن عيسى آل خليفة، قيل إنها تحمل 33000 توقيع، وتطلب منه إلغاء المرسوم 56، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في انادىءات التعذيب على يد مسؤولي الأمن. وبحسب المنظمة فإن هذا المرسوم يضفي حصانة عملية على المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين الذين زُعم تورطهم في التعذيب وغيره من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، مما يحول دون التحقيق معهم أوتقديمهم للمحاكم [17].
الأردن تحدث عددٌ من الأردنيين إلى منظمة مراقبة حقوق الإنسان عن التعذيب الذي تعرضوا له، أوكانوا شهوداًَ عليه، على يد مديرية المخابرات العامة. وبموجب القانون الأردني، تستطيع قوات الأمن احتجاز من يشتبه بارتكابهم جرائم واقعة ضمن اختصاص محكمة أمن الدولة، وذلك لسبعة أيام من دون توجيه تهمة لهم ومن غير السماح للمحتجز بالاتصال بمحاميه. وفي جميع الحالات التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش تقريباً، كان التعذيب يحدث في هذه الأيام السبعة الأولى من الاحتجاز [18]
الكويت من القضايا الرئيسية الباعثة على القلق التمييز ضد المرأة في التصويت، والزواج، والجنسية؛ وحالات "المختفين" الذين لم يُستَدل على مصيرهم بعد؛ والمحاكمات الجائرة والاعتنطق التعسفي؛ والعدد الكبير من الجرائم التي يُعاقَب عليها بالإعدام؛ والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون؛ وشتى ضروب الانتهاكات التي يقاسيها "البدون"؛ والقيود التي تكبل حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات والانتماء إليها[19].
ليبيا القمع الداخلي لا يزال شديداً؛ والقانون الليبي يحظر الأحزاب السياسية والجمعيات ووسائل الإعلام المستقلة؛ ولا يزال التعذيب متفشياً، والمئات من السجناء السياسيين يقبعون وراء القضبان [20].
عُمان ذكر الناشط والمحرر عبد الله الريامي ما وصفه بالاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة العمانية ضد ما وصفه الشهود لمنظمة هيومن رايتس ووتش بأنه مظاهرة سلمية تحتج على إصدار الأحكام بحق العباديين (الممضى العبادي) [21].
قطر يتعرض المهاجرون، ومن بينهم أعداد كبيرة من النساء اللائي يعملن خادمات في المنازل، للتخويف والعنف على أيدي أرباب العمل والمشرفين والكفلاء وأفراد الشرطة والأمن. وخوفاً من العنف أوالتهديد به، يحجم العاملون في كثير من الأحيان عن المطالبة بأجورهم المستحقة، أوالاحتجاج على سوء ظروفهم، أوالتماس سبل الإنصاف والتعويض القانوني عما حاق بهم من الانتهاكات [22].
الإمارات العربية المتحدة نطقت هيومن رايتس ووتش في 29 مارس 2006 حتى على حكومة دولة الإمارات القيام بخطواتٍ عاجلة لإنهاء الممارسات التعسفية بحق العمال والتي أدت إلى إطلاق شرارة الاضطرابات الأخيرة في صفوف العمال الوافدين في دبي [23].
اسرائيل اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية قراراً فيستة سبتمبر 1999 يحرم عدداً من اساليب التعذيب، ولكن من دون ان يحرم التعذيب كلياً بل ان قرار المحكمة يسمح للكنيست بسن قوانين تمنح مسؤولي الاستخبارات صلاحية ممارسة هذه الاساليب. وقد اعتبرت المحكمة ان «المصاعب الامنية التي تقابلها اسرائيل» شديدة بما يكفي لمنح الأجهزة الاستخباراتية صلاحية اللجوء إلى التعذيب. حيث يحظى افراد الجيش والشرطة الاسرائيلية بدعم غير مشروط من النظام القضائي مما يؤيد من شعورهم بالحصانة في ما يتعلق بما يتبعون من ممارسات في السجون. فقد تبين للجنة العامة المناهضة للتعذيب في اسرائيل ان المدعي العام الاسرائيلي قد صادق على جميع حالات التعذيب، على اعتبار انها ضرورة امنية. كما رفضت المحكمة العليا جملة وتفصيلاً ما مجموعه 124 التماساً قدمتها اللجنة المناهضة للتعذيب ضد حرمان الاسرى من تلقي مساندة قضائية. بالإضافة إلى الكثير من الشهادات الحية التي قدمها سجناء فلسطينيون سابقون عن تلذّذ السجانين الاسرائيليين بما يقومون به من تعذيب لأسراهم ومع ذلك فاسرائيل تواصل انكار ممارسة التعذيب في سجونها وتدعي بأنها تتبع اعلى المعايير الاخلاقية [24]
فلسطين يستخدم التعذيب في معظم المرافق الأمنية تقريبا. إذ بالرغم من تعداد هذه الأجهزة تبعا لاختلاف مسؤلياتها ألا حتى رؤساءها اجمعوا على ضرورة استخدام التعذيب كوسيلة للتعامل مع شتى أنواع المخالفات التي ليس بالضرورة لها علاقة بمهمة ذلك الجهاز الأمني [25].


