الفتح المغربي لبلاد السودان

عودة للموسوعة

الفتح المغربي لبلاد السودان

الفتح المغربي لبلاد السودان

الدكتور عبد الكريم كريم، كلية الآداب ـ الرباط

بعد سقوط الأندلس واستيلاء البرتغاليين والإسبانيين على معظم السواحل المغربية الشمالية والغربية، انطلقت حركات الجهاد التي تعددت قواعدها بتعدد مراكز الاحتلال والتي أفسدت على الغزاة جميع محاولة للتوغل داخل البلاد. وازداد الشعور بالخطر عندما قاد الملك البرتغالي ”دون سباستيان“ الحملة الصليبية التي انهزمت في معركة وادي المخازن يوم الاثنين 30 جمادى الأولى عام 986 هـ الموافق أربعة غشت 1578 م: ”وناهيك عن يوم أجلى عن ثلاثة ملوك موتى ما بين مجندَلٍ وغريق وفائض النفس حتف الأنف وعن ثمانين ألفاً من المشركين ما بين قتيل وأسير“( ). لقد كان الفوز في معركة وادي المخازن التي انتهت بمقتل ”دون سباستيان“ وأسر الآلاف من الجيش البرتغالي حافزاً ومشجعاً على تحرير القواعد البرتغالية بالسواحل المغربية. ولكن التدخل العسكري الإسباني من جهة، والتهديدات الهجرية بضم المغرب من جهة أخرى حالت دون ذلك:

فقد تدخلت القوات الإسبانية في اليوم الثالث لمعركة وادي المخازن بدعوى حماية القواعد البرتغالية الأربع (سبتة وطنجة وأصيلا ومازكان) من الهجومات المغربية( ). وتوالت مؤامرات الأتراك العثمانيين للإطاحة بالمولى أحمد المنصور والتدخل لضم المغرب إلى الإمبراطورية العثمانية:

  • ساعة توليته: فقد نادوا بالأمير إسماعيل بن المعتصم المستقر مع أمه بالجزائر، ”فلم يقبل ذلك أهل مراكش. فجيء بمولاي أحمد أينما كان، فولوه. فكان مولاي أحمد أميراً“ ( ).
  • عندما وصل إلى فاس، ”قتل النفر الأربعة جميعاً ليوم واحد من شهر رجب عام ستة وثمانين وتسعمائة وأصبحت رؤوسهم معلقة على الشرفات بباب السبع من أبواب فاس الجديد“( )، بعد مؤامرة فاشلة.

*مساندتهم للأمير داود بن عبد المومن في ثورته على عمه المنصور بسوس في شعبان عام 987 هـ/ أكتوبر 1579 م. *التهديد بالتدخل العسكري بقيادة علوج باشا في جمادى الثانية عام 989 هـ/ يونيه 1581 م( ). وبذلك ضاعت على المغاربة فرصة تحرير ما تظل للبرتغال من قواعد احتلال في السواحل المغربية، وأجبر المنصور على تسليم جثة ”دون سباستيان“ إلى الوفد الإسباني ـ البرتغالي الذي قدم إلى المغرب ”يرغبونه في الامتنان عليهم بشلوالطاغية بستيان الموارى بالقصر في تابوته... فامتن لذلك به عليهم وأسلمه إليهم“( ).


خلال الربع الأخير من القرن العاشر للهجرة، ظل المغاربة حذرين من أي تحرك إسباني يستهدف الانتقام لهزيمة الحملة الصليبية في المخازن أوالتمركز في قواعد تهدد بلاد الإسلام وديار المسلمين في غربي إفريقيا وبلاد السودان التي تربطها بالمغرب علاقات دينية واجتماعية واقتصادية منذ قرون بعيدة. وحرصاً من المولى أحمد المنصور السعدي (1578 ـ 1603 م) على تدعيم هذه الروابط للحيلولة دون أي تهديد خارجي، سارع إلى تعزيز الوجود المغربي في المنطقة الساحلية ما بين درعة ونهر السينغال عام 992 هـ/ 1585م.

وخاضوا القفر مع الساحل إلى السودان، فوصلوا إليها من بعد الجهد لتسعين فترة متصلة من ثغور ممالك العرب القبلية… وارتحلت العساكر تخترق ممالك السودان حتى انتهت لخليج النيل المنبعث من قاصية السودان… وكان الذي استجاب لهم ودان بالطاعة والانقياد من عرب الفلاة فقط وأممهم الذين ينتجعون الكلأ في مجالات القفر الممتد من ثغور المغرب القبلية إلى ممالك السودان بالجنوب نيفاً وأربعين ألف خيمة( ).

وبذلك حال المنصور دون أي تدخل للإسبان في بلاد السودان بالرغم من احتلالهم لجزيرة ”أركان“ القريبة من الرأس الأبيض ومصب نهر السينغال: ” … العساكر والأجناد التي جعلناها لنكاية عدوالدين بالمرصاد واعتدناها للذب عن حدثة الإسلام وحياطة البلاد والعباد “( ) أوالقيام بأي تبشير مسيحي:

ولما رأيناهم قد أتوا من الغواية… وتفاقم الأمر حتى… النزوع إلى دين النصرانية واستبدال الملة التوحيدية بالملة التثليثية، فوجهوا وفداً خاض من بلادهم ثبج البحر إلى الاشبونة قاعدة برتغال من بلاد الكفر حتى أتوا منها بقسيسين يفقهونهم في دين الطاغوت وعقائد اللاهوت… فانقدح بذلك دين النصرانية في من يليهم انقداح النار حتى تفاقم الداء واستشرى ورجعت حدثة الإسلام في تلك الآفاق القهقرى… ( ).

وتمتعت نتيجة لذلك بلاد السودان بالطمأنينة والسلام: وهي جنود الله التي لولا ما حجزت بينكم وبين طواغيت الشرك سيوفها القاصمة وضربت في وجه الكفر دونكم بأسوارها العاصمة… لفاض عليكم طوفانه السائل وسال على أرضكم منه شؤبوب هاطل. وكبحت عنكم عنان الكفر حتى نمتم في كفالتها آمنين وفي حياطتها وادعين مطمئنين ( ).

غير حتى اضطراب الأوضاع الداخلية لدولة سنغاي الممتدة على الحوض الأوسط لنهر النيجر والمضاعفات الخطيرة التي ترتبت عليها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ”ثم بدلوا نعمة الله كفراً، وما هجروا شيئاً من معاصي الله تعالى إلا وارتكبوها جهراً“ ( ) جعلت أحوال السودانيين تتصف ”بالأحوال الذميمة والطبائع الرذيلة“( ) وأيامهم بأنها ”أيام بؤس ومجاعة“ ( ) في وقت ارتفعت فيه أصوات الاستغاثة وطلبات النجدة من الخليفة المنصور، وهوالحريص على ”لم شعث المسلمين ودعم نادىئم الدين وتشييد معالم الجهاد وإخماد شرر الكفر“ ( ). أوفد المولى أحمد إلى السودان قوات عسكرية لإقرار الأمن والطمأنينة في شهر جمادى الأولى 999 هـ الموافق لمارس 1591 م. وعندما وصلت إلى تمبوكتو، شرعت ”في التمهيد وتسكين الشارد وتأمين الطريد وخفض الجناح حتى اطمأنت النفوس المستنة في مجال القلق واستقرت الأفئدة الجائشة“ ( ). ومن الذين استقبلوا القوات المغربية استقبال الفاتحين قاضي القضاة بتمبوكتوعمر بن محمود بن عمر وخطيب جامع كاغومحمود رامي، ”وتلقاهم الخطيب المذكور بالترحيب والإكرام وأضافهم إضافة فاخرة كبيرة“( )، وعدد كبير من الأمراء السودانيين. ”وكان ممن انخذل عن الاسكيا أخوه في نحوثلاثمائة من إخوته ووجوه عساكره ورؤساء دولته… راسل أجناد المنصور ليصل يده بأيديهم“ ( ). وعن عدالة الحكم المغربي في السودان يؤكد المؤرخ السوداني عبد الرحمن السعيدي ـ وهومعاصر ـ بأن سلوك أغلبية المسؤولين المغاربة كان محموداً: فعندما أخذت الأوضاع تستقر، ولوا على بلاد السودان الاسكيا سليمان. ”وأكرم الباشا سليمان غاية الإكرام حتى جعله اسكيا عليهم“( ). وقد كان الباشا منصور ”رجلاً مباركاً عدلاً ذا حكم شديد في الجيش وأمسك أيدي الظلمة والفسقة على المسلمين فصار يحبه الضعفاء المساكين ويبغضه الفسقة والظالمون“ ( ). أما الباشا محمد طابع، ”فذوفهم وذورأي وتدبير“ ( ). والباشا سليمان كان ”ذا همة عالية ورأي فائق وتدبير عجيب وحكم سديد وسار بذلك في الجيش كله“ ( ). وعن القائد مامي المغربي ذكر السعيدي في "تاريخـ"ـه: ”ثم اتى القائد مامي إلى جني… وأصلح من أمور البلاد ما أصلح… ثم عاد القائد مامي لتمبوكتووقد استقام الحال بحيث لم يبق في تلك الناحية ما يشوش البال والحمد لله الكبير المتعال“ ( ). إلى غير ذلك ساد الأمن والاستقرار مجموع بلاد السودان وازدهرت بالتالي أحوالها الاقتصادية. ”وعن قريب إذا شاء الله تعود تلك الأقطار تزهوعلى جِلَّقَ وشط الفرات ويطير صيتها في الخصب فتمير القاصي والداني من أنطقيم السودان“( ). وبالفتح المغربي للسودان، ”اجتمعت اليوم ـ بحمد الله ـ بانتظام هذه الممالك حدثة الإسلام وارتقى الأمر ـ بحول الله ـ إلى الكمال “( ).