في الولايات المتحدة

إزالة المؤثرات الحسية كوسيلة للتعذيب في معتقل جوانتانامو

في 20 سبتمبر 1996 قامت وزارة الدفاع الأمريكية بحمل السرية عنسبعة مجلدات منهجية كانت تدرس في مؤسسة العالم الغربي الأمنية Western Hemisphere Institute for Security Cooperation من 1987 إلى 1991 [26], يوجد في المجلدات المذكورة تفاصيل دقيقة عن إستعمال اساليب "عنيفة" لغرض الإستجواب وإنتزاع المعلومات [27] [28] ، ومن الجدير بالذكر إذا مؤسسة العالم الغربي الأمنية الواقعة في ولاية جورجيا يعتبر من قبل البعض مدرسة للإغتيالات . في السنوات الأخيرة طفى على السطح مصطلح حديث وخطير الا وهوالتعذيب بالإنابة Torture by proxy والتي هي تعبير عن إرسال متهمين غير محاكمين حسب القوانين الأمريكية إلى دول اخرى لغرض الإستجواب وتلك الدول الأخرى ليست ملتزمة باتفاقية مناهضة التعذيب [29], إستنادا على تصريح من السياسي السويسري والعضوفي البرلمان السويسري ديك مارتي Dick Marty في يناير 2006 فإن قرابة 100 إنسان قد تم إختطافهم على الأراضي الأوروبية من قبل وكالة المخابرات الأمريكية وتم نقلهم إلى دول اخرى لغرض إستجوابهم عن طريق التعذيب [30] ومن الدول التي تم نقل المختطفين اليها: مصر ، الأردن ، المغرب ، أوزبكستان ، سوريا [31] [32] [33].

على الصعيد الداخلي هناك بعض الحوادث الموثقة حول قيام الشرطة الأمريكية بتعذيب الموقوفين ومنها قيام افراد في شرطة نيويورك بتعذيب والإعتداء الجنسي على ابنير لوويما المهاجر من هايتي في 1997 [34] ، وقيام افراد في شرطة شيكاغوبالتعذيب عن طريق الصعقات الكهربائية في الثمانينيات [35].

بعد احداث 11 سبتمبر 2001 والحرب على الإرهاب وعملية غزوالعراق 2003 طفى إلى السطح تقارير متعددة عن إستعمال وكالة المخابرات الأمريكية التعذيب بصورة روتينية وكان اول التقارير مانشرته صحيفة واشنطن بوست في 26 ديسمبر 2002 عن إستعمال وسيلة الغمس داخل حوض مائي لحد الأختناق وإزالة جميع المؤثرات الحسية للمسجون بوضع عصابة على العين وصم الأذنين في سجن أبوغريب ومعتقل جوانتانامو[36] [37] ووصل فضيحة سجن أبوغريب إلى الأهتمام العالمي في 28 ابريل 2004 عندما قدم البرنامج الأمريكي الأخباري 60 دقيقة من على شبكة CBS تقريرا مفصلا عن التعذيب في سجن ابوغريب [38] وفي رد رسمي من الولايات المتحدة دافع رئيس هيئة الأركان المشهجرة للقوات الأمريكية اللواء ريتشارد مايرز، عن القواعد التي وضعها الجيش الأمريكي لاستجواب المعتقلين، واصفا إياها بأنها "ملائمة"، ورافضا في الوقت ذاته ما قيل عنها بأنها خرقت اتفاقية معاهدة جنيف للتعامل مع الأسرى [39]. للإطلاع على ملف فضيحة سجن ابوغريب تقدر قراءة هذا الرابط [40].

النواحي النفسية للتعذيب

القائم بالتعذيب

Map of the world with parties to the Convention against Torture shaded dark green, states that have signed but not ratified the treaty in light green, and non-parties in grey
Map of the world with the states parties to the International Criminal Court (as of June 2008) shown in green

في السابق كان هناك إعتقاد رائج بان الشخص القائم بالتعذيب لابد ان يتحلى بصفات عدائية اوعنيفة في شخصيته ولكن وبعد الحرب العالمية الثانية جرت الكثير من الدراسات الأكاديمية لتحليل ظاهرة الطاعة العمياء لأوامر قد تعتبر لا أخلاقية ففي الستينيات قام العالم النفسي ستانلي ملغرام (1933 - 1984) بإجراء تجربته المشهورة في جامعة يايل والمعروفة باختبار ملغرام [41] في محاولة منه لتفسير ظاهرة التطبيق الأعمى لعمليات الهولوكوست من قبل الجنود العاديين وبعد ملغرام وفي عام 1971 قام عالم النفس الأمريكي فيليب زمباردو(مواليد صقلية 1933) [42] بإجراء اختبار سجن ستانفورد وإستنتج زمباردوان الأشخاص العاديين وبمختلف المستويات الإجتماعية والثقافية معرضون للإنصياع والطاعة العمياء عندما يتعرضون لنظام أيديولوجي يحظى بدعم اجتماعي ومؤسساتي ونطق بان الوضع أوالواقع هوالذي سبب سلوك الأفراد أكثر من أي شيء موروث في شخصياتهم [43].

هناك إحتمالات أخرى واردة في فهم النفس لتفسير تحول إنسان سهل إلى جلاد ومنها [44]:

  • مدى قبول ظاهرة التعذيب في الوسط الذي يعيشه اويعمل به ومدى ممارسة افراد الوسط اوزملاء العمل لظاهرة التعذيب فالإنسان بصورة عامة يجنح إلى الإندماج والتأقلم مع الوسط لكي يشعر بانه جزء من المجموعة.
  • التنفيس عن مكبوتات فرضها المجتمع اوالسلطة اوالدين على الأجزاء الغريزية في لاوعي الأنسان.
Article أربعة of the Charter of Fundamental Rights of the European Union prohibits torture.

المتعرض للتعذيب

بالرغم من وجود الجانبين الجسدي والنفسي للتعذيب إلا ان الآثار النفسية تعتبر اكثر اهمية لكونها تظل مع الشخص لفترة طويلة وتكون لها على الأغلب بصمات مزمنة في الكثير من مجالات الحياة [45]. إستنادا إلى احد الخط المنهجية لوكالة المخابرات الأمريكية فان عملية التعذيب يؤدي إلى تقهقر الأنسان إلى مراحل بدائية على عدة مستويات منها عدم قدرته على إنتاج اعمال إبداعية عالية المستوى وعدم القدرة على التعامل مع القضايا والمواقف المعقدة اوالقدرة على لقاءة الأزمات والمواقف المحبطة وعوائق عديدة في تواصل علاقات الشخص مع المحيطين به نتيجة لعامل الشعور بالعار والخضوع وفقدان الشعور بأهمية الذات وعدم القدرة على تغيير الواقع والخضوع للمتغيرات وإنعدام الأمل بمستقبل مشرق وفقدان الكبرياء وعزة النفس نتيجة لبعض اساليب التعذيب [46].

هناك الكثير من التجارب التي تمت في القرن العشرين على الحيوانات بالإضافة إلى الإنسان وادت إلى نتائج مفادها ان جرعة معينة من الألم الجسدي والنفسي قد يؤثر بصورة ايجابية على قدرات الفرد العقلية والجسدية لتحفيزه الأدرينالين ولكن هذه الجرعة اذا إستمرت فإن الشخص يدخل إلى منطقة ضبابية من الإدراك ويعرضه إلى قبول اية فكرة حتى إذا كانت منافية للمنطق اومبادئ الشخص وهذه الفترة يستعمل عادة في مايسمى بعملية غسل الدماغ [47] وفي بعض الأحيان يظهر الشخص المتعرض لعملية التعذيب تعاطفا مع جلاده ويعهد هذه الظاهرة النفسية المعقدة Stockholm syndrome بمتلازمة ستوكهولم [48] وفي بعض الأحيان ولفقدان شعور الشخص الذي تعرض للتعذيب بوجوده ككينونة فإنه يلجأ إلى تعذيب نفسه اوإلحاق الأذى الجسدي بنفسه كمحاولة لإثبات انه لازال موجودا [49].

من الأثار النفسية الشائعة للتعذيب بعد إنقضاء فترة التعذيب هي الأرق والقلق وإنعدام القدرة على الهجريز والكوابيس اوومضات من التذكر الدقيق لتفاصيل التعذيب بالصوت والصورة وقد يتطور الأمر إلى صعوبات في الذاكرة والقدرة الجنسية والعلاقات الإجتماعية والخوف اوالرهاب والوسوسة والهلوسة والكآبة [50]. من أشهر الأمراض النفسية التي قد يحدث الشخص المتعرض للتعذيب عرضة لها هوpost-traumatic stress disorder سقم توتر مابعد الصدمة [51] .

أنواع ووسائل التعذيب

A variety of torture instruments including, at right, the Iron Maiden of Nuremberg.
  • التعذيب الجسدي وهواكثر الأنواع شيوعا وتضم الكوي وقلع الأسنان اوالأضافر وإستعمال العصي اوالسوط اوالهراوة والغمس في الماء المغلي اوالماء البارد والإخصاء وتشويه الوجه والأجزاء الظاهرة من الجسم وسلخ الجلد والتجويع اوالإجبار على الإفراط في الأكل والسحل اوالسحق والتعليق بواسطة الحبال في اوضاع غير مريحة والصعقات الكهربائية. [52].
  • التعذيب النفسي بإستعمال اساليب تلحق آلاما نفسية وقد تضم الإيحاء بان الشخص على وشك ان يتم قتله والحبس الإنفرادي والأبتزاز والإجبار على مشاهدة إنسان آخر يتم تعذيبه وإجبار الشخص بان يقوم بتعذيب إنسان آخر اوإجباره على مشاهدة إعتداء جنسي اوإستغلال خوف اورهاب المعتقل من شيء ما وإستعماله ضده اومنع الشخص من النوم اوإزالة المؤثرات الحسية بوضع عصابة على العين وصم الأذنين اوإجبار الشخص على الكفر بمعتقداته الدينية اوإهانة مقدساته وحلاقة شعرالراس وخاصة للسيدات اوالإهانة العلنية بإجبار الشخص على التعري على الملأ اوإجباره على الإشتراك في عمليات جنسية والتحكم بدرجة حرارة مكان الإعتنطق. [53].
  • التعذيب بواسطة مواد كيمياوية مثل إضافة الملح إلى جروح الشخص اوايلاج الفلفل الحار اوالبهارات إلى الأغشية المخاطية في الجسم اوإجبار الشخص على تناول بعض العقاقير التي تؤدي إلى اعراض جانبية غير مريحة. [54].
  • التعذيب الجنسي عن طريق الإغتصاب اوإجبار المعتقل على القيام بفعاليات جنسية رغما عن إرادته أوإجبار المعتقل على الجلوس على زجاجة أوماشبه من الأمور. [55].
  • التعذيب بالنوم وله نوعان وهوإما إجبار المعتقل على النوم لفترات طويلة مما يؤدي لضمور عضلاته أومنعه من النوم لفترات طويلة مما يؤدي إلى فقدانه للهجريز والهلوسة وإصابته بالوهن.

معاهدات جنيف

Catholic clerics presiding over the torture of a man suspected to be a heretic before his subsequent execution during the Spanish Inquisition. Circa 1700 AD. According to Herrera Puga the authorities: "...placed no limits on the means; in this way they used the rack, the lash, fire, etc. In some cases...they applied padlocked irons to the flesh which even led to the amputation of a hand..."
A rack in the Tower of London

هناك أربعة معاهدات تمت صياغتها في جنيف ، ثاني أكبر مدن سويسرا وحددت المقاييس العالية للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، هذه الإتفاقيات تعبير عن منظومة كاملة من الأدوات القانونية الواقية التي تعالج سبل خوض الحروب وحماية الأفراد وهي تحمي بالأخص الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال كالمدنيين وأفراد الوحدات الطبية والدينية وعمال الإغاثة والأشخاص الذين أصبحوا عاجزين عن القتال كالجرحى والسقمى والجنود الغرقى وأسرى الحرب [56]. :

  • اتفاقية جنيف الأولى لتحسين حال الجرحى والسقمى بالقوات المسلحة في الميدان المؤرخة في 12 أغسطس 1949 [57]
  • اتفاقية جنيف الثانية لتحسين حال جرحى وسقمى وغرقى القوات المسلحة في البحار المؤرخة في 12 أغسطس 1949 [58]
  • اتفاقية جنيف الثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949 [59]
  • اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949 [60]

هناك قانونين متعلقين بحماية أرواح الأفراد وصحتهم وكرامتهم، وهما القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان تهدف كلا المجموعتين من القوانين إلى حماية الحياة الإنسانية وحظر التعذيب أوالمعاملة القاسية وكفالة الحقوق الأساسية للأشخاص الخاضعين لإجراءات قضائية جنائية، كما تضم جميع منهما أحكاماً تكفل حماية النساء والأطفال وأخرى تعالج جوانب من الحق في الغذاء والصحة [61].

يتسائل الكثير حول جدوى التوقيع على هذه الإتفاقيات والمعاهدات ومعارضي هذه الاتفاقيات ينتقصون من قيمتها وينكرون جدواها استنادا على قدم عهدها وعدم ارتباطها بما يحدث بالعمل في ميادين الحروب من تجاهل تام لاية قواعد وعدم احترام لأية معاهدات. ويستند التيار المقتنع بعدم جدوى هذه المعاهدات بعدة امثلة منها الاسلوب الذي اتبعه الجنود الصرب بقيامهم بتطبيق مجزرة ضد المدنيين المنحدرين من اصل الباني في حملتهم ضد المقاتلين من عناصر جيش تحرير كوسوفووالمذابح التي سقطت في رواندا اوتلك الحروب التي تلتها في افريقيا اومعسكرات الاعتنطق المرعبة في أبوغريب وجوانتانامو[62] .

المصادر

[63]

[64]

[65]

[66]

[67]

[68]

[69]

[70]

[71]

[72]

[73]

[74]

[75]

[76]

[77]

[78]

[79]

[80]

[81]

[82]

[83]

[84]

[85]

[86]

[87]

[88]

[89]

[90]

[91] [92]

[93]

[94]

[95]

[96]

[97]

[98]

[99]

[100]

[101]

[102]

[103]

[104]

[105]

[106]

[107]

[108]

[109]

[110]

تاريخ النشر: 2020-06-04 04:44:25
التصنيفات: مقالة مختارة, انتهاك حقوق الانسان

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مدير فرع الموارد البشرية بتبوك يدشن فريق "مساندة التطوعي"

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:33
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 73%

عاصفة شتوية تقطع التيار الكهربائي عن جنوبي الولايات المتحدة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:24:54
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

"مايكروسوفت": رصد برمجيات مدمرة في حواسيب الحكومة الأوكرانية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:24:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

الرئيس تبون يعزي في وفاة الرئيس المالي السابق ابراهيم بوبكر كيتا

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

أمير جازان يستقبل وكيل وزارة الداخلية لشؤون الحقوق

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:37
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 77%

سفارة روسيا بالقاهرة تعرب عن خالص التعازي في وفاة السفير علا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:24:42
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

مراكز الإيواء في بريطانيا.. ظروف استقبال تشبه السجون

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:24:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

الرئاسة الروسية ترد بشكل قاطع حول شن عمل عسكري ضد أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

حجز خمور بسيارة لم يمتثل صاحبها لإشارة التوقف بالشريعة في تبسة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

"بلدي" تنجز ثلاثة ملايين طلب خدمة إلكترونياً خلال 2021

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:27
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 70%

لصوص المنازل من بينهم قصر في قبضة الأمن الحضري الأول بتبسة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

السويد تقرر سحب قواتها من الساحل الإفريقي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:52
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

وفاة رضيع عمره ثلاثة أسابيع بكوفيد في قطر

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:04
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 100%

مستشار الأمن القومي الأميركي: سنرد على روسيا إذا اختارت التصعيد

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:02
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 98%

تقرير "سكني": إصدار 607 آلاف شهادة "تصرفات عقارية"

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:29
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 82%

رماد البركان يحول تونجا إلى ما يشبه سطح القمر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:01
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

تأجيل بداية اليوم الدراسي إلى التاسعة صباحاً في تبوك

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:35
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 72%

سقوط رجل من الطابق الثالث لعمارة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:25:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

بايدن: احتجاز رهائن في معبد يهودي بتكساس «عمل إرهابي»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:08
مستوى الصحة: 99% الأهمية: 93%

وزير الحج يزور مشروع "وجهة مسار" بمكة

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:47
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 71%

السعودية تسمح بتلقيح الأطفال لمواجهة كورونا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:24:45
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

شرق الولايات المتحدة يستعدّ لعاصفة ثلجية جديدة

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 20:28:31
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 77%

تحميل تطبيق المنصة العربية