[و] الهمم الشريفة قد همت بتجديد الأسطول وكلفت بالاستكثار من المراكب الجهادية والآلات الحربية بما كان مولانا أمير المؤمنين ـ أيده الله ـ يؤمل من فتح جزيرة الأندلس وعبور البحر إليها بجنود الله وعساكر الإسلام لتجديد رسوم الإيمان بها وافتكاكها من أيدي الكفر المتغلب عليها ( ).

لما تم لمولانا الإمام الخليفة المنصور بالله أمير المؤمنين ـ أيده الله ـ ما أراد من فتح إقليمي توات وتيكورارين…، بادر بتجهيز العساكر إلى جهة الساحل… وبعث عن مولاه القائد أبي عبد الله محمد بن سالم صاحب الشرطة بفاس. فعقد له عليهم وسرحه إلى السوس بالمال وخزائن العدة والبارود وأوعز إلى القائد أبي محمد عبد المولى بن عيسى بن بر الوالي كان على عمالة تكاوصت ووادي نول بالحركة معه بقومه وسائر عشائره من عبده النازلين معه وجعله إسوة مولاه ابن سالم في تدبير الحروب دون الخراج، فنهضوا من السوس من بعد استكمال الأهبة في شهور عام اثنين وتسعين (وتسعمائة) وخاضوا القفر مع الساحل إلى السودان فوصلوا إليها من بعد الجهد لتسعين فترة متصلة من ثغور ممالك العرب القبلية ولم يكن لأهل السودان من فهم بالعساكر لوحشية القفر حتى نزلوا بساحتهم… ولم يكن إلا حتى بادر ملوكهم باللحاق إلى المعسكر واللياذ بالطاعة… ووصلوا إلى معسكر جنود الإمام أمير المؤمنين يقدمهم كبيرهم الموفى على الغاية في السن والهرم إبراهيم بن رضوان يامرفال وموسى جوب وغولي أخويامرفال وكلهم من ملوك السواحل ببلاد السودان وألقوا أنفسهم على القواد مستسلمين فتلقوهم بما يتلقى به أمثالهم من عظماء القوم وملوكهم وأكرموا موصلهم وخلعوا عليهم… وارتحلت العساكر من بعد ذلك وسارت تحت رايات أمير المؤمنين تخترق ممالك السودان حتى انتهت لخليج النيل المنبعث من قاصية السودان وكرعت خيل المنصور في مائة وخفقت راياتها على شطه… وقفلت العساكر إلى المغرب ظافرة ظاهرة وكان الذي استجاب لهم ودان بالطاعة والانقياد من عرب الفلات فقط وأممهم الذين ينتجعون الكلأ في مجالات القفر الممتد من ثغور المغرب القبلية إلى ممالك السودان بالجنوب نيفاً وأربعين ألف خيمة كلها من أهل الوبر والكراع المربى على النمل كثرة والجراد انتشاراً.

—عبد العزيـز الفشتـالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص ص .78 ـ 80.

وبعد الفتح المغربي لبلاد السودان،

خط ـ أيده الله ـ إلى الجهـات والأقطار من ممالكه بالفـتح وإنهاء البشرى…

ولما استوى القدم بعساكرنا ـ وفرها الله ـ في البلاد، وأصبحوا في دنيا لا تفي العبارة لها بكنه ولا تعارض بشبه ولا نظير لها في الأرضين بوجه، ما شئت من ممالك متعددة الأقطار، متنوعة الأوطان والأوطار، جمة المرافق والفوائد وما ألف الوافد والرائد، لا تحد بغاية ولا تدرك بها نهاية محشر الأمم وبستان العالم ومدرج الذر من بني آدم، وملك ضخم لا تصل إليه الهمم لولا عنايته التي لا تقاوم. وناهيك بممالك يخترقها بحر النيل نهر الجنة ومدفع مياه الرحمة… تزخر بالنعم واتصال العمران… ولقد اجتمعت اليوم ـ بحمد الله ـ بانتظام هذه الممالك حدثة الإسلام وارتقى الأمر ـ بحول الله ـ إلى الكمال الذي دل منه حسن الابتداء على حسن الاختتام، ولم يبق ـ بحول الله ـ إلا صـرف العزائمـ إلى جهـاد العدوالكافر وأن تدور عليه ـ بحول الله ـ الدوائر حتى نغزوه بجنود الله في عقر دياره ومحل قراره، ويعلوحزب الله على حزب الشيطان وأنصاره بعز الله وتأييده… وفي ليلة الجمعة سابعة شعبان المكرم عام تسعة وتسعين وتسعمائة.

—عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، ص. 142 ـ 146.

المصادر

  • الدكتور عبد الكريم كريم، كلية الآداب ـ الرباط، الفتح المغربي لبلاد السودان


تاريخ النشر: 2020-06-04 05:04:47
التصنيفات: سعديون, تاريخ السودان الغربي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رتال توفر أكثر من 1300 وحدة سكنية في مشروع نساج الفرسان السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:29:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

الشورى يقر تعديلات على مشروع نظام المساهمات العقارية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:29:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

إسرائيل أبلغت أميركا عدم ترخيص أي مستوطنات جديدة في الأشهر المقبلة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:34
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 88%

وظائف لمراقبة وحراسة المساجد السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:29:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

حسن توظيف العقارات الدولية الفلاحية بزغوان وسليانة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

الكرملين: علاقات روسيا مع مولدوفا «متوترة للغاية»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:13
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

المحكمة تقضي بادانة محمد بوغلاب

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:37
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

"قطر للطاقة" تضم أعمال التسويق بشركة قطر غاز

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:44
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

تقرير: هاري وميغان «في مأزق» بسبب حفل تتويج الملك تشارلز

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:25
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 85%

زيلينسكي يحذر من «حرب عالمية» إذا تحالفت الصين مع روسيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:21
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 97%

بدء محاكمة سعد لمجرّد في باريس بتهمة الاغتصاب

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:30
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

اليابان تتعهد بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:23
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 90%

«الناتو»: موسكو مستعدة لدفع ثمن بشري باهظ

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:18
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 97%

فاجعة جرجيس: جمعية البحار التنموية تعلن تعليق الاعتصام غدا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

بايدن في كييف: حرب بوتين تفشل

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-20 15:28:17
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